أخبار مصر وإفريقيا... مباحثات مصرية ـ قبرصية ـ يونانية لدفع التعاون المشترك.. المنفي يطلق مبادرة لتجنيب ليبيا «الصراع المسلح»...الرئيس التونسي يواجه اتهامات بـ«الانفراد بالسلطة».. البرهان: الانقلاب على الحكومة الانتقالية خط أحمر ..الجزائر: تنظيم حقوقي يطالب بالإفراج عن أكثر من 200 سجين رأي..وسط التوتر مع الجزائر.. المغرب يتسلم طائرات تركية بلا طيار..رئيس المجلس العسكري في تشاد يعين برلمانًا انتقاليا..مالي تؤكد اهتمامها بالتعاون الأمني مع روسيا..مقتل جندي فرنسي في "معركة ضد جماعة إرهابية مسلحة"..

تاريخ الإضافة السبت 25 أيلول 2021 - 5:41 ص    عدد الزيارات 1146    القسم عربية

        


مباحثات مصرية ـ قبرصية ـ يونانية لدفع التعاون المشترك.. شكري التقى خريستودوليديس وديندياس في نيويورك..

الشرق الاوسط... القاهرة: وليد عبد الرحمن... أكدت مصر وقبرص واليونان على «التنسيق بشأن القضايا محل الاهتمام المشترك»، جاء ذلك خلال اجتماع وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيريه القبرصي نيكوس خريستودوليديس، واليوناني نيكوس ديندياس، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها مساء أول من أمس، أن «اللقاء تناول التباحث حول دفع التعاون بين البلدان الصديقة الثلاث في مختلف المجالات، والتنسيق بشأن القضايا محل الاهتمام المشترك». وتؤكد القاهرة على «مواصلة تفعيل أطر التعاون الثلاثي مع قبرص واليونان». ويشار إلى أنه لمصر علاقات وثيقة مع اليونان وقبرص، وتعقد الدول الثلاث قمماً بشكل منتظم، في إطار تعاونها في مجال الطاقة بـ«المتوسط». وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد استقبل مطلع الشهر الحالي نظيره القبرصي نيكوس أناستاسياديس في القاهرة. وأعرب السيسي حينها عن تثمينه لـ«ترفيع» الإطار العام للعلاقات الثنائية من خلال «اللجنة الحكومية العليا» بين البلدين، معتبراً أن الأمر «يعكس الاهتمام بتعزيز ودفع العلاقات لمستوى متقدم». وقال السيسي، إن بلاده حريصة على «الاستمرار في الخط الثابت لتعزيز العلاقات مع شركائنا في إقليم المتوسط». وأضاف، أنه توافق والرئيس القبرصي على «أهمية تعزيز الآلية القائمة للتعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان لمواصلة التنسيق السياسي والتعاون الفني بين الدول الثلاث، والعمل على تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الآلية التي تجمع دولنا الثلاث تحديداً بحكم تفرد تلك العلاقة». كما عقد شكري مساء أول من أمس جلسة مباحثات مع نظيره اليوناني. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ، في تغريده عبر حسابه على «تويتر»، إن «اللقاء يأتي استمراراً للتعاون الوثيق والمثمر بين مصر واليونان، ولمتابعة التنسيق حول الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين». ودشّنت مصر واليونان وقبرص في سبتمبر (أيلول) 2020، إلى جانب إيطاليا وفلسطين والأردن وإسرائيل «منتدى غاز شرق المتوسط» كمنظمة إقليمية، مقرها القاهرة. ويستهدف المنتدى، بحسب بيان رسمي لممثلي الدول الست حينها «تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي، وخلق مناخ من الثقة وعلاقات حسن الجوار من خلال التعاون الإقليمي في مجال الطاقة». في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية المصرية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، نظيره اللاتفي ادجارز رينكفيتش. وناقشا «سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وذلك في ضوء حرص مصر على دعم وتطوير العلاقات مع لاتفيا وجميع دول البلطيق على جميع المستويات»، وفق بيان لـ«الخارجية المصرية». كما التقى شكري أيضاً وزير خارجية النيجر هاسومي مسعودو للتباحث حول «أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وأهم القضايا الإقليمية».

السيسي: خطر المجاعة يحد من قدرة الدول على التنمية

القاهرة: «الشرق الأوسط»... أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن «خطر المجاعة يحد من قدرة الدول والحكومات على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بجميع مشتملاتها». وقال السيسي في كلمة له عبر «الفيديو كونفرنس» خلال مشاركته في «قمة نظم الغذاء» بالأمم المتحدة مساء أول من أمس، إن «القمة تُعقد في فترة دقيقة تتطلب بذل مزيد من الجهد للتصدي للتحديات المركبة التي يتعين علينا مواجهتها»، مشيراً إلى أن «تأسيس نظم غذائية مستدامة تحقق الأمن الغذائي لمجتمعنا، تأتي على رأس أولوياتنا جميعاً، وبخاصة في ظل تفاقم تغير المناخ، فضلاً عن الأوضاع السياسية المعقدة في بعض الأنحاء». وأضاف الرئيس المصري أنه «في ظل تفاقم ظاهرة تغير المناخ وما تتسبب فيه من ارتفاع في معدلات درجات الحـرارة ونـدرة في الميـاه، وتدهور لجودة التربة وتصحر لمساحات هائلة من الأراضي الزراعية وتبعات ذلك الاقتصادية والاجتماعيــة، فإن خطر المجاعة بات يهدد الكثير من مناطق العالم خصوصاً في أفريقيا، ويتطلب إيجاد حلول (سريعة وفعالة) لإنقاذ الملايين من البشر -غالبيتهم من النساء والأطفال- من هذا التهديد الوجودي». السيسي أوضح أن «مصر أدركت منذ وقت مبكر ما تمثله هذه القمة من فرصة مواتية لطرح أفكار وحلول لتلك التحديات فضلاً عن الدور الذي يمكن أن تضطلع به في تعزيز التعاون الدولي وحشد التمويل اللازم في هذا الصدد، وعليه فقد سارعت مصر بالقيام بدورها في إطار العملية التحضيـرية للقمة وطنياً وإقليمياً»، لافتاً أن «بلاده دشنت حواراً وطنياً شاملاً منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ضم جميع المؤسسات الحكومية المعنية، وممثلي القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، أسفر عن التوافق على (وثيقة وطنية) للتحول إلى نظام غذائي صحي ومستدام، كما انضمت مصر إلى تحالف (التغذية المدرسية) اقتناعاً منها بأهمية توفير غذاء صحي للطالبات والطلاب وبمحورية مساهمة الشراكات الدولية في تحقيق هذا الهدف، حيث باتت مصر إحدى كبرى الدول تنفيذاً لهذا البرنامج في المنطقة». وتحدث الرئيس المصري على المستوى الإقليمي، بقوله إن «بلاده انخرطت في صياغة موقف أفريقي موحد خلال القمة يعكس أولويات شعوب القارة، وخصوصية تحدياتها ذات الصلة بالأمن الغذائي، ونعتزم استمرار العمل مع أشقائنا الأفارقة لمواجهة هذه التحديات سعياً للإسراع في تنفيذ (أجندة الاتحاد الأفريقي 2063)». في ذات السياق، أكد السيسي أن «النجاح مرهون بمدى قدرتنا على الخروج بنتائج من القمة تسهم في صياغة نظام غذائي مستدام وطموح قابل للتنفيذ يراعي خصوصيات كل دولة وأولوياتها دون فرض رؤى أو نماذج محددة، وتوفير الدعم المطلوب، عبر تطوير آليات تمويلية خلاقة، وتعاون دولي فعال، يجمع الدول بأطراف المنظومة الأممية وشركاء التنمية، مع وضع آليات متابعة فعالة ومرنة -وطنياً ودولياً- تسهم في تحقيق أهدافنا المنشودة، وتطلعاتنا المشروعة لتلبية احتياجات شعوبنا جميعاً».

مصر: عودة «النواب» و«الشيوخ» للانعقاد الشهر المقبل

القاهرة: «الشرق الأوسط»... يعود مجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان)، ومجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان) للانعقاد الشهر المقبل. ونشرت جريدة «الوقائع المصرية» الرسمية في مصر أمس، قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن دعوة مجلس النواب للانعقاد لافتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثاني، وذلك في 2 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. كما نشرت الجريدة الرسمية أمس، قرار الرئيس المصري لدعوة مجلس الشيوخ للانعقاد لافتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الأول في 5 أكتوبر المقبل. وبحسب مصادر برلمانية، فإن «رئيس مجلس النواب (البرلمان) المستشار حنفي جبالي سوف يتلو خلال الجلسة الافتتاحية قرار الرئيس المصري بدعوة مجلس النواب للانعقاد، ثم تتم دعوة اللجان للانعقاد لبدء انتخابات اللجان النوعية للمجلس، بتشكيل عضوية اللجنة من رئيس ووكيلين وأمين سر لكل لجنة». ووفق المادة 42 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب المصري، فإنه «تنتخب كل لجنة في أقرب وقت ممكن، في بداية كل دور انعقاد عادي من بين أعضائها، رئيساً ووكيلين وأميناً للسر، وذلك بالأغلبية المطلقة لعدد أعضائها، وتقدم طلبات الترشح خلال الفترة التي يحددها (مكتب المجلس) الذي يتكون من رئيس المجلس والوكيلين، وتجرى الانتخابات بين المرشحين بطريق الاقتراع السري، وإذا لم يتقدم للترشيح أحد غير العدد المطلوب أعلن انتخاب المرشحين بالتزكية». ويبلغ عدد اللجان النوعية بمجلس النواب 25 لجنة لمساعدة المجلس في ممارسة اختصاصاته التشريعية والرقابية، من بينها «لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، والخطة والموازنة، والشؤون الاقتصادية، ولجنة العلاقات الخارجية، والشؤون العربية، ولجنة الدفاع والأمن القومي».

المنفي يطلق مبادرة لتجنيب ليبيا «الصراع المسلح»... ويدعو لمؤتمر دولي

متظاهرون يهتفون في وسط طرابلس بسقوط مجلس النواب

الشرق الاوسط... القاهرة: جمال جوهر... أطلق محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، مبادرة محلية تستهدف تجنيب البلاد العودة إلى الصراع المسلح، والدخول في تعقيدات أزمة جديدة؛ كما كشف عن استضافة بلاده لمؤتمر دولي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لدعم إنجاح العملية السياسية المرتقبة. ويأتي ذلك فيما احتشد مواطنون في «ميدان الشهداء» بوسط طرابلس مساء أمس تنديداً بقرار مجلس النواب حجب الثقة عن حكومة «الوحدة الوطنية» برئاسة عبد الحميد الدبيبة. وانتشرت قوات الشرطة بمحيط الميدان لتوفير الحماية للمتظاهرين الذين بدأوا في التوافد من غالبية أنحاء العاصمة مساء أمس، حاملين اللافتات و«البطاقات الحمراء»، مطالبين بسقوط مجلس النواب. وعشية انطلاق التظاهرات، استقبل الدبيبة بالعاصمة وفداً عن «الهيئة الوطنية» لأعيان ومشايخ المنطقة الشرقية، برئاسة الشيخ إدريس يحيى البرعصي، وتناول اللقاء، بحسب المكتب الإعلامي للحكومة، أمس، الجهود المبذولة في مسار «المصالحة الوطنية»، وإمكانية التوصل إلى «ميثاق وطني» للمصالحة بين أبناء الشعب الليبي. وأفاد المكتب الإعلامي بأن أعضاء الوفد «أكدوا دعمهم لحكومة (الوحدة الوطنية) في المرحلة السياسية الحساسة التي تمر بها البلاد، مشيدين بدورها في دعم الاستقرار وتقديم الخدمات لكافة المواطنين»، بينما تحدث الدبيبة عن رؤية الحكومة «الراسخة» في توحيد المؤسسات وحل المشاكل التي تواجه المواطنين، مشدداً على «لم الشمل، وتجاوز الخلافات، وتحقيق الاستقرار». وتباينت الآراء بين مؤيد أو معارض للتظاهرات التي دعا إليها الدبيبة، إذ طالب مشايخ قبيلة التواجير في اجتماع للقبائل بمنطقة سلوق القريبة من مدينة بنغازي، الشعب الليبي بـ«ترك أعمالهم، والتوجه والاحتشاد أمام مجلس النواب لحين العدول عن قرار سحب الثقة من الحكومة»، وإن لم يستجب فعليهم «إغلاقه لمنع أعضائه من تقاضي رواتبهم على نفقاتنا». بموازاة ذلك، رأى الشيخ علي مصباح أبو سبيحة رئيس المجلس الأعلى لقبائل ومدن «فزان» (جنوب ليبيا)، أن الخروج للتظاهر يعني التأييد لـ«الإخوان المفلسين» و«الجماعة الليبية المقاتلة»، محذراً من «استغلال عواطف الجماهير الجياشة الكارهة لتصرفات (...) أعضاء مجلس النواب». واعتبر أن تأييد دار الإفتاء في طرابلس للمظاهرات «دليل على ضلالتها وعدم مشروعيتها، ولا تزيد الوطن إلا انقساماً وتشظياً وفرقة وتضعه على حافة الحرب». ووافق الدبيبة، على قرار مجلس الوزراء، لتنفيذ قانون رقم 4 لسنة 2018 الصادر عن مجلس النواب والذي يتضمن زيادة مرتبات المعلمين، على أن يتم البدء في تنفيذها اعتباراً من سبتمبر (أيلول) الجاري. وطمأن رئيس الوزراء جميع العاملين في بقية القطاعات بأن الزيادة في مرتباتهم «هدف رئيسي» لحكومته وعلى رأس هؤلاء العاملون بقطاعي الصحة والداخلية، متابعاً أن «اعتماد جدول مرتبات موحد لكافة العاملين بالدولة، وتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة، مسؤولية تاريخية تقع على عاتق الحكومة». في غضون ذلك، قال محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، إن ليبيا تشهد مرحلة «مفصلية بل ومصيرية»، مع اقتراب الموعد المحدد لإجراء الانتخابات، «فإما النجاح نحو التحول الديمقراطي عبر إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ومقبولة النتائج، ومن ثم الانطلاق نحو الاستقرار الدائم والازدهار، وإما الفشل والعودة إلى مربع الانقسام والصراع المسلح». وكشف المنفي أمام الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك مساء أول من أمس، أن ليبيا ستستضيف مؤتمراً دولياً في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لدعم إنجاح العملية السياسية، وسينعقد بمشاركة المؤسسات والجهات الوطنية ذات العلاقة، وكذلك الشركاء على المستويين الدولي والإقليمي. وذهب المنفي إلى أن المؤتمر يهدف إلى وجود دعم دولي «بصورة موحدة ومتسقة» واستعادة الشعور بالقيادة والملكية الليبية على مستقبل البلاد. وتابع: «نواجه تحديات حقيقية وتطورات متسارعة تدفعنا من موقع المسؤولية في التفكير في خيارات أكثر واقعية وعملية تجنبنا مخاطر الانسداد في العملية السياسية التي قد تقوض الاستحقاق الانتخابي الذي نتطلع إليه وتعود بنا إلى المربع الأول». وأضاف في كلمة نقلها مكتبه الإعلامي أمس: «ندعو المجتمع الدولي للمساعدة في إخراج (المرتزقة) بما يسهم في إجراء الانتخابات، ونؤكد أهمية إجراء الانتخابات في موعدها المقرر». كما أطلق المنفي مبادرة محلية تضمنت عدداً من العناصر والخطوات التي تهدف إلى «الحفاظ على العملية السياسية، وتجنب البلاد الدخول في تعقيدات أزمة جديدة»، وتركز على اجتماع الأطراف المعنية ممثلة في قيادات المؤسسات السياسية والعسكرية المعنية في ليبيا، لتيسير الوصول إلى توافق حول ضمانات فاعلة للحفاظ على العملية السياسية، وإجراء انتخابات آمنة وشفافة ونزيهة ومقبولة النتائج، لافتاً إلى أن العمل على هذا المسار يستلزم بالدرجة الأولى «تنازلاً من الجميع، والتحلي بروح المسؤولية، ووضع مصلحة الوطن فوق أي مصالح أخرى». واختتم المنفي موجهاً حديثه إلى الشعب الليبي: «شهد لكم التاريخ بالكفاح والنضال ومقارعة الاحتلال والاستعمار، وأثبتم قدرتكم على مواجهة التحديات والأزمات، أنتم شعب ذو إرادة قوية وعزيمة صلبة، وإننا على ثقة من أننا معاً سنكون قادرين على الخروج من هذه المحنة أقوى مما كان، وأصلب من ذي قبل». ويعول كثير من الليبيين على إجراء انتخابات رئاسية ونيابية مرتقبة، في 24 ديسمبر (كانون الأول)، أملاً في إخراج البلاد من أزمتها، في ظل عدم توافق حول الأساس التشريعي الذي يجرى بمقتضاه هذا الاستحقاق.

ليبيا: الفدية أو القتل وسيلة تجار البشر للابتزاز

القاهرة: «الشرق الأوسط»... عبر مشاهد قاسية، ظهر مواطن صومالي الجنسية في مقطع فيديو، وهو يمرّر سيفه على رقاب مجموعة من الوافدين الذين خطفهم من مناطق مختلفة في ليبيا وكدّسهم في مخبأ سري، غالبيتهم من المصريين؛ كي يدخل الرعب في قلوب أسرهم فيسارعون بدفع فدية مالية لإطلاقهم، في واحدة من جرائم الاتجار بالبشر التي تكافحها الأجهزة الأمنية في ليبيا. التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة في طرابلس خلال اليومين الماضيين، بتوجيه من النائب العام الصديق الصور، كشفت عن أن المتهم الذي يدعى حسن قيدي، ويقود شبكة منظمة تعمل في تنظيم عمليات الهجرة غير المشروعة، دأب على اقتياد ضحاياه من الوافدين والتغرير بهم بزعم قدرته على مساعدتهم في الهجرة إلى أوروبا، لكن دائماً كان ينتهي بهم الحال بسجنهم في مخابئ سرية، حيث يعذَبون بشكل يومي، وترسل مقاطع مصورة إلى أسرهم بقصد ابتزازها مالياً لإطلاق سراحهم. وقال مصدر أمني في مديرية أمن زوارة لـ«الشرق الأوسط»، «نجحنا أكثر من مرة في القبض على أفراد من هذه العصابات التي يكون أغلب عناصرها من الليبيين، وحررنا المخطوفين، لكن للأسف كان بعض هذه المافيا ينجح في ابتزاز أسر الضحايا، سواء في مصر أو دول أفريقية أخرى، من بينها السودان، والحصول منهم على مبالغ كبيرة لإطلاق سراح أبنائهم المخطوفين». وكشفت وزارة الداخلية الليبية عن «تحرير» مختطفين في مدينة مصراتة (غرب ليبيا)، من قبضة عصابة تمتهن خطف وابتزاز العمالة الوافدة من الجنسيات العربية والأفريقية، مشيرة إلى أن قسم البحث الجنائي في مصراتة جمع معلومات بشأن تورط عصابة «بخطف العمالة وابتزازهم والاتصال بذويهم عبر الهاتف وتعذيبهم تحت مسمعهم للضغط عليهم لدفع المبالغ المالية لإطلاق سراحهم، وكذلك سرقة ما يدخرون من أموال». وأفادت التحقيقات التي يجريها مكتب النائب العام، بأن الصومالي قيدي يقود شبكة تعمل في الاتجار بالبشر، وتعمّد قتل العشرات من المهاجرين لأجل الاتجار بأعضائهم، والاعتداء جنسياً على عدد من المهاجرات تحت سطوة السلاح، وتعريض المهاجرين للمعاملة القاسية لإرغام ذويهم على دفع مبالغ مالية نظير إطلاق سراحهم. وسبق لعناصر «اللواء 444 قتال» التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، القبض على المتهم الصومالي، في عملية نوعيّة بمدينة بني وليد مطلع مارس (آذار) الماضي؛ امتثالاً لأوامر القبض الصادرة ضده بغية مكافحة جرائم التهريب والاتجار بالبشر. وتقول أسر مصرية عدة، إنه طُلب منها إرسال مبالغ مالية كبيرة على حسابات أشخاص في ليبيا كي يتم إطلاق سراح أبنائها المخطوفين هناك. وفي أبريل (نيسان) الماضي، أعلنت 5 عائلات بمركز منفلوط في محافظة أسيوط جنوب مصر، أن كل منها دفع لعصابة من تجار البشر في مدينة بني وليد (شمال غربي ليبيا) فدية 7 آلاف دولار لإطلاق 5 عمال خطفوا هناك. وتعد جرائم خطف المهاجرين غير النظاميين هي الأشهر في مناطق عدة في ليبيا، لكن في بني وليد تقع بوتيرة متسارعة، وهو ما كشفت عنه أحدث عمليات المداهمة التي شنها «اللواء 444 قتال» على المدينة؛ إذ نجح مساء أول من أمس، في تحرير 8 مصريين كانوا محتجزين في «أحد أوكار عصابات المتاجرة بالبشر». وأوضح اللواء الذي داهم أوكاراً عدة للخارجين على القانون في المدينة، فجر أمس، أن العصابة الخاطفة التي احتجزت المصريين كانت تطالب أسرهم بدفع فدية مقابل إطلاق سراحهم، لكن قوات تمكنت من الوصول إليهم وتحريرهم. ولم تكن هذه هي العملية الوحيدة التي تتم فيها مداهمة أوكار مافيا الاتجار بالبشر، غير أن اللافت هو استهدافهم للمصريين بشكل أكبر، بحسب مصدر أمني أرجع الأمر «لقدرة ذويهم على تدبير الأموال المطلوبة وإرسالها سريعا إلى ليبيا». وفي اجتماع سابق لمجلس وزراء العدل العرب، عُـقد عن بُعد عبر الدائرة المغلقة، قدمت ليبيا عدداً من الملاحظات بشأن اتفاقية مكافحة الاتجار غير المشروع بالأسلحة ومسألة تجريم دفع الفدية. وأعلن «اللواء 444 قتال» في 10 مارس الماضي، تحرير قرابة 120 مهاجراً كانوا محتجزين بأحد أوكار تجار البشر ببني وليد أغلبهم يحملون الجنسية المصرية. كما جرى تحرير 20 مصرياً آخرين أواخر العام الماضي كانوا محتجزين لدى عصابات تهريب. وكشف تقرير سابق مشترك صادر عن المنظمة الدولية للهجرة ووزارة شؤون المهجرين في ليبيا، عن تورط مافيا تهريب البشر في إجبار المهاجرين وعائلاتهم على دفع آلاف الدولارات كفدية لتحريرهم من الأسر. وفي سياق قريب، تمكنت دوريات أمنية تابعة لوزارة الداخلية من ضبط 69 مهاجراً غير نظامي من جنسيات مختلفة بمحيط المدينة القديمة في طرابلس، وذلك ضمن الحملة الأمنية التي تتولاها دوريات المكتب بنطاق المدينة القديمة وجوارها.

الرئيس التونسي يواجه اتهامات بـ«الانفراد بالسلطة»

الشرق الاوسط... تونس: المنجي السعيداني... في انتظار الإعلان الرسمي عن الحكومة التونسية الجديدة التي ستخلف حكومة هشام المشيشي المقالة، واصلت أحزاب سياسية ومنظمات اجتماعية التعبير عن مواقف منتقدة للرئيس قيس سعيّد الذي يواجه اتهامات بـ«الانفراد بالسلطة» من خلال إدارته المرحلة السياسية المقبلة بـ«أوامر رئاسية». وأفادت تسريبات بأن الحكومة الجديدة ستوكل رئاستها لتوفيق شرف الدين، وزير الداخلية السابق المقرب من رئيس الجمهورية، وبأن من المنتظر أن تكون حكومة مصغرة ومحدودة العدد لا تتجاوز 20 حقيبة، على أن يتم تغيير أغلب الوزراء الحاليين، مع إمكان اعتماد التنظيم الجديد للحكومة على طريقة الأقطاب، مثل القطب الاقتصادي والمالي، وقطب التعليم، وقطب السياحة والثقافة وقطب التجهيز والإسكان وأملاك الدولة. وفي الوقت الذي جدد فيه اتحاد الشغل (نقابة العمال) المطالبة بالتسريع بتشكيل حكومة بكامل الصلاحيات لها القدرة على مجابهة تعقيدات وضع زادته الحالة الاستثنائية تعقيداً وتأزماً، وتمسكه بضرورة تشكيل حكومة تكرس استمرارية الدولة في تنفيذ تعهداتها والتزاماتها واتفاقيّاتها مع الأطراف الاجتماعية، عقد حمة الهمامي، رئيس حزب العمال (يساري)، مؤتمراً صحافياً أمس أكد خلاله أن المراسيم الصادرة عن رئيس الجمهورية تشكل «خطورة كبيرة على الديمقراطية في تونس». واعتبر الهمامي، أنّ الرئيس قيس سعيّد أسند لنفسه سلطة تأسيسية واستجمع في يديه كل السلطات، موجهاً أوصافاً قاسية له بوصفه «يحن للمنظومة القديمة التي ينتمي إليها»، على حد قوله. ورأى الهمامي أن لا فرق بين سعيّد وبين حركة النهضة والائتلاف الحاكم في خصوص السيادة الوطنية والعلاقات الدولية، قائلاً، إنّ رئيس الجمهورية لا يمتلك برنامجاً لإنقاذ تونس، وتحداه «أن يمسّ شعرة من مصالح الاستعمار في تونس»، حسب وصفه. وأكد الزعيم اليساري، أن موقف حزبه، العمال، كان واضحاً منذ 25 يوليو (تموز) الماضي، تاريخ إقرار الإجراءات الاستثنائية، معتبراً أن خطورة الإجراءات انطلقت باعتبار تعيين رئيس الجمهورية نفسه ممثلاً للنيابة العامة. وانتقد بشدة الأطراف السياسية التي حكمت خلال العشرية الأخيرة بزعامة حركة النهضة، واصفاً ديمقراطية العشرية الأخيرة بأنها «ديمقراطية متعفنة» عاشت خلالها تونس الفقر والبطالة والفساد. وفي السياق ذاته، شدّد المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل على تمسّكه بما تضمنته بيانات الاتحاد عقب 25 يوليو، معتبراً ما حدث فرصة تاريخية للقطع مع عشرية غلب عليها «الفشل والتعثّر» وسادتها الفوضى والفساد وانتشر فيها الإرهاب. وعبّر الاتحاد، في بيان نشره أمس، عن رفضه محاولة اعتماد فشل هذه العشرية «ذريعة للمقايضة بين الحرية واحتكار السلطة»، رافضاً «احتكار» رئيس الجمهورية تعديل الدستور أو تعديل القانون الانتخابي. ونبّه اتحاد الشغل إلى مخاطر تجميع السلطات في يد رئيس الدولة في غياب الهياكل الدستورية التعديلية، معتبراً أن الدستور التونسي منطلق ومرجع رئيسي في انتظار استفتاء على تعديله يكون «نتاج حوار واسع». كما دعا إلى عدم حصر الإصلاحات في المسائل الشكلية وفي إعادة هيكلة النظام السياسي والانتخابي فقط، بل يجب أن تشمل جميع المنظومات التي «ترهّلت وخرّبت بشكل منهجي على امتداد عقود». وبشأن الحلول المتاحة للخروج من الأزمة الراهنة، قال اتحاد الشغل إن نهج التشاور والتشارك والحوار على قاعدة المبادئ الوطنية وسيادة تونس وخدمة شعبها والتجرد من المصالح الذاتية والفئوية، يمثل الطريق الوحيدة للخروج من الأزمة. في غضون ذلك، قرر الحزب الدستوري الحر الذي تتزعمه عبير موسي تنظيم وقفة احتجاجية اليوم السبت أمام مقر البنك المركزي التونسي للمطالبة بكشف «حقيقة الوضعية المالية للدولة». وشرحت موسي هدف تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية بالقول «نريد لفت نظر محافظ البنك المركزي مروان العباسي لتدهور الوضع الاقتصادي للبلاد»، معتبرة أن «أي محاولة لمنع الوقفة تعد جريمة في حق الشعب التونسي». وتابعت أنه «لا مجال للسكوت اليوم، ولا مجال للرضوخ». وطالبت موسي، في الوقت ذاته، طلبة القانون في الجامعة التونسية بتنظيم وقفة احتجاجية أمام كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس للتعبير عن غضبهم من عدد من أساتذة القانون، على غرار الصغير الزكراوي ورابح الخرايفي وغيرهما، متهمة إياهم بالخضوع للحاكم وتطويع الدستور والقانون وإطلاق فتاوى على مقاس مَن في الحكم، على حد تعبيرها. وفي انتظار الإعلان الرسمي عن تشكيلة الحكومة الجديدة، أفادت معلومات بأنها ستكون على الأرجح برئاسة توفيق شرف الدين الذي ينتمي إلى ولاية (محافظة) القيروان (وسط البلاد) ويبلغ من العمر نحو 52 عاماً. وهو محام وعضو في عمادة المحامين حاصل على البكالوريوس ومن ثم الماجستير المهني من كلية الحقوق، ونال شهادة الخبرة والمزاولة والكفاءة سنة 1995. عُيّن شرف الدين يوم 24 أغسطس (آب) 2020 وزيراً للداخلية في حكومة هشام المشيشي، غير أن رئيس الحكومة أقاله من منصبه خلال يناير (كانون الثاني) 2021 إثر بروز خلاف بين رأسي السلطة التنفيذية (رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الحكومة هشام المشيشي) واتهام شرف الدين بخدمة مصالح رئيس الجمهورية على حساب الفريق الحكومي إثر محاولة تعيين قيادات أمنية بوزارة الداخلة دون إعلام رئيس الحكومة. وتوفيق شرف الدين كان ضمن الفريق الانتخابي الذي قاد الحملة التفسيرية للبرنامج الرئاسي لقيس سعيد بمدينة سوسة (وسط شرقي تونس) خلال انتخابات 2019، وهو يحتفظ بعلاقات وطيدة مع الرئيس التونسي.

البرهان: الانقلاب على الحكومة الانتقالية خط أحمر إثر حرب تصريحات في السودان بين المدنيين والعسكريين

الخرطوم: أحمد يونس... تراجع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان سريعاً عن تصريحات غاضبة أعقبت المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف الأسبوع، وذلك إثر حرب تصريحات بين المدنيين والعسكريين، وانتقادات عنيفة من الأحزاب السياسية لتصريحات البرهان التي كان قد هاجمهم فيها واتهمهم بالفشل. وأكد رئيس مجلس السيادة عدم وجود خصومة بين القوات المسلحة والشركاء المدنيين في الحكومة الانتقالية، والعمل المشترك مع قوى إعلان الحرية والتغيير لإكمال الفترة الانتقالية.وشن البرهان عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد الاثنين الماضي، حملة عنيفة على شركائه في الحكومة الانتقالية تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير»، وحملهم المسؤولية عن تكرار المحاولات الانقلابية، التي أرجعها إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تشهدها البلاد، وتوعد فيها بعدم ترك من سماهم فئة قليلة للاستئثار بحكم البلاد. وقال البرهان في مقابلة مع فضائية «العربية» مساء أول من أمس، إن الشباب هم أمل الثورة وعماد مستقبل الأمة، وإن الجيش لا يخاصم الطرف المدني، وإن تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، والذي يمثل المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية شريك أساسي، وإن الطرفين يعملان لإبعاد شبح الفرقة، وفي الوقت نفسه أكد دعمه لمبادرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الموسومة بـ«الطريق إلى أمام». وجدد البرهان التأكيد على التزامه بالشراكة القائمة، واحترامها، لكنه عاد ليقول: «انقسامات داخل القوى السياسية زادت من ضبابية الفترة الانتقالية». واعتبر البرهان الانقلاب على الانتقال خط أحمر، وتعهد بحماية الفترة الانتقالية، بقوله: «نحرص على إكمال الفترة الانتقالية كقوة وطنية موحدة ومتناغمة»، وحشد الإرادة لاستكمال الترتيبات الأمنية التي نصت عليها اتفاقية سلام جوبا بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح، وتابع: «السلام واحد من المتطلبات الأساسية في البلاد»، وتابع: «نستشعر الخطر والانقلابات خط أحمر في المرحلة الانتقالية». وأرجع البرهان عدم إنفاذ الترتيبات الأمنية إلى أسباب اقتصادية، وأن الأموال اللازمة لها لا تتوفر في خزينة الدولة، ونفى أن تكون المؤسسات الاقتصادية المملوكة للجيش منفصلة، وقال: «المؤسسات الاقتصادية التابعة للقوات المسلحة تعمل في شفافية». وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قد ذكر في تصريحات سابقة أن المؤسسة العسكرية والأمنية تسيطر على نسبة 80 في المائة من جملة النشاط الاقتصادي في البلاد، وأن وزارة المالية والاقتصاد لا تسيطر إلاّ على النسبة المتبقية، وأن الاتفاق على أيلولة المؤسسات التجارية والاقتصادية لوزارة المالية باستثناء مؤسسات الصناعة الدفاعية، لم يواجه تعقيدات. ورفض البرهان تدخل القوات العسكرية في فض الاحتجاجات في شرق السودان المستمرة منذ أكثر من أسبوع، وقطعت الطريق البري الرابط بين موانئ البلاد، وإغلاق الميناء والمطار، وقال إن الحل سياسي وإن الجيش يتدخل في ظروف معينة ومعروفة. وتحتج مجموعات قبلية في شرق البلاد على قسمة السلطة والثروة وفقا لاتفاقية سلام جوبا، وتطالب بمعالجة قضايا إقليمها، وفي سبيل ذلك عزلت شرق البلاد بشكل شبه كامل من بقية أنحائها، وهو ما اعتبرته الحكومة المدنية ماسا بالأمن القومي للبلاد. وقال البرهان ردا على سؤال عدم تدخل الجيش لفتح الطرق والموانئ، إن إغلاق الطرق أصبح إحدى سمات الاحتجاج، ولابد من تدخل السياسيين، مضيفا أنه لابد من الجلوس مع أطراف سياسية لحل مشكلة شرق السودان. ويجيء ذلك في إشارة للمتاريس التي استخدمها ثوار ديسمبر لقطع لإعاقة آليات القمع التي كان النظام المعزول يستخدمها في تفريق الاحتجاجات والتي كانت لا يسمح بقيامها، بيد أن الحكومة الانتقالية كانت قد كفلت حق التظاهر والتعبير السلمي، وهو ما جعل الكثيرين يرون في تتريس الطرقات لم يعد أسلوباً سلمياً. وقال قائد التجمع القبلي «الناظر» محمد محمد الأمين ترك، أول من أمس، إن احتجاجهم تحت حماية «القوات المسلحة»، بيد أن البرهان قطع بعدم وجود أية علاقة بين المكون العسكري في السلطة الانتقالية واحتجاجات شرق السودان. وأكد البرهان المضي قدما في الشراكة لإنجاح الفترة الانتقالية، والعبور بالبلاد لانتخابات حرة ونزيهة، وقال إن وزارة العدل تعمل على وضع تصور للانتخابات والدستور وإعداد القوانين اللازمة، واشترط إعداد دستور يعالج المشاكل السودانية المزمنة، مضيفاً «التحضير للانتخابات يحتاج إلى عمل كبير بدعم من أصدقاء السودان، مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الذي لم يتبق منه سوى عامين». ودعا البرهان لفتح المجال أمام القوى السياسية المؤمنة بالثورة والتغيير كافة، وفتح المجال أمامها، بيد أنه عاد وقال إن نهج الشراكة التي نصت عليها الوثيقة الدستورية لم يتغير، بيد أن التحالف السياسي تعرض لانقسامات تستوجب إعادة توحيده. وبشأن المحاولة الإنقلابية قال البرهان للمرة الأولى منذ إحباطها، إن لدى استخباراته معلومات عن أفعال من حاولوا الانقلاب من عسكريين ومدنيين، وتعهد بتقديم العسكريين منهم لمحاكمات عسكرية، وتقديم المدنيين للمحاكمة أمام القضاء.

الجزائر: تنظيم حقوقي يطالب بالإفراج عن أكثر من 200 سجين رأي

انطلاق عمليات بحث عن مهاجرين فقدوا في عرض «المتوسط» منذ أسبوع

الشرق الاوسط... الجزائر: بوعلام غمراسة... بينما طالبت «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان» بالإفراج عن 228 معتقلاً تابعتهم النيابة بسبب مواقفهم السياسية، حسبما قالت هذه الهيئة الحقوقية، انطلق، أمس، صيادون من ميناء شرقي العاصمة الجزائرية في رحلة بحث عن عشرات المهاجرين السريين فُقدوا في البحر المتوسط منذ يوم الجمعة الماضي، حينما ركبوا قوارب الهجرة السرية باتجاه إسبانيا. ونشرت الرابطة الحقوقية بحساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي، أمس، حصيلة جديدة عن الاعتقالات التي تطول منذ أكثر من عامين نشطاء في الحراك وصحافيين ومسؤولي أحزاب سياسية. وأكدت أن عددهم، إلى غاية أمس، وصل إلى 228 من بينهم 5 نساء ومحامٍ واحد و3 صحافيين ورئيس حزب. ومن أشهر المعتقلين، فتحي غراس «منسق» الحزب الشيوعي الجزائري سابقاً (الحركة الديمقراطية والاجتماعية) المسجون منذ ثلاثة أشهر بسبب انخراطه الكبير في الحراك وفتحه مقر حزبه بالعاصمة للحقوقيين والمحامين لعقد مؤتمراتهم واجتماعاتهم بهدف الدفاع عن المعتقلين. كما يبرز من بينهم الكاتب الصحافي فضيل بومالة الذي أودعه قاضي التحقيق بمحكمة في العاصمة، الحبس الاحتياطي، الأسبوع الماضي، بسبب انتقاداته المستمرة للرئيس عبد المجيد تبون وقادة الجيش، وذلك بحسابيه بـ«تويتر» و«فيسبوك». وسجن بومالة العام الماضي لعدة أسابيع، لنفس الأسباب. ويستمر حبس الصحافي رابح كراش، مراسل صحيفة «ليبرتيه»، بتمنراست بالصحراء، وهو يقضي عقوبة السجن 8 أشهر مع التنفيذ بسبب 3 مقالات تناول فيها غضب سكان مدينة صحراوية من تقسيم إداري يقولون إنه يهضم حقهم في ثروة باطنية. واتهم الصحافي بـ«نشر أخبار كاذبة من شأنها المساس بالأمن والنظام العموميين» و«إنشاء وإدارة حساب إلكتروني مخصص لنشر معلومات وأخبار من شأنها إثارة التمييز والكراهية في المجتمع». وتابع مراقبون باستغراب أثناء محاكمته ملاحظات القاضي عندما خاض في مضمون المقالات ولماذا برأيه تم اختيار عناوين معينة دون أخرى. ويمنع دستور البلاد بشكل صريح متابعة الصحافي قضائياً بسبب كتاباته. كما تم حبس الصحافي والحقوقي حسان بوراس، منذ أسبوعين، بتهمة «الإشادة بالإرهاب». ومنذ بداية الشهر الحالي، تم حبس 57 ناشطاً على الأقل ووضع 82 آخرين تحت الرقابة القضائية، حسب «الرابطة»، كلهم معارضون للسلطات. ومنعت السلطات مظاهرات الحراك في مايو (أيار) الماضي، باستعمال القوة في الشارع. ووضعت في نفس الشهر تنظيمين منخرطين في المظاهرات ضمن لائحة المنظمات الإرهابية، هما «حركة استقلال القبائل» و«رشاد» الإسلامي. وتم سجن العديد من الأشخاص بتهم الانتماء إلى أحدهما، أبرزهم المحامي رؤوف أرسلان الذي حضر إلى المحكمة للدفاع عن أعضاء بالتنظيم الانفصالي «ماك»، فخرج منها بقرار من القاضي يقضي بإيداعه الحبس الاحتياطي. وتفيد إحصائيات «الرابطة» بأن أكثر من 6740 ناشطاً تعرضوا للاعتقال في الفترة التي عاد فيها الحراك إلى الشارع، بعد توقفه بسبب جائحة «كورونا»، أي بين فبراير (شباط) ومايو من العام الجاري، أغلبهم أطلق سراحهم بعد أيام من الاحتجاز في مخافر الشرطة والدرك. وشملت الاعتقالات والمتابعات أساتذة الجامعة وأطباء ونقابيين، ترفض السلطات اعتبارهم مساجين رأي أو معتقلين سياسيين، وتؤكد أنهم «ارتكبوا مخالفات وجرائم لا علاقة لها بحرية التعبير». إلى ذلك، بدأ صيادون، أمس، ببومرداس (50 كلم شرق العاصمة) رحلة بحث عن 40 شخصاً غادروا المنطقة منذ أسبوع انطلاقاً من شواطئها عبر قوارب تقليدية طمعاً في الوصول إلى سواحل إسبانيا. وركب الصيادون 10 قوارب صيد، باتجاه مسارات بحرية يعتقد أن المهاجرين مشوا فيها، ليل الجمعة (17 من الشهر الجاري). ولم يتصل المهاجرون بعائلاتهم لإبلاغهم بوصولهم، ما يعني أنهم فقدوا في عرض البحر. وأعلنت السلطات الإسبانية، الثلاثاء الماضي، أنها عثرت على جثث سبعة مهاجرين جرفتها المياه إلى شاطئ في جنوب إسبانيا. وذكرت وسائل إعلام محلية إسبانية أن الجثث هي لسبعة مهاجرين من الجزائر. وأوضحت صحيفة «فوز دي ألميريا»، أن الجثث تعود لأربعة رجال وسيدة وطفل يبلغ من العمر 4 سنوات وشخص آخر - لم تحدده - عثر عليهم على الشاطئ أو طافين فوق الماء بالقرب من منطقة ليفانتي منذ يوم الأحد الماضي. ولم يتضح ما إذا كانوا جميعاً على نفس القارب الذي يمكن أن يكون قد غرق، حسب الصحيفة.

وسط التوتر مع الجزائر.. المغرب يتسلم طائرات تركية بلا طيار

فرانس برس... عسكريّون من المغرب خضعوا لبرنامج تدريبي في تركيا... تسلم المغرب في منتصف سبتمبر طلبية أولى من الطائرات التركية المقاتلة بدون طيار من طراز "بيرقدار تي بي 2"، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية عدة عن منتدى "فار-ماروك"، وهو صفحة غير رسمية للقوات المسلحة المغربية على "فيسبوك". وكانت الرباط طلبت في أبريل 13 طائرة من هذا الطراز "في إطار مسلسل تطوير وتجديد ترسانة القوات المسلحة الملكية، حتى تكون على أعلى درجات الحداثة والكفاءة والجاهزية لمواجهة كافة الأخطار"، حسب منتدى "فار-ماروك" المتخصص. وفي أعقاب العقد الذي وقع مع شركة "بايكار" التركية بقيمة 70 مليون دولار، وهو رقم تداولته الصحافة المحلية، خضع عسكريّون من المغرب لبرنامج تدريبي في تركيا خلال الأسابيع الفائتة، وفق المنتدى. وكانت شركة "بايكر" الخاصة التي يديرها أحد أصهار الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد صدرت خلال السنوات الفائتة طراز "بيرقدار تي بي 2" إلى أوكرانيا وقطر وأذربيجان. ويستخدم المغرب طائرات بلا طيار لأغراض استخبارية ولمراقبة حدوده، وفقا لخبراء عسكريين محليين. ويأتي تسلم هذه الطلبية في سياق أزمة دبلوماسية بين الجزائر والمغرب، القوتين الجارتين والمتنافستين. لطالما ساد التوتر العلاقات بين الجزائر والمغرب، خصوصاً على خلفية ملف الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي يعتبرها المغرب جزءاً لا يتجزّأ من أراضيه، فيما تدعم الجزائر الجبهة الشعبيّة لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو" التي تطالب باستقلال الإقليم. وفي أبريل الماضي، تم تداول معلومات لم تؤكَد رسميا، عن مقتل أحد القادة الصحراويين من جبهة البوليساريو في أعقاب غارة بطائرة مسيرة مغربية. وتعمق الخلاف العام الماضي بين البلدين، بعد اعتراف الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بسيادة المغرب على كامل أراضي الصحراء الغربية، في مقابل تطبيع المملكة علاقاتها مع إسرائيل.

انتخاب عزيز أخنوش رئيساً لبلدية أغادير.. أسماء غلالو أول امرأة تصل إلى عمدية الرباط

الرباط: «الشرق الأوسط»... جرى، أمس، انتخاب عزيز أخنوش، رئيساً لبلدية أغادير (وسط)، في سابقة فريدة من نوعها يجمع فيها رئيس الحكومة المعين بين المسؤولية على رأس الحكومة ورئاسة مجلس بلدي. وحصل أخنوش، الذي ترشح من دون منافس، على أغلبية الأصوات بـ51 صوتاً وامتناع 5 أعضاء، في حين غاب خمسة أعضاء آخرين عن الجلسة التي عقدت في مقر الجماعة الحضرية (البلدية) لأغادير. ولا يمنع القانون في المغرب الجمع بين المسؤولية الحكومة ورئاسة البلديات، ولكنه يمنع الجمع بين الصفة النيابية ورئاسة المدن الكبرى في المغرب منها أغادير. وعبر أخنوش عن تأثره بانتخابه للمرة الأولى على رأس بلدية مدينة أغادير التي قال، في تصريح صحافي، إنه يعرفها جيداً. فهو ابن مدينة تافراوت (جنوب أغادير)، وقال إنه يعرف جيداً مشاكل المدينة واستمع إلى ساكنيها خلال الحملات الانتخابية الأخيرة. وعبّر أخنوش عن افتخاره بالمكتب المسير لمجلس بلدية أغادير، الذي قال إنه ينتظر منه العمل بجد لـ«تغيير المعالم التنموية للمدينة، من خلال نموذج تنموي خاص بها» سيتم الإعلان عنه قريباً. ويتشكل التحالف الذي قاد أخنوش للرئاسة من ثلاثة أحزاب؛ هي التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، وهي نفس الأحزاب التي تحالفت لتشكيل الحكومة. من جهة أخرى، جرى في العاصمة الرباط انتخاب أسماء غلالو، المنتمية لحزب التجمع الوطني للأحرار، عمدة جديدة لمدينة الرباط، خلفاً لمحمد صديقي، المنتمي لحزب العدالة والتنمية. وهذه أول مرة تصل فيها امرأة إلى منصب العمدة في العاصمة. وسبق لغلالو أن كانت نائبة ضمن فريق حزب التجمع الوطني للأحرار في الولاية السابقة، وعضواً في لجنة المالية بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان). وحصلت غلالو على 58 صوتاً من أصل 79 صوتاً لأعضاء المجلس الحاضرين، فيما حصل منافسها حسن لشكر المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي على 7 أصوات فقط، وحصلت بديعة بناني مرشحة العدالة والتنمية على 8 أصوات وامتنع 6 منتخبين عن التصويت. في غضون ذلك، فُتح، أمس، باب الترشيح لانتخابات مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) التي ستجري في 5 أكتوبر (تشرين الأول) . ويضم المجلس 120 عضواً ثلاثة أخماسهم ينتخبهم أعضاء المجالس الترابية (البلديات)، والجهات، وخمسان تنتخبهم هيئة المشغلين الأكثر تمثيلية (أي ممثلي رجال الأعمال)، وممثلو النقابات. في سياق ذلك، تتواصل المشاورات التي يقودها أخنوش لإعلان تشكيلة حكومته بعد تحالف ثلاثة أحزاب حصلت على غالبية الأصوات في مجلس النواب في اقتراع 8 سبتمبر (أيلول) هي التجمع الوطني للأحرار (102 مقعد) والأصالة والمعاصرة (86 مقعداً) والاستقلال (81 مقعداً). ويتكون المجلس من 395 مقعداً، ومنه تنبثق الأغلبية الحكومية.

رئيس المجلس العسكري في تشاد يعين برلمانًا انتقاليا

فرانس برس.. المجلس العسكري يمسك بالسلطة التنفيذية في البلاد... عين رئيس المجلس العسكري الحاكم في تشاد محمد إدريس ديبي إيتنو، الجمعة، بمرسوم 93 عضوا في المجلس الوطني الانتقالي، أو البرلمان المؤقت، بعد 5 أشهر على إعلان نفسه رئيسا إثر وفاة والده. وجاء في المرسوم الذي وقعه الجنرال، محمد إدريس ديبي إيتنو، أن "الشخصيات التالية أسماؤهم أعضاء معينون في المجلس الوطني الانتقالي". وضمت القائمة 93 اسمًا، وفقًا لحصص محددة مسبقًا فكان ما لا يقل عن 30% منهم من نواب الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها والتي حُلت عندما تولى المجلس العسكري السلطة، و30% من النساء و30% من الشباب. وعندما أعلن الجنرال وعمره 37 عامًا نفسه رئيسًا للدولة على رأس المجلس العسكري الانتقالي في 20 أبريل، وعد بتنظيم انتخابات خلال 18 شهرًا وبتعيين المجلس الوطني الانتقالي خلال فترة قصيرة. وورد في ملف وزع على الصحافة، الجمعة، أن هذه الهيئة "ستعمل كمجلس وطني انتقالي" بانتظار تنظيم الانتخابات. ووردت بين أسماء المعينين أسماء شخصيات من المعارضة السابقة للرئيس الراحل، إدريس ديبي، ولكن ليس بينهم أي عضو من منصة "وكيت تما" التي تمثل أحزابًا ومنظمات من المجتمع المدني تشجب الانقلاب. ويمسك المجلس العسكري المكون بالإضافة إلى محمد ديبي من 14 جنرالا بالسلطة التنفيذية ولكنه عين في 11 مايو، وتحت ضغط دولي كبير، حكومة عهد بها لرئيس وزراء مدني هو ألبير باهيمي باداكيه وهو آخر من شغل هذا المنصب في عهد الراحل إدريس ديبي. وحكم الماريشال ديبي تشاد بقبضة من حديد لمدة 30 عامًا قبل أن يُقتل في 19 أبريل بينما كان يقود هجومًا ضد رتل من المتمردين في الشمال.

تشاد تحذّر من أي تدخل خارجي وستتخذ كل التدابير لحماية أمنها

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة): «الشرق الأوسط».. حذر وزير خارجية تشاد أول من أمس، من تدخلات خارجية، في إشارة على ما يبدو إلى عناصر أمنية روسية مسلحة تنشط في دول مجاورة. وقال شريف محمد زين إن أي «تدخل خارجي، بغضّ النظر عن مصدره، يمثل مشكلة خطيرة جداً على استقرار بلدي وأمنه»، وذلك رداً على سؤال حول مجموعة «فاغنر». وأكد لوكالة الصحافة الفرنسية وصحيفة «أفريكا كونفيدنشال» على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن كل التدابير ستُتخذ «لضمان» حماية تشاد. وأضاف: «هناك مرتزقة روس في ليبيا، وموجودون أيضاً في جمهورية أفريقيا الوسطى». وقال زين إن المتمردين الذين قتلوا الرئيس السابق إدريس ديبي إتنو في أبريل (نيسان)، تلقوا تدريبات على أيدي عناصر مجموعة «فاغنر» الأمنية الخاصة. وأوضح: «لدينا أسباب تدعو إلى القلق بشأن وجود هؤلاء المرتزقة» رغم أن تشاد، كما قال، ليس لديها إثبات على وجود المرتزقة على أراضيها. ويتزايد نفوذ العناصر الأمنية المسلحة الروسية وشركات الأمن الخاصة في أفريقيا في السنوات القليلة الماضية، خصوصاً في جمهورية أفريقيا الوسطى التي تشهد نزاعاً، حيث اتهمت الأمم المتحدة مجموعة «فاغنر» بارتكاب انتهاكات. وقال زين إن الهجوم على تشاد قرب الحدود مع جمهورية أفريقيا الوسطى في 30 مايو (أيار) كان «بالتأكيد» مدعوماً من الروس. وتابع: «لدينا كل الأدلة على وجود هؤلاء الروس إلى جانب قوات أفريقيا الوسطى، وهذا يثير قلقنا»، مضيفاً أن تشاد رصدت اتصالات هاتفية بين مجموعات «فاغنر» في جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا. وتقر موسكو بأنها تنشر «مدربين» في جمهورية أفريقيا الوسطى لكنها تقول إنهم لا يشاركون في القتال. وتشدد موسكو على عدم وجود عناصر شبه عسكرية في ليبيا. هذا الأسبوع، حذّرت فرنسا مالي من أن الاستعانة بشركة «فاغنر» من شأنها أن تعزل البلد دولياً بعد تقارير عن أن حكومة مالي التي يغلب عليها الجيش، توشك على التعاقد مع ألف من أولئك العناصر. ورداً على سؤال حول تلك التقارير، قال زين: «التقيت نظيري المالي في الأمم المتحدة وطمأنني إلى عدم انخراط الحكومة مع (فاغنر). لا يمكننا الحكم مسبقاً على مسألة غير موجودة». وفي خطاب مسجل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس، دعا الرئيس الانتقالي لمالي محمد إدريس ديبي إتنو، نجل الرئيس السابق، إلى تقديم مزيد من المساعدات لدول الساحل لمكافحة مجموعات متطرفة. وقُتل الرئيس السابق وكان عمره 68 عاماً، بعد أكثر من ثلاثة عقود في منصبه وعلى وشك الفوز بولاية رئاسية سادسة.

استسلام الآلاف من مقاتلي «بوكو حرام» في نيجيريا

أبوجا: «الشرق الأوسط».. لأكثر من عقد من الزمان، قامت جماعة «بوكو حرام» المتطرفة بإرهاب شمال شرقي نيجيريا حيث قتلت عشرات الآلاف من الناس، واختطفت طالبات المدارس، وأرسلت مفجرين انتحاريين إلى الأسواق المزدحمة». الآن، استسلم الآلاف من مقاتلي «بوكو حرام»، مع أفراد عائلاتهم، ويجري إيواؤهم من قبل الحكومة في مجمع في مدينة «مايدوجوري»، مسقط رأس الجماعة وهدف عملياتها المتكرر». يقع المجمع بجوار مجمع سكني للطبقة المتوسطة ومدرسة ابتدائية، الأمر الذي تسبب في حالة من الخوف والهلع بين السكان والمعلمين وأولياء الأمور». قالت ميمونة محمد، المعلمة في المدرسة الابتدائية، وهي تنظر إلى جدار المخيم على بعد 50 ياردة من فصلها: «نحن خائفون للغاية. نحن لا نعلم ما يجري في عقولهم». يقول مسؤولون عسكريون وقضائيون نيجيريون إنه في الشهر الماضي، خرج ما يصل إلى 7000 مقاتل وأفراد عائلاتهم ورهينة عن جماعة «بوكو حرام»، في أكبر موجة انشقاقات حتى الآن منذ ظهور الجماعة المتطرفة في عام 2002». ويبدو أن نقطة التحول بالنسبة لثرواتها البشرية كانت وفاة أبو بكر شيكاو، زعيم «بوكو حرام» منذ فترة طويلة، الذي فجر نفسه في مايو (أيار) بعد أن حاصره فصيل منافس». فرغم أن «بوكو حرام» قد باتت ضعيفة، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن لإرهاب قد انتهى في شمال شرقي نيجيريا، حيث قتل مئات الآلاف من سكانها وفر الملايين منهم، بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز». لا يسمح للصحافيين بدخول المجمع الذي يستضيف منشقين عن «بوكو حرام»، وهو منشأة تعرف باسم «مخيم الحج»، كان يستخدمه المسلمون سابقاً للتجمع لأداء فريضة الحج إلى مكة». لكننا تمكنا من مقابلة ستة أشخاص استسلموا الشهر الماضي، وتمكنوا من مغادرة المخيم لبضع ساعات كل على حدة وتحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم خوفا من الانتقام». وذكر غالبيتهم أن استسلامهم يعود لأسباب عملية إلى حد كبير لأنهم كانوا بلا قيادة ولأن إمدادات الأسلحة قد جفت ولأنهم سئموا العيش في الأدغال، أو لأنهم كانوا يخشون على بقائهم، أو لأنهم شعروا أن الاختيار هو بين الاستسلام أو الذهاب إلى ولاية غرب أفريقيا التابعة لتنظيم «داعش»، حيث كانوا يخشون أن يعاملوا كعبيد». وقال رجل عرف نفسه على أنه خيد، أحد كبار القادة، إنهم «بلا قيادة. ماذا عسانا أن نفعل؟». وكشف خيد أنه شاهد السيد شيكاو يفجر نفسه ويفجر أعضاء آخرين من «بوكو حرام» ويفجر رجالاً من ولاية «داعش غرب أفريقيا» بعد أن نصبوا له كميناً في معقله في غابة «سامبيسا». وقال خيد ويده على وجهه وعيناه زائغتان خلف أصابعه: «كان الأمر مدمراً. لقد ساد الصمت منطقة سامبيسا. لم يكن هناك صوت يسمع في المكان، حتى طاحونة الدقيق كانت المنطقة كلها في حالة حداد» إثر تلك العملية. كان خيد قد انضم إلى «بوكو حرام» لأنه أراد الانتقام من جندي ضربه، على حد قوله، وترقى ليكون رئيس «الحسبة»، شرطة الأخلاق في «بوكو حرام»، وتزوج من أربعة نساء ولديه منهن 14 طفلاً. أضاف أنه غادر لأنه أدرك أنه يستطيع الانتقام دون خوف من الموت». عاد إلى القرية بعد وفاة السيد شيكاو وبعد أن ترك المكان لسنوات، وحاول بدء الزراعة. وقال إن أحد أبنائه عثر مؤخراً على منشور معلق على شجرة شوك في الحقل. أخذها إلى صديق يمكنه قراءتها، وأخبره أنه عرض بالعفو من الحكومة». كان لديه انطباع بأن الحكومة أعدمت جميع أعضاء «بوكو حرام» أو أخذتهم إلى ثكنة «جيوا»، وهي مركز اعتقال عسكري سيئ السمعة لإطلاق النار الجماعي والتعذيب والتجويع، وكان على يقين من أنه سيقتل حال بقي في مزرعته، وقرر انتهاز فرصة الاستسلام». قال إنه سلم نفسه وعائلته، وأقسم ثلاث مرات على القرآن أنه لن يعود أبدا. وعندما سأله الضابط عن سبب استسلامه، قدم المنشور. قال الضابط متفاجئا «أوه، هذا مفيد». في «مخيم الحج»، يعيش الرهائن السابقون جنبا إلى جنب مع خاطفيهم مثل خيد، بعضهم اختطف وهم أطفال وتزوجوا من مقاتلين. لكنهم قرروا البقاء بعيدا عن الأنظار قدر الإمكان في المخيم، إذ أنهم لا يزالون يخشون التعرض للاغتصاب». كما توجد في المخيم جحافل من مقاتلي «بوكو حرام» ينتظرون استجوابهم من قبل الحكومة النيجيرية. هناك مقاتلون انضموا إلى المجموعة عن طيب خاطر، وغالبا ما يتم إغراؤهم بهدايا من المال والدراجات النارية، وهناك أيضاً أولئك الذين تم إجبارهم أو غسل أدمغتهم على الاشتراك». كان أحد المقاتلين حافظاً للقرآن كاملا، لكنه قال إنه لم يعرف أبداً تفسير ومعاني الكلمات التي يمكنه قراءتها جيدا». وذكر أنه استمع في سن المراهقة المبكرة إلى قادة «بوكو حرام» يذكرون في خطبهم ومواعظهم أن العالم بأسره قد تحول إلى الضلال وأنهم بحاجة إلى الوقوف والقتال». قال وهو جالس على سجادة: «لقد صدقتهم تماماً. لقد وثقت بهم، بأي شيء قالوه وافقت عليه»، وذكر أنه قتل 17 شخصاً، وأنه فعل ذلك بسعادة، واعتبره نعمة. وفيما أقدم السيد شيكاو على الانتحار، بدأ حافظ القرآن سرا في الاستماع إلى تسجيلات خطب الأئمة وهم يفسرون القرآن بصورة مختلفة تماما وسلمية في ذهول، وبعدها قرر الاستسلام. اختتم قائلا: «أريد المغفرة. لكنني لا أعرف كيف سيغفر لي الله».

مقتل جندي فرنسي في "معركة ضد جماعة إرهابية مسلحة"

الحرة / وكالات – واشنطن... فرنسا تنشط في مالي بهدف محاربة الإرهاب.... أعلنت الرئاسة الفرنسية، مساء الجمعة، مقتل جندي فرنسي في مواجهة عسكرية في مالي، فيما أعرب الرئيس، إيمانويل ماكرون، "تأثره العميق"، وأكد "عزم فرنسا على محاربة الإرهاب". وقُتل العريف، ماكسيم بلاسكو، من كتيبة الألب السابعة خلال معركة "ضد جماعة إرهابية مسلحة". وكان بلاسكو قد تسلم، في يونيو، وساما عسكريا تقديرا "لخدماته الاستثنائية"، على حد تعبير الرئاسة في بيان صحفي. وتنشط فرنسا في مالي لأهداف محاربة الإرهاب، خصوصا القاعدة وفروع تنظيم داعش في إفريقيا. وكانت فرنسا قد أعلنت، منتصف سبتمبر، مقتل قائد تنظيم داعش في منطقة الصحراء الكبرى، أبو وليد الصحراوي، وهو القيادي السابق في تنظيم القاعدة. ونزلت القوات الفرنسية في المنطقة قبل 8 سنوات بناء على طلب مسؤولين ماليين حذروا من أن مقاتلي القاعدة على وشك اقتحام العاصمة بامكو. ومنذ ذلك الحين تعهدت باريس بالبقاء حتى تبني مالي قدراتها الدفاعية الخاصة. لكن المتشددين استعادوا قوتهم منذ ذلك الحين، ما أشعل فتيل حركات تمرد في بوركينا فاسو والنيجر المجاورة، وانزلقت مالي في فوضى سياسية. ولا تحظى العمليات العسكرية الفرنسية في غرب أفريقيا بشعبية في باريس، وقال ماكرون، الذي يواجه إعادة انتخابه العام المقبل، إن القوات لم يكن من المفترض أن تبقى إلى الأبد. ويقول منتقدون إن وجود فرنسا يعيق الحوار بين قادة المتطرفين والحكومة المالية. وسيتم استبدال المهمة الفرنسية الحالية، المعروفة باسم عملية "برخان"، بفريق أصغر من القوات الخاصة.

مالي تؤكد اهتمامها بالتعاون الأمني مع روسيا

المصدر: تاس... التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مع نظيره المالي عبد الله ديوب، الذي أكد اهتمام بلاده بتطوير التعاون الأمني مع روسيا. وأشارت الخارجية الروسية في بيان لها في أعقاب اللقاء، إلى أن الوزيرين "بحثا المسائل الملحة لتطوير التعاون بين روسيا ومالي في مختلف المجالات. ونوقشت بالتفصيل قضية محاربة الخطر الإرهابي في منطقة الصحراء والساحل". بدوره، أكد عبد الله ديوب للصحفيين أن "لدينا شراكة تاريخية طويلة الأمد، ونحن نسعى لتعزيزها. ونتعاون في جميع المجالات، منها التنمية الاقتصادية والتعليم والثقافة والتبادلات الإنسانية، وكذلك في مجال الدفاع والقضايا الأمنية". وأضاف أن "روسيا عضو في مجلس الأمن الدولي، ونريد منها أن تواصل تقديم الدعم لمالي. وهذه هي النقطة الأساسية... وصلنا إلى هنا للتأكيد على رغبة مالي في التعاون مع روسيا ومواصلة الشراكة معها في مجال الأمن".

 

 



السابق

أخبار دول الخليج العربي.. واليمن.. محادثات يمنية ـ أميركية تناولت فرص إحياء مساعي السلام..«معارك استرداد» في شبوة ومأرب تكبّد الحوثيين 150 قتيلاً..«زينبيات» الحوثي يوسعن أعمال القمع ..منحة المشتقات النفطية السعودية تصل إلى عدن..السعودية تخفف إجراءات الحضور المدرسي..وزير الخارجية السعودي ونظيره القطري يستعرضان سبل تعزيز العلاقات.. الفرحان يلتقي مالي ولافروف في نيويورك.. واشنطن: شراكتنا العسكرية مع السعودية من مصلحتنا الاستراتيجية..

التالي

أخبار وتقارير.. الصين تطلق سراح كندييَن فور مغادرة مديرة "هواوي" المفرج عنها...كندا تفرج عن المديرة المالية لـ"هواوي" بعد تسوية بين الشركة وواشنطن..المكسيك تطلب من «إسرائيل» تسليم مسؤول سابق..بايدن يسعى لتعميق العلاقات مع الهند وتفعيل تعاون «الرباعية» لمواجهة الصين...غداً تطوي ألمانيا صفحة ميركل بعد 16 عاماً في الحكم..مباحثات محتملة في موسكو مع وفد من «طالبان»..واشنطن لـ«استراتيجية معدلة» ترضي باريس في المحيطين الهندي والهادئ.. {النواب} الأميركي يقر تأسيس لجنة مستقلة للتحقيق في الانسحاب من أفغانستان..كوريا الشمالية تصف اقتراح الجنوبية لإعلان نهاية الحرب بأنه «فكرة جيدة».. أذربيجان تقيم دعوى على أرمينيا أمام محاكم الأمم المتحدة..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,084,547

عدد الزوار: 6,752,052

المتواجدون الآن: 111