القذافي سيقدم لفتة إنسانية من دون الاعتراف بالمسؤولية

لندن - يو بي آي: كشفت مصادر بريطانية, أمس, أن ليبيا ستدفع تعويضات مالية لضحايا الإرهاب الإيرلندي, مقدارها مليارا جنيه استرليني (2.9 مليار دولار) عن دورها في توريد شحنات من المتفجرات إلى الجيش الجمهوري الإيرلندي.
وذكرت صحيفة "صندي تايمز" البريطانية, أن نحو 800 مليون جنيه استرليني ستذهب مباشرة إلى ضحايا العنف, وفي مقدمها 147 عائلة وقعت ضحايا المتفجرات البلاستيكية "سمتكس", التي قدمتها ليبيا واستخدمها الجيش الجمهوري الإيرلندي في ما لا يقل عن 10 هجمات, بما في ذلك تفجير "مخازن هارودز" في لندن العام .1983
وأشارت إلى أن الجيش الجمهوري الإيرلندي استخدم أيضاً متفجرات "سمتكس" في هجوم شنه في منطقة أوماغ بإيرلندا الشمالية العام 1998 وأسفر عن مقتل 29 شخصاً وإصابة 220 آخرين بجروح, مضيفة "أن 314 مليون جنيه استرليني أخرى يمكن أن تُضاف إلى التعويضات في حال وافقت الولايات المتحدة على التعاون, وهي أموال متبقية من حقيبة تعويضات مقدارها 1.5 مليار دولار أقرتها ليبيا للضحايا الأميركيين للعمليات الإرهابية التي رعتها".
ولفتت إلى "أن عقداً تجارياً بين بريطانيا وليبيا من المتوقع أن يكون جزءاً من هذه التسوية التاريخية, وتسعى حكومة العقيد معمر القذافي لتقديم التعويضات كبادرة حسن نية من دون أن تعترف بالمسؤولية".
وأشارت إلى "أن المفاوضات بين لندن وطرابلس حصلت على دفعة جديدة, بعد الكشف عن أن رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون رفض وضع عضلات المملكة المتحدة الديبلوماسية وراء مطالب ضحايا هجمات الجيش الجمهوري الإيرلندي, الحصول على تعويضات من ليبيا, خوفاً من أن تضر بالمصالح التجارية لحكومته".
وذكرت أن مصدراً مطلعاً على المفاوضات "أكد أن العقيد القذافي يمكن أن يقدم لفتة إنسانية كبيرة الآن, تضع حداً للإجراءات القانونية لبناء علاقات ديبلوماسية وتجارية مع المملكة المتحدة".
وأضافت أن مسؤولين في الحكومة البريطانية سيطلعون الأربعاء المقبل على التقدم الذي طرأ في المفاوضات مع ليبيا, فيما رجحت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إمكانية "تحقيق نجاح من خلال الاتصالات المباشرة التي ساعدت الوزارة في تأمينها بين عائلات الضحايا وبين السلطات الليبية".