أخبار سوريا.... تعاون أميركي ـ إسرائيلي لرصد الميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري... دمشق الأرخص عالمياً... لكنها المكان الأسوأ للعيش... تدهور جديد في قيمة الليرة يضرب الأسواق ويرفع الأسعار.... "من خرجوا ضده هاجروا أو قتلوا".. الأسد ما زال باقيا بعد 10 سنوات من الربيع العربي....

تاريخ الإضافة الثلاثاء 24 تشرين الثاني 2020 - 4:31 ص    عدد الزيارات 1486    القسم عربية

        


تعاون أميركي ـ إسرائيلي لرصد الميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري...

الشرق الاوسط....واشنطن: معاذ العمري.... بعد استهداف غارات جوية إسرائيلية الأسبوع الماضي مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية في سوريا، جددت الولايات المتحدة موقفها في دعم حليفتها الإستراتيجية في حقها الكامل بالدفاع عن نفسها، وردع الأخطار الناجمة عن تواجد الميليشيات العسكرية في سوريا. وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، لـ»الشرق الأوسط»، أن الولايات المتحدة تواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس،في ظل التهديدات التي تمثلها إيران في سوريا، وأن هناك تحركاً ثنائياً لرصد الأخطار في المناطق الحدودية. وشدد المتحدث على وجوب سحب النظام الإيراني لقوات الحرس الثوري وحزب الله، والقوات الإرهابية الأخرى المدعومة إيرانيا، من جميع أنحاء سوريا، من أجل استعادة السلام والاستقرار، وهو ما طالب به الوزير مايك بومبيو مراراً وتكراراً على حد قوله. وأضاف: «إن الأنشطة الخبيثة والمزعزعة للاستقرار التي يمارسها النظام الإيراني في سوريا، تمكّن نظام الأسد من ارتكاب فظائع ضد الشعب السوري، وإطالة أمد الصراع الذي أودى بحياة أكثر من نصف مليون سوري وشرد 11 مليون آخرين، وإذا كانت إيران قلقة حقًا بشأن رفاهية وسلامة الشعب السوري، فإنها ستدعم العملية السياسية بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، بما في ذلك وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، بدلاً من إدامة العنف في سوريا من خلال الأعمال الخبيثة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله وغيرهما». وعن استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي والأنباء التي تشير عن نقل ترسانات كيماوية من منطقة لأخرى، قال المتحدث الأميركي إن الولايات المتحدة تدرك جيدًا سعي نظام الأسد المستمر، واستعداده، لاستخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، مبيناً و»بشكل متحفظ»، أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه 50 مرة على الأقل منذ بدء الصراع. وأفاد بأنه منذ انضمام سوريا إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية (CWC)، قدمت الولايات المتحدة تقارير سنوية عن عدم امتثال سوريا لالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية، كما أن الجهات الأميركية المختصة تابعت المساءلة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبعد أن بدأت روسيا في استخدام حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية سوريا من المساءلة، في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية؛ دعمت واشنطن إنشاء فريق التحقيق وتحديد الهوية (IIT) لتحديد المسؤولين عن الاستخدام المؤكد للأسلحة الكيميائية أو استخدامها المحتمل في سوريا. واستطرد قائلاً: «قدمنا ​​قراراً ناجحاً في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يدين نظام الأسد ويضع الأسس لمحاسبة سوريا، كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية ثنائية ضد سوريا بالإضافة إلى عقوبات أخرى تستهدف الأفراد المرتبطين ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري، واتخذنا إجراءات عسكرية حاسمة بعد هجوم خان شيخون بالأسلحة الكيماوية في عام 2017 ومرة ​​أخرى، مع حلفائنا وهم المملكة المتحدة وفرنسا، بعد هجوم دوما في عام 2018». وأكد المسؤول الاميركي، بأن كافة الخيارات أمام واشنطن في التعامل مع نظام الأسد مطروحة على الطاولة، وتستمد ذلك من أدواتها الوطنية التي وصفها بـ»القوية»، متعهداً بأن الإدارة الأميركية ستواصل الاستفادة من جميع الأدوات المتاحة، لردع ومنع استخدام الأسلحة الكيميائية في المستقبل. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، بأن تصرفات إيران الخبيثة تغذي حرب بشار الأسد ضد الشعب السوري، ولا تزال الولايات المتحدة وشركاؤها في المجتمع الدولي، يطالبون بالمساءلة عن الفظائع التي لا تعد ولا تحصى التي ارتكبها نظام الأسد، بما في ذلك القتل والتعذيب والاختفاء القسري، واستخدام الأسلحة الكيميائي، مضيفاً: «إن الحل العسكري الذي يأمل نظام الأسد في تحقيقه بدعم إيران لن يجلب السلام». وكان مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي، قد أجرى زيارة غير مسبوقة لمستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية، وكذلك هضبة الجولان السورية التي اعتبرتها الإدارة الأميركية أرضاً إسرائيلية، وذلك أثناء جولته الأخيرة في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي. يذكر أن الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، تحدث في وقت سابق عن خطة عسكرية لتدريب «قوات محلية» سورية في مناطق جنوبية، وذلك للدفاع عن أنفسهم ومواجهة الميليشيات المسلحة. وحذّر ماكينزي من خطورة تدهور الأوضاع واحتمالية عودة داعش إلى الواجهة مجدداً في المناطق الجنوبية والغربية من سوريا، خصوصاً تلك المناطق التي تخضع لسيطرة قوات الأسد وروسيا، مشدداً على ضرورة مواجهة تلك المخاطر، وأن القوات العسكرية الأميركية لا يمكنها التحكم بها لأنها «ليست تحت تصرفها».

دمشق الأرخص عالمياً... لكنها المكان الأسوأ للعيش... تدهور جديد في قيمة الليرة يضرب الأسواق ويرفع الأسعار

دمشق: «الشرق الأوسط»..... لم تعد دمشق جنة المتعب وأم الفقير، مع أن تقارير حديثة أكدت أنها المدينة الأرخص عالمياً في تكاليف العيش، لكنها بلا شك أصبحت الأسوأ للعيش، مع تدهور الاقتصاد ومواصلة الليرة السورية الهبوط السريع وملامسة سعر صرف الدولار الأميركي في الأيام الأخيرة، عتبة الثلاثة آلاف ليرة سورية، للمرة الأولى مرة منذ يونيو (حزيران) الماضي. في هذه الأثناء، يدخل السوريون فصل الشتاء المتوقع له أن يكون الأشد قسوة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من تسع سنوات، جراء شح المحروقات والكهرباء، وارتفاع الأسعار وافتقاد العديد من المواد الغذائية الأساسية، لا سيما الخبز. وكان تقرير وحدة الدراسات البريطانية «إيكونوميست إنتليجنس»، قد أفاد مؤخراً، بأن دمشق هي المدينة الأرخص في تكاليف العيش لكنها الأسوأ للعيش. وأخذت الدراسة في الاعتبار أسعار 138 سلعة وخدمة وقارنتها مع سلع في 133 مدينة رئيسية حول العالم، قياساً بمستوى الإيجار والنقل والتعليم والطعام والشراب ومستلزمات المنزل والعناية الشخصية، وكان سعر صرف العملة المحلية في كل دولة مقابل الدولار الأميركي، عاملاً رئيسياً في تحديد ترتيب المدن في الدراسة أيضاً. وبعد استقرار نسبي في قيمة الليرة خلال أشهر الصيف حول مستوى 2200 ليرة سورية للدولار الأميركي الواحد، عادت الليرة منذ أسبوع للهبوط، وكان سعر الصرف 2640 لمبيع الدولار الواحد، و2610 لشرائه. ليصل يوم الأحد إلى 2930 ليرة سعر مبيع الدولار الأميركي الواحد، و2900 ليرة للشراء. حسب الأرقام المتداولة في السوق السوداء. الانخفاض الحاد في قيمة الليرة أربك الأسواق السورية، وعادت فوضى الأسعار لتضربها من جديد. تاجر دمشقي قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه «مع كل هزة عنيفة في سعر الصرف تغلق عشرات المحال والمصالح والورش الصغيرة؛ فالتضخم الحاصل يأكل الرساميل الصغيرة. والمشكلة أن المجتمع السوري يتكئ على المشاريع الصغيرة لدفع عجلة الاقتصاد المعطلة، فمهما ارتفعت الأسعار فإنها لا تغطي الخسائر الناجمة عن اختلال سعر الصرف على المدى القصير. ومن يبيع بضاعته وفق سعر اليوم يستيقظ اليوم التالي ليجد نفسه خاسراً؛ إذ لا يمكنه تعويض البضاعة التي باعها». ويضيف التاجر الدمشقي، مشيراً إلى أن «تكلفة الإنتاج لا تقتصر على تكاليف المواد الأولية اللازمة للإنتاج والتي يتم تأمينها بصعوبة بسبب العقوبات وحظر تداول القطع الأجنبي، بل أيضاً في التكاليف المضافة، كالنقل والطاقة وارتفاع أسعار المحروقات وصعوبة تأمينها، كل ذلك يضاعف التكاليف وتضاف على سعر المنتجات». وكانت الحكومة في دمشق قد رفعت أسعار المحروقات، منتصف الشهر الماضي، ليصبح سعر لتر المازوت الصناعي والتجاري الحر 650 ليرة سورية، وسعر لتر البنزين من نوع «أوكتان 95» 1050 ليرة، في حين يباع واقعياً بأسعار أعلى؛ لعدم توفر المادة على نطاق واسع، ليصل سعر لتر المازوت إلى 800 ليرة؛ الأمر الذي أثر على العديد من القطاعات الإنتاجية والخدمية وزاد الأعباء المادية على السوريين المنهكين أساساً. ولأن شح المحروقات، يزيد عادة في الضغط على استهلاك الكهرباء، وكل شتاء تزداد ساعات التقنين، إلا أن وزير الكهرباء، غسان الزامل، صارح مواطنيه هذا العام، بأن هذا الشتاء سيكون «قاسياً»، موضحاً أمام مجلس الشعب قبل أسبوعين، ما وصفه بـ«المعاناة الكبيرة» في تأمين الغاز والفيول، حيث يصل للمحطات حالياً ما بين 9 و10 مليون متر مكعب من الغاز، بينما الحاجة الفعلية، نحو 18 مليون متر مكعب، إضافة إلى الفيول الذي يصل حالياً منه ما بين 5 و6 آلاف يومياً، بينما تحتاج المحطات إلى 10 آلاف مليون متر مكعب يومياً. وترافقت مصارحة وزير الكهرباء التي أقلقت الشارع، مع زيادة ساعات التقنين التي امتدت إلى عشر ساعات في بعض المناطق، وشبه غيابها عن مناطق أخرى؛ ما عزز حالة الاستياء العام، واضطرار وزير الكهرباء إلى التراجع عن تصريحاته، والتعهد عبر لقاء أخير مع التلفزيون الرسمي، بتحسين وضع الكهرباء خلال الشتاء، مع اقتراب انتهاء أعمال الصيانة في ثلاثة من محطات التوليد التي «ستدخل تباعاً بالخدمة خلال الأيام المقبلة». على المستوى الشعبي، يقول أبو عاطف، المهندس والموظف في القطاع الحكومي والذي يتقاضى شهرياً ما يعادل مائة دولار أميركي، من وظيفته، إضافة إلى بعض الاستشارات الهندسية التي يقدمها، يقول، إن تردي الوضع المعيشي وعدم توفر المواد الأساسية والغلاء، غيّر من أولويات السوريين اليومية، فبينما كانت الأولوية في الشتاء الماضي تأمين الغاز المنزلي ومازوت التدفئة، أصبحت الأولوية هذا العام تأمين رغيف الخبز، ووسيلة النقل؛ فالسوريون باتوا يتحملون البرد والأمراض الناجمة عنه لعجزهم عن تأمين ثمن المحروقات. ويتابع «في عام 2003 كنت مرفهاً من حيث الرخاء المادي والمعيشي، في حينها كان دخلي الشهري مائة ألف ليرة، أي ألفي دولار، اليوم دخلي 250 ألفاً ويعادل نحو مائة دولار أو أقل». برأي أبو عاطف «عندما نحسب الأسعار قياساً إلى الدولار نجدها اليوم أرخص بكثير مما كانت عليه قبل عشر سنوات، لكن دخل السوريين بالعملة السورية التي فقدت الكثير من قيمتها. أنا مهندس وأُعتبر من الطبقة الوسطى، لكن دخلي منفرداً، لم يعد كاف لإطعام أسرتي في الحد الأدنى لمدة أسبوع واحد».

"من خرجوا ضده هاجروا أو قتلوا".. الأسد ما زال باقيا بعد 10 سنوات من الربيع العربي....

فرانس برس.... بشار الأسد الرئيس الوحيد الباقي في السلطة بين رؤساء دول "الربيع العربي".... قبل عقد من الزمن، انطلقت ثورات شعبية في عدد من الدول العربية ضد التسلط والقمع والفقر، وأطاح الغضب برؤساء وأنظمة دكتاتورية حكمت بلدانها بقبضة حديدية لعقود، وإن لم تأت دائماً بالحرية والرخاء المنشودين. وظل رئيس النظام السوري بشار الأسد بقي في الحكم حتى اللحظة بين الحكام الذين قامت ضدهم الاحتجاجات. ويقول خبراء وسياسيون إن الأسد الذي تنبأ كثيرون بأنه سيسقط تحت ضغط الشارع بعد أسابيع من بدء الانتفاضة الشعبية ضده، استفاد من تقاطع عوامل داخلية أبرزها تحكّمه بالقوات الأمنية والعسكرية، وخارجية على رأسها تلكؤ الغرب في استخدام القوة ضده مقابل دعم عسكري حاسم من إيران ثم روسيا، ليبقى. يضاف إلى ذلك الصبر واستثمار لعامل الوقت، وهو دأب عائلة الأسد التي تحكم سوريا منذ بداية السبعينات. لدى انطلاق الاحتجاجات السلمية في منتصف مارس 2011، اختار الأسد قمعها بالقوة. وسرعان ما تحوّلت نزاعاً مدمراً فاقمه تصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية وتدخل أطراف خارجية عدّة ساهمت في تعقيد المشهد. وصنّف الأسد كل من حمل السلاح ضدّه بـ"الإرهابي". ورغم مقتل أكثر من 380 ألف شخص واعتقال عشرات الآلاف ودمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان، احتفظ الأسد بمنصبه. وتسيطر قواته اليوم على أكثر من سبعين في المئة من مساحة البلاد، فيما يعاني الشعب من أزمة اقتصادية حادة مع نضوب موارد الدولة وتداعيات عقوبات دولية مفروضة على النظام.

خطوة إلى الوراء

ويرى محللون أن الأسد الذي خلف والده الراحل حافظ الأسد عام 2000، ورث عنه انطباعاته الباردة والشخصية الغامضة، وتتلمذ على يده في الصبر، ولعب ذلك دوراً أساسياً في "صموده". ويقول السياسي اللبناني المخضرم كريم بقرادوني لوكالة فرانس برس "بعدما طالب العالم كله برحيله قبل سنوات وظنّ أنه سيسقط، يريد اليوم أن يجد الحلّ معه. لقد عرف الأسد كيف يستثمر عامل الوقت". منذ اندلاع النزاع، لم يتوان الأسد في أي تصريح عن إبداء ثقته الكبيرة بالقدرة على الانتصار حتى في أكثر لحظاته ضعفاً. ويضيف بقرادوني، الذي لعب لوقت طويل دور الوسيط بين النظام السوري وأطراف لبنانية خلال الأزمات التي شهدها البلدان، "لم يتراجع الأسد أي خطوة الى الوراء. تمسك بكل مواقفه من دون أي تعديل. وتمكّن من أن يسترجع بالقوة العسكرية معظم الأراضي السورية". وأثبت جيش النظام السوري، وفق بقرادوني، "أنه جيش عقائدي ونظامي تمكن من الاستمرار وحماية النظام في أسوأ الأوضاع ولم ينقلب عليه كما في دول أخرى، وهذا ما جعل الأسد نموذجاً استثنائياً في ما يُعرف بثورات الربيع العربي". وبقي الجيش الذي يشكل أبرز أسلحة الأنظمة الديكتاتورية، متماسكاً وموالياً لنظام الأسد، رغم انشقاق عشرات آلاف العسكريين عنه بعد اندلاع النزاع. بينما ساهم تخلي الجيش التونسي عن الرئيس زين العابدين بن علي في دفعه، تحت ضغط التظاهرات، الى مغادرة البلاد في 14 يناير 2011 إلى السعودية.

ولاء الجيش

كذلك استقال الرئيس المصري حسني مبارك في فبراير 2011 بعد أن أدرك أن الجيش لم يعد يحميه. وانقلب عدد كبير من الفرق العسكرية ضد الزعيم الليبي معمر القذافي تباعاً، فهرب وترك السلطة، قبل أن يقتل على أيدي الثوار في 20 أكتوبر 2011. وتوفي بن علي لاحقاً في جدة، ومبارك في مصر، من تبعات المرض. ويوضح الباحث في معهد البحوث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي توما بييريه لفرانس برس أنّه يمكن اختصار العوامل الداخلية التي ساهمت في بقاء الأسد في السلطة بعنوان واحد "استمرار ولاء قيادة الجيش التي تعززت خلال عقود بأقارب الأسد وأتباعه" من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها. وشكّل هؤلاء "على الأرجح أكثر من ثمانين في المئة من الضباط في العام 2011 وشغلوا كل منصب مؤثر عملياً" داخل الجيش. ويرى باحث سوري في دمشق تحفظ عن الكشف عن اسمه لفرانس برس، أنه "لا يمكن إنكار دور شخصية الأسد في بقائه، وما يعرف عنه من إصرار وصرامة. فهو تمكّن من حصر القرارات كافة بيده وجعل الجيش معه بشكل كامل". ولم تفرز بنية النظام شخصيات قيادية يمكنها أن تلعب دوراً بارزاً في مواجهته، لا بل "قطعت الطريق على أي شخصية حاولت أن تبني حيّزاً لها" في مستقبل البلاد، بحسب المصدر ذاته.

انقسام المجتمع

راهن الأسد على تركيبة المجتمع المعقدة مع وجود انقسام عرقي بين عرب وأكراد، وطائفي بين سنّة وعلويين وأقليات، أبرزها المسيحية، رأت فيه حامياً لها خصوصاً مع تصاعد دور التنظيمات الإسلامية والجهادية. ويقول الباحث السوري "استفاد من خوف الناس من الفوضى ومن خوف بيئته (العلوية) على وجودها في حال سقوطه، وهو ما جعلها تستميت في الدفاع عنه دفاعاً عن وجودها. كما استفاد من غياب قوى سياسية فاعلة وفقدان الأمل من دور المعارضة". في فبراير 2012، وبينما كانت قوات الأسد تخسر على الأرض، تشكلت مجموعة "أصدقاء سوريا" التي ضمّت دولا غربية وعربية داعمة للمعارضة السورية. ثمّ اعترفت أكثر من مئة دولة على الأقل بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل شرعي وحيد للشعب السوري. وبدا الأسد في تلك الفترة رئيساً معزولاً مع تصاعد المطالبات بتنحيه، في وقت جمّدت جامعة الدول العربية عضوية سوريا فيها، وفرضت دول غربية عقوبات على النظام بسبب ممارسات القمع. بدا الأسد حينها على وشك السقوط. إلا أن خصومه لم يتمكنوا من تشكيل جبهة موحدة، لا في الداخل ولا في الخارج. مع عسكرة النزاع، تعدّدت الفصائل المقاتلة التي كانت تتلقى دعماً من جهات ودول مختلفة لها أجندات خاصة. ومع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وتحكمه بمساحات واسعة من البلاد، تبدّد مطلب الحرية والديموقراطية وراء الرعب. وبشكل غير مباشر، ساعد الأسد على تقديم نفسه بأنّه يخوض حرباً ضد "الإرهاب". في الوقت نفسه، لم تفرز المعارضة السياسية قيادة بديلة تشكل محاوراً يتمتع بالمصداقية للمجتمع الدولي. وفيما كانت الفصائل المعارضة تطالب حلفاءها بسلاح ودعم عسكري، على غرار تدخل حلف شمال الأطلسي الجوي الذي ساعد المعارضة المسلحة الليبية على النيل من نظام القذافي، كان الغرب مرعوباً من تكرار تجربة ليبيا حيث بدأت الفوضى تتمدد. ومع استقطاب التنظيم المتشدد آلاف المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق المجاور بدءاً من العام 2014، وتنفيذه هجمات دامية في دول عدة، انصبّ تركيز المجتمع الدولي بقيادة واشنطن على دعم الفصائل الكردية وحلفائها في مواجهة الجهاديين عوضاً عن دعم خصوم الأسد. وبات الأسد أكثر تيقناً من أن الطائرات الأميركية لن تحلّق في سماء دمشق بعد تراجع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عن شنّ ضربات عقابية إثر مقتل نحو 1400 شخص قرب دمشق صيف 2013 جراء هجوم بغاز السارين اتهمت دمشق بتنفيذه. وانتهى الأمر باتفاق أميركي روسي على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. ويقول بييريه إن أوباما "انتخب على أساس وعد بالانسحاب من العراق، ولذلك تردّدت إدارته في العودة إلى الشرق الأوسط" من بوابة سوريا. ويضيف "حدّدت مصالحها في المنطقة على نطاق ضيق وبطريقة انعزالية، أي مكافحة الإرهاب، ومن هنا تدخلها ضد تنظيم الدولة الاسلامية وأسلحة الدمار الشامل".

معادلة مستحيلة

في المقابل، تلقى الأسد دعماً حاسماً من إيران التي تدخّلت منذ بداية النزاع، ودرّبت واستقدمت مجموعات رديفة دافعت بشراسة عن النظام بينها حزب الله اللبناني. وكذلك فعلت روسيا التي دافعت عن النظام في مجلس الأمن ودعمته اقتصادياً ثم عسكرياً. وانتهزت روسيا تحديداً، وفق بييريه، "فرصة تاريخية لاستعادة موقعها الذي فقدته كقوة عظمى عبر ملء الفراغ الاستراتيجي الذي خلّفه فك أوباما ارتباطه جزئياً عن المنطقة". وبعدما كانت الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن تشدّد في كل مناسبة على ضرورة تنحي الأسد، بات اهتمام المجتمع الدولي اليوم مركزا على التوصل الى تسوية سياسية تسبق موعد الانتخابات الرئاسية الصيف المقبل. ويقول المصدر السوري "من المستحيل اليوم أن يكون النظام السوري مقبولاً من النظام الدولي، ومن المستحيل كذلك أن يبقى خارجه". ويضيف "هذه المعادلة المستحيلة ستبقينا لسنوات طويلة في مرحلة اللا خيار، واللا حل واللا استقرار.. مع استمرار الاستنزاف البطيء الذي يدفع ثمنه الشعب السوري" وحده، وذلك بسبب الحاجة الماسة الى أموال ودعم دولي لإعادة الإعمار وحل مشكلة اللاجئين. في هذا الوقت، لا شيء يمنع الأسد من البقاء في مكانه، والفوز بولاية رئاسية رابعة فيما كل الناشطين الذين تجرأوا يوماً على الخروج الى الشارع للمطالبة بسقوط النظام قتلوا أو فروا من البلاد، وفيما عشرات الآلاف غيرهم في السجون والمعتقلات.

سوريا.. جرحى بانهيار بناء من 6 طوابق في ريف دمشق

المصدر: RT + وسائل إعلام .... أصيب أربعة أشخاص بجروح جراء انهيار بناء قيد الإنشاء في بلدة بيت سحم في ريف دمشق وما زال شخص واحد تحت الأنقاض. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أن البناء قيد الإنشاء كان مؤلفا من ستة طوابق بنيت بشكل مخالف للمواصفات، وهو ما أكده رئيس البلدية رضوان شبيكة الذي قال إن البناء مشاد من عام 2012. وقال في تصريح لإذاعة "المدينة إف إم" المحلية: "يبدو أن البناء غير مطابق للمواصفات الفنية، رغم أنه داخل المنطقة التنظيمية". وأشار شبيكة إلى أن أحد الأشخاص ما زال تحت الأنقاض ويجري العمل على إنقاذه، وأن الذين جرحوا هم من العمال. وتزايدت حوادث انهيار الأبنية في سوريا بعد الأزمة المستمرة في البلاد منذ 2011، وفي أغسطس الماضي توفى 4 أشخاص في انهيار مبنى سكني مأهول مؤلف من 4 طوابق في حي الصالحين في مدينة حلب. وفي فبراير الماضي قتل 11 شخصا في حي صلاح الدين بحلب جراء انهيار بناء من 5 طوابق يقع في منطقة مخالفات تضررت من المعارك التي شهدتها المدينة. وتعود أسباب الانهيارات لتوسع ظاهرة البناء دون ترخيص، إضافة إلى أن الدمار الذي لحق بكثير من المناطق نتيجة المعارك داخل المدن، أدى إلى تصدع كثير من الأبنية.

 



السابق

أخبار لبنان.... وزير إسرائيلي لرئيس لبنان.. "ماذا لو التقينا سراً أو علناً".....الرياض لإصلاحاتٍ تعالج «المشكلة الأساسية»: حزب الله يقوّض الدولة بالكامل...معركة «قوانين» بين الرئاسة والبرلمان في لبنان....مبادرة إنقاذية للنقابات لكسر الجمود.. فهل تهتز ضمائر المسؤولين؟... بومبيو: عقوبات لمن يؤلّف حكومة مع حزب الله؟ الحكومة إلى العام المقبل!... مبادرة نقيب المحامين..."منقوصة" سيادياً و"ملغومة" انتخابياً...

التالي

أخبار العراق.... لماذا سيكون العراق «حارّاً جداً» لبايدن؟.... هل ينسحب الأميركيون من العراق؟.... مشروع لتقسيم الممتلكات الوقفية يغضب سنة العراق... والكاظمي يوقفه....مصدر نيابي عراقي يتحدث عن 500 مليار دولار عراقية مجمدة...الصدر يريد ثلث مقاعد البرلمان العراقي في الانتخابات المقبلة... إقليم كردستان يسعى لوقف جرائم العنف ضد المرأة...عملية أمنية "فريدة" في مطار بغداد.. والهدف اعتقال "أبو نبأ"..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,260,959

عدد الزوار: 6,942,608

المتواجدون الآن: 115