مصادر سورية رفيعة: بوصلة إسرائيل الحربية تتجه هذه المرة "مباشرة" الى سورية وافتعال أزمة الـ"سكود" يعتبر مؤشرًا متقدمًا

تاريخ الإضافة الأربعاء 21 نيسان 2010 - 12:39 م    عدد الزيارات 3746    القسم عربية

        


محمد شمس الدين، الثلاثاء 20 نيسان 2010
\"\"
 

عدا عن الخروقات الميدانية الأخيرة التي تقدم عليها قوات الإحتلال الإسرائيلية للخط الأزرق في جنوب لبنان، فإنه يمكن القول إن لهجة التهديدات التي اعتمدتها "إسرائيل" ضد لبنان و"حزب الله" قد خفّت نسبيا منذ "معادلة" الحرب التي أعلنها أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله في شباط الماضي. إلا أن "إسرائيل" التي حافظت على وتيرة عالية بالاستعداد للحرب عبرت عنها من خلال العديد من المناورات التي تجريها بـ"انتظام" تحصينا للجبهة الداخلية من جهة، وتدريب جيشها على محاكاة "سيناريوات" عدة من جهة أخرى، مع استمرار دراساتها لمدى القدرة على التحمل، وصولا الى وضع مخططات لإجلاء عدد كبير من السكان المدنيين الى عمق الصحراء، فإنها قد وجهت بوصلتها الحربية بشكل واضح باتجاه سورية بعد أن كانت جمدت الحرب معها منذ حرب 1973 ودخول مصر الى عملية التسوية التي ادت الى "كامب ديفيد" وما جرى بعدها، وذلك ضمن سياسة إسرائيلية واضحة تقضي بانتزاع عناصر الحرب وإسقاطها واحدا تلو الآخر تمهيدا لتسويات سياسية شبيهة تعتبرها إسرائيل مربحة أكثر من اية حرب قد تخوضها وتخرج منها  حتى ولو منتصرة.

وفي هذا السياق فإن مصادر سورية رفيعة قالت: "يبدو أن المشروع الأميركي – الإسرائيلي قد بلغ مرحلة استهداف سورية مباشرة، إذ إن الوقائع التي تُظهر تباعا تؤكد هذا المنحى، وآخرها كان الإدعاء الإسرائيلي بتسليم سورية لـ"حزب الله" صواريخ "سكود" اعتبرته إسرائيل مخلا بـ"التوازن الاستراتيجي" في المنطقة، وهي العبارة التي تستخدمها "إسرائيل" في كل مرة لإرسال رسائل حربية باتجاه الخصم، إلا أنها في الواقع تُعبر عن جهل "إسرائيل" بما يمكن أن تكون قد وصلت اليه الترسانة العسكرية السورية، وهي التي عجزت عن توقع القدرات العسكرية لحزب الله بالرغم من كل ما استخدمته من امكانيات "تجسسية" لجمع المعلومات، في حين أن سورية التي "بدت" خارج دائرة الحرب على مدى أكثر من ثلاثين عاما، لم تكن مكتوفة الأيدي لناحية ردف منظومة السلاح لديها، وتبديل كافة استراتيجياتها القتالية، وهي التي رعت كافة أطر مقاومة "إسرائيل" طيلة الفترة الماضية".

وأشارت المصادر نفسها الى أن "ما جرى منذ لحظة إغتيال الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري عام 2005 في بيروت والذي شكل "البند الثاني" في مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، يوضح بما لا يدع مجالا للشك ومن خلال كل هذه الأحداث التي جرت في المنطقة منذ "البند الأول" في هذا المشروع وهو غزو العراق في 2003، أن المستهدف الأساسي هو سورية لإخضاعها لمنطق التسوية بالقوة، وبصورة غير مباشرة، بعد أن عجزت الديبلوماسية على مدى عقود من إقناعها بذلك، وصولا الى إخراج قواتها من لبنان وهو الأمر الفعلي الوحيد الذي تحقق بعملية الاغتيال، وليصار الى محاصرتها من خلال برنامج كامل، عَمِل قسم كبير من اللبنانيين على تنفيذه وتبني شعاراته بشكل علني وصريح وهو "إسقاط النظام في دمشق" بحسب التعبيرات التي استخدموها في حينه".

وأضافت المصادر السورية الرفيعة انه "وعلى هذا الاساس فقد شكلت حرب تموز 2006، "البند الثالث" في مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، والتي كان هدفها الإجهاز على حزب الله باعتباره الحليف القوى لسورية على الساحة اللبنانية، وما يشكله هذا الحزب في استراتيجية الأمن القومي السوري، كما تشكل سورية بالنسبة الى الحزب "الحضن الدافئ" في استراتيجيته التي تعتمد المقاومة العسكرية ضد الاحتلال في الصراع المفتوح مع الإسرائيليين. غير أن تعثر المشروع بفشل إسرائيل بتحقيق هذه الخطوة (القضاء على حزب الله) قد أعاد إحياء سيناريوات الحرب التي طالما تجنبتها إسرائيل في المنطقة وتتركز في شن الحرب على سورية بشكل مباشر، بالرغم من كل ما ساد الفترة الماضية من تجاذبات سياسية وصولا الى حد الاختبار العسكري والأمني من خلال الإعتداءات التي نفذها الطيران الحربي الاسرائيلي على اهداف داخل سورية لقياس حجم ردات الفعل والاستعداد للمواجهة، أو لجهة تنفيذ عمليات ذات طابع أمني كإغتيال "عماد مغنية" في دمشق، او إغتيال المستشار الأمني للرئيس بشار الأسد العميد محمد سليمان".

وخلصت هذه المصادر الى أن "تسليط الضوء إسرائيليا على صواريخ "سكود" السورية وادعائها بتسليمها الى حزب الله، إنما يعتبر مؤشرا مهما ومتقدما في تحديد سورية كهدف اساسي في استراتيجية الحرب الإسرائيلية المقبلة، ذلك أن تلك الصواريخ مصنفة منذ الغزو الأميركي للعراق وفي حروب الخليج الأولى والثانية من "اسلحة الدمار الشامل"، وهي التي خافت ليبيا من الاحتفاظ بها ودفعتها ثمنا لعودة الانفتاح الغربي عليها في النصف الأول من العقد الجاري، ما يرسم الخط البياني التي تسير عليه إسرئيل في حروبها على المنطقة. فلعل اختيارها لسورية كهدف مباشر للحرب هذه المرة ينبع من تصورها بأنها بذلك تكون قد اختارت "أهون الشرور" باعتبار سورية دولة تسعى إسرائيل للسلام معها، وهي ستخضع في حالات الحرب كما في حالات السلم لمقتضيات القوانين الدولية المرعية الإجراء، ما قد يُنتج تسوية على غرار ما حصل في "كامب ديفيد" مهما كانت نتائج تلك الحرب، في حين أن الأفق السياسي يبقى مجهولا في أية حرب قد تشنها اسرائيل على حزب الله في لبنان أو على إيران في المنطقة، وهذا بالطبع قد يكون كذلك إذا اعتبرنا أن الصورة الثلاثية للرئيسين السوري والإيراني وبينهما الأمين العام لحزب الله لم تقنعها أو لم تستطع أن تفسرها".

\"\"
\"\"

المصدر: موقع لبنان الأن

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,247,407

عدد الزوار: 6,942,030

المتواجدون الآن: 114