"الشاهد الملك" أكد أن القرار الإتهامي سيكون "زلزالاً أقوى بعشرة أضعاف" من الجريمة

زهير الصديق لـ"السياسة": كوادر من "حزب الله" متورطة في اغتيال الحريري

تاريخ الإضافة الإثنين 12 نيسان 2010 - 5:46 ص    عدد الزيارات 3434    القسم عربية

        


 إذا كان نصرالله يعتقد أن 7 مايو قد يتكرر فهو مخطئ إذ لا أحد يجرؤ على ترهيب المحكمة
بعض سياسيي "حزب الله" أشبه بأفراد "عصابات شيكاغو" والمقاومة أشرف من أن تحتضنهم
 رؤوس كبيرة بدأت ترتجف وأنصح من يشكك بالمحكمة بانتظار القرار الظني المدموغ بالأدلة
 وهاب "تافه ومخبر وببغاء متكلم" والسيد "مجرم وقاتل وسارق وأرصدته المصرفية خير دليل"
 المحكمة لن ترحم مرتكبي الجريمة مهما جرى من صفقات وحتى لو سامح سعد الحريري القتلة
"السياسة" - خاص:
اتهم ضابط المخابرات السورية السابق محمد زهير الصديق الذي يعرف بـ"الشاهد الملك" في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كوادر من "حزب الله" بالتورط في الجريمة, وجدد التأكيد على كل ما أدلى به أمام لجنة التحقيق الدولية, كاشفاً أن القرار الاتهامي "سيكون زلزالاً أقوى بعشرة أضعاف" من زلزال الجريمة.
وفي لقاء مع "السياسة" في إحدى الدول الأوروبية حيث يقيم بعد مغادرته الإمارات العربية المتحدة, استغرب الصديق حديث الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله عن "شهود الزور" رغم أن القرار الظني لم يصدر بعد, معتبراً أن بعض سياسيي "حزب الله" أشبه بأفراد "عصابات شيكاغو" وأن "المقاومة أشرف من أن تحتضنهم".
وأصر الصديق على الاتهامات السابقة التي وجهها إلى نظام دمشق والنظام الأمني السوري - اللبناني الذي كان قائماً خلال العام 2005, مجدداً تأكيده أن "النظام السوري والرئيس اللبناني السابق اميل لحود هما من أعطى الأوامر" لتنفيذ الجريمة.
وفي حين وصف الوزير السابق وئام وهاب بأنه "رجل تافه ومخبر وببغاء متكلم", رفض الصديق الرد على المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد الذي يطالب بمحاكمة من يعتبرهم "شهود الزور", لأنه "مجرم وقاتل وسارق وأرصدته المصرفية خير دليل على ما أقول".
وأقر الصديق بأنه دخل الإمارات بجواز سفر تشيكي مزور, وقال إنه لم يكن على علم بذلك, كاشفاً أنه حصل عليه من مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عندما كان الأخير وزيراً للداخلية.
وفي ما يلي نص الحوار:
  صدر حكم قضائي ضدك بالسجن ستة أشهر في دولة الإمارات بتهمة الدخول غير الشرعي عن طريق جواز سفر تشيكي مزور, وطالب القضاء السوري باستردادك بعد انتهاء فترة العقوبة. ماذا تقول?
  نعم لقد دخلت دولة الإمارات بجواز سفر تشيكي مزور, لكنني لم أكن على علم بأنه مزور. لقد تم إعطائي هذا الجواز من مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عندما كان وزيراً للداخلية آنذاك, وقيل لي انه مخصص لحماية الشهود في قضية الحريري. وبعدها وصلتني معلومات أن تنسيقاً جرى بين المخابرات السورية والمخابرات الفرنسية لإبعادي من فرنسا, وأنا لن أتنازل عن حقي في إقامة دعوى أمام القضاء الفرنسي ضد من زودني بهذا الجواز, وأنا أحتفظ ببيانات وتسجيلات تدينهم.
أما بخصوص طلب استردادي من قبل القضاء السوري, رفضت السلطات الإماراتية تسليمي لأن القانون الإماراتي يمنع تسليم أي متهم ما لم تكن هناك أدلة وبراهين دامغة تجيز طلب استرداده. وبالنسبة لي أنا لا أمانع في العودة إلى سورية في ما لو كان القضاء هناك عادلاً ونزيهاً لا يقيم الأحكام العرفية ولا يأخذ أوامره مباشرة من النظام.
وكان هناك مذكرات توقيف وحكم إعدام بحق النائب ميشال عون, لكنه دخل سورية من دون أن تسقط عنه التهم أو يستدعيه القضاء, ولو كان هناك قضاء عادل لتمت محاكمته ولو شكلياً.
  شكك أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله بصدقية المحكمة الدولية واشترط اعتقال "شهود الزور" للتعاون معها, هل في اعتقادك أن هذه محاولة استباقية مما سيواجهه الحزب?
   هناك كوادر في "حزب الله" متورطة لوجستياً في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ولا أعلم إذا كانت قيادة "حزب الله" على علم بذلك.
بعد أن تلقى المحقق السابق ديتليف ميليس تهديدات قدم استقالته وآثر الابتعاد, أما القاضي (المدعي العام الحالي) دانيال بلمار فهو لا يخاف أحداً وأعاد التحقيق إلى مجراه الطبيعي. كيف يتحدث حسن نصرالله عن شهود الزور وقرار الاتهام لم يصدر بعد? إذا كان يعتقد أن 7 أيار (مايو) قد يتكرر فهو مخطئ, إذ لا أحد يجرؤ على ترهيب المحكمة (في إشارة إلى غزو الحزب وحلفائه بيروت في مايو 2008). لقد سبق وصرحت أن الحقيقة كاملة موجودة لدى لجنة التحقيق منذ عهد ميليس, وما يجري الآن أمور تقنية يقررها المدعي العام.
  هل تصريحاتك تعني أنك ضد المقاومة?
   لا يعقل من لديه ذرة شرف أن يكون ضد المقاومة, إنما أنا ضد من يحاول أن يتستر بعباءة المقاومة ويوجه طعناته إلى الداخل, ومن يستمع إلى تصريحات سياسيي "حزب الله" يعتقد أنهم من أفراد "عصابات شيكاغو", والمقاومة أشرف من أن تحتضن هؤلاء الناس.
  بصفتك ضابطاً سابقاً في الاستخبارات السورية وعلى علم بالتنسيق الأمني القائم باستمرار على الساحة اللبنانية بين قيادة "حزب الله" والنظام السوري حتى في الأمور السياسة والأمنية البسيطة, هل تعتقد أن قضية بحجم اغتيال رفيق الحريري لم يتم التنسيق بشأنها بينهما?
إبان الحكم السوري في لبنان, أي عمل أمني صغير أو كبير كان يتم بالتنسيق بين "حزب الله" والقيادة السورية عبر المخابرات العسكرية السورية.
  مازال المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد يلف ويدور حولك أنت وعدد ممن يسميهم "شهود الزور" ويحاول تبييض صورته الملطخة بقرار المحكمة إطلاق سراحه مع الضباط الثلاثة الآخرين كدليل على "ثبوت براءتهم", ويبدو أن ليس لديه سوى هذه الورقة للهروب من اتهامه سياسياً بالضلوع في الجريمة, فماذا تقول له مباشرة?
   هذا الرجل لا يستحق أن أرد عليه لأنه مجرم وقاتل وسارق وأرصدته البنكية خير دليل على ما أقول. هو لم يخرج من السجن لأنه بريء وإنما بسند كفالة, وكما هو معلوم فإن المجرم يحوم دائماً حول جريمته, لماذا كل هذا الخوف? وإلا فليواجه المحكمة.
  المعلومات المتداولة إعلامياً في لبنان والخارج تؤكد أن القرار الظني لبلمار سيكون بمثابة "زلزال", فهل أنت في هذا الجو فعلاً?
   لقد صرحت سابقاً أن قضية اغتيال الحريري هي زلزال والقرار الظني في هذه القضية سيحدث زلزالاً أقوى بعشرة أضعاف, وهناك رؤوس كبيرة بدأت ترتجف منذ الآن. لقد استطاع المجتمع الدولي والعربي أن يجعل من المحكمة الدولية حقيقة قائمة, وأن يؤكد أن لبنان هو دولة القانون والمؤسسات.
  رئيس المحكمة الدولية أنطونيو كاسيزي أعلن في بيروت أن لجنة التحقيق أعادت استجواب 240 شاهداُ ومتهماً مرة أخرى خلال الشهرين الماضيين, فهل تعتقد أن ذلك يعني اقتراب صدور القرار الظني?
   لجنة التحقيق الدولية لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتبحث عنها وتحقق فيها كي يكون قرار المحكمة الاتهامي مدموغ بأدلة وبراهين, وأنا أنصح من يشكك بصدقية المحكمة أن يطلع على البراهين والأدلة المقدمة عندها سيعلم على ماذا تبني المحكمة قرارها وقد بات قريباً جداً.
  سبق واتهمت في تصريح سابق لصحيفة "السياسة" وقناة "العربية" الفضائية, النظام السوري والرئيس اللبناني السابق إميل والضباط الأربعة وسياسيين لبنانيين وسوريين بالتورط في جريمة اغتيال الحريري, فهل ما زلت على اتهامك لهم?
   ما زلت مصراً أن من أعطى الأوامر بتنفيذ اغتيال الرئيس الحريري هما النظام السوري وإميل لحود, والضباط الأربعة والكثير من السياسيين اللبنانيين والسوريين متورطون في هذه الجريمة. والمحكمة لن ترحم مرتكبيها مهما جرى من صفقات وتسويات وحتى لو سامح سعد الحريري قتلة أبيه كما فعل وليد جنبلاط.
  يحاول النظام السوري و"حزب الله" ممارسة أقصى الضغوط على جنبلاط للتراجع عن إفادته أمام المحققين الدوليين المرتكزة على ما سمعه من رفيق الحريري شخصياً من تهديد مباشر بتصفيته من نظام دمشق وكان جنبلاط كرر ذلك علناً ومن ساحة الشهداء. فماذا تقول?
   إفادة وليد جنبلاط أمام لجنة التحقيق الدولية مسجلة وموثقة حتى وإن تراجع عنها.
  لماذا تلا وليد جنبلاط فعل الندامة وقدم اعتذاراً للنظام السوري?
   وليد جنبلاط قارئ سياسي جيد وله خصوصيته ويدرك أن الأيام القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت.
  هل ما زلت "الشاهد الملك"?
   نعم ما زلت الشاهد الملك بالاضافة إلى الكثير من الشهود الآخرين. فأنا من قال ان الانتحاري ليس أحمد أبو عدس, وأن السيارة من نوع ميتسوبيشي, وأنا من كشف الشريط المسجل الذي صور السيارة, والاتصالات التي جرت قبل وبعد التفجير.
  بماذا تعلق على مصافحة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والرئيس السوري بشار الأسد وما الرسالة التي توجهها إلى الحريري?
   الرئيس سعد الحريري يتبع مقولة والده الشهيرة: "لا أحد أكبر من بلده", وأقول للرئيس الحريري أنت رئيس حكومة كل لبنان ولك أن تقرر وتفعل ما شئت, لكن رفيق الحريري ملك الملايين من المسلمين السنة ومن الشرفاء من جميع الطوائف والمذاهب, والقاتل سينال عقابه.
  ماذا تقول لوئام وهاب?
   رجل تافه بكل ما للكلمة من معنى, ومهما علا شأنه سيظل مخبراً, وأنا أرى أن صفة الببغاء المتكلم تليق به.
  هل المكان الذي أنت فيه آمن?
   نعم أنا في مكان آمن والدول الأوروبية آمنة بشكل عام.
  هل سيتم تسييس المحكمة?
   أستبعد تسييس المحكمة ولكن إذا حصل, سيكون القرار الفصل بالبندقية, وعندها سيعلم الجميع أن ساعة الصفر لدحر المجرمين قد حانت.


المصدر: جريدة السياسة الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,180,963

عدد الزوار: 6,759,348

المتواجدون الآن: 127