قيادي في «جيش الأمة»: لا صلة تنظيمية لنا بـ«القاعدة» وانتظروا عملاً عسكرياً إنطلاقاً من جنوب لبنان ... إلا إذا

تاريخ الإضافة الأحد 11 نيسان 2010 - 6:15 ص    عدد الزيارات 3125    القسم عربية

        


غزة - فتحي صبّاح

«حركة فتح والجبهة الشعبية وحزب الله أعداء يجب محاربتهم، فالأولى والثانية حركتان علمانيتان كافرتان، والحزب يعمل على نشر التشيع في صفوف المسلمين ... ومع ذلك لن نحاربهم الآن، فنحن لا نقاتل سوى اليهود في هذه المرحلة.

... انتظروا عملاً عسكرياً ضد اليهود انطلاقاً من جنوب لبنان، إلا اذا تدخل حرس الحدود (أي عناصر حزب الله) وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل) أو الجيش اللبناني ... وفي المرحلة الحالية أيضاً سنكتفي بتوعية شارب الخمر فربما يتحول داعية، وعند اقامة الإمارة، سنطبق تعاليم الإسلام بالقول والعمل، وسنجلد شارب الخمر وسنرجم الزاني وسنقتل القاتل ... وإذا ثبت أن الرئيس محمود عباس (ابو مازن) يساعد اليهود، فسنقتله».

هذه بعض العبارات التي سمعناها من قائد في «جيش الأمة»، احدى الحركات السلفية الجهادية في غزة التي تستلهم فكر تنظيم «القاعدة»، والذي كان الوصول اليه يشبه شريطاً سينمائياً هوليوودياً.

في البداية، رن الهاتف الخليوي، وظهر على الشاشة «رقم خاص» وطلب المتحدث، بعدما عرَف نوع السيارة التي نستقلها ولونها، أن نأتي الى نقطة ما في مدينة غزة، وعندما وصلناها، طلب منا التوجه الى نقطة اخرى غرب المدينة. هناك اقترب من السيارة شاب يستقل دراجة نارية، وقال اغلقوا الهواتف الخليوية واتبعوني، ومن شارع الى شارع، ومن منطقة الى أخرى، حتى وصلنا الى الطريق الساحلية، وعند نقطة ما جنوب المدينة، عاد الشاب أدراجه قليلاً، ثم توقف وطلب منا ركن السيارة، وأشار لنا بيده الى الشاطىء: «الشيخ ينتظركم هناك».

السلام عليكم، ألقينا التحية على رجل أربعيني ملتح يغطي رأسه من الشمس الدافئة بأوراق مطبوعة باللون الأزرق بدت أنها نشرة داخلية (حزبية) كتبت عليها مكائد اليهود.

عرّف نفسه بـ «العبد الفقير لله أبو عبد الله الغزي، القيادي والناطق باسم جيش الأمة»، وذلك بعدما عرفناه بأنفسنا: مراسلو «الحياة»، و«الغد» الأردنية، و«الغارديان» البريطانية.

على رمال الشاطىء البيضاء الناعمة، جلسنا الى جانبه نستمع الى اجاباته على سيل كبير من أسئلتنا، والبداية في مثل هذه الأحوال سؤال تقليدي: ما هو جيش الأمة؟

عرّف أبو عبدالله الغزي جيش الأمة بأنه «تيار اسلامي يسعى الى النهوض بالأمة من التخلف والجهل الذي سببه الحكم الجبري في الدول الإسلامية، إلى الوعي والنهضة، ومن ثم تحرير المسلمين من الطواغيت التي كانت سبباً في نهب ثروات الأمة وتخلفها والقضاء على علمائها الذين يسعون إلى تطبيق شرع الله في الأرض».

وأضاف ان «نشأة جيش الأمة تعود الى أكثر من 20 سنة، لكنه بدأ عمله في شكل علني ومنظم منذ ست سنوات ... وأن عناصر الجيش وأنصاره منتشرون في غزة والخارج، وأتباعه موجودون أينما وجد المسلمون».

وأوضح أن «عدد العناصر العسكرية المنتمية فعلياً الى جيش الأمة أكثر من 200 عنصر، فيما أن عدد أنصار الجيش في القطاع الذين يعملون ضمن إطار الدعوة يقدر بالآلاف ... ومن بين عناصرنا رجال في الستين من عمرهم يشاركون إخوانهم الشباب في الدفاع عن الشعب والأرض على طريق تحرير المقدسات من اليهود، فنحن كتيار نسعى الى تحرير بيت المقدس، تذكيراً بتحريرها من قبل عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي، والانطلاق لتحكيم شرع الله في بقية بقاع الأرض».

وأوضح أن الجيش يهدف الى «توعية المسلمين بكتاب الله كما فهمه الرسول (صلى الله عليه وسلم) والتابعين ليتمكنوا من إقامة دولة الإسلام والنهوض بالأمة والتمسك بسنة النبي وتعاليم التابعين والأئمة الأربعة والفقهاء من علماء المسلمين مثل ابن تيمية وابن القيم الجوزية وابن المبارك وسفيان الثوري».

وعن تمويل جيش الأمة، قال إن «هناك التزاماً شهرياً على كل موظف من عناصرنا، كما أن هناك من يقدمون لنا الدعم بالمال والسلاح من غزة، وهناك نساء قدمن لنا أكثر من الرجال داخل البلد وخارجه».

وأضاف أن الجيش رفض تمويلاً ايرانياً بسبب شروط رفض الكشف عنها، وقال: «إيران عرضت علينا في السابق أن تساعدنا، لكننا رفضنا، نحن نرفض أي تعاون في مقابل أي شيء، من أراد أن يعطينا شيئاً لله نقبله». وأشار الى أن «هناك تمويلاً خارجياً، ليس من دول، من أفراد وبعض الحركات الإسلامية، خصوصاً السلفية منها».

وعن موقف الجيش من «حزب الله»، قال انه «حزب شيعي يسعى بكل الإمكانات الى نشر التشيع داخل صفوف المسلمين، لذا فنحن السلفيين نعادي هذا النهج الذي يقوم على التشكيك في صحابة رسول الله وسب أمهات المؤمنين وشتمهم، ويقوم على البدع والضلال، وهم جزء من هذا المنهج الشيعي، لذا نعاديه ... نعاديه قولاً وليس فعلاً، ففي هذه المرحلة لا نقاتل الا اليهود، وسنستمر في قتالهم».

ونفى أي صلة تنظيمية بتنظيم «القاعدة»، مستدركاً أن «هناك اتصالات بعض الاتصالات في أمور محددة، وقد تربطنا مع بعض التنظيمات علاقة في وقت القتال، فمثلاً الجبهة الشعبية وفتح العلمانيتان أعداؤنا ونحن نقاتلهما، عداؤنا للمنهج والفكر، لكن اذا وجد أحدهما الى جانبنا في القتال ننسق معه ... وكذلك الأمر مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، العلاقة تقتصر على التنسيق الميداني خلال فترات الاجتياحات فقط كي يتسنى لعناصرنا الوصول إلى مواقع المواجهة والاشتباكات المسلحة» مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

أما الخلافات مع «حماس»، فقال إنها «ترجع الى خوض الحركة الانتخابات التشريعية وتقلدها زمام السلطة تحت سقف اتفاق أوسلو، وكذلك دور الحركة في اعتقال عناصرنا وملاحقتها». واعتبر أن «فتح وحماس تعذبان في سجونهما كل من يتم اعتقاله، فليس هناك سجين اعتقل لدى فتح أو حماس إلا وتم تعذيبه»، لافتاً الى أنه شخصياً اعتقل لدى سلطتي «فتح» و«حماس».

ونفى أن يكون للجيش أي علاقة بالتفجيرات الداخلية التي تستهدف صالونات النساء أو محال بيع أشرطة الكاسيت أو مقاهي الإنترنت وغيرها، بما فيها التي تستهدف «حماس» أو الحكومة التي تقودها الحركة.

وقال: «نتبنى الدعوة إلى الإسلام بالكلمة، لكن حتى الآن ندعو الى الإسلام بالقول، فاذا كان هناك من يشرب الخمر فسننهاه عن شربها، فقد نكسبه الى جانبنا ويصبح داعية ... وذلك إلى أن تكون لنا السلطة، فسنطبق تعاليم الإسلام بالقول والعمل، وسنجلد شارب الخمر وسنرجم الزاني وسنقتل القاتل».

وأشاد بزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، قائلاً: «نعتز به ونفتخر، فهو شيخ جليل قائم على ثغر من ثغور الإسلام، يقاتل من يعادي الإسلام والمسلمين، ونحض على نصرته ونصرة كل من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا».

ورفض الإفصاح عن أسم أو أسماء مراجع الجيش من السلفيين المعاصرين. ونفى أن يكون أبو محمد المقدسي مرجع جماعة «أنصار السنة» السلفية الجهادية هو مرجع الجيش، مشيداً بالشيخ الذي «يدعو الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ونحن لنا مشايخنا وعلماؤنا الذين يقومون على الدعوة».

وقال ان للجيش «وجوداً في الأردن ولبنان وسورية ومصر ودول الخليج وبعض الدول الإسلامية، ففي هذه الدول اتباع لنا يتبنون فكرنا ونهجنا، ومنهم من ينتمون إلينا عسكرياً وفكرياً».

وعن رؤية الجيش وأدبياته، أشار الى أن كتاب «الزرقاوي الجيل الثاني للقاعدة (لمؤلفه الصحافي الأردني فؤاد حسين) يمثل رؤية جيش الأمة». ونفى أن يكون للجيش أي نشاط عسكري خارج قطاع غزة، مستدركاً أنه «قد يكون في المستقبل، فنحن في تصورنا للصراع مع اليهود والصليبيين، يجب توسيع دائرة الصراع، ومهاجمة كل المصالح اليهودية في كل بقاع الأرض، ومن يقف الى جانبهم، وهذه الرؤية ستطبق (في المستقبل)، لكن امكاناتنا اليوم لا تساعدنا، وفي أي لحظة قد تتوافر فيها الإمكانات، فلن تكون طمأنينة لليهود أو من يساندهم».

واعتبر أنه «في حال ثبت أن أبو مازن يساعد اليهود، فسنشخت (نذبح) رقبته». وقال» «توقعوا عملاً عسكرياً لجيش الأمة ضد الاحتلال سينطلق من جنوب لبنان في أي لحظة ما لم يعمل حرس الحدود، حزب الله، على منع هذا العمل».


المصدر: جريدة الحياة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,783,998

عدد الزوار: 6,914,801

المتواجدون الآن: 115