اخبار سوريا...فريق إنساني يدعو إلى إغاثة النازحين في شمال سوريا.. الأسد: نتحدث مع شركات صينية لتلافي عقوبات أميركا..مظلوم عبدي: لدينا 110 آلاف مقاتل... ونتمسك بهيكلية قواتنا في جيش سوريا المستقبل..لماذا انسحبت ميليشيات إيرانية من مقرات لها فجأة في البوكمال؟..سوريا تقرّ عقوداً مع شركتين روسيّتين لاستثمار بلوكات نفطية...المال السوري والمؤسسات المصرفية اللبنانية..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 كانون الأول 2019 - 4:45 ص    عدد الزيارات 2011    القسم عربية

        


فريق إنساني يدعو إلى إغاثة النازحين في شمال سوريا.. أنقرة: وفاة أحد مؤسسي «الخوذ البيضاء» هو السقوط من مكان مرتفع...

أنقرة - لندن: «الشرق الأوسط».. دعا فريق التعامل مع الوضع الإنساني في سوريا الاثنين، كل المنظمات والهيئات الإنسانية للاستجابة لإغاثة النازحين في مخيمات شمال سوريا، في وقت أكد فيه خبراء الطب الشرعي التركي أن الجندي البريطاني السابق الذي ساعد في تأسيس منظمة «الخوذ البيضاء» للدفاع المدني، توفي بسبب سقوطه من مكان مرتفع، بحسب ما ذكر الإعلام المحلي، الاثنين. وعثر على جيمس لومسوريه الذي يحمل الجنسية البريطانية ميتاً عند أسفل المبنى الذي يسكنه في نوفمبر (تشرين الثاني) في إسطنبول. وكان لومسوريه الضابط السابق في الجيش البريطاني، يدير منظمة «مايداي رسكيو» غير الربحية، التي تنسق التبرعات الممنوحة إلى الخوذ البيضاء ولديها مكاتب في إسطنبول وهولندا. وجاء في تقرير التشريح أنه توفي بسبب «إصابة عامة في الجسم ترتبط بسقوطه من مكان مرتفع»، بحسب تلفزيون «تي آر تي خبر» الحكومي. ولم يُعثر على آثار حمض نووي (دي إن إيه) لأي شخص آخر. وقال التقرير الذي أصدره معهد الطب الشرعي في 4 صفحات إن لومسوريه عانى نزفاً داخلياً وكسوراً في العظام، بحسب وكالة «دي إتش إيه» الخاصة للأنباء. ويُعتقد أن الشرطة التركية تتعامل مع الحادث على أنه انتحار. وأورد الإعلام المحلي أن لومسوريه طلب المساعدة بسبب مشاكل نفسية، وأن زوجته ايما هدفيغ كريستينا وينبرغ قالت للشرطة إنه كانت لديه ميول انتحارية قبل أسبوعين من وفاته. ويتهم النظام السوري وحليفه الروسي «الخوذ البيضاء» التي تضم مسعفين متطوعين يعملون ضمن المناطق التي تتعرض للقصف، بدعم الفصائل المعارضة والمقاتلة في المناطق حيث تنشط. وقال فريق إغاثي، في بيان إن العاصفة المطرية التي جرت في شمال سوريا خلال الأيام الأربعة الماضية، خلّفت أضراراً لنحو 6 آلاف عائلة نازحة ومهجرة موجودة في 41 مخيماً من مخيمات المنطقة المنتشرة في ريفي إدلب وحلب الشمالي. ودعا البيان كل المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة العاجلة لقاطني تلك المخيمات، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه المدنيين في محافظة إدلب. وناشد منسقو الاستجابة «كل الجهات الدولية المعنية بالشأن السوري التدخل بشكل مباشر لإيقاف تلك الأعمال العدائية التي تستهدف المدنيين في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها». وكشف الفريق عن نزوح أكثر من 98 ألف شخص من المنطقة «منزوعة السلاح» شمال سوريا، جراء التصعيد العسكري في مناطق ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وتتعرض مخيمات النازحين في الشمال السوري بشكل متكرر لسيول جراء الأمطار الغزيرة التي تهطل في تلك المناطق، وقد غرقت مئات الخيم جراء تلك الأمطار والسيول وأصبحت مئات العائلات من دون مكان إقامة بسبب تلك السيول التي جرفت كل ما تحويه خيام النازحين. وفي ريف إدلب أيضاً، قصفت الطائرات الحربية الروسية اليوم مناطق متفرقة من ريفي إدلب الجنوبي والشرقي. وقال مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية: «قتل طفلان وأصيب 7 آخرون من أسرة واحدة في قصف جوي على بلدة الغدفة قرب بلدة بنش بريف إدلب الشرقي». وأكد المصدر أن «الطائرات الحربية الروسية والمروحية السورية سنّت أكثر من 30 غارة على بلدات وقرى الصرمان وأبو مكي والدير الشرقي والغدفة ومعرشورين ومحيط مطار أبو الظهور في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي».

الأسد: نتحدث مع شركات صينية لتلافي عقوبات أميركا.. قال إنه «لن يكون هناك أفق» لبقاء قوات واشنطن شرق الفرات

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط».. قال الرئيس السوري بشار الأسد إن عملية إعادة الإعمار في سوريا بدأت «لكنها بحاجة لمزيد من الاستثمارات من الداخل والخارج»، وإن هناك حديثاً مع شركات صينية لتلافي عقوبات أميركا، وشدد في الوقت نفسه على أنه لن يكون هناك أفق لبقاء القوات الأميركية في سوريا. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) الاثنين، عنه القول في مقابلة مع قناة «فينيكس» الصينية، أن «عملية إعادة الإعمار في سوريا بدأت، ولكنها في حاجة لمزيد من الاستثمارات من الداخل والخارج كي تنطلق بشكلها الواسع، وما نأمله من الشركات الصينية هو البدء بالبحث عن فرص للاستثمار في السوق السورية التي تتحسن بشكل مطرد ومتسارع». وقال: «فيما يخص إعادة الإعمار، فإن الحالة الأمنية سابقاً لم تكن مناسبة للانطلاق بالإعمار، لكن مع تحرير معظم المناطق، بدأنا الحوار مع عدد من الشركات الصينية في هذا المجال وبدء الاستثمار. وما نأمله من الشركات الصينية هو البدء بالنظر وبالبحث وبتحري السوق السورية. فمن المعروف أن إعادة الإعمار لبلدان دمرتها الحرب جزئياً أو كلياً هي مجال استثماري رابح جداً. هي ليست فقط عملية قروض أو مساعدات من دون مقابل. إنها عملية استثمارية رابحة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى». ولفت الأسد إلى أن الحكومة السورية بدأت بالحديث مع عدد من الشركات الصينية لتلافي العقوبات من أجل الدخول إلى السوق السورية، «لكن تبقى هناك تخوفات لديهم من تأثير هذه العقوبات»، منوهاً بأن الحكومة وجدت صيغاً محددة للدخول إلى السوق السورية بأمان، «لن تعلن حالياً». كما أشار الرئيس السوري إلى أن الإجراءات التي تقوم بها الحكومة من أجل جذب المستثمرين من الصين ومن الدول الصديقة، «هي توفير بيئة استثمارية آمنة في المقام الأول، كوجود شفافية، وإيضاح حقوق المستثمر وواجباته في هذا البلد، وإيضاح كل ما يتعلق بالجوانب القانونية أو القضائية المتعلقة باستثماراته، فضلاً عن تطوير قانون الاستثمار في سوريا استناداً إلى المعايير الدولية»، مؤكداً صدوره في القريب العاجل. وفيما يتعلق بطريقة التعامل مع الوجود الأميركي، قال: «أولوية سوريا في التعامل مع الوجود الأميركي غير الشرعي هو ضرب الإرهابيين، لأن ذلك يضعف وجوده، إلى جانب إقناع المجموعات السورية التي تعمل تحت السيطرة الأميركية بالعودة إلى حضن الوطن والانضمام إلى جهود الدولة السورية في تحرير كل الأراضي، وعندها لن يكون هناك أفق للبقاء الأميركي في سوريا». واتهم الولايات المتحدة بـ«سرقة النفط السوري وبيعه إلى تركيا». وحول حجم التأثير على عائدات النفط السورية، قال: «في مرحلة من المراحل في بداية الحرب وصلت عائدات النفط تقريباً إلى الصفر... واليوم وبعد استعادة جزء بسيط من الآبار خلال العامين الماضيين، بات لدينا شيء بسيط من النفط. فحتى الآن تأثير النفط الإيجابي على الاقتصاد السوري ما زال محدوداً، لأن معظم الآبار تحت سيطرة المجموعات الإرهابية أو الخارجة عن القانون التي تعمل بمجملها تحت الأمر الأميركي».

مظلوم عبدي: لدينا 110 آلاف مقاتل... ونتمسك بهيكلية قواتنا في جيش سوريا المستقبل

قال لـ «الشرق الأوسط» إن تركيا تقوم بـ«تطهير عرقي»... وترمب وعده بالدفاع عن حلفائه شرق الفرات

لندن: إبراهيم حميدي... كشف قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي في حديث إلى «الشرق الأوسط»، قيام القوات الأميركية بالانتشار في مناطق جديدة شرق الفرات بموجب قرار الرئيس دونالد ترمب لـ«محاربة داعش» وحماية الثروة النفطية، قائلاً إنه تبلغ أنهم سيدافعون عن قواته «ضد أي هجوم من أي طرف». وأوضح أن الوضع شرق الفرات «معقد أكثر بكثير من السابق» بسبب وجود القوات الروسية والتركية والسورية والتحالف و«لدينا مجموعات تنسق معها لتجنب حصول مفاجآت». وقال إن قواته لم توافق على جميع بنود اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا بينها الإشارة إلى اتفاق أضنة، موضحاً: «تركيا تقوم بعمليات تغيير ديموغرافي وهدفها الأساسي التطهير العرقي (...) وسنعدّ أي دعم أو موافقة على الخطط التركية، بمثابة مشاركة مع تركيا في عمليات التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي». وأكد رداً على سؤال توقيعه مذكرة تفاهم مع مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، قائلاً: «كنا طلبنا مراراً من الحكومة السورية نشر قواتها على الحدود لدحض الحجج (الذرائع) التركية لغزو الأراضي السورية. سابقاً، لم تتجاوب الحكومة. لكن بعد الغزو التركي الأخير تجاوبت مع ذلك، ووافقنا على نشر قوات الحكومة في جميع نقاط التماس بين قواتنا وقوات تركيا». وقال عبدي إنه طالب خلال مفاوضات مع دمشق بالحفاظ على خصوصية «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم 110 آلاف مقاتل وعنصر في الأمن الداخلي، في «جيش سوريا المستقبل». وسئل عن مستقبل الإدارة الذاتية، فأجاب أن المفاوضات مع دمشق «تتطلب وقتاً أكثر وحواراً أطول»، موضحاً: «المنطقة تحتاج إدارة ذات طابع سياسي».... رابط الحوار كاملاً....

https://aawsat.com/home/article/2038951/%D9%85%D8%B8%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A7-110-

لماذا انسحبت ميليشيات إيرانية من مقرات لها فجأة في البوكمال؟

أورينت نت – متابعات.. أفادت شبكات محلية، أن ميليشيات إيرانية، انسحبت بشكل مفاجئ، مساء الأحد، من مقرات لها، داخل مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية. وأوضحت شبكة "فرات بوست"، أنه في الساعة الخامسة من مساء الأحد، حدث استنفار لكل المليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال، وذلك بعد صدور أمر بإخلاء كل المقرات فوراً. وأشارت الشبكة أنه جرى إخلاء المقرات في الحزام الأخضر والصناعة وفي قرية السويعية على الحدود العراقية. وخرجت أغلب السيارات من محيط المقرات المذكورة وقسم توجه إلى أطراف البوكمال من كل الاتجاهات من جهة البادية والحدود ويقدر عدد السيارات بأكثر من 50 سيارة مثبت عليها مضادات جوية. ونوهت الشبكة إلى أن سبب هذا الأمر والاستنفار هو ورود معلومات بأن ضربة من طيران التحالف الدولي سوف تستهدف مقرات المليشيات الإيرانية في البوكمال . وعلمت الشبكة بمغادرة شخصيات من المليشيات إلى العراق، فيما بقية العناصر دخلوا داخل الأحياء المدنية في البوكمال، بينما قسم من السيارات والعناصر دخلت إلى السوق المقبي بالبوكمال.

نفق لتخزين الصواريخ والأسلحة

وقبل أيام كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن أقماراً صناعية التقطت صورا من الجو تظهر بناء إيران نفقا لتخزين الصواريخ والأسلحة أسفل قاعدة عسكرية قاعدة "الإمام علي" الإيرانية التي استكملت طهران بناءها في قرب مدينة البوكمال بالقرب من الحدود السورية العراقية. وقالت الشبكة إن طول النفق يبلغ /121/ مترا، وعرضه /4.5/ أمتار، وعمقه /3.9/ أمتار، مشيرة إلى أن الصور التي حصلت عليها أيضا مصادر استخبارية غربية توضح أن طهران تريد تخزين صواريخ وأسلحة ثقيلة في النفق. وأوضحت أن النفق سيكون مخصصا لتخزين صواريخ وأسلحة، وأنه في المراحل النهائية من بنائه وسيبدأ استخدامه قريباً . وكانت القاعدة تعرضت لسلسلة ضربات جوية لم يتبناها أحد هذا العام، وذلك بعد الكشف عنها من خلال تقرير لشبكة "فوكس نيوز". وتقول تقارير إعلامية إن النظام الإيراني يبني معبرا على الحدود بين سوريا والعراق، الأمر الذي دفع مصادر غربية للإعراب عن قلقها من سهولة تنقل القوات والأسلحة الإيرانية بين حدود الدولتين.

سوريا تقرّ عقوداً مع شركتين روسيّتين لاستثمار بلوكات نفطية في الجزيرة وشمال دمشق..

الاخبار... قال وزير النفط السوري إن من شروط العقود أن تكون نسبة العمالة المحلية 90 في المئة

أقرّ مجلس الشعب السوري، اليوم، مشروع قانون يتضمن المصادقة على عقود موقّعة مع شركتين روسيتين، للتنقيب عن النفط والغاز في سوريا. ويشمل المشروع الذي أقرّ اليوم، عقدين وُقّعا في أيلول الماضي، الأول بين وزارة النفط والثروة المعدنية وشركة «ميركوري» الروسية للتنقيب عن البترول وتنميته وإنتاجه في منطقتَي «البلوك 7» و«البلوك 19»، والثاني بين الوزارة وشركة «فيلادا» الروسية في منطقة «البلوك 23». وأوضح وزير النفط والثروة المعدنية السوري علي غانم، أن «البلوك 7» هو حقل نفطي في منطقة الجزيرة (شرق الفرات) ويمتد على مساحة 9531 كيلومتراً مربعاً، مشيراً إلى أنه «تم لحظ 3 بالألف من الإنتاج للأعمال البيئية في المنطقة» ضمن العقد المبرم. وحول المشروع الموقّع مع شركة «فيلادا» في منطقة «البلوك 23» بيّن غانم أنه «حقل غاز يقع شمال دمشق يمتد على مساحة 2159 كيلومتراً مربعاً». ولفت وفق «سانا» إلى حاجة سوريا للمساعدة وإبرام العقود التشاركية في مشاريع الاستثمار والإنتاج النفطي ذات الكلف الكبيرة، موضحاً أن كلفة البئر الواحدة البرية في مرحلة الاستكشاف الأولي تصل إلى 12 مليون دولار، والبئر الواحدة البحرية إلى 100 مليون دولار. وقال إن «من شروط العقود أن تكون نسبة العمالة السورية 90 في المئة، وتخصيص 50 ألف دولار لكل عام لتدريب العمالة الوطنية وإعطاء الأفضلية لاستخدام المواد المصنّعة محلياً ومنح المقاولين السوريين الأولوية في الأعمال». وأشار إلى أن الوزارة ماضية في إبرام العقود البحرية للاستثمار النفطي، لكن العقوبات الاقتصادية منعت التعاقدات البحرية، إذ أن «شركات المسح البحرية هي شركات عالمية والتلويح بالعقوبات عليها منعها من العمل في سوريا»، موضحاً أنه «خلال الفترة المقبلة ستكون هناك عقود مع شركة روسية من خلال البلوك البحري رقم 1».

المال السوري والمؤسسات المصرفية اللبنانية: «حِكّلي لحِكّلك»!

الاخبار..زياد غصن ... ليست علاقة المال السوري بالمؤسسات المصرفية اللبنانية جديدة، إنما تعود إلى الثمانينيات

لم يكن لبنان منفذاً اقتصادياً لسوريا على العالم في لحظات الحصار عليها فحسب، بل مثّل أيضاً ممرّاً لمليارات الدولارات التي دخلت أو خرجت «تحت جنح الظلام» من وإلى سوريا. ولذلك، فإن أيّ هزّة نقدية تقع في لبنان، لا بدّ وأن يشعر السوريون بارتداداتها بشكل مباشر، بسبب حجم الارتباط المعقّد بين حركة النقد والعملات الصعبة في كلا البلدين....

حتى في سنوات الرخاء السوري، حافظ لبنان على مكانته كوجهة مفضّلة لكثير من الأنشطة الاقتصادية السورية. وهذا ما كان يقابله أيضاً سعي لبناني محموم للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق السورية من جهة، ومن مرونة الجهاز المصرفي اللبناني لاستقطاب المزيد من الودائع والتحويلات السورية الخارجية من جهة أخرى. لذلك، كان من الطبيعي في سنوات الحرب والحصار أن يتحول لبنان إلى متنفّس اقتصادي حيوي للسوريين، وملجأ للكثيرين منهم، إما لموقف سياسي معارض، وإما هرباً من جحيم المعارك. إلا أن أكثر ما استقطب الاهتمام في شكل العلاقة الاقتصادية الجديدة المتشكّلة مع لبنان بفعل الحرب الحالية، كان حدثين اثنين: الأول هو النزوح الكبير للأموال السورية نحو البنوك اللبنانية طيلة سنوات الأزمة، والثاني ارتفاع حجم الحوالات المرسَلة من سوريين في الخارج عبر قنوات لبنانية، رسمية وغير رسمية، إلى أقاربهم ومعارفهم. هذان الحدثان أثبتت التطورات اللبنانية الأخيرة تأثيرهما العميق في أداء الاقتصاد السوري.

الودائع الطائرة

ليست علاقة المال السوري بالمؤسسات المصرفية اللبنانية وليدة الأزمة السورية، بل إن جذورها تعود إلى بدايات ثمانينيات القرن الماضي، عندما زادت حسابات السوريين المفتوحة لدى البنوك اللبنانية، وذلك تحت تأثير ضغط عاملَين أساسيين: الحصار الاقتصادي الغربي غير المعلَن الذي تعرّضت له سوريا آنذاك، والقيود البيروقراطية الشديدة المفروضة على عمل المصارف الحكومية التي لم يكن يُسمح لها بفتح حسابات للمتعاملين بالقطع الأجنبي. ولعلّ الدور المالي الذي لعبته بلدة شتورا اللبنانية يجلّي بوضوح تلك العلاقة؛ إذ أن معظم المؤسسات المصرفية اللبنانية افتتحت فروعاً لها في البلدة الحدودية، بغية إدارة تعاملاتها مع الفعّاليات الاقتصادية السورية. وبحسب المصرفي السوري، أنس فيومي، فإن «هذه العلاقة جدّدت نفسها مع سماح الحكومة السورية للمصارف الخاصة بداية العقد الماضي بالعمل، وذلك عبر مساهمة البنوك اللبنانية في تأسيس العديد من المصارف الخاصة داخل سوريا، واستحواذها على نصيب كبير من أسهمها». ويضيف فيومي، في حديث إلى «الأخبار»، أنه أمام «تأخّر المصارف السورية الخاصة في ترك بصمة حقيقية في العملية التنموية الوطنية، والضخّ الإعلامي الكبير الذي رافق بدايات الأزمة ووصل إلى مرحلة إعلان حرب على الاقتصاد السوري، حدثت سحوبات مالية كبيرة من المصارف العامة أثّرت كثيراً في وضع السيولة لديها، حيث جرى تحويل الجزء الأكبر من الأموال المسحوبة إلى الخارج بمساعدة مصارف لبنانية لقاء عمولات كبيرة، وبعضها بقي في لبنان إما على شكل ودائع مصرفية أو استثمارات مختلفة»، هذا فضلاً عمّا يؤكده المصرفي عامر شهدا من «قيام مصارف خاصة مع بداية الأزمة بتحويل كتل نقدية إلى المصارف الأم في بيروت، استُخدمت لاحقاً في تمويل مستوردات تجار سوريين».

لم يبقَ حالياً في المصارف اللبنانية سوى ما يقرب من 10 مليارات دولار من الودائع السورية

وتحت شعار الالتزام بسرية العمل المصرفي، بقي حجم هذه الأموال ومصيرها غامضاً. إذ وعلى مدار السنوات التسع الماضية، لم تصدر أيّ بيانات رسمية من كلا البلدين تُوثّق حجمها والدول التي اتجهت إليها، الأمر الذي شجّع باحثين ومصرفيين على إطلاق تقديرات غير رسمية. وفي هذا الإطار، يقول شهدا، في حديثه إلى «الأخبار»، إن «إجمالي الودائع السورية التي استقبلتها المصارف اللبنانية مع بدايات الأزمة وصل حجمها إلى ما يقرب من 30 مليار دولار خرج معظمها نحو دول أخرى، بحيث لم يبقَ حالياً في المصارف اللبنانية سوى ما يقرب من 10 مليارات دولار، وهي غالباً عبارة عن ودائع بمبالغ صغيرة»، في حين يشير الفيومي إلى أنه «مقابل نفي البعض أو تأكيده، كان هناك من يتحدث عن رقم كبير وصل إلى نحو 100 مليار دولار. وبحسبة بسيطة لحجم الانخفاض الحاصل في سيولة المصارف العامة مع بدايات الأزمة ومقاربته مع سعر الصرف السائد آنذاك، يصبح ذلك الرقم ربما قابلاً للتصديق».

الحوالات

ما إن بدأ سعر صرف الليرة السورية يتذبذب أمام العملات الأجنبية، وتالياً يتباعد الفارق بين سعر الصرف المعتمد من قِبَل المصرف المركزي وسعر السوق الموازي، حتى عادت الحوالات المالية الى الخارج لتسلك، وبحجم ليس بالقليل، إما طريق مكاتب الصرافة غير المرخّصة داخلياً، أو القنوات المصرفية والمالية في الدول المجاورة، وتحديداً في لبنان. وهنا أيضاً، بقيت الظاهرة غامضة في ظلّ غياب أيّ تقديرات رسمية صادرة عن الدول المعنية بحوالات السوريين، فيما تذكر التقديرات غير الرسمية أرقاماً متباينة، لعلّ أبرزها ما يلفت إليه شهدا من أن «بعض مراكز الدراسات الألمانية قدّرت حجم ما يُحوّله المغتربون واللاجئون السوريون في أوروبا إلى بلادهم بنحو 4 مليارات دولار سنوياً، وعلى إثر ذلك قامت الحكومة الألمانية بالتحقق من هذا الرقم، وفرضت حظراً على تحويل اللاجئين لأيّ مبالغ إلى دولهم ومن بينها سوريا». ويضيف شهدا أن «الكتلة النقدية التي كان يُحوّلها السوريون إلى لبنان تشكل ما يقرب من مليونَي دولار يومياً، وهي تضاءلت تدريجياً مع بداية عام 2018. أما بالنسبة إلى معظم تحويلات السوريين، فكانت تتجه نحو تركيا والإمارات». لكن هناك من يتوقّع حجماً أكبر للحوالات السورية القادمة عبر البوابة اللبنانية، مُقدّراً إياها بـ5 ملايين يورو يومياً، مبرراً ذلك بالعدد الكبير من السوريين المتواجدين في الخارج كعاملين أو لاجئين أو مهاجرين أو حتى مغتربين، وبالعقوبات المصرفية المفروضة على سوريا، والتي تحول دون إرسال السوريين أيّ مبالغ مالية إلى ذويهم وعائلاتهم مباشرة بواسطة القنوات المصرفية السورية، فضلاً عن الفارق الكبير في سعر صرف الليرة بين المصرف المركزي والسوق الموازي.

الاستيقاظ المتأخّر

لم يشعر السوريون بخطورة التشوّهات الحاصلة في العلاقة المالية والمصرفية مع لبنان إلا لدى اندلاع الأزمة الأخيرة في هذا البلد، والتي رافقها توقف المصارف اللبنانية عن العمل لأيام طويلة، ثم وضعها قيوداً صارمة على السحوبات اليومية، قيوداً زادت، بحسب مدير المصرف الصناعي السابق قاسم زيتون، «من قلق المودعين، والسوريين تحديداً، فلجأوا الى السوق السورية لتأمين احتياجاتهم من الدولار لتمويل أعمالهم التجارية، إذ أن معظم التجار لدينا يودعون أموالهم في المصارف اللبنانية ويمارسون التجارة في سوريا، ونتيجة لذلك زاد الطلب على الدولار بشكل غير مسبوق في سوريا، وخلال فترة زمنية قصيرة، فكانت النتيجة الطبيعية ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل جنوني، مع ملاحظة أن المضاربين في سوق القطع السوري جاهزون دوماً لاقتناص مثل هذه الفرص». ويرى زيتون، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «الأزمة اللبنانية ستبقى تؤثر سلبياً في سعر الصرف في سوريا طيلة مدة الأزمة، لكن على المدى الطويل ستنعكس الأزمة اللبنانية بشكل إيجابي على سعر الصرف هناك؛ فالمصارف السورية، وعلى رغم أزمة البلاد الطويلة، لم تتخذ إجراءات من شأنها التضييق على المودعين كما حصل في لبنان، وهذه نقطة ستحصد ثمارها مستقبلاً، بحيث ستكون الملاذ الآمن للمودعين، وخاصة السوريين». لكن الوصول إلى ذلك يحتاج برأي كثيرين أيضاً إلى اتخاذ إجراءات وقرارات سياسية واقتصادية إصلاحية ملائمة لإعادة استقطاب المليارات الموجودة خارج البلاد، سواء التي خرجت في فترة الأزمة أم تلك التي مضى على وجودها في الخارج زمن طويل، إلى جانب معالجة مسألة الفارق في سعر صرف الحوالات، كأن تتم معاملتها بسعر تفضيلي كحال منظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا، بحيث تعود حوالات السوريين في الخارج لتسلك مجراها الطبيعي عبر مكاتب الصرافة المرخصة في سوريا، ومن دون الاضطرار للمرور عبر قنوات الدول المجاورة غير القانونية.



السابق

أخبار العراق....رايتس ووتش: على حكومة العراق تحديد قتلة المحتجين..جريمة مروعة تهز البصرة... وتشييع جنازة ناشط في بغداد..اتهامات للأمن العراقي بـ«التعاون» مع مرتكبي «مجزرة الخلاني»..مقتل وإصابة 10 جنود عراقيين بهجوم لـ«داعش» في محافظة ديالى...بغداد تحذر من «تصعيد» بعد استهداف مصالح أميركية...الرئيس العراقي يتسلم قائمة بمرشحي الحكومة.. و 4 أسماء بارزة..

التالي

اخبار اليمن ودول الخليج العربي..السعودية تسحب جنسيتها من أحد مؤيدي التطبيع والتعاون مع إسرائيل...قائد التحالف في عدن: سيتم تنفيذ كل بنود "اتفاق الرياض"..جبايات حوثية جديدة في صنعاء تهدد بنسف القطاع الطبي....خسائر كبيرة للميليشيات في الحديدة ولحج..3 مذكرات تفاهم بين البحرين وباكستان...الدوحة متفائلة حيال الأزمة الخليجية: المحادثات مع السعودية كسرت الجمود..الأردن يدمج الدرك والدفاع المدني مع جهاز الأمن العام...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,156,281

عدد الزوار: 6,757,719

المتواجدون الآن: 130