تهديدات باجتياح غزة ومستوطن يدهس فتاة في الضفة وكنيس جديد في القدس

عاشت الاراضي المقدسة في فلسطين المحتلة يوم جمعة حزين على اكثر من صعيد جراء الاعتداءات الاسرائيلية اليومية التي تطال الفلسطينيين في أرواحهم وأرضهم ومقدساتهم التي باتت عرضة للانتهاكات المتكررة لسلطات الاحتلال والتي ادت امس الى سقوط شهيدين الى جانب عشرات الجرحى في سلسلة من الغارات الجوية والممارسات الوحشية· 
 

درب الآلام

ووسط هذه الاجواء وتحت حراب الاحتلال قام آلاف الحجاج المسيحيين القادمين من مختلف انحاء العالم امس بالسير على درب الآلام في شوارع القدس القديمة لاحياء يوم الجمعة العظيمة قبل عيد الفصح· وشارك الحجاج المنتمون الى الكنائس التي تتبع التقويم الشرقي كما الغربي، في مراحل درب الصليب التي تحيي ذكرى عذاب السيد المسيح وموته على الصليب بحسب المعتقد المسيحي ووصل الاف المسيحيين الى القدس القديمة، وسط اجراءات امنية مشددة فرضتها الشرطة الاسرائيلية التي وضعت الحواجز على طول طريق الالام كما على الطرقات المؤدية الى مداخل كنيسة القيامة في القدس القديمة· وقالت كريستينا (63 عاما) وهي تلوح لرجال الدين، <اشعر بفرح كبير انا مغتبطة لانني في القدس، لكنني حزينة لانني لا استطيع دخول كنيسة القيامة>· وترأس بطريرك القدس للاتين فؤاد الطوال قداس الجمعة العظيمة ·

وانطلقت مسيرة الالام من كنيسة الجلد وانتهت في كنيسة القيامة التي تحظى بمكانة خاصة في مدينة القدس القديمة ·واكتظ الناس امام باب القيامة، وفجأة سمعت هتافات <بالروح بالدم نفديك يا فلسطين>·

وقالت شاهدة عيان <منعت الشرطة الاسرائيلية افراد الكشاف الفلسطيني والمصلين العرب من دخول كنيسة القيامة، فقاموا بالهتاف بالروح بالدم نفديك يا فلسطين>· وقالت نور بشاي وهي مسيحية قبطية جاءت من القاهرة <المسيرات غير منظمة لا تشعر انك في مكان فيه قداسة لا يوجد هدوء للصلاة، هناك تدافع وصراخ وشرطة اكثر من المصلين>· وتابعت <الدخول ممنوع للمصريين، والاولوية للاجانب، حتى عندما اردنا الدخول الى القبر ادخلوا الاجانب اولا وبعدها تم ادخال المصريين، وفي الطريق عاملنا الاسرائيليون بطريقة غير لائقة>·

وقال التاجر عدنان الدقاق الذي يبيع الهدايا التذكارية الى جانب كنيسة القيامة <ان الاعياد هذا العام كبيسة كان من المفروض ان تكون المدينة مليئة بالحركة والحياة، لكن الشرطة تغلق البلد والفوضى تزداد كل سنة>· وفتح ممثلون لعائلتي نسيبة وجودة الفلسطينيتين المسلمتين اللتين تحتفظان بمفاتيح كنيسة القيامة منذ القرن الثالث عشر ابواب الكنيسة منذ الصباح الباكر امام الحجاج·

كنيس جديد واستيطان

من جهة ثانية كشف المحامي قيس يوسف ناصر من منطقة الجليل النقاب عن مستندات لمخطط تحركه سلطة الآثار الإسرائيلية وشركة تطوير الحي اليهودي بالبلدة القديمة بالقدس التابعة لحكومة إسرائيل لبناء كنيس كبير يبعد عن الحرم القدسي الشريف أقل من مائتى متر·

وقال ناصر المتخصص في شؤون القدس قوله إن المخطط ينوي إعادة بناء كنيس يهودي مهدم بني في الحقبة العثمانية على أرض فلسطينية داخل ما يسمى الحي اليهودي في البلدة القديمة بالقدس بعد إخلاء قبر الشيخ أبو شوش من الأرض الأمر الذي أثار إضرابات كبيرة آنذاك، مشيرا الى أن الكنيس المذكور المسمى <فخر إسرائيل> كان هدم خلال حرب 1948·ويبعد الكنيس الجديد أقل من مائة متر شرقا من <كنيس الخراب> الذي دشنه الإسرائيليون منتصف شهرآذار الماضي·

من جهة ثانية كشفت مؤسسة (المقدسي لتنمية المجتمع) مخططا إسرائيليا تنوي تنفيذه بلدية الاحتلال في القدس يقضى بهدم 312 منزلا فلسطينيا في مختلف ضواحي وأحياء المدينة المحتلة·وأكدت المؤسس أنها حصلت على خريطة تفصيلية تم تسريبها من البلدية الإسرائيلية توضح عدد المباني الفلسطينية التي تنوي سلطات الاحتلال هدمها خلال الفترة المقبلة وقد بلغ عددها 312 مبنى·وأشارت الى أن بلدية الاحتلال الإسرائيلية تنوي تنفيذ عمليات الهدم هذه في بلدة سلوان والأحياء المجاورة لها مثل البستان ومنطقة رأس العمود وحي الثوري بالقدس الشرقية المحتلة·

انتقاضة الجدار

وفي الضفة الغربية المحتلة إستشهدت فتاة فلسطينية في قرية <اللبن الشرقية> غرب مدينة رام الله متأثرة بجراحها الخطيرة التى أصيب بها إثر دهسها من قبل سيارة مستوطن إسرائيلي ·وذكرت مصادر فلسطينية أن الفتاة الشهيدة سمر سيف رضوان <21 عاما> كانت نقلت إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية مساء أمس لتلقى العلاج بعد أن تعمد أحد المستوطنين دهسها بسيارته ثم لاذ بالفرار على الطريق الاستيطاني القريب من القرية·

من جهة ثانية أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالرصاص المغلف بالمطاط وبحالات اختناق بالغاز إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرات الأسبوعية المناهضة للجدار الفاصل والاستيطان ·ففي قرية بلعين غرب رام الله نظمت مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة شارك فيها العشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب والإسرائيليين باتجاه الجدار الفاصل حيث قوبلوا بزخات من قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق·

وخرج أهالي قرية نعلين شمال غربي رام الله في مسيرتهم الأسبوعية ضد جدار الفصل العنصري والإستيطان ··وفي قرية المعصرة جنوب بيت لحم ،أصيب شاب فلسطيني بكسر في يده وعشرات آخرون بالاختناق بالغاز السام وأعتقل ثلاثة متضامنين أجانب بينهم متضامن إيطالي تعرض للضرب عند اعتقاله ·

غارات على غزة وتهديد

في هذا الاثناء اصيب ثلاثة اطفال فلسطينيين، تتراوح اعمارهم بين ثلاث سنوات واحد عشر عاما، بجروح اثر سلسلة من الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة، فيما هددت اسرائيل بتنفيذ هجوم واسع النطاق على القطاع اذا لم توقف حماس اطلاق الصواريخ منه على جنوب فلسطين المحتلة· واكد شهود عيان ان الطيران الحربي شن ثلاث غارات على خان يونس، جنوب قطاع غزة استهدفت موقعا تابعا لحركة حماس و بناية صغيرة فيها مصنع محلي صغير للاجبان شرق مدينة غزة فيما استهدف صاروخان اخران ورشة للحدادة على طريق <صلاح الدين> الرئيسي في مخيم النصيرات·

في الاثناء هدد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم بقيام الجيش الاسرائيلي بهجوم واسع النطاق على قطاع غزة اذا لم توقف حماس اطلاق الصواريخ · وقال شالوم <اذا لم يتوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل، يبدو انه سيتعين علينا رفع مستوى نشاطنا وتكثيف عملياتنا ضد حماس>·

من جانب اخر طالب اسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف <التصعيد والعدوان> · واكد ان>الحكومة تجري اتصالات مع الفصائل للحفاظ على التوافق الداخلي حماية لشعبنا وتعزيزا لوحدته> في اشارة الى توافق حكومته مع الفصائل على وقف اطلاق الصواريخ ·

بدورها اعربت بريطانيا عن <قلقها وقالت متحدثة باسم الخارجية البريطانية <نحن قلقون من الضربات التي جرت في غزة ندعو الطرفين الى ضبط النفس>· كما دعت فرنسا الطرفين إلى إتخاذ كل الإجراءات اللازمة من أجل تهدئة وتجنب التوتر وعودة الهدوء إلى المنطقة ·وأعربت الخارجية المصرية عن الانزعاج والقلق إزاء التصعيد الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة والتهديدات الإسرائيلية بزيادة العمليات العسكرية·

الدولة في آب 2011

سياسيا أكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لصحيفة هآرتس ان الدولة الفلسطينية المرتقبة ستبصر النور بحلول آب 2011 من خلال <الوقائع على الارض>· وقال ان <ولادة الدولة الفلسطينية ستشكل يوم فرح لكل العالم (···) نقدر ان يولد هذا الطفل في 2011>· واضاف <هذه هي رؤيتنا وهكذا تتجسد ارادتنا في ممارسة حقنا في الحياة بحرية في البلد الذي ولدنا فيه، الى جانب دولة اسرائيل بكل انسجام>·

من جهة ثانية كشف إستطلاع للرأي العام عن تراجع تأييد الفلسطينيين لتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل ليصل إلى 61% مقابل 39% يعارضون توقيع المعاهدة·

الى ذلك ذكرت صحيفة <معاريف> ان الجهات الأمنية الاسرائيلية المختصة قررت ان تسمح بنقل مواد بناء وأسمنت وحديد ومواد خام الى قطاع غزة عبر المعابر الحدودية الاسبوع المقبل ولأول مرة منذ 3 سنوات· كما ذكرت مصادر طبية فلسطينية ان الطواقم الطبية عثرت على جثمان شهيد يدعى جهاد عطا الدغمة ( 18 عاما) في المنطقة التى شهدت العملية التى نفذتها يوم الجمعة الماضية حركة الجهاد الاسلامي شرق محافظة خان يونس·

(ا·ف·ب- رويترز- آ·ش·أ·)