العراق.."إيلاف" تكشف دور إيران في إقصاء قائد تحرير الموصل... الساعدي يستقيل وتويتر يشتعل بـ"كلنا عبد الوهاب"...عبد المهدي يرفض التراجع عن قراره بشأن قائد قوات مكافحة الإرهاب...معبر القائم العراقي.. جسر إيران البري إلى المتوسط..عبد المهدي: قدمت تطمينات بعدم استهداف السعودية من العراق...

تاريخ الإضافة الإثنين 30 أيلول 2019 - 6:15 ص    عدد الزيارات 2347    القسم عربية

        


"إيلاف" تكشف دور إيران في إقصاء قائد تحرير الموصل... الساعدي يستقيل وتويتر يشتعل بـ"كلنا عبد الوهاب"...

اسامة مهدي.... تكشف "ايلاف" خفايا الدور الإيراني في إقصاء قائد جهاز مكافحة الارهاب العراقي وبطل تحرير الموصل الفريق الساعدي، رغم الغضب الشعبي الواسع من قرار عبد المهدي بنقله الى مهمة جديدة حيث قدم استقالته اليوم إليه. وكشف احد اقارب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد جهاز مكافحة الارهاب لـ"إيلاف" الاحد الدور الايراني في اقصائه عن منصبه، مشيرا الى ان ايران وبعد هيمنتها على معظم القيادات العسكرية العراقية فقد اتجهت الآن الى هذا الجهاز الحيوي الذي يقف بوجه رغباتها في إكمال هذه السيطرة وتهميش دور الجهاز العسكري. وأضاف المصدر القريب من الساعدي والمقيم في لندن أن إيران مارست ضغوطا على عبد المهدي لاتخاذ قراره باقصاء الساعدي عن قيادة جهاز مكافحة الارهاب ضمن خطة تقضي بتعيين احد العناصر الموالية لها خلفا له ممن يطلق عليهم "الدمج"، وهم العناصر التي كانت لاجئة الى ايران وخدمت في مؤسساتها العسكرية وخاصة الحرس الثوري وعادت الى العراق بعد سقوط النظام السابق وتم دمجها بالقوات الامنية الامنية العراقية، قادة وضباطا في سلكها العسكري. واضاف ان المرحلة الاولى من هيمنة ايران على جهاز مكافحة الارهاب بوشرت بابعاد الساعدي ليتم تعيين احد افراد "الدمج" محله في المرحلة الراهنة ثم سيتم بعدها إحالة رئيس الجهاز الفريق ألاول الركن طالب شغاتي الى التقاعد بذريعة كبر سنه البالغ 73 عاما ليصعد ذلك الشخص ويحتل منصبه رئيسا للجهاز ولتكمل إيران سيطرتها عليه. وأكد المصدر المقرب من الساعدي انه قد وجه خطابا الى عبد المهدي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة اليوم يبلغه باستعداده لتسليم منصبه ويطلب منه احالته الى التقاعد.

عبد المهدي لا يستطيع الوقوف بوجه رغبات إيران

وفي وقت سابق الاحد أكد رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي اليوم ان قرار نقل الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد جهاز مكافحة الارهاب الى جهاز "الامرة" بوزارة الدفاع لارجعة عنه. وقال في تصريحات لوسائل إعلام عراقية الاحد تابعتها "إيلاف" انه "لايمكن ترك المؤسسة العسكرية لاهواء شخصية سواء كانت أهواء القائد العام او اي شخصية اخرى" . واضاف ان الضابط لا يختار موقعه وإنما يؤمر وينفذ في اشارة الى قراره بصفته القائد العام للقوات المسلحة بإحالة قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي من منصبه إلى دائرة "الإمرة" في وزارة الدفاع وهي وظيفة تبعده عن العمليات العسكرية وبمثابة عدم رضا عنه. واعتبر عبد المهدي انه "لايمكن أن يكون لجهاز مكافحة الارهاب رئيسان".. واوضح أن "هنالك طلباً من رئيس الجهاز الفريق أول الركن طالب شغاتي بنقل الساعدي وقد نقلناه الى مكان مشرف" على حد قوله. وزاد "الضابط لا يختار.. المؤسسة العسكرية مؤسسة أمر وسياقات كما أن القائد العام للقوات المسلحة لايمكن أن يتراجع عن قراره وإلا سيعطي رسالة بأن قراراته غير مدروسة وغير إصولية". واوضح أن "الذهاب الى الاعلام خطأ قد تكون هناك شكوى ولكن الشكوى بعد التنفيذ وليس قبله".. متسائلا "هل يغفر للضابط إذا كان له تاريخ مشرف أن لا يطيع الأوامر" في اشارة الى تصريح للساعدي الجمعة الماضي اعتبر عملية نقله من قيادة جهاز مكافحة الارهاب "إهانة" . واشار الى ان سياسة الحكومة سوف تقود البلد الى الانهيار.. مؤكدا بالقول "لست على استعداد للذهاب إلى الإمرة حتى لو كلفني ذلك حياتي". واليوم منعت القوات الامنية تجمعا لشباب الموصل من ازاحة الستار عن تمثال للساعدي تقديرا لدوره في تحرير الموصل .. حيث تذرعت قيادة القوات المشتركة بالمنع قائلة انه مراعاة لمشاعر بقية القادة الذين شاركوا بتحرير الموصل .

دوافع خارجية وراء تجميد الساعدي

من جهتهم، فقد رأى البعض أن عملية استبعاد الساعدي ليست إلا انتقاماً وتصفية حسابات داخلية وقال مسؤول حكومي عراقي لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف هويته إن قياديين لفصيلين في الحشد الشعبي "مارسا ضغوطاً" لتنحية الساعدي. وأضاف أن "الفكرة الأساسية هي بإبعاده (الساعدي) والإتيان بشخصية مقربة من إيران وبالتالي لن تعود قوات مكافحة الإرهاب عقبة على تلك الفصائل". وأشارت مصادر عدة للوكالة إلى أن القرار أثار تساؤلات حول عملية "تطهير" لمسؤولي الأمن الذين يعتبرون مقربين من واشنطن.

استياء شعبي وتنديد سياسي

وأثار اعفاء الساعدي الذي قاد معركة تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش في عام 2017 موجة استياء شعبية وسياسية واسعة نددت بالقرار وطالبت عبد المهدي بإعادة النظر فيه وذلك عبر تعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيبوك" تابعتها "إيلاف". .. وقال رئيس الوزراء السابق رئيس تحالف النصر حيدر العبادي "ما هكذا تكافئ الدولة مقاتليها الذين دافعوا عن الوطن ..! بالتأكيد هناك سياقات لتغيير او تدوير المواقع العسكرية والامنية ولكن يجب ان تكون على اساس المهنية وعدم التفريط بمن قدموا للشعب والوطن في الايام الصعبة . هل وصل بيع المناصب الى المؤسسة العسكرية والامنية ؟؟!! #لا_لبيع_الوطن... السياسي غالب الشابندر كتب "أن قرار عبد المهدي هو آخر طعنة في صدر العراق وبداية للقضاء على الجيش العراقي وتسليمه لقيادات الحشد الشعبي والفصائل المسلحة". رداً على عبد المهدي الذي قال إن هناكُ ضباطاً يترددون على السفارات وهذا غير مقبول.. زين ابو هاشم قادة الحشد ما يترددون على سفارة الجمهورية الإسلامية ؟". وزير الدفاع العراقي الأسبق خالد العبيدي انتقد الطريقة التي تم فيها "إقصاء قائد ميداني شجاع ومهني تشهد له ساحات المعارك في مقاتلة الإرهابيين". .. ومن جهته نوه النائب المرفوعه عنه الحصانة فائق الشيخ علي قائلا "ان العقلية التدميرية هي التي تحكم العراق منذ 2003م وإلى اليوم لتحطم الإنسان العراقي، كي ينتقم من بلده؟! ‏وإلّا ما هي الرسالة التي يريد صانع القرار إيصالها للعراقيين؟ ‏الجواب: ‏لا مكان للأبطال والقادة المنتصرين في الأمام. عليهم أن يتراجعوا إلى الخلف! .. اما زعيم تيار "الحكمة الوطني" المعارض عمار الحكيم فقد اكد استغرابه من القرار وقال "هكذا اجراء حينما يكون بديلا عن المكافأة والتقدير فانه يبعث رسالة مغلوطة ليس فقط عن اليات ادارة الملف الامني حسب بل عن ادارة الدولة بشكل عام". .. الناشط ثامر عبد الله قال "‏يا عزنا يا من رفعت رأسنا شامخًا يا عزة #العراق مبارك فوزك بالاستفتاء الشعبي الذي جرى خلال ساعة واحدة و حصل فيه على مرتبة الشرف الوطني

‏الساعدي هو العراق .. ‏وهل للعراق بديل ؟؟؟

#كلنا_عبد_الوهاب_الساعدي

.. النائبة الكردية السابقة سروة عبد الواحد كتبت "قرار احالة الفريق عبدالوهاب الساعدي الى الامرة قرار غير مدروس وغير حكيم على القائد العام اعادة النظر بقراره ..الفريق عبدالوهاب رمز مهم من رموز النصر. .. اما الكاتبة هايدة العامري فقالت "عندما تتدخل دول في موضوع نقل ضابط وتروج لاشاعات انه سيقوم بانقلاب وقصص ماانزل الله بها من سلطان وعندما يستسلم القائد العام لرغبة الذيول فيجب على الشعب ان يتظاهر حتى سقوط هذه الحكومة لانها ابدعت في انبطاحها واطاعتها لاوامر الخارج مع الاسف..!!! .. المحلل الامني هشام الهاشمي رأى ان "سياقات ادارية عسكرية غير مدروسة نفسيا في احالة القائد عبد الوهاب الساعدي وضباط آخرين على الأمرة، الحرب على داعش لا تزال مستمرة، وتجميد رموز النصر في هذا الوقت خلل كبير، يحفز معنويات العدو، ويضعف ثقة المواطن بقرارات القيادة العسكرية". .. الناشط هاشم افاد "قبل أشهر أبعدو الأسدي وسامي العارضي واليوم يبعدون عبد الوهاب الساعدي من الجهاز يخافون من هؤلاء القادة وشعبيتهم أن يقومو بأنقلاب عسكري يوما ما.

‏ الاوامر جاءت من خارج الحدود لتقوية سلطة الميليشيات..

رفض سياسي: إساءة كبيرة

ومن جانبه، اعتبر رئيس جبهة الإنقاذ والتنمية اسامة النجيفي المنحدر من مدينة الموصل احالة الساعدي الى امرة وزارة الدفاع رسالة سلبية تصيب المعاني العالية بالإحباط وعدم القناعة بالإجراءات. وقال النجيفي في بيان "في تاريخ الأمم والشعوب يكرم ويحتفل بالمقاتلين الشجعان الذي سطروا ملاحم مشرفة في الدفاع عن الوطن وللأسف الشديد فقد فوجئنا بإحالة البطل العراقي الغيور الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي الى الأمرة بعد صولات وجولات كان فيها نجما بارزا من نجوم القضاء على تنظيم داعش الإرهابي وتحرير مدن وقصبات عراقية مهمة من سيطرتهم البغيضة". وحذر من ان "إنعكاس هذه الخطوة على المقاتلين والشعب تمثل رسالة سلبية تصيب المعاني العالية بالإحباط وعدم القناعة بالإجراءات ".. داعيا عبد المهدي الى اعادة النظر في احالة الفريق الساعدي الى الأمرة، لأن هذا الامر عد تجميدا لبطل عراقي شجاع وإعادته الى موقعه معززا مكرما". كما اعلن النائب محمد شياع السوداني عن توجيه سؤال برلماني الى عبد المهدي لبيان اسباب تجميد الساعدي. وقال السوداني في بيان "تفاجأنا بقرار القائد العام للقوات المسلحة بتجميد المقاتل عبد الوهاب الساعدي الذي تحررت على يديه العديد من المدن دون توضيح الاسباب". واضاف انه "استنادا الى احكام الفقرة سابعا من المادة 61 من الدستور سنوجه سؤالا برلمانيا الى القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء لبيان أسباب نقل المقاتل قائد قوات مكافحة الارهاب الى وزارة الدفاع بالأمرة ما يعني تجميد صلاحياته العسكرية بشكل كامل وهذا يتنافى مع ما قدمه هذا المقاتل من اقدام وشجاعة وهو الذي رفض ارتداء رتبته العسكرية مالم يحرر بلده بالكامل".

تحقيق برلماني

أما النائب صباح الساعدي رئيس كتلة الاصلاح والاعمار النيابية والقيادي في تحالف سائرون المدعوم من مقتدى الصدر اجراء الحكومة بنقل بعض القادة العسكريين في جهاز مكافحة الارهاب الى الأمرة في وزارة الدفاع "إساءة كبيرة وجريمة لا تغتفر بحق انتصارات التحرير". واعتبر الساعدي "نقل الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي القائد الميداني في معارك تحرير الانبار والفلوجة والموصل الى الأمرة قضية كبيرة تثير الاستفهام حول طبيعة ما يجري داخل الجهاز من عمليات إقصاء للضباط والقادة الشرفاء والنزيهين". وطالب "رئيس الحكومة باعادة النظر في قراره هذا والمسارعة في إلغائه والتحقيق في دواعي الطلب في نقله هو او غيره من ابناء الجهاز". وطالب لجنة الامن والدفاع النيابية الى اجراء تحقيق عاجل في خصوص ذلك وتستضيف فيه الفريق الساعدي والقادة الآخرين وفتح ملف جهاز مكافحة الارهاب ونفض الغبار عنه لكشف حقيقة ما يجري فيه.

أيقونة النصر

وعبد الوهاب عبدالزهرة الساعدي ولد في مدينة العمارة جنوب العراق وانتقل إلى بغداد ليسكن مدينة الصدر ويكمل دراسته الاولية والثانوية فيها ثم درس في جامعه الموصل ليحصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء . دخل الكلية العسكرية الأولى بدرورتها 69 وتخرج برتبة ملازم وخدم في وحدات القوات الخاصه. ثم دخل كلية القيادة وبعدها الأركان دورة 61 برتبة نقيب وهو من بين العشرة الاوائل على دورته وتخرج برتبة رائد ركن من كلية الأركان بتقدير عالٍ ومنح شهادة الماجستير في العلوم العسكرية . ثم دخل كلية الحرب برتبة عقيد ركن وعمل استاذا محاضرا في كلية الأركان لكونه من المتفوقين عام 2000 وتخرج على يديه عدد من الضباط العراقيين والعرب . ثم نقل الى جهاز مكافحة الإرهاب وأصبح رئيس أركان قواتها وأشرف علی تخريج الكثير من مقاتلي العمليات الخاصة. ولعب الساعدي دورا بارزا في عمليات قتال داعش منذ معركة الرمادي مركز محافظة الأنبار في عام 2014 لحين تحرير مدينة الموصل منتصف عام 2017 . وللساعدي صولات وجولات على الجبهات خلال عمليات القضاء على تنظيم داعش، فقد قاد عمليات تحرير بيجي وتكريت في العام 2015 ثم معارك الفلوجة في عام 2016 حين سطع نجمه. ويصف كثيرون الساعدي بأنه "أيقونة النصر"..وكان قد نجا من محاولات اغتيال عدة بسيارات مفخخة أو عبر عمليات قنص منفردة وذلك أثناء قيادته للمعارك ضد تنظيم داعش. وقد أطلقت عليه إحدى الصحف الاميركية تسمية "روميل العراق" Rommel of lraq في إشارة الى ثعلب الصحراء القائد الألماني ارفين روميل لما يمتاز به من خطط عسكرية باهرة قادرة على صعق العدو بأسرع وقت . لم يخسر الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أي معركة خاضها من معارك التحرير التي قادها بأقل الخسائر وكانت توجيهاته تقضي بالحفاظ على البنى التحتية وأرواح المدنيين وممتلكاتهم.

العراق.. الأمن يمنع تدشين تمثال للساعدي..

العربية نت....المصدر: بغداد - سامر الكبيسي... أكد ناشطون من محافظة نينوى أن قيادة عمليات المحافظة منعتهم، اليوم الأحد، من إزاحة الستار عن تمثال للفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد قوات مكافحة الإرهاب المقال مؤخراً من منصبه.

تمثال الساعدي

وأكد الناشطون أن القوات الأمنية رفضت إزاحة الستار عن التمثال "بأمر جاء من الجهات العليا في بغداد"، حسب تأكيدهم. وأوضح الناشطون أنه بدلاً من إزاحة الستار عن التمثال، سيكتفون بوقفة تضامنية مع الساعدي.

وقفة تضامينة مع الساعدي

وكان من المقرر أن يزاح الستار عن تمثال الساعدي العام الماضي في إحدى ساحات الجانب الأيسر من مدينة الموصل، لكن الحفل أُلغيَ وتأجل لأسباب مجهولة. يذكر أن التمثال تم نحته من قبل نحات من الموصل يدعى عمر الخفاف في ديسمبر/كاون الأول العام الماضي. وأثار قرار رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، استبعاد الساعدي، الذي اضطلع بدور كبير في المعارك ضد تنظيم داعش، غضباً في العراق على مدى اليومين الماضيين وسط تساؤلات حول أسباب القرار. ولم يشر الأمر الديواني الذي صدر بإقالة الساعدي إلى أسباب القرار، لكن مراقبين رأوا أنه جاء نتيجة انقسام داخلي بين القوى والأحزاب النافذة، إلى جانب التدخل الخارجي في شؤون الأمن والدفاع، خصوصاً بين حليفتي العراق الكبيرتين، الولايات المتحدة وإيران. من جهتهم، رأى البعض أن عملية استبعاد الساعدي ليست إلا انتقاماً وتصفية حسابات داخلية.

عبد المهدي يرفض التراجع عن قراره بشأن قائد قوات مكافحة الإرهاب

الفريق عبد الوهاب الساعدي يحضّر "شيئاً ما" ويقول "الفرج قريب"

اندبندنت عربية.....محمد ناجي .. رد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بقسوة على أحد الضباط العسكريين بعدما رفض الانصياع لقرار نقله من موقع بارز إلى آخر هامشي، متسبباً بجدل شعبي واسع. ويبدو أن رئيس الوزراء أعد لرده شكلاً خاصاً، إذ استضاف، من دون إعلان مسبق، صباح الأحد 29 سبتمبر (أيلول)، عدداً من الصحافيين في مكتبه الخاص، ليتحدّث عن عدد من الشؤون. ووفقاً لصحافيين حضروا اللقاء، وتكلّموا أمام مراسل "اندبندنت عربية" في بغداد، فإن ملف "نقل الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي من منصب قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب إلى منصب هامشي في وزارة الدفاع كان مهيمناً على النقاشات"، ونقلوا عن عبد المهدي قوله "لا رجعة عن قراري بالنسبة إلى الساعدي".

طرد تنظيم داعش

وبرز اسم الساعدي في العراق مع بدء عمليات طرد تنظيم داعش من الأراضي الواسعة التي كان يحتلها في هذا البلد عام 2014، إذ لعب أدواراً قيادية ميدانية في معارك استعادة الرمادي والفلوجة وتكريت والموصل، وظهر في صور عدّةعند خطوط التماس والمواجهة، حتى اقترب من أن يكون بطلاً وطنياً. ويقول السياسي العراقي مشعان الجبوري "في معركة تحرير تكريت، كنتُ موجوداً في موقع القيادة الجوال، حيث كان كبار الضباط، إلاّ أنّ البطل هو عبد الوهاب الساعدي، لأنه كان في قوة الصولة الأولى يتقدم المقاتلين". وأضاف "أذكر أنه رفض محاولات البعض اعتماد الأرض المحروقة والتدمير الشامل للمدينة".

لم يتقبّل قرار نقله

وبسبب سمعته في الحرب، ترقى عبد الوهاب الساعدي داخل جهاز مكافحة الإرهاب، ليتسلم قبل أشهر عدة منصب قائد القوات فيه، وهو أعلى منصب تنفيذي في هذه القوة الضاربة، التي تُعرف بأنها تجربة أميركية على مستوى اختيار القادة والضباط الميدانيين والمقاتلين والتسليح والتدريب، لذلك ربط كثيرون بين قرار نقل الساعدي، واتجاه حكومي عراقي لعزل الضباط المناوئين للنفوذ الإيراني في العراق. وأصدر قائد الجهاز طالب شغاتي أمراً بنقل الساعدي إلى وزارة الدفاع، ما أثار ضجة كبيرة حول دوافع القرار. ولم يتقبل الساعدي قرار نقله إلى منصب هامشي، معلناً أمام وسائل الإعلام أنه يفضل السجن على الامتثال لهذا الأمر.

"الفرج قريب"

وفي وقت لاحق، ظهر الساعدي عبر محطة فضائية تحظى بمتابعة واسعة، وأشار إلى أنه يُحضّر لشيء ما، مكتفياً بالقول "الفرج قريب"، ما فتح باب التوقعات على إمكانية أن يقود انقلاباً عسكرياً. وصباح الأحد، ألمح عبد المهدي إلى الساعدي، من دون أن يذكر اسمه، عندما قال "من غير المقبول أن يرتاد ضابط السفارات"، في إشارة إلى أن للضابط المسؤول صلة بالسفارة الأميركية في بغداد. وأضاف رئيس الوزراء العراقي "لا يمكن ترك المؤسسة العسكرية لأهواء شخصية"، مردفاً "الضابط لا يختار موقعه إنّما يُؤمر وينفذ، أما الذهاب إلى الإعلام ووسائل التواصل فهو خطأ كبير ومرفوض"، مؤكداً أن "لا رجعة عن القرار" المتعلق بنقل الساعدي إلى وزارة الدفاع. ولم يسبق أن تطور الخلاف بين ضابط في المؤسسة العسكرية والطبقة السياسية في العراق إلى هذا النوع من السجال، لكن شعبية الساعدي الكبيرة في أوساط الجمهور ووسائل الإعلام، حوّلت قرار نقله إلى قضية رأي عام.

خلافات شخصية

ويرى مراقبون أن هذا الخلاف، يعكس واقع الضعف الذي يعاني منه الجهاز الرسمي العراقي، بما يسمح لضابط عسكري أن يرفض تنفيذ قرار قائده، ويعكس أيضاً حجم التنافس داخل المؤسسة العسكرية للاستحواذ على المواقع المهمة. وأشار الخبير الأمني هشام الهاشمي الذي يقدم استشارات للحكومة العراقية إلى "سياقات إدارية عسكرية غير مدروسة نفسياً في إحالة القائد عبد الوهاب الساعدي وضباط آخرين على الإمرة (قيادة للضباط المتقاعدين)"، شارحاً أنّ "الحرب على داعش لا تزال مستمرة وتجميد رموز النصر في هذا الوقت يُعتبر خللاً كبيراً، يحفّز معنويات العدو، ويضعف ثقة المواطن بقرارات القيادة العسكرية". وتتحدث مصادر عن خلافات شخصية بين الساعدي وشغاتي، فيما تُفيد معلومات بأنّ زعيم منظمة "بدر" هادي العامري يسعى إلى تعيين أحد أقاربه في منصب قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب. وانتقد رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي طريقة عبد المهدي في التعامل مع القادة العسكريين الذين أسهموا في إحراز النصر على تنظيم داعش، قائلاً "ما هكذا تكافئ الدولة مقاتليها الذين دافعوا عن الوطن". وأضاف أنّ "هناك سياقات لتغيير أو تدوير المواقع العسكرية والأمنية، ولكن يجب أن تكون على أساس المهنية وعدم التفريط بمن قدموا للشعب والوطن في الأيام الصعبة". وتساءل "هل وصل بيع المناصب إلى المؤسستَيْن العسكرية والأمنية؟"، مشيراً إلى أن "هناك قادة عسكريين قاتلوا بشراسة ضد العدو الداعشي ويجب احترامهم ولا يجوز استبعادهم". واعتبر أن "التفريط بالقادة المقاتلين أمر غير صحيح، ويجب أن يُعيّنوا في المكان المناسب".

معبر القائم العراقي.. جسر إيران البري إلى المتوسط

سكاي نيوز عربية – أبوظبي... أعاد قرار هيئة المنافذ الحدودية العراقية عزمها فتح معبر القائم الحدودي مع سوريا الاثنين، الجدل بشأن علاقة القرار بالمصالح الإيرانية، وارتباطه بانتشار ميليشيات طهران في المنطقة على الحدود بين البلدين. وكانت السلطات العراقية قد أقامت سياجا شائكا في المنطقة بيونيو الماضي، تحسبا من تسلل للمسلحين من داخل سوريا وفقا للرواية العراقية. وحسم رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي موقفه مشيرا إلى الثلاثين من سبتمبر موعدا لإعادة الحركة إلى بوابات القائم، وهو قرار تربطه بغداد رسميا باستراتيجيات ومنافع اقتصادية، ستصب على البلدين، إلا أن التفسير الرسمي، يتكتم على تفاصيل أخرى. فالقرار العراقي يأتي بعد استكمال انتشار نفذته ميليشيات موالية لإيران في المنطقة على الطرف الحدودي المقابل في سوريا. وتشير تقارير إلى خلو المعبر الذي يبعد 7 كيلومترات عن مدينة البوكمال السورية من أي وجود للقوات السورية، وسط انتشار لميلشيات موالية لإيراني. ويأتي ذلك، فيما لم تخف إيران يوما مساعيها للحفاظ على نفوذها في المنطقة، فمن البوكمال تحديدا ظهر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني متوعدا الولايات المتحدة. وعيد قائد فيلق القدس اللفظي، تستكمله ترتيبات لوجستية كشفتها الأقمار الاصطناعية، منها تلك التي نشرها موقع "إيمج سات إنترناشيونال"، والتي تظهر انخراط طهران ببناء قاعدة عسكرية في محيط القائم، وتحتوي على مستودعات للأسلحة. ويمهد التعزير العسكري الإيراني الطريق أكثر لمخططات إيران في المنطقة، وضمان عملية نقل أسلحتها في الأرجاء. وحول إعادة افتتاح المعبر، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي إحسان القيسون أنه "ليس هناك ضرورة عسكرية أو اقتصادية للعراق بفتح معبر القائم، بل بالعكس هناك ضرورة عسكرية بغلق هذا المعبر، لوجود خلايا ومجاميع كبيرة في سوريا، والتخوف من أن تتسلل من خلاله". وأضاف القيسون في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية": "نعلم أن بالجانب السوري حرس ثوري، وفي الجانب العراقي مليشيات موالية لطهران، ومن ثم سيكون الهدف من فتح المعبر هو تحقيق الهدف الاستراتيجي لإيران بوجود طريق بري يربط طهران ببغداد بدمشق وبيروت إلى ساحل البحر المتوسط". وأردف أن من ضمن أهداف فتح المعبر هو "أن يكون العراق جزء من مخطط إمبراطورية النظام الإيراني التي تمتد من المتوسط إلى الحدود الأفغانية". يذكر أن معبر القائم الذي كان يسيطر عليه تنظيم داعش الإرهابي، يقع في محافظة الأنبار غربي العراق، وتم تحريره من التنظيم الإرهابي في نوفمبر 2017. وتربط العراق وسوريا 3 معابر بمسميات مختلفة على الجانبين، وهي معبر ربيعة من جهة العراق، والذي يقابله اليعربية في سوريا، والوليد من جهة العراق، ويقابله التنف على الجانب السوري، والقائمة ومقابله البوكمال من في سوريا.

عبد المهدي: قدمت تطمينات بعدم استهداف السعودية من العراق

رفض في لقاء حضرته «الشرق الأوسط» التراجع عن قرار نقل الساعدي... واتهم ضباطاً بالتردد على سفارات أجنبية

بغداد: حمزة مصطفى... أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن العلاقات العراقية - السعودية قوية ومتماسكة، مبينا أنه وجد لدى زيارته الأخيرة إلى المملكة تفهما كاملا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمهمته في التهدئة بالمنطقة. جاء ذلك في إطار لقاء إعلامي محدود ضم ثلاث قنوات فضائية عراقية و«الشرق الأوسط» التي وصفها بأنها «جريدة كبيرة ومهمة». وقال عبد المهدي ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إن «الموقف داخل المملكة العربية السعودية حيال مهمتنا كان ممتازا، وقد أجريت مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان كانت صريحة وجريئة وعميقة». وأضاف عبد المهدي أن «العراق والمملكة اتفقا على أهمية التهدئة في المنطقة التي باتت كل الأطراف تدرك أهمية التمسك بها وتفعيلها فضلاً عن إدراك أهمية الدور الذي يلعبه العراق في هذا المجال». وأكد عبد المهدي أن «مباحثاتي مع الملك وولي العهد شملت ملفات كثيرة تخص الأوضاع في المنطقة إن كان في سياق التصعيد الأميركي - الإيراني أو الإيراني - السعودي أو الأوضاع في اليمن»، مبيناً أن «المملكة قدمت رؤيتها بشكل واضح حيال ما يجري في المنطقة وأستطيع القول إن هناك مؤشرات مشجعة بشأن التهدئة بصورة عامة». وأشار إلى أن «العراق سبق له أن قام بدور تهدئة خلال الفترة الماضية على صعيد الاحتجاز المتبادل للسفن بين بريطانيا وإيران، الأمر الذي عزز دور العراق ومصداقيته من قبل أطراف النزاع». وحول استهداف منشآت «أرامكو» السعودية وما يمكن أن تتركه من تأثيرات على مجمل الأوضاع في المنطقة، قال عبد المهدي إن «المملكة لم تتهم العراق بشأن قضف المنشآت النفطية في أرامكو بل تلقيت شكر المملكة حين شرحت لهم الموقف وقدمنا تطمينات كاملة بأن العراق لن يكون منطلقا لأي استهداف للأراضي السعودية». وأوضح أن «حل أزمة اليمن يعد مفتاحا لحل الأزمة في المنطقة، ونأمل الوصول إلى مرحلة وقف إطلاق النار وصولا إلى تسوية للوضع هناك، وقد سمعنا كلاما طيبا من قبل قيادة المملكة، ومن جانبنا فإننا نملك علاقات جيدة مع كل الأطراف بما في ذلك اليمن، حيث نملك علاقة جيدة مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي مثلما نملك علاقات أيضا مع حركة (أنصار الله)، وبالتالي فإننا لا نريد أن ندخل طرفا مع هذا أو ذاك، لأننا سوف نفقد حيادنا، كما أننا لا نؤمن بخطابات الإدانة لأنها تقود إلى الاصطفافات وهو ما لا نريده، بينما مهمتنا هي نقل رسائل إيجابية يمكن أن تقود إلى التهدئة». وبشأن الضجة التي أثيرت حول نقل قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي إلى «الأمرة» في وزارة الدفاع، قال عبد المهدي: «لا تراجع عن قرار النقل انطلاقا مما يثار في أجهزة الإعلام، لأن التراجع يعني أن قرارات القائد العام للقوات المسلحة غير أصولية». وفيما أشاد عبد المهدي بالفريق الساعدي واصفا إياه بأنه «ضابط شجاع وذو كفاءة وجرح في المعارك لكن مهمة الضابط أن ينفذ الأوامر ويطيع بلا نقاش ولا يعترض أو ينقل الملف إلى الإعلام، ولا أن يختار هو المواقع التي يريدها». ووصف رئيس الوزراء العراقي قرار نقل الساعدي إلى مكان آخر في الجيش بأنه «رب ضارة نافعة من منطلق أننا بصدد إعادة الهيبة للمؤسسة العسكرية»، متهما ضباطا في المؤسسة العسكرية بأنهم «يرتادون السفارات الأجنبية وهو ما ينبغي التعامل معه بحزم». وحول الأداء الحكومي مع قرب إكمال حكومته عامها الأول، قال عبد المهدي: «إنني راض ولست راضيا في الوقت نفسه، حيث إننا في الوقت الذي حققنا فيه الكثير على أصعدة مختلفة، إنتاجية وخدمية، فإنني لست راضيا على الأداء بشكل عام لدى الحكومة، فضلا عن أداء الطبقة السياسية التي يبدو أنها تتنافس على طريقة التجار». وبشأن زيارته إلى الصين والاتفاقيات التي تم توقيعها معها في مختلف الميادين والمجالات، قال عبد المهدي إن «الصين اليوم أكبر مشتر للنفط العراقي، حيث نصدر لها يوميا نحو مليون برميل وهي كمية كبيرة في إطار إنتاجنا النفطي، وأصبح العراق الآن الرابع عالميا في تصدير النفط والثاني في منظمة أوبك، حيث إن الكمية التي نصدرها إلى الصين تمثل 20 في المائة من إنتاجنا النفطي، و25 في المائة من صادراتنا، ولذلك فإننا نعمل على تحقيق شراكة مهمة مع الصين». وردا على سؤال عما إذا كان الانفتاح التجاري والاقتصادي العراقي على الصين يمكن أن يغضب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال عبد المهدي إن «ما يهمنا هو إرضاء شعبنا أولا، كما أن الرئيس ترمب نفسه يقول ذلك، ونحن لا نخشى الحرب التجارية في إطار التنافس الأميركي - الصيني حاليا، وبالتالي فإننا في العراق حريصون على أن تكون علاقتنا متوازنة مع الجميع بما في ذلك شراكتنا مع الصين التي اشترطنا فيها أن تكون هناك مشاركة للشركات العالمية الأخرى في إطار أي اتفاق مع الشركات الصينية».



السابق

اليمن ودول الخليج العربي....ولي العهد السعودي: الهجوم على منشآتنا النفطية «عمل حرب» من طرف إيران....استنفار حوثي في صنعاء.. ومخاوف من "تظاهرات غضب"...حكومة هادي تتهم الإمارات بقصف قواتها والأخيرة ترد بقوة....قرقاش: إعلام قطر يستهدف السعودية والإمارات عبر اليمن...5 مصابين في حريق بمحطة قطار الحرمين بجدة...المحكمة الإدارية الأردنية تقرر وقف إضراب المعلمين...

التالي

مصر وإفريقيا..."كارثة" في الإسكندرية.. تسمم بـ"فسيخ فاسد" والأمصال نفذت..مصر وإثيوبيا والسودان تناقش مخرجاً توافقياً لأزمة «سد النهضة»....قائد الأركان الجزائري: الشعب سيكسب رهان الرئاسيات...السودان.. هجوم "حارق"على منازل قياديين بقوى التغيير...قوات حفتر تقصف ميليشيات {الوفاق} في سرت لليوم الثاني...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,133,440

عدد الزوار: 6,936,204

المتواجدون الآن: 107