سوريا....موسكو تعلن «انتهاء الحرب السورية» وتؤكد أولوية تشكيل «الدستورية».. نتنياهو يعلن أنه اتفق مع بوتين على استمرار الغارات الإسرائيلية في سوريا.....إدلب محور قمة رؤساء تركيا وروسيا وإيران في أنقرة الاثنين..

تاريخ الإضافة السبت 14 أيلول 2019 - 5:43 ص    عدد الزيارات 1778    القسم عربية

        


موسكو تعلن «انتهاء الحرب السورية» وتؤكد أولوية تشكيل «الدستورية».. نتنياهو يعلن أنه اتفق مع بوتين على استمرار الغارات الإسرائيلية في سوريا...

الشرق الاوسط...موسكو: رائد جبر- تل أبيب: نظير مجلي... أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الوضع في سوريا «آخذ في العودة إلى الوضع الطبيعي». وقال إن الحرب السورية «انتهت»، مشيراً إلى أن «هناك فقط بؤر توتر محدودة». وقال لافروف في مقابلة نشرتها أمس، صحيفة «ترود» الروسية: «لقد انتهت الحرب في سوريا فعلاً. هذه الدولة تعود بشكل تدريجي إلى الحياة الطبيعية السلمية. لقد بقيت هناك بؤر توتر في الأراضي التي لا تسيطر عليها الحكومة السورية، على سبيل المثال في إدلب وشرق الفرات». ولفت الوزير إلى أنه «بالتعامل مع المستجدات والوضع الحالي تبرز في المقام الأول، مهام تقديم مساعدات إنسانية شاملة لسوريا ودفع العملية السياسية لحل الأزمة لتحقيق استقرار موثوق وطويل الأجل في هذا البلد، وفي منطقة الشرق الأوسط عموماً». وحدد لافروف أولويات المرحلة المقبلة، بالإشارة إلى الأهمية الخاصة لـ«تشكيل وإطلاق لجنة تهدف إلى دفع الإصلاح الدستوري». ورأى أن إنجاز تشكيل اللجنة «سيكون خطوة مهمة في دفع العملية السياسية التي يقودها السوريون أنفسهم وتنفيذ مهامها بمساعدة من جانب الأمم المتحدة». واللافت أن لافروف رأى أن تشكيل اللجنة الدستورية سيشكل إطلاقاً تلقائياً لعملية المفاوضات المباشرة بين الحكومة والمعارضة، في تجاهل لسلات الحوار الأخرى التي كانت الأمم المتحدة اقترحتها في وقت سابق، وشدد على أن إطلاق عمل «الدستورية» سوف «يعطي فرصة البدء في حوار مباشر بين الحكومة والمعارضة حول مستقبل البلاد». ولفت إلى أن موسكو «تولي أهمية كبيرة للحفاظ على الاتصالات المنتظمة مع كل الأطراف السورية، بما في ذلك المعارضة»، وتدعو أيضاً إلى أوسع تمثيل ممكن لجميع فئات المجتمع السوري في العملية السياسية. وقال لافروف: «ننطلق من أن المعارضة تلعب دوراً مهماً؛ فهي تشارك في الاتصالات السورية المشتركة في جنيف وفي اللقاءات ضمن مباحثات آستانة. ويجب أن يدخل ممثلو المعارضة كذلك في قوام اللجنة الدستورية. لذلك، نعتقد أن المعارضين يمكنهم، ويجب عليهم، تقديم مساهمة بناءة في عملية تسوية سياسية شاملة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254». وأضاف الوزير الروسي أن بلاده تعمل بشكل عام على «عودة سوريا دولةً ذات سيادة إقليمية كاملة، والتغلب بسرعة على عواقب الإرهاب المتفشي، وعودة جميع السوريين إلى وطنهم، والدولة نفسها إلى الأسرة العربية، وهو ما سيضمن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط». وتطرق إلى نتائج محادثات الرئيس فلاديمير بوتين أول من أمس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال إن الطرفين «اتفقا على مواصلة وتكثيف الحوار على المستوى العسكري في الشأن السوري». وأكد أن «هذا الحوار (العسكري) يتطور بشكل جيد». وذكر أن «الاهتمام الرئيسي خلال المحادثات انصب على الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التركيز بالدرجة الأولى على التسوية السورية». وقال لافروف إن رئيس الوزراء الإسرائيلي تحدث بالتفصيل عن «الأخطار التي تهدد أمن إسرائيل»، مضيفاً أن الجانب الروسي «أكد بشكل خاص ضرورة ضمان احترام حقيقي... لسيادة ووحدة أراضي سوريا، والإسرائيليون متفقون بالكامل معنا بهذا الشأن». وتابع أن الرئيس بوتين أشار خلال اللقاء إلى أن العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على الحكومة الشرعية السورية غير بناءة. تجدر الإشارة إلى أن لقاء بوتين مع نتنياهو في سوتشي استمر نحو 3 ساعات. وشارك في المباحثات عن الجانب الروسي وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، ونائب رئيس الوزراء مكسيم أكيموف، ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، ومبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف. ما دل على أن الاهتمام الأساسي خلال المحادثات اتجه إلى الملف السوري. وفي تل أبيب، نقلت صحف إسرائيلية عن نتنياهو، قوله فجر أمس (الجمعة)، للصحافيين المرافقين، إنه توصل إلى «اتفاق لمواصلة وتعزيز التنسيق الأمني بين البلدين من دون أن يمس الأمر بحق إسرائيل في مواصلة حرية عمل طائراتها لمنع إيران من تعزيز وجودها العسكري في سوريا». ونفى نتنياهو الاتهامات التي رافقت زيارته في تل أبيب بأنها «مجرد زيارة انتخابية فرض فيها نفسه على بوتين ضيفاً ثقيل الظل»، وقال إن «اللقاء استغرق ساعتين ودخلنا فيه بتفاصيل دقيقة حول الوضع في سوريا، وعرضت عليه خرائط ووثائق ومعلومات استخبارية موثوقة تبين كيف تسعى إيران في الأسابيع الأخيرة تثبيت وجودها العسكري أكثر من ذي قبل وكيف تحاول نقل أسلحة نوعية مثل الدرونات والصواريخ الدقيقة إلى مناطق قريبة من الحدود مع إسرائيل ليقوم عناصر من ميليشياتها بتفعيلها ضدنا». وقال نتنياهو، إنه تفاهم مع الرئيس بوتين وقبله مع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، على «الاستمرار في حرية العمل وتعزيز التنسيق الأمني». وأضاف: «هذا ليس بالأمر المفروغ منه. فسماء سوريا مزدحمة بالطائرات. ونحن نذكر جيداً كيف كنا في وضع كهذا أيام الحروب مع مصر، حيث كدنا نصطدم عدة مرات مع سلاح الجو الروسي. اليوم نحن بفضل التنسيق نمتنع عن أي تصادم مع الروس». وقد رد رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، على هذه التصريحات في اجتماع انتخابي له، أمس (الجمعة)، فقال إن «نتنياهو يكذب. زيارته كانت انتخابية بحتة. لم يأتِ فيها بأي جديد. والروس فوجئوا بإلحاحه على إجرائها قبل 5 أيام من الانتخابات. وعرفوا كيف يظهرون امتعاضهم منها. فقد تأخر الرئيس بوتين عن لقاء نتنياهو، وليس صدفة. فالروس دقيقون في المواعيد وكل شيء عندهم له معنى». وأضاف ليبرمان: «ما لم يتطرق إليه نتنياهو هو ما صرح به وزير الخارجية، سيرغي لافروف، بعد اللقاء في سوتشي، وهو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تعهد أمام بوتين بألا يمس بالسيادة السورية وأن يمتنع عن العمل في سوريا. عملياً قال أموراً نقيضة وأنا أصدق لافروف وليس نتنياهو». وكان مكتب نتنياهو، قد أصدر بياناً مقتضباً، عقب الاجتماع ببوتين، جاء فيه أن «العلاقات الروسية - الإسرائيلية منعت الاحتكاكات الخطيرة وغير الضرورية في سوريا، وتمثل العلاقة عنصراً أساسياً لاستقرار المنطقة. وخلال الشهر الماضي، حدثت زيادة حادة في عدد محاولات إيران لضرب إسرائيل من الأراضي السورية، كما سعت لتثبيت صواريخ دقيقة موجهة ضدنا. أخبرت الرئيس بوتين أن هذا كان تهديداً لا يمكن السكوت عنه، ونحن نعمل وسنواصل العمل ضده». ومع أن نتنياهو رفض التعليق على الأنباء التي نشرت قبل يومين عن حادثة وقعت يوم الاثنين الماضي، وجاء فيها أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي دخلت أجواء سوريا بغرض قصف أهداف لها قرب دمشق، لكن طائرات روسية من طراز سوخوي 35 انطلقت باتجاهها من مطار «حميميم» واضطرتها للعودة إلى إسرائيل. وقال في هذا الشأن: «هذه الزيارة هدفت إلى مواصلة التنسيق بيننا وبين الروس في سوريا لكي نمنع الاصطدامات». على صعيد آخر، دعا مركز المصالحة الروسي في سوريا، واشنطن، إلى التأثير على المسلحين الواقعين تحت نفوذها في منطقة التنف، لوقف «تعسفهم تجاه لاجئي مخيم الركبان»، الذي أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية هناك. وقال رئيس المركز، اللواء أليكسي باكين، إن بلاده حثت القيادة الأميركية في منطقة التنف على ممارسة الضغط على الجماعات المسلحة التي تقع تحت نفوذها لضمان سلامة اللاجئين في الركبان، وتنظيم التوزيع العادل للمساعدات الإنسانية والإجلاء السريع للمهجرين الذين بقوا في المخيم. وقال إنه بناء على المعلومات الواردة من اللاجئين، فإن مسلحين صادروا جزءاً كبيراً من المساعدات الإنسانية التي تم تسليمها إلى الركبان في الأيام السابقة من قبل ممثلي الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، وتم نقلهم إلى منطقة «قوات الشهيد أحمد العبدو»، التي تقع على بعد 2.5 كم شمال مخيم اللاجئين.

إدلب محور قمة رؤساء تركيا وروسيا وإيران في أنقرة الاثنين.. البنتاغون ينفي إرسال قوات أميركية جديدة إلى شرق الفرات

الشرق الاوسط....أنقرة: سعيد عبد الرازق.. أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن التطورات الأخيرة في محافظة إدلب السورية ستشكل محور محادثات القمة الثلاثية التركية الروسية الإيرانية التي ستعقد في أنقرة بعد غد (الاثنين). وقال إردوغان، في تصريحات في إسطنبول أمس (الجمعة) إن القمة الثلاثية التي ستعقد في أنقرة بين رؤساء تركيا وروسيا وإيران تعتبر استمرارا لمسيرة التشاور بين الدول الثلاث حول الأزمة السورية. وتابع: «ستتناول القمة الهجمات الأخيرة التي تستهدف مناطق خفض التصعيد في محافظة إدلب، ووضع نقاط المراقبة التركية الموجودة في المنطقة». وأنشأت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في منطقة خفض التصعيد في إدلب التي أسست بموجب ما تم الاتفاق عليه في محادثات أستانة عام 2017. برعاية الدول الثلاث الضامنة روسيا وتركيا وإيران. وذكر إردوغان أن القمة ستتطرق أيضا إلى كيفية مكافحة المجموعات الإرهابية والمتطرفة الموجودة في بعض المناطق داخل حدود محافظة إدلب. وفي موسكو أكد الكرملين أمس، أن الرئيس فلاديمير بوتين سوف يتوجه الاثنين المقبل إلى أنقرة للمشاركة في القمة الثلاثية لمناقشة تطورات الوضع السوري. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن بوتين يخطط لإجراء مناقشات ثنائية مع نظيريه التركي والإيراني، كل على حدة، قبل الاجتماع في إطار القمة الثلاثية. وتتهم موسكو تركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق سوتشي الموقع بين الجانبين في 17 سبتمبر (أيلول) 2018. بشأن إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح للفصل بين قوات النظام والمعارضة في جنوب إدلب، لا سيما فيما يتعلق بسحب المجموعات الإرهابية، وفي مقدمتها هيئة تحرير الشام، التي تشكل جبهة النصرة «سابقا» قوامها الرئيسي وفتح طريقين دوليين يربطان دمشق مع حلب واللاذقية. وتحدثت تقارير عن دعم عسكري ولوجيستي للفصائل التي تقاتل النظام في إدلب في محاولة لمنع تقدمه. وأدت هجمات شنتها قوات النظام على بعض نقاط المراقبة إلى قلق لدى تركيا وقام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بزيارة استثنائية لروسيا في أواخر أغسطس (آب) الماضي، أعقبت تطور الوضع في إدلب وسيطرة النظام على مدينة خان شيخون وبعض البلدات في جنوب إدلب بدعم من روسيا، ما أدى إلى تهديد نقطة المراقبة التركية في مورك، وهي النقطة التاسعة من بين 12 نقطة، وطالبت كلا من موسكو وطهران بالعمل على وقف هجوم النظام خوفا من اندلاع موجة جديدة من اللجوء إلى أراضيها. وأعلن بوتين عقب مباحثاته مع إردوغان أنهما اتفقا على خطوات جديدة محددة من أجل القضاء على وجود المجموعات الإرهابية في إدلب. في شأن آخر، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الرائد شون روبرتسون، تقارير إعلامية تحدثت عن اعتزام واشنطن إرسال قوات إضافية إلى شمال شرقي سوريا. وقال روبرتسون في تصريح لوكالة أنباء «الأناضول» التركية أمس، إنه «لا يوجد أي تغيير في وضع القوات الأميركية في سوريا»، مشيرا إلى أنهم يواصلون الجهود لتنفيذ توجيهات الرئيس دونالد ترمب بالانسحاب من سوريا بشكل منسق. وأضاف: «عدد قواتنا تحدده الظروف الميدانية، ولا نريد الخوض في مسائل العدد والتوقيت لدواع أمنية». وأشار إلى أن الولايات المتحدة وتركيا تتخذان خطوات سريعة لتهيئة الظروف لـ«الآلية الأمنية» في شمال شرقي سوريا، مؤكدا أن عملية تنفيذ الاتفاقية (اتفاق إقامة مركز عمليات مشتركة في تركيا لتنسيق إنشاء وإدارة المنطقة الآمنة في شمال شرقي سوريا الذي توصل إليه الجانبان في 7 أغسطس الماضي) تسير بوتيرة كبيرة في بعض المناطق أسرع من ما هو مخطط له بين البلدين. وأضاف: «نحن ملتزمون بالعمل عن كثب مع حلفائنا الأتراك لزيادة تعاوننا والتنسيق والتشاور... التعاون مع تركيا بشأن المنطقة الآمنة في شمال سوريا يسير بشكل جيد... الوفد العسكري الأميركي الذي زار تركيا قبل يومين، بحث مع الجانب التركي النجاحات التي تم إحرازها حتى الآن لتنفيذ الآلية الأمنية وإقامة مركز عمليات مشتركة». وتابع روبرتسون أن التعاون التركي الأميركي يظهر جليا في تسيير أول دورية أميركية تركية مشتركة في سوريا الأسبوع الماضي، وتنفيذ 4 طلعات جوية استكشافية في شرق الفرات. وأكد روبرتسون، مجددا، أن الولايات المتحدة معنية بالمخاوف الأمنية المشروعة لتركيا على حدودها الجنوبية، معتبرا أن الحوار هو الطريقة الأفضل لمعالجة تلك الهواجس. وشدد على ضرورة التركيز على قتال تنظيم داعش الإرهابي والتأكد من هزيمته. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» أفادت في وقت سابق بأن وزارة الدفاع الأميركية تخطط لإرسال نحو 150 جنديا إضافيا إلى سوريا. وتبدي تركيا قلقا من احتمال مماطلة واشنطن بشأن المنطقة الآمنة على غرار ما حدث بالنسبة لاتفاق خريطة الطريق في منبج، وتعهدت بأن تنفذ بمفردها عملية عسكرية موسعة لإقامة المنطقة الآمنة والسيطرة عليها. وترى الولايات المتحدة أن المنطقة الآمنة لا يجب أن تخضع لسيطرة تركيا وحدها وترغب في ضمانات لحليفتها وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الحليف الرئيس لواشنطن في الحرب على «داعش». ولا تزال المنطقة الآمنة تثير الغموض لا سيما فيما يتعلق بعمقها وأبعادها وبقاء الوحدات الكردية فيها. في السياق ذاته، قالت المفوضية الأوروبية إنها تتابع عن كثب المباحثات بين الولايات المتحدة وتركيا لتشكيل منطقة آمنة في شرق الفرات بشمال سوريا. وذكرت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية مايا كوسيانيتش، في مؤتمر صحافي في بروكسل أمس، «بشكل عام، يجب أن يكون الهدف منع نشوب نزاعات مسلحة جديدة في شمال شرقي سوريا...لا يمكن تحقيق حل مستدام في سوريا إلا من خلال الانتقال السياسي بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة.

الرؤية الغربية للأزمة السورية: مراوحة حتى الانتخابات الرئاسية في 2021

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... لا ترى الدول الغربية تغييراً جذرياً سيطرأ على الأزمة السورية قبل عام 2021، موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهي توقعات لا تزال ضبابية بالنظر إلى تمسك روسيا بالرئيس السوري بشار الأسد حتى الآن. وفي حال ترشح للانتخابات مرة الأخرى، فإن ذلك «يعني أن المراوحة في مقاربات حل الأزمة السورية ستبقى على ما هي عليه، وتتمدد الأزمة لسنوات إضافية». ويربط مصدر دبلوماسي غربي، المراوحة، بالموقف الروسي الذي يُنظر إليه على أنه لا يقوم بما هو قادر على تحقيقه لتغيير الوضع القائم، ويوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الأزمة السورية الآن تراوح مكانها، ذلك أن الحلول المقترحة تقيدها المراوحة في نقاشات الحل السياسي التي لم تحقق تقدماً جوهرياً، فيما يستعد النظام السوري إلى جولة جديدة من العمليات العسكرية في إدلب، شمال غربي البلاد. ويشير المصدر إلى أنه لم يطرأ أي تغيير أساسي لحل معضلة اللاجئين في المناطق المحيطة بسوريا والنازحين في داخلها. ويرى أن الخروقات في مسار الأزمة متوقفة على موقف روسيا، ذلك أن موسكو «بوسعها فعل أكثر مما تقوم به، وما هي قادرة على القيام به». ويقول المصدر: «لا أعرف إذا كانت روسيا تبذل جهداً كبيراً لإقناع النظام بتغيير مقارباته، فتحقيق الخروق يتوقف على تغيير في سلوك النظام، وهو ما لم يتحقق منذ سنوات، ما أسهم في تمدد الأزمة»، مضيفاً: «أعتقد أنه من الناحية الاستراتيجية لم يتغير الكثير، وهو ما يظهر تمديداً للستاتيكو القائم حتى موعد الانتخابات الرئاسية في 2021». ويشرح المصدر الظروف القائمة التي تمدد الأزمة وتدفعها للمراوحة؛ ففي الشأن الميداني، يتوقع المصدر جولة جديدة من القتال عبر هجوم تشنه القوات الحكومية السورية مدفوعة بدعم روسي في إدلب، «بذريعة قتال الإرهابيين والمجموعات المتطرفة في المنطقة»، لافتة إلى أن المقاربة العسكرية للملف «معقدة» بالنظر إلى وجود لاجئين، لكن «كل الأمر متوقف على موقف روسيا» بحسب تعبيره. وإذ يشير إلى حجم الدمار المتوقع والأزمة الإنسانية التي تنتج عن القتال والحلول العسكرية للأزمة، يؤكد دعم الغرب للحلول السياسية ومسارات التفاوض، لتجنب القتال، من غير أن ينفي قلق الغرب من تداعيات القتال، لجهة تشكيل موجة جديدة من اللاجئين، وسيجد هؤلاء أيضاً المنافذ التركية أمامهم مغلقة، وستتضاعف معاناتهم. ويعارض الغرب المقترحات التركية لدفع اللاجئين في الأراضي التركية إلى مناطق آمنة شرق الفرات، في مناطق سيطرة الأكراد، بعد الاتفاق الأميركي - التركي على تسيير دوريات مشتركة. ويتبنى الغرب، بحسب المصدر، «العودة الطوعية» المعمول بها في لبنان، بالنظر إلى أنها تتوافق مع القانون الدولي، لجهة العودة إلى منازلهم والمناطق التي يتحدرون منها، وليس إلى وجهة توطين جديدة، وتكون تحت إشراف الأمم المتحدة لضمان التحقق من أمن اللاجئين في تلك المناطق وظروف معيشتهم. وإذ يؤكد المصدر أن المساهمة الغربية في دعم اللاجئين مستمرة، يشير إلى أنه، في المطلق، يعتمد تقييم التقديمات الغربية للاجئين على توفير الأساسيات، مثل الماء والغذاء والتعليم، بما يبقي الناس على قيد الحياة ويوفر الأمان لهم، مؤكداً أن هذه المساهمات عبر الأمم المتحدة تبقي الناس على قيد الحياة وآمنين، لافتاً إلى أن تعزيز الاستقرار وتوفير الأمن أولوية تسبق التوجه إلى إعادة الأعمار التي يطالب بها الروس، مشيراً إلى أن إعادة الحياة إلى طبيعتها على مختلف المستويات عملية مستمرة. وتقارب المساهمات للاجئين في الداخل السوري نسبة الـ40 في المائة من نسبة التقديمات للاجئين ككل، وتختلف من دولة إلى أخرى. واللافت أن الدول الغربية لا تمتلك إلا معلومات محدودة حول ظروف عيش اللاجئين السوريين العائدين من لبنان إلى سوريا ضمن رحلة العودة الطوعية بسبب منع الوصول إليهم، وتُجمع المعلومات عنهم من خلال المنظمات الإنسانية والتقارير الإعلامية. وقبيل زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى موسكو الذي سيطرح، حكماً، ملف النازحين السوريين في لبنان ضمن مباحثاته، يرى المصدر الدبلوماسي الغربي أنه يمكن للحريري حث الروس على القيام بالمزيد لجهة إعادة النازحين، ودفع النظام للانخراط أكثر مع الجهود الدولية حول ملف النازحين فضلاً عن الانخراط أكثر في جهود الحل السياسي. ويرى المصدر أنه بوسع روسيا الضغط على النظام لتوفير بيئة آمنة للاجئين كي يعودوا، وتأمين سلامتهم ورفع القيود الأمنية، حيث بإمكان النظام أن يتخذ خطوات قانونية إضافية لتسهيل عودة تكون أكثر إنتاجية ومشجعة، وتوفر البيئة المناسبة للعودة وتسهيلها، كون النظام يرفض عودتهم، بدليل أنه كان يتلقى قوائم بآلاف الأسماء، ولا يعطي الموافقة إلا للعشرات منها، ولا يقوم بإجراءات مشجعة. واللافت في هذا السياق أن العودة تتم وفق آلية فردية بسبب غياب الضمانات الإنسانية والأمنية، وهو ما يسهم في بطئها، ويزيد مخاوف اللبنانيين من بقاء طويل الأمد للاجئين السوريين في البلاد، أسوة بالفلسطينيين. أما بخصوص التقديرات التي تتحدث عن أن أزمة اللاجئين مرشحة للاستمرار سنوات مقبلة، يقول المصدر إنه من المستحيل تحديد وقت العودة حتى الآن ومعرفة موعد العودة الكاملة، لأن هذه العملية مرتبطة بتغييرات جوهرية في سوريا لجهة التعامل مع العائدين وتوفير البيئة الآمنة لهم، عندها، يصبح ممكناً للناس أن تعود بأمان، وهي مطمئنة إلى تلقي الدعم. ومع الإقرار بأن القسم الأكبر من اللاجئين يريد العودة بنسبة تبلغ 93 في المائة، يرى المصدر أن الظروف الحالية لا تشجع هؤلاء على العودة فوراً.

الحرب لم تنتهِ في درعا: توتّر عالٍ لا يُسقط «التسوية»

الاخبار... وسام الجردي ... الحرب لم تنتهِ في درعا: توتّر عالٍ لا يُسقط «التسوية»... لم يشكل التوتر الأمني في بلدات التسويات عائقاً أمام مسعى تحسين الواقع الخدمي ..

درعا | في ظلّ الأعمال الأمنية التي تشهدها المنطقة الجنوبية، وخصوصاً درعا، لا تزال القيادة العسكرية في دمشق على التزامها للتسويات التي عقدتها مع الفصائل المحلية، في الوقت نفسه الذي تسعى فيه للوصول إلى منفذي تلك الأعمال، من دون الدخول في دوامة العمليات العسكرية. وبحسب معلومات «الأخبار» من مصادر أمنية مطلعة، فإن عملية إعداد قوائم بأسماء موقوفين سيُطلق سراحهم قريباً، تجري على قدم وساق. تمثل محافظة درعا الجنوبية، اليوم، منطقة التوتر الأمني الأشد، من بين سائر الأراضي السورية التي تسيطر عليها الدولة. تعيش المنطقة أحداثاً مقلقة منذ أشهر. لا طمأنات يحصل عليها الزائر عند دخوله الحدود الإدارية للمحافظة. «شو جاي تعمل هون؟!»، سؤال يُوجّهه عناصر الجيش السوري للوافدين إلى المدينة، على قلّتهم. تعقب ذلك عبارة: «الله ييسّر». الاستهجان يبدو واضحاً على وجوه من يعرف صفتك ووجهتك؛ إذ لا يدخل أحدٌ درعا اليوم إلا لأمر طارئ، أو للعبور من معبر نصيب نحو الأردن، بعدما عاد المعبر إلى الخدمة قبل 9 أشهر. أيّ زائر للمدينة سينتابه شعور بالقلق وترقب المجهول - مثلما هو الحال لدى أهالي المنطقة - ولا سيما عندما تصله أخبار مئات عمليات الاغتيال والقتل شبه اليومية بحق قوات الجيش أو عرّابي التسويات، إضافة إلى الهجمات التي تستهدف المقارّ الأمنية والحكومية في قرى الريف الغربي. مع ذلك، تشهد شوارع المدينة حركة شبه اعتيادية نسبةً إلى الوضع الأمني المتوتر، خصوصاً بعدما أصبحت الطرق سالكة بين البلدات والأسواق العامة، إلا أن الركود يصيب المحالّ التجارية على رغم وفرة المنتجات والبضائع. أحمد، أحد الباعة في «سوق الشهداء» وسط المدينة يقول: «السوق للفرجة اليوم وليس للشراء. الناس تشاهد الأسعار وتهرب». ثم يتابع قوله: «الناس خائفة ومتوترة، ترفض التخريب ولكن لا تستطيع مقاومته. معظم من قام بالتسويات انضمّ إلى صفوف الجيش، والناس تبلّغ عن مستودعات الأسلحة التي تعثر عليها ضمن أراضيها»، إلا أن كل جهودهم لم تكن كافية لتدخل المنطقة حالاً من الأمان والاستقرار. رغم ما تقدم، لم يشكل التوتر الأمني في بلدات التسويات عائقاً أمام مسعى المحافظة، عبر مديرياتها، إلى تحسين الواقع الخدمي وتقديم المساعدات الإغاثية دورياً للأهالي. يتجنب جميع العاملين والمعنيين في المنطقة الظهور مع صحافي في الأماكن العامة. «الطرقات لها عيون»، يعلّق أحدهم، وهو صاحب محلّ في بلدة اليادودة في ريف درعا الغربي، حيث اغتيل رئيس البلدية، محمد المنجر، بعد أيام على إجرائه لقاءً مع محطة تلفزيونية. يلفت أحد أعضاء مجلس مدينة درعا، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إلى «(أننا) نحن خونة بنظر المسلحين الرافضين للتسويات، إلا أن البقاء على رأس عملنا يعطي طابعاً إيجابياً للأهالي، على رغم التهديدات التي تطاولنا». مضيفاً: «(إننا) نحاول الإسراع في الأعمال، لكن ثمة تحديات كثيرة تتمثل بردم خنادق المسلحين وأنفاقهم الكثيرة، ورفع أنقاض الحرب وإزالة التحصينات التي تركها المسلحون خلفهم».

تُعَدّ بلدات طفس ونوى وجاسم وبعض قرى أقصى الجنوب من أكثر المناطق توتراً

أما المصادر العسكرية الرسمية، فلا تفضّل وصف درعا بأنها مدينة خارجة عن سيطرة الدولة، لكنها في الوقت عينه تعترف بانخفاض مستوى الأمان في قرى الريفين الغربي والجنوبي الغربي. أحد الضباط الموجودين في بلدة الصنمين يشير، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الهجمات التي تكررت قبل شهر على المفارز ومخافر الشرطة كانت تجري ليلاً، ثم يعود المهاجمون إلى أعمالهم مع ساعات الصباح ويتداخلون بين الأهالي»، ما يجعل إلقاء القبض عليهم مهمة صعبة ومعقدة. لكنه، في المقابل، يشيد بـ«تعاون الأهالي وإبلاغهم المعنيين بأيّ تحرك مشبوه». واستَشهد الضابط في الجيش السوري بحادثة بلدة القنية الواقعة على طريق دمشق - درعا والمدخل الأساسي للقرى الجنوبية، حين أبلغ الأهالي العناصر الأمنيين «عن تحرك مشبوه لغرباء ملثّمين دخلوا أحد البيوت المهجورة، ورُصدوا وأُوقفوا قبل قيامهم بالهجوم الذي كانوا يعدّون له». وعلى صعيد موازٍ للإجراءات العسكرية والأمنية، علمت «الأخبار» أن الجهات الأمنية في درعا تعدّ قوائم بأسماء موقوفين سيُفرَج عنهم قريباً، ما يسمح بتحسّن الواقع الأمني، استمراراً للتسويات التي تحققت قبل عام.

فشل «فزعة» المسلحين

تُعَدّ بلدات طفس ونوى وجاسم، وبعض قرى أقصى الجنوب المتصلة مع البادية من أكثر المناطق التي تشهد توتراً في درعا، لكونها لم تشهد من قبل دخول قوات الجيش السوري إليها التزاماً بشروط التسوية التي وُقعت قبل عام من الآن، والتي تنصّ على بقاء المسلحين في تلك القرى والبلدات، واحتفاظهم بأسلحتهم الفردية داخلها، مقابل وقف العمليات العسكرية. خلال جولة سريعة في أرجائها، يمكن ملاحظة النشاط المسلّح بوضوح وكأن الحرب لم تنتهِ بعد، من حيث وجود بعض الملثمين الذين يحملون على أكتافهم أسلحتهم الخفيفة، وبقاء مقارّ المسلحين بشعاراتها قائمة في بعض الأحياء الفرعية أيضاً. هنا مركز لـ«جيش الأبابيل»، وهناك شعارات مناهضة للدولة، بينما تغيب التحصينات عن الطرقات تماماً. أما حواجز الجيش، التي يسعى الأخير من خلالها إلى قطع أيّ خطوط إمداد مفترضة، منعاً لتطور أيّ حدث عسكري، فتنتشر على مفارق الطرق بين القرى فقط، وهو ما يشعر زائري المنطقة ببعض الأمان. ويؤكد أحد المسؤولين الأمنيين الموجودين على طرف إحدى القرى أن «التواصل بين حواجز الجيش يجري عبر طرق عسكرية التفافية غير آمنة، لكنها أفضل حالاً من مرور العسكريين ضمن قرى التوتر». «فزعة يا شباب». عبارةٌ كانت الأكثر توارداً في ما رصدته أجهزة التنصت لدى الجيش السوري، بالتزامن مع قيامه بعمليات في أرياف حماة وإدلب، حين تكثّفت الهجمات على حواجزه، وأيضاً على مقارّ الشرطة التي كانت قد عادت إلى عملها في وحداتها الإدارية. ويقرأ العسكريون هذه الهجمات بوصفها «محاولات للتأثير بتقدم الجيش شمالاً وإشغاله بأحداث أمنية جنوباً»، من دون أن تدفعه إلى خرق التسويات عبر الردّ العسكري الواسع. ويؤكد مصدر عسكري، في حديث إلى «الأخبار»، «(أننا) نلتزم تعهّداتنا. لن نتّجه إلى الخيار العسكري مجبرين، ونتعامل مع الخرق بحذر. كذلك نبلّغ الجانب الروسي بمجريات الأمور، فهو الضامن للتسويات. وهناك تواصل مباشر مع وجهاء البلدات والمخاتير للوقوف على أسباب هذه الهجمات، وما يجري تمريره من ورائها. استيعاب هذه التوترات أفضل بكثير».

 

 

 



السابق

أخبار وتقارير.....الموساد يزعم خداع «مسؤول كبير في دولة عربية»....إسرائيل تنصتت على البيت الأبيض..لجنة «وثيقة الأزهر والفاتيكان» تقترح يوماً عالمياً لـ«الأخوة الإنسانية»....البنتاغون يؤكد إزالة تركيا من برنامج أف- 35..ترامب: إيران «تريد عقد لقاء» مع الولايات المتحدة...

التالي

اليمن ودول الخليج العربي..مجزرة حوثية بالحديدة... والتحالف يدمر منصة صواريخ في حجة.. الإمارات: استشهاد 6 جنود أثناء أدائهم الواجب الوطني في أرض العمليات....«الإصلاح» اليمني يدعو لحكومة مصغرة ومؤتمر لمكافحة الإرهاب..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,048,985

عدد الزوار: 6,749,823

المتواجدون الآن: 114