منظمة التحرير: حملة إسرائيلية غير مسبوقة لتهويد القدس

كشف تقرير صدر أمس عن منظمة التحرير الفلسطينية حول الانتهاكات الإسرائيلية والاعتداءات الاستيطانية بين نهاية الأسبوع الماضي والجاري، عن حملة إسرائيلية غير مسبوقة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة القدس ومواطنيها.
وأظهر التقرير هجمة استيطانية وتصعيد لحكومة الاحتلال في سياساتها ومخططاتها الاستيطانية والتهويدية في مدينة القدس وضواحيها، حيث تقوم بالاستيلاء على بيوت وعقارات المواطنين المقدسيين، كما صعدت سلطات الاحتلال من الاقتحامات والمداهمات والاعتقالات والاعتداءات اليومية على أماكن العبادة والمصلين فيها، وأطلقت العنان للمستوطنين ليعيثوا خراباً ودماراً في ممتلكات المواطنين، تمثلت في اقتلاع الأشجار والاعتداءات على المواطنين في كافة مدن وبلدات وقرى الضفه الغربية.
وأشار التقرير الى إصابة عشرات المواطنين ونشطاء السلام الأجانب في مواجهات مع جنود الاحتلال، وفي اعتداءات للمستوطنين، بينهم 6 مواطنين في قرية عراق بورين في هجمات للمستوطنين، وإصابة مواطن في شارع المطاعم بحي الشيخ جراح بالقدس في اعتداء مماثل.
كما أصيب عدد من النسوة، والصحافي فادي ياسين مراسل تلفزيون الفجر، اثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية على حاجز قلنديا العسكري.
وأقدم مستوطنون متطرفون من مستوطنة "يتسهار" على قطع 42 شجرة مثمرة في قرية عيبنوس جنوب مدينة نابلس، ودمروا ممتلكات المواطنين في منطقة "الشاميات" الواقعة بين قريتي عوريف وعينابوس جنوب نابلس، شمال الضفة.
وواصلت قوات وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأسبوع الجاري، حصارها المُشدّد للبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة وللمسجد الأقصى المبارك، وداهمت محالات تجارية في البلدة القديمة، كما شملت الحملة، غير المسبوقة، عدداً كبيراً من المحال التجارية والمقاهي والمطاعم والمخابز وغيرها.
الى ذلك، أجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناورات عسكرية، وصفت بالواسعة، شاركت فيها الطائرات والدبابات وفرق المشاة في منطقة الأغوار الشمالية، حيث داهمت الأراضي المزروعة بالقمح والشعير والخضروات، ومنعت المواطنين الفلسطينيين من الاقتراب منها بحجة أنها مناطق عسكرية مغلقة، وقد حذر مواطنو الأغوار من أن الاحتلال يعمل على ترحيلهم من هذه المناطق بحجة أنها مناطق عسكرية للتدريب.
وسلمت سلطات الاحتلال أهالي قرية واد رحال جنوب بيت لحم، قرارات بمصادرة المزيد من أراضيهم لصالح تعديل مسار جدار الفصل العنصري.
وأظهر التقرير استيلاء مستوطنين على قطعه أرض في منطقة يعبد جنوب غرب جنين، بالقرب من خربة المكحل، حيث أعرب المواطنون عن خشيتهم من إقامة بؤرة استيطانية وبخاصة أن المستوطنين منعوا أهالي الخربة من الدخول أو الخروج من الخربة كما طردوا العاملين الذين يعملون في المفاحم القريبة من المنطقة.
وأعلنت سلطات الاحتلال قريتي بلعين ونعلين قرب رام الله منطقتين عسكريتين كل يوم جمعة ولمدة 6 أشهر، وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة خطوات وانتهاكات لقوات الاحتلال في بلعين، عملاً على كسر شوكة المقاومة الشعبية المتواصلة للعام الخامس على التوالي ضد بناء "الجدار".
وأعلنت وزارة الإسكان الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي عن طرح عطاءات لبناء 1300 وحدة استيطانية جديدة في الأحياء الاستيطانية "بسغات زئيف" و"النبي يعقوب" و"جبل ابو غنيم" المعروف إسرائيلياً باسم "هار حوماه".
وأقدم مستوطنو مستوطنة "عليه" الواقعة شرقي قرية قريوت على اقتلاع 25 شجرة زيتون في منطقة البطيشة غرب قرية قريوت.
وأشار التقرير الى وجود مخطط لبناء وافتتاح ما يسمى بـ"كنيس قدس النور" بعد بناء وافتتاح ما يسمى بـ"كنيس الخراب" وذلك حسب ما يسمى بـ"مخطط القدس أولاً" الذي تم وضع لبناته العام 2008، حيث من المفترض أن يقام فوق المحكمة الشرعية الإسلامية الملاصقة للسور الغربي للمسجد الأقصى المبارك.
ويهدف مخطط "القدس أولاً" بشكلْ رئيسْ إلى، تسريع عمليّة تطوير الحوض المقدس، بهدف خلق الجذب السياحي لعشرة ملايين زائر بالسنة، للتعريف بالتراث التاريخيّ اليهوديّ وبناء المدينة اليهوديّة المقدسة.
وبحسب هذا المخططّ فإنّ تنفيذ المشروع سيوكل رسميّاً إلى شركةْ ضخمة تُنشأ باسم "القدس أوّلاً" ويشمل إقامة 15 مشروعاً رئيسياً لتهويد القدس، 9 منها تستهدف المسجد الأقصى، وسيستغرق تنفيذه نحو ستّ سنوات، أي أنّه سينتهي في عام 2014 بحسب التقديرات الأوّلية.
ورصد التقرير إصابة متضامن أجنبي بجروح في مسيرة المعصرة ببيت لحم أمس، بالإضافة الى اعتقال شاب وإصابة آخرين في مواجهات مع الاحتلال على حاجز قلنديا، وإصابة 5 مواطنين واعتقال 8 آخرين إثر قمع الاحتلال مسيرة سلمية في بدرس، وإصابة 5 مواطنين وصحافية أجنبية في مواجهات مع الاحتلال بالخليل، وعشرات حالات الاختناق في مسيرة بلعين الأسبوعية المناهضة للجدار، واعتقال 3 مواطنين وإصابة 5 آخرين في مواجهات مع الاحتلال بدير نظام، وإصابة 25 مواطناً واعتقال اثنين آخرين في مواجهات بقرية النبي صالح.
وفي سياق مواز، ذكر تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا) أن الضفة الغربية سجلت في الفترة من 10 إلى 16 آذار (مارس) أسوأ أسابيع للعنف في السنوات القليلة الماضية حيث أصيب 221 فلسطينياً و17 من قوات الأمن الإسرائيلية في العديد من المصادمات أغلبها وقع في القدس الشرقية والمناطق القريبة منها، مشيراً إلى أن 60 فلسطينياً قد تم إلقاء القبض عليهم خلال هذه المصادمات.
وأشار التقرير الى أن مصادمات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية وقعت في أماكن عدة بالضفة الغربية في 16 آذار (مارس) الجاري من بينها مصادمات وقعت عند نقطة التفتيش الجزئية "عطارة" شمال رام الله وفي عدة قرى برام الله والخليل وبيت لحم، ما نتج عنها إصابة 23 فلسطينياً ومستوطنيين وجنديين إسرائيليين، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية أجرت 90 عملية تفتيش داخل القرى والبلدات الفلسطينية أغلبها شمال الضفة الغربية وهي تعد أقل بشكل طفيف عن المتوسط الأسبوعي 112 عملية تفتيش من بداية العام.

(وفا، أ ش أ)