سوريا..تركيا ستدرس التعاون مع الأسد إذا انتخب ديمقراطياً..الضغط الأميركي - الأوروبي يحد من جموح تركيا شمال شرقي سورية..البشير: سورية دولة مواجهة.. وإضعافها إضعاف للقضايا العربية..البشير يتفق في دمشق مع الأسد على «مقاربة جديدة» للعلاقات..مبادرة «فتح» لعودة فلسطينيي سوريا من لبنان لا تلقى تجاوباً...أكثر من 30 ألف يتيم بدمشق وريفها و600 طفل منهم فقط في دور الرعاية...

تاريخ الإضافة الإثنين 17 كانون الأول 2018 - 5:57 ص    عدد الزيارات 2164    القسم عربية

        


واشنطن تحذر "الجيش السوري الحر" من محاربة الأكراد بالتزامن مع الاعلان التركي ببدء معركة شرق الفرات..

ايلاف...بهية مارديني: استلم بعض قادة الجيش السوري الحر رسائل من دبلوماسيين أميركيين تحثهم على عدم المشاركة في أية عملية شرق الفرات بالتزامن مع تصريحات تركية ببدء المعركة ضد القوات الكردية. واعتبر الدبلوماسيون الأميركيون في محادثاتهم بحسب ما علمت "إيلاف" أنهم "والاخوة الاتراك حلفاء منذ عقود وعليه فنؤكد على أهمية الحوار لحل الخلافات". يأتي ذلك بعد أيام من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم بلاده إطلاق حملة عسكرية في غضون أيام لتخليص منطقة شرق الفرات في سوريا مما يعتبره تهديدا على حدود بلاده. وقال القيادي في الجيش الحر فاتح حسون في تصريح خَص به "إيلاف": "وصلتني هذه الرسالة كما وصلت لقادة آخرين، وقد بيّن الدبلوماسي الأميركي في رسالته "أن الولايات المتحدة لم تتوصل إلى اتفاق مع تركيا حول الحدود بين تركيا وسوريا، وأن الإشاعات حول موافقة أميركية لعملية تركية شرق الفرات عار عن الصحة، وأن الحوار السلمي هو الطريق الوحيد لمعالجة المخاوف حول الوضع الأمني على الحدود". لكن حسون قال إن رأينا كقادة للجيش الحر هو أن " هذه المعركة بالدرجة الأولى هي معركتنا كسوريين، وهي مطلب من مطالب أهلنا المهجرين من مناطق شرق الفرات الذين يكابدون عناء اللجوء بعد تهجيرهم قسريا من قبل ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، كما أنه مطلب من مطالب أهلنا القابعين تحت نير وظلم هذه الميليشيا، ‏فالانفصاليون سرقوا عبق ثورة أخوتنا الكورد وكمموا أفواههم واستنزفوا مقدراتهم، وقتلوهم وشردوهم، واعتدوا عليهم، كما فعلت داعش والقاعدة بباقي الشعب الثائر ". ورأى حسون أن "كل تطرف وإرهاب هو بعيد عن أخلاق ثورتنا ومبادئها، ولا بد أن نحرر شعبنا من كل من يستعبده، ونبني وطنا حرا كريما واحداً يدا بيد". وقال "المعركة ‏من وجهة نظرنا أهدافها استراتيجية، أولها منع تقسيم سوريا من قبل ميليشيا "قسد الإرهابية" والحفاظ على وحدة سوريا وشعبها، وثانيها حماية الأمن القومي لتركيا التي طالبت بإنشاء منطقة عازلة على حدودها منذ العام 2015م، وإلحاق الهزيمة بحزب الإتحاد الديمقراطي فرع حزب العمال الكردستاني الإرهابي في سوريا". وأشار الى أن الولايات المتحدة وفق تصريحات مسؤوليها تستخدم ميليشيا قسد على المستوى التكتيكي، ولا يمكن أن تغامر في علاقتها مع تركيا من أجلها، ونحن ننظر "إلى تركيا الشقيقة والولايات المتحدة الصديقة كحليفين للثورة السورية، ونتمنى أن يتمكنا من تذليل العقبات التي تحول بينهما ليكونا ونحن معهم إلى جانب سائر العالم الحر المتمدن في خندق واحد ضد قوى التطرف جميعها". وكانت وكالة الأناضول التركية قالت "انها اطلعت على رسالة بعثها مسؤولون أميركيون إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والجيش السوري الحر هددوا فيها بأن العناصر التي ستشارك في أي عملية تركية شرق الفرات ستواجه الجيش الأميركي “بشكل مباشر”. وقال المسؤولون الأميركيون إن “مشاركة الائتلاف أو الجيش السوري الحر بأي شكل في العملية تعني الهجوم على الولايات المتحدة وقوات التحالف، وهذا سيؤدي إلى صدام مباشر معها”. وأضافوا أن قوات بلادهم وقوات سوريا الديمقراطية في حالة متداخلة مع بعضهما، لذلك لا يمكن مهاجمة الثانية دون استهداف قوات التحالف والقوات الأمريكية والاشتباك معهما”. وحذرت الرسالة المعارضة السورية من عواقب المشاركة في العملية التركية المرتقبة، بالقول “حينما ترقص الفيلة، عليك أن تبقى بعيدًا عن الساحة". وكان مسؤولون أميركيون صرّحوا في وقت سابق أن واشنطن بصدد تأسيس قوة يتراوح قوامها بين 35 و40 ألف مقاتل شرق نهر الفرات، لضمان سيطرة دائمة على المنطقة، وتعارض تركيا خطة واشنطن، التي تعني تحويل التنظيمات الارهابية بحسب تصنيفها إلى جيش نظامي، وفرض "نشوء كيان إرهابي بالأمر الواقع على حدودها الجنوبية".

قتلى بانفجار سيارة مفخخة في عفرين

أبوظبي - سكاي نيوز عربية.. قتل 9 أشخاص على الأقل، الأحد، إثر انفجار سيارة مفخخة في سوق يقع وسط مدينة عفرين شمالي سوريا، والتي يسيطر عليها الجيش التركي والقوات الموالية له، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد السوري: "وقع الانفجار عند أطراف سوق الهال بالقرب من نقطة عسكرية لمقاتلين موالين لتركيا ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص هم 5 مدنيين و4 عناصر من القوات الموالية لأنقرة". وأشار المرصد إلى إصابة أكثر من 20 شخصا بجروح بين المدنيين والمقاتلين بعضهم بحالات خطرة، لافتا إلى أن "عدد من قضوا قابل للارتفاع"، كما أدى الانفجار إلى خسائر مادية جسيمة في منطقة التفجير. وانفجرت الحافلة بعد دخولها السوق ببرهة، وهرع إلى مكان الانفجار، حيث وجد أشلاء القتلى مبعثرة على الأرض. وتسيطر القوات التركية مع فصائل سورية موالية منذ مارس 2018 على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في محافظة حلب، بعد هجوم واسع شنته على المقاتلين الأكراد، الذين تدعمهم واشنطن. وأجبر الهجوم على منطقة عفرين، وفق الأمم المتحدة، نصف عدد سكانها البالغ 320 ألفا، على الفرار، ولم يتمكن العدد الأكبر منهم من العودة إلى منازلهم بعد. ويأتي التفجير بعد أن أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي شنت بلاده منذ 2016 هجومين في شمال سوريا، الأربعاء، أن عملية جديدة ستشن "في الأيام المقبلة" وقال إنها ستستهدف وحدات حماية الشعب الكردية في شرق الفرات.

تشاووش أوغلو يكشف عن موقف جديد لتركيا حيال بشار الأسد

أورينت نت – وكالات.. قال وزير الخارجية التركي (مولود تشاووش أوغلو) الأحد، إنه "في حال جرت انتخابات ديمقراطية ونزيهة في سوريا وفاز بها بشار الأسد، فإنه قد يكون على الجميع النظر في العمل معه"، بحسب وكالة الأناضول. وأضاف (تشاووش أوغلو) في تصريحات له خلال كلمة على هامش "منتدى الدوحة"، أن الأولوية الآن في هذه الفترة بسورية هي إنشاء دستور للبلاد، وأن على السوريين إعداد مسودة الدستور بأنفسهم. وشدد وزير الخارجية التركي على ضرورة إجراء انتخابات في سوريا، تحت مظلة الأمم المتحدة، وأن تتسم الانتخابات المشار إليها بالشفافية والديمقراطية، وأن على السوريين أن يقرروا من يجب أن يحكمهم. وكان (تشاووش أوغلو) ناقش يوم الجمعة الماضي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مسألة تشكيل اللجنة الدستورية السورية لكي تبدأ عملها في أسرع وقت ممكن.

تركيا ستدرس التعاون مع الأسد إذا انتخب ديمقراطياً.. مصادر تتحدث عن لقاءات مستمرة مع ممثلي النظام السوري في طهران

الشرق الاوسط..أنقرة: سعيد عبد الرازق.. في تحول واضح عن موقفها السابق الرافض له تماما... أبدت تركيا استعدادها للعمل مع رئيس النظام السوري بشار الأسد حال انتخابه رئيسا لسوريا، عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو: «إنه في حال جرت انتخابات ديمقراطية ونزيهة في سوريا وفاز بها بشار الأسد، فإنه قد يكون على الجميع النظر في العمل معه». وأضاف جاويش أوغلو، في كلمة خلال منتدى الدوحة بالعاصمة القطرية أمس (الأحد)، أن تركيا «قد تتعاون مع بشار الأسد حال أعيد انتخابه عبر انتخابات ديمقراطية وذات مصداقية تجرى تحت إشراف أممي»، مضيفا: «ما نحاول القيام به هو صياغة دستور يكتبه السوريون بأنفسهم، ثم نعد البلاد لإجراء انتخابات، وينبغي أن تجرى الانتخابات تحت رعاية الأمم المتحدة ومظلتها». وتابع: «لا بد أن تكون هناك عملية ديمقراطية شفافة، وفي النهاية الشعب السوري هو من سيقرر من يحكم بلاده بعد الانتخابات، ولو كانت الانتخابات ديمقراطية وذات مصداقية فعلى الجميع أن يفكر في قبول نتائجها حتى لو جاءت مرة أخرى بالأسد رئيسا للبلاد». كان رئيس الوزراء التركي السابق رئيس البرلمان الحالي بن علي يلدريم، قال في أغسطس (آب) الماضي، إنه من الممكن أن يبقى بشار الأسد رئيسا مؤقتا للبلاد: «لكنه في الوقت نفسه لا يمكن أن يظل طرفا في مستقبل سوريا. وإنه يمكن بالتعاون مع روسيا وإيران وغيرهما من الدول المعنية التوصل إلى حل للأزمة السورية». وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد قال، في سبتمبر (أيلول) الماضي، إنه «لا يمكن أن تستمر مساعي السلام السورية في ظل استمرار الأسد في السلطة»، مضيفا: «الأسد، قطعا، إرهابي مارس إرهاب الدولة وقتل أكثر من مليون إنسان من شعبه بينهم أطفال ونساء وشيوخ... الاستمرار في وجود الأسد مستحيل. كيف يمكننا أن نتطلع إلى المستقبل مع رئيس قتل قرابة مليون مواطن من مواطنيه؟». وفي السياق ذاته، كشف رئيس حزب «الوطن» التركي اليساري المعارض، الذي ينظر إليه على أنه حليف لإردوغان، عن لقاءات تركية متعددة مع ممثلين للنظام السوري في طهران، مؤكدا أن هذه اللقاءات مستمرة. على صعيد آخر، وفي إطار الحراك التركي باتجاه عملية عسكرية في شرق الفرات، قال إردوغان في كلمة في تجمع جماهيري في إسطنبول أمس (الأحد): «نحن نعلم كيف يفكر (الإرهابيون)، فما أن يحفروا حفرة إلا ودفناهم فيها وسنواصل دفنهم»، في إشارة إلى الاستعدادات التي تقوم بها القوات الكردية في شمال سوريا لمواجهة العملية التركية المحتملة ضدهم. وأضاف إردوغان: «قريبا لن يقض الإرهاب مضاجع الشعب التركي... نحن مع الجيش التركي ومع الجيش السوري الحر». وأكدت تركيا أنها تنسق بشأن العملية المرتقبة ضد الأكراد في شمال شرقي سوريا مع التحالف الدولي للحرب على «داعش» وروسيا. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، في تصريحات على هامش منتدى الدوحة: «إننا جزء من التحالف الدولي ضد (داعش) وندعم مكافحة هذا التنظيم الإرهابي، ولهذا السبب نريد أن ننسق أعمالنا، وعساكرنا على اتصال وثيق مع الأميركيين وباقي أعضاء التحالف وكذلك مع روسيا لتفادي أي مواجهة». وأضاف: «لدينا آلية خاصة بمنع وقوع الاشتباكات، وسيتم تطبيقها. ونحن بالتحديد سننسق العملية... أكدنا بكل وضوح أننا لا نستطيع السماح بوجود أي (تنظيم إرهابي) على حدودنا، ولا يمكن أن نسمح بتحول شمال شرقي سوريا إلى أراض تخضع لسيطرة حزب العمال الكردستاني (المحظور)». ولفت كالين إلى أن إردوغان عبر عن قلقه لنظيره الأميركي، دونالد ترمب، خلال اتصال هاتفي الجمعة، من زيادة الوجود العسكري للمسلحين الأكراد بدعم أميركي. في المقابل، اعتبر صالح مسلم، الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، تهديدات تركيا بشن عملية عسكرية شرق الفرات «حربا نفسية»، مطالبا بمن سماهم «الأصدقاء» الوفاء بالتزاماتهم تجاه الشعب الكردي. وأضاف مسلم في لقاء مع وكالة «هاوار» الكردية، أمس، أن الشعب الكردي ينبغي عليه الاعتماد على نفسه في مواجهة التهديدات التركية، في حال قامت تركيا ببعض «الأعمال المتهورة»، على حد وصفه، مضيفا: «ليس أمام شعبنا سوى المقاومة والصمود لنيل حقوقه الديمقراطية». وتابع مسلم، أن التهديدات التركية هي «حرب نفسية»، وهي أخطر من الحرب العسكرية، مشيراً إلى أن الرد سيكون قويا. وقال مسلم إن تركيا تريد أن تحصل من رفع حدة هذه التهديدات على تنازلات من التحالف الدولي، مطالباً من سماهم «أصدقاء الشعب الكردي» بالإيفاء بالتزاماتهم تجاه الأكراد في المنطقة. في الإطار ذاته، قال مصدر كردي، إن الولايات المتحدة ستلجأ لقوات «بيشمركة روجافا» لتتولى بالتعاون مع قواتها في سوريا حماية ومراقبة المناطق الحدودية الجنوبية مع تركيا، التي تسيطر الوحدات الكردية السورية على مناطق واسعة منها. وتتشكل قوات «بيشمركة روجافا» من مقاتلين كرد منشقين، تركوا صفوف الجيش السوري النظامي بعد انطلاق الثورة السورية، وتلقت التدريب من قبل وزارة البيشمركة بحكومة الإقليم وخبراء أجانب وأوروبيين، وشاركت في المعارك الدائرة ضد تنظيم داعش الإرهابي. وفي رد فعل من الاتحاد الأوروبي على تصريحات إردوغان بشأن الاستعداد لإطلاق عملية عسكرية في شرق الفرات خلال أيام، عبرت الممثلة العليا للسياسات الأمنية والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، عن قلق الاتحاد من عزم تركيا القيام بهذه العملية وطالبت الحكومة التركية بعدم القيام بها. وقالت موغريني إن «تركيا شريك أساسي للاتحاد الأوروبي في المنطقة، ولها دور فاعل في حل الأزمة السورية، والاتحاد الأوروبي يرغب في إنهاء العنف في سوريا وإحلال الاستقرار في هذا البلد وعموم المنطقة... لذا نطلب من الحكومة التركية عدم القيام بأي عملية من شأنها عرقلة جهود التحالف الدولي ضد (داعش)، أو خلق حالة عدم استقرار جديدة في المنطقة».

الضغط الأميركي - الأوروبي يحد من جموح تركيا شمال شرقي سورية

موسكو، أنقرة - «الحياة».. بينما أكد مصدر كردي أن الضغط الأميركي والأوروبي أفلح في الحد من جموح تركيا نحو عملية عسكرية في شمال شرقي سورية، ذكر مصدر قيادي في «الجيش السوري الحر» أن الرسالة الأميركية لفصائل المعارضة لا تندرج في إطار التهديد لعدم المشاركة في العملية العسكرية، التي أعلنت تركيا نيتها القيام بها. وفي تطور لافت قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده ستدرس العمل مع رئيس النظام السوري بشار الأسد إذا فاز في انتخابات ديموقراطية. ولفت مصدر قيادي كردي في اتصال أجرته «الحياة» إلى أن «قضية شمال شرقي سورية وتهديدات الرئيس رجب طيب أردوغان لم تعد قضية إقليمية يمكن أن تحكمها تفاهمات روسيا وتركيا». وأوضح أن «واشنطن وبروكسل مصّرتان على وضع حد لتهديدات أردوغان». وأشار إلى أنه «مع الاختلاط الكبير للقوات الأميركية والفرنسية والإيطالية مع قوات سورية الديموقراطية (قسد) وزيادة انتشار الاميركيين في تل أبيض ومناطق حدودية لوحت انقرة باجتياحها يصعب على جيشها تنفيذ تهديداته». وذكر المصدر أن «الولايات المتحدة بعثت برسائل واضحة في الأيام الأخيرة بأنها ستحافظ على استراتيجيتها في شرق الفرات القاضية بدعم حلفائها»، واعتبر المصدر أن «أي عملية تركية في شرق الفرات هي بتنسيق مع روسيا وإيران والنظام السوري وتهدف إلى تحجيم الدور الكردي، وضرب المشروع الأميركي، ومنح فرصة لداعش من أجل إعادة ترتيب صفوفه بعد الهزائم المتوالية على يد قوات قسد». وفي اتصال مع «الحياة» قال عضو المجلس الرئاسي لمجلس سورية الديموقراطية (مسد) سيهانوك ديبو: «إن التهديد التركي جدي ويأتي في سياق تهديدات مستمرة منذ بداية الأزمة»، لكنه قلل من إمكانية أن «يترجم التهديد احتلالاً»، موضحاً أن «العامل الداخلي متمثلاً في الجاهزية المتقدمة من شعبنا و(قسد)، إضافة إلى العامل الموضوعي الخارجي وخاصة التحالف الدولي يمنع تركيا من المضي قدماً»، وزاد أن «الاحتلال التركي لمناطق في شمال شرقي سورية لا يصب في مصلحة روسيا ودمشق»، محذراً من أنه «في حال استطاعت تركيا تنفيذ تهديداتها فإن ذلك يعني تقسيم سورية فعلياً». وشدد ديبو على أهمية «تبني مواقف دولية صريحة تفند حجج أنقرة وتنهي أوهامها أكثر من أي شيء آخر»، مشيراً إلى أن «نقاط المراقبة على الحدود الشمالية شرق الفرات ومنبج خطوة جيدة وتبقى الخطوة الأهم فرض حظر جوي وارضي على كامل هذه المنطقة». وأعلنت «الجبهة الوطنية للتحرير والجيش الوطني وفصائل في الجيش الحر» دعمها العملية التركية. وقال القائد العام لحركة «تحرير الوطن» العقيد فاتح حسون: «إن المعركة شرق الفرات بالنسبة لنا كجيش حر ضرورية وتندرج ضمن تحقيق أهداف الثورة السورية والعمل على اسقاط النظام وأذرعه من قوى متطرفة وارهابية عمل على تنميتها واستثمارها لتقويض الثورة الشعبية». وفي اتصال أجرته معه «الحياة» أشار حسون إلى أن «الرسالة الأميركية لا تندرج تحت اطار التهديد، فهي تحث الجيش الحر على عدم المشاركة في أي معركة شرق الفرات، وتغليب لغة الحوار على لغة المعركة، وبالتالي يمكن اعتبارها توضيحاً لوجهة نظر الولايات المتحدة برفض المعركة». وأعرب حسون عن أمله في أن «تغير واشنطن من سياستها تجاه ميليشيا قسد الإرهابية، وتعود لدعم الجيش الحر، فمصالحها تتقاطع معنا في نقاط استراتيجية كثيرة كإخراج إيران وميليشياتها من سورية وتحقيق الانتقال السياسي، واستقرار المنطقة، ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله». وفي تطور لافت في المواقف التركية، ذكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر بالدوحة أمس (الأحد)، أن بلاده ستدرس العمل مع الرئيس السوري بشار الأسد إذا فاز في انتخابات ديموقراطية. ورداً على سؤال عن إمكانية إعادة انتخاب الأسد رئيسا لسورية قال أوغلو: «لو كانت الانتخابات ديموقراطية وذات صدقية فيجب على الجميع التفكير في قبول نتائجها»، موضحاً أن أولوية أنقرة هي وضع دستور يكتبه السوريون أنفسهم، ثم تهيئة الظروف الملائمة في البلاد لإجراء انتخابات شاملة بمشاركة جميع السوريين داخل البلاد وخارجها وتنظم برعاية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الشعب السوري هو من سيقرر في نهاية المطاف من سيحكمه بعد الانتخابات. كما عبر جاويش أوغلو عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس مغادرة سورية. وكانت أنقرة تراجعت في 2015 عن مطالبها في إزاحة الأسد وقالت إنها توافق على بقائه فترة انتقالية لا تتعدى ستة أشهر.
ومع اشارته إلى أن «سياسات الدول تحكمها المصالح»، قال مصدر سوري معارض في اتصال مع «الحياة»: «إن مواقف تركيا تتراجع منذ سنوات وهدفها الثابت الوحيد منع الكرد من الحصول على حكم ذاتي»، مرجحاً أن «أنقرة مستعدة لإعادة علاقاتها والقبول ببقاء الأسد مقابل تحجيم دور الكرد والعودة إلى تنفيذ اتفاق أضنة في مرحلة مقبلة والمساهمة في إعادة الاعمار»...

البشير: سورية دولة مواجهة.. وإضعافها إضعاف للقضايا العربية

الراي...أ ف ب .. قام الرئيس السوداني عمر البشير بعد ظهرأمس الاحد بزيارة مفاجئة لدمشق، حيث التقى نظيره السوري بشار الاسد وأجرى معه محادثات تناولت «العلاقات الثنائية وتطورات الاوضاع في سوريا والمنطقة»، وفق ما اعلنت الرئاسة السورية. والبشير هو أول رئيس عربي يزور العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع في سورية في مارس 2011. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الاسد قوله إن زيارة البشير «ستشكل دفعة قوية لعودة العلاقات بين البلدين كما كانت قبل الحرب على سورية». وأكد الأسد والبشير خلال المحادثات أن «الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وهذا بدوره كفيل بتحسين العلاقات العربية العربية بما يخدم مصلحة الشعب العربي»، وفق ما ذكرت وكالة «سانا». وأوضح البشير كما نقلت الوكالة أن «سورية هي دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية، وما حدث فيها خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع، وبالرغم من الحرب بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية»، معربا عن أمله في أن «تستعيد سورية عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدا عن أي تدخلات خارجية».

البشير يتفق في دمشق مع الأسد على «مقاربة جديدة» للعلاقات

الخرطوم: أحمد يونس دمشق: «الشرق الأوسط».. في خطوة مفاجئة، زار الرئيس السوداني عمر البشير دمشق، أمس، والتقى نظيره السوري بشار الأسد، ما بدا تمهيداً لعودة العلاقات بين البلدين؛ خصوصاً أن الزيارة هي الأرفع لمسؤول عربي منذ اندلاع الثورة السورية في 2011. وكان الأسد في استقبال البشير في مطار دمشق، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، واصطحبه إلى قصر الشعب حيث عقدا «جلسة محادثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة». وأشارت الوكالة إلى أن البشير والأسد «أكدا خلال المحادثات أن الظروف والأزمات التي يمر بها كثير من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي، تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهذا بدوره كفيل بتحسين العلاقات العربية - العربية بما يخدم مصلحة الشعب العربي». ونقلت عنهما، أن «ما يحصل في المنطقة؛ خصوصاً الدول العربية، يؤكد ضرورة استثمار كل الطاقات والجهود من أجل خدمة القضايا العربية والوقوف في وجه ما يتم رسمه من مخططات تتعارض مع مصالح دول المنطقة وشعوبها».
ووصف البشير سوريا بأنها «دولة مواجهة»، بحسب الوكالة التي نقلت عنه قوله إن «إضعاف سوريا هو إضعاف للقضايا العربية، وما حدث فيها خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع. ورغم الحرب، فإنها بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية، معرباً عن أمله بأن تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيداً عن أي تدخلات خارجية». وأكد «وقوف بلاده إلى جانب سوريا وأمنها»، وأن الخرطوم «على استعداد لتقديم ما يمكنها لدعم وحدة أراضي سوريا». أما الأسد فنقلت عنه الوكالة أن «سوريا، رغم كل ما حصل خلال سنوات الحرب، بقيت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها»، موضحاً في الوقت ذاته أن «تعويل بعض الدول العربية على الغرب لن يأتي بأي منفعة لشعوبهم، لذلك فالأفضل هو التمسك بالعروبة وبقضايا الأمة العربية». وشكر البشير على زيارته، معتبراً أنها «ستشكل دفعة قوية لعودة العلاقات بين البلدين كما كانت قبل الحرب على سوريا». وفي الخرطوم، قال وزير الدولة في وزارة الخارجية أسامة فيصل، في تصريحات مقتضبة بمطار الخرطوم، مساء أمس، عقب عودة البشير من دمشق، إن «الرئيسين اتفقا على إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، استناداً إلى الظروف والأزمات التي يمر بها كثير من الدول العربية». وكان إعلام الرئاسة السودانية وجّه دعوة عاجلة إلى الصحافيين والمراسلين للحضور إلى المطار، وأبلغهم بأن الرئيس البشير سيعود من زيارة «سرية».

مبادرة «فتح» لعودة فلسطينيي سوريا من لبنان لا تلقى تجاوباً

200 شخص عادوا مقابل ألف دولار للعائلة... و20 ألفاً لم يبدوا حماسة

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. رغم مرور نحو 4 أشهر على إطلاق حركة «فتح» مبادرة لإعادة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من مخيمات سوريا إلى لبنان خلال السنوات الماضية، بتخصيصها مبلغ ألف دولار أميركي للعائلة الراغبة بالعودة، إلا أن معظمهم لم يتجاوبوا مع هذه الجهود بحيث اقتصرت العودة على نحو 200 شخص فقط. ونزح معظم الفلسطينيين الذين أتوا من سوريا إلى لبنان، من مخيم اليرموك الواقع جنوب العاصمة دمشق، فبعد دخوله في أتون الحرب في العام 2012 وتدمير القسم الأكبر منه، اضطرت الأغلبية الساحقة من سكانه إلى مغادرته. ويستقر قسم كبير من هؤلاء حتى اليوم في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب لبنان كما في مخيم البداوي شمال البلاد. وبحسب أمين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا إلى لبنان بلغ في ذروة الأزمة، 92 ألفا، إلا أن معظمهم هاجر إلى بلدان أخرى، ليستقر عدد المتبقين على نحو 20 ألفا. وأوضح أبو العردات في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه ولتشجيع عودة هؤلاء إلى سوريا، تم إطلاق مبادرة لتسهيل هذه العودة، إلا أن جملة من التعقيدات، أبرزها المرتبطة بالتدقيق الأمني بأسماء العائدين، حالت دون وصول المبادرة إلى خواتيم سعيدة. وأضاف: «عدد كبير من هؤلاء النازحين غادروا مخيم اليرموك الذي تم تدمير 80 في المائة منه، ورغم انطلاق عملية الجرف وإزالة الركام فيه، إلا أن إعادة بنائه مرهونة بتأمين الأموال اللازمة، مما لا يشكل عنصرا مشجعا لعودة سكانه إليه». وكان عضو لجنة الإشراف على رفع الأنقاض من المخيم، المهندس محمود الخالد، قد صرح لوكالة «سبوتنيك» الروسية قبل شهرين، أن «الأبنية القابلة للسكن وصلت نسبتها إلى 40 في المائة وهي في حالة فنية جيدة أما بالنسبة للأبنية التي تحتاج إلى عمليات ترميم فتبلغ نسبتها نحو 40 في المائة، وتحتاج نسبة 20 في المائة من الأبنية إلى إزالة، كونها مدمرة». إلا أن تقريرا صدر مؤخرا عن وكالة «إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا)، أشار إلى أن 23 منشأة تضم 16 مدرسة في مخيم اليرموك بدمشق، بحاجة إلى إصلاحات كبيرة ويحتاج 75 في المائة من هذه الأبنية إلى إعادة بنائها بالكامل، «فضلاً عن أن مراكز الأونروا الصحية الثلاثة في مخيم اليرموك، قد دمرت بالكامل». أما وزارة الخارجية اللبنانية، فسجلت دخول 54 ألفا من فلسطينيي سوريا إلى لبنان خلال السنوات الـ8 الماضية. وأشارت مستشارة وزير الخارجية والمغتربين لشؤون النازحين الدكتورة علا بطرس، إلى أن العدد انخفض تدريجيا، «إذ تقوم الفصائل الفلسطينية حاليا على إطلاق مبادرة لضمان إعادة من تبقى منهم في لبنان إلى مخيماتهم في سوريا». وأضافت بطرس في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «المخيمات في لبنان مكتظة ولا تحتمل وجود المزيد من اللاجئين فيها، أضف أن إيران تعمل على بناء أكثر من 30 ألف وحدة سكنية في سوريا ما يفتح للفلسطينيين الذين دمرت منازلهم مجالا للعودة». وأكدت بطرس أن وزير الخارجية يتواصل مع كل الأطراف الدولية المعنية لإتمام عودة كل النازحين، «لكن للأسف لا قرار على مستوى الدولة اللبنانية بعد رغم تجاوب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والمطلوب بعد تشكيل الحكومة أن يتم إقرار الخطة التي وضعها الوزير جبران باسيل والتي تحدد الآلية التنفيذية لهذه العودة». وكان 600 ألف لاجئ فلسطيني يسكنون في سوريا قبل الحرب، غادر نحو نصفهم سوريا، كما يؤكد مصدر فلسطيني. وأفاد التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان الذي أنجزته إدارة الإحصاء المركزي اللبناني والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في العام 2017. بوجود 174 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان يعيشون في 12 مخيماً و156 تجمعاً فلسطينياً في المحافظات الخمس في لبنان، علما بأن وكالة «الأونروا» في بيروت لا تزال تتحدث عن وجود 449 ألف لاجئ على سجلاتها. ويرد المسؤولون الفلسطينيون هذا التفاوت في الأرقام لهجرة أكثر من 50 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين من لبنان. ويرجع مدير مركز تطوير للدراسات الاستراتيجية والتنمية البشرية، الباحث الفلسطيني د. هشام دبسي مغادرة القسم الأكبر من فلسطينيي سوريا لبنان إلى بلد ثالث، لـ«الظروف القاسية جدا التي كانوا يرزحون تحتها، خاصة أن الدولة اللبنانية رفضت تسجيلهم بخانة النازحين أو اللاجئين، وأعطتهم فيزا كسياح، ما كان يستدعي تجديد إقامتهم بشكل متواصل بعدما رفضت «الأونروا» في بيروت رعايتهم، كذلك مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ما جعلهم في وضع قانوني صعب، دفع الأغلبية الساحقة منهم إلى الهجرة غير الشرعية». وقال دبسي لـ«الشرق الأوسط»: «أما مبادرة «فتح» الأخيرة لإعادة من تبقى منهم في لبنان إلى مخيماتهم في سوريا، فكانت غير قابلة للتطبيق. وسأل «هل يكفي مبلغ ألف دولار أميركي العائلة للعودة إلى سوريا وإزالة الركام عن بيتها؟ وإذا كان كافيا... كيف يعيدون إعمار منازلهم في اليرموك التي سويت معظمها بالأرض؟ أضف أن فرض النظام السوري عودة الشبان للالتحاق بالجيش، لم يشكل عنصرا مشجعا على الإطلاق لعودتهم».

يوميات نازحي دير الزور في قبو تحول إلى سكن ومدرسة وبقالة تبرع به أحد سكان مدينة الباب وجرى تقسيمه إلى 42 غرفة

الباب (سوريا): «الشرق الأوسط».. تنتهي سيدرا من غسل الأواني في وعاء كبير، ثم تجلس على الأرض لكتابة أرقام تعلمتها حديثاً في غرفة صغيرة تعيش فيها مع والدها الكفيف في قبو بمدينة الباب في شمال سوريا. إلى جانب سيدرا (11 عاماً) ووالدها، تعيش نحو 40 عائلة في غرف أبوابها من قماش وسقفها من نايلون في قبو تحول منزلاً لنازحين فروا من القصف والمعارك وغير قادرين على تحمل تكاليف الإيجار. تلخص سيدرا، التي تغطي شعرها بحجاب أسود اللون، الحياة في القبو بالقول «هل هذه بحياة؟ غرفة واحدة هي المطبخ والحمام وغرفة النوم»، وتبدي حسرة على منزلها السابق، حيث كان المطبخ وحده بحجم الغرفة التي تعيش فيها حالياً. فقدت سيدرا والدتها وشقيقها في قصف على مدينة الرقة التي كانت عائلتها نزحت إليها من مدينة دير الزور قبل سنوات. فرت الطفلة ووالدها من الرقة قبل أكثر من عام هرباً من المعارك والقصف، قبل أن تطرد «قوات سوريا الديمقراطية» تنظيم داعش منها. وفي القبو، تقضي سيدرا يومها في الاهتمام بوالدها محمد علي حسن، كما انضمت قبل أيام قليلة إلى أطفال آخرين للدراسة لدى إحدى النساء في القبو. وتقول الفتاة السمراء، التي تفتخر بمهارتها في الطبخ، «أضع الفرش، أرتب الغرفة، أساعد والدي على التحرك، أضع له الشاي والفطور، وبعد الدرس أُحضر الغذاء، نأكل ثم أذهب وألعب وأنظر إلى الشمس. أعود وأنام». لا تستطيع سيدرا أن تلتحق بمدرسة خارج القبو فهي بحاجة لأن تبقى إلى جانب والدها، وتقول: «بدأت قبل أيام، وأتعلم الحروف (...) كل فترة أخرج (من الدرس) وأطمئن على والدي وأعود لأكمل». لسيدرا أحلام بسيطة؛ العودة إلى البيت، اللعب، مشاهدة التلفزيون، وعدم انقطاع المياه والكهرباء. تساعد سيدرا والدها على خلع معطفه، تجلس إلى جانب الرجل، الذي طغى الشيب على ذقنه وشعره، تحت حبال الغسيل في الغرفة. ويقول الوالد (53 عاماً) «الحياة في القبو صعبة جداً، لا نستطيع أن نغسل، نحتاج عشرة أيام لنتمكن من غسل» الثياب. وتعتمد سيدرا ووالدها على المساعدات التي تقدمها الجمعيات الإنسانية، كما يشتريان حاجياتهما بالدين من أحدهم في القبو. يحلم حسن بالعودة إلى مدينته، ويقول في التقرير الذي أعدته وكالة الصحافة الفرنسية، «إذا تحسنت الأوضاع سأعود إلى دير الزور، تعذبت كثيراً هنا». في عام 2017، تحول القبو الفارغ في مدينة الباب إلى ملجأ للنازحين السوريين. ويروي أبو عبد الرحمن (59 عاماً)، نازح من دير الزور وأحد أصحاب مبادرة تحويل القبو إلى «مضافة لأهالي دير الزور»: «حين وصلنا إلى مدينة الباب، كان الناس ينامون في الشوارع والحدائق والمساجد». ولمساعدة النازحين الجدد، سعى أبو عبد الرحمن لتأمين بديل مؤقت غير مكلف لهم، ما من شأنه أن يمنحهم بعض الوقت لإيجاد سكن. تبرع أحد سكان مدينة الباب بالقبو الذي تبلغ مساحته ألف متر مربع، وجرى تقسيمه إلى 42 غرفة، توجد فيه حمامات مشتركة لا تتوفر فيها المياه الساخنة، فتفضل العائلات الاستحمام في غرفها. مرّ على القبو نحو 500 شخص خلال عام، أما اليوم فلا تزال هناك 40 عائلة لم تجد مأوى لها، ففضلت البقاء رغم صعوبات المعيشة فيه. ويقول عبد الرحمن إن العائلات المتبقية «لم تجد مكاناً آخر تلجأ إليه، فأصغر بيت حالياً يبلغ إيجاره نحو مائة دولار، وكل من بقي هنا عاجز عن تأمين هذا المبلغ شهرياً (...) الجميع هنا وضعهم مأسوي». يعيش أبو عمر مع زوجته وابنته منذ عشرة أشهر في هذا القبو، ويعاني من بتر في يده اليسرى وإصابة بالغة في رجله اليسرى إثر تعرض منزله في مدينة دير الزور لغارة جوية. ويقول أبو عمر (30 عاماً)، الوالد لطفلة: «اخترت هذا المكان (القبو) بسبب ظروفي الاجتماعية، لست قادراً على استئجار منزل. الإيجارات هنا مرتفعة، أما هنا فلا أدفع الإيجار، والمياه والكهرباء بالمجان». لم يجلس أبو عمر في القبو مكتوف اليدين، بل قرر قبل ثمانية أشهر البدء بتعليم أصول الكتابة والقراءة، كما القرآن، لأطفال القبو. بدأ الأمر بـ21 طالباً، لكن العدد تراجع إلى 13 بسبب اضطرار بعضهم إلى الخروج والعمل للمساعدة في إعالة عائلاتهم. ويقول الشاب، الذي تبرع بالمهمة مجاناً ويعيش بدوره على المساعدات، «الظروف الاجتماعية المحيطة بالطلاب هنا تجبر أهلهم على وقفهم عن الدراسة». في القبو، يلعب الأطفال بين الغرف التي عُلِّقت بينها حبال الغسيل. أما أم محمد (23 عاماً) فتضع طفلتها في حضنها وموقد الغاز أمامها قبل أن تبدأ بتحضير الطعام. توفي زوج أم غسق متأثراً بجروح كان أصيب بها جراء قذيفة استهدفت البوكمال قبل أن تنزح العائلة إلى مدينة الباب، حيث «الأمان والاستقرار». وتقول الشابة المنتقبة: «لم يكن لدينا أموال لعلاجه»، وتختصر حالها اليوم «نأكل إذا ساعدنا أحد، ولا نأكل إذا لم يساعدنا أحد». وتضيف: «أعيش على المساعدات، كسائر سكان هذا القبو».

التحالف يدمر مركز قيادة لـ«داعش»

لندن: «الشرق الأوسط».. دمر التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة مركز قيادة لتنظيم «داعش» في مسجد هجين، أكبر بلدة في الجيب الأخير للمجموعة المتطرفة في شرق سوريا، كما جاء في بيان للجيش الأميركي أمس. وقد نفذت هذه العملية، السبت، فيما تقوم قوات يقودها الأكراد بالقضاء على آخر مقاتلين التنظيم في هذه البلدة القريبة من الحدود العراقية. وأوضح البيان أن 16 على الأقل من مقاتلي تنظيم «داعش المدججين بالسلاح»، كانوا موجودين في «مركز القيادة والمراقبة» في هذا المسجد الذي دمرته «ضربة محكمة».
وأوضح الجيش الأميركي أن الموقع كان يستخدم «لقيادة هجمات تستهدف شركاء التحالف»، متهماً التنظيم بالاستمرار في استخدام مواقع «محمية» لشن هجمات «مع استهتار تام بالمباني وكذلك بأرواح الأبرياء». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن الخميس سيطرة القوات الديمقراطية السورية المؤلفة من الأكراد والمدعومة من واشنطن على هجين، وهذا تقدم كبير في هجومهم الواسع النطاق لاستئصال التنظيم المتطرف من شرق سوريا.

أكثر من 30 ألف يتيم بدمشق وريفها و600 طفل منهم فقط في دور الرعاية

دمشق: «الشرق الأوسط»... كشفت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، التابعة للنظام السوري، عن إحصاء ما يزيد على 30 ألف يتيم في دمشق وريفها، 600 يتيم منهم فقط يعيشون في دور رعاية الأيتام في دمشق وريفها. وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية، ريمه القادري، إن عدد الأيتام زاد في سوريا خلال الحرب، وإن وزارتها تعمل على إنشاء قاعدة بيانات حول الأيتام في سوريا، والبداية ستكون في دمشق وريفها، ليشمل المشروع لاحقاً باقي المحافظات، وفق ما نقلته جريدة «الوطن» المحلية القريبة من النظام، على أن تكون قاعدة البيانات أداة لمتابعة أوضاع الأيتام، في إطار برنامج «لا يتيم بلا كفيل»، وهو مشروع طويل الأمد. وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 800 ألف طفل يتيم، ممن فقدوا الوالدين أو أحدهما، يتركز غالبيتهم شمال البلاد، في المخيمات داخل الأراضي التركية، أو على الحدود قريباً منها. وكانت وزارة العائلة والسياسيات الاجتماعية التركية قد أعلنت في وقت سابق بداية الشهر الجاري عن وجود ما يزيد على 2100 عائلة تركية تنتظر دورها في تبني أطفال سوريين أيتام، وحذرت الوزارة التركية من أن قسماً من الأطفال السوريين الأيتام يؤخذ بشكل سري، أو يختطف، إلى البلدان الغربية، بهدف التبني. وطالبت العائلة التركية بضرورة وضع صيغة قانونية للتعامل مع الأطفال الأيتام الذين لا عائلات لهم، والذين لا يتلقون مساعدة، وذلك عبر توفير عائلات حاضنة لهم، أو عبر عملية التبني. وفي دمشق، التي تشهد شوارعها حضوراً كثيفاً للأطفال المشردين الذين يتم استخدامهم في أعمال التسول من قبل مجموعات تمتهن التسول، يعاني الأطفال في سوريا وفي مخيمات اللجوء من الاستغلال والحرمان من التعليم والفقر. وأكدت الوزيرة ريمة القادري أن 90 في المائة من حالات الأطفال المتسولين في دمشق، التي تم رصدها، هي «بحاجة وعوز اجتماعي، من مأوى وغيره»، ورأت أن الحل في إعادة ربط هؤلاء مع مسار التعليم أو مهنة أخرى، والتشدد في العقوبة كي تكون أكثر ضبطاً لموضوع التسول، مع أن بعض عقوبات امتهان التسول يمكن أن تصل إلى 3 سنوات. وفيما يخص كفالة اليتم، رأت أنها يجب أن تتم ضمن بيئة اليتيم، وتعزيزها بدلاً من «عزله في مقر الأيتام»، لأن الحل يكون بتأمين أسرة للطفل اليتيم تكفله. ويتعرض الأطفال الذين فقدوا معيلهم أو عائلاتهم إلى مخاطر كثيرة، لا سيما المشردين منهم في الشوارع، عدا عن نشوئهم في بيئة غير صحية تحرمهم الطفولة، وتؤهلهم لدخول المستقبل كمجرمين. وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد حذرت، قبل أيام، من أن نصف أطفال سوريا لا يعرفون إلا العنف.

 

 



السابق

اليمن ودول الخليج العربي..الحوثي يخرق وقف اطلاق النار في الحديدة.. وغريفث يطالب باحترام الاتفاق...اختبار الحديدة يبدأ الثلاثاء... والضباط الأمميون «مراقِبون»...الجيش اليمني يحقق تقدماً جديداً في معقل الحوثيين..قطر لاستثمار 20 مليار دولار في قطاع الطاقة الأميركي..العرب يطلقون من أبوظبي رؤيتهم المشتركة للاقتصاد الرقمي..السعودية تدين موقف الشيوخ الأميركي: سافِر ومرفوض...قرقاش: تصريح غبرييل خاطئ..تحقيق بأسهم ميقاتي في «الملكية الأردنية»...

التالي

العراق..العراق يعيد بناء جامع النوري في الموصل ....الرئيس العراقي يتخلى عن جنسيته البريطانية استناداً للدستور..مقتل 16 مساعداً لزعيم «داعش» بغارات عراقية داخل سورية...تفاؤل بحسم أزمة تشكيل حكومة عبد المهدي..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,717,137

عدد الزوار: 6,910,073

المتواجدون الآن: 88