سوريا...بولتون يعرض في موسكو استراتيجيا جديدة في سورية...خلل في سد «الضمير» يغرق دمشق...فتح معبر نصيب «يطبع» علاقات سوريا الاقتصادية مع الجوار...حقوقيات شابات يتدربن على رفع قضايا جرائم حرب ضد النظام السوري.....هكذا تسعى ميليشيات "حزب الله" وإيران للسيطرة على معبر نصيب.....الولايات المتحدة تعود إلى الملف السوري بقوة المعارضة تتحدث عن السلال الأربع..

تاريخ الإضافة الأحد 21 تشرين الأول 2018 - 6:12 م    عدد الزيارات 2021    القسم عربية

        


بولتون يعرض في موسكو استراتيجيا جديدة في سورية...

بيروت، لندن - «الحياة»، أ ف ب .. يعرض مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون خلال زيارته إلى موسكو اليوم، ملامح استراتيجيا بلاده في شأن التعاطي مع الملف السوري، بالتزامن مع جولة الموفد الأميركي إلى سورية جيمس جيفري في المنطقة، في وقت تصاعد التوتر أمس داخل صفوف «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة) التي تسيطر على مناطق واسعة في مدينة إدلب ومحيطها (شمال غربي سورية)، ولوحظ أن الهيئة التي قبلت ضمناً الاتفاق الروسي- التركي في شأن المنطقة العازلة، بدأت باستهداف الجناح المصري المتشدد داخلها، والذي كان أعلن رفضه الاتفاق. ويُجري بولتون نقاشات في موسكو اليوم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وأمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، تتطرق إلى الملف السوري. وأعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين يعتزم الاجتماع مع بولتون خلال زيارته التي تستمر حتى غد. والتقى الموفد الأميركي في الرياض رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري. وأكد أن واشنطن «تدعم تحقيق السلام والمصالحة في سورية، فيما قال الحريري عقب اللقاء إن هناك تقارباً وتقاطعاً بين أولويات المعارضة وأميركا حول أهمية الحل السياسي كمخرج للأزمة السورية ضمن إطار الأمم المتحدة، وأنه لا حل عسكرياً في سورية، إضافة إلى ضرورة مواصلة العمل على محاربة التنظيمات الإرهابية وانسحاب الميليشيات الإيرانية وعودة اللاجئين. وأكد الناطق باسم هيئة التفاوض يحي العريضي لـ «الحياة» أن «التغير في السياسة الأميركية حول سورية بات واضحاً. وإن لم يكن هناك تبلور واضح المعالم، فعلى الأقل هناك تغير ملموس في التوجهات، لكننا لا نعوّل عليهم (الأميركان) كنصير للشعب السوري، فلدينا تجارب سابقة، وتبقى واشنطن قوة خارجية ولها مصالح». وقال: «يتحدثون عن استراتيجيا جديدة لمسنا نقاطها العريضة، وفي مقدمها هزيمة داعش من دون عودة، وهناك تصميم أميركي على زوال إيران وميليشياتها، إضافة إلى شروط عدة للتعاطي مع الملفات التي يطرحها الروس حول إعادة اللاجئين والإعمار»، وربط الأمر بـ «وجود بيئة آمنة محايدة، والدخول الحقيقي والجاد في التسوية»، مشيراً إلى أن «هذا النظام السوري ليس مؤتمناً على إعادة إعمار أو عودة لاجئين»، وقال: «علينا أن نرى الآن ترجمه هذه السياسة على أرض الواقع». ويأتي اجتماع جيفري مع الحريري بعد اختتام اجتماعات هيئة التفاوض واللجنة الدستورية التي اقترحتها في الرياض. وصدر بيان مطوّل شددت فيه الهيئة على ضرورة الدفع نحو بلورة موقف دولي جامع وضاغط باتجاه تفعيل العملية السياسية في جنيف، وضرورة عدم تدخل أي جهة في تشكيلة الثلث الثالث من لجنة الدستور، والذي يتوجب تسمية أعضائه حصراً من الأمم المتحدة. إلى ذلك، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن الجهاز الأمني ضمن «هيئة تحرير الشام» أقدم على اعتقال أحد العناصر المصريين المتشددين في الهيئة، من النقطة العسكرية التي يتمركز فيها ضمن المنطقة العازلة غرب مدينة حلب، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة، مشيراً إلى أن الخطوة جاءت بعد أيام من اغتيال القائد العسكري في الهيئة أبو الليث المصري في ريف إدلب الجنوبي. وأكد المرصد أن «تحرير الشام» عمدت إلى اعتقال «مهاجرين مصريين». واستهدف انفجار سيارة مفخخة أمس منطقة يتمركز فيها مسلحون من أوزبك وتركستان بإدلب، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، بينهم مدنيان ومسلحان، إضافة إلى أكثر من عشرة جرحى. إلى ذلك، نفى التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمس، استهداف مدنيين في غارة جوية شنها أخيراً في شرق سورية، مؤكداً أنه كان يستهدف موقعاً لتنظيم «داعش»، في وقت زار وفد من التحالف مدينة منبج (شمال سورية)، والتقى مسؤولين من الإدارة الذاتية التابعة لقوات سورية الديموقراطية «قسد». وكانت غارات جوية استهدفت الخميس والجمعة قرية السوسة التي تقع ضمن آخر جيب يسيطر عليه «داعش» في محافظة دير الزور (شرق سورية)، ما أسفر عن مقتل 63 مدنياً، بينهم عشرة أطفال، وفق المرصد السوري الذي نسب هذه الغارات إلى التحالف. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن معظم المدنيين الذين قتلوا ينتمي إلى عائلات مقاتلين في «داعش»، مضيفاً أن «ستة من هؤلاء فقط هم سوريون، والآخرون معظمهم عراقيون». وأكد الناطق باسم التحالف الكولونيل شون راين أن التحالف لم يشن أي غارة الجمعة، في حين استهدفت غارة الخميس مسجداً حوّله «داعش» إلى «مركز للقيادة والمراقبة». وأضاف: «تقويمنا مفاده أن مركز القيادة والمراقبة كان يضم فقط مقاتلين لداعش عند شن ضربتنا». وأوضح أن «12 إرهابياً» من التنظيم قُتلوا في الغارة، و «إذا كانت ثمة مزاعم ذات صدقية تتصل باحتمال سقوط خسائر مدنية، فستكون موضع تحقيق».
خلل في سد «الضمير» يغرق دمشق... خسائر فادحة وجثث جرفها السيل

الانهيار أدى إلى إغراق منطقة عدرا الصناعية

دمشق: «الشرق الأوسط».. أدى انهيار سد «الضمير» في ريف دمشق الغربي بمنطقة القلمون ليل السبت الماضي إلى كارثة في منطقة عدرا العمالية، التي تعول عليها الحكومة لدفع العجلة الاقتصادية المتعطلة جراء الحرب. وقال مهندس في الإنشاءات تحفظ على نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط»: «كارثة حقيقية حدثت في ضاحية عدرا العمالية وفي المدينة الصناعية، جراء انهيار سد (الضمير) نتيجة تدفق مسيلات على السد ووجود خلل فني فيه. وأدى تجمع المياه إلى تشكل سيل شديد القوة من مياه الطمي والحجارة بلغ ارتفاعه 3 أمتار، كان من الممكن أن يكون أعلى، لولا فتح معابر للمسيلات». وأشار المهندس إلى أن «السعة التخزينية لسد (الضمير) تبلغ مليونين و150 ألف متر مكعب. وتبعد مدينة الضمير عن المدينة الصناعية نحو 14 كلم، إلا إن قوة المياه المتدفقة خلعت أبواب المعامل من وزن طنين وأكثر، وعائلات العمال والنواطير تسلقوا إلى مواقع مرتفعة، وهناك مفقودون ما زال البحث جاريا عنهم، كما شوهدت جثث يجرفها السيل». ويصف المهندس قوة السيل بقوله: «كانت رائحة مياه السيل عطورا وصابونا، وزيوتا ومواد أولية، وشوهدت مواد أولية مثل بالات نايلون بوزن طن وأكثر تتدحرج وتتفتت بقوة المياه. المنظر كان مهولا، وحجم الخسائر بمئات الملايين، مصيبة كبيرة حطت على رأس الصناعيين في عدرا». وحوصرت عائلات العمال المقيمة في المنطقة الصناعية لعدة ساعات قبل أن تصل فرق الإنقاذ وتباشر عملها في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأعلنت وكالة «سانا» مقتل طفلتين وشاب جراء السيول في بلدتي دير مقرن وكفير الزيت في وادي بردى، وتضرر عشرات المنازل. وكانت مدينة دمشق وريفها قد تعرضت العام الماضي لسيول جارفة أدت إلى خسائر كبيرة، وعادت لتتكرر هذا العام على نحو أشد مع أول هطول للأمطار الغزيرة في الموسم الشتوي، حيث طافت معظم الشوارع وسط العاصمة دمشق بسبب انسداد بعد الفتحات المطرية، وجرفت المياه المتدفقة في شارع العفيف امرأة لمسافة مائتي متر قبل أن يتم إنقاذها من قبل أحد أصحاب المحال في سوق الجسر الأبيض، أما في منطقة نفق الفيحاء، فشوهد رجل يخرج من سيارته الغارقة ليقطع المياه سباحة، فيما تدفقت المياه إلى الطابق الأرضي والقبو في مشفى «المواساة». في السياق ذاته، قال المكتب الإعلامي في غرفة صناعة دمشق وريفها، إن ما حدث الشتاء الماضي وهذا العام، يعود إلى أن «المدن الصناعية غير مجهزة وغير مدروسة هندسياً لمواجهة مثل هذه الظواهر الطبيعية، من حيث تأمين قنوات تصريف مياه السيول والأمطار». وأضاف في بيان نشرته وسائل إعلام محلية: «فاجأ معظم الصناعيين أن بعض أعضاء مجلس المدينة لا يعلمون بما يجري في المدينة الصناعية بعدرا»، لافتا إلى «ضعف تجهيز فرق الإنقاذ لمواجهة سيل كبير وهائل أدى إلى قطع الطرق ووسائل التواصل مع المصانع التي ضربها السيل». وطالب المكتب الإعلامي محافظة ريف دمشق باتخاذ «الإجراءات الكافية لحل هذا الموضوع والتعويض على الصناعيين المتضررين من جراء هذه السيول»....

فتح معبر نصيب «يطبع» علاقات سوريا الاقتصادية مع الجوار

بيروت: «الشرق الأوسط»... تُشكل إعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن خطوة مهمة على طريق إعادة «تطبيع» العلاقات الاقتصادية السورية مع محيطها، بعد سبع سنوات من حرب أنهكت الاقتصاد. واستعاد النظام السوري في يوليو (تموز) 2018 السيطرة على معبر نصيب وكامل الحدود الأردنية بعد عملية عسكرية، ثم اتفاقيات تسوية مع الفصائل المعارضة في محافظة درعا الجنوبية. وفي 15 أكتوبر (تشرين الأول)، تمّ افتتاح المعبر من الجهتين السورية والأردنية في خطوة طال انتظارها، خصوصاً من تجّار أُجبروا خلال السنوات الثلاث الماضية على اللجوء إلى الطريق البحرية الأطول والأكثر كلفة. ومن شأن إعادة فتح معبر نصيب جابر أن تنعكس مباشرة على الاقتصاد السوري وتفتح له الأبواب مجدداً على السوق العربية عموماً والخليجية خصوصاً. ويقول الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، سام هيلر، لوكالة الصحافة الفرنسية، «تُشكل إعادة فتح معبر نصيب انتصاراً سياسياً للحكومة السورية، فضلاً عن كونه خطوة تجاه إعادة دمج سوريا مع محيطها على الصعيد الاقتصادي واستعادتها دورها التقليدي ممراً للتجارة الإقليمية». وتأتي إعادة فتح المعبر بعد الانتصارات المتتالية التي حققتها قوات النظام على الأرض خلال العامين الماضيين ومكّنتها من استعادة أكثر من ثلثي مساحة البلاد. وباتت تسيطر على نصف المعابر الحدودية الـ19 مع دول الجوار، بينها معبر البوكمال الحدودي مع العراق الذي أصبحت إعادة فتحه أيضاً وشيكة، وفق ما أعلن البلدان. ويوضح هيلر «بالنسبة للحكومة السورية، تُعد إعادة فتح نصيب خطوة باتجاه تطبيع العلاقات مع الأردن والمنطقة الأوسع، فضلاً عن كونها ضربة لمحاولات الولايات المتحدة عزل دمشق» عبر عقوبات اقتصادية أنهكتها. ويفيد موقع «سيريا ريبورت»، وهو نشرة إلكترونية متخصصة في متابعة الأخبار الاقتصادية في سوريا، عن فوائد كثيرة ستجنيها سوريا، بينها فتح طريق الصادرات السورية إلى الأردن، والعراق، ودول الخليج، الدول التي شكلت «سوقاً مهمة لها قبل عام 2011». وإن كان من غير المرجح أن تستعيد الصادرات عافيتها تماماً كما كانت عليه قبل عام 2011 بعدما «تدمرت القدرة الإنتاجية بشكل كبير»، وفق «سيريا ريبورت»، فإن فتح المعبر سينعكس «ارتفاعاً ملحوظاً في الواردات». وتراجعت الصادرات السورية من 7.9 مليار دولار في عام 2011 إلى 631 مليون في عام 2015 أي بنسبة 92 في المائة في أربع سنوات فقط، وفق تقرير للبنك الدولي صدر في عام 2017. وكثيراً ما شكلت إعادة فتح معبر نصيب مطلباً لرجال أعمال سوريين ولبنانيين وأردنيين على حد سواء. ويقول رجل الأعمال السوري المعروف، فاروق جود، وهو صاحب شركات ومعامل عدة في قطاعات الأغذية والفولاذ والأخشاب، للوكالة «منذ إغلاق المعبر، نستخدم الطريق البحرية، لكن كلفته تبلغ ضعفي النقل البري عبر نصيب». قبل عام 2015، كانت البضائع تصل عبر نصيب في مدة أقصاها ثلاثة أيام مقابل شهر كامل اليوم عبر الطريق البحرية الممتدة من عمان إلى العقبة ثم قناة السويس ثم إلى الموانئ السورية في اللاذقية وطرطوس. ويستورد جود الكثير من المواد من الدول العربية، مستفيداً من اتفاق التجارة الحرة والتخفيضات الجمركية؛ إذ يشتري من الإمارات المواد البلاستيكية ومن الأردن الألمنيوم. ومن شأن معبر نصيب أن يسهل عليه كذلك تصدير المواد الغذائية مثل المشروبات الغازية التي يصنعها إلى دول أخرى كالعراق. ويقول النائب في مجلس الشعب السوري هادي شرف في دمشق، إن «تصدير الخضراوات من سوريا إلى الخارج سيكون له أثر اقتصادي جيد، خصوصاً تصدير الحمضيات المرغوب فيها في العراق». وشكّل العراق قبل عام 2011 أكبر سوق للبضائع السورية باستثناء المواد النفطية. ومع استمرار إغلاق المعابر الحدودية مع العراق، سيشكل معبر نصيب ممراً للصادرات والواردات السورية من وإلى العراق. وإلى جانب البضائع السورية، كثيراً ما شكل معبر نصيب ممراً للبضائع من لبنان وتركيا إلى الدول العربية وبالعكس. وكان المعبر يدخل إلى خزينة الدولة السورية «ملياري دولار سنوياً تقريباً من الرسوم الجمركية»، وفق شرف. ومن المرجح أن ترتفع عائدات عبور البضائع عبر نصيب. فقد قررت دمشق رفع الرسوم الجمركية من عشرة إلى 62 دولاراً على الشاحنة بحدود أربعة أطنان، بحسب ما نقلت صحيفة «الوطن» السورية عن رئيس الحكومة السوري عماد الخميس الشهر الماضي. وانعكس إغلاق معبر نصيب سلباً على الاقتصاد اللبناني المتهالك أصلاً. وتكبد المزارع اللبناني، وفق رئيس الاتحاد العمالي العام اللبناني بشارة الأسمر، خسائر كبيرة؛ إذ كان يصدر أكثر من 70 في المائة من منتجاته إلى البلدان العربية عن طريق نصيب. ومن شأن حركة الصادرات أو عائدات العبور، أن تدخِل عملة أجنبية إلى الاقتصاد السوري؛ ما سيعود بفائدة على الليرة السورية التي فقدت مع بداية النزاع نحو 90 في المائة من قيمتها أمام الدولار الذي كان يساوي 48 ليرة مقابل 435 ليرة اليوم. وقد ينعكس فتح المعبر على حركة السياحة على المدى الأطول. وتتوقع نشرة «سيريا ريبورت» أن ترتفع حركة المسافرين، موضحة أن الأردنيين كانوا يحتلون المرتبة الثانية من حيث عدد السياح الوافدين إلى سوريا. وقد تراجع عددهم من 1.9 مليون في عام 2010 إلى 15 ألفاً في عام 2016. وسارعت إحدى شركات السياحة والسفر الأردنية إلى نشر إعلان على صفحتها على «فيسبوك»، حول إعادة تسيير رحلات برية إلى دمشق بدءاً من 22 أكتوبر بمعدل رحلتين يومياً، ذهاباً وإياباً. وجاء في الإعلان «مين فينا ما اشتاق للأيام الحلوة بسوريا؟»...

حقوقيات شابات يتدربن على رفع قضايا جرائم حرب ضد النظام السوري... الورشة تعلمهن تدوين شهادات ضحايا لتقديمها في المحاكم الأوروبية والدولية..

(«الشرق الأوسط») ..برلين: راغدة بهنام.. تحلَّقت مجموعة من طالبات القانون حول طاولة مستطيلة في برلين يستمعن لمحامين مخضرمين وخبراء يشرحون تفاصيل في القانون الدولي، ليتمكنَّ من تدوين شهادات ضحايا معترف بها في المحاكم الأوروبية والدولية تساعد في رفع قضايا جرائم حرب ضد النظام السوري. المحاميات الشابات قادمات من سوريا، وهن بمعظمهن تخرجن حديثاً. ورغم أن عدداً كبيراً منهنَّ درس القانون الدولي في جامعات دمشق، فإن ما سمعنه في هذه الدورة التي استمرَّت أسبوعاً كاملاً، كان جديداً. تقول دلال، التي لا يتجاوز عمرها 25 عاماً، وتخرجت في كلية القانون بجامعة دمشق عام 2015: «كنتُ طالبة دراسات عليا في جامعة دمشق، ولكننا لم نتعلم شيئاً عن المحكمة الجنائية الدولية ولا عن مبدأ الولاية القضائية العالمية». هذا المبدأ هو الذي استند إليه محامون سوريون وأوروبيون في رفع قضايا ضد عناصر في النظام السوري في ألمانيا. فهو يسمح بمقاضاة مجرمين غير ألمان على جرائم ارتكبوها خارج ألمانيا. ويختلف تطبيق المبدأ بين دولة وأخرى، وتعتبر ألمانيا من الدول التي تطبقه بمعناه الأوسع. وفي يونيو (حزيران) الماضي، أصدر الادعاء الألماني مذكرة اعتقال بحق رئيس المخابرات الجوية في النظام السوري جميل حسن، ووجه له تهماً بتعذيب وقتل المئات من السوريين بين عامَيْ 2011 و2013. وما زال الادعاء ينظر بقضايا عدة ضد أفراد في النظام السوري، من بينهم بشار الأسد نفسه، لمسؤوليتهم عن تعذيب وقتل الآلاف. ويأمل المحامون السوريون بمساعدة محامين أوروبيين برفع قضايا جديدة أمام دول أخرى تعتمد مبدأ الولاية القضائية العالمية، مثل النمسا والسويد والنرويج. ولجأ المحامون إلى محاكم الدول الأوروبية بسبب عجزهم في إيصال ملفهم للجنائية الدولية، التي تتطلب إحالة من مجلس الأمن المعرقل من روسيا فيما يتعلق بالملف السوري. والآن من خلال تدريب محامين وطلاب حقوق على تدوين شهادات ضحايا، يأمل «المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية»، في برلين الذي يرأسه المحامي والناشط الحقوقي أنور البني، بتشكيل فريق قادر على تدوين شهادات ضحايا في أنحاء أوروبا ودول الجوار السوري، تبعاً لأصول القانون الدولي. يقول البني إن الهدف من هذه العملية، رفع قضايا جديدة أمام المحاكم الأوروبية، ولكن أيضاً والأهم تخزينها، لاستخدامها لاحقاً في محاكم في سوريا بعد نهاية الحرب. ويبدو المحامي الناشط الذي أمضى سنوات في الاعتقال في سجون النظام السوري قبل أن يغادر إلى ألمانيا، واثقاً من أن «يوم الحساب» سيأتي. ولكن السؤال بالنسبة إليه «متى وبأي ثمن؟». يقول: «لا يمكن بناء سوريا إلا بالعدالة. وإذا كنا سننتظر العودة إلى سوريا للبدء بجمع الأدلة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم، فسيمر وقت طويل قبل حصول الكثير».
لا إضاعة للوقت
ويضيف البني عن الفريق الذي يتم تحضيره وتدريبه حالياً: «سيبدأ بتحضير الملفات، قسم سيبدأ بتحضير ملفات لرفع قضايا جديدة في أوروبا وقسم آخر سيحضر للمحاكمات في سوريا، ما يعني أنه لن يكون هناك الكثير من إضاعة الوقت قبل بدء الانتقال السياسي وتحقيق العدالة وبناء السلم الأهلي». تفاؤل البني كبير بأن العدالة في سوريا ستتحقق يوماً ما، رغم أن التعاطي السياسي الدولي مع الأزمة السورية قد يكون محبطاً. ولكنه يرى أن وضع سوريا الجيوسياسي وتاريخها يعني أن المحاسبة يجب أن تحصل، وإلا «فإن العالم سيتغير، وهو بدأ يتغير أصلاً». البني الذي يعمل على رفع القضايا في ألمانيا مع المركز الأوروبي للحقوق الدستورية والقانونية، يعتبر أن لكل قضية تُرفَع في أوروبا هدف وليس مجرد رفع دعاوى. يقول: «لا نرفع قضايا لا يكون لديها تأثير على مستقبل سوريا، الهدف ملاحقة المجرمين، الذين وصلوا إلى أوروبا، وقطع الطريق على أي شخص يريد الفرار إلى أوروبا». يسعى البني لنشر كتيب يتضمن مراجع للمحامين وطالبي القانون حول كيفية توثيق الملفات وتحضيرها بطريقة يمكن استخدامها لاحقاً. ويحرص خلال الدورات التي يعدها على تزويد المحامين الشباب بالعدة الكاملة. يساعد طبيب في الأعصاب والطب النفسي المتدربين في هذه الدورة، على فهم العلاقة بين الطب والمحاماة. يقول الطبيب النمساوي توماس وينزل، إنه «من المهم التعاون بين الطب والقانون في توثيق أدلة، عند زيارة سجناء أو استجواب شهود». ويضيف: «هناك أسس دولية وطبية يجب أن تأخذ في عين الاعتبار لدى تسجيل شهادات ضحايا». ساعد الدكتور وينزل في السابق فريق المحامين السوريين والأوروبيين في القضايا التي رفعت أمام القضاء الألماني، ويقول إنه خلال 30 عاماً من العمل في مجاله، فإن القضايا السورية المرفوعة التي يتم تحضيرها الآن، هي الأقوى، من ناحية الأدلة، من بين القضايا التي عمل عليها. اختيار التركيز على تدريب محاميات فقط «كان هدفه تسهيل الوصول إلى مجموعة معينة من الضحايا». تقول المحامية جومانا سيف التي تعمل مع المركز الأوروبي للحقوق الدستورية والقانونية، التي كانت مصممة مشروع التدريب. وتضيف: «المحاميات يمكنهن أخذ شهادات من ناجيات تعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي في المعتقل، وكونهن نساء فإن هذا يسهل أخذ الشهادات». وتشير سيف إلى أنه في الوقت الحالي، معظم الناشطين القانونيين الذين يساعدون على بناء القضايا هم من الذكور، والحاجة لتدريب محاميات على الانضمام للفريق كانت كبيرة. عمل هؤلاء الحقوقيين السوريين يحظى أيضاً بإطار أممي أوسع. فدورات مثل هذه تدعمها منظمة العفو الدولية التي تصدر بدورها بيانات مستمرة معتمدة على شهادات موثقة من هذا الفريق تتعلق بالقتل والتعذيب في سوريا. وعملهم أيضاً يلقى دعماً من «الآلية الدولية المحايدة المستقلة»، التي أنشأتها الأمم المتحدة عام 2016، بهدف «المساعدة في التحقيق والملاحقة القضائية للأشخاص المسؤولين عن الجرائم الأشد خطورة، وفق تصنيف القانون الدولي المرتكبة في سوريا منذ مارس (آذار) 2011»، بحسب تعريفها على موقعها الرسمي. يقول ملحم منصور من منظمة العفو الدولية (أمنستي)، إن الحوار مع الناشطين السوريين ودعم عملهم مهم جداً بالنسبة للمنظمة، فهم من يوثق الجرائم لكي يتم استخدامها أدلة في المحاكم الدولية. من بين المحاميات المتدربات الشابة سمر البردان التي لا يتجاوز عمرها 22 عاماً، وهي تدرس اليوم القانون في جامعة فيينا، وباتت في عامها الثاني بعد أن وصلت إلى النمسا لاجئة قبل 3 سنوات. تقول إن هذا التدريب مهم جداً، بالنسبة لها لأنه يتيح لها المجال لـ«فعل شيء من أجل سوريا»، حتى وإن غادرتها.

«داعش» يسعى إلى استعادة مناطق خسرها في شرق الفرات

لندن - «الحياة» ... كثف تنظيم «داعش» الإرهابي من عملياته ضد قوات «سورية الديموقراطية» (قسد)، في مدينة دير الزور بشرق نهر الفرات، أملاً في استعادة المناطق التي كان خسرها، في وقت أكدت «قسد» قتل 6 «دواعش»، ومقتل أحد عناصرها في انفجار لغم، وجُرح أربعة آخرين خلال المعارك. وأوضحت «ٌقسد» في بيان أنه على محور الباغوز «اندلعت اشتباكات قوية بعد محاولات التنظيم الإرهابي ضرب مواقع قواتنا مستخدمين قذائف، وقد تصدت قواتنا لتحركاتهم». وأشارت إلى أن الاشتباكات أسفرت عن جُرح ثلاثة من مقاتليها وقتل ستة من الإرهابيين والاستحواذ على أسلحتهم. وأضافت «نفذ طيران التحالف غارات عدة على مواقع الإرهابيين أدت إلى قطع الطريق الواصل بين قرية المرشدة والسوسة، كما تم تدمير مستودع يحتوي على ذخيرة للإرهابيين. ونتيجة الألغام المزروعة من قبل الإرهابيين قتل أحد مقاتلينا وجُرح آخر». ولفتت إلى أنه تم تفكيكها عدد من الإلغام والعثور على كميات من السلاح وتدمير مستودع ذخير و6 سيّارات يستقلها عناصر «داعش». وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن اشتباكات عنيفة متواصلة بين قوات سورية الديموقراطية المدعمة بالتحالف الدولي، وعناصر «داعش» على محاور الجيب الأخير للتنظيم في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، تترافق مع عمليات قصف متبادلة براً وجواً، ومعلومات عن خسائر بشرية جديدة، مشيراً إلى أن «داعش» شن خلال الساعات الماضية هجمات معاكسة في محاولة لاسترجاع المناطق التي خسرها، انطلاقاً من محور الباغوز إلى محور هجين، فيما تسعى «قسد» إلى الحفاظ على المناطق التي تقدمت إليها بغطاء جوي مكثف وعنيف من مقاتلات التحالف. ولفت إلى «قصف جوي مكثف من التحالف في شكل متصاعد، حيث تكاد مقاتلاته لا تفارق سماء المنطقة بالتزامن مع ضربات عنيفة ومتواصلة على مواقع التنظيم. وأضاف أن غارات استهدفت أكثر من 6 سيارات للتنظيم وتدميرها في المنطقة. وأشار «المرصد السوري» إلى أنه وثق مزيداً من الخسائر البشرية بين طرفي القتال خلال الساعات الأخيرة حيث قتل 43 عنصراً من «داعش»، ليرتفع إلى 414 على الأقل عدد قتلى التنظيم في المعارك التي انطلقت الشهر الماضي، فيما قضى 18 عنصراً من «قسد» ما يرفع إلى 227 على الأقل، عدد قتلى القوات ذات الغالبية الكردية.

قتلى وجرحى بانفجار هزّ إدلب... ودمشق تتهم «النصرة» بنقل أسلحة كيماوية

لندن - «الحياة»... بعد مرور أسبوع على انقضاء المهلة التي حددها الاتفاق الروسي- التركي في شأن محافظة إدلب (شمال سورية)، من دون رصد أي انسحاب لعناصر الفصائل المصنفة «إرهابية» من المنطقة العازلة التي تشهد هدوءاً، اتهمت دمشق أمس «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) بنقل أسلحة كيماوية إلى منطقة جسر الشغور بريف إدلب، في وقت استمر تصاعد التوتر الأمني في إدلب، إذ قتل 4 أشخاص وأكثر من عشرة جرحى من المدنيين، في انفجار عنيف استهدف منطقة يتمركز فيها مسلحون أوزبك وتركستان. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن عدد ضحايا الانفجار الذي حدث باستخدام سيارة مفخخة وصل إلى 4 على الأقل بينهم مدنيان أحدهما طفل، ومقاتلان أحدهما من جنسية آسيوية، مرجحاً ارتفاع عدد القتلى لوجود جرحى من مدنيين ومقاتلين إصاباتهم بليغة. وأوضح أن الانفجار الذي ضرب حي القصور هو ضمن منطقة تواجد للمقاتلين الأوزبك والتركستان من مقرات ومنازل. وأكد ارتفاع عدد ضحايا الاغتيالات في إدلب ومحيطها منذ 26 نيسان (أبريل) الماضي إلى 372 شخصاً على الأقل. وذكرت مصادر محلية أن السيارة كانت تقف قرب جامع الروضة بشارع القصور بالمدينة، وأظهرت صور أولية لموقع الانفجار، تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، دماراً في المرافق العامة ومنازل المدنيين بمحيط التفجير، مخلفًا حفرة كبيرة، تشير إلى حجم المواد المتفجرة التي استخدمت في الحادثة. وسارعت فرق الدفاع المدني إلى مكان الانفجار لنقل المصابين إلى النقاط الطبية، إلى جانب إطفاء الحرائق وإزالة الركام. وتأتي الحادثة بعد أيام على سحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة المتفق عليها بين تركيا وروسيا حول إدلب. وتعيش إدلب والمناطق المحيطة بها فلتاناً أمنياً، نتيجة انتشار مجموعات مجهولة قتلت عدداً من المدنيين والعسكريين المنضوين في الفصائل. وكانت «الجبهة الوطنية للتحرير» ألقت القبض قبل يومين على خلية قالت إنها تابعة للنظام السوري في ريف إدلب الشرقي، خلال حملة دهم ضد أشخاص يعملون بتجارة المخدرات. إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» التابعة للنظام عن مصادر وصفتها بـ «المطلعة» في إدلب قولها: «إرهابيو تنظيم جبهة النصرة نقلوا شحنة من غاز الكلور وغاز السارين من بلدة معرة مصرين بريف إدلب إلى منطقة جسر الشغور بريف إدلب». وأشارت المصادر إلى أن «الشحنة الكيماوية مكونة من أسطوانات تحوي غاز السارين وأخرى تحوي غاز الكلور وتم نقلها بواسطة شاحنة تبريد تستخدم بنقل مشتقات الألبان وذلك بإشراف عناصر الخوذ البيض ومعهم عدد كبير من إرهابيي الحزب التركستاني». ولفتت إلى أن «تنظيم النصرة استنفر عدداً كبيراً من إرهابييه ونشرهم في محيط إحدى المزارع الجنوبية لبلدة معرة مصرين أثناء إخراج الأسطوانات منها وتحميلها في شاحنة التبريد». إلى ذلك، قالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في تقرير لها الأحد، إن «تحرير الشام» استغلت اتفاق التهدئة لتصعيد انتهاكاتها شمال سورية. وأضافت «الشبكة» في تقريرها، إن «الهيئة» قتلت خمسة أشخاص بينهم طفلتان منذ مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي وحتى منتصف الشهر الجاري، إثر عمليات اقتحام قريتي كفرحلب وميزناز بريف حلب وعين لاروز في ريف إدلب، استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وقذائف هاون، وأطلقت الرصاص بشكل عشوائي على المدنيين. وأشار التقرير إلى أن «تحرير الشام» اقتحمت قرى وبلدات عدة في الشمال السوري واحتجزت عشرات الأشخاص من بينهم ناشطين وعمال إغاثة وخطباء مساجد، حيث وثقت «الشبكة» ما لا يقل عن 184 حادثة احتجاز تعسفي وخطف نفذتها «الهيئة» منذ مطلع أيلول. وتضمن التقرير مجموعة من التوصيات تفيد بضرورة توفير الدعم المالي واللوجستي للمجالس المحلية التي تعيش حالة صراع مع «تحرير الشام» إضافة الى دعم منظمات المجتمع المدني التي تقف في وجه التنظيمات المتطرفة، مشددة على ضرورة تصنيف المنظمات المتطرفة المدعومة من إيران على قوائم الإرهاب. ودعت «الشبكة» إلى ضرورة الإسراع في عملية الانتقال السياسي، إضافة إلى دعم تشكيل جهاز شرطة محلية قوي ومتماسك، ما يمهد لحالة من الاستقرار والأمان النسبي.

دمشق تندد بـ «التدمير الممنهج» للرقة

الحياة....نددت دمشق أمس بما وصفته «التدمير الممنهج» لمدينة الرقة (شمال شرقي سورية)، من قبل التحالف الدولي بزعامة واشنطن. ودعت إلى فتح تحقيق فيما جرى. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية اصدرت بياناً قبل أيام لمناسبة الذكرى الأولى لتحرير الرقة من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، وأعتبر البيان أن باريس أدت دوراً محركاً في إطار تحرير «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) الرقة، ومثّل هذا الانتصار ضربة حاسمة لـ «داعش» الذي اتخذ المدينة مركزاً للتحضير للعديد من الهجمات في الخارج. وأكد البيان «استمر العمل العسكري في إحراز نجاحات مهمة، بفضل شجاعة القوات المحلية والالتزام الصارم للتحالف، لا سيما التزام فرنسا. وتتواصل العمليات حالياً لاستعادة آخر معاقل داعش في شرق سورية». ولفت إلى أن باريس حشدت منذ تحرير الرقة 30 مليون يورو لدعم مشاريع إنسانية ومشاريع إرساء الاستقرار في شمال شرقي سورية. وأكد تقديمها العام الجاري مزيداً من المشاريع واسعة النطاق في المنطقة، موضحاً أن الأولوية لتك المشاريع في «إجراءات لنزع الألغام وضمان الأمن الغذائي ودعم الزراعة المحلية وتحسين فرص الانتفاع بالمياه والرعاية الصحية ودعم عمل المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية في مخيمات اللاجئين»، لافتاً إلى تجاوز قيمة المساعدة الفرنسية المخصصة للأزمة السورية للمرة الأولى 100 مليون يورو. وسارعت دمشق أمس إلى التنديد بالبيان الفرنسي الذي حمل واصفته بـ «إدعاءات الكاذبة وحملة تضليل». وقال مصدر رسمي في الخارجية السورية في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية «سانا»: لقد شهد العالم أجمع التدمير الممنهج الكامل للرقة من قبل التحالف الدولي المزعوم، وتشريد من بقي من سكانها من دون مأوى، الأمر الذي يرقى إلى جرائم الإبادة التي تستوجب المحاسبة، متهماً التحالف بـ «فتح ممرات آمنة لخروج إرهابيي داعش لاستخدامهم في أماكن أخرى، بهدف تعقيد الأزمة في سورية وإطالة أمدها». وأعتبر أن «الدعم الذي تحدث عنه البيان الفرنسي لبعض المجموعات في سورية دليل ولا أوضح على السياسة الخبيثة والتدميرية التي تنتهجها الحكومة الفرنسية إزاء سورية».

الولايات المتحدة تعود إلى الملف السوري بقوة المعارضة تتحدث عن السلال الأربع....

ايلاف....بهية مارديني.. أكد الممثل الخاص للولايات المتحدة في سوريا جيمس جيفري الْيَوْم أن الولايات المتحدة "تدعم كافة الجهود التي تقوم لتحقيق السلام والمصالحة في سوريا، "وذلك خلال جولة اقليمية لفتح آفاق أمام الملف السوري المغلق. وقال جيفري عقب اجتماعه مع رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري إن ما تقوم به واشنطن" يتمثل في دعم كل جهود الشعب السوري طالما ذلك يصب في خدمة السلام والمصالحة في هذا البلد". وبدأ المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا الاثنين الماضي، جولة إقليمية تستمر حتى الثلاثاء القادم شملت كلا من تركيا وقطر والسعودية لبحث الملف السوري، والتقى خلالها أيضا رئيس وأعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض، وكان العنوان الرئيسي هو ملف ادلب والاتفاق التركي الروسي ومستقبل سوريا. ويأتي اجتماع جيفري مع الحريري بعد اجتماع هيئة التفاوض واللجنة الدستورية التي اقترحتها في الرياض، وصدر بيان مطول، تلقت "إيلاف" نسخة منه، تحدث عن موقف الهيئة بالمجمل والتزامها بالعملية الدستورية، وتأييد الاتفاق التركي الروسي حول ادلب و مطالبات لروسيا بالضغط على النظام وملف المعتقلين وحقوق اللاجئين.

مشكلة الإرهابيين

أشار جيفري في تصريحات سابقة في أنقرة الى أن" جزءا من الإرهابيين انسحبوا من المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب السورية، بموجب الاتفاق الروسي التركي بشأن استقرار الوضع هناك. وقال إن "سحب الأسلحة الثقيلة اكتمل وفقا لكل التقديرات وقد اتفقت تركيا وروسيا على ذلك بشكل عام. هناك بعض التساؤلات بشأن ما إذا كان كل المنتمين لهيئة تحرير الشام قد غادروا". واعتبر أن "تلك مشكلة نواجهها في كل مكان عند التعامل مع التنظيمات الإرهابية التي تعمل في أسبوع واحد لصالح تشكيل صديق، وفي أسبوع آخر تنضم إلى منظمة إرهابية ما. لكن بعض الإرهابيين قد غادروا هذه المنطقة بالفعل" .

دور جديد

هذا وثمّن رئيس دائرة العلاقات الخارجية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عبد الأحد اسطيفو زيارة جيفري، وقال "إن الولايات المتحدة الأميركية تضطلع بدور جديد في الملف السوري". ولفت في تصريحات، تلقت "إيلاف" نسخة منها، إلى أن هذه الدور سيكون هاما للدفع بالعملية السياسية وإعادة التوازن إليها وفق القرار 2254، للوصول إلى دولة سورية آمنة ومستقرة وخالية من نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الإرهابية. وأوضح أن الائتلاف الوطني "لمس جدية في موقف واشنطن تجاه تفعيل العملية السياسية والبدء بأعمال اللجنة الدستورية تحت سقف الأمم المتحدة ".

السلال الاربع

واعتبر المسؤول في المعارضة السورية أن اللقاء هام حصلنا من خلاله على الأفكار التي تضعها الإدارة الأميركية بما يخص سوريا، كما نقلنا وجهة نظرنا بالعملية السياسية والمخاطر التي تواجهها". ولفت إلى أن الائتلاف الوطني أكد للمبعوث الأميركي ضرورة دعم اتفاق إدلب، وتطويره للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار، والاستفادة من ذلك في العودة إلى عملية سياسية مستمرة وفق بيان جنيف والقرار 2245، بحيث تتم مناقشة باقي السلال الأربع، والتي تتضمن أيضاً ملف الحكم، وشدد على أن ذلك الملف مهم جداً لإحداث الانتقال السياسي الشامل في البلاد. وأضاف اسطيفو أن الاجتماع تطرق إلى جرائم الحرب في سوريا، ومنها استخدام النظام للسلاح الكيميائي، وقتل عشرات الآلاف داخل السجون بطريقة مروعة، وعمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي، إضافة إلى الهجمات العشوائية بالأسلحة المحرمة على المدنيين بدعم من الميليشيات الإيرانية الإرهابية. وشدد على أن خروج إيران وميليشياتها سيفتح الطريق أمام إعادة الاستقرار لسوريا وكافة بلدان المنطقة، وأشار إلى أن التغلغل الإيراني كان له أثر كارثي أدى إلى أحداث مأساوية عانت منها شعوب المنطقة.

مزيد من الوقت

وتنوي روسيا وتركيا منح مزيد من الوقت لتطبيق الاتفاق المبرم بينهما حول منع التصعيد العسكري في إدلب السورية. وقد اتفق الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في سبتمبر الماضي على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15-20 كيلومترا على خطوط التماس بين القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلحة في محافظة إدلب، بحلول 15 أكتوبر الجاري. ويقضي الاتفاق بسحب كل الأسلحة الثقيلة من تلك المنطقة.

تفاؤل وتشاؤم

وقال بان إيغلاند، مستشار الأمم المتحدة للشؤون الانسانية، أثناء مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع دوري في جنيف بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا: ""تشجعت بما سمعت من قبل كل من روسيا وتركيا حول تفاؤلهما، وأن بإمكانهما تحقيق الكثير عن طريق التفاوض وأن لديهما مشاعر إيجابية بشكل عام حول تنفيذ هذا الاتفاق ما يوفر لإدلب حالة من الارتياح وتوقف القتال". وأكد المسؤول الأممي أن محافظة إدلب التي يبلغ عدد المقيمين فيها ثلاثة ملايين نسمة ويعمل فيها 12 ألف موظف إغاثي لم تتعرض لضربات على مدى الأسابيع الخمسة الأخيرة، محذرا في الوقت نفسه من أن "مليون سؤال باقٍ بلا إجابة" بشأن كيفية إنجاح الاتفاق وما سيحدث إذا رفضت المجموعات المسلحة المصنفة إرهابية نزع أسلحتها. كما قال إيغلاند إن روسيا أكدت سحب دمشق للقانون رقم 10 الخاص بالتنظيم العمراني، وتحدث "عن القلق الشديد". وأعرب عن نيته ترك المنصب الذي وصفه "بالمرهق"، الذي تولاه في عام 2015 في نوفمبر المقبل، خلفًا للمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، قائلا: "سيخلفنا فريق آخر.. لم نستطع إنجاز حتى نصف المهمة".

مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان: 88 في المئة من اللاجئين السوريين يريدون العودة

بيروت - «الراي» .... كشفت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR) في لبنان ميراي جيرار «أن 88 في المئة من اللاجئين السوريين في لبنان يريدون العودة إلى بلدهم»، موضحة «أن الأسباب التي تجعلهم يتريثون في ذلك لا تتعلق بصورة أساسية بمسألة الحل السياسيّ ولا بمسائل إعادة الإعمار، بل بإزالة عدد من العوائق العملية»، ومنها مخاوف تتعلق بالممتلكات ووثائق الأحوال الشخصية ووضعهم القانوني في بلدهم، هم الذين يَسألون «هل سيكون عليّ القتال في حال عُدت، أين أضع عائلتي، هل منزلي لا يزال ملكي، هل سأعاقَب كوني لاجئاً، وهل سأستعيد أوراقي الثبوتية وبطاقة هويّتي؟». وجاء كلام جيرار في حلقة نقاشية نظّمتها جمعيّة «إدراك» (مركز البحوث وتطوير العلاج التطبيقي) في إطار المؤتمر السنوي لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي - الأشرفيّة، وبمشاركة مدير برنامج هارفرد لصدمات اللاجئين (HPRT) في مستشفى ماساتشوستس وكليّة الطبّ في جامعة هارفرد البروفيسور ريتشارد مولّيكا، أحد أهمّ الباحثين في مجال رعاية الصحّة النفسية للناجين من العنف والصدمة في العالم. وقالت جيرار في مداخلتها «هذه السنة يواجه العالم رقماً غير مسبوق للطوارئ الإنسانيّة الناتجة من النزاعات المسلّحة والكوارث الطبيعيّة. إذ لم يكن يوماً عدد اللاجئين والنازحين الداخليين منذ الحرب العالميّة الثانية بهذا المستوى. فقد وصل عددهم إلى 68.5 مليون نازح داخل بلادهم أو لاجئين في دول أخرى». ولاحظت أن «البالغين والأطفال الذين طالتهم الحرب واضطروا إلى النزوح في سورية والعراق، يختبرون سلسلة واسعة من الأمراض النفسيّة والمشاكل العصبيّة، ومنها اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)». وفي ردها على اسئلة الحضور، كشفت «انّ ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين يعيشون تحت خط الفقر أي لا يتعدى مدخولهم 4 دولارات في اليوم، ونحو نصفهم يعيش تحت خط الفقر المدقع أي أن مدخولهم لا يتعدّى 3 دولارات في اليوم، ولكن لديهم أمل في مستقبلهم»، موضحة ان «اللاجئ السوريّ يدفع ما معدّله 200 دولار إيجاراً شهرياً للمكان الذي يقيم فيه». أما مولّيكا، فذكّربأن «ملايين اللاجئين في الشرق الأوسط وفي مناطق عدّة من العالم ينتظرون العودة إلى وطنهم»، لافتاً الى ان «المطلوب مقاربة جديدة في شأن اللاجئين، وعلينا الابتعاد من مقاربة توفير المأكل والمشرب والمأوى لهم إلى مقاربة تتعلق بإعادة تأهيلهم لاستعادة حياتهم الطبيعية بعد أن يكون العنف قد حطمهم». وعرض دراسات أجريت على النازحين في تركيا والأردن ولبنان، ودراسات أخرى على الفلسطينيين، فأشار إلى أن «الدراسات كلها أظهرت شيوع حالات الصدمات وصدمات الحرب واضطرابات ما بعد الصدمة، والقلق، والاكتئاب، بنسب عالية في صفوف اللاجئين»، كاشفاً أن بعض الدراسات بيّنتْ أيضاً أن «الحالة النفسية للاجئين تسوء بعد عودتهم، ويسجّل تزايد في الاضطرابات»، بسبب الظروف والصعوبات التي تواجههم عند العودة، كعدم توافر العمل أو المسكن اللائق. وشدّد على أن «العودة الناجحة للاجئين إلى أوطانهم هي المعيار المطلوب»، لكنّه أسف لكون «العودة إلى بيئات آمنة» تشكّل «استنثاء للقاعدة».

هكذا تسعى ميليشيات "حزب الله" وإيران للسيطرة على معبر نصيب

أورينت نت - محمد الحوراني... أكدت مصادر محلية أن ميليشيا "حزب الله" اللبناني والميليشيات الإيرانية تزج بعناصر موالية لها للسيطرة على معبر نصيب الحدودي، والذي تم الإعلان عن افتتاحه قبل يومين، رغم التوافقات الروسية الإسرائيلية الأردنية على ابعاد الميليشيات الإيرانية عن الجنوب السوري. وأوضحت المصادر (رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية) أن ميليشيا "حزب الله" أدخلت العشرات من عناصر الميليشيات الشيعية إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن والجمرك القديم بدرعا البلد على أنهم موظفون مدنيون للتخليص الجمركي، منوهةً إلى أن هؤلاء يتقاضون من الميليشيا اللبنانية وإيران مبالغ مالية كـ"مرتبات". وكشف المصدر لأورينت نت، أن الروس على علم بتواجد عناصر الميليشيات الإيرانية في المعبر الحدودي والجمرك القديم، وأن هناك مطالب روسية من الجانب الأردني بضرورة اللجوء لتشكيل كيان عسكري في جنوب سوريا، وخصوصاً في محافظة درعا، لمحاربة التواجد الإيراني والمليشيات الشيعية على الحدود مع الاردن جنوباً، وإسرائيل غرباً. وبحسب المصدر، فإن الطرفين (الأردني والروسي) يسعان لتشكيل جسم عسكري يرأسه قياديون سابقون في "الجيش الحر" متواجدون في الأردن حالياً لحماية الحدود، منوهةً إلى أنه تم ترشيح بعض الأسماء من هؤلاء القياديين عرف منهم (أبو سيدرا - قائد فوج المدفعية، وأبو إياد - القائد في جيش الثورة، وبراء النابلسي، وعماد أبو زريق - قيادي بجيش اليرموك) وأشار المصدر إلى أن كلاً من (أبو إياد وبراء النابلسي) تم استدعائهم اثناء تواجدهم في اليونان من قبل الجانب الأردني، حيث كانا في طريقهم إلى أوروبا. ويأتي الحديث عن تدفع الميليشيات الإيرانية وميليشيا "حزب الله" بمزيد من العناصر للسيطرة على المعبر الحدودي مع الأردن والجمارك، بالتزامن مع خطوات إيرانية لتأسيس قاعدة عسكرية لميليشياتها في اللجاة (ريف درعا الشرقي) حيث بدأت الميليشيات الموالية لإيران مؤخراً بتجريف عدد من القرى في الزاوية الشمالية الشرقية من منطقة اللجاة، قرب اوتوستراد السويداء - دمشق ومطار خلخلة، وفقاً لمصادر محلية. وأوضحت المصادر قبل أيام لأورينت نت، أن الميليشيات الطائفية بدأت بتجريف كل من قرى (الشياح وحوش حماد والعلالي والطف والظهر والشومرة) منوهةً إلى أنه سيتم تحويل هذه القرى إلى مقرات عسكرية إيرانية (قاعدة إيرانية) تابعة لغرفة عملياتها القريبة من مطار خلخلة العسكري.

سيول مرعبة تجتاح ريف دمشق

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»... شهدت منطقة بلودان في ريف دمشق الغربي، موجة من السيول الجارفة التي اجتاحت المنطقة نتيجة الأمطار الغزيرة التي غمرت المنطقة. ونقلت وسائل الإعلام السورية لقطات تتدفق فيها مياه الأمطار الغزيرة وهي تندفع وسط البيوت والسيارات. وتسببت المياه في اختناقات مرورية، وأعاقت تجمعات المياه الحركة، وعمل المواطنون على إصلاح وتنظيف بيوتهم. وهطلت أمطار إعصارية تسببت بإرباك شديد وأضرار بالغة بالمنازل والممتلكات العامة والخاصة، كما أن بداية موسم المطر في المواسم السابقة شهدت حالات مشابهة. يذكر أنه، أي في أبريل (نيسان) الماضي شهدت منطقة وادي السفيرة، سيولا جارفة أيضاً أدت إلى جرف الكثير من السيارات وإصابة شخصين وجرف امرأة في الطريق.



السابق

اخبار وتقارير...ترمب: تعليق مبيعات الأسلحة للسعوديين يضرّنا! ...ترامب يضع "المعاهدة النووية" في مهب الريح ويتهم الروس بعدم احترام الاتفاقية....موسكو تقلّص سقف التوقعات من زيارة بولتون..الأفغان يصوتون رغم الفوضى اللوجستية وتهديدات «طالبان»...خبير اقتصادي إيراني: المجاعة والتمرد في الطريق للبلاد....قادة أوروبا: عودة ملف الأمن الداخلي وتدابير إضافية لمواجهة التهديدات الإلكترونية....عشرات الآلاف يطالبون باستقلال تايوان..تظاهرة في لندن تطالب باستفتاء على «بريكزيت»...

التالي

اليمن ودول الخليج العربي....فتوى حوثية تحرم زواج النساء من أتباع «الشرعية»...الحكومة اليمنية تحض «الغذاء العالمي» على «اللا مركزية» في العمل....معارك ضارية مع الحوثيين في الحديدة.....الجبير يؤكد حرص المملكة على محاسبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي.....مسؤول سعودي: فريق التفاوض مع خاشقجي تجاوز صلاحياته...مقتل 45 من ميليشيا الحوثي في غارتين للتحالف بالحديدة...الجيش اليمني يدك مواقع الانقلابيين في الملاجم ويقترب من السيطرة عليها...

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,405,297

عدد الزوار: 6,891,018

المتواجدون الآن: 76