سوريا...في ظل المتغيرات الأخيرة في سوريا هل باتت أيام الأسد معدودة؟..نتانياهو يعزي بوتين متوعدًا طهران ودمشق..اتفاق إدلب يؤجل الخيار العسكري ولا يلغيه..روسيا وأميركا وإسرائيل وإيران وسورية ... محاولاتٌ لإشعال الحرب أم إخمادها؟...10 خطوات مهدت لصفقة إدلب وضربة اللاذقية....

تاريخ الإضافة الأربعاء 19 أيلول 2018 - 6:40 ص    عدد الزيارات 1946    القسم عربية

        


في ظل المتغيرات الأخيرة في سوريا هل باتت أيام الأسد معدودة؟..

بهية مارديني.. إيلاف من لندن: شهدت الفترة الأخيرة وبعد الاتفاق الإيراني السوري العسكري على وجه الخصوص سلسلة ضربات لمواقع إيرانية وسورية داخل سوريا، كما أسقط النظام السوري بالخطأ طائرة روسية فيها 16 عسكريًا. ورغم لوم موسكو لإسرائيل إلا أن ذلك يعكس حالة التوتر القائمة، بالتزامن مع نشر إسرائيل صورًا لمواقع في سوريا بينها القصر الجمهوري تم تفسيره على أنه تهديد مباشر للرئيس السوري بشار الأسد، مما حدا بناشطين للقول إن أيام الأسد في الحكم باتت معدودة؟

واعتبر أيمن الاسود القيادي في تيار الغد السوري في تصريح لـ "إيلاف" "أن الأمنيات والتخيلات تختلف عن السياسة ولا يمكن التكهن بذلك على أرض الواقع". ورأى أن "لكل دولة رؤيتها و حساباتها والعالم قد يبدو أنه مازال مختلفا على ذلك". وفيما اتفقت روسيا وتركيا بخصوص إدلب أمس دون أن يكون للنظام وجود في تحرير الاتفاق أو تبيان رأيه في إقامة "منطقة منزوعة السلاح" في محافظة إدلب. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتفاق مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على إقامة "منطقة منزوعة السلاح" في منطقة إدلب، بحلول الخامس عشر من الشهر القادم تكون تحت مراقبة بلديهما. وقال الرئيس الروسي في ختام لقائه نظيره التركي في منتجع سوتشي الروسي: "قررنا إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس، ابتداء من الخامس عشر من أكتوبر من هذا العام". في غضون ذلك، نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية 3 صور جوية، لمواقع التقطها القمر الصناعي الإسرائيلي "أوفك11"، في سوريا، بينها قصر الرئيس السوري بشار الأسد. وتم إطلاق "أوفك 11″، وهو أحدث الأقمار الصناعية الإسرائيلية، للفضاء في 13 من شهر سبتمبر لعام 2016. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تغريدة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" :"نعرض للمرة الأولى صورا جوية أرسلها القمر الصناعي أوفك 11". وأوضحت أنها تعرض هذه الصور، بمناسبة مرور 30 عامًا على إطلاق أول قمر صناعي إسرائيلي، الذي حمل اسم "أوفك 1″، وتم إطلاقه في شهر سبتمبر من عام 1988. ولفت موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الإسرائيلي المستقل، إلى أن الصور هي لمواقع داخل سوريا، بما فيها قصر الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرًا أن نشر هذه الصور "هو تهديد واضح للنظام". وقال الموقع: "تُظهر الصور الثلاث القصر الرئاسي السوري المعروف باسم قصر الشعب، ودبابات في قاعدة عسكرية سورية ومطار دمشق الدولي".

نتانياهو يعزي بوتين متوعدًا طهران ودمشق والدفاع الروسية تنشر خارطة للتحركات الجوية قبل إسقاط "إيل-20"

ايلاف..نصر المجالي: سارعت إسرائيل لتعزية، روسيا، بحادث سقوط الطائرة العسكرية "إيل -20"، واقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي عزّا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقتل العسكريين الروس جراء تحطم الطائرة، إرسال قائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى موسكو لتقديم معلومات تخص الحادث. وحمل نتانياهو في تعزيته لبوتين، سوريا في حادث تحطم طائرة "إيليوشين-20" المسؤولية، وأعلن المكتب الصحفي الرئيس الوزراء الإسرائيلي أن الأخير أكد لبوتين عزم إسرائيل على مواجهة التواجد الإيراني العسكري في سوريا. ودعا نتانياهو، في حديثه مع الرئيس الروسي، إلى ضرورة مواصلة التنسيق الروسي الإسرائيلي في سوريا، بغض النظر عن مقتل طاقم الطائرة الروسية "إيل-20" هناك. وقال مكتب رئيس الحكومة: "أكد نتانياهو أهمية مواصلة التنسيق في مجال الأمن بين إسرائيل وروسيا، والذي منع في السنوات الثلاث الأخيرة الكثير من الخسائر من كل الطرفين". وجاء في بيان المكتب الصحفي: "رئيس الوزراء نتنياهو أكد أن إسرائيل مصممة على الحيلولة دون تموضع الجيش الإيراني في سوريا والمحاولات الإيرانية لنقل أسلحة لحزب الله".

تحليل

وعلى صلة بذلك، قال الخبير الروسي في مجال الدفاع الجوي، أيتيتش بيجيف، إن نظام تحديد العدو والصديق في طائرة "إيل-20" التي أسقطتها الدفاعات الجوية السورية لم يعمل بسبب قرب المقاتلات الإسرائيلية. وقال الخبير لوسائل إعلام روسية: "عندما يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بمناورات خطيرة بالقرب من إيل-20 فستعتبرها وسائل الدفاع الجوي (الموجودة في المنطقة حيث كانت توجد فيها طائرتنا) التي تحدد الأهداف عدوا، وهذا يعتبر انتهاكا للحدود ولها الحق في إطلاق النار". وأشار بيجيف إلى أن بعض أنظمة الدفاع الجوي مصممة على النحو التالي: توجه الصواريخ بشكل تلقائي إلى الإشارة الأقوى. والسطح العاكس في "إيل-20" أكبر بكثير من السطح في المقاتلات الإسرائيلية، وبالتالي صاروخ "إس-200" تتبع الإشارة الأقوى واتجه نحوها".

خارطة تحرك

وعرضت وزارة الدفاع الروسية، خارطة حركة الطائرات الإسرائيلية والروسية "إيل-20" قبل إسقاطها. ويبين الرسم البياني أن الطائرات الهجومية الإسرائيلية اقتربت من مسار "إيل-20" الروسية، وبعد ذلك أطلقت الصواريخ العالية الدقة GBU-39 بمدى إطلاق يبلغ 110 كيلومترات. والدفاع الجوي السوري الذي كان يتتبع طائرة "إف-16" الإسرائيلية، في نهاية المطاف اعتقد أن الطائرة الروسية عدوا وأسقطته. وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت اليوم أن قاعدة "حميميم" الجوية الروسية في سوريا فقدت مساء يوم 17 سبتمبر، الاتصال مع طاقم الطائرة الروسية " إيل -20". وقالت وزارة الدفاع في بيان: "في السابع عشر من سبتمبر في حوالي الساعة 23.00 بتوقيت موسكو، أثناء العودة إلى القاعدة الجوية "حميميم" فوق البحر الأبيض المتوسط وعلى بعد 35 كيلومترا من السواحل السورية فقد الاتصال بطاقم الطائرة الروسية " إيل -20". وفي وقت لاحق أكدت وزارة الدفاع أن طائرة "إيل-20" الروسية أسقطت بصاروخ من منظومة "إس-200" السورية للدفاع الجوي. وفال المتحدث الرسمي باسم الوزارة الروسية أن إسرائيل لم تبلغ قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا عن عمليتها المخطط لها في منطقة اللاذقية. وقال: "إسرائيل لم تنبه قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا بشأن العملية المخطط لها. تم استلام إشعار عبر "الخط الساخن" قبل أقل من دقيقة واحدة من الهجوم، الأمر الذي لم يسمح بإبعاد الطائرة الروسية إلى منطقة آمنة".

تفاؤل بالمسار السياسي بعد اتفاق إدلب

موسكو - سامر الياس .. نيويورك، واشنطن - «الحياة»، رويترز - غداة إعلان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، اتفاقاً يجنّب محافظة إدلب (شمال غربي سورية) كارثة ويتوقع أن يمهد الطريق أمام المسار السياسي، جاء حادث إسقاط طائرة روسية مقابل السواحل السورية، ومقتل 15 عسكرياً روسياً كانوا على متنها، ليخلط الأوراق ويلقي بظلاله على العلاقات بين موسكو وتل أبيب التي سعت إلى تطويق تبعات الحادث. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة «إيل 20» للاستطلاع والتشويش الإلكتروني أثناء تحليقها ليل الإثنين- الثلثاء غرب سورية، محمِلة إسرائيل مسؤولية الحادث بسبب «استفزازاتها المعادية»، وعدم إبلاغها الجانب الروسي مسبقاً بعملية نفذتها في اللاذقية. وأعلن الكرملين أن العمليات الإسرائيلية التي تنفذها في سورية، «تعتبر خرقاً لسيادة هذا البلد»، مشدداً على أن إسرائيل في حادث الطائرة الروسية «لم تتقيد بالاتفاق حول تفادي الحوادث الخطيرة». وقال في بيان عقب اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن الأول طالب الأخير بـ «عدم السماح بوقوع حالات مشابهة». وذكر البيان أن «نتانياهو تعهد تقديم معلومات مفصلة عن الإجراءات التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي فوق سورية». وأفاد بيان لمكتب نتانياهو بأنه قدّم التعازي بمقتل العسكريين الروس، وحمّل سورية مسؤولية حادث الطائرة. وشدد على أهمية مواصلة التنسيق في المجال الأمني، ما «ساهم في تفادي خسائر كثيرة من الجانبين خلال السنوات الثلاث الأخيرة». ودخلت واشنطن على الخط، ووصف وزير خارجيتها مايك بومبيو الحادث بـ «الواقعة المؤسفة» التي تذكر بضرورة التوصل إلى حل دائم وسلمي وسياسي للصراعات الكثيرة المتداخلة في المنطقة ولخطر الأخطاء المأسوية في التقدير في الساحة السورية المزدحمة بالعمليات». لكنه أشار إلى ضرورة «إنهاء عمليات نقل إيران لأسلحة عبر سورية»، والتي وصفها بأنها «مستفزة وتشكل خطراً على المنطقة». وأجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتصالاً هاتفياً مع نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي أطلعها خلاله على تفاصيل الكارثة، كما ناقش الجانبان بالتفصيل الاتفاق الخاص بتحقيق استقرار في منطقة خفض التصعيد بإدلب السورية في مدينة سوتشي. ووسط ترحيب دولي وإقليمي بنتائج قمة سوتشي، بدأت أمس تتضح تفاصيل «اتفاق إدلب» الذي أنجزته قمة بوتين - أردوغان أول من أمس. وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات والأمن التركية والروسية سيبحثون في وضع الجماعات المتشددة في إدلب، لافتاً إلى أن موسكو وأنقرة «ستنفذان دوريات منسقة ستشارك فيها طائرات مسيرة (درون)، وسيتم فتح الطريقين الدوليين بين حلب وحماة، وحلب واللاذقية قبل نهاية العام الحالي». وقال: «وفقاً لاتفاق سوتشي، سيحافظ على حدود إدلب، والجميع سيبقى في مكانه». وذكر أن «روسيا ستتخذ تدابير لمنع دخول النظام السوري إلى إدلب، ومنع وقوع هجوم عليها». وأوضح أنه «سيتم تطهير منطقة بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً (على خط التماس بإدلب) من الأسلحة الثقيلة، فيما سيبقى المدنيون ويتم إخراج المجموعات الإرهابية فقط». وزاد أنه سيبدأ اعتباراً من 15 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، إخلاء المنطقة من الأسلحة الثقيلة من قبيل الدبابات وراجمات الصواريخ، ولكن الأسلحة الخفيفة ستبقى بأيدي بعض قوات المعارضة المعتدلة. وسيتحقق وقف النار». وأعلنت موسكو أنه تم الاتفاق على بدء العمل منذ أمس على «صوغ نظام وإنشاء هيكل جديد لضمان سلامة العمل في منطقة خفض التصعيد». وطغى اتفاق إدلب على جلسة لمجلس الأمن عقدت أمس وخُصصت لمناقشة التطورات السورية. وقال الموفد الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إن «إدلب باتت مصدر قلق بالغ لنا جميعاً... ونرحب بما أحرزته الديبلوماسية من تقدم حقيقي وحماية أكثر من 3 ملايين في إدلب، بينهم مليون طفل». وأضاف أن اتفاق إدلب «تطور مهم ونأمل بأن يُنفذ سريعاً مع احترام القانون الدولي الإنساني». وتابع: «بعد التوصل إلى اتفاق، لا يوجد سبب لعدم إحراز تقدم على المسار السياسي». وأكد أن اجتماعات «سوتشي» دعمت مفاوضات جنيف في ما يتعلق بملف صوغ الدستور، معتبراً أن الشهر المقبل «سيكون حاسماً بالنسبة إلى الأزمة». ودعا الأطراف كافة إلى «الامتناع عن أي عمليات عسكرية عقب إسقاط الطائرة الروسية في سورية». الى ذلك، رأى الناطق باسم الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة أن «الاتفاق يشجع على دعم العملية السياسية ويوفر مساحات من التوافقات الإقليمية والدولية». وأشار لـ «الحياة» إلى أن «الاتفاق يؤكد أن الحل السياسي في سورية لن يكون تحت سقف النظام».

اتفاق إدلب يؤجل الخيار العسكري ولا يلغيه

الحياة...بيروت - أ ف ب - يفسح الاتفاق الروسي- التركي حول محافظة إدلب (شمال سورية) المجال أمام مزيد من المحادثات بين الأطراف المعنية لتحديد مصير هذا المعقل الأخير للفصائل المعارضة، لكنه لا يعني استبعاد الخيار العسكري نهائياً. ويتضمن الاتفاق، إنشاء منطقة «منزوعة السلاح» في إدلب بحلول 15 الشهر المقبل، على طول خط التماس بين قوات النظام السوري والفصائل المسلحة بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً، على أن يتم «انسحاب المقاتلين المتشددين منها، بينهم جبهة النصرة» التي باتت تعرف بـ «هيئة تحرير الشام» بعد فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة. وتمتد المنطقة على طول الحدود الإدارية لإدلب مع محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب). ويرجح محللون أن تكون البنود التي تمّ الإعلان عنها في سوتشي جزءاً من مضمون الاتفاق وليس كله.
ويقول الباحث في معهد «شاتام هاوس» حايد حايد: «تفاصيل الاتفاق ليست واضحة ولا أعتقد أن هذا هو الاتفاق بالكامل. إنها فقط البداية، المرحلة الأولى»، لافتاً الى أن بقية التفاصيل قد تتضح في مرحلة لاحقة. ويرى محللون أن الاتفاق لا يعني تجنيب إدلب الخيار العسكري بالمطلق. ويقول الباحث في مركز عمران للدراسات، ومقره إسطنبول، نوار أوليفر إن «الاتفاق حل مؤقت وليس دائماً، لأن الروس لا يريدون لاتفاق آستانة أن ينهار (...) ويريدون الإبقاء على علاقة جيدة مع تركيا». وتؤكد مديرة برنامج الشرق الأوسط في «شاتام هاوس» في بيروت لينا الخطيب، أن الاتفاق «لا يضمن أن الهجوم على إدلب لم يعد مطروحاً على الطاولة مستقبلاً». وتضيف: «يجب النظر إلى الاتفاق الدولي على أنه بداية المسار فقط، لكنها ليست هذه النهاية بالنسبة إلى إدلب». ويشرح الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر أن تطبيق الاتفاق «سيكون حافلاً بالمخاطر وللطرف التركي أكثر من غيره، كونه تحمّل مسؤولية التعامل مع هيئة تحرير الشام». ويضيف «يُتوقع أن تقاوم (الهيئة) اتفاقاً ينص على حجبها جغرافياً وتفكيك خطوط دفاع المعارضة على خط التماس» مع النظام. وتسيطر «الهيئة» على الجزء الأكبر من محافظة إدلب. كما تسيطر فصائل أخرى معارضة على مناطق عدة وتتواجد قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. ويقول أوليفر في هذا السياق «الخطر الخارجي على إدلب ليس بقدر قوة الخطر الداخلي»، مؤكداً أن الأتراك «يواجهون مهمة صعبة جداً وهي كيفية السيطرة على هيئة تحرير الشام ومحاربة فصيل حراس الدين»، مجموعة متشددة مرتبطة بتنظيم القاعدة. ويشكل الاتفاق، وفق هيلر، «اختباراً مفصلياً لتركيا في سورية». ويقول «برغم صعوباته، ليس أمامها خيارات أخرى، نظراً إلى الضرر الكبير الذي سيلحق بالمصلحة التركية في حال انهارت هدنة إدلب».

روسيا وأميركا وإسرائيل وإيران وسورية ... محاولاتٌ لإشعال الحرب أم إخمادها؟

الراي...ايليا ج. مغناير .. بعد يومٍ من تدمير طائرات «أف - 16» اسرائيلية، طائرةً عسكرية إيرانية جاثمة في مطار دمشق وعلى مدرجه وقتلتْ مُساعِد قائد الطائرة، أَسْقَطَ نظام الدفاع السوري خطأً طائرةَ مراقبة روسية من طراز IL-20M. وبالتزامن مع إسقاط الطائرة الروسية، هاجمتْ الطائرات الاسرائيلية هدَفاً عسكرياً سورياً - إيرانياً حول مدينة اللاذقية الشمالية. وقد استجاب نظام الدفاع الجوي السوري مُسْقِطاً عدداً من الصواريخ وكذلك الطائرة الروسية عند استعدادِها للهبوط في مطار حميميم العسكري. وجاء هذا التطور بعد ساعات من توقيع الاتفاق بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين على وقف معركة إدلب لمنْع تدمير قوات الجيش السوري من قبل أميركا. فمَن الذي يدْفع باتجاه الحرب ولماذا تمتنع روسيا وإيران عن الردّ على العديد من الاستفزازات في سورية؟.. منذ أشهر وطبول الحرب تُسمع صداها في سورية بعدما حرر الجيش وحلفاؤه الجنوب بأكمله. وعندما توجهت القوات نحو ادلب الشمالية، وهي مدينة تحت سيطرة عشرات الآلاف من الجهاديين والمسلّحين التابعين لتركيا، هدّدت أميركا، ومعها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بقصْف سورية إذا استُخدمت القنابل الكيماوية ضد ادلب، الأمر الذي اعتبرَه الكثيرون تحضيراً لافتعال الذريعة المناسبة لتدمير القوة العسكرية السورية. وهذا هو المفتاح لأجوبة كثيرة تمنع ردات الفعل السورية - الروسية - الايرانية ضدّ اسرائيل وكذلك أحد أسباب اتفاق ادلب الجديد لوقْف الحرب موقتاً فيها. وقالت مصادر في دائرة صناع القرار، إن «روسيا كانت قلِقة في شأن نيات أميركا وأوروبا لتدمير الجيش السوري. وأميركا تسعى الى تقويض سيطرة روسيا في سورية وتريد إشعال الحرب من جديد وعدم وضْع حدّ لها. وتهدف الصفقة التركية - الروسية (التي باركتْها دمشق وتَوصّل اليها بوتين وأردوغان بعد وساطات إيرانية متعددة) الى تأجيل معركة ادلب. وعلى مثال ما تستطيع أميركا فعله، التالي: استغرق الجيشُ السوري 3 سنوات لتأهيل مطار الشعيرات، ولأميركا ثلاث دقائق لتدميره وجعْله خارج الخدمة لثلاث سنوات أخرى. وأي ضربة أميركية للجيش السوري ستصفعه وتعطي حافزاً أكبر لـ 60000 الى 70000 من الجهاديين والمعارضة للاندفاع خارج إدلب ونحو حلب وغيرها فتتوسع الحرب». وباركتْ دمشق أجواء التهدئة وإعطاء المزيد من الوقت لأنقرة، إما لنزع سلاح الجهاديين او مهاجمتهم او دمْج العديد منهم مع وكلائها. وتستفيد الحكومة السورية من هذه الصفقة اذ تصرّ على سحب كل الأسلحة الثقيلة التي ستصادرها تركيا كما هو منصوص عليه في الاتفاق، والتي تقلّل الى حد كبير القدرة العسكرية للجهاديين والمعارضة. وما لم يُعلَن عنه في الاتفاق ان بوتين واردوغان اتفقا على ان تضْمن تركيا ألا تحصل في ادلب اي مسرحيةِ هجومٍ كيماوي، وذلك لمنْعِ هجومٍ أميركي - أوروبي على سورية. وتتوالى الأحداث في سورية، اذ يوم الأحد أطلقت اسرائيل صواريخها باتجاه طائرة شحن إيرانية جاثمة على مدرج مطار دمشق. ولم تُوجَّه الصواريخ ضد الطائرة نفسها بل وقعت بالقرب منها ما أدى الى اشتعالها بالكامل وإصابة مميتة لمساعِد الطيار. وهذا يُعتبر هجوماً غير مسبوق من اسرائيل، وهو الأول من نوعه ضد هدف مماثل في مطار دمشق منذ سنوات الحرب السبع في سورية. ووفق صانعي القرار في سورية، فقد طلب الاسرائيليون من روسيا «منْع تَدفُّق الأسلحة من ايران الى حزب الله وسورية». وقد اجابت موسكو على تل ابيب - بحسب المصادر - ان «روسيا غير راغبة بالتدخل في هذا الصراع وانها ليست مستعدة لمراقبة تَدفُّق السلاح الى سورية من إيران وحلفائها». وعندما طلبت إيران أن تتوقّف إسرائيل عن قصْف مواقعها و«حزب الله»، أجابت روسيا - وفق المصادر - بأنها غير معنية بهذا الصراع. لكن الأمور تغيرت بعد زيارة وزير الدفاع الإيراني لسورية واعداً بتسليحها بأحدث التقنيات بما فيها صواريخ مضادة للطائرات (امتنعت روسيا عن تزويد سورية بصواريخ الـS-300) والتي تشكل خطراً على الخروق الإسرائيلية. وهذا ما دفع إسرائيل بخطوة الى الأمام عبر ضرْب طائرات إيرانية جاثمة في مطار دمشق، وأي مصنع سوري يطوّر صواريخه بمساعدة طهران. ووفقاً للمصادر عيْنها، فان «إيران سلمت سورية وحلفاءها ما يكفي من الصواريخ والتكنولوجيا بحيث لا تستطيع الطائرات الاسرائيلية تدمير قدرات سورية وحزب الله»، مؤكدة انه «حتى لو خسرت إيران 15 طائرة شحن، فان ذلك لن يمنعها من تزويد سورية وحزب الله بما يحتاجون اليه». وبعد ساعاتٍ قليلة من صفقة ادلب الروسية - التركية، أَطلقتْ اسرائيل النار على منشأةٍ عسكريّةٍ سورية تعمل على تطوير القدرات السورية. وأصابت 4 صواريخ اسرائيلية الهدف وتم اعتراض صواريخ أخرى، وأصاب صاروخٌ سوري الطائرةَ الروسية اثناء مناورتها للهبوط على بعد 27 كليومتراً من بانياس حيث تمّ العثور على الحطام. لقد دفعتْ روسيا ثمناً باهظاً لعدم رغبتها في فرْض نفسها كقوة عظمى في سورية وفشلها في منْع أي قوة خارجية، أميركية أو أوروبية أو اسرائيلية، من قصْف حلفائها في مسرح عملياتِ تحت سيطرة وتواجد قوات روسية. وهذا ما لم تفعله اميركا التي هاجمت وقتلت أكثر من مئة جندي سوري في جبال الثردة أيام حكم اوباما وقتلت المئات حول دير الزور والبادية بعدما اقتربوا من مناطق نفوذ اميركية. وكذلك قصفتْ اسرائيل أهدافاً سورية وأطلقت صواريخها فوق رؤوس روسيا كما فعلتْ أميركا قبلها عندما أطلقت صواريخ «توماهوك» ضدّ مطار الشعيرات. ومن المتوقَّع ان يفرض إسقاط الطائرة الروسية على اسرائيل تنسيقاً تاماً مع روسيا - إذا قبِلت موسكو - والموافقة على كل هجماتها قبل ساعات من أي ضربة على أهداف في سورية، وهذا سيعطي دمشق وحلفاءها وقتاً كافياً لنصب الصواريخ المضادة والحدّ من الأضرار. لقد دفعت روسيا ثمناً ولكن اسرائيل فقدت موقعها المميّز. وقد لا يتوقّف القصف الاسرائيلي على أهداف داخل سورية لأن اسرائيل تتمسك بـ «الدفاع عن أمنها القومي» لتبرير أي عمل عدائي، لكن الايام المقبلة ستشهد هدوءاً ستستغله إيران وحلفاؤها لإعادة وتمكين القدرات العسكرية. لم توقف إيران وروسيا معركة ادلب لتتجنّب الحرب وتعلق في حرب ثانية إذا ردّت على الاعتداءات الاسرائيلية. ولن تعطي طهران وموسكو اي ذريعة لأميركا واوروبا واسرائيل للبدء بحرب جديدة حتى ولو ظهر هؤلاء ضعفاء أمام العالم.

إدلب تنجو من المعركة... ومظلّة روسية – تركية لحمايتها

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين».. بعد أسابيع من الترقّب، ثبت اليوم (الثلاثاء) أن معركة إدلب لن تحصل، وأن قوات نظام بشار الأسد المدعومة من إيران وروسيا لن تبسط سيطرتها على كل أنحاء سوريا. فقد توصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس (الاثنين) الى اتفاق مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان على إقامة "منطقة منزوعة السلاح" في إدلب تحت سيطرة روسية تركية. ومنذ أن أعلن النظام السوري، بدعم من الجيش الروسي، نيتها استعادة هذه المنطقة، لم تتوقف تركيا عن التحذير من وقوع كارثة إنسانية إذا تقرر شن هجوم واسع النطاق عليها. وبعد عشرة أيام من فشل قمة طهران بين الرؤساء الروسي والتركي والايراني، عقد رئيسا الدولتين الرئيسيتين في النزاع السوري جلسة محادثات مغلقة استمرت أربع ساعات الاثنين في منتجع سوتشي على البحر الأسود. وأعلن بعدها الرئيس الروسي الاتفاق مع إردوغان على إقامة "منطقة منزوعة السلاح" في منطقة ادلب، بحلول 15 أكتوبر (تشرين الاول). وقال بوتين في مؤتمر صحافي: "قررنا إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس، ابتداء من 15 أكتوبر من هذا العام". وأضاف أن "وحدات من الجيش التركي والشرطة العسكرية الروسية ستسيطر" على هذه المنطقة المنزوعة السلاح. وأكد ضرورة إخلاء هذه المنطقة من السلاح الثقيل التابع "لكل فصائل المعارضة" بحلول 10 أكتوبر. وأبدى إردوغان، من جهته، اقتناعه "بأننا بهذا الاتفاق تجنبنا حصول أزمة إنسانية كبيرة في إدلب". وأضاف أن "روسيا ستتخذ الخطوات اللازمة لضمان عدم حصول أي هجوم على منطقة خفض التصعيد في ادلب". وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الاتفاق بين بوتين وإردوغان سيمنع الهجوم على آخر معقل للفصائل المعارضة في سوريا. وفي أنقرة، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم أن تركيا سترسل تعزيزات إلى إدلب للقيام بدوريات مشتركة مع قوات روسية. وأوضح أن طريقي "إم 4" و"إم 5" السريعين اللذين يربطان الشرق بالغرب والشمال بالجنوب عبر منطقة إدلب، ومدينة حلب بساحل البحر المتوسط سيكونان مفتوحين أمام حركة المرور بنهاية العام. وكشف أوغلو أن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات والأمن التركية والروسية سيبحثون في وضع الجماعات المتشددة في إدلب.
طهران
وأشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم بنتائج اللقاء الروسي التركي في سوتشي واصفا ما حصل بـ "الدبلوماسية المسؤولة". وقال ظريف في تغريدة على "تويتر" إن "الدبلوماسية المكثفة والمسؤولة التي حصلت خلال الأسابيع الأخيرة (...) تنجح في تجنيب إدلب الحرب، مع التزام حازم بمحاربة الإرهاب المتطرف". وأضاف أن "الدبلوماسية مجدية"، مشيرا الى زيارتيه لأنقرة ودمشق وإلى القمة الروسية التركية الإيرانية في طهران قبل أيام والتي ظهرت فيها الى العلن خلافات بين موسكو وأنقرة.
دمشق
بدوره، رحّب النظام السوري اليوم بالاتفاق الروسي التركي. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن "الجمهورية العربية السورية ترحب بالاتفاق حول محافظة إدلب". وأضاف أن دمشق "تؤكد أن هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين". وأوضح المصدر نفسه أن "اتفاق إدلب هو اتفاق مؤطر زمنيا بتواقيت محددة، وهو جزء من الاتفاقيات السابقة حول مناطق خفض التصعيد التي نتجت عن مسار أستانا"، وتشمل محافظة إدلب ومناطق محاذية لها في محافظات حماة واللاذقية وحلب. وأكد أن دمشق ترحب "بأي مبادرة تحقن دماء السوريين"، وتؤكد "أنها ماضية في حربها ضد الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية سواء بالعمليات العسكرية أو بالمصالحات المحلية".
المعارضة
في غضون ذلك، رحّب مسؤولان في المعارضة السورية باتفاق روسيا وتركيا وقالا إنه جنّب المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة هجوماً دموياً. وقال مصطفى السراج المسؤول في "الجيش السوري الحر" لوكالة "رويترز" إن "اتفاق إدلب يضمن حماية المدنيين من الاستهداف المباشر ويدفن أحلام الأسد بإعادة إنتاج نفسه وفرض كامل سيطرته" على سوريا. وأضاف السراج أن هذه المنطقة ستظل في يد "الجيش السوري الحر" مما سيؤدي إلى "إجبار النظام وداعميه على البدء بعملية سياسية جدية تفضي إلى انتقال سياسي حقيقي وإنهاء حكم الأسد". وقال المتحدث باسم لجنة المفاوضات السورية المعارضة يحيى العريضي إن الاتفاق أوقف الهجوم ووصف هذا التطور بأنه انتصار لإرادة الحياة على إرادة الموت. وأضاف أن شن هجوم أصبح "عمليا مستبعدا" على الأقل لفترة من الوقت ليست بالصغيرة، معبرا عن أمله أن يدوم هذا الأمر.
بروكسل
في ردود الفعل على الاتفاق، طالبت المفوضية الأوروبية اليوم بـ "حماية للأرواح والبنى التحتية المدنية". وقالت المتحدثة باسم المفوضية مايا كوسياسيتش في بروكسل: "نأمل أن يضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس بحسب بعض المعلومات بين الرئيسيين الروسي والتركي، حماية الأرواح والبنى التحتية المدنية ووصول المساعدات الإنسانية بشكل دائم ودون عوائق". ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي حذر مرارا من شنّ هجوم على إدلب من شأنه التسبب بـ "كارثة إنسانية جديدة".

10 خطوات مهدت لصفقة إدلب وضربة اللاذقية

الشرق الاوسط...لندن: إبراهيم حميدي.. الطريق إلى «خريطة الطريق» بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان حول مستقبل إدلب، تضمن الكثير من تبادل الحشد العسكري والتهديدات الدبلوماسية والحملات الإعلامية بين موسكو وحلفائها من جهة وواشنطن وحلفائها من جهة ثانية. لذلك، لم يكن مفاجئاً أن تعقب الصفقة خطوات عسكرية تصعيدية: ضربات إسرائيلية على مواقع إيرانية قرب قاعدة روسية ردت عليها مضادات سورية وأصابت طائرة روسية.
هنا أهم عشر خطوات سبقت الوصول إلى صفقة سوتشي وضربة اللاذقية:
1 - في 12 الشهر الجاري، جمدت القوات الروسية غاراتها على ريف إدلب وأمرت قوات الحكومة السورية بتجميد خطة التقدم البري لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة التي كانت تتضمن السيطرة على مناطق شمال حماة وغرب حلب وجسر الشغور شرق اللاذقية. في المقابل، اتجه تركيز دمشق وموسكو إلى محاربة «داعش» شرق السويداء وقرب قاعدة التنف الأميركية في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية.
2 - جاء هذا بعد فشل القمة الروسية - التركية - الإيرانية في طهران في 7 من الشهر الحالي في التوصل إلى خطة لحل معضلة إدلب بين اقتراح أنقرة خيار التسوية و«الفصل» بين المتطرفين والمعتدلين ورغبة موسكو باعتماد الخيار العسكري ورفض اقتراح أنقرة لوقف النار في شمال سوريا.
3 - أبلغ البيت الأبيض الكرملين بأن إدارة الرئيس دونالد ترمب مستعدة لـ«المحاسبة» على أي عمل عسكري تقوم به دمشق في إدلب وليس فقط ردا على استخدام الكيماوي.
كما أبلغ المبعوث الأميركي الجديد جيمس جيفري خلال جولته في المنطقة بين 1 و4 الشهر الجاري الجانب التركي بأن واشنطن تدعم أنقرة بالوصول إلى حل وترتيبات في شمال سوريا وعدم اعتماد الحل العسكري ومنع حصول «كارثة إنسانية» هناك بسبب وجود حوالي ثلاثة ملايين شخص نصفهم من النازحين. وتضمن الموقف الأميركي تحميل موسكو مسؤولية حصول «الكارثة» المحتملة الناجمة عن العمل العسكري.
4. بالتوازي مع إرسال دمشق تعزيزات عسكرية إلى ريف إدلب، ضاعف إردوغان عدد الجنود الأتراك ونوعية السلاح الثقيل في الشمال السوري. وجرى الحديث عن وجود 23 ألف جندي. وهناك من تحدث عن 30 ألفا من فصائل المعارضة والوحدات التركية الخاصة. كما أفيد بتسليم أنقرة السلاح النوعي بينه مضادات جوية وعربات إلى فصائل المعارضة التي تشكلت في نهاية يوليو (تموز) الماضي. وأعلن مسؤولون أتراك أن إدلب «جزء من الأمن القومي التركي».
5 - تحركات مدنية وسياسية في إدلب تضمنت مظاهرات بأكثر من 100 نقطة، فيها لافتات وشعارات رافضة لعودة النظام إلى الشمال ورافضة لـ«جبهة النصرة»، إضافة إلى إرسال جمعيات مدنية رسائل إلى الأمم المتحدة تركز على الجانب المدني في الشمال.
6 - توتر عسكري أميركي - روسي، إذ إن الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية إيرل براون قال في 9 سبتمبر (أيلول) إن الروس أبلغوا الأميركيين في مذكرة خطية عبر قناة «منع الصدام» عزمهم الدخول إلى قاعدة التنف، لكنه قال إن واشنطن لا تريد التصعيد مع موسكو أو دمشق لكنها «لن تتردد في استخدام القوة الضرورية والمتناسبة للدفاع عن القوات الأميركية أو قوات التحالف وفصائل حليفة، كما أثبتنا بوضوح في الحالات السابقة»، في إشارة إلى قصف واشنطن عناصر موالية لدمشق.
7 - تزامن هذا التصريح مع تسريب القيادة المركزية فيديو عن تدريبات لقوات التحالف وأميركا في التنف. كما أفيد بوصول معدات عسكرية إلى القوات الأميركية و«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية الحليفة لواشنطن. وجرى بين موسكو وواشنطن تبادل الاتهامات حول «سيناريو كيماوي» في إدلب يمهد لضربات لمواقع الحكومة من البحر المتوسط.
8 - أطلع رئيس هيئة الأركان الأميركية جوزيف دانفورد الرئيس دونالد ترمب على خطط العمليات في سوريا. وقال في طريقه إلى الهند في 8 سبتمبر: «ينبغي ألا ينظروا إلى التنف كهدف سهل». ردت موسكو على ذلك في اليوم التالي، عندما قال الجنرال فلاديمير سافتشينكو من المركز الروسي للمصالحة في 9 سبتمبر إن طائرتين أميركيتين من طراز «F - 15» استخدمتا الفوسفور في قصف دير الزور، الأمر الذي نفته واشنطن.
9 - حشدت واشنطن بالتواصل مع لندن وباريس وبرلين للاستعداد عسكريا للرد على استعمال الكيماوي في إدلب. كما تم حشد قطع بحرية أميركية وبريطانية وفرنسية في البحر المتوسط مقابل السواحل السورية. وقيل أن الضربة المقبلة ستكون «أقوى وأعنف» مما حصل في أبريل (نيسان) عامي 2017 على الشعيرات وسط سوريا و2018 قرب دمشق ووسط سوريا.
10 - بالتوازي مع الحملة العسكرية، قادت واشنطن حملة دبلوماسية في مجلس الأمن بالدعوة إلى اجتماعات مخصصة لملف إدلب تضمن تحذيرات من المندوبة الأميركية نيكي هيلي وتحذيرها برد عسكري، تواصل مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو مع الكرملين والخارجية الروسية لـ«ردع» دمشق من الهجوم على إدلب. كما أن المبعوث الأميركي جيفري أبلغ المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنيف في 14 الشهر، بتمسك واشنطن برفض الوجود الإيراني في سوريا وتأكيده أن القوات الأميركية باقية شرق نهر الفرات وفي قاعدة التنف.
في ظهر يوم 17 سبتمبر، توصل بوتين وإردوغان في سوتشي إلى خريطة طريق لحل معضلة إدلب، تضمنت عناصر رئيسية بينها: إقامة منطقة عازلة بين قوات الحكومة وفصائل المعارضة بعرض بين 15 و20 كيلومترا، على أن تشكل المنطقة قبل منتصف الشهر المقبل وتنتشر الشرطة الروسية بخطوط التماس مع قوات الحكومة والجيش التركي من جهة المعارضة، إضافة إلى نزع السلاح الثقيل من هذه المنطقة مع بقاء المدنيين. وتضمنت خريطة الطريق إعادة فتح طريقي حمص - حلب واللاذقية - حلب بحماية الجيشين الروسي والتركي، وأيضا محاربة الإرهابيين وإعطاءهم المجال للانسحاب إلى مناطق أخرى، إضافة إلى عودة رمزية للدولة السورية قبل منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ومساء 17 سبتمبر، شنت طائرات إسرائيلية غارات على مواقع عسكرية سورية غرب سوريا وقرب قاعدة حميميم الروسية. أعلنت موسكو عن إسقاط طائرة استطلاع روسية ومقتل 14 شخصا كانوا فيها فوق البحر المتوسط. وقالت لاحقا إن مضادات سورية مسؤولة عن إسقاط الطائرة الروسية، لكنها انتقدت «استفزازات» إسرائيل التي أبلغت الجانب الروسي قبل دقيقة فقط من بدء الغارات.
أمام كل ذلك، ترددت أنباء عن غضب في دمشق أول بسبب توصل بوتين وإردوغان إلى تسوية في شأن إدلب وغضب ثان بعد الغارات الإسرائيلية على غرب سوريا وغضب ثالث بعد إصابة طائرة روسية.



السابق

اخبار وتقارير..أفغانستان: عشرات القتلى من القوات الحكومية في ثلاثة أقاليم...وزير الدفاع الأميركي في مقدونيا لتطويق «التأثير» الروسي على الاستفتاء..برلين قلقة على معارض روسي لاحتمال تعرضه لتسميم..تحذير أميركي من سيطرة تنظيمات إرهابية على دول أفريقية..الأمن الألماني يضاعف ميزانية مكافحة الإرهاب..ترامب يفرض رسوما على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار...

التالي

اليمن ودول الخليج العربي..غريفيث يغادر صنعاء ويتحدث عن «تقدم» بشأن استئناف المشاورات..نذر «ثورة جياع» في صنعاء وسط استنفار الميليشيات..خسائر في صفوف الحوثيين بجنوب الحديدة..التحالف يطلق «عمليات نوعية» لتحرير الحديدة ...السعودية تتبنى خططًا طموحة لتعزيز التحول الرقمي..السعودية تدعو للتكاتف الدولي لمواجهة "الإرهاب" الإيراني ...سلطان بن سحيم: النظام القطري سجل نفسه بقائمة العار....

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,328,600

عدد الزوار: 6,886,562

المتواجدون الآن: 82