إسرائيـل تضـع شـروطاً جديـدة للتهدئـة ... وفتـح المعابـر

تاريخ الإضافة الإثنين 9 شباط 2009 - 1:58 م    عدد الزيارات 5145    القسم عربية

        


تسارعت وتيرة المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، في مسعى مصري للتوصل إلى اتفاق تهدئة عشية الانتخابات الإسرائيلية، حيث من المتوقع أن يسلم وفد الحركة، اليوم، رده على المقترحات المصرية المعدلة لوقف إطلاق النار، في وقت تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنباء عن قرب التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين، رغم أنّ المسؤولين في حماس والدولة العبرية تعاملوا مع هذه المعلومات بحذر. وكان لافتاً في اليومين الماضيين، قرار حماس رفع مستوى وفدها إلى محادثات القاهرة ليضم في صفوفه القيادي النافذ في الحركة محمود الزهار، الذي غادر والوفد المرافق العاصمة المصرية، بعد محادثات مكثفة مع مدير المخابرات عمر سليمان، متوجهاً إلى دمشق للتشاور مع قيادة الحركة هناك، على أن يعود اليوم إلى القاهرة لتسليم الرد، بحسب ما أوضح المتحدث باسم حماس فوزي برهوم.
وقال برهوم إنه «إذا تلقينا إجابات مقنعة عن أسئلتنا، تضمن وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر بضمانات نستطيع أن نتكلم عن اتفاق تهدئة خلال الأيام المقبلة». وأشار برهوم إلى أنّ «تسريع صفقة التبادل بين الجندي (الإسرائيلي جلعاد) شاليت متوقف على مدى استجابة الاحتلال الإسرائيلي للجهود المبذولة في إطلاق سراحه في مقابل الأسرى الفلسطينيين»، مشدداً على أن «لا ربط بين ملفي التهدئة وشاليت. لكل ملف ثمن». وأوضح أنّ «شروط الفصائل التي تأسر الجندي سلمت عبر مصر للاحتلال ولم تتغير».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إنّ المفاوضين تمكنوا من انجاز نسبة 90 في المئة من الجهد المطلوب لتحقيق التهدئة، مشيراً إلى أنّ القاهرة «تأمل في التوصل إلى تفاهمات شفهية حول تهدئة لمدة عام ونصف العام» إضافة إلى فتح المعابر جزئيا خلال الأيام القليلة المقبلة.
وحول ما تردد عن أنّ اسرائيل تريد استثناء 26 سلعة من دخول القطاع، أوضح زكي أنه «بصرف النظر عن عدد السلع، فإنّ الإسرائيليين قالوا انه لا ينبغي أن يتوقع الفلسطينيون فتحا كاملا للمعابر إلا بعد إنهاء موضوع جلعاد شاليت»، مؤكداً أنّ مصر مارست «ضغوطا قوية على اسرائيل من اجل موضوع المعابر». وتابع أنّ إعادة فتح معبر رفح مرتبطة «بعودة الطرف صاحب الأهلية القانونية» للإشراف عليه أي السلطة الفلسطينية.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن مصر تقدمت باقتراح جديد للتهدئة، ينص على أن توقف إسرائيل اعتداءاتها في القطاع وتوقف حماس إطلاق الصواريخ، لفترة تصل إلى 18 شهرا. وفي المرحلة الثانية، توافق إسرائيل على مبادلة الأسرى الفلسطينيين بشاليت، على أن يتزامن ذلك مع زيادة في كمية السلع التي تدخل القطاع عبر المعابر. وأشارت المصادر إلى أنّ من بين النقاط العالقة إصرار إسرائيل على حظر دخول مواد معينة بسبب إمكان استخدامها في صنع صواريخ وتحصينات ومتفجرات.
يأتي ذلك، في وقت أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنّ الجانبين اقتربا من التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «ثمة تقدما حصل في المفاوضات لإعادة شاليت، ويسود تفاؤل في إسرائيل بأن توافق حماس على التنازل وتليين موقفها»، فيما أشارت صحيفة «هآرتس» الى أنه منذ نهاية الأسبوع الماضي «ثمة مبرر لتفاؤل معين، فقد نشأت الآن فرصة حقيقية، ليس لاتفاق تهدئة متواصلة في قطاع غزة وحسب، وإنما، بحسب مصادر عدة مقربة من المفاوضات، لتحرير شاليت أيضا». وبحسب الصحيفة فإنّ إسرائيل أبلغت حماس بواسطة مصر انها ستوافق على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أدينوا بتنفيذ والتخطيط لعمليات قُتل فيها إسرائيليين، وتصفهم بأن «أيديهم ملطخة بالدماء».

ونقلت صحيفة »معاريف« عن مصادر إسرائيلية وفلسطينية أنه تمت بلورة اتفاق تهدئة بين إسرائيل وقيادة حماس في قطاع غزة حول الوضع في غزة وقضية شاليت، لكنها أوضحت أن كل ذلك، مرهون بمصادقة رئيس المكتب السياسي في حماس خالد مشعل.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قلل من فرص التوصل إلى اتفاق قريب مع حماس بشأن شاليت، معتبراً أنّ »ما نشر حول هذا الموضوع مبالغ فيه كثيرا ومضر«.
أما وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فقال »لست متأكدا من أنه سيتم تحرير شاليت قبيل الانتخابات (الإسرائيلية العامة غداً) لكني آمل أن يتم تحريره قبل انتهاء ولاية الحكومة الحالية« في بداية آذار المقبل. وأضاف »يجري بذل جهود عليا لإنهاء هذه القضية«، مشيراً إلى أن »شاليت حي ويتنفس وحالته الصحية جيدة«، ما يوحي بأنّ إسرائيل حصلت مؤخرا على معلومات حول حالته. غير أنّ عـــضو المكتب السياسي في حماس محمد نزال أكد أنه »ليس هناك جــديد بالنسبة لعملية تبادل الأسرى«، مشـــيراً إلى أنّ الحركة معنية بتحـــرير الأسرى إلا أنهـــا في الوقت ذاته غـــير معنية بجدولة مواقـــفها تبعا للانتخابات الإسرائيلية.
أمّا رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل فقال، خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم، إنّ »هناك جهودا تبذل (في قضية شاليت)، لكن حتى الآن ما زال الموضوع معلقا، لأننا حددنا بعض المعايير للإفراج عنه وهى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لكن إسرائيل تماطل في هذا الموضوع«.
منظمة التحرير
من جهة ثانية، اعتبر مشعل أنّ إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية »أمر أساسى الآن وهو حق فلسطيني، وقد تم الاتفاق عليه في القاهرة عام ٢٠٠٥«، مشدداً على أنه »لم يقل بتغييرها، بل إصلاحها كي تستوعب الجميع، فنحن لا ندعو إلى بديل بل إلى أن تحترم قرارتنا وخياراتنا«. وأضاف »نحن مع الحوار الفلسطيني، وجاهزون له، ولكن على أصوله الصحيحة والوطنية، وعلى قاعدة الجهاد و استعادة الحقوق المسلوبة«.
وكان محمود الزهار، أكد في مقابلة مع قناة »الجزيرة«، وفي أول ظهور له منذ انتهاء الحرب على غزة، أنّ حــــماس تريد »الحفاظ على منـــظمة التحرير بهياكلها وليس ببرنامجها الـــذي شطب منه ٢٨ بنــدا«، في إشارة إلى البنود التي ألغيت من ميـــثاق المنظمة بعد توقيـــع اتفاقات أوسلو العام ١٩٩٣.
وأضـــاف أنّ أمام حماس »ثلاثة خـــيارات استراتيجية. لقد أخذنا الشــرعية الجهادية وأخــــذنا الشرعية الدستورية، ونريد أن نأخـــذ الشرعية الـــعربية والدوليـــة من خلال الانتـــخابات وان ندخل منظمة التحرير«.
وأضاف » إذا كنا أقلية (في المنظمة) نحترم، وإذا كنا غالبية فيجب عليهم أن يحترمونا، ولذلك نحن مع الحفاظ على منظمة التحرير وهيكلها وليس برنامجها«.
إلى ذلك، أعرب رئيس الوفد الفلسطيني إلى المفاوضات أحمد قريع عن ترحيبه بانضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى منظمة التحرير من دون اشتراطات، داعياً إلى عقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني يتم خلالها انتخاب لجنة تنفيذية جديدة للمنظمة ومجلس مركزي جديد علي طريق إصلاح المؤسسات.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إنه وضع حكومته رهنا لأي قرار قد يتخذه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإنهاء حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني، معتبراً أن »حالة الانقسام الحالية تسبب تراجعا في القضية الفلسطينية، لذلك لا بد من إنهاء هذه الحالة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية«، لكنه حذر من خطورة المس بمنظمة التحرير الفلسطينية، معتبراً أنه »لا يحق لأي شخص كان أن ينتقص من منظمة التحرير أو يشكك في تمثيلها للشعب الفلسطيني، فالمنظمة هي هويتنا ووطننا المعنوي وليست ملكا لأحد ولا نســمح لأحد بأن يستهدف طمس أو تهميش الهوية الوطنية«.
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ صاروخين سقطا أمس على المناطق المحاذية للقطاع ما أحدث أضراراً ببعض السيارات من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وذكر متحدث عسكري إسرائيلي أنّ صاروخاً انفجر في مزرعة تعاونية قرب مستوطنة سديروت، فيما سقط الصاروخ الثاني خارج مدينة عسقلان.
(أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، أ ش أ)


المصدر: جريدة السفير- العدد 11217

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,768,354

عدد الزوار: 6,914,019

المتواجدون الآن: 101