مصر وإفريقيا..المصريون «بالطوابير» في اليوم الأول من انتخابات الرئاسة....فرز الأصوات غداً والنتيجة 2 أبريل...إقبال في معاقل «الإخوان» ... وسلفيون في الصدارة...رئيس وزراء مالي يدعو إلى مصالحة وطنية....سلامة في مؤتمر المصالحة الوطنية: ليبيا ليست كعكة للتقاسم ... ويجب أن تتوحد...أويحيى يدافع عن «إنجازات بوتفليقة» ...الاتحاد التونسي للشغل يُصرّ على استقالة حكومة الشاهد...البشير يفاوض حلفاءه لتغيير وزراء....

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 آذار 2018 - 5:56 ص    عدد الزيارات 2576    القسم عربية

        


المصريون «بالطوابير» في اليوم الأول من انتخابات الرئاسة وأجواء احتفالية وأغانٍ وزغاريد حول لجان الاقتراع... وسط إجراءات أمنية مشددة

القاهرة - «الراي» ... إسماعيل: لن يرهب أي شيء الشعب المصري لا عمليات إرهابية ولا غيرها .. موسى: لا توجد مشكلات وأدعو الجماهير للمشاركة بقوة... أنا سعيد ومتفائل

في عرس ديموقراطي كبير عمّت أجواؤه جميع المحافظات المصرية، توجه المصريون بكثافة، أمس، إلى لجان الاقتراع للاختيار بين الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي ومنافسه الوحيد رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى. وشهدت الأجواء الانتخابية في الشوارع والميادين على مستوى المحافظات، احتفالات بالأعلام والأغاني الوطنية عبر مكبرات الصوت، وخصوصا في محيط اللجان، فيما كان الإقبال أعلى في المناطقة الريفية عنه في المدن، وسط توقعات بزيادتها في المدن اليوم وغداً، حيث تغلق المقار الانتخابية عند الساعة التاسعة مساء. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في التاسعة صباحاً بتوقيت القاهرة للانتخابات التي تجري على مدى ثلاثة أيام لإتاحة أكبر فرصة ممكنة لنحو 60 مليون ناخب من إجمالي 100 مليون مصري. وفيما وقف المصريون في طوابير طويلة أمام غالبية اللجان للتصويت، وخصوصاً كبار السن والنساء وذوي الاحتياجات، كان السيسي بين أول المقترعين حيث أظهره التلفزيون الرسمي يدلي بصوته في مدرسة بحي مصر الجديدة وسط إجراءات أمنية مشددة. وذكرت الرئاسة أن السيسي، يتابع بعد أن أدلى بصوته، سير العملية الانتخابية من مقر حملته الانتخابية بالتجمع الخامس شرق القاهرة، بحضور أعضاء الحملة والمنسق العام لها السفير محمود كارم. كما أدلى رئيس الوزراء شريف إسماعيل بصوته في الحي ذاته، قائلاً في تصريحات صحافية «لن يرهب أي شيء الشعب المصري، لا عمليات إرهابية ولا غيرها وإن شاء الله ستكون النسب (المشاركة) مرتفعة». وأضاف أن» الفترة الصعبة مرت، وأن الاقتصاد المصري يتحسن والمؤشرات تتحسن... ومصر متقدمة ومن نجاح إلى نجاح». أما المرشح المنافس موسى موسى، فصوت في مدرسة عابدين الثانوية وسط القاهرة بعد الظهر، وقال قبيل الاقتراع «لا يوجد أي مشكلات، وأدعو الجماهير للمشاركة بقوة خلال الثلاثة أيام»، مضيفاً «أنا سعيد ومتفائل ومقتنع أن اليوم يوم الفوز لي». وكان لافتاً مشاركة كبار المسؤولين في توقيت مبكر بالإدلاء بأصواتهم، في مقدمهم رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب علي عبد العال وشيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، وعدد كبير من الوزراء والشخصيات العامة والفنانين. ووجه غالبية المسؤولين في تصريحات متلفزة دعوات للمصريين بالمشاركة في الانتخابات، معتبرين إياها «واجبا وطنيا»، ومتحدثين عن مشاركة كبيرة من كافة الأعمار. وشهدت جميع اللجان على مستوى المحافظات انتشاراً واسعاً للجيش والشرطة لا سيما حول المنشآت الحيوية والمقار الانتخابية التي أقيمت في المدارس لتأمين عملية الاقتراع خصوصاً بعد الانفجار الذي استهدف الجمعة الماضي موكب مدير أمن الإسكندرية اللواء مصطفى النمر، وأسفر عن مقتل عنصري شرطة. ومع انطلاق الاقتراع، قال الناطق باسم الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار محمود الشريف إن أسماء مليون و510 آلاف مواطن حذفت من قاعدة بيانات الناخبين بعد التدقيق، وهو عدد يفوق المرات السابقة، إذ يشمل الوفيات أو ممنوعين من التصويت بمانع قانوني. ولفت إلى انتظام العمل في جميع لجان شمال سيناء على مستوى مراكز ومدن وقرى المحافظة البالغ عددها 11 لجنة عامة، و49 مركزاً انتخابياً تضم 61 لجنة فرعية على مستوى المحافظة. وأوضح أن غرفة العمليات المشكلة بداخل الهيئة، تلقت ما يفيد انتظام العمل بلجان الاقتراع كافة في الانتخابات الرئاسية على مستوى المحافظات في مواعيدها. وأشار إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات لم تتلق أي شكاوى حتى عصر أمس، تتعلق بسير الانتخابات الرئاسية سواء من القضاة المشرفين على العملية الانتخابية أو من الناخبين، مضيفاً أن محافظات «القاهرة والإسكندرية والجيزة والقليوبية» كانت الأعلى تصويتاً.

فرز الأصوات غداً والنتيجة 2 أبريل

القاهرة ـ «الراي» .. أعلن نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر المستشار محمود حلمي الشريف، أمس، أن فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية سيكون غداً في نهاية اليوم الثالث للاقتراع باللجان الفرعية. وقال إن عملية الفرز ستتم بحضور وكلاء المرشحين وممثلي منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، وسيتم إعلان النتائج النهائية في الثاني من أبريل المقبل. وأشار إلى أن الهيئة تلقت استفسارات عدة من المواطنين عن غلق بعض اللجان أو عدم وجود سيدة باللجنة، مؤكداً أنه تم الرد عليها فوراً من خلال غرفة العمليات الخاصة بالانتخابات. من جهته، قال مدير المركز الصحافي المصري، التابع للهيئة العامة للاستعلامات محمد إمام، إن 680 مراسلاً عربياً وأجنبياً منهم 540 مقيماً و140 زائرا تم اعتمادهم من الهيئة الوطنية للانتخابات، لمتابعة سير الاقتراع من داخل اللجان وخارجها. وأضاف لـ «الراي»، أن الهيئة شكلت غرفة عمليات عالمية في مقر نادي المراسلين بشارع طلعت حرب وسط القاهرة، لتقديم التسهيلات الإعلامية للصحافيين العرب والأجانب المقيمين والزائرين.

تخصيص هواتف لمساعدة غير القادرين على الحركة

القاهرة - «الراي» ... مع انطلاق أول أيام اقتراع المصريين في انتخابات الرئاسة، أمس، خصصت وزارة الداخلية أرقاماً هاتفية للتواصل مع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وغير القادرين على الحركة لاصطحابهم من محال إقامتهم للإدلاء بأصواتهم في اللجان. كما خصصت الإدارة العامة للانتخابات في وزارة الداخلية، أرقام هواتف لتلقي استفسارات الناخبين عن عناوين المراكز الانتخابية التابعين لها ومسمياتها الجديدة أو أي مشكلات تعوق إدلائهم بأصواتهم على مدار الـ24 ساعة في الاقتراع الذي يستمر اليوم وغداً الأربعاء.

الإقبال على انتخابات الرئاسة المصرية يُرسخ كسب الحُكم رهان المشاركة

الحياة...القاهرة – محمد صلاح .. رسخ اليوم الأول من اقتراع المصريين في الداخل في انتخابات الرئاسة أمس، كسب الحُكم رهان المشاركة في مواجهة قوى دعت إلى مقاطعة الانتخابات، بعدما أظهر إقبال المصريين في الخارج على الاقتراع الأسبوع الماضي اتجاهاً شعبياً لتجاهل تلك الدعوات. ووفق الهيئة الوطنية العليا المُشرفة على الانتخابات، كان الإقبال على لجان الاقتراع أمس «كثيفاً»، كما أكدت منظمات أهلية محلية تُتابع الانتخابات أن المشاركة «شهدت إقبالاً عالياً»، خصوصاً مع انتهاء ساعات العمل الرسمية في المؤسسات الحكومية .. وكانت جماعة «الإخوان المسلمين» المُصنفة إرهابية، كثفت دعايتها ضد الاقتراع، مطالبة بمقاطعته، ومستغلة غياب التنافسية فيه، باعتبار أن النتائج محسومة سلفاً لمصلحة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يخوض الانتخابات في مواجهة رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى. لكن مشهد اصطفاف المصريين في طوابير أمام مراكز الاقتراع أمس في أول أيام الانتخابات التي تُختتم غداً، وحتى في معاقل «الإخوان» التقليدية في محافظات الفيوم وبني سويف وجنوب الجيزة والبحيرة (شمال مصر) ومناطق نفوذ السلفيين في الإسكندرية ومرسى مطروح، أكد أن نهج الجماعة ودعواتها لم تعد تلقى أي صدى في المجتمع المصري. وعلى رغم تهديدات تنظيم «داعش» باستهداف مقرات الاقتراع، شهد معقل التنظيم الرئيس في مصر -شمال سيناء- إقبالاً لافتاً من الناخبين. وانطلقت مسيرات في القاهرة شارك فيها شباب لحض المواطنين على المشاركة في الاقتراع، ولوحظ تصدر السيدات في شكل لافت المشهد الانتخابي في أول أيامه، وسط أجواء احتفالية. وشهدت لجان الوافدين في المدن الجديدة إقبالاً كثيفاً من العمال، ولم تُسجل طوال ساعات الاقتراع خروق واسعة من شأنها التأثير في نتائج الانتخابات أو سير الاقتراع. وتمثل أبرز الانتهاكات في تأخر فتح أبواب عدد من اللجان، في مناطق نائية. وقال رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل، في مؤتمر صحافي من غرفة عمليات مجلس الوزراء، إن الانتخابات «تسير بكل شفافية ونزاهة»، لافتاً إلى أن أجواء في شمال سيناء جيدة. وقال الناطق باسم الهيئة الوطنية العليا للانتخابات المستشار محمود الشريف في مؤتمر صحافي، إن الإقبال عموماً في اليوم الأول «كثيف»، لافتاً إلى أن المحافظات الأعلى تصويتاً هي: القاهرة، الإسكندرية، الجيزة، والقليوبية، وكانت الكثافة في شمال سيناء واضحة وذات مؤشر ودلالة. ويجري الاقتراع في نحو 11 ألف مركز انتخابي، تضم أكثر من 13700 لجنة فرعية تنضوي في 367 لجنة عامة. ويحق لأكثر من 59 مليوناً الإدلاء بأصواتهم. وجاءت الانتخابات وسط إجراءات أمنية مُشددة في محيط اللجان، حيث فُرض طوق أمني. وجال مديرو الأمن وقادة عسكريون على لجان الاقتراع الذي يُشرف عليه أكثر من 18 ألف قاضٍ.

إقبال في معاقل «الإخوان» ... وسلفيون في الصدارة

القاهرة – «الحياة» .. التف عدد من ضباط الجيش والشرطة المكلفين تأمين إحدى اللجان الانتخابية في منطقة «أيبس» في محافظة الإسكندرية (شمال مصر) حول باب اللجنة، عندما لاحظوا اقتراب مجموعة كبيرة من أصحاب اللحى والجلاليب القصيرة يتبعهم عدد من المنتقبات، من باب اللجنة. القوات دققت في تفتيش المواطنين الذين يظهر من مظهرهم الانتماء للتيار الديني وخصوصاً السلفي، تحسباً لأي مخالفات، لكنها فوجئت بأن القادمين اصطفوا في هدوء أما اللجنة كي يدلوا بأصواتهم. هكذا تقدم السلفيون صفوف الناخبين في محافظتي الإسكندرية والبحيرة اللتين تعدان معقلاً رئيساً لتيار «الدعوة السلفية». وامتدت صفوف الجلاليب البيضاء القصيرة والعباءات السوداء في العديد من اللجان غرب وشرق الإسكندرية، فى مناطق قرى أبيس والمنتزه والعامرية وسيدي بشر والتي شهدت إقبالاً مميزاً من السلفيين من الساعات الأولى إلى جوار الشباب والسيدات. وقام وفد من حزب «النور» السلفي بالاقتراع في مركز في منطقة بحري في الإسكندرية. ولم تقتصر تأثيرات الجماعات الدينية على الانتخابات عند ذلك المشهد، بل امتدت لتأثيرات عكسية لدعوات أطلقتها جماعة «الإخوان المسلمين»، المصنفة إرهابية، لمقاطعة الانتخابات، إذ شهدت معاقل الجماعة تدفقاً ملحوظاً من الناخبين، كما في محافظات الفيوم والبحيرة والشرقية. وكانت وزارة الداخلية استبقت بدء الاقتراع في الانتخابات الرئاسية أمس بالإعلان عن مقتل 6 من عناصر الجماعة في البحيرة، تورطوا في محاولة اغتيال مدير أمن محافظة الإسكندرية اللواء مصطفى النمر خلال مرور موكبه وسط الإسكندرية قبل أيام. وفي محافظة البحيرة، التي تعد أبرز معقل لحركة «حسم» الذراع العسكرية للإخوان، شهدت مراكز الاقتراع إقبالاً ملحوظ خصوصاً في الساعات الأولى من اليوم. وفي الشرقية التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، اصطف المئات من الناخبين مع فتح مقارات الاقتراع.

طوابير الناخبين في شمال سيناء تتحدى «داعش»

شمال سيناء (مصر) – «الحياة» .. حمل تحدي سكان مدن شمال سيناء، تهديدات تنظيم «داعش» باستهداف مقرات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، وإقبالهم اللافت أمس، رسائل عدة. إذ عكس امتداد طوابير المقترعين أمتاراً عدة مع فتح المراكز الانتخابية في المحافظة التي تعد المعقل الرئيس لـ «داعش»، حالاً من الرضا والدعم لجهود الدولة في مواجهة الإرهاب تمهيداً لتنميتها. وتضم الكتلة التصويتية لشمال سيناء 250 ألف مواطن موزعين على 49 مركزاً انتخابياً. وأعلن وزير التنمية المحلية اللواء أبوبكر الجندي أن حوالى 4 آلاف ناخب أدلوا بأصواتهم مع الساعات الأولى في مدينتي بئر العبد والعريش. ولوحظ إقبال السيدات وكبار السن، وسط تطويق أمني لمحيط اللجان، وغلق الطرق المؤدية إلى بعضها لمنع تسلل عناصر إرهابية. كما جهزت السلطات المحلية حافلات لنقل الناخبين من المناطق النائية، وشوهد تمركز لسيارات الإسعاف في محيط اللجان، التي انتشر أمامها متطوعون لمساعدة الناخبين. في وقت انتشرت قوات من الجيش والشرطة داخل اللجان وفي محيطها لتأمين الاقتراع. وهذا الاقتراع هو الأول الذي يجرى في المحافظة بعد استخراج بطاقات الهوية لغالبية أهالي المنطقة، إذ كانت نسبة من قاطني مناطق صحراوية نائية لا يمتلكون هويات، ما حرمهم من الإدلاء بأصواتهم في اقتراعات مختلفة. وكانت وزارة الداخلية أوفدت لجاناً خاصة لاستخراج هويات، ترافقت مع انطلاق العملية العسكرية. وأكد الناطق باسم الهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار محمود الشريف، أن الاقتراع في مدن شمال سيناء يجرى على نحو طبيعي من دون أية عوائق تذكر.

رئيس وزراء مالي يدعو إلى مصالحة وطنية

الراي...أ ف ب .. دعا رئيس وزراء مالي سوميلو بوبيي مايغا أمس الاثنين الى المصالحة والطنية والتعبئة ضد الإرهابيين، وذلك في اليوم الأخير من جولة له في وسط وشمال مالي التي شهدت في الآونة الأخيرة أعمال عنف عرقية. وخلال جولته التي بدأها في 22 مارس، أجرى مايغا زيارة لمنطقة كيدال في شمال شرق البلاد، هي الأولى منذ نحو أربع سنوات في معقل مجموعات التمرد السابقة التي يشكل الطوارق أكثرية عناصرها. وفي مدينة جني التي شكلت آخر محطة له، زار مايغا موقع جسر دمره إرهابيون في مارس. وقال رئيس الوزراء «لدينا خطة لتأمين مواقعنا الحساسة. لن يكون هناك جنود فقط، بل أجهزة أخرى أيضا. الكلمة الأخيرة لن تكون للإرهابيين». وتابع مايغا قبل عودته إلى باماكو أنه «مقتنع» بأن الفريق الموجود في السلطة «سيواصل قيادة هذا البلد»، في حين أن من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في 29 يوليو.

سلامة في مؤتمر المصالحة الوطنية: ليبيا ليست كعكة للتقاسم ... ويجب أن تتوحد

طرابلس – «الحياة» ... أعلن مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا، غسان سلامة، أن المصالحة الوطنية «توجب التصالح مع فكرة الدولة، والتوقف عن النظر إليها على أنها كعكة يريد الجميع الإفادة منها». وأضاف في كلمة ألقاها خلال مؤتمر «متغيرات المصالحة المحلية والوطنية في ليبيا» الذي استضافته تونس: «كل يوم يمر على انقسام المؤسسات في ليبيا هو يوم ظالم في حق الشعب، ويكلف الاستقلال والاستقرار لذا يجب أن يزول، لأن ليبيا يجب أن تكون موحدة». وأشار إلى أن «الصلح من أرقى أنواع الصراع لأنه يستلزم التنازل وقبول الآخر، والمصالحة الوطنية تتطلب صبراً ورغبة حقيقية في العيش المشترك». وشدد المبعوث الأممي على أهمية «استعادة الهوية الليبية الجامعة والبحث عما يجمع الشعب، إضافة إلى وضع ميثاق اجتماعي جديد يضم كل طبقات الشعب وفئاته، ولا يستهدف الطبقة السياسية فقط. من صفات الدولة التي يجب أن نتصالح معها هي أن تنظر بمنظار واحد من المساواة بين كل أبناء الشعب الليبي». واعتبر سلامة أن «تعويض الأضرار من الأمور المهمة في المصالحات، خصوصاً لعائلات الضحايا، لكن ذلك لا يكفي وحده لأن النازحين يحتاجون إلى الشعور بأمان أثناء عودتهم إلى منازلهم، ويجب أن يحصل تفاهم في شأن التعايش مع الآخر، وتوفير الخدمات والبنية التحتية». وفي كلمته أمام المؤتمر ذاته، دعا وزير الدولة لشؤون المهاجرين والنازحين في حكومة الوفاق الوطني الليبية، يوسف أبو بكر جلالة، الى نشر التسامح وتعزيز المصالحة لتعزيز السلام والوئام في ليبيا، ووقف الاقتتال الداخلي والانقسامات، «لأننا نحتاج إلى العمل معاً من أجل الوحدة فالجميع معنيون بالمصالحة بلا استثناء لأن المرحلة لم تعد تتحمل مزيداً من الأحقاد والضغائن، وحكومة الوفاق عازمة على طي صفحة النازحين في الداخل والمهجرين في الخارج». ووصف جلالة ملفات النازحين في الداخل والمهجرين في الداخل بأنها «من الأكثر تعقيداً بعدما أحدثت شرخاً كبيراً في النسيج الاجتماعي الليبي، ويد الوطن ممدودة للجميع بعيداً من لغة الظالم والمظلوم من أجل العفو على من أخطأ والعمل وفق القانون في كل القضايا كي نبني وطناً يكاد أن يضيع». في غضون ذلك، شددت قبائل مدينة الزنتان، في بيان أصدرته حول الصلح مع مدينة مصراتة، على ضرورة اجراء حوار ومصالحة وطنية للحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، وإنقاذها من شبح التقسيم. وأورد البيان الذي أعقب زيارة أجراها وفد من مدينة مصراتة للزنتان مطلع ضمن اتفاق مصالحة شاملة: «سيُنجز الصلح مع أبناء مصراتة الشرفاء والوطنيين من أجل ليبيا، ولن يُعقد إلا بشروط عادلة وبرعاية أطراف فاعلة ونزيهة، كما لن يحصل مع قادة ميليشيات ومجرمين وقتلة تلوثت أيديهم بدماء أبناء الزنتان ظلماً وعدواناً». وأضاف: «نرفض الصلح من أجل تشكيل أحلاف جديدة حتى لا يستقر الوطن من أجل مناصب ورتب زائفة ونهب أموال الليبيين». وشهدت العلاقة بين مدينتي الزنتان ومصراتة، وهما القوتان العسكريتان الأكبر في غرب ليبيا، توتراً متصاعداً منذ صيف 2014، واندلعت مواجهات مسلحة خلال عملية فجر ليبيا بين قوات محسوبة على المدينتين. وفي مؤتمر صحافي عقده بالمركز الإعلامي لرئاسة وزراء حكومة الوفاق، أعلن محمد السلاك، الناطق باسم رئيس المجلس الرئاسي، أن اللجنة المعنية بعودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم تواصل أعمالها، وقررت في اجتماعها الأخير تفعيل بنود اتفاق العودة في أسرع وقت، ومعالجة الملفات العالقة خصوصاً الملف الصحي وملف المفقودين، وتهيئة الأوضاع الأمنية للعودة. وكشف أن السراج رحب بـ «الإشارات الايجابية» التي أبدتها غالبية الأطراف لحل الأزمة، وطالب أهل العقل والحكمة ببذل مزيد من الجهد لتذليل الصعوبات والعراقيل التي تؤخر عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم وبيوتهم. وفي شأن الوضع الأمني في الجنوب، صرح السلاك بأن «اللجنة الوزارية المكلفة معالجة الوضع في الجنوب توجهت إلى مدينة سبها نهاية الأسبوع الماضي، واجتمعت مع الأطراف المعنية بالأزمة، لمناقشة وقف إطلاق النار ومعالجة الأوضاع الإنسانية.» وأوضح أن السراج طالب اللجنة بوضع خطة عمل قصيرة المدى لتوفير الخدمات المطلوبة لمنطقة الجنوب ومعالجة الأوضاع الإنسانية فيها. على صعيد آخر، رحبت السفارة الفرنسية في ليبيا بعقد محادثات في القاهرة لبحث إعادة توحيد القوات المسلحة الليبية. وأفادت في بيان: «عملية إعادة توحيد الجيش تحت السلطة المدنية تتماشى مع توصيات الإعلان المشترك لمؤتمر لاسيل سان كلو، ونعتبر محادثات القاهرة تكملة مفيدة للوساطة التي ينفذها مبعوث الأمم المتحدة سلامة لتحقيق المصالحة في ليبيا، والتي ندعمها». وتابعت: «تحتاج ليبيا أكثر من أي وقت إلى جيش موحد وشامل يمثل البلد كله من أجل مكافحة الإرهاب والتهريب وضمان أمن حدوده».

ليبيا: حفتر يرفض إطاحة عقيلة... ونواب يتحدثون عن رشاوى لـ«شراء الولاء»

السراج ينفي عرضاً لـ«تقاسم السلطة»... ومعلومات تؤكد أن عضواً في المجلس الرئاسي نقل الاقتراح إلى قائد الجيش

رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج مجتمعاً في طرابلس أمس مع لجنة متابعة الأوضاع في جنوب ليبيا (موقع حكومة الوفاق الليبية)

الشرق الاوسط....القاهرة: خالد محمود... فيما تصاعدت ردود الفعل حول رفض المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، لصفقة سرية طرحها عليه، عبر وسطاء ومبعوث شخصي، فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، لاقتسام السلطة، كشفت مصادر ليبية مطلعة عن أن المشير حفتر رفض أيضاً، في الآونة الأخيرة، مخططاً للإطاحة برئيس مجلس النواب عقيلة صالح من منصبه، ونقل مقر المجلس الحالي في مدينة طبرق في أقصى الشرق إلى بنغازي كبرى مدن شرق البلاد.
وبينما استقبل المشير حفتر، أمس، سفير المملكة المتحدة لدى ليبيا فرانك بيكر وبحث معه المستجدات لا سيما ما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» تعليقاً على اجتماع حفتر غير المعلن مع مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين أميركيين مؤخراً في الأردن، إن الولايات المتحدة تتحدث مع نطاق واسع من القادة الليبيين السياسيين والأمنيين من أجل دفع العملية السياسية قدماً وإعادة الاستقرار وذلك يشمل حفتر. وأضاف المسؤول الذي طلب الاكتفاء بتعريفه على أنه مصدر دبلوماسي أميركي: «نحن ملتزمون تماماً بالعمل مع فائز السراج رئيس الوزراء في حكومة الوفاق الوطني والمبعوث الأممي الخاص غسان سلامة». من جهتها، قالت مصادر ليبية واسعة الاطلاع إن المشير حفتر التقى قبل نحو شهر في اجتماع غير رسمي بمقر إقامته الملحق بمكتبه في الرجمة، خارج بنغازي، بمجموعة من أعضاء مجلس النواب المحسوبين على السراج في غرب ليبيا، الذين نقلوا إليه مقترحاً بإقالة رئيس البرلمان عقيلة صالح من منصبه. وأضافت: «الفكرة الرئيسية كانت أن يتم الاتفاق على نقل مقر البرلمان من طبرق إلى بنغازي وعقد اجتماع لأعضائه يتم خلاله انتخاب شخصية أخرى لرئاسته، بخلاف رئيسه الحالي عقيلة صالح، الذي يرفض تمرير حكومة السراج أو منحها الشرعية تحت قبة البرلمان المعترف به دولياً». وأوضحت أن حفتر أبلغ النواب رفضه للمشروع، ونقلت عنه في المقابل قوله إن «رئيس البرلمان شخصية وطنية لا تقبل في التفريط بثوابت الوطن، كما أنه أحد أهم الداعمين للجيش الوطني، ولا نسمح بالمساس به». وقالت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، إن فكرة الإطاحة برئيس البرلمان لا تقتصر فقط على السراج، بل يبدو أنها تشمل أيضاً غسان سلامة الذي كان قد أبلغ أعضاء في البرلمان التقاهم خلال زيارته الأخيرة إلى بنغازي، أن المجتمع الدولي، وتحديداً الاتحاد الأوروبي، لن يقبل باستمرار الشخصيات المدرجة على قائمة عقوباته. وبحسب المصادر، فقد تجنب سلامة الإشارة إلى الأسماء المقصودة، لكن العقوبات التي مددها الاتحاد الأوروبي لستة أشهر إضافية، اعتباراً من يوم الجمعة الماضي، وسبق إعلانها في مارس (آذار) عام 2016. تشمل أيضاً رئيس مجلس النواب الليبي بالإضافة إلى نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق، والمنتهية ولايته، ورئيس حكومته غير المعترف بها دولياً في طرابلس خليفة الغويل. وتحدث أكثر من عضو في البرلمان الليبي من بينهم طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، عن تعرضهم لمحاولات لشراء ولائهم من السراج، مقابل الإطاحة بعقيلة صالح من منصبه كرئيس للبرلمان أو التصويت لصالح تمرير حكومته في حال الاتفاق على عقد جلسة للتصويت لمنحها الثقة. وكشف الميهوب النقاب لـ«الشرق الأوسط» عن أن آخر محاولة لاستمالته جرت قبل نحو عشرة أيام. وأضاف: «أبلغت الوسطاء أن الخلاف مع السراج ليس شخصياً، وسنتعاطى معه فقط في حال وجود ضمانات للمؤسسة العسكرية وعدم العبث بها، لن يفلح السراج في تمرير حكومته». وتابع: «محاولات الإغراء كانت لجميع النواب بمن فيهم محدثكم، ولقناعتنا بمشروعنا القومي في محاربة الإرهاب، فإن الرد كان قاسيا». وقال: «زملاؤنا النواب منهم من ذهب باتجاه السراج لقناعته بالاتفاق ومنهم من بقي معارضاً حتى الآن». وأكد أن أي مشروع لن يفلح إذا كان قائماً على «توزيع المناصب وشراء الذمم». وقال عضو آخر في البرلمان طلب عدم تعريفه: «مع الأسف هناك مجموعة قبلت منحها مناصب حكومية أو التعيين كسفراء في الخارج، وبعضهم حصل على رشاوى مالية، مقابل دعم السراج». وقال مصدر مطلع لـ«لشرق الأوسط» إن المبعوث الذي نقل إلى المشير حفتر عرض السراج لاقتسام السلطة هو فتحي المجبري عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وأحد نواب السراج، والذي تراجع عن مقاطعته اجتماعات المجلس الرئاسي. وأوضح أن المجبري التقى حفتر في مقر إقامته بالرجمة ونقل إليه رسالة شفوية تتضمن إعادة تشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة جديدة تحظى بموافقة حفتر، لكن المشير رفض العرض. وظهر المجبري إلى جانب حفتر في صورة فوتوغرافية آنذاك، لكنه لم يكشف نقله أي عرض، مكتفياً بالإشارة إلى أنه ناقش مع حفتر الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد. كما اعتبر أحد مستشاريه في تصريحات لوسائل إعلام محلية «أن الأوضاع السائدة غير قابلة للاستمرار، وأنه ينبغي العمل على إعادة الاستقرار للبلاد وتوحيد مؤسساتها بما يمكن من القضاء على الإرهاب واستعادة هيبة الدولة». في المقابل، أكد فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني من العاصمة طرابلس، ترحيبه بأي مبادرات من شأنها حلحلة الأزمة الليبية، قبل أن ينفي المعلومات عن تقديمه أي عرض لأي طرف، بحسب ما أعلن أمس محمد السلاك الناطق الرسمي باسمه في بيان مقتضب عبر «تويتر». وأكد السلاك لاحقاً هذا النفي في مؤتمر صحافي عقده بطرابلس وقال فيه إن «هذا الأمر غير صحيح، وننفيه». وكان المبعوث الأممي سلامة أعلن أنه ناقش لدى اجتماعه أول من أمس مع رئيس البرلمان عقيلة صالح ضرورة الإسراع بإصلاح الهيئة التنفيذية (الحكومة) في ليبيا وإجراء انتخابات عامة قبل نهاية العام الحالي. وقال سلامة، في مؤتمر صحافي عقده بطبرق، إن «هناك إجماعاً دولياً بهذا الخصوص، لتشكيل حكومة واحدة وتوحيد المؤسسات السيادية، تمكن الليبيين من العيش، في أقرب فرصة ممكنة، في ظل دستور مقبول من الأطراف كافة». وسئل عن عقد جولة ثالثة وأخيرة لتعديل اتفاق الصخيرات، فأجاب: «سأقوم شخصياً بمحاولة أخيرة لجمع الأطراف السياسية لعقد جولة تعديل الاتفاق».

أويحيى يدافع عن «إنجازات بوتفليقة»  وأنباء عن تغيير تشكيلة حكومته ... ورحيله

الحياة....الجزائر - عاطف قدادرة .. دافع رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى «بشراسة كبيرة» عما سماه «إنجازات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة» في القطاعين الاقتصادي والاجتماعي، وسط إشاعات متزايدة عن تغيير مفترض في حكومته، ونشر وسائل إعلام أسماء حوالى 15 وزيراً جديداً وزعمها أن وزير العدل الطيب لوح سيعين رئيساً للوزراء. وأبلغ مصدر حزبي من الموالاة «الحياة» أمس، بأن «التغيير الحكومي قد يحصل لكنه لن يمس غالباً رئيس الوزراء أويحيى». وقال أويحيى، في افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول الاقتصاد الجديد لبلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط، التي نظمتها وزارة المال بالتعاون مع البنك العالمي وصندوق النقد العربي: «تفتخر الجزائر بتوجه 11 مليون من أبنائها، أي أكثر من ربع عدد السكان، كل صباح إلى المدارس أو الجامعات أو مراكز التأهيل المهني». واوضح رئيس الوزراء ان «سياسة التربية العامة والتأهيل ترصد لها نحو 10 ملايين دولار سنوياً من موازنة الدولة. وضمن باقي احتاجات الشبان يحتل رهان التشغيل مكانة جوهرية. وقد استطاعت بلادنا خفض معدل البطالة من نسبة 30 في المئة عام 2000 إلى أقل من 12 في المئة حالياً، بفضل إنعاش الاقتصاد المتنوع وبرامج دعم التشغيل». وذكر أويحيى أن برنامج دعم إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لمصلحة الشباب نجح منذ إطلاقه عام 2010 في إنشاء 500 ألف مؤسسة جديدة في كل المجالات، واستحدث نحو 1.2 مليون وظيفة. على صعيد آخر، أثار تكريم صورة الرئيس بوتفليقة في حفلة نظمتها نقابة المحامين جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجت بتعليقات ساخرة وأخرى متحسرة. واعتبر معلقون أن الصورة الموضوعة في إطار خشبي والتي يظهر فيها بوتفليقة بزي المحاماة «إساءة للرئيس والبلاد»، و «أقرب إلى رسم كاريكاتوري يلخص وضع البلاد». وقال رئيس نقابة المحامين إن «تكريم الرئيس بوتفليقة هو عرفان منا للجهود التي ما انفك يبذلها من أجل ترقية مهنتنا، خصوصاً ضمن مسار إصلاح منظومة العدالة». لكن معلقين كتبوا أن «التكريم ليس إلا تسويقاً لسيناريو الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة، والذي بدأت تتضح مؤشراته». وهذا التكريم هو الثاني لصورة بوتفليقة خلال احتفال رسمي، علماً أن الأول كان للوحة زيتية له خلال أعمال اللقاء الوطني التوجيهي لرؤساء البلديات والولايات في كانون الثاني (يناير) الماضي، في حين يغيب بوتفليقة منذ فترة طويلة عن مراسم الاحتفالات التي تحصل برعايته، ويكلف وزراء بقراءة خطاباته نيابة عنه.

الجزائر: مساعٍ للإطاحة بأمين عام حزب بوتفليقة

الجزائر: «الشرق الأوسط»... أعلن قياديون بارزون في «جبهة التحرير الوطني» الجزائرية عزمهم متابعة الأمين العام للحزب جمال ولد عباس أمام القضاء الإداري، بشبهة «انتحال صفة»، في إشارة إلى أنه وصل إلى القيادة عام 2015، من دون المرور عبر صندوق الانتخاب. وقالت مجموعة من أعضاء «اللجنة المركزية» بالحزب، لصحافيين أمس، إن نحو 100 من رفاقهم سيوقعون على عريضة مرفوقة بشكوى سيودعونها، الشهر المقبل، بالمحكمة الإدارية في العاصمة. وستتضمن الشكوى، بحسب ما قالوا، «تعسّف السيد ولد عباس بإحالة البعض منا على هيئة التأديب بالحزب، بينما لا يملك الصفة التي يدعيها لأنه لم يأت إلى القيادة بالانتخاب». واستقال الأمين العام السابق عمّار سعداني لـ«دواعٍ صحية». وأعلن يوم استقالته أنه اختار ولد عباس خليفة له، وصفّق عدد كبير من القياديين لهذا القرار، بينما القانون الأساسي للحزب يقول إن الأمين العام الجديد يتم اختياره بفتح الترشيحات لأعضاء «اللجنة المركزية»، على أن يقول الصندوق كلمته الأخيرة. ورئاسة الجمهورية هي من اختارت ولد عباس أميناً عاماً، لأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو رئيس «جبهة التحرير»، وهذا منذ مؤتمرها التاسع الذي عقد عام 2005. ويقود مجموعة الغاضبين عبد الوهاب بن زعيم عضو «مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الثانية)، الذي طلبه ولد عباس ليقف أمام «لجنة الانضباط» يوم 1 أبريل (نيسان) المقبل، بذريعة أنه «تدخل في صلاحيات رئيس الجمهورية». ويتعلق الأمر بتصريحات له ضد وزيرة التعليم عندما فصلت مئات الأساتذة المضربين، وطالب بإقالتها. أما «حالات التأديب» الأخرى، فمرتبطة في معظمها بمواقف عبَّر عنها أصحابها، وكانت «لا تتماشى مع خط الحزب»، بحسب تعبير ولد عباس (84 سنة) الذي يلح دائماً على «شرعيته» على رأس الأمانة العامة للحزب. وصرّح بن زعيم بأنه لن يقف بين يدي أعضاء «هيئة التأديب»، التي قال إن أعضاءها «غير منتخبين من طرف اللجنة المركزية»، على عكس ما تنص عليه قوانين الحزب. وقال ولد عباس لـ«الشرق الأوسط»: «أستمد شرعيتي من شرعية رئيس الجمهورية، الذي هو رئيس الحزب. من لم يفهم هذا الأمر ليس بوسعي أن أفعل له شيئاً». وأوضح بأنه باقٍ في مكانه «لن يزحزحني منه أحد». وفي غالب الأحيان تتحاشى الرئاسة التدخل في شؤون حزب الأغلبية، عندما تحتدم به الصراعات. غير أن مسألة استمرار الأمين العام أو رحيله، تفصل فيها هي وحدها. وكل الأشخاص الذين ترأسوا البلاد، منذ الاستقلال، خرجوا من صفوف «جبهة التحرير»، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين. وحاول قياديون بالحزب تنحية سعداني عن طريق القضاء الإداري، للأسباب نفسها، أي أنه وصل إلى القيادة بـ«غير الطرق الديمقراطية»، بحسبهم. لكن القضاء لم يحكم لصالحهم. يشار إلى أن وزير العدل الطيَب لوح، نفسه، قيادي كبير في «جبهة التحرير». ويتردد أنه يطمح إلى خلافة ولد عباس وينتظر ضوءاً أخضر من بوتفليقة لتحقيق هذا الهدف. ويتحاشى ولد عباس تنظيم دورة لـ«اللجنة المركزية»، خوفاً من وقوع فوضى واضطرابات. وهذا الاجتماع هو في الغالب فرصة لتصفية الحسابات بين «الخصوم الجبهويين»، وفيه تمت الإطاحة بعبد العزيز بلخادم كأمين عام للحزب مطلع 2014، علماً بأنه كان متهماً بـ«تسيير الحزب بيد من حديد». ومن المؤكد أن ولد عباس استوعب «درس بلخادم»، فهو لا يريد أن يمنح الفرصة لخصومه للضغط عليه وتنحيته، ولهذا السبب لم يستدع طوال عام 2017 «اللجنة المركزية» للالتئام، بينما نصوص الحزب تقول إنه ينبغي أن تجتمع مرتين في السنة لبحث قضايا الحزب الداخلية.

الاتحاد التونسي للشغل يُصرّ على استقالة حكومة الشاهد

الحياة...تونس – محمد ياسين الجلاصي ... في توسع لدائرة المطالبين باستقالة حكومة رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد والتي تضم حتى أحزاباً مشاركة في الائتلاف الحاكم، دعا الأمين العام لـ «الاتحاد العام للشغل» نور الدين الطبوبي الى رحيل حكومة رئيس الوزراء يوسف الشاهد بحجة انها فشلت في تحقيق نتائج اقتصادية واجتماعية جيدة، في وقت استمر الانقسام في مجلس النواب في شأن تمديد عمل هيئة الحقيقة والكرامة المكلفة ملف تحقيق العدالة الانتقالية. وهدد الطبوبي بخوض معركة اجتماعية مع الحكومة، خصوصاً في ما يتعلق بقرارات أحادية اتخذتها مرتبطة بإصلاحات ستنفذها»، وقال: «اختار الشاهد المعركة، وقدرنا أن نكون في قلب الأحداث، نعمل ليلاً نهاراً للتصدي لمشروعه الخطير جداً». وكان الشاهد صرح الأسبوع الماضي بأن «الإصلاحات الاقتصادية الكبرى يجب أن تمضي قدماً وبوتيرة سريعة في ما يتعلق ببيع المؤسسات العامة»، مشدداً على أنه سيمضي في هذه الإصلاحات حتى لو كلفه ذلك منصبه على رأس الحكومة. ولا تزال حركة «النهضة» الإسلامية، اكبر حزب في البرلمان، متمسكة بالشاهد، في حين يصر حزب «نداء تونس» الحاكم و «اتحاد الشغل» على تغييره في أقرب وقت.

تونس: «انتهاكات» حقوق الإنسان تخلّف شرخاً في علاقة «النداء» بـ«النهضة»

الشرق الاوسط...تونس: المنجي السعيداني.. اشترط حزب «النداء»، الذي يتزعم الائتلاف الحاكم الحالي في تونس، استقالة الحقوقية سهام بن سدرين رئيسة «هيئة الحقيقة والكرامة»، المكلفة بملف العدالة الانتقالية بعد ثورة 2011، لقبول تمديد عمل الهيئة لمدة سنة إضافية، وهو ما أضفى جرعة إضافية على الخلافات التي عرفتها الجلسة البرلمانية الثانية المخصصة لهذا الملف. وتقف حركة «النهضة» على طرف نقيض مع موقف حزب «النداء»، فهي تدعم مقترح التمديد لـ«هيئة الحقيقة والكرامة» حتى تواصل مسار العدالة الانتقالية. وتتطلب عملية التمديد لهذه الهيئة التي تنظر في ملف انتهاكات حقوق الإنسان في تونس من 1955 إلى نهاية 2013، موافقة 109 أصوات من إجمالي 217 مقعداً برلمانياً، وهو عدد من الصعب تحصيله نتيجة تشتت الأصوات وإحجام «نداء تونس» عن التصويت لفائدة التمديد. ولا يحظى مقترح التمديد لـ«هيئة الحقيقة الكرامة» إلا بدعم «حركة النهضة» التي تمثّل 68 نائباً، و12 نائباً لـ«الكتلة الديمقراطية» في البرلمان، و15 نائباً يمثلون تحالف «الجبهة الشعبية» اليساري، وهو ما يعطي مقترح التمديد 95 صوتاً. وهذا العدد غير كاف لضمان الأغلبية المطلقة المطلوبة. وخلال الجلسة البرلمانية التي انعقدت أمس، دافعت سهام بن سدرين رئيسة «هيئة الحقيقة والكرامة» عن قرار التمديد، وقالت إن الهيئة لم تتمكن من استكمال مسار العدالة الانتقالية لأنها تعرّضت لعراقيل عدة، من بينها عدم تطبيق القانون وامتناع جزء كبير من مؤسسات الدّولة عن السماح لها بأحقية النفاذ إلى ملفات لدى القطب القضائي المالي والمحكمة الدّستورية، بالإضافة إلى «التعاطي السلبي» من قبل الهيئة المسؤولة عن أملاك الدّولة مع ملف «استرجاع الأموال المنهوبة»، بحسب رأيها. كما كشفت بن سدرين عن مراسلتها مراراً البرلمان التونسي للإعلان عن مجموعة العراقيل التي تتعرض لها الهيئة، قصد مساءلة وزارات الداخلية والدفاع وأملاك الدولة والشؤون العقارية عن الأسباب، بالإضافة إلى مراسلة البرلمان منذ شهر يوليو (تموز) 2016 لسدّ الشغور الحاصل في الهيئة، إلا أنها لم تتلق أي ردّ، على حد قولها. وعرضت بن سدرين، وسط ذهول أعضاء البرلمان، برنامج أعمال الهيئة خلال الستة أشهر المقبلة، وهي أساساً استكمال مسار العدالة الانتقالية، ومساءلة المسؤولين عن الانتهاكات، وإعداد التقرير النهائي لأعمالها في تقصي الانتهاكات. وفي هذا الشأن، قال جمال العرفاوي المحلل السياسي التونسي لـ«الشرق الأوسط» إن الخلاف بين «النهضة» و«النداء» سيعمّق التباعد السياسي بين الحزبين اللذين يمثلان ثنائية الاستقطاب السياسي القوي بعد انتخابات 2014، كما توقع أن يضعف التوافق بينهما أكثر مما أضعفته بعض المسائل الأخرى على غرار مسألة المساواة في الميراث وزواج التونسية من غير المسلم. وكانت الجلسة الأولى التي انعقدت يوم السبت الماضي قد عرفت فوضى عارمة نتيجة الخلافات الحادة التي عرفتها مواقف معظم الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان. وتبادل ممثل الائتلاف الحاكم («النهضة» و«النداء») من ناحية، وتحالف «الجبهة الشعبية» اليساري من جهة أخرى، التهم بتعطيل مسار العدالة الانتقالية، سواء تعلق الأمر بالطرف الذي يدعم التمديد لـ«هيئة الحقيقة والكرامة»، أو من يعارض التمديد لهذه الهيئة. وارتفعت حدة النقاشات التي عرفها البرلمان لدرجة وصلت حدّ التشابك بالأيدي بين بعض نواب المعارضة ونواب «نداء تونس»، وعلى الرغم من دعوات التعقل والحوار فقد خيمت الخلافات من جديد على الجلسة البرلمانية. وكان مجلس «هيئة الحقيقة والكرامة» قد قرر من تلقاء نفسه، خلال جلساته في فبراير (شباط) الماضي، التمديد لعمل الهيئة لسنة إضافية، حسب ما يمنحه الفصل 18 من القانون الأساسي للعدالة الانتقالية، على أن تنهي الهيئة أعمالها في 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهو ما خلف نقاشات حادة حول قانونية اتخاذ المجلس بنفسه هذا القرار دون الرجوع إلى البرلمان. في غضون ذلك، استقبل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أمس بقصر قرطاج، حسين العباسي الرئيس السابق لنقابة العمال، وقال العباسي إثر اللقاء إنه استعرض مع رئيس الدولة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الدقيقة التي تمر بها تونس، وضرورة الإسراع بمعالجتها. وكان العباسي قد دعا خلال مؤتمر حزب «التيار الشعبي» المنعقد نهاية الأسبوع إلى صياغة مبادرة سياسية جديدة تخلص البلاد من التشتت الذي تشهده الأحزاب السياسية. وكان حسين العباسي قد شارك بفاعلية كبرى في جلسات الحوار الوطني الذي أفضى إلى خروج «الترويكا» الحاكمة بزعامة «النهضة» سنة 2013 من السلطة. ونال إلى جانب عمادة المحامين والرابطة التونسية لحقوق الإنسان ومجمع رجال الأعمال جائزة نوبل للسلام.

البشير يفاوض حلفاءه لتغيير وزراء

الحياة...الخرطوم - النور احمد النور .. بدأ حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بزعامة الرئيس عمر البشير مشاورات مع شركائه في السلطة لإجراء تعديل وزاري قريباً، في وقت تشير معلومات إلى أن تغييرات البشير ستركز على وزراء قطاع الاقتصاد بسبب الأزمة المالية التي تواجهها البلاد. وأبلغت مصادر سياسية «الحياة» بأن مساعد الرئيس ونائبه في الحزب الحاكم فيصل إبراهيم التقى خلال اليومين الماضيين قادة من الأحزاب المتحالفة مع الحزب الحاكم لإقناعهم بتغيير بعض وزراء أحزابهم، ونقل آخرين إلى مواقع جديدة. وتوقعت أن يكون التعديل الوزاري محدوداً، ويشمل وزراء الاقتصاد والمال والنفط والمعادن، وكذلك وزارات الخارجية والإعلام والثروة الحيوانية والصحة. وكان الغضب من الأداء الاقتصادي للحكومة وتصاعد الاحتجاجات الشعبية على الغلاء وتدهور سعر صرف الجنيه السوداني في مقابل العملات الأجنبية، دفعا الرئيس عمر البشير إلى قيادة القطاع بدلاً من رئيس الوزراء بكري حسن صالح. وتشهد الخرطوم ومدن أخرى وقوف طوابير سيارات أمام محطات الخدمة بسبب شح المحروقات، كما يندر توافر مادة الغاز للطبخ. وربط رئيس الطاقة في البرلمان السماني الوسيلة أزمة المحروقات بشح النقد الأجنبي وتزايد الاستهلاك. في جنوب السودان، ضربت انشقاقات الحكومة، بعد «تمرد» قادة في الجيش وسياسيين على الرئيس سلفاكير ميارديت الذي أقال وزير المال ستيفن دياو ورئيس الحرس الرئاسي الجنرال ماريال شانونق، والمفتش العام للشرطة سعيد شاوول لوم الذي حل ماجيك آكيش مالوكو، حاكم ولاية تونغ اكيتش تونغ ألويو، بدلاً منه. كما اعتقل جنرالات اتهمهم بالتآمر ضده لمصلحة وزير الإعلام مايكل مكوي. وكشفت تقارير عن تحالف وشيك بين المعارضة المسلحة بزعامة رياك مشار والمعتقلين السياسيين بقيادة باقان أموم، ومجموعة قائد الجيش المقال الجنرال فول مالونق وتيلار دينق، من أجل إطاحة سلفاكير. وذكرت إن لقاءات في نيروبي ضمت مسؤولين من جنوب أفريقيا وغربيين ناقشت اقتراح تشكيل حكومة انتقالية، والذي سيُعرض على وسطاء الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا «إيغاد» في منتصف نيسان (أبريل) المقبل. وأوضحت أن قائد الجيش السابق فول مالونق اشترط إبعاد سلفاكير عن السلطة وعدم إشراك مشار في أي تشكيلة سياسية، فيما تعهد الوسطاء مواصلة وضع مشار قيد الإقامة الجبرية في جنوب أفريقيا. وأفادت المصادر بأن أوغندا وكينيا اشترطتا تشكيلة حكومية تضمن استثماراتهما وأموالهما التي أقرضاها لحكومة جوبا، وأن الرئيس الأوغندي يوري موسفيني تعهد للصين بحماية استثماراتها في جنوب السودان مقابل دعمها بلاده بمزيد من القروض.

تبريرات حكومية للأزمات في السودان تثير السخرية على الإنترنت... حيوانات وحشرات تقاتل مع الحكومة وأخرى تخرب خططها

الشرق الاوسط..الخرطوم: أحمد يونس... تسربت الحيوانات و«الحشرات» إلى السياسة السودانية بحكاية منسوبة للكاتب الصحافي إسحاق أحمد فضل الله، بأن «غزالة» جاءت الكاتب أيام الحرب مع جنوب السودان، قائلة: «اذبحني فالمجاهدون جائعون»، ومثلها حكاية القرود التي كانت تفجر الألغام أمام زحف المجاهدين، وحكاية الفئران التي أكلت الجسر المسلح، والدجاجة التي نفقت ففشل انقلاب عسكري، و«ضب سنار» الذي قطع الكهرباء فأظلمت البلاد. ورغم أن الكاتب نفى الحكاية وربما الحكايات في وقت لاحق، لكنها أصبحت ماركة مسجلة باسمه، وعنواناً لتلك المرحلة من تاريخ «الصراع» السياسي المتدثر بـ«اللحى»، وبشارات دخول الجنة التي توزع على قتلى العمليات العسكرية، وأعراس الشهداء التي يقيمها الإسلاميون بزعامة حسن الترابي، الذين كانوا يعقدون فيها زيجات بين «الشهداء» من قتلى الحرب مع التمرد الجنوبي و«بنات الحور» في الجنان. منذ ذلك التاريخ لم يتوقف دور «الحيوانات والحشرات» في السياسة السودانية، وصار للحيوانات و«الشيوخ» دور بارز في الواقع الاجتماعي بالبلاد، فهي تفعل «الأفاعيل»؛ تارة تناصر الحكومة، وتارة أخرى تعاديها وتخرب طريقها وطريقتها، بل وتمارس «الفساد» وتبرر لـ«المفسدين» فسادهم. في اليومين الماضيين، انشغلت منصات التواصل الاجتماعي بحكاية طريفة، نقلتها صحيفة «الصيحة» المملوكة لأحد أقارب الرئيس عمر البشير، وهو يشغل في الوقت ذاته منصب رئيس لجنة الإعلام في البرلمان، بأن «نمل السكر» قضى على 450 جوال سكر (22.5 طن) بمنطقة «الدندر» جنوب شرقي البلاد، وذلك تفسيراً لاختفاء هذا الكمية من السلعة الاستراتيجية. وأثارت الحكاية الخيال الجمعي، فانهمك في سخرية مريرة على الواقع السحري الذي تعيشه البلاد، وعادت للأذهان «تبريرات» مسؤولين حكوميين لأخطاء سياسية وتقنية وقعت فيها المؤسسات التابعة لهم، أو لإخفاء فساد مسؤولين، أو تبريراً لفشلهم. فامتلأت منصات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك»، و«واتساب»، فامتلأت بانتقادات لاذعة، تسخر من مثل التبريرات «الفطيرة» التي درج مسؤولون على تقديمها، فسخرت الصحافية راقية حسان في صفحتها على «فيسبوك» قائلة: «هذا لا يحدث إلاّ في السودان، الفئران تأكل الكباري، القطط السمان أكلت النقود في البنوك، النمل يأكل 22.5 طن من السكر، ونحن نتفرج ونعيط»، ثم أضافت: «الخوف بكرة يبيدونا بمبيد ويقولوا أكلتنا الصراصير». أما الكاتب والقاص صديق الحلو، فقد نشر في صفحته تغريدة: «النمل شال السكر»، لتنهال التعليقات الساخرة على الصحيفة، يقول أحد المعلقين: «أنا شفت نملة في القضارف شايلة حبة»، وتعليقات ساخرة ومتهكمة كثيرة، بيد أن الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، يوسف الحسن، شكك هو الآخر بسخرية لافتة في تحميل الفئران مسؤولية اختفاء أطنان السكر، وقال: «أرسلنا نملة من الدندر للمعمل، وبعد الفحص طلعت دايبتك، (مصابة بالسكري)». الحلو وحسان والحسن ليس وحدهم، بل عشرات التغريدات الساخرة واللاعنة تناولتها تلك الوسائط، أعادت إلى الأذهان حكايات حيوانات «متآمرة» أخرى، وأشهرها «ضب سنار»، فقد نسب إلى مسؤول حكومي، قوله إن «ضبّاً كبيراً» تسبب في قطع الكهرباء، ما أدى إلى «إظلام كامل» في كل أنحاء البلاد، وقيل وقتها: «الضّب دخل في واحدة من محطات الضغط العالي قرب خزان سنار، وعطل الشبكة». ليست الضببة وحدها من تفعل هذه الأفاعيل المضحكة، بل إن الفئران السودانية الخارقة من نوع «جقر»، تجرأت على أكل «الخرسانة والحديد المسلح» في وسط الخرطوم، ما أدى لانهيار جزئي في جسر يربط بين وسط الخرطوم وشرقها، وذلك بعد سنين قليلة من تشييده، وتناقل الناس أن مسؤولاً حكومياً أرجع انهيار الجسر إلى قوة الفيضان وتخريب الفئران. ورسم الكاتب الساخر، الفاتح جبرا، حوارية بينه وبين فأر «جقر» صغير عثر عليه في المنطقة المنهارة، لتحكي عن فئران الجسر الغريبة، فنسب إلى صغير الفأر أن قبيلته من «الجقور» اعتكفوا في جحورهم خوفاً من قطط تنوي الحكومة استيرادها من الصين لمحاربة الفئران للحفاظ على جسور البلاد، وأن أحد كبار «الجقور» وصفت له الأجزاء المسلحة من الجسر بـ«البسكويت»، واعترف بأنه وقبيلته أكلوا الأماكن القابلة للأكل في الجسر، كناية عن «هشاشة» مواد التشييد التي استخدمت في بناء الجسر. أما حكاية «الدجاجة» التي نفقت، وأدى نفوقها إلى فشل انقلاب العميد محمد إبراهيم (ود إبراهيم) ضد الرئيس البشير، فـ«ميلودراما» سودانية الصنعة وحسنتها. فقد نقلت صحيفة «الصيحة» أن شيخاً متشعوذاً طلب إحضار دجاجة كشرط لإنجاح الانقلاب، لكن الدجاجة نفقت داخل صندوق سيارة أحد الضباط قبل وصولها إليه، ففشل الانقلاب. وحين استجوب الشيخ من قبل السلطات الرسمية عن سبب إخفائه الأمر ولم يبلغ السلطات بذلك، ذكر أنه «رأى في المنام فشل الانقلاب، لذلك آثر عدم التبليغ». أما فنانو الكاريكاتير والرسم الهزلي الساخر، فلم يتجاهلوا ظاهرة استغلال الحيوانات والحشرات في السياسة، فقد فاضت منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الصحافية على الإنترنت، برسوماتهم الضاحكة وتعليقاتهم الذكية الناقدة لتلك «الواقعية السحرية» التي فشت في البلاد على ألسنة المسؤولين الحكوميين، وضاف لها الخيال الشعبي بهاراً وملحاً لتصبح فاكهة في مجالس الأنس السودانية.

 

 



السابق

العراق...العراق يدعم تخفيض إنتاج النفط ومنع الإرهاب من استخدامه في جرائمه....العراق يعتبر أي توغل أجنبي في أراضيه «عدائياً»... ومطالبة إيزيدية بحماية أممية...إردوغان لوّح مجدداً بعملية في سنجار... ومسؤولون أكراد يؤكدون سيطرة تركيا على 30 قرية....برلمانية عراقية تدعو الأمم المتحدة إلى حماية الإيزيديين...

التالي

لبنان...77 لائحة «مقاتلة»: معركة الحريري صعبة في بيروت.. ومعركة برّي سهلة في الزهراني...نصر الله: الوضع المالي «مخيف» ويُنذِر بانهيار أمني وسياسي.. موازنة 2018 تقرّ قبل الجُمعة....اللوائح أقفلت والعد العكسي بدأ... الصُداع الانتخابي في لبنان ينافس «هدير» الصِراع في المنطقة...خلط أوراق انتخابية في «بعلبك ـ الهرمل» و«الثنائي الشيعي» المستفيد الأول....

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,202,322

عدد الزوار: 6,940,262

المتواجدون الآن: 118