ديبلوماسي عربي: قيام "مرجعية" فلسطينية جديدة قد ينتج صراعًا مسلحًا له تداعيات على الانتشار الفلسطيني لاسيما في لبنان

تاريخ الإضافة السبت 31 كانون الثاني 2009 - 6:48 م    عدد الزيارات 5367    القسم عربية

        


محمد شمس الدين

ما بعد الحرب على غزة سيكون غير ما قبلها. إذ إن انعطافة كبيرة بدأت تظهر على الساحة الفلسطينية خصوصا بعد إعلان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من أن حركته تتجه لإيجاد أو تشكيل مرجعية فلسطينية غير منظمة التحرير الفلسطينية التي عملت طيلة عقود في خدمة القضية التي شغلت وما تزال بال العرب والمسلمين.

وعن هذا الموضوع يقول مصدر ديبلوماسي عربي مقيم في بيروت إن "الإقدام على مثل تلك الخطوة سيكون بمثابة الشعرة التي تقسم ظهر البعير على مستوى العلاقات العربية – العربية وانقسام الدول العربية الى معسكرين، في حين أن ذلك الانقسام لن يقتصر على الأنظمة الحاكمة "بالفعل" أو "بالقوة"، وإنما سيطال كل شرائح المجتمعات العربية ما يؤسس لبداية فوضى عارمة ستنعطف معها القضية الفلسطينية الى الدرك الأسفل، لأن تلك القضية كانت الجامع الأكبر للعرب والقضية المحورية التي طالما التفوا حولها بالرغم من كل الخلافات القائمة بينهم، في حين أنها ستعود لترسخ انقسامهم بشكل حاد جدا ما يثير المخاوف من الوصول الى صراعات قد تأخذ شكلا عنيفا في بعض الأحيان".

ويشير المصدر الديبلوماسي العربي الى أن "ما حصل في قمة الكويت من كسر للجليد بين سوريا والمملكة العربية السعودية بناء على دعوة الملك عبدالله سرعان ما عاد وتراكم على خلفية معالجة الأوضاع الناشئة من الحرب على غزة والتي تتعلق بقضية التعويضات وإعادة الإعمار ودخولها الى حلبة التجاذب السياسي بين الدول العربية، كما أن صورة المحاور السياسية العربية قد بدأت ايضا في الإتضاح بعد المواقف والتحركات التي صدرت وحصلت في الآونة الأخيرة والتي توجت بما أعلنه خالد مشعل عن المرجغية الفلسطينية الجديدة والذي أعقب زيارته الى قطر ولقاءه أميرها حمد بن جاسم الذي على ما يبدو لم يقتنع بما رآه في الكويت من مساع سعودية أول ما وقفت في وجه تبني ما صدر عن "قمة غزة" في الدوحة من توصيات حول الحرب الأخيرة على المدينة الفلسطينية، حيث كانت الجهود  الفعلية تصب في إطار عدم تطيير القمة التي اتضح منذ افتتاحها في جلستها العلنية الى أنها "مفخخة" بأكثر من صاعق كشفت عنها الكلمات التي القيت خلالها لاسيما من قبل الرئيسين السوري والمصري ما دعا الملك السعودي الى فك الصواعق لتمرير القمة بدل نسفها الذي كان يبدو محتما".

واعتبر المصدر الديبلوماسي العربي أن "قيام مرجعية فلسطينية غير منظمة التحرير ستكون له تداعياته الأمنية على الساحة الفلسطينية مباشرة إذ إن كل الفصائل الفلسطينية ما زالت تحمل السلاح وهي بالتالي ستكون جاهزة للقتال إما دفاعا عن منظمة التحرير وإما ضربا لها، لأن الساحتين العربية والفلسطينية لا تحتملان مرجعيتين فلسطينيتين بشكل سلمي، ما قد يفتح الأوضاع على احتمالات الصراع المسلح الذي ستكون له تداعياته الكبرى على كل أماكن الانتشار الفلسطيني لاسيما في لبنان، حيث الانتشار الأهم للمخيمات والتي تتواجد فيها كل الفصائل من مختلف الاتجاهات ما سيجعلها في دائرة الضوء مباشرة في هذه المرحلة، خصوصا وأن لبنان ما زال يعاني من ضعف الدولة في السيطرة الكاملة على الوضع الأمني بالرغم مما كان الجيش قد انجزه في مخيم نهر البارد في شمال لبنان إلا أنه دفع أثمانا باهظة في حين أن رقعة الانتشار الواسعة للمخيمات على الأراضي اللبنانية، لا تمكن القوى الأمنية اللبنانية النظامية من الإحاطة بها في وقت واحد".

ورأى المصدر الديبلوماسي أن "لبنان سيكون أول من يتأثر بحدة الإنقسام الفلسطيني أكان من خلال إقدام الجيش على محاولة السيطرة على الأوضاع، أو من خلال ما سينتج فلسطينيا عن خطوة إطلاق المرجعية الجديدة التي ستحاول فرض وجودها بكل الوسائل"، معتبرًا أن "تصلب الفريقين الفلسطينيين في مواقفهما لا يوحي أبدا بجدية الدعوات التي تطلق للدخول في حوار وطني فلسطيني لتجنيب الساحة الفلسطينية المزيد من المآسي وبالتالي تجنيب الشارع العربي تداعيات هذا الإنقسام الذي بدا واضحا إبان العدوان الأخير على غزة".

ويختم المصدر بالقول "إن الصراع الفلسطيني الذي يبدو كأنه بين فصائل إسلامية وأخرى علمانية قد يأخذ بعدا أخطر فيما لو انفجرت الأوضاع التي يجب لملمتها بأسرع وقت ممكن لأنه لن يستطيع أحد الإفلات من تأثيراتها. وهذا بالضبط ما تريده إسرائيل راهنا وهي على أعتاب انتخابات تحتاج معها الى حد اقصى من الإستقرار الداخلي الذي لم توفره الحرب على غزة وتسعى الى تحقيقه من خلال نتائجه عربيا وفلسطينيا".


المصدر: موقع لبنان الآن

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,787,853

عدد الزوار: 6,914,990

المتواجدون الآن: 94