مصر: جماعة الإخوان أمام اختبارات صعبة أولها اختيار خليفة لعاكف

تاريخ الإضافة السبت 19 كانون الأول 2009 - 5:22 ص    عدد الزيارات 3986    القسم عربية

        


القاهرة - أحمد مصطفى

وضعت الأزمات التي شهدها مكتب الإرشاد في «الإخوان المسلمين»، خلال الشهرين الأخيرين، هذه الجماعة أمام اختبارات صعبة في مقدمها انتخاب مرشد ثامن خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما أعلن المرشد الحالي محمد مهدي عاكف وفي شكل قاطع أنه سيغادر منصبه في كانون الثاني (يناير) المقبل.

وينظر مراقبون إلى الانتخابات التي ستجريها الجماعة على ستة عشر مقعداً، هي عدد أعضاء مكتب الإرشاد، تمهيداً لاختيار خليفة لعاكف، وما ستؤول إليها تلك الانتخابات من ترتيبات داخل الجسم الإخواني، وربما إلى تغيّر في استراتيجية العمل خلال السنوات المقبلة، خصوصاً في ظل تصاعد «صدامات الأجنحة» داخل مكتب الإرشاد الحالي والمطالب المتزايدة داخل الجماعة نفسها بضرورة تجديد الدماء والدفع بالكوادر الشابة أو ما يسمى «التيار الإصلاحي».

وبدأت بالفعل جماعة «الإخوان» إجراء استعدادات مكثّفة لانتخاب أعضاء جدد في مكتب الإرشاد، بعدما حسم أول من أمس مجلس الشورى الخلافات التي نشبت في الفترة الأخيرة بين أعضاء أعلى سلطة في الإخوان حول موعد انتخاب أعضاء مكتب جديد. وأظهرت نتيجة استفتاء رأي عقد لأعضاء مجلس شورى «الإخوان» أن غالبية المجلس أقرت بضرورة إجراء الانتخابات خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما علمت «الحياة» أن المرشد مهدي عاكف شكل لجنة عليا من الأعضاء الموثوق فيهم تكون مهمتها الإشراف على تلك الانتخابات.

وأكد لـ «الحياة» الأمين العام للكتلة البرلمانية لـ «الإخوان» النائب محمد البلتاجي أن جماعته «تعيش الآن في مرحلة التحضيرات النهائية لإجراءات الانتخابات والتي تُحدد موعدها الظروف الأمنية التي تعيشها الجماعة ... بعدما أقرت غالبية أعضاء مجلس شورى العام في الإخوان بضرورة إجراء الانتخابات وفي شكل كامل من دون استثناء خمسة أعضاء تم تصعيدهم إلى عضوية مكتب الإرشاد العام الماضي، قبل انتهاء ولاية الأستاذ عاكف في كانون الثاني (يناير) المقبل». وقال: «في أعقاب انتهاء الإجراءات الإدارية وسماح الظروف سيتم إجراء الانتخابات على الفور». وأوضح «في حال منعت الظروف الأمنية عقد اجتماع لمجلس شورى العام في الجماعة، والذي يتعدى عدد أعضائه المئة، ستتم الانتخابات من طريق التمرير بين أعضاء المجلس والمخول له اختيار مكتب الإرشاد واختيار المرشد العام».

ولفت إلى أن أعضاء مجلس الشورى والموجودين الآن في السجون «ستنظر جماعة الإخوان في مسألة استطلاع آرائهم». وقال: «سنحاول استبيان آرائهم في مسألة الانتخابات، أما في حال منعت الظروف الأمنية ذلك، فإن اللائحة الداخلية لا تمنع إجراء الانتخابات من دون وضع رأيهم في الاعتبار».

ويعد مكتب إرشاد الإخوان هو القيادة التنفيذية العليا للجماعة وهو المشرف على سيرها والموجه لسياستها وإدارتها، ويتم اختيار أعضائه من طريق الاقتراع السري، من قبل مجلس الشورى العام ومدة العضوية فيه محدّدة بأربع سنوات هجرية. ويتألف المكتب من ستة عشر عضواً عدا المرشد العام.

وكانت حالة من الغليان عاشتها جماعة الإخوان في الأيام الماضية بعدما تجددت الخلافات داخل مكتب الإرشاد في شأن تحديد موعد انتخاب أعضاء جدد في أعلى سلطة في الجماعة، إذ شهد اجتماع لمكتب الإرشاد عُقد في مطلع الأسبوع الماضي، وضم 8 من أعضائه، تجدد صراع الأجنحة. وأفيد أن الجناح الأول والذي يضم غالبية أعضاء مكتب الإرشاد وقف خلف قرار المرشد مهدي عاكف في شأن ضرورة عقد انتخابات مكتب إرشاد يمثل الجماعة خلال الأعوام الأربعة المقبلة خلال الأيام القليلة المقبلة، تمهيداً لاختيار خليفة لعاكف. أما الجناح الآخر والذي يتزعمه نائب المرشد الدكتور محمد حبيب وعدد من أنصاره فكان يرى ضرورة إرجاء الانتخابات لحين انتخاب مجلس شورى عام للجماعة بديلاً من المجلس الحالي والذي تنتهي مدة ولايته بعد 6 أشهر.

ولفتت مصادر في الإخوان إلى أن الخلاف الرئيسي بين أعضاء المكتب كان يكمن في من سيكون خليفة المرشد مهدي عاكف خصوصاً في ظل إصرار عاكف على عدم التمديد له. وأكدت «أن غالبية أعضاء المكتب ترفض مسألة أن يكون نائب المرشد الدكتور محمد حبيب هو القائم بأعمال الإخوان لحين عقد الانتخابات ... وهذه المسألة كان لها عامل الحسم في ترجيح كفة عقد الانتخابات قبل كانون الثاني (يناير) المقبل خصوصاً أنه تم إبلاغ أعضاء مجلس الشورى العام بأن السيد عاكف مُصر على ترك منصبه مع نهاية مدة ولايته». وقالت: «إن حالة من الغضب الشديد استحوذت على قيادات الإخوان في أعقاب تصريح الدكتور محمد حبيب إلى وسائل الإعلام بأنه القائم بأعمال الجماعة .. وهذه الحالة جعلت من المرشد العام يتشدد في سيطرته على شؤون الإخوان بعكس فترات سابقة كان يترك فيها بعض المهمات لنائبه».

وكشفت المصادر لـ «الحياة» أنه «تم تشكيل لجنة تشرف على الانتخابات تضم نحو عشرة أعضاء». وأوضحت «أن اللجنة تضم أعضاء في مجلس شورى الإخوان ونواباً وآخرين ممن يوثق فيهم وقيادات تاريخية وقانونيين ... لكن تلك اللجنة لا تضم أي عضو من مكتب الإرشاد الحالي».

من جانبه اعتبر رئيس المكتب السياسي في الإخوان الدكتور عصام العريان أنه على رغم أن قرار مجلس الشورى هو قرار محترم غير أنه كان من الأجدر على أعضاء مكتب الإرشاد التوافق في الرأي بعد أن يدلي كل جناح برأيه». مشيراً لـ «الحياة» إلى أن الدافع الرئيسي للتعجيل بالانتخابات هو «حال القلق التي تسود الجماعة في أعقاب تصميم المرشد الحالي على عدم التمديد له أو الاستمرار في منصبه لحين عقد الانتخابات». وأكد العريان لـ «الحياة» أن الخلافات حول موعد الانتخابات «أظهرت أن الجماعة تعاني خلافات قديمة بين الأعضاء .. لكن جاء قرار مجلس الشورى ليحسم الأمر باختيار مجلس شورى جديد يستطيع قيادة الإخوان خلال الفترة المقبلة»، معتبراً أن الجدل الأخير «أثب أن لدينا (جماعة الإخوان) لوائح من الممكن أن نختلف في تفسيرها لكن في النهاية نحترم رأي الشورى».

من جانبه، توقع الخبير في الحركات الإسلامية في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام الدكتور عمرو الشوبكي أن «تكرس الانتخابات الداخلية في الإخوان سيطرة تيار المحافظين والمعروف عنه التشدد ... مع فقد بعض العناصر الإصلاحية الموجوده الآن في مكتب الإرشاد لمواقعها». وأكد «أن المؤشرات والطريقة التي تم التعامل بها مع مسألة تصعيد الدكتور عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد بالإضافة إلى التوازنات الداخلية، ترجع هيمنة الجناح المحافظ على سياسة الإخوان في الفتره المقبلة». وأكد الشوبكي لـ «الحياة» أن مسألة سيطرة التيار المحافظ على الجماعة لن تؤثر على الأرجح في تحركات الإخوان في الشارع في المرحلة المقبلة».


المصدر: جريدة الحياة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,109,466

عدد الزوار: 6,753,237

المتواجدون الآن: 97