بهدف إزالة التوتر عن الشارع البحريني.. السعيدي في حوار مع »الوطن « أدعو عيسى قاسم إلى الاجتماع لكسر حدة الخلاف بين الطائفتين
 الثلاثاء 8 كانون الأول 2009 - 8:18 ص  3856  عربية | |
| حوار - منى المطوع |
| |
| توجه نائب رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بمجلس النواب النائب السلفي المستقل جاسم السعيدي برسالة خاصة منه إلى المرجعية الشيعية عيسى قاسم وأعضاء كتلة الوفاق داعياً إياه إلى الاجتماع من أجل كسر حدة الخلاف بين الطائفتين والجلوس للحوار، وذلك من أجل ألا يزيد التوتر وحتى لا يجيش الشارع وحتى يتم حل النزاع بينه وبين عيسى قاسم محملاً إياه المسؤولية عما يحدث بالشارع البحريني، وما يمكن أن يحدث بالمستقبل. وقال السعيدي \'\'أتمنى أن يتدخل عقلاء ورجالات البحرين وعلماؤها لحل النزاع بيني وبينك من أجل الوطن والمواطن\'\'، لافتاً بأنه لم يعد نائباً مستقلاً وإنما يمثل شريحة كبيرة من أهل السنة في كل المناطق. واعترف السعيدي خلال الجزء الثاني والأخير من حوار \'\'الوطن\'\' معه أنه نائب يدافع عن أهل السنة لكونه نائباً لا يجامل أحداً كما البعض، لافتاً بأن الطائفية موجودة بمجلس النواب ولا يمكن أن ينكرها أحد، مبيناً أنه لم يخرج في ذلك عن منظومة الدستور ولا قانون الدولة. وأكد أنه سيبقى نائباً مستقلاً لكونه رجل يملك قيادته بنفسه ولكونه يرفض أن يحجم رأيه أو يصادر، وأنه يمتنع عن الانضمام إلى جمعية سياسياً، نافياً أنه يسعى إلى تشكيل جمعية سياسية خاصة به لكونه من المفترض أن تنضم الجمعيات السياسية السنية لكيان واحد. وهذا نص الجزء الثاني من الحوار مع السعيدي: ؟ في البداية يصفك البعض بلقب \'\'أسد السنة\'\'، وجاء ذلك الوصف لكونك من النواب الملاحظ لهم دائماً أن تحركاته وأطروحاته تكون دائماً لأهل السنة، وكأنك الممثل الوحيد لهذه الطائفة داخل المجلس والبعض يرى في هذا الموقف تعزيز للطائفية وانه تحرك طائفي في حد ذاته، فيما يرى البعض الآخر أن هناك حاجة لأن يكون هناك تمثيل لأهل السنة وخاصة أن هناك أصواتاً أخرى بالمقابل تساند الطائفة الأخرى فما تعليقك؟ ـ الطائفية موجودة بالمجلس ولا ينكرها إلا جاحد. واعترف أنني أدافع عن أهل السنة فإن لم يكن لهم صوت والجميع يحاول أو البعض منهم أن يجامل فهل أنا أجامل أيضاً؟ وهل أهل السنة اليوم أخذوا حقوقهم كلها وهل فقط المظلومية للشارع الشيعي، ولم يكن هناك مظلوميات للسنة وهل معنى أن كانت هناك مظلوميات أن أكسر وأدمر وأخرب بل نحن نطالب بالقنوات الموجودة، وأتفق مع الجميع وأنا أكون مع الجميع ومع كل عضو من أعضاء المجلس إن كان لمصلحة الوطن والمواطنين. يوجد ضجر من الواقع الأليم ؟ بصراحة ألا ترى أن هذا يزيد الطائفية ويعزز التمييز، كما أن طرحك عن أهل السنة وتداول مثل هذه الأمور يثير بالمقابل نواب كتلة الوفاق، وهل ترى أنه فعلاً هناك حاجة بالأصل لأن يكون هناك نواب يتحركون لطائفتهم مقابل ما يطرحه نواب الوفاق؟ ـ أقول إنني لم أخرج عن منظومة الدستور ولا قانون الدولة ويجب أن أتحرك وجوباً ودفاعاً عن طائفتي التي أولتني أن أدافع عنها بشتى مناطق البحرين لكونهم يشعرون أن هناك حقوقاً مهضومة، وكل المجالس التي أدخلها تتحدث وتتضجر من الواقع الأليم، ولا يمكن أن تعلو طائفة على طائفة بالبحرين فكلنا متساوون بالحقوق والواجبات سواء أكنا جمعيات أو أفراداً. ولينظر المواطن ويذهب إلى المدن والقرى بالبحرين ويجد أن إعمار القرى أكثر من إعمار المدن السنية والخدمات للمناطق القروية أكثر من الخدمات للمدن، ولينظر إلى مناطق البحرين ولا أحدد منطقة من المناطق ولينظر ماذا فعلوا أو ماذا فعلت الجهة التنفيذية من تحديد الأموال وزيارة المناطق كلها لأن هناك تحديات، أما استجواب الوزير أو توظيف للكتلة الوفاقية، فحتى التوظيف هم يذهبون إلى الوزراء ويأخذون مطالبهم بقوة العددية والاستجوابية والأسئلة. أما جاسم فحتى لو اتجه إلى الوزراء لا يستطيع أن يستجوب ولا يحقق أو يطرح لجنة تحقيق لكون اللجنة أو الاستجواب يحتاج أن يكون معه عدد معين إذن فهناك حقوق مغتصبة من أهل السنة في مناطقهم الخدماتية فأين المستشفيات والمراكز؟ وأين المدارس؟ وأين الوحدات الإسكانية؟ وأين وأين .. نعم البعض يقول إننا كذلك ونحن كذلك. ونقول نعم ولكن اليوم أين العدالة في هذا الجانب وأنا أتحدى أن يقولوا إن المناطق السنية أفضل من المناطق الشيعية أو العكس في التوظيف، فهناك توظيف طائفي وهناك بعض الوزراء وهذا الكلام سألت فيه بعض الوزراء بالسابق فهو عندما يصل إلى الوزارة يوظف من طائفته. هذه هي الطائفية. واليوم أقول إن أبناء السنة في الشوارع معطلين ولا يعملون ولديهم الكفاءات والشهادات، ورغم ذلك لا يمكنهم أن يعلمون ويتجهون من مكان إلى آخر، ولدي اليوم رسائل من شتى مناطق البحرين وأتقدم بهم ككفاءات لا يجدون الوظائف. والمفروض على المجلس التشريعي أن يقول لابد من عدم التمييز بين أي شخصية، والمفروض أن يكون التوظيف على حسب الكفاءة وأن تكون الفرص على حسب الكفاءة، وليعد -إن كان لابد من ذلك- في كل وزارة كم من الطائفتين موجودين فيها وستظهر النتيجة لهم إن كان لابد من الشفافية في ذلك. لا أستطيع أن استجوب أياً من الوزراء ؟ نأتي إلى موضوع النائب المستقل والنائب المنتمي إلى تكتل، البعض يقول إن النائب المستقل يهضم حقه خصوصاً فيما يخص التحالفات والاتفاق على المشاريع والتي قد يكون النائب غير المستقل أقوى في هذا الجانب، لكونه يحظى بالدعم من كتلته السياسية في تبني مقترحاته وفلترتها والتحالف مع الكتل الأخرى بشأنها إلى جانب تولي المناصب في لجان المجلس، كما أن هناك مَن يرى أن حظوظ المستقلين ستتراجع في الانتخابات المقبلة، فما رأيك؟ ـ النائب المستقل إذا كان على مطالبة حقيقة فلا يهمه الأكثرية حتى وإن كانت القضية السياسية تسيس ويجب أن نكون واضحين في هذا الجانب هناك مبادئ لا يمكن أن ينخفض صوت الرجل السياسي فيها، لأنه لا ينتمي إلى كتلة وأكبر مثال هو جاسم السعيدي ففي الفصلين الأول والثاني ونحن في الدور الرابع مازلت أتكلم بكل حرية ويبقى الأمر في قضايا كالاستجوابات والتي لا أستطيع أن استجوب فيها أحداً لأنه لن يقف معي أحد أو يوقع على تشكيل لجنة تحقيق، إلى جانب السفرات الخارجية التي يتمتعون بها والتي من الممكن ألا يحصل السعيدي على حق فيها، إلا أن هذا لا يضر السعيدي أو حتى النائب المستقل خاصة أن كان ذو شخصية لا تريد أطماع دنيوية وإنما يريد تحقيق العدالة. لا يضيرني كثرة النقاط أو قلتها. سأبقى نائباً مستقلاً سواء قلت حظوظ المستقلين أو كثرت فهذا لا يعنيني في شيء والوصول إلى مجلس النواب ما هو إلا تكليف لا تشريفاً والعاقل والذي يجد نفسه لا يستطيع أن يؤدي الأمانة أو لا يستطيع أن يقف أمام هذه التيارات فالأولى له أن يبتعد عن هذا المكان، وهي نصيحة والحريص على هذا المكان يجب ألا يفكر بالحظوظ الشخصية، وإنما ينظر إلى المظلومين والمتشتتين من الفقراء والأرامل والمطلقات والأيتام ويكون أباً حنوناً عليهم وإلى الذين صوتوا له لا لأن يصل إلى الجهة التنفيذية، وأقول أبواب الوزارات مازالت مغلقة عن المواطنين وهم لا يستطيعون أن يصلوا إلى مدير لسوء أخلاقه كما أن هناك مديراً حسن الأخلاق أي ليس الجميع كذلك إلا أن المواطن يأنّ من الواقع الذي هو فيه ويجب التحرك سريعا لحل هذه القضايا قبل أن تتفاقم الأمور فالطائفة الصامتة أعتقد أنها في يوم من الأيام ستتكلم وستطالب بحقوقها . ؟ هل تعني هذه الإجابة أنك من النواب المستقلين الذين لم يواجهوا مصاعب في عملهم النيابي؟ ـ بالعكس كل الصعوبات واجهتني إلا أنني وقفت أمامها بصدر رحب لكوني أؤدي أمانة وتبقى بعد ذلك الأمور الأخرى بالإدراج، ولكنني أقول إن بعض اللجان مشكورة تتعاون معي وأخص لجنة الخدمات برئيسها وهو الوحيد الذي أخصه بالشكر النائب الدكتور علي وهو النائب الذي يتشاور معي في اقتراحاتي إن كانت اقتراحات بقوانين وبرغبة أو تغيير قوانين ويدعوني دائماً لتعديل الاقتراحات وفلترة هذه الاقتراحات. ؟ ألا ترى نفسك بالمستقبل أنه من الممكن أن تنضم إلى تكتل معين؟ ـ هذا ما لا يمكن فلا يمكن لي أن أنتمي إلى تكتل أو كتلة نيابية. لا التقي مع الأصالة ودعوتي للجمعيات السنية واضحة ؟ لكونك نائب سلفي الاتجاه أين تلتقي مع كتلة الأصالة السلفية الاتجاه خصوصاً وأنكم من نفس المدرسة السلفية ونفس الاتجاه؟ ـ لا التقي معهم في أي شيء ولا حتى في الاتجاه فأنا في الحقيقة لا التقي مع أحد وإن كنت التقي أيضاً مع أي شخص أو كتلة تتوافق أهدافها مع بناء الوطن وتطويره وأتعاون مع الجميع، وأتمنى أن تكون رسالتي الأخيرة واضحة وهي دعوتي أن يجتمعون في الجمعيات السياسية السنية تحت إطار واحد ويؤطرون نحو المستقبل، وألا سيكون هناك ما لا يحمد عقباه كما ذكرت من مدة. ؟ لكن البعض يراك نائباً سلفي الاتجاه والفكر ومن مدرسة سلفية ولذلك فهناك مَن قد يجد أن هناك تقارباً بالأصل بينك وبين هذه الكتلة، وهل على ضوء إجابتك السابقة هذا يعني أن هويتك تختلف عنهم وإنك لا تتلاقي معهم أبداً؟ ـ لم أقل إنني لا ألتقي معهم أبداً أنا أقول بأنني أتفق مع الجميع وهويتي إنني رجل مسلم ومدرستي المدرسة السلفية وإنني أحمل فكر حر وفكر لا يتأثر وإنما يؤثر في الوقوف مع الكل بدون تمييز وبدون طائفية في الحقوق، وأتمنى التوفيق لكل الجمعيات الإسلامية وأشد على أيديهم فبهم رجال مخلصون وطيبون ويستحقون الدعم والوقوف معهم بشتى الطرق ولا يسعني إلا أن أقول لهم وأوصل لهم رسالتي بأنني سأبقى مستقل وأؤدي رسالتي كما هم يؤدون الرسالة بعيداً عن حظوظ الدنيا، وسأقدم كل ما أملكه من غال ونفيس من أجل الأمن والاستقرار في البحرين لأنها صاحبة نعمة علي. ؟ وباعتبارك نائباً مستقلاً ألا يمكن أن تنضم إلى كتلة المستقلين حيث صرح رئيس كتلة المستقبل النائب حسن الدوسري إنهم سيسعون إلى ضمك إلى كتلة المستقلين التي ستشكل في انتخابات 2010؟ ـ لا يمكن ذلك فأنا ذو حرية وذو كلمة ولا أستطيع أن أدع أحداً يمسك كلمتي وأنا بالنهاية مسؤول عن الكلمة التي أقولها ولا يمكن أن أحجم ولا يمكن أن يصدر رأيي وأقولها بكل صراحة وبكل جرأة كما هو معلوم عني وهذا أمر يشاهده الإعلاميون والمواطنون في مجلس النواب فأنا مع الكل أتعاون ومع الكل من الممكن أن أختلف. حظوظي بكل مكان ولا أريد زعامة ؟ هل من الممكن أن يتجه النائب السعيدي إلى تأسيس جمعية سياسية؟ ـ لا يمكن لأني أنا مستقل وأنا رجل الآن سياسي وشرعي واجتماعي، وأنا اليوم لدي قيادتي بنفسي ولا يمكن أن أنزل إلى جمعية فأنا اليوم أدخل على أي جمعية وأمثل فيها في أي مكان وأستطيع أن أحاضر الجميع، لذلك فاليوم أنا رجل يجب أن يكون للجميع وشخصية عامة للناس ولذلك فأنا أختلط مع السياسيين وهناك مَن يقول لماذا لا ننتمي إلى جمعيتهم، وأقول لماذا هم لا ينتمون إلى جاسم أصلاً فالمفروض هذه الجمعيات أن تنضم لكون حظوظي في كل مكان وأنا لا أريد زعامة ولا أريد تمكين في الأرض بل أريد أن أبلغ رسالة ربي وأن أدافع عن المسلمين المظلومين، وأن أناقش الجميع بدون تحفظ وأتساءل بخصوص ذلك متى يفكرون أن يجتمعون اجتماع واحد تنسيقي ويجمعون القوى السياسية والشرعية ويتفقون أن يجعلوا لهم رجالات يثقفون في توجهاتهم وسياستهم ومواقفهم السياسية لكي يكونون حصن حصين للوطن والمواطنين. ؟ يرى البعض أن النائب السعيدي وكأنه أسس وكالة إعلامية لنفسه من خلال التصريحات اليومية له الموجودة بالصحف وخروجه اليومي في الإعلام وتعليقه على كل حدث وكل واردة وشاردة، كما يرى البعض أن كثرة الظهور الإعلامي هذا من الممكن أن يحرق النائب إعلامياً ويحرق أوراقه النيابية أمام الناخب والمواطن بحيث لا يهتم بمتابعته بعدها؟ ـ القضية ليست قضية نشر إنما القضية أمانة فأنا لابد أن أتابع كل شيء وألاحق كل شاردة وواردة من أجل أن أدافع ولا يوجد أجمل من الراحة وأن يتجه الشخص لينام أفضل له إلا أن القضية هي أنك تحمل أمانة ثم قضية الوجود في الإعلام فلابد من تنبيه المواطن وذلك أمر مهم جداً وأنا أحياناً أسئل بعض الإخوة وأجد أن بعضهم لا يعرف نائبه أو يقول بأن نائبه لو يمر بالشارع أمامه فلن يتعرف عليه لكونه لا يوجد له حضور أصلا سواء بالأدوار السابقة أو الحالي فكيف له أن يمثل جماعته أو دائرته أو البحرين وهو غائب بالأصل عن الساحة وقضاياها السياسية والاجتماعية قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام \'\'إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه\'\' وأتمنى أن أكون أتقنت علمي في الفصلين الأول والثاني وأن يختم الله لنا بخاتمة الخير وحسن الخاتمة. المفروض أن يكون لي أكثر من تصريح صحفي ؟ لكن ألا ترى أن ظهورك الإعلامي بات مبالغاً فيه خاصة وأنك تظهر بشكل يومي ومتتابع؟ ـ بالعكس أنا أجد نفسي قليل الظهور لأن من المفروض أن أظهر في أكثر من قضية في اليوم الواحد فلو كانت الصحافة تسمح لي لنشرت لي أكثر من رأي في اليوم الواحد ولكان لي أكثر من تصريح في الصفحات السياسية والصفحات الاجتماعية والصفحات الاقتصادية والقضايا اليومية ولو يمنحونني صفحة يومية في كل جريدة لكنت شاكراً لهم. ؟ بخصوص الانتخابات القادمة هل تتوقع أن تكون هناك حرب إعلامية تشن ضد السعيدي خصوصاً وان التوترات حوله والهجوم عليه كان واضحاً في مجلس 2006 والبعض كان يتحرك بشكل علني ضدك؟ ـ لاتزال الحرب قائمة ولايزال السلم قائماً والأمور مقدرة وليست حريصاً على كرسي مجلس النواب. ؟ وهل تتوقع أن تكون المعركة الانتخابية في دائرتك أسخن وأن يزيد عدد المرشحين المنافسين ضدك؟ ـ أنا مسالم بطبعي ولا أريد أصلاً هذا كله ولا أحتاج له وأنا أعتقد بأنه لن تكون هناك زيادة لا في عدد المرشحين ولا بالمنافسة فالمعروف أن دائرتي مغلقة أصلاً. المشهد السياسي للبحرين يحتاج إلى جرأة ودفاع ؟ كيف تتوقع المشهد السياسي القادم؟ ـ صعب جداً ويحتاج إلى رجالات وإلى مواقف وجرأة وشجاعة ودفاع لكي لا تضيع البحرين ولا يضيع مجتمع البحرين، ولا تؤكل الحقوق ولا نجعل رؤوسنا في التراب كما النعامة، ويجب أن نكون شامخين أقوياء وأن نصدع بالحق ولا تأخذنا في الحق لومة لائم، ونقول لابد أن نقول الحق اليوم نحن أمام تحديات والله إننا إذا لم نقول هذا الكلام ونصدع به ستنتهي البحرين، وربما لا أحد يتوقع ماذا يحدث بالوزارات وأقول بأن الوضع وصل إلى أنه يكاد أن يشتبك الموظفون ببعضهم البعض وبعضهم أصبح لا يجلس بمكتبه حتى لا يتناحر مع الآخر ولماذا هذا كله. اليوم الناس غير راضية عن أداء المجلس ليس لعمل المجلس فقط إنما لأن هناك مَن يحاول أن يجر البساط تحت أي سني أو شيعي وهناك مَن يريدونه لهم فقط وهذا لا يمكن كما لا يمكن أن يكون اليوم هناك في المناطق الشيعية مطالبات بانتخاب الدائرة الإيمانية وهل يعني هذا أن الباقي غير إيمانيين، وهذا كلام خطير والأخطر فيه تكفير المؤمنين \'\'من كفر مؤمن فقد كفر\'\'، فالأمر خطير جداً والمفروض لهذه الأمور أن يكون هناك حل وأنا خطيب جمعة وأصعد على المنبر في محافظة أخرى وأرى ما الذي يحدث، وأرى أنه لا يمكن أن أسكت عن حقي ويجب أن يرتفع صوتي فأنا صاحب حق وتلك مبادئي. وأنا غير مستعد أن أعيش ذليلاً. أنت تطالب وأنا أطالب ولا يمكن أن يكون هناك صوت يعلو على صوت فالدستور يحكمني ويحكمك ولننس دولة الغاب وأن يأخذ كل بقوته لأنها مشكلة واليوم نحن نطالب بالقانون والدستور فالأمور التي تحدث في المجلس العلمائي هل هي من الدستور؟ وما يحدث على المنابر هل هي من الدستور؟ لماذا ينظرون إلى السعيدي فقط؟ هذا الكلام دائما أقوله ويقوله الشارع السني أيضاً لماذا جاسم يتابع الوزارات ولماذا لا يتابع الآخرون ذلك؟ وهناك من يسبون ويوجهون شتائم للحكومة، وتلك أمور مسجلة والكل يعرفها فلماذا عندما يقول السعيدي كلمتين تقوم الدنيا ولا تقعد؟ ألسنا نحن بشر أيضاً ولنا مشاعر وأحاسيس؟ ألا توجد لدينا غيرة على ديننا ووطنا وأهلنا وأعتقد أن الأمر خطير وأتمنى أن تشرق البحرين بعقول ورجالات تريد التفاهم والجلوس. ؟ كلمة أخيرة من النائب جاسم السعيدي إلى عيسى قاسم من خلال جريدة \'\'الوطن\'\': ـ في البداية كان بودنا أن نجلس ونتفاهم مع القوى السياسية ومع كبيرهم عيسى قاسم ورفض تلك المقابلة وكان المتدخل في هذه القضية والواسطة رئيس المجلس الحالي خليفة بن احمد الظهراني، واليوم كذلك لو دعاني سأرفض إلا أن يأتيني في منزلي حيث كنت ودي أن أذهب إليه ونخفف الحدة بين الطائفتين فرفض، واليوم أنا أطالبه مطالبة من جريدة الوطن بعنوان عريض: متى تأتي يا قاسم إلى مجلس جاسم؟ وأنا فعلاً أطالبه أن يأتي لكي يكسر حدة الخلاف ويجلس للحوار وأنا مستعد أن أستقبله في منزلي العامر بأهله وجماعته، وليعلم عيسى قاسم أن أهل السنة وعلماءها موجودون في هذا الوطن وإن خفضت أصواتهم مرة سيعلو مرة أخرى فالفرصة مرة واحدة، فكانت في الفصل الأول في الدور الأول بأن نجلس معك فلم تستجيب وأدعوك ونحن في نهاية الفصل الثاني وقبل الفصل الثالث أن تجلس وتتحاور مع القوى السياسية الشرعية من أهل السنة بالبحرين لكي لا تزيد أو لا يزيد التوتر ولا نجيش الشارع بعضنا على بعض فالحياة قصيرة فإن ذهبت أنت قبلي أو أنا قبلك إلى الله سيسألنا ماذا أردتم لبلدكم وثروات البحرين؟ فقد تدمر الشباب وعاثوا في الأرض فساداً وأصبح كل منا يعادي الآخر والكل يحاول أن ينتقم من الآخر بأصوات نشاز وأنت مسؤول عنها لأنك مرجعية فأحملك المسؤولية كلها مما يحدث بالشارع البحريني ومما لا يحمد عقباه بالمستقبل، وإن هذا الموضوع أتمنى من يتدخل من عقلاء ورجالات البحرين وعلمائها وأن يحل النزاع بيني وبينك والفتيل القائم من أجل الوطن والمواطن وهذه رسالة من الوطن والمواطن جاسم إلى عيسى قاسم وأتباعه وكتلة الوفاق أن يجلسوا ويتحاوروا من أجل البحرين فجاسم لم يعد كما يظنون أنه مستقل وإنما يمثل شريحة كبيرة من أهل السنة في كل مناطق السنة وإن لم يكن منتمياً إلى جمعية سياسية لأن الجمعيات لا تضم كل أهل السنة وحتى المنتمين إلى بعض الجمعيات السياسية السنية فهم واقفين كذلك مع جاسم فلابد من الجلوس وحلحلة الخلافات حتى لا يضيع الوقت ونندم على ما يحدث في وطننا الحبيب فتذكر أنت كنت مدرس واليوم مرجعية وهكذا ينبني الإنسان ولا أحد خالد لهذه الدنيا كما جاء في القران الكريم عن نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: وإنك ميت وإنهم ميتون. دعوة رسمية من السعيدي للقاء قاسم في منزله بالرفاع كشف النائب السلفي المستقل الشيخ جاسم السعيدي عن توجيه دعوة حوار للشيخ عيسى قاسم كونه أحد أبرز القيادات السياسية والدينية الشيعية في البحرين بهدف الوصول إلى ما أسماه السعيدي حلحلة الأزمة السياسية والاحتقان الداخلي الذي تعيشه الساحة السياسية في البحرين في ضوء المجريات المتسارعة والأحداث المتلاحقة التي تعصف بالدول الإسلامية والعربية. وقال السعيدي في تصريح عممه لوسائل الإعلام \'\'إن ما يحدث يومياً في البحرين من تحريق وترويع للآمنين واعتداءات على رجال الأمن وتقتيل للأبرياء هو أمر لا يرضاه محب لوطنه وجهودنا في شجب واستنكار وإدانة هذه الأعمال الإرهابية واضحة بينة لا تخفى على أحد، وفي المقابل فقد كان رجل الدين الشيعي عيسى قاسم يعلن في أكثر من مناسبة استطاعته على احتواء الموقف وإنهاء حالة الفوضى وأعمال العنف التي يمر بها الشارع من قبل فئة من الشيعة وأعلن متناقضاً كذلك أنه ضد كل هذه الأعمال بينما كان الكنف الأول لكل من يقوم بها والمحامي الأبرز لتبرأت المقبوض عليهم في هذه الأعمال وإضفاء الصبغة الوطنية عليها، وعليه ونزولاً عند النداءات الوطنية المخلصة العاقلة التي طالبتنا بالمبادرة وتقديم يد السلم وإنهاء كافة أشكال الاحتقان الطائفي والمذهبي في البلاد تحقيقا للتعايش السلمي في البلاد بين جميع الطوائف المقيمة على بلادنا التي تحتفل هذه الأيام باليوم الوطني المجيد وذكرى جلوس الملك المفدى فإنني وجهت خطاباً واضحاً وصريحاً لعيسى قاسم بعيداً عن المجاملات الرسمية والدبلوماسية الخداعة إقامةً للحجة وتبرئة للذمة بهدف الجلوس على طاولة حوار واضحة وصريحة والوصول إلى حلول وخطوط عريضة تنهي حالة الفوضى والعنف. وتابع السعيدي \'\'إن الأحداث السياسية المتلاحقة التي تعيشها المنطقة من حروب وفتن وصراعات مذهبية بالجملة تؤججها قوى سياسية معروفة هو أمر يحتم علينا الجلوس على طاولة الحوار الداخلي في البحرين إذا ما أردنا النأي بأنفسنا عن هذه الأحداث الطائفية التي نرجو أن لا تلقي بظلالها علينا في البحرين خصوصاً مع ما تريد الجمهورية الإيرانية فرضه من وصاية على الشيعة في جميع الدول العربية بما فيها مملكة البحرين الأمر الذي كان سببا في تأجيج الصراعات والفتن في دولنا والدول المجاورة الشقيقة. وواصل السعيدي \'\'نأمل أن يستجيب قاسم لنداءات العقل والخير ويرمي من فكره كافة أشكال العنجهية والتغطرس ويثبت لجميع مناصريه أنه رجل خير وسلام حريص على أمن البلاد واستقرارها عبر الجلوس معنا والتباحث في الوضع السياسي في البلاد والأسباب التي أوصلت الشارع إلى ما هو عليه والوصول إلى نقاط رئيسية جوهرية متفق عليها من أجل مصلحة البحرين وشعبها. وبعث السعيدي برسالة خطية إلى عيسى قاسم عبر البريد المسجل يوم أمس جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى (وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله) من جاسم بن أحمد السعيدي إلى عيسى أحمد قاسم، أما بعد، فإنه وعلى ضوء المجريات التي تعصف بالساحة الدولية والساحة الداخلية والفتن والصراعات المذهبية التي عكرت صفو بلداننا العربية وأشعلت القلاقل والحروب وحرصا منا على التعايش السلمي بين السنة والشيعة في البلاد تحت راية قيادتها السياسية واستجابة لنداءات المواطنين بضرورة تقديم المبادرة لحلحلة الاحتقان الطائفي في البلاد وإنهاء حالة الفوضى والتخريب التي يمر بها الشارع وتزامنا مع احتفالات شعبنا بذكرى اليوم الوطني وجلوس جلالة الملك المفدى، فإنني أدعوك بصفتك رجل دين محترم لدى الطائفة الشيعية في البلاد أدعوك للنزول لهذه المطالب لمصلحة قيادتنا وشعبنا ووطننا عبر الحضور إلى مجلسنا الكائن في الرفاع والتباحث ووضع النقاط على الحروف في اليوم الذي يناسبكم. سائلين الله عز وجل أن يوفقنا لخير البلاد والعباد ومصلحة ديننا الحنيف ووطننا الغالي كتبه جاسم بن أحمد السعيدي. |
المصدر: جريدة الوطن البحرينية
