لقاء عسكري روسي تركي حول سوريا.. والأسد: سأبقى في منصبي حتى نهاية ٢٠٢١...المدافع والطائرات تحدِّد إيقاع يوميات سكان دوما

موسكو تعتبر السلام مؤجلاً إلى «أجل غير مسمى»..الفاينانشال تايمز: الحل تقسيم سورية..مقتل جنرال متقاعد بـ “الحرس الثوري”

تاريخ الإضافة الأربعاء 2 تشرين الثاني 2016 - 4:37 ص    عدد الزيارات 1743    القسم عربية

        


 

موسكو تعتبر السلام مؤجلاً إلى «أجل غير مسمى»
موسكو – رائد جبر < لندن، جنيف، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
نعت موسكو العملية السياسية في سورية، واعتبرت أن السلام «مؤجل إلى أجل غير مسمى»، وشدد الكرملين على «استحالة العودة إلى نظام الهدنة مع تواصل هجمات المسلحين في حلب»، في وقت استبعد الرئيس بشار الأسد أي مسار سياسي «قبل القضاء على الإرهاب»، متوقعاً أن يبقى في الحكم إلى نهاية ولايته في 2021. وتجددت المعارك بين فصائل معارضة والقوات النظامية غرب حلب وسط استئناف الطيران غاراته على مناطق الاشتباكات. وقررت الأمم المتحدة سحب موظفيها من حلب إلى دمشق.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن الأسد قوله خلال لقائه صحافيين أميركيين وبريطانيين شاركوا في ندوة في دمشق، إنه يستبعد «تغييرات سياسية حتى تربح الحكومة الحرب»، معلناً أنه يتوقع أن يبقى رئيساً على الأقل إلى نهاية ولايته كاملة في 2021.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قال إن «تحركات المعارضة التي تصف نفسها بأنها معتدلة تعرقل إطلاق عملية سياسية في سورية إلى أجل غير مسمى»، مضيفاً أن روسيا ما زالت محافظة على تجميد الطلعات الجوية لليوم 16 على التوالي، بينما «المسلحون يقتلون عشرات المدنيين» في حلب يومياً في محاولاتهم الاقتراب من الممرات الإنسانية.
ولفتت تصريحات شويغو الأنظار، لأنها المرة الأولى التي يقوِّم فيها المستوى العسكري الروسي آفاق العملية السياسية، كما أنه استخدم مصطلحات غير معهودة في بيانات وزارة الدفاع، مثل وصفه الآليات التي يستخدمها مسلحو المعارضة بأنها «جهادية»، إذ قال إن «أكثر من ألفين ممن يطلق عليهم اسم المعارضين المعتدلين شنوا هجمات كثيفة على أحياء سكنية ومدارس ومستشفيات بدعم من 22 دبابة «معتدلة» و15 مدرعة وعدد من راجمات الصواريخ و8 سيارات «جهادية» يقودها انتحاريون».
وتساءل شويغو: «هل هذه هي المعارضة التي يمكن التوصل إلى اتفاق معها؟». وقلل من أهمية معطيات غربية أشارت إلى ترجيح إطلاق عملية عسكرية واسعة في حلب مع وصول قافلة إمدادات بحرية إلى السواحل السورية في غضون أيام، مشيراً إلى أن «مجموعتي القوات الروسية في حميميم وطرطوس مزودتان بكل ما يلزم». وأضاف أن «القوات الروسية في القاعدتين تتلقى تقريباً ألفي طن من مختلف الشحنات يومياً».
ودخل الكرملين أمس، بقوة على خط ترجيح التصعيد العسكري، على رغم تأكيد الناطق باسمه ديمتري بيسكوف أن «موسكو مازالت ملتزمة بالهدنة في الوقت الراهن». وعلى رغم أن بيسكوف سخر من معطيات الصحافة الغربية حول التحضير لعملية عسكرية واسعة، وقال إنها «لا تمتلك معطيات عن خطط الرئيس فلاديمير بوتين»، شدد على أن «إعادة العمل بنظام الهدنة في حلب يغدو مستحيلاً في ظروف استئناف المسلحين هجماتهم».
وأوضح الناطق الرئاسي أن بوتين «لمس ضرورة تمديد الهدنة في حلب، وأكدنا في حينها أن كل شيء يعتمد على الموقف الذي سيتبناه الإرهابيون، وهذا يعني أنه سيستحيل تجديد الهدنة في حلب إذا ما قرر المسلحون الهجوم».
وكان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا دعا عناصر «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) إلى مغادرة حلب للمساعدة في إدخال المساعدات التي يحتاج إليها نحو 250 ألف مدني يعيشون تحت الحصار.
لكن القيادي في «هيئة المفاوضات العليا» المعارضة خالد خوجا، قال: «عدم تحرك المجتمع الدولي لكسر الحصار عن حلب سمح لجبهة النصرة بالتدخل في هذه المعركة. لا يمكننا أن نطلب من الناس الذين يعانون داخل حلب بسبب الحصار رفض المساعدة من أي طرف».
من جهة أخرى، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بـ «تجدد الاشتباكات في محيط ضاحية الأسد وأطراف منيان ومحيط المشروع 1070 شقة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر، وسط قصف للطائرات الحربية على مناطق في ضاحية الأسد ومحيط حي الحمدانية ومشروع 1070 شقة غرب حلب».
وقال موقع «روسيا اليوم» أمس، إن «فندق شهباء حلب الذي يقيم فيه موظفو الأمم المتحدة، تعرض لقصف بالدبابات من دون وقوع إصابات بينهم». وأكد المصدر أن «الأمم المتحدة اتخذت على الفور قرارات بنقل موظفيها الأجانب من حلب إلى دمشق بشكل موقت، في حين أبقت على الموظفين المحليين» هناك.
وفي موسكو (أ ف ب) أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن رئيسي أركان الجيشين الروسي والتركي فاليري غراسيموف وخلوصي اكار اجتمعا أمس لمناقشة النزاع السوري. وقالت الوزارة في بيان إن «مسألة تسوية النزاع السوري بما في ذلك تطبيع الوضع في حلب، نوقشت خلال اللقاء» الذي عُقد في موسكو، مشيرة إلى أن «تبادل وجهات النظر» بين الجنرالين اتسم «بالانفتاح».
وأوضح البيان أن الجنرال غيراسيموف أطلع محاوره التركي على جهود روسيا «لتحسين الوضع الإنساني في حلب»، مشيراً ألى أنهما تطرقا أيضاً إلى الوضع في الموصل التي يشن الجيش العراقي هجوما لاستعادتها. ولفت إلى أن «اللقاء جرى في روح بناءة»، مؤكداً أن تركيا وروسيا قررتا مواصلة «خط الاتصال» بين رئاستي أركان البلدين.
الفاينانشال تايمز: الحل تقسيم سورية
«عكاظ» (بيروت)
اعتبرت صحيفة «الفاينانشال تايمز» في عددها الصادر أمس (الأربعاء) أنه في ظل احتدام الحرب الأهلية في سورية فإن الحل الوحيد لهذه الأزمة لأمريكا وشركائها الأوروبيين هو وضع «خطة تقسيم» وتجهيز جيش بأعداد ضخمة لتطبيقها. وأوضحت الصحيفة أن التقسيم هو الحل الوحيد الواقعي الذي تراه أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون، ومنهم بريطانيا وفرنسا، لأنه كفيل بحسب زعمها بوضع مجموعة من القوانين في ظل المشاركة بنشر قوات لضمان تطبيق التقسيم. وأفادت بأن تقسيم سورية يجب أن يكون على أساس اختلافاتها العرقية والاثنية. ولفتت إلى أن العلويين ستكون لهم إمارة، وأن المجموعات الإثنية والسنة ستكون لهم إماراتهم بعد تطهير البلاد من تنظيم «داعش».
مقتل جنرال متقاعد بـ “الحرس الثوري”
السياسة..أنقرة – الأناضول:
أعلنت وسائل إعلام إيرانية، عن مقتل جنرال متقاعد في الحرس الثوري الإيراني، بمدينة حلب السورية. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني، أن “الجنرال المتقاعد في الحرس الثوري ذاكر حيدري، قتل خلال الاشتباكات الدائرة في مدينة حلب شمال سورية”. وأضاف “شغل حيدري سابقًا منصب قائد قوات عاشوراء في محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران”. وأشار إلى أن “حيدري انتقل إلى سورية طوعًا للعمل فيها كمستشار عسكري”.
 
موسكو تستبعد الحل السياسي... والأمم المتحدة تجلي موظفيها من حلب
لندن، موسكو - «الحياة»، أ ف ب
اتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد «داعش» في سورية بعدم ضبط المقاتلين المتطرفين، معتبراً أن فرص التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع باتت بعيدة، في وقت أجلت الأمم المتحدة موظفيها من مدينة حلب التي تشهد معارك بين القوات النظامية وحلفائها من جهة وفصائل معارضة من جهة ثانية.
وقال شويغو أن التحالف «يعرقل» العملية العسكرية الروسية في سورية ولا «يتحرك بشكل منسق». وتابع خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين نقل التلفزيون وقائعه: «نتيجة لذلك، فان احتمالات البدء بتسوية سياسية وعودة الشعب السوري إلى حياة هادئة أرجئت إلى أجل غير مسمى».
وقال إن مقاتلي المعارضة يقتلون يومياً «عشرات المدنيين المسالمين» الذين يحاولون استخدام الممرات الإنسانية التي فتحتها روسيا للخروج من الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب، ولم يسلكها حتى الآن سوى عدد ضئيل من الأشخاص. وتساءل: «هل أن هذه فعلاً معارضة يمكن التوصل إلى تفاهم معها؟» وتنفذ موسكو منذ أيلول (سبتمبر) 2015 حملة غارات جوية في سورية دعماً لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال شويغو إن روسيا أوقفت الغارات الجوية على شرق حلب منذ 16 يوماً، إثر ورود انتقادات شديدة للهجوم الذي باشرته قوات النظام في 22 أيلول للسيطرة على الأحياء الشرقية، بدعم من غارات روسية كثيفة وأخرى سورية، ما تسبب بمقتل مئات المدنيين وأحدث دماراً كبيراً لم تسلم منه المرافق الطبية.
وانتقد شويغو أيضاً التحفظات الغربية على استخدام السفن الحربية الروسية مرافئ أوروبية في طريقها إلى سورية، فدعا الدول الغربية إلى أن «تقرر من تريد أن تقاتل فعلاً: الإرهابيين أو روسيا».
ولفت إلى أن السفينة الحربية الروسية «بيوتر فيليكي» دخلت البحر المتوسط مع الأسطول المرافق لها.
وقال شويغو: «إن تنقل سفننا أثار بلبلة بين شركائنا الغربيين»، مضيفاً أن روسيا «استغربت خصوصاً موقف بعض البلدان التي أعلنت تحت ضغط من الولايات المتحدة والأمم المتحدة رفضها السماح لسفننا الحربية بدخول مرافئها».
وعدلت ناقلة طائرات روسية وسفن مواكبة لها متجهة إلى سورية الأسبوع الماضي عن التوقف للتمون في ميناء سبتة الإسباني بعدما تعرضت مدريد لضغوط لحملها على رفض السماح لها بذلك.
وشدد شويغو على أن ذلك لم يؤثر في الجدول الزمني لتنقل السفن «لأنها كانت مزودة بكل الموارد الضرورية».
وأكد أن قاعدة حميميم العسكرية قرب اللاذقية ومنشآت طرطوس (شمال غربي سورية)، حيث تنشر روسيا قوات وعتاداً عسكرياً، ستتلقى إمدادات بانتظام.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 53 عدد الشهداء الذين قضوا منذ صباح الـ 28 من الشهر الماضي وحتى نهاية يوم الـ 31 من الشهر ذاته، من ضمنهم 18 طفلاً و6 مواطنات، حيث استشهدوا جميعاً إثر استهداف مناطق سيطرة قوات النظام في أحياء حلب الغربية، بمئات القذائف الصاروخية والقذائف محلية الصنع، حيث استهدفت القذائف أحياء الميرديان والحمدانية وجمعية الزهراء وصلاح الدين ومناطق أخرى في القسم الغربي من مدينة حلب، بينما لا تزال أعداد الشهداء قابلة للازدياد لوجود عشرات الجرحى بينهم الأطفال والمواطنات، وبعضهم لا يزال في حالات خطرة».
وأشار إلى أن حلب «تشهد منذ 4 أيام معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، وجبهة فتح الشام والفصائل الإسلامية والمقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني ترافقت مع قصف عنيف ومتبادل بمئات القذائف والصواريخ، تمكنت خلالها الفصائل من التقدم والسيطرة على مناطق في القسم الغربي والضواحي الغربية لمدينة حلب».
وقال موقع «روسيا اليوم» أمس أن «فندق شهباء حلب الذي يقيم فيه موظفو الأمم المتحدة، تعرض لقصف بالدبابات من دون وقوع إصابات بينهم». وأكد المصدر أن «الأمم المتحدة اتخذت على الفور قرارات بنقل موظفيها الأجانب من حلب إلى دمشق بشكل موقت في حين أبقت على الموظفين المحليين» هناك.
وذكر الموقع أن «مسلحي المعارضة الذين يسيطرون على حي بستان القصر أطلقوا ثلاث قذائف دبابات على مبنى الفندق الواقع في الجهة الغربية من المدينة الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، حيث أصابت القذائف الطوابق 15 و16 و17 من الفندق، بالإضافة إلى مبنى سكني أمام الفندق».
ولم يسفر القصف عن إصابات بين موظفي الأمم المتحدة أو نزلاء الفندق، علماً أن الأمم المتحدة تشغل سبعة طوابق من مبنى الفندق، 3 منها للمكاتب و4 لإقامة موظفيها.
في الوسط، قال «المرصد» أنه «دارت اشتباكات ليل أمس في محيط قرية القرقور بأقصى ريف حماة الشمالي الغربي عند الحدود الإدارية مع ريف إدلب، بين حركة أحرار الشام الإسلامية من طرف، ومسلحين مجهولين من طرف آخر، إثر هجوم للأخير على حواجز الأول، في حين وردت معلومات مؤكدة عن عودة قافلة مساعدات إنسانية إلى مركزها في مدينة حماة، بعد توجهها إلى ريف حماة الجنوبي، وجرت العودة نتيجة إطلاق نار من مسلحين مجهولين على القافلة المؤلفة من نحو 17 شاحنة مساعدات.
إلى ذلك، قال «المرصد» أنه «لا يزال نزلاء سجن طرطوس المركزي، مستمرين في تنفيذ استعصائهم، في السجن، اعتراضاً على سوء المعاملة التي يتلقاها السجناء من سلطات السجن، بالإضافة لإصدار أحكام «إعدام» وسجن مؤبد وسجن لمدة 12 عاماً، وإصدار أحكام تحويل نزلاء من السجن إلى سجن صيدنايا». وعلم «المرصد السوري» أن «هذه الأحكام صدرت بحق معتقلين على خلفية التظاهرات والأحداث التي جرت بعد انطلاقة الثورة السورية، والذين يبلغ عددهم نحو 70 من أصل أكثر من 400 سجين، في حين تسود مخاوف مما ستؤول إليه الأمور، ومن رد فعل سلطات السجن على الاستعصاء هذا، بعد أن أكدت مصادر موثوقة، أن معاون قائد الشرطة في طرطوس توعد المعتقلين بإدخال سرية حفظ النظام في حال لم يفك النزلاء الاستعصاء».
إصابة مكتب للأمم المتحدة في حلب
الحياة...جنيف - رويترز
قالت الأمم المتحدة في بيان إن قصف دبابات أصاب مكتب الأمم المتحدة غرب مدينة حلب وألحق أضراراً بالطوابق العليا من مبنى معروف بأنه قاعدة الأمم المتحدة في المدينة التي تدور معارك للسيطرة عليها.
وقال علي الزعتري أكبر مسؤول للأمم المتحدة في بيان: «لا يزال أمراً صادماً أن يُستهدف المبنى الذي يضم مكاتب الأمم المتحدة بشكل مباشر». وتابع: «ندين بشدة تزايد العنف في كل حلب شرقاً وغرباً الأمر الذي أفضى إلى وفاة وإصابة عشرات المدنيين بينهم الأطفال».
ولم يشر بيان الأمم المتحدة لإصابة أي شخص في الانفجار. كما لم يحدد كيف عُرف أن القذيفة من دبابة وليس أي نوع آخر من الذخيرة كما لم يحدد من المسؤول عن إطلاق هذه القذيفة.
وشنت جماعات معارضة هجوماً على غرب حلب في الأيام القليلة الماضية في محاولة لفك الحصار على الشطر الشرقي من المدينة حيث تحاصر القوات المؤيدة للرئيس بشار الأسد ما يقدر بنحو 275 ألف شخص وثمانية آلاف مقاتل من المعارضة. وقال بيان الأمم المتحدة إن أكثر من 40 شخصاً قتلوا وأصيب كثيرون بسبب القصف الصاروخي من دون تمييز التي تنفذه جماعات المعارضة المسلحة على مناطق مدنية في غرب حلب.
المدافع والطائرات تحدِّد إيقاع يوميات سكان دوما
اللواء..(ا.ف.ب)
تحدّد الطائرات الحربية والمدافع إيقاع يوميات سكان مدينة دوما المحاصرة شرق دمشق، اذ تتحكم وتيرة القصف بكل قراراتهم من إرسال أولادهم الى المدرسة أو الخروج لقضاء حاجياتهم، وصولا الى الاختباء لساعات تحت الارض.
وتتعرض دوما، ابرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، منذ حصارها من قوات النظام في العام 2013، لقصف مدفعي وجوي شبه يومي، ما تسبب طيلة هذه السنوات بسقوط اعداد كبيرة من القتلى. ويعيش فيها حاليا اكثر من مئة الف شخص.
ويروي سكان من المدينة كيف ان القصف المدفعي والجوي يرسم مسار حياتهم اليومية، فاذا خلت السماء من الطائرات، يعيشون حياة طبيعية بالحد الممكن.
يذهب الاطفال الى مدارسهم، ويسيرون وهم يلهون ويقهقهون وسط شوارع مليئة بأكوام من بالركام.
ويخرج تجار الخضار بسطاتهم بانتظار الزبائن. ولكن ما ان يتجدد القصف حتى تخلو الشوارع تماما وتسارع العائلات للاختباء في ملاجئ تحت الارض، حيث قد تمضي ليلة كاملة اذا لم تتوقف الغارات والمدافع.
في احد احياء دوما، حفر ابو عمر حفرة داخل منزله ذي الهندسة الشامية العربية، وحولها الى غرفة صغيرة باتت ملجأ العائلة والاقارب عند اشتداد القصف.
ويقول ابو عمر، وهو عامل في مطلع الثلاثينات من عمره، لوكالة فرانس برس «حفرنا الملجأ بسبب القصف، لأن ما من مكان آخر نختبئ فيه».
واستغرق العمل لإنشاء هذا الملجأ 15 يوما، وتبلغ مساحته الاجمالية 13 مترا مكعبا بعمق اربعة امتار.
 ويوضح «هذه الغرفة لأهل البيت والجيران حتى يجلسوا فيها اثناء القصف». واذا حل الصباح واستيقظ اولاد اشقائه على صوت الغارات والقصف، يسارعون الى النزول على سلم خشبي الى هذه الغرفة الطينية عوضا عن حمل حقائبهم والتوجه الى المدرسة.
ويمضي الاطفال احيانا حوالى اربع ساعات تحت الارض، ينهون واجباتهم المدرسية ويساعدون بعضهم البعض ويلعبون معا.
 واضافة الى فتحة تهوئة في سقف الغرفة، حفر ابو عمر في الجدران رفوفا حجرية زينها بشراشف ذهبية اللون، فيما فرش سجادا ملونا على الارض حيث يجلس لساعات وامامه فناجين قهوة ذهبية اللون ايضا.
ويقول الطفل محمد (سبع سنوات)، وهو ابن شقيق ابو عمر ويقيم في الحي ذاته «نذهب الى المدرسة وانا في الصف الثاني، لكن المدرسة اغلقت ابوابها منذ ايام بسبب القصف».
ويروي ابن عمه عبد الرحمن (11 سنة) كيف «سارعنا للنزول الى الملجأ قبل فترة جراء استهداف المدينة بالصواريخ».
وفي ايام مماثلة، تخلو شوارع دوما تماما من اي حركة باستثناء سيارات الاسعاف التي تطلق صفاراتها وتسرع لانقاذ ضحايا الغارات وسحبهم من تحت الأنقاض. واعتاد الاطفال في منطقة الغوطة الشرقية على القصف، حتى ان ألعابهم وملاهيهم ومدارسهم باتت موجودة تحت الارض او مصنعة من مخلفات صواريخ تقصف بها مناطقهم منذ أربع سنوات.
وتشهد الغوطة الشرقية قرب دمشق منذ ستة اشهر تصعيدا في القصف اثر هجوم بدأته قوات النظام في أيّار، وتمكنت خلاله من السيطرة على عشرات البلدات والقرى والمزارع، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وحققت قوات النظام والمسلحون الموالون لها تقدما في الاسابيع الاخيرة لتصبح على بعد كيلومترين من الجهة الشمالية لدوما و«تضيّق الخناق عليها اكثر».
وبعدما كانت قوات النظام تحاصر منطقة الغوطة الشرقية، يخشى سكان دوما مع ازدياد وتيرة الغارات والمعارك ان يجدوا انفسهم محاصرين داخل المدينة على غرار سكان الاحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال البلاد.
لقاء عسكري روسي تركي حول سوريا.. والأسد: سأبقى في منصبي حتى نهاية ٢٠٢١
النظام يصعِّد في حلب ومعارك كرّ وفرّ بين المعارضة وداعش في ريفها الشمالي
(«اللواء» - وكالات)
صعّدت قوات النظام السوري وحلفاؤها عملياتِها العسكرية في محاولة منها لاستعادة مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية.
وشهد المحور الغربي لحلب مواجهات عنيفة مع قصف قوات النظام مواقع سيطرة المعارضة بالقذائف مصحوبة بغارات روسية، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واحتدمت الاشتباكات بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة والفصائل المقاتلة وجبهة فتح الشام من جهة أخرى بالأطراف الغربية، وتحديداً في محيط منيان وجمعية الزهراء بالتزامن مع سقوط قذائف وصواريخ على مناطق في أحياء السليمانية والتلفون الهوائي والسيد علي وجمعية الزهراء والحمدانية ومناطق أخرى غرب حلب.
وجاء رد المعارضة بمعركة المنيان قوياً، حيث استهدفت عناصره المسلحة مجموعة في صفوف قوات الأسد.
وحاولت قوات النظام والميليشيات المدعومة من إيران وحزب الله، الزحف باتجاه قرية منيان شمال الأكاديمية العسكرية، فتصدت لها قوات المعارضة وكبدتها خسائر فادحة في العديد والعتاد.
من جهة أخرى، استعاد تنظيم الدولة الإسلامية عدة قرى في ريف حلب الشمالي من المعارضة المسلحة، بينما سيطرت المعارضة على بلدة بلس بدعم تركي، كما شهد محيط مدينة الباب معارك عديدة.
واستعاد تنظيم الدولة السيطرة على قرى برعان والواش وثلثانة وجب العاصي جنوب مدينة أخترين في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد مواجهات مع الجيش السوري الحر المدعوم من الجيش التركي.
من جهة أخرى، قال ناشطون إن الجيش الحر سيطر على بلدة بلس جنوب مدينة الغندورة في الريف الشمالي لحلب على إثر اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة.
ويشهد ريف حلب الشمالي سباقا محموما لانتزاع مدينة الباب بريف حلب الشرقي من تنظيم الدولة، وذلك بين الجيش الحر من جهة، والوحدات الكردية التي تقدمت إلى مواقع كان قد انسحب منها التنظيم في وقت سابق من جهة أخرى.
روسيا وتركيا
في هذا الوقت، اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان رئيسي اركان الجيشين الروسي والتركي فاليري غرياسيموف وخلوصي اكار اجتمعا امس في موسكو لمناقشة النزاع السوري.
وقالت الوزارة في بيان ان «مسألة تسوية النزاع السوري بما في ذلك تطبيع الوضع في حلب، نوقشت خلال اللقاء»، مشيرة الى ان «تبادل وجهات النظر» بين الجنرالين اتسم «بالانفتاح».
واوضح البيان ان الجنرال غيراسيموف اطلع محاوره التركي على جهود روسيا «لتحسين الوضع الانساني في حلب»، مشيرا الى انه تم التطرق ايضا الى الوضع في الموصل معقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق التي يشن الجيش العراقي هجوما لاستعادتها.
وتابع البيان ان «اللقاء جرى في روح بناءة»، مؤكدا ان تركيا وروسيا قررتا مواصلة «خط الاتصال» بين رئاستي اركان البلدين.
وفي سياق متصل،اتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا بعدم ضبط المقاتلين المتطرفين، معتبرا أن فرص التوصل الى تسوية سياسية للنزاع باتت بعيدة.
 وقال شويغو أن التحالف «يعرقل» العملية العسكرية الروسية في سوريا ولا «يتحرك بشكل منسق».
وتابع خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين نقل التلفزيون وقائعه «نتيجة لذلك، فان احتمالات البدء بتسوية سياسية وعودة الشعب السوري الى حياة هادئة أرجئت الى أجل غير مسمى».
وقال ان مقاتلي المعارضة يقتلون يوميا «عشرات المدنيين المسالمين» الذين يحاولون استخدام الممرات الانسانية التي فتحتها روسيا للخروج من الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب، ولم يسلكها حتى الان سوى عدد ضئيل من الأشخاص.
وتساءل «هل أن هذه فعلا معارضة يمكن التوصل الى تفاهم معها؟». وقال ان روسيا اوقفت الغارات الجوية على شرق حلب منذ 16 يوما، اثر ورود انتقادات شديدة للهجوم الذي باشرته قوات النظام في 22 أيلول للسيطرة على الاحياء الشرقية، بدعم من غارات روسية كثيفة واخرى سورية، ما تسبب بمقتل مئات المدنيين واحدث دمارا كبيرا لم تسلم منه المرافق الطبية.
وانتقد شويغو أيضا التحفظات الغربية على استخدام السفن الحربية الروسية مرافئ أوروبية في طريقها الى سوريا، فدعا الدول الغربية الى أن «تقرر من تريد أن تقاتل فعلا: الارهابيين او روسيا».
ولفت إلى أن السفينة الحربية الروسية «بيوتر فيليكي» دخلت البحر المتوسط مع الاسطول المرافق لها.
وقال شويغو «ان تنقل سفننا اثار بلبلة بين شركائنا الغربيين»، مضيفا أن روسيا «استغربت خصوصا موقف بعض البلدان التي أعلنت تحت ضغط من الولايات المتحدة والأمم المتحدة رفضها السماح لسفننا الحربية بدخول مرافئها» ناقلة طائرات روسية وسفن مواكبة لها متجهة الى سوريا الاسبوع الماضي عن التوقف للتمون في ميناء سبتة الاسباني بعدما تعرضت مدريد لضغوط لحملها على رفض السماح لها بذلك.
وشدد شويغو على أن ذلك لم يؤثر على الجدول الزمني لتنقل السفن «لأنها كانت مزودة بكل الموارد الضرورية».
وأكد أن قاعدة حميميم العسكرية قرب اللاذقية ومنشآت طرطوس، حيث تنشر روسيا قوات وعتادا عسكريا، ستتلقى إمدادات بانتظام.
الأسد
من جهة أخرى، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله «إنني سأبقى على رأس السلطة في سوريا حتى العام 2021 على الأقل حين تنتهي ولايتي الثالثة ومدتها سبع سنوات».
جاء ذلك خلال استقباله عددا من الصحفيين الأميركيين والبريطانيين والمحللين السياسيين في دمشق حيث استبعد «أي تغييرات سياسية في سوريا قبل الانتصار في الحرب القائمة هناك». ووعد بـ«عهد جديد من الانفتاح والشفافية والحوار الذي سيبزغ في سوريا»، متحدثا عن «الصراع على الهوية في منطقة الشرق الأوسط، وعن حق كل سوري في أن يكون مواطنا بالكامل، بكل معنى هذه الكلمة».
ونفى الأسد «أي مسؤولية شخصية عن الحرب التي تجتاح سوريا»، وأنحى باللائمة على الولايات المتحدة والمتشددين الإسلاميين، وليس على حكومته أو القوات التابعة لها»، معرباً عن ثقته بـ«أن القوات الحكومية ستستعيد السيطرة على البلد بأكمله».
وأفاد الأسد «أنا مجرد عنوان - الرئيس السيئ، الرجل السيئ الذي يقتل الأخيار»، مضيفا «أنتم تعرفون هذه الحكاية. السبب الحقيقي هو لإسقاط الحكومة. هذه الحكومة التي لا تتناسب مع معايير الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أنه «على الرغم من «آلاف السوريين الذين قتلوا على يد الإرهابيين، لا يتحدث أحد عن جرائم حرب» اقترفتها تلك الجماعات».
المعارضة
 بالمقابل، قال خالد خوجا العضو البارز في الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية ان الاشخاص المحاصرين في الاحياء الشرقية لمدينة حلب لا يستطيعون رفض تلقي مساعدة من الجهاديين، منتقدا «عدم التحرك» الدولي لكسر الحصار عن المدينة.
ودعا المبعوث الاممي لسوريا ستيفان دي ميستورا الجهاديين الى مغادرة المدينة للمساعدة في ادخال المساعدات التي يحتاجها نحو 250 الف مدني يعيشون تحت الحصار.
إلا ان خوجا اكد ان السكان المحاصرين ومسلحي المعارضة الذين يحاولون الدفاع عنهم ليس امامهم من خيار الا قبول المساعدة التي يقدمها المقاتلون الاسلاميون. وصرح خوجا في مقابلة في جنيف في وقت متأخر من الاثنين ان «عدم تحرك المجتمع الدولي لكسر الحصار عن حلب سمح لجبهة النصرة بالتدخل في هذه المعركة». واضاف «لا يمكننا ان نطلب من الناس الذين يعانون داخل حلب بسبب الحصار رفض المساعدة من اي طرف».
وقال ان عدد مقاتلي النصرة في شرق حلب لا يتجاوز 300 مقاتل من بين نحو 20 ألف مقاتل، وهي الارقام التي تختلف عن ارقام الامم المتحدة التي تقدر عدد المقاتلين بنحو ثمانية الاف مقاتل داخل المنطقة المحاصرة من المدينة من بينهم نحو 900 ينتمون الى جبهة النصرة.
ورفض خوجا الانتقادات بان الفصائل المعارضة تطلق النار على المدنيين في غرب حلب، مؤكدا «بوصفنا الهيئة العليا للمفاوضات فاننا لا نقبل استهداف المدنيين».
وأقر خوجا بسقوط قتلى بين المدنيين اثناء محاولة الفصائل المعارضة كسر الحصار، الا انه القى اللوم على الداعمين الدوليين ومن بينهم الولايات المتحدة التي رفضت توفير اسلحة دقيقة للمعارضة. وقال ان الفصائل المسلحة «لا تستهدف المدنيين، بل يستهدفون النظام ولكن القنابل التي يستخدمونها ليست مثالية».
واضاف انه على الجانب الاخر فان «الروس يستهدفون المدنيين، والنظام يستهدف المدنيين. لا توجد مقارنة».
واعرب خوجا عن امله بأن تدفع الانتخابات الاميركية التي ستجري الاسبوع المقبل واشنطن الى دعم المعارضة السورية بشكل اكثر فعالية.
 واضاف «سمعنا (المرشحة الديموقراطية هيلاري) كلينتون تتحدث عن حماية المدنيين ومناطق حظر طيران، وهو الأمر الذي نرحب ونطالب به».
وأعرب عن خشيته من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي قال انه يبدو وكأنه «قريب جدا من الأسد والروس».
إلا انه قال انه عندما سيحصل ترامب على المزيد من المعلومات عن النزاع في سوريا «نامل بأن يغيّر موقفه».
كما اكد خوجا انه غير متفائل كثيرا باستئناف محادثات السلام التي تدعمها الامم المتحدة قريبا.
وقال «لا يمكننا ان نتحدث عن عملية سياسية الا اذا خففنا معاناة الناس على الارض. فهم يعانون من الحصار والجوع والقصف والتفجيرات».
 ولكن في مؤشر صغير على التقدم، عاد خوجا وغيره من المفاوضين في الهيئة العليا للمفاوضات الى جنيف لاول مرة منذ خروجهم من المحادثات قبل ستة اشهر وسط تصاعد العنف على الارض. وقال خوجا انهم متواجدون في جنيف ليس لاجراء محادثات سياسية بل لاجراء مناقشات فنية مع موظفي دي ميستورا حول قضية المعتقلين.
ووصف الاجتماع الذي استمر سبع ساعات الاثنين بأنه «مثمر»، وقال ان المفاوضين اتفقوا على العودة في تاريخ لاحق لاجراء مزيد من المحادثات حول ضمان الافراج عن اكثر من 200 ألف شخص يعتقد انهم معتقلون لدى النظام وحلفائه.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,186,284

عدد الزوار: 6,982,167

المتواجدون الآن: 80