اتفاق في فيينا على إطلاق مفاوضات بين المعارضة والنظام السوري...لقاء فيينا: تفاهم مشترك وبيان من 9 نقاط

الجبير: لا دور لبشار الأسد في هذه المرحلة...مجازر دموية في دوما وحلب وحمص وإدلب

تاريخ الإضافة الأحد 1 تشرين الثاني 2015 - 6:06 ص    عدد الزيارات 2087    القسم عربية

        


 

اتفاق في فيينا على إطلاق مفاوضات بين المعارضة والنظام السوري
تقارب كبير في الآراء حول رفض الديكتاتورية والإرهاب والتقسيم رغم الاختلاف على الأسد
 الرأي...كتب ايليا ج. مغناير
• طهران تعتبر اللقاء الأول «كسراً للجليد» ولا تستبعد التوصل إلى اتفاق
انتهى اجتماع فيينا بين وزراء خارجية 17 دولة حول الأزمة السورية، أمس، بتقارب كبير في وجهات النظر أفضى الى اتفاق بين أطرافه على الدعوة إلى مفاوضات مباشرة بين النظام والمعارضة لإنهاء الأزمة، تقود إلى تشكيل حكومة غير طائفية ولا تقصي أحداً قبل إجراء الانتخابات... إلا أن المشاركين اختلفوا على دور الرئيس بشار الأسد.
وأفاد البيان الختامي الصادر بعد الاجتماع أن اطراف «المحادثات السورية تدعو الأمم المتحدة لجمع الحكومة والمعارضة السورية من أجل عملية سياسية تقود إلى تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحداً قبل إجراء الانتخابات»، مضيفا أن «المشاركين سيسعون إلى وقف النار في كل أنحاء سورية».
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع الذي دام أكثر من سبع ساعات: «اتفقنا على سورية موحدة علمانية وبقاء مؤسسات الدولة»، مضيفاً أن «هدفنا وقف الحرب في سورية بالطرق الديبلوماسية».
واعتبر أن الأسد لا يمكن أن يوحد سورية ويحكمها وموقف الولايات المتحدة من أن لا دور له في مستقبل سورية لم يتغير.
وقال كيري ان «هناك من يطلب منا ان نختار بين الديكتاتورية والإرهابيين والتقسيم... ونحن نقول لا للديكتاتورية ولا للإرهابيين ولا للتقسيم».
وأعلن كيري استمرار الخلافات بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا وايران من جهة أخرى على مصير الأسد مضيفا ان هذه الدول الثلاث «اتفقت على ألا تتفق» حول مصير الاسد.
وأكد أن العمل الديبلوماسي اليوم واعد أكثر من السابق، مضيفا ان روسيا تقر بضرورة ايجاد حل في سورية رغم دعمها للأسد، مشيرا الى اتفاق على اجتماع آخر بعد أسبوعين.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان ليس هناك اتفاق على مصير الأسد الذي يتعين على الشعب السوري ان يقرر بشأنه، مؤكدا ان موسكو لم تقل يوماً إنها متمسكة ببقاء الاسد بل قالت ان مصيره يحدده الشعب السوري، معرباً عن أمله في أن تكون هناك ثقة أكبر بين دول الشرق الأوسط بعد اجتماع الأمس.
إلى ذلك، قالت مصادر مرافقة للوفد الايراني في فيينا لـ «الراي» ان «جميع المجتمعين تحت مظلة الحرب السورية على قناعة اليوم بأن أرض المعركة تحسن شروط المفاوضات ولكنها لن تكون الحل للحرب الدائرة في سورية، ولهذا فان اللقاء الاول يُعتبر لقاء كسر الجليد ليس إلّا، لأن كل طرف سيبقى على موقفه كجزء من اصول اللعبة الديبلوماسية، وان احتمال التوصل الى حل واتفاق حول الطاولة ليس مستحيلاً، الا ان شروطه من الممكن ان تتعثر كثيراً اثناء سير المفاوضات».
وأوضحت المصادر نفسها ان «المملكة العربية السعودية تصرّ على رحيل الرئيس السوري بشار الاسد ضمن سقف زمني معيّن بينما روسيا وايران تصران على مسألة ان الشعب السوري هو مَن يقرر رحيل أو بقاء الاسد، وليس أي دولة من المنطقة أو أي دولة عظمى، الا ان ما نسمعه من خلف الكواليس ان دول المنطقة والولايات المتحدة، تريد من الرئيس الاسد ان يدعو الى انتخابات رئاسية مبكرة، وان يعمل على تَقاسُم السلطة مع السلطات التنفيذية وألا يترشح مرة اخرى لان حظوظ نجاحه في الانتخابات المقبلة كبيرة جداً».
وأوضحت المصادر نفسها ان «الخطوة الايجابية الكبرى التي تحصل اليوم في فيينا هي لقاء الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة للتحدث وجهاً لوجه، الا ان المستغرب ان تفرض بعض الدول المجتمعة رأيها وتضع شروطاً، وكأن لديها وصاية على سورية أو تعتبر بلاد الشام جزءاً من مناطق نفوذها الطبيعي، وهو ما يخرج عن نطاق الديبلوماسية، فالرئيس الاسد يمثل الاقلية في سورية التي يحاربها الإرهاب، ويمثل جزءاً من السوريين الذين رفضوا العيش تحت سقف سلطة الارهاب، وهجروا منازلهم من الشمال والجنوب، ليلجأوا الى مناطق نفوذ الدولة (النظام)، ونحن هنا في فيينا ندعو الى إعطاء الشعب السوري حقه الطبيعي باختيار مَن يريد تمثيله دون وصاية من احد، مع الاعتراف بمعارضة لها دورها ويجب ان يكون لها كرسي إلى طاولة المفاوضات مثل الجيش الحر. وكذلك للاكراد السوريين الحق بالمشاركة في المفاوضات، وأي جهة علمانية أو اسلامية غير تكفيرية تستطيع المطالبة بما تريد وترفع الصوت لتقول رأيها ليس فقط على طاولة المباحثات هنا بل ايضاً في بلدها سورية».
وتابعت المصادر: «وضعنا أسساً ثابتة سنعتمدها في المفاوضات وعلى رأسها محاربة الإرهاب وتصنيف الفصائل المعارضة من الفصائل التكفيرية. وبعد التصنيف يأتي بند محاربة الإرهاب على أرض المعركة ووقف تمويل التنظيمات الارهابية وتسهيل مرورها ودعمها استخباراتياً ولوجستياً، ووقف وصول الاموال اليها، وإجماع الحرب عليها، كي يتسنى إجراء الانتخابات الرئاسية، وإلا فإن من غير الممكن اللجوء الى أي حركة ديموقراطية في ظل أطراف تقاتل وتدعو لانشاء دولة تكفيرية لا مكان فيها لأي طرف يحمل فكراً مختلفاً».
وبحسب المصادر فان «اللقاء في فيينا سببه التدخل الروسي الذي لن يتوقف عسكرياً حتى تجد الأطراف كلها حلاً واقعياً يقبل به الجميع، وإلا فان الحرب مفتوحة من الشمال الى الجنوب، والوضع السوري يتجه لمصلحة الرئيس الاسد على المدى الطويل، الا ان الجميع يفضّلون اليوم وقف النزيف وتضامن القوى ضد تنظيميْ داعش وجبهة النصرة لان هزيمتهما لن تكون ممكنة بين ليلة وضحاها».
 
الجبير: لا دور لبشار الأسد في هذه المرحلة
فيينا - «الحياة»
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مساء اليوم (الجمعة) أن الحل السياسي لأزمة سورية لا بد أن ينطلق من مقررات جنيف واحد، وأن لا دور للرئيس السوري بشار الأسد في هذه المرحلة.
وقال في تصريح إلى قناة «الإخبارية» السعودية، عقب انتهاء مباحثات فيينا لبحث التسوية السياسية للأزمة السورية، إن «الخيار أمام بشار الأسد هو التنحي من طريق عملية سياسية أو الهزيمة في ميدان القتال، وهذا ما طرحناه للمجتمعين اليوم، وخلال الأيام المقبلة سنعلم مدى جدية أو رغبة الجانب الإيراني والجانب الروسي في الوصول إلى حل سلمي للأزمة في سورية، فالنقطتين اللتين كان عليهما خلاف، هما موعد و وسيلة رحيل بشار الأسد، وموعد ووسيلة انسحاب القوات الأجنبية من سورية وبالذات القوات الإيرانية، وهاتان النقطتان أساسيتان».
وأضاف الجبير أنه «لن يكون هناك حل دون حسم هاتين النقطتين، فإذا لم يتم الاتفاق على موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد، وموعد ووسيلة رحيل القوات الأجنبية الموجودة في سورية فلن يكون هناك أي اتفاق فيما يتعلق بالشأن السوري وفيما يتعلق بالعملية السياسية، وكنا واضحين كل الوضوح في حديثنا خلال الاجتماع».
 
«بيان فيينا» يضع مبادئ الحل... ويسعى الى «هدنة» شاملة ومندوبون عن 17 دولة في اجتماع فيينا
فيينا، واشنطن، بيروت، لندن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
انتهى الاجتماع الدولي - الإقليمي في فيينا أمس باتفاق ممثلي ووزراء خارجية 17 دولة ومنظمة على مبادئ للحل السوري بينها العمل على وقف لإطلاق النار وهدنة شاملة وبقاء مؤسسات الدولة السورية وتشكيل حكومة تمثيلية، مع بقاء الخلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد ودوره في المرحلة الانتقالية. لكن الأطراف المشاركة اتفقت على عقد لقاء آخر خلال أسبوعين في العاصمة النمسوية، في وقت قتل وجرح عشرات المدنيين بغارات سورية وروسية على شرق دمشق ومدينة حلب، بالتزامن مع قرار إدارة الرئيس باراك أوباما إرسال حوالى 50 خبيراً عسكرياً لدعم مقاتلين عرب وأكراد في القتال ضد «داعش» في شمال شرقي سورية.
وشكل صدور بيان مشترك عن اجتماع فيينا الموسع، تطوراً ايجابياً، ودعا الى تشكيل «هيئة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة». وحض «بيان فيينا» على هدنة في كل أنحاء سورية. وأضاف أن «خلافات كبيرة لا تزال قائمة» رغم اتفاقهم على ضرورة «تسريع كل الجهود الديبلوماسية لإنهاء الحرب»، داعين الأمم المتحدة ان تجمع معاً ممثلي الحكومة السورية والمعارضة لتدشين عملية سياسية تؤدي إلى «تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحداً يعقبها وضع دستور جديد وإجراء الانتخابات».
وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على بعض المبادئ المتفق عليها بينها ان مؤسسات الدولة السورية يجب ان تبقى قائمة مع الحفاظ على وحدة سورية، إضافة الى دعوة الأمم المتحدة لجمع الحكومة والمعارضة السورية من أجل عملية سياسية تقود إلى تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحداً والسعى الى وقف إطلاق النار في كل أنحاء سورية.
وأكد كيري استمرار الخلافات بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا وإيران من جهة ثانية حول مستقبل الأسد، على رغم أن كل الأطراف المشاركة في لقاء فيينا اتفقوا على العمل من أجل حل سياسي للنزاع. وقال كيري ان الدول الثلاث، الأطراف الرئيسية في الجهود الديبلوماسية لحل النزاع، «اتفقت على ألا تتفق» حول مصير الأسد.
من جهته، قال لافروف إن المحادثات فشلت في التوصل لاتفاق على مصير الأسد. وأضاف إنه يرى أن «الشعب السوري هو من يقرر مصير الأسد»، لافتاً الى ان مناقشة وقف إطلاق النار في سورية مستمرة لكن «قتال الجماعات الإرهابية سيستمر».
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال في مقابلة مع «هيئة الإذاعة البريطانية»، ان الرياض تتمسك برأيها بأن الأسد يجب ان يتنحى عن منصبه بسرعة. وأضاف: «سيغادر إما من خلال عملية سياسية او سيتم خلعه بالقوة».
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: «تطرقنا الى كل المواضيع حتى الأكثر صعوبة منها. هناك نقاط خلاف لكننا تقدمنا في شكل كافٍ يتيح لنا الاجتماع مجدداً بالصيغة نفسها خلال أسبوعين». وأضاف: «هناك نقاط لا نزال مختلفين حيالها، وأبرز نقطة خلاف هي الدور المستقبلي للأسد». وقال الوزير الفرنسي ايضاً «الا اننا اتفقنا على عدد معين من النقاط، خصوصاً حول الآلية الانتقالية وإجراء انتخابات وطريقة تنظيم كل ذلك ودور الأمم المتحدة».
من جهتها، قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني ان «مشاكل كبيرة لا تزال قائمة إلا إننا توصلنا الى نقاط اتفاق. هذا الاجتماع لم يكن سهلاً الا انه كان تاريخياً». وأضافت ان الاتصالات الدولية اللاحقة حول سورية ستجري «تحت إشراف الأمم المتحدة».
في الوقت نفسه، أعلنت الإدارة الأميركية نيتها نشر قوات خاصة في سورية ومقاتلات في تركيا لدعم حملة التحالف الدولي ضد «داعش» في العراق وسورية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست «استراتيجيتنا في سورية لم تتغير» مشيراً الى أن العسكريين الذين سيرسلون الى هذا البلد «أقل من خمسين عنصراً»، لن يقوموا «بمهمة قتالية». وأكد مسؤول آخر ان الجيش الأميركي سينشر طائرات هجومية من نوع «ايه - 10» ومقاتلات اف - 15 في قاعدة جوية تركية في اطار الحملة ضد «داعش».
وفيما اعتقلت السلطات التركية سوريَين يشتبه بتورطهما بمخططات إرهابية في تركيا، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن قوات الأمن ألقت القبض على اشخاص يشتبه بأنهم انتحاريون كانوا يحاولون الفرار إلى سورية ومعهم سبعة كيلوغرامات من المتفجرات. وتحدثت مصادر ان بين المعتقلين شخصاً رئيسياً في المعارضة السورية في تركيا.
ميدانياً، شهد يوم أمس تصعيداً في العمليات العسكرية التي قتل فيها تسعون شخصاً بينهم 17 طفلاً في الغوطة الشرقية لدمشق، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي أشار أيضاً الى مقتل 32 شخصاً بينهم 12 طفلاً جراء غارات جوية شنتها طائرات حربية لم يعرف ما اذا كانت روسية ام تابعة لقوات النظام على احياء عدة تحت سيطرة الفصائل في مدينة حلب شمال البلاد.
وأعلن الجيش الروسي أمس انه دمر 1623 «هدفاً ارهابياً» في سورية في شهر، بينها 51 معسكر تدريب و131 مخزن أسلحة.
 
وضع أسساً لبدء عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة
لقاء فيينا: تفاهم مشترك وبيان من 9 نقاط
إيلاف...نصر المجالي
ختمت الدول المشاركة في مؤتمر فيينا الذي يهدف إلى إيجاد حل للأزمة السورية بإصدار بيان حدد أسس عملية سياسية جديدة يؤمل أن تنهي الحرب الأهلية السورية لكنها لم تتفق بشأن مصير الرئيس السوري، بشار الأسد.
نصر المجالي: يهدف الاجتماع يوم الجمعة إلى تقريب الهوة الفاصلة بين الولايات المتحدة وحلفائها الذين يدعمون المعارضة والمسلحين وأبرز حلفاء الحكومة السورية، روسيا وإيران.
وقالت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إن ثمة أسسا لبدء عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة.
نص البيان
وفي الآتي النص الكامل للبيان المشترك الصادر بعد المحادثات الوزارية بشأن إيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية كما اتفقت عليه 17 دولة والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة.
التقى المجتمعون في فيينا في الثلاثين من تشرين الأول (أكتوبر)، وهم الصين ومصر والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيران والعراق وإيطاليا والأردن ولبنان وعمان وقطر وروسيا والسعودية وتركيا والإمارات والمملكة المتحدة والأمم المتحدة والولايات المتحدة لبحث الوضع الخطير في سوريا وسبل إنهاء العنف في أقرب وقت ممكن.
وأجرى المشاركون مناقشات صريحة وبناءة شملت القضايا الرئيسية. ولا تزال توجد خلافات جوهرية بين المشاركين إلا أنهم توصلوا لتفاهم مشترك على النقاط التالية:
1- وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها وهويتها العلمانية أمور أساسية.
2- مؤسسات الدولة ستظل قائمة.
3- حقوق كل السوريين يجب حمايتها بصرف النظر عن العرق أو الانتماء الديني.
4- ضرورة تسريع كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
5- ضمان وصول المنظمات الإنسانية لكل مناطق سوريا وسيعزز المشاركون الدعم للنازحين داخليا وللاجئين وللبلدان المستضيفة.
6- الاتفاق على ضرورة هزيمة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وغيرها من الجماعات الإرهابية كما صنفها مجلس الأمن الدولي واتفق عليه المشاركون.
7- في إطار العمل ببيان جنيف 2012 وقرار مجلس الأمن الدولي 2118 فإن المشاركين وجهوا الدعوة للأمم المتحدة لجمع ممثلي الحكومة والمعارضة في سوريا في عملية سياسية تفضي إلى تشكيل حكومة ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية على أن يعقب تشكيلها وضع دستور جديد وإجراء انتخابات.
وينبغي إجراء هذه الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة بموافقة الحكومة وبالتزام أعلى المعايير الدولية للشفافية والمحاسبة وأن تكون حرة نزيهة يحق لكل السوريين ومنهم المغتربون المشاركة فيها.
8- سوريا هي التي تملك وتقود هذه العملية السياسية والشعب السوري هو من يحدد مستقبل سوريا.
9- المشاركون ومعهم الأمم المتحدة سيدرسون ترتيبات وتنفيذ وقف لإطلاق النار بكل أنحاء البلاد يبدأ في تاريخ محدد وبالتوازي مع هذه العملية السياسية الجديدة.
ويعكف المشاركون في الأيام المقبلة على تضييق هوة الخلافات المتبقية والبناء على نقاط الاتفاق. ويجتمع الوزراء خلال اسبوعين لمواصلة هذه المباحثات.
دستور جديد
وإلى ذلك، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محدثات فيينا حول الأزمة السورية أن: المتفاوضين حول سوريا اتفقوا على ضرورة تحضير دستور جديد وإجراء انتخابات بمراقبة الأمم المتحدة، "المشاركون يتوجهون بطلب إلى الأمم المتحدة لجمع ممثلي الجمهورية العربية السورية والمعارضة لبدء عملية سياسية…. تسمح بتحضير دستور جديد وإجراء انتخابات عامة".
وأضاف لافروف أن روسيا مازالت على موقفها بأن مصير الأسد يجب أن يقرره السوريون، وروسيا لم تعلن أنه يجب على الأسد البقاء في السلطة في سوريا، وتعتبر أن مصيره يجب أن يقرره الشعب السوري، "أنا لم أقل، أن بشار الأسد يجب أن يبقى، وتحدثت عن حقيقة مفادها أن مصير بشار الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري، كما هو الحال فيما يتعلق بعمليات التنمية في الدولة السورية".
حقوق السوريين
وقال وزير الخارجية الروسي إن المتفاوضين حول سوريا اتفقوا أنه يجب الحفاظ على حقوق جميع السوريين بغض النظر عن معتقداتهم وقوميتهم.
وأضاف أن المتفاوضين أكدوا بشكل صارم على محاربة داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، ولا يريدونهم أن يستولوا على السلطة في البلد.
وقال لافروف: "إن جون كيري، تحدث كثيراً عما يحدث في سوريا، وعن المعاناة التي يعيشها الشعب السوري، وكم من الدماء أريقت، وكيف فقد الكثير من الناس، وكيف تمَّ انتزاعهم من منازلهم، نريد نهاية لهذا الوضع، ونريد أن نمنع الإرهابيين من الاستيلاء على السلطة في البلاد".
وخلفت الحرب الأهلية في سوريا المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات 250 ألف قتيل و11 مليون نازح (نصف السكان) سواء النازحون في داخل سوريا أو الذين نزحوا خارج البلد.
وكثفت روسيا وإيران في الآونة الأخيرة تدخلهما العسكري في سوريا إذ تدعمان القوات الحكومية الموالية للأسد. لكن الولايات المتحدة وتركيا والسعودية ودول الخليج العربية الأخرى تصر على أن الأسد لا يمكن أن يقوم بدور في مستقبل سوريا.
 
مجازر دموية في دوما وحلب وحمص وإدلب
المستقبل..(أورينت نت، سوريا مباشر، زمان الوصل، كلنا شركاء، السورية نت)
فيما كانت الاجتماعات والمشاورات غير المسبوقة في العاصمة النمساوية فيينا تجري ثنائية وثلاثية ورباعية وموسعة لبحث كيفية حل الأزمة السورية، كانت الطائرات الروسية والأخرى التابعة لحليف موسكو بشار الأسد، ترتكب ثلاث مجازر دموية في دوما بريف دمشق وأرياف حلب وحمص وإدلب.

ففي مدينة دوما، الشقيقة الكبرى لمدن وبلدات الغوطة الشرقية، لا تلقى اجتماعات فيينا أصداء كبيرة بين أهلها، فالهم الوحيد لهم هو البقاء أحياء وسط جحيم الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الروسية وصواريخ نظام الأسد التي طالت الأبنية السكنية ومشفى ميدانياً وسوقاً شعبياً.

وأحصت وحدات الإخلاء والإسعاف في الدفاع المدني لمدينة دوما سقوط 65 شهيداً حتى بعد ظهر أمس، إلى جانب إصابة قرابة 200 آخرين نتيجة شن طائرات بوتين الحربية أكثر من 15 غارة جوية على سوق شعبي ومحيط مسجد في المدينة، بعدما كانت صواريخ الأسد انهمرت على المتسوقين وقت الذروة، ما زاد من عدد الشهداء الذين تمزقت أجسادهم أشلاء في الشوارع.

وعادت الطائرات الروسية لتقصف السوق الشعبي في مدينة دوما للمرة الثانية بـ3 صواريخ شديدة الانفجار خلال محاولة وحدات الإخلاء والإسعاف في الدفاع المدني رفع الأنقاض وانتشال الجثث التي خلفتها المجزرة الأولى، الأمر الذي أدى إلى سقوط المزيد من الشهداء.

وأفادت مصادر ميدانية أن قوات النظام استهدفت أيضاً بأكثر من عشرة صواريخ أرض ـ أرض السوق الشعبية أثناء ازدحام الباعة والناس وأيضاً الأحياء السكنية عند الظهيرة، ما أوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى، ثم عاودت قوات النظام قصف السوق بعد تجمع فرق الإنقاذ لنقل القتلى والجرحى ما أوقع المزيد من الضحايا.

وتحدث ناشطون عن شن الطيران الحربي الروسي غارات عدة بعد ارتكاب المجزرة بأربع ساعات استهدفت الأحياء السكنية وأسفرت عن قتلى وجرحى ودمار كبير في الأبنية والممتلكات.

وذكر المكتب الطبي الموحد أن أعداد القتلى مرشح للزيادة جراء انعدام المواد الطبية الأساسية ونقص الكادر الطبي والإسعافي في ظل الحصار الذي تشهده الغوطة الشرقية واستهداف المشافي والتي كان آخرها أول من أمس حيث استهدف الطيران الروسي بغارتين المشفى الرئيسي ومستودع الأدوية في مدينة دوما وأسفرتا عن خمسة عشر قتيلاً معظمهم من المرضى والكادر الطبي بالإضافة إلى دمار المشفى بالكامل وسيارة إسعاف وتلف الأدوية والمعدات الطبية.

يُشار الى أن مدينة دوما التي يبلغ عدد سكانها نحو مئتي ألف نسمة تتعرض لقصف جوي من الطيران الحربي الروسي في الآونة الأخيرة على الرغم من عدم وجود تنظيم داعش أو النصرة في صفوف المقاتلين في الغوطة الشرقية.

وفي حلب، وصف موقع «زمان الوصل» ما جرى أمس بـ»شلال دم بفعل التحالف الأسدي ـ الروسي«، حيث قضى 60 مدنياً على الأقل وجرح العشرات نتيجة قصف جوي وصاروخي استهدف مناطق متفرقة في محافظة حلب وريفها الشرقي أمس.

وقال مراسل «زمان الوصل» في حلب، إن الطيران المروحي التابع للنظام قام بإلقاء حاوية متفجرة على مدينة الباب بريف حلب الشرقي، سقطت وسط سوق تجاري مزدحم بالمدنيين، من ثم قام الطيران الحربي الروسي بتنفيذ 6 غارات جوية وسط المدينة وفي أطرافها مما تسبب بمقتل وجرح العشرات.

وقال مصدر طبي في المدينة، إن عدد الضحايا بلغ 13 شخصاً جميعهم من المدنيين، مشيراً إلى أن الأحياء التي طالها القصف هي: حي بيت الشامي، حي شارع عصفور وساحة مرطو، لافتاً إلى أن القصف خلف دماراً واسعاً في المباني السكنية.

كما نفذ الطيران الروسي غارات عدة على أحياء مدينة حلب، مخلفاً ضحايا وجرحى في صفوف المدنيين ودماراً كبيراً في المباني السكنية، ما تسبب بسقوط 45 شهيداً، بينهم نساء وأطفال.

وأشار مراسل «زمان الوصل» إلى أن الغارات الجوية استهدفت حيي الفردوس وصلاح الدين، مخلفة 23 قتيلاً مدنياً، بينما قضى أكثر من 20 آخرين في حي المغايير، إثر سقوط صاروخ بالستي على أحد التجمعات السكنية.

ورجح مصدر من الدفاع المدني في مدينة حلب لـ»زمان الوصل» أن يكون مصدر الصاروخ الذي سقط في حي المغايير عصر أمس هو البوارج الروسية الموجودة قبالة الساحل السوري، واصفاً القدرة التدميرية للصاروخ بأنها «هائلة» ولم يسبق أن حدثت أثناء قصف النظام.

واستهدف الطيران الحربي مسجد المزرعة الخامسة في مدينة مسكنة بريف حلب الشرقي بغارات عدة، أثناء خروج المصلين من صلاة الجمعة ما أوقع جرحى.

وقضى ستة عشر مدنياً على الأقل وأصيب عشرات آخرون، جراء أكثر من عشر غارات شنها الطيران الحربي الروسي صباح أمس، على مناطق متفرقة في ريف إدلب.

وفي مدينة معرة النعمان في الريف الجنوبي، قضى سبعة مدنيين وأصيب أكثر من سبعة عشر آخرين، أثناء توجههم إلى صلاة الجمعة في أحد مساجد المدينة، حيث أغارت الطائرات الروسية على مكان مزدحم بالقرب من المسجد، ما تسبب بسقوط العشرات من الجرحى، تم نقل بعضهم إلى المستشفيات الحدودية بسبب حالتهم الحرجة.

وفي قرية الكستن في ريف جسر الشغور الغربي، استهدف الطيران الروسي القرية بغارة أدت إلى سقوط أربعة قتلى إضافة لعشرة جرحى في صفوف المدنيين.

كما قتل أربعة مدنيين في بلدة الدانا في الريف الشمالي لإدلب نتيجة استهدافها بغارة روسية. وأيضاً أغارت طائرة حربية روسية على أطراف قرية أبديتا في جبل الزاوية في ريف إدلب، متسببة بمقتل مدني وسقوط ستة جرحى بينهم امرأتان.

كما تعرضت مدينة جسر الشغور ومدينة كنصفرة في ريف إدلب لقصف من راجمات الصواريخ من معسكر «جورين« في سهل الغاب.

وفي حمص، أفاد مراسل «السورية نت» عن ارتكاب الطيران الحربي الروسي لمجزرة جديدة في ريف حمص الشمالي راح ضحيتها شهداء من المدنيين وعدد من الجرحى. فقد نفذ الطيران الحربي 8 غارات استهدفت مدن تلبيسة والرستن وأم شرشوح بريف حمص الشمالي أسفرت عن استشهاد امرأة وطفلها جراء استهداف غارة لمنزلها في مدينة الرستن، إضافة إلى استشهاد امرأة مسنة وحفيدها في غارة ثانية استهدفت المدينة أيضاً فجر الجمعة.

وأعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أمس أن سوريا توقفت عن القصف بالبراميل المتفجرة إثر دعوات متكررة من موسكو بشكل خاص لوقف استخدامها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين.

وقال تشوركين إنه تبعاً لهذا التطور لم يعد هناك من داعٍ لأن يناقش مجلس الأمن مشروع قرار يهدد بفرض عقوبات على سوريا بسبب استخدامها هذه البراميل.

وقال تشوركين في تصريح صحافي «منذ سنوات نتكلم مع السوريين لإقناعهم بالتزام أقصى درجات ضبط النفس وتجنب سقوط ضحايا مدنيين إذا أمكن. ومسألة البراميل المتفجرة هي موضوع تناقشنا فيه معهم».

واعتبر السفير الروسي أنه مسرور لأن التقرير الأخير للأمم المتحدة حول الأزمة الإنسانية في سوريا لا يتطرق الى استخدام للبراميل المتفجرة. وتابع تشوركين قائلاً «آمل بأن تنتهي هذه المسألة لأن هذه الأسلحة التي تُلقى بشكل عشوائي لن تُستخدم بعد اليوم».
 
ما هي التغيّرات الميدانية بعد شهر على الحملة الروسية؟
اللواء..(ا.ف.ب)
بدأت روسيا في 30 أيلول شن غارات جوية في سوريا، ووفرت طائراتها الحربية غطاء جويا للعمليات البرية التي يقودها الجيش السوري في محافظات عدة في البلاد. وطالت الغارات الروسية خلال شهر معظم المحافظات السورية وتسببت بمقتل حوالى 600 شخص، يشكل مقاتلو الفصائل الاسلامية والمقاتلة والجهاديون الثلثين منهم.
اين تتركز الغارات الروسية في سوريا؟
شنت الطائرات الروسية غارات في عشر محافظات من اصل 14 محافظة، بينها الرقة ودير الزور معقلا تنظيم الدولة الاسلامية في شمال وشرق البلاد.
وتركزت الغارات بشكل اساسي على محافظات حماة وادلب واللاذقية وحلب وحمص، حيث بدأت قوات النظام باسناد جوي روسي عمليات برية في السابع من تشرين الاول ضد الفصائل الاسلامية والمقاتلة.
 واستهدفت طائرات روسية للمرة الاولى خلال هذا الاسبوع محافظة درعا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، موسعة بذلك نطاق عملياتها الجوية.
وبقيت اربع محافظات بمنأى عن الضربات الروسية، هي الحسكة الخاضعة بمجملها لسيطرة الاكراد فيما يتواجد النظام في مركز المحافظة، ومحافظتا السويداء ذات الغالبية الدرزية وطرطوس اللتان تسيطر عليهما قوات النظام، بالاضافة الى القنيطرة في هضبة الجولان حيث تتقاسم فصائل اسلامية وقوات النظام السيطرة.
ونفذت روسيا منذ بدء حملتها 1391 طلعة جوية ودمرت 1623 «هدفا ارهابيا» وفق ما اعلن قائد العملية العسكرية في سوريا الجنرال اندريه كارتابولوف، بحسب ما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية امس.
ما هي القدرات العسكرية التي تعتمد عليها روسيا؟
 لدى روسيا منشآت لوجستية عسكرية في ميناء طرطوس على البحر الابيض المتوسط، لكنها تتخذ من مطار حميميم في جنوب اللاذقية قاعدة عسكرية لعملياتها الجوية.
وبحسب بيانات وزارة الدفاع الروسية، تستخدم موسكو طائرات حربية من طراز «سوخوي -24» و«سوخوي-25» و«سوخوي-30» و«سوخوي-34».
وتقول الوزارة ان طوافات حربية روسية منتشرة ايضا في سوريا لكنها لم تتطرق الى استخدامها ام لا، في البيانات التي تصدرها حول الغارات الجوية.
وفي السابع من تشرين الاول، اعلنت وزارة الدفاع ان اربع سفن من اسطول بحر قزوين اطلقت 26 صاروخا على 11 هدفا لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وأرسلت روسيا كذلك المئات من المظليين وعناصر القوات البحرية لضمان امن منشآتها في طرطوس واللاذقية، من دون ان يشارك هؤلاء في العمليات العسكرية على الأرض، على حد قولها.
من هي المجموعات التي استهدفتها الغارات الروسية؟
تقول روسيا ان حملتها الجوية تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات «ارهابية» اخرى، لكن دولا غربية عدة تتهمها باستهداف الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام اكثر من تركيزها على الجهاديين.
وفي العديد من المحافظات التي تستهدفها الغارات الروسية، وبينها حماة وادلب واللاذقية، لا وجود فعلي لتنظيم الدولة الاسلامية.
وتتهم الفصائل المقاتلة المدعومة من الولايات المتحدة موسكو باستهدافها، ومن بينها لواء «صقور الجبل» الذي اعلن في السابع من تشرين الاول ان الغارات الروسية دمرت مستودعاته الرئيسية في ريف حلب الغربي.
وبعيدا عن الفصائل، استهدفت روسيا ايضا معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظتي الرقة ودير الزور، وهي مناطق تواجده الرئيسية في سوريا.
ما الذي تغير ميدانيا؟
بدأ الجيش السوري والمسلحون الموالون له بدعم من مقاتلي حزب الله في السابع من تشرين الاول، هجوما بريا بغطاء جوي روسي في ريف حماة الشمالي.
واستهدف الهجوم مجموعة من القرى والبلدات القريبة من طريق دمشق - حلب الدولي. وشهد ريف حماة الشمالي والشمالي الشرقي اول تنسيق عسكري بين قوات النظام والطائرات الروسية.
وتمكن الجيش من السيطرة على قرى المغير والبحصة وعطشان فيما خسر قرى سكيك ولحايا ومعركبة، بحسب المرصد السوري.
وفي ريف اللاذقية الشرقي، سيطرت قوات النظام على غالبية تلال الجب الاحمر باستثناء التل الاهم المشرف على سهل الغاب وجسر الشغور وريف ادلب الجنوبي الغربي.
وتحظى منطقة سهل الغاب باهمية استراتيجية وهي عبارة عن مثلث يصل حماة باللاذقية وادلب.
وتمكنت قوات النظام في ريف حلب الجنوبي من السيطرة وفق المرصد، على ست قرى وعدد من التلال والمزارع المحيطة بها، فيما اعلن الجيش السوري سيطرته «على خمسين قرية ومزرعة» تبلغ مساحتها «أكثر من 120 كيلومترا مربعا».
في المقابل، خسرت قوات النظام اثر هجوم عنيف لتنظيم الدولة الاسلامية، جزءا من طريق خناصر اثريا الحيوي الذي تستخدمه لنقل امداداتها من وسط البلاد باتجاه مناطق سيطرتها في مدينة حلب، حيث يعاني مئات الالاف من السكان في الاحياء تحت سيطرة النظام من حصار خانق.
ما هي حصيلة قتلى الغارات الروسية؟
 افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس ان مراسليه على الأرض سجلوا مقتل 595 شخصا جراء الغارات الروسية منذ انطلاقها، بينهم 185 مدنيا، 48 منهم من الاطفال.
ويتوزع القتلى في صفوف المقاتلين البالغ عددهم الاجمالي 410 بين «279 مقاتلا من الفصائل المقاتلة والاسلامية وجبهة النصرة و131 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية».
وأعلنت روسيا من جهتها انها قتلت 300 «ارهابي» على الأقل في غارات على حلب والرقة فقط، من دون تفاصيل اضافية، في موازاة نفيها بشدة استهداف او قتل مدنيين.
وتضاف الحملة الروسية الى اخرى يشنها الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن منذ 23 أيلول 2014 ضد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.
وبحسب المرصد، قتل 3650 شخصا على الأقل جراء غارات الائتلاف منذ انطلاقها حتى 23 تشرين الاول الحالي.
ويتوزع القتلى بين 226 مدنيا و3276 مقاتلا من تنظيم الدولة الاسلامية و136 مقاتلا على الأقل من جبهة النصرة و11 آخرين من فصائل اسلامية.
 
جنود أميركيون في سوريا: مجازفة وتحوّل كبير
 (ا.ف.ب)
أعلنت الولايات المتحدة امس انها ستنشر حوالى خمسين عنصرا من القوات الخاصة في سوريا، في قرار غير مسبوق يشكل تحولا في موقف الرئيس باراك اوباما بالنسبة لجهود الحرب الدولية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في هذا البلد.
وبعد مرور اربع سنوات ونصف سنة على اندلاع النزاع الذي اوقع اكثر من 250 ألف قتيل في سوريا، فانها المرة الاولى التي تستعد فيها واشنطن لارسال عسكريين ميدانيا الى سوريا رسميا في دور غير قتالي وانما لتقديم الاستشارات.
وكان اوباما يرفض حتى الان علنا ارسال قوات على الأرض ويفضل اعتماد الضربات الجوية.
وقال المسؤول الكبير في الادارة الاميركية ان «الرئيس اجاز نشر عدد محدود من قوات العمليات الخاصة الأميركية - اقل من 50 - في شمال سوريا».
واضاف المسؤول ان هؤلاء الجنود من قوات النخبة «سيساعدون على تنسيق القوات المحلية ميدانيا وجهود التحالف للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية» بدون مزيد من التوضيحات.
وبالتالي فان حوالى 50 عسكريا من القوات الخاصة سيتولون رسميا دور المساعدة وتقديم الاستشارات لمجموعات مسلحة من المعارضة السورية المعتدلة ولن يكونوا ضالعين بشكل مباشر في عمليات قتالية.
من جهته، اكد الناطق باسم البيت الابيض جوش ارنست «استراتيجيتنا في سوريا لم تتغير» مشيرا الى ان العسكريين الذين سيرسلون الى هذا البلد - اقل من خمسين عنصرا - لن يقوموا «بمهمة قتالية».
واضاف ان «صلب استراتيجيتنا العسكرية في سوريا هو تعزيز قدرات القوات المحلية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية على الأرض، في بلدهم».
 وردا على سؤال حول احتمال زيادة هذا العدد في المستقبل لم يستبعد ارنست مثل هذا الاحتمال. وقال «لا اريد ان اتنبأ بالمستقبل».
 واضاف «من الواضح ان هؤلاء العسكريين سيواجهون مجازفات فعلية» مؤكدا انهم «سيجهزون من اجل الدفاع عن انفسهم».
وحول الفترة التي سيبقون فيها داخل سوريا لم يقدم المتحدث باسم اوباما ردا واضحا.
 الى ذلك، اكد مسؤول اخر ان الجيش الاميركي سينشر طائرات هجومية من نوع «ايه-10» ومقاتلات اف-15 في قاعدة جوية تركية في اطار الحملة التي يشنها الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وكان اوباما اقر خلال مؤتمر صحافي اثار ضجة كبرى في اب 2014 بأن الولايات المتحدة ليس «لديها استراتيجية» في سوريا.
ورمزيا فان القرار العسكري الذي اعلن الجمعة في اوج عملية دبلوماسية جرت في فيينا حول سوريا، يعتبر تحولا في موقف الرئيس الاميركي الذي كان يعتبر حتى الان مشككا في جدوى التدخل العسكري ولا يريد الغوص في نزاع جديد في الشرق الاوسط بعد الانسحاب من العراق.
ومنذ اندلاع النزاع السوري في اذار 2011، رفض اوباما على الدوام التدخل عسكريا في سوريا قبل ان تشكل واشنطن في صيف 2014 ائتلافا من 65 دولة يقوم بقصف مواقع تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات جهادية اخرى في سوريا والعراق المجاور.
 
مجزرتان في دوما وحلب... والمعارضة تتقدم في اللاذقية
لندن، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
شهدت سورية أمس تصعيداً كبيراً في حدة الغارات التي يشنها الطيران الروسي والسوري والقصف المدفعي والصاروخي الذي تقوم به قوات النظام، ما أوقع مئات القتلى والجرحى سقط معظمهم بمجزرتين في دوما، معقل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، ومدينة حلب في شمال البلاد. وعلى رغم الغارات الروسية الكثيفة، نجحت فصائل المعارضة في استعادة منطقة جبلية مهمة في ريف اللاذقية غرب سورية.
في غضون ذلك (أ ف ب) أعلن الجيش الروسي الجمعة أنه دمر 1623 «هدفاً إرهابياً» في سورية منذ بدء تدخله العسكري قبل شهر.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن قائد العملية العسكرية في سورية الجنرال اندريه كارتابولوف: «خلال الشهر المنصرم، نفذت الطائرات الروسية 1391 طلعة جوية ودمرت 1623 هدفاً إرهابياً» بينها 51 معسكر تدريب و131 مخزن أسلحة.
لكن «الائتلاف الوطني السوري» أشار في بيان أمس إلى فشل الروس في مساعدة النظام في تحقيق «أي انتصار عسكري بعد مرور شهر كامل على بدء العدوان». واتهم الطيران الروسي بقصف مناطق سكنية ومستشفيات ومدارس وأفران، قائلاً إنه «تم إحصاء سقوط نحو 1716 ضحية بينهم أطفال ونساء». وينفي الروس دائماً مسؤوليتهم عن مقتل مدنيين وضرب مستشفيات.
ميدانياً قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وجماعة إغاثة محلية الجمعة إن 57 شخصاً قتلوا و100 أصيبوا بجروح بعدما أطلقت القوات الحكومية السورية صواريخ على سوق في دوما التي تقع على مسافة 15 كيلومتراً شمال شرقي دمشق. وذكر المرصد أن القوات الحكومية أطلقت 12 صاروخاً على دوما التي تعرضت لقصف عنيف في الشهور الأخيرة.
ونشرت جماعة الدفاع المدني السوري صورة على صفحتها على «فايسبوك» تظهر بها نحو 12 جثة غارقة في الدماء مسجاة على الأرض وقالت إن أكثر من 45 قتلوا في الهجوم الذي قالت إنه تم باستخدام صواريخ موجهة. وقالت الجماعة في تغريدة على «تويتر»: «انه لأمر شائن... فبينما يجتمع الزعماء من أجل السلام في فيينا تتواصل (الهجمات) ضد المدنيين في سورية». ونشرت الجماعة تسجيلاً مصوراً ظهر فيه الناس وهم يحاولون مساعدة ناجين في مشهد فوضوي بين الجثث.
وقدّمت وكالة «مسار برس» المعارضة حصيلة مختلفة لمجزرة دوما، وقالت إنها أوقعت «55 شهيداً وحوالى 200 جريح أغلبهم من النساء والأطفال»، متهمة «الطيران الحربي الروسي» بالمسؤولية عما حصل، علماً أن المرصد تحدث عن قصف صاروخي لقوات النظام.
وقُتل ثمانية أشخاص على الأقل يوم الخميس جراء غارات جوية استهدفت إحداها مستشفى ميدانياً في دوما، وفق ما ذكر المرصد السوري.
وتزامنت مجزرة دوما أمس مع تصعيد واضح في محافظة ريف دمشق، إذ أشار المرصد إلى تنفيذ طائرات حربية ما لا يقل عن 20 غارة على منطقة المرج بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى سقوط جرحى، بينما ارتفع إلى ما لا يقل عن 24 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي منذ الصباح على مدينة داريا بالغوطة الغربية. وأضاف أن اشتباكات وقعت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر، في محيط إدارة المركبات عند أطراف حرستا، مشيراً إلى «معلومات عن استعادة قوات النظام السيطرة على مبنيين في المنطقة».
وفي محافظة حلب (شمال)، أشار المرصد إلى أن طائرات حربية ليس واضحاً إذا كانت سورية أم تابعة للنظام نفّذت 20 غارة على أحياء الفردوس وصلاح الدين ومنطقة المغاير في حي الكلاسة جنوب غربي حلب والعامرية والشيخ سعيد جنوب حلب ومسكنة بريف حلب الشرقي وخان العسل بريف حلب الغربي. وأوضح أن الغارات أدت إلى مقتل طفلين وإصابة اثنين آخرين في حي صلاح الدين، ومقتل ما لا يقل عن 10 مواطنين وإصابة أو فقدان أكثر من 28 آخرين بينهم أطفال ومواطنات في حي الفردوس. أما الغارات على حي المغاير فقد أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 مواطناً بينهم أطفال وإصابة وفقدان أكثر من 42 آخرين من ضمنهم أطفال ومواطنات.
وأضاف أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة ووجود مفقودين لا يعرف مصيرهم».وتابع المرصد أن 3 من مقاتلي الفصائل الإسلامية قُتلوا في اشتباكات مع قوات النظام في محيط معمل الإسمنت بأطراف حي الشيخ سعيد في مدينة حلب، فيما استهدفت الفصائل المقاتلة بصاروخ «تاو» أميركي دبابة لقوات النظام على أطراف حي الزهراء غرب حلب، ما أدى إلى إعطابها وخسائر بشرية.
ولفت المرصد أيضاً إلى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية وتجمعات أخرى من جهة ثانية، في محيط وأطراف بلدة خان طومان، وسط تضارب المعلومات حول تمكن قوات النظام من التقدم والسيطرة على أجزاء من البلدة».
وفي محافظة حماة (وسط)، أشار المرصد إلى قصف جوي استهدف قرى في سهل الغاب في الريف الشمالي الغربي، في وقت دارت اشتباكات بين قوات النظام وبين عناصر من تنظيم «داعش» في منطقة الشيخ هلال بريف حماة الشرقي حيث قُتل عناصر من التنظيم باستهداف آلية كانوا يستقلونها. وتابع أن «الفصائل الإسلامية» دمرت دبابتين لقوات النظام في محيط قرية عطشان بريف حماة الشمالي الشرقي.
وفي محافظة حمص المجاورة، أغارت الطائرات الروسية على بلدة الغنطو وقرية تيرمعلة بالريف الشمالي، بالتزامن مع اشتباكات في محيط قرية الدوير «وسط تضارب المعلومات حول الجهة التي تسيطر على القرية القريبة من بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي».
وفي محافظة إدلب، أغارت الطائرات الروسية على قريتي تل مرق والحمدانية بالريف الجنوبي، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة قرية سكيك بريف إدلب الجنوبي. وتابع أن 4 مواطنين بينهم 3 أطفال قُتلوا في غارة على قرية الكستن بريف جسر الشغور.
وفي محافظة اللاذقية الساحلية، قال المرصد إن المعارضة سيطرت على قرية كفردلبة بالريف الشمالي. وكتبت «شبكة شام» الإخبارية، من جهتها، أن كفردلبة تُعتبر «أحد أهم النقاط التي تشكل خط دفاعي أولي عن المناطق المحررة في مصيف سلمى»، مشيرة إلى أن قوات النظام «عملت للسيطرة عليها نظراً إلى أهميتها ولاعتبارها بوابة الدخول لمصيف سلمى». وأضافت أن «هذه العملية والعملية التي سبقتها في السيطرة على بلدة دورين أربكت قوات الأسد التي ظنت أن الفصائل فقدت قوتها وقدرتها على الهجوم بعد الضربات الروسية المكثفة والتي استهدف مقرات الفرقة الساحلية الأولى والثانية واللواء العاشر ومقرات حركة أحرار الشام الإسلامية بالإضافة لعشرات الأسواق والبلدات والمناطق السكنية».
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,980,400

عدد الزوار: 6,973,703

المتواجدون الآن: 67