مواجهات القدس تذكّر بشرارة الانتفاضة بعد محاولة يهود متطرفين اقتحام الحرم

تاريخ الإضافة الإثنين 28 أيلول 2009 - 6:56 ص    عدد الزيارات 3994    القسم عربية

        


رام الله – من محمد هواش والوكالات:
في تكرار مأسوي لشرارة الانتفاضة الثانية في 27 ايلول 2000 وفي اليوم عينه الذي اقتحم فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي سابقا أرييل شارون باحات المسجد الاقصى، اقتحمت امس مجموعات يهودية يمينية تدعمها الشرطة الاسرائيلية وقوات حرس الحدود باحات الحرم القدسي الشريف الذي يضم المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة والمصلى المرواني، بحجة أداء صلوات فيه في مناسبة عيد "يوم كيبور" (يوم الغفران ) اليهودي. وتحاول هذه المجموعات اليهودية السيطرة على منطقة الحرم واقامة "الهيكل المزعوم" على انقاض المسجد الاقصى.
وبدأت المواجهات بين الفلسطينيين وعناصر الشرطة الاسرائيلية عند باب الاسباط وباب حطة من أبواب المسجد الاقصى، حيث أصيب العشرات، بينهم أولاد ونساء، برضوض وحالات اختناق، عندما اعتدت عليهم الشرطة الاسرائيلية بالهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع.
كما رشق المدافعون عن المسجد الذين تجمعوا عند باب حطة رجال الشرطة بالزجاجات الفارغة والحجار.
وشهدت باحات المسجد الاقصى مواجهات بين المصلين الفلسطينيين من جهة والشرطة الاسرائيلية والمتطرفين اليهود من جهة أخرى بعدما اقتحمت مجموعات يهودية متطرفة باحات المسجد الاقصى في حراسة الشرطة الاسرائيلية، فراح المصلون الذين كانوا في المسجد يرشقونهم بالحجار والكراسي والاحذية، فردت الشرطة مستخدمة القوة لتفريق المتظاهرين مما أدى الى اصابة العشرات منهم.
ومنعت الشرطة الاسرائيلية الفلسطينيين الذين هبوا للدفاع عن المسجد من دخوله وقطعت الطرق المؤدية الى بوابات المسجد، كما منعت الشخصيات الاسلامية من الدخول ومنهم رئيس الهيئة الاسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، وأصدرت قرارا بمنع مسؤول ملف القدس في حركة "فتح" حاتم عبد القادر من دخول البلدة القديمة حتى اشعار آخر عقب دعوته المواطنين الى الاحتشاد في الحرم القدسي والتصدي لمحاولات الجماعات اليهودية المتطرفة اقتحامه. وفي وقت متأخر سمحت السلطات الاسرائيلية فقط لمن تزيد أعمارهم عن الخمسين بدخول الاقصى وأداء صلاة الظهر في رحابه. وكانت سلطات الاحتلال وضعت الكثير من الحواجز العسكرية والبوليسية المشددة والمتتالية على بوابات المسجد وبالقرب منه، لمنع دخول المصلين الى الاقصى، كما فتحت بوابات البلدة القديمة، لكنها أبقت حال الاستنفار ووضعت الحواجز لتفتيش الفلسطينيين والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية.
 

السلطة الفلسطينية

و استنكرت السلطة الفلسطينية ما سمته "الجريمة الاسرائيلية" وقال وزير الاوقاف الفلسطيني محمود الهباش: "ان المسجد الاقصى المبارك يمثل الخط الاحمر لكل العرب والمسلمين والفلسطينيين بشكل خاص، والاعتداء عليه وعلى المقدسات الإسلامية هو اعتداء على التراث الإسلامي والعربي بأكمله". وشدد في مؤتمر صحفي في مقر وزارة الاعلام برام الله  على "ان القدس ومقدساتها مفتاح عملية السلام، وكل من يحاول ان يعتدي على الاقصى يتحمل المسؤولية بكل تداعياتها التي تضر بعملية السلام في المنطقة". واضاف ان "اقتحام شرطة الاحتلال ومجموعة من المرتزقة الاسرائيليين الذين دنسوا حرمة الاقصى يعتبر جريمة جديدة ضد الشعب الفلسطيني والاماكن المقدسة".


وحمل الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شخصيا "مسؤولية ما حدث في الاقصى، وكل الانتهاكات ضد شعبنا ومقدساتنا”.



"حماس"

وقالت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في بيان "إن محاولات استهداف المسجد الاقصى واستباحة حرماته هو تصعيد خطير نحذر من الاستمرار فيه، ونحمل الاحتلال المسؤولية عن كل التبعات والتطورات التي ستترتب على هذه الجريمة".


واعتبرت "ان التصعيد الاسرائيلي في مدينة القدس هو نتيجة طبيعية للقاء نيويورك، واستمرار الانحياز والدعم الاميركي لجرائم الاحتلال، ولهذا فان الحركة تدعو سلطة رام الله وحركة فتح الى التوقف عن مسلسل اللقاءات العبثية مع الاحتلال التي توفر له غطاء للاستمرار في هذه الجرائم".


كذلك دعت "الحكومات العربية الى التوقف عن المراهنة على الموقف الاميركي والتخلي عن حال الصمت تجاه الجرائم ضد المسجد الاقصى والشعب الفلسطيني".


ونظمت الحركة مسيرات احتجاج في القطاع.



حنا

وحذر رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس المطران عطاالله حنا من خطورة استهداف الاقصى، وقال: "ان ما يخطط لمدينة القدس خطير جدا وما حدث اليوم (امس) في باحات المسجد الاقصى المبارك هومؤشر خطير لما تنوي سلطات الاحتلال العمل به في حق هذا المسجد المبارك خاصة والقدس عامة".


واضاف في بيان صحافي: "نحن المسيحيين والفلسطينيين المقدسيين لا يمكننا ان نكون متفرجين ومكتوفين، فاليوم الاقصى وغدا القيامة والاحتلال في عنصريته لا يستثني احدا".


وندد باستهداف الاماكن المقدسة ولا سيما منها المسجد الاقصى، مؤكدا "تضامن مسيحيي القدس والاراضي المقدسة مع اخوانهم المسلمين شركائهم في هذا الوطن، لان استهدافهم هو استهداف لنا والاعتداء عليهم هو اعتداء علينا".



بركة

ورأى النائب العربي في الكنيست الاسرائيلية محمد بركة ان "حكومة نتنياهو تسعى الى تصعيد دموي جديد، للتهرب من استحقاقات العملية التفاوضية". وقال في بيان صحافي ان "اعتداء الاحتلال على الحرم القدسي الشريف اليوم واصابة عدد كبير من المواطنين فيه، يدل على ان اسرائيل لا تسعى الى تحقيق السلام وتعمل على تصعيد الاوضاع بشكل دموي وخطير، وهو عمل مخطط له، وهو ما تظهره الاجراءات المشددة التي فرضت على الدخول الى الحرم...".



فرانكو

وصرح قائد لواء شرطة القدس الميجر جنرال آهرون فرانكو بانه "لا نية لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف"، وان "التصريحات المتطرفة التي اطلقتها جهات اسلامية اخيرا بان المسجد الاقصى في خطر لا اساس لها من الصحة".


وقال انه "يحق لليهود ان يصلوا في باحة حائط المبكى بأمان أسوة بالمسلمين الذين ادوا شعائرهم الدينية خلال شهر رمضان في الحرم القدسي الشريف دون مضايقة". وشدد على ان "الشرطة ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الاخلال بالنظام العام في محيط الاماكن المقدسة بالقدس".



الجليل

ووضعت شرطة لواء الشمال الاسرائيلية قواتها على اهبة الاستعداد "للتعامل مع حوادث اخلال بالنظام العام قد تقع خلال يوم الغفران". وقال قائد اللواء الشمالي في الشرطة الميجر جنرال شمعون كورين انه "ستنشر قوات معززة من الشرطة وخصوصا في مناطق عكا وكرمئيل ونتسيرت عيليت ووادي عارة.


واضاف: "ان الشرطة لن تحتمل اي محاولة للاخلال بالنظام العام"، مشيرا الى انه عقدت خلال الايام الاخيرة اجتماعات عدة بين قيادات من الشرطة ووجهاء من الوسط العربي في مسعى للحفاظ على الهدوء والنظام العام خلال يوم الغفران".



"عطيريت كوهانيم"

وكانت صحيفة "هأرتس" الاسرائيلية نشرت انها حصلت على كراس لجمعية "عطيريت كوهانيم الاسرائيلية اليمينية يفصل خططها المستقبلية لامتلاك عقارات جديدة داخل البلدة القديمة من القدس، وكذلك في احياء عربية عدة من المدينة.


واستنادا الى هذا الكراس، تخطط الجمعية لشراء خمس عقارات في البلدة القديمة بكلفة اجمالية تزيد على عشرة ملايين دولار، تتسع لايواء نحو 20 عائلة يهودية".


كما تطمح الجمعية الى انشاء حي سكني في حي الشيخ جراح الفلسطيني يتسع لـ20 عائلة، ولتوسيع الحي الاستيطاني المسمى "كدمات تصيون" في بلدة ابو ديس شرق المدينة ليضم 300 وحدة سكنية.


ولفت العضو اليساري في مجلس بلدية القدس مئير مرغاليت الى "ان تفاقم الاوضاع الاقتصادية لسكان شرق القدس يجعل بعضهم اكثر استساغة لعروض الجمعيات الاستيطانية، فيما اكد رئيس جمعية "عطيريت كوهانيم" ماتي دان ان "الجمعية تتحرك لاعتبارات قومية خالصة تتماشى مع الاحكام الالهية".


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,071,210

عدد الزوار: 6,751,362

المتواجدون الآن: 119