روسيا والعالم الاسلامي: العودة الى نقطة الصفر

المعارضة الروسية تطالب بإعادة الانتخابات الرئاسية بعد الفوز الساحق لبوتين

تاريخ الإضافة الأربعاء 7 آذار 2012 - 6:25 ص    عدد الزيارات 2022    القسم دولية

        


 

الاتحاد الأوروبي يحضّ موسكو على «معالجة ثغرات» النظام الانتخابي و«الأمن والتعاون» تنتقد الظروف «غير العادلة» في انتخابه
المعارضة الروسية تطالب بإعادة الانتخابات الرئاسية بعد الفوز الساحق لبوتين
جريدة الرأي..عواصم - وكالات -طالب ائتلاف المعارضة الروسية بانتخابات رئاسية جديدة واصفاً الانتخابات التي فاز فيها رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بما يزيد على 63 في المئة من الاصوات بـ «المهزلة»، فيما أعلن فريق المراقبين التابعين لمنظمة الأمن الجماعي في أوروبا، امس، أن الانتخابات تخللتها ظروف غير عادلة في الحملة الانتخابية لمصلحة بوتين.
وقال فلاديمير ريجكوف احد قادة المعارضة امام الاف المتظاهرين في موسكو «نطالب بانتخابات رئاسية جديدة. هذه الانتخابات مهزلة. السلطة غير شرعية».
من جهة ثانية قال مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا في بيان نشر على موقع المنظمة انه على رغم أن الحملة الانتخابية في روسيا لم تشبها أي عراقيل، لكن الظروف كانت أكثر مواتاة لواحد من المرشحين وهو بوتين، الذي أظهرت النتائج الرسمية حصوله على نحو 64 في المئة من الاصوات، موضحين أن جميع المرشحين منحوا حيّزاً في الاعلام، لكن بوتين كانت له أفضلية واضحة من حيث الظهور الاعلامي.
وأضاف البيان أن موارد الدولة جنّدت على مستوى المناطق لدعم بوتين، وأشار أيضاً الى أن الشروط المشددة على الترشيح حدت من التنافس الحقيقي.
وقال تيني نوكس، رئيس فريق المراقبين ان «الانتخابات أظهرت بوضوح الفائز وبغالبية ساحقة ما حال دون اجراء جولة ثانية، الاّ أن خيار الناخب كان محدوداً، والتنافس الانتخابي افتقد للعدل وكذلك للحَكَم الحيادي».
من جانبه، قال تونينو بيكولا، المنسق الخاص في الوفد، ان «هناك مشاكل جدية منذ بداية هذه الانتخابات. ان الفكرة من الانتخابات هي أن النتيجة يجب ألاّ تكون أكيدة. وهذه لم تكن الحالة في روسيا. لم يكن هناك تنافس حقيقي واستغلال الموارد الحكومية ضمنت ألاّ يكون هناك شك بمن سيكون الفائز الأخير».
وأوضحت المنظمة انه على رغم أن «الحكومة الروسية بذلت بعض الجهد لتحسين الشفافية، الاّ أنه لا تزال تسود حالة عدم الثقة في تماسك العملية الانتخابية»، داعية السلطات الروسية الى التحقيق في كل الادعاءات بحصول انتهاكات خلال العملية الانتخابية.
غير أن المنظمة لاحظت في المقابل مشاركة نشيطة من المواطنين الروس، معتبرة ذلك طريقة فعّالة لزيادة الثقة في الاستحقاقات المقبلة.
وفي بروكسيل، أعلنت المفوضية الاوروبية، انها «تشجع روسيا على معالجة الثغرات» في العملية الانتخابية غداة فوز بوتين.
وقالت الناطقة باسم المفوضية مايا كوسيانسيتش ان «الاتحاد الاوروبي اخذ علما بالنتائج الاولية»، مشددة على ان المفوضية تشاطر المراقبين الدوليين قلقهم بعد تقرير لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا تحدث عن مخالفات.
واوضحت ان الاتحاد الاوروبي «تابع باهتمام كبير» الاقتراع لان روسيا «شريكة استراتيجية وجارة مهمة في آن واحد».
وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية في روسيا امس، فوز بوتين بنسبة 63 في المئة من الأصوات من الاصوات من الدورة الاولى كما أظهرت النتائج شبه النهائية التي نشرت صباح امس، غداة اقتراع نددت به المعارضة التي تنوي تنظيم حشد كبير جدا لمناصريها في موسكو.
واعلنت اللجنة الانتخابية المركزية ان رئيس الوزراء والرجل القوي في روسيا الذي سبق ان شغل الرئاسة لولايتين بين 2000 و 2008، حصل على 63،9 في المئة من الاصوات بعد فرز 98،47 في المئة من مراكز الاقتراع.
وحل المرشح الشيوعي غينادي زيوغانوف في المركز الثاني بحصوله على 17،18 في المئة من الاصوات حسب النتائج نفسها، فيما حصل الملياردير الليبرالي ميخائيل بروخوروف على 7،7 في المئة والمرشح الشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي على 6،24 في المئة، فيما حل الوسطي سيرغي ميرونوف في المرتبة الاخيرة مع 3.84 في المئة. وبلغت نسبة المشاركة 64 في المئة.
وتوقع الكسي نافالني، احد قادة ائتلاف المعارضة الروسية، «استمرار حركة الاحتجاج وفي نهاية المطاف الانتصار على سلطة بوتين.
وكان بوتين تحدث في خطاب هجومي بعد اعلان فوزه الكبير مساء اول من امس، امام أكثر من مئة الف شخص احتشدوا في ساحة الكرملين مهنئا مواطنيه لانهم قالوا «نعم لروسيا العظيمة».
وتابع بوتين: «ربحنا في معركة شفافة وشريفة». وقال ايضا «اثبتنا ان لا احد يستطيع ان يفرض علينا شيئا، لا احد ولا شيء. اثبتنا ان مواطنينا يعرفون التفريق بسهولة بين الرغبة في التجديد وبين الاستفزازات السياسية التي تهدف الى تدمير دولتنا وتقويض السلطة»، في اشارة واضحة الى المعارضة التي اتهمها مرات عدة بخدمة مصالح قوى اجنبية.
وفي بادرة تهدئة أخرى، امر الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف المقرب من بوتين، المدعي العام بالتحقق من «صوابية» الحكم في قضية الملياردير السابق ميخائيل خودوركوفسكي العدو اللدود للكرملين.
وكلف مدفيديف حسب بيان صادر عن الكرملين، المدعي العام يوري تشايكا «ان ينظر حتى الاول من ابريل في شرعية وصوابية الاحكام» الصادرة بحق 32 شخصا ضمنهم ميخائيل خودوركوفسكي وشريكه الرئيسي بلاتون ليبيديف اللذان يمضيان عقوبة السجن لـ 13 عاما.
وبذلك، يرد الرئيس المنتهية ولايته على طلب للمعارضة التي سلمته قائمة باشخاص تعتبرهم «سجناء سياسيين» اثناء لقاء في 20 فبراير الماضي.
كما امر مدفيديف بمراجعة شرعية رفض تسجيل حزب «بارناس»، احد ابرز تنظيمات المعارضة الليبيرالية.
وفي الوقت نفسه، دعا رئيس الوزراء السابق ميخائيل كاسيانوف، وهو احد قادة «بارناس»، المعارضة الى مواصلة «مطالبة السلطة باحترام الدستور» وبـ»انتخابات حرة» خلال التظاهرة التي جرت مساء امس، في وسط العاصمة.
وفي بكين، هنأ الرئيس الصيني هو جينتاو، أمس، فلاديمير بوتين على فوزه.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ليو ويمين ان «الرئيس هو جينتاو وجه رسالة تهنئة الى بوتين» معتبرا ان «الانتخابات جرت بنجاح». واضاف انها «قضية داخلية روسية».
والصين هي اول دولة تصدر رد فعل على الاقتراع الصيني قبل ان تعلن لندن بحذر انها «تنتظر باهتمام» تقرير بعثة مراقبة الانتخابات التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا والتي يفترض ان تصدر نتائج الاخيرة الاثنين.
وفي برلين، طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، «باجراء المزيد من الاصلاحات»، مؤكدة في الوقت نفسه «استمرار الشراكة الاستراتيجية مع روسيا».
وفي باريس، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو، أمس، ان فرنسا «اخذت علما بالفوز الواضح» لبوتين وتدرس «التقرير الاولي» لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا حول سير الاقتراع.
وفي لندن، صرح ناطق باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، ان نتائج الانتخابات الرئاسية في روسيا «حاسمة» رغم «مشاكل» تحدثت عنها منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وقال في لقاء مع صحافيين ان تقرير المنظمة «حدد بوضوح مشاكل ونود ان تتم تسوية هذه المشاكل في وقت لاحق لكن من الواضح ان هذه الانتخابات ادت الى نتيجة حاسمة». وتابع: «حتى المعلومات التي جمعتها المنظمات غير الحكومية تضع بوتين فوق عتبة الخمسين في المئة اللازمة للفوز من الدورة الاولى».
وقال ان «لندن تريد علاقة بناءة مع روسيا».
وفي دمشق، ذكرت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا)، ان الرئيس بشار الأسد «بعث برقية تهنئة الى الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية لمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية، وأعرب باسم الشعب العربي السوري وباسمه عن اخلص التهاني القلبية للرئيس الروسي بفوزه المميز متمنيا له النجاح والتوفيق في مسؤولياته الرفيعة وللشعب الروسي الصديق المزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادة الرئيس بوتين».
دمعة بوتين
موسكو - د ب ا - ليس غريبا أن نرى انسانا اغرورقت عيناه بالدموع فرحا، لكن هذا الامر كان مدعاة للدهشة والاستغراب عندما انحدرت دمعة من هذا النوع من عين رجل موسكو القوي رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين.
وفي مقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، اعترف بوتين قائلا: «نعم كانت هذه دمعة حقيقية» لكنه بدد هذا الاندهاش عندما عزا هذه الدمعة الى الرياح الشديدة التي هبت في ساحة مانيغنايا وسط موسكو عندما التقى أنصاره هناك مساء أول من أمس
 
روسيا والعالم الاسلامي: العودة الى نقطة الصفر
مجلة.. الشراع..
            تعتبر المصالح الروسية في العالم الاسلامي والعربي ذات فائدة خاصة، وليس حسب ما يزعم بعض المحللين بأن روسيا ليس لها مصالح مع هذه المنطقة، بل هي تاريخية تتعدى تجارة السلاح، وانما الدخول الى المياه الدافئة.
روسيا والعالم الإسلامي
بدأت روسيا تغير في سياستها المتبعة نحو العالم الإسلامي، وخصوصاً بعد تولي الرئيس فلاديمير بوتين الرئاسة، من خلال تحسين العلاقات الخارجية لروسيا وتعزيزها، فكان الاتجاه الروسي نحو الشرق وليس نحو الغرب وأميركا، والعديد من المحاور بما فيها العالمان الإسلامي والعربي .
بوتين الذي عمل على حل المشكلة في إقليم ((الشيشان الفدرالي)) المفتعلة، وتحويلها من مشكلة روسية - إسلامية، إلى مشكلة خاصة داخلية بين منشقين عن الدولة، بالرغم من ان مشكلة القوقاز ما تزال النار فيها تحت الرماد، فالدولة الروسية تتعرض لأعمال عنف وتخريب، كان آخرها تفجيرات محطة مترو الإنفاق في موسكو في 29 آذار/ مارس 2010، كانت موسكو حذرة جداً بالإشارة للإرهابيين وليس المسلمين بالرغم من ان المنفذين هم من أتباع الديانة الإسلامية، فروسيا لا تستطيع الدخول في حرب جديدة إسلامية - مسيحية بالرغم من محاولة إقحامها في هذا المستنقع البشع لكن السياسة الروسية الحديثة تعمل وفقا للآتي:
ا - تقوم السياسة و الإيديولوجية الروسية الجديدة على تأدية دور سياسي – اقتصادي أساسي وطليعي ضمن مجموعة دولية تعتمد على التعدد والتجانس الدولي في إدارة العالم .
2- الانفتاح الروسي نحو العديد من الاتجاهات العالمية.
3- علاقات جديدة مع الجوار الآسيوي تبدأ بين: ((روسيا- الصين – الهند)) ذات الأقلية الإسلامية، فالعلاقة هنا تختلف مع هذه الدول بسبب نظرة روسيا إلى تأدية دور طليعي مستقبلي، مع هذه الدول لبناء خط تحالف جديد يسمى ((محور الشرق)) المؤلف من روسيا – الصين – الهند وبعض الدول الإسلامية.
4- لقد بدأت روسيا العمل على بناء قوة عسكرية واقتصادية قوية منذ 10 سنوات تعرف اليوم بحلف ((منظمة شنغهاي العسكرية)) والتي تضم روسيا ودول آسيا الوسطى – الصين وعضوية مراقب لكل من الدول التالية: أفغانستان – الهند – باكستان – إيران – أرمينيا وروسيا البيضاء .
5- العمل على بناء قوة داخلية بين الجمهوريات السابقة ((اتحاد جمركي – اقتصادي))، تم الاتفاق عليه بين روسيا وكازاخستان في 28 أيار/ مايو 2010 والاتفاق الاقتصادي يضم كلاً من روسيا الاتحادية، وكازاخستان، وروسيا البيضاء، على أن تحذو حذوهم وتوقع على هذا الاتحاد الاقتصادي الجديد كل من أوكرانيا وقيرغيزستان.
روسيا والعالم الإسلامي
روسيا التي تعمل على تعويم دورها المستقبلي من قوتها الاقتصادية ومخزن الطاقة يجعلها تنفتح على دول إسلامية كبيرة نظراً للمصالح الروسية الاقتصادية والمالية التي تقوم عليها إستراتيجية روسيا الحالية :
1- روسيا التي تعي جداً أن إيران ليست بوابتها للعالم الإسلامي خصوصاً بعد أن أصبحت روسيا عضواً مراقباً في منظمة المؤتمر الإسلامي في ماليزيا عام 2003.
2- روسيا التي تقطنها نسبة 20%من المسلمين و يعيشون في جمهوريات ذات نظام الحكم الذاتي ضمن الاتحاد الروسي، يفرض عليها إيجاد أفضل العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول الجوار الإسلامية.
3- روسيا تعرف إن وجود دول إسلامية في آسيا الوسطى في دول الاتحاد السوفياتي السابقة، والتي تملك روسيا حدوداً جغرافية طبيعية مع دول آسيا الوسطى ذات الأغلبية الإسلامية المجاورة لحدودها الجغرافية والسياسية التي تعتبر نفوذاً لدولة روسيا الاتحادية .
4- بدأ الرئيس بوتين خطواته الأولى في رحلته إلى قلب العالم الإسلامي، من بوابته العريضة ((المملكة العربية السعودية)) التي عقدت روسيا معها عقوداً عديدة نفطية وتجارية وعسكرية وصلت قيمتها إلى أكثر من 16 مليار دولا ر أميركي وتمثلت الصفقة، ببناء خط سكك الحديد في العربية السعودية، وصفقة شراء الطائرات المقاتلة الروسية.
5- إضافة إلى العلاقة المميزة لروسيا مع دولة إسلامية أخرى: كماليزيا،خاصة من الناحية الاقتصادية والسياسية وتحديداً في أيام رئيس وزرائها السابق مهاتير محمد.
محاولة أميركية للدخول إلى آسيا الوسطى
عندها بدأت أميركا محاولتها الدوؤبة للدخول إلى آسيا الوسطى، ودولها الإسلامية مستغلة أزمة روسيا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث أجبرت هذه الدول على فتح قواعد مؤقتة لدول التحالف ضد الإرهاب أثناء الحملة ضد الإرهاب الأفغاني، لكن سرعان ما صدمت أميركا بسياسة هذه الدول، والتي أدت بها إلى الفشل في الاستمرارية في السيطرة على هذه الدول من خلال وجودها العسكري او الانقلابات الموجهة ضد حكوماتها عندما حاولت التغيير خاصة في اوزبكستان وقيرغيرستان، فعندها طلبت الخروج نهائياً من هذه المواقع لتعزز موسكو دورها النهائي في هذه الدول الإسلامية. وهذا ما أثبتته الانتخابات الأخيرة في قيرغزستان في 31 تشرين الأول/ اكتوبر والتي فاز فيها مرشح موسكو، و التي تم فيها نقل السلطة وتسليمها بطريقة سلمية ديمقراطية، لترسيخ تقليد جديد بالانتقال السلمي للسلطة، من خلال انتخابات شعبية ديمقراطية في آسيا الوسطى دون سقوط أي قطرة دم في البلاد.
ولا بد من لفت النظر إلى إن روسيا أوقفت الحرب الأهلية في طاجاكستان عام 1993، وتم إشراك المعارضة الإسلامية في الحكومة، من خلال المحافظة على استمرارية النظام في البلد، لقد ساهمت روسيا بقوة عسكرية لحراسة الحدود الدولية مع أفغانستان من اجل إقفالها خط تهريب الأفيون والحشيش لأوروبا وروسيا، و تصدير المتطوعين والمجاهدين إلى كافة المناطق الساخنة، بظل سيطرة حركة طلبان ووجود تنظيم القاعدة فيها. من هنا لا بد من الوقوف الجدي في عرض خاص لدور روسيا وعلاقتها مع الدول الإسلامية الست القريبة للحدود الروسية وهي: آذربيجان، طاجاكستان، قيرغيزستان، كازاخستان، تركمانستان وأوزبكستان، لهذه الدول علاقة خاصة بروسيا الاتحادية، التي تعتبر تلك الدول حديقتها الخلفية ومناطق نفوذها الاستراتيجي والجيو - سياسي، وهذا يعود إلى العهود السابقة التي عاشوا فيها جميعا في ظل الدولة السوفياتية، بسبب الخصوصية والعلاقة المتداخلة بين روسيا وهذه الجمهوريات الحديثة على الخارطة السياسية، والذي يفضل التحدث عنهم بتفصيل واسهاب.
أفغانستان جرح روسيا النازف
لأفغانستان وضعها الخاص بالنسبة لروسيا ولشعبها، بسبب التدخل الروسي العسكري السابق فيها، والوقوع في المستنقع الأفغاني وانهيار النظام الشيوعي هناك، فبعد تنحي نجيب الله الرئيس الأفغاني الذي تم إعدامه من قبل حركة طالبان عام 1992، بعد هذه العملية تمت سيطرة حركة طالبان على 90 في المائة من الدولة، قامت روسيا عندها بمساعدة قوة تحالف الشمال بقيادة الراحل احمد شاه مسعود (الخصم الأساسي السابق للنظام الروسي). عندها أصبحت أفغانستان بكل مشاكلها السياسية والأمنية والاقتصادية تدور في الفلك الأميركي العام بالإضافة إلى الدول الكبرى الإسلامية.
وبعدما دخلت أميركا على الخط احتلت أفغانستان من اجل القضاء على الإرهاب الدولي والقضاء على نظام طالبان.
باكستان والعلاقة مع روسيا
باكستان هي الدولة الإسلامية التي تعتبر علاقتها بروسيا ليست بجيدة ولا بسيئة والسبب يعود إلى موقع باكستان وعلاقتها السابقة، والحالية بالنظام الأميركي ودعم وتمويل المجاهدين سابقاً في أفغانستان أيام الحرب مع الاتحاد السوفياتي، وتبنيها لحركة الطالبان والحركات المتشددة في مناطق آسيا الجنوبية، مثل الحضانة، الأمنية والعسكرية والمادية، وكذلك فتح المدارس الدينية لهؤلاء الطلاب الذين عرفوا فيما بعد ((بحركة طالبان)).
تعتبر العلاقة الروسية المميزة مع الهند ودعمها السياسي والعسكري، والذي عكس نفسه على الصراع الباكستاني – الهندي، في حربهما المستمرة للسيطرة على إقليم (كشمير)، وهذا الدعم حسب وجهة نظر القادة الباكستانيين قد احدث خللاً بالتوازن الاستراتيجي بين البلدين، مما أدى إلى فتور العلاقة الرسمية بين روسيا وباكستان.
من ناحية أخرى الدعم المطلق الذي قامت به دولة باكستان إلى حركة المجاهدين الأفغان أثناء وجود الجيش الروسي في كابول ليطور هذا الدعم إلى تبني حركة طالبان رسمياً من قبل الاستخبارات الباكستانية وتقديم كل العون لها، ما أزعج موسكو وفيما بعد العالم كله من هذه الحركة الصاعدة .
لكن بعد حدوث الثورات العربية ودعم موسكو للديكتاتوريات العربية وخوفها من صعود التيار الإسلامي الذي وصفته بالمتطرف والمدعوم من الغرب لإقامة خلافات إسلامية متطرفة، أعادت علاقاتها مع دول هذه المنطقة الإسلامية والعربية إلى مربع الصفر حيث كانت في العام 1990، خاصة في ظل دعم روسيا المستمر للملف السوري والتشبث بنظام الاسد، وسط صعود الاسلاميين العرب الى سدة الحكم في كافة دول ثورات الربيع العربي الذي سينعكس صداه الفعلي على العلاقات العربية والاسلامية الروسية القادمة اذا لم تتدارك روسيا هذه الكارثة الفعلية في سياستها والتغير الفعلي لهذا التوجه.
د.خالد ممدوح العزي
باحث إعلامي وخبير بالشؤون الروسية ودول الكومنولث   
           

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,231,697

عدد الزوار: 6,983,645

المتواجدون الآن: 67