متطوعون أميركيون في الأراضي الفلسطينية:الصورة مختلفة الآن

تاريخ الإضافة الثلاثاء 16 حزيران 2009 - 6:17 ص    عدد الزيارات 5051    القسم دولية

        


زار قرابة عشرين طالباً وطالبة من الجامعة الأميركية في واشنطن، ويدرسون في مجملهم العلاقات الدولية والشرق أوسطية، الأراضي الفلسطينية، بدعوة من مؤسسة «الأرض المقدسة» الشبابية في بيت لحم، وبالتنسيق مع مؤسسات شبابية عدة منها مشروع «رواد» في رام الله.
وجال الشباب والشابات في العديد من المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، واطلعوا على الواقع الفلسطيني عن قرب، لا سيما أنهم أقاموا عند أسر فلسطينية وصار بينهم «عيش وملح». كذلك زاروا مناطق متضررة من جدار الفصل العنصري، ومن الحواجز العسكرية، وغيرها من إجراءات الاحتلال، كما ساهموا في العديد من الأعمال التطوعية.

وأجمع الشبان والفتيات على أن الزيارة ساهمت في شكل كبير في تغيير الصورة النمطية، التي تنقلها مجمل وسائل الإعلام الأميركية عن الفلسطينيين، كشعب إرهابي وغير محب للسلام، وينتصر لثقافة الموت. وفي هذا الاتجاه أكدت الأميركية تيرسي بريس: «الزيارة تساعدنا على فهم الشباب الفلسطيني ومعرفته والاتصال به بعيداً عما نراه في وسائل إعلامنا، فشعرنا خلال زيارتنا أن الشباب الفلسطينيين أصدقاء فعليون، ومفعمون بالحياة والأمل».

الأميركي من أصول ألمانية جيرك أوهيلو، وكان يرتدي الكوفية الفلسطينية، قال: «هذه الزيارة علمتني الكثير عن فلسطين، والفلسطينيين، فأدركت أنهم شعب لطيف ومضياف، وكم هم محبون للسلام ولعيش حياة طبيعة كغيرهم من الشبان. ولاحظت أيضاً انهم لا يكنون مشاعر عدائية لأي شعب، بما في ذلك الأميركيين، وحتى الإسرائيليين! فما فاجأني أنهم يميزون بين سياسات الحكومة الإسرائيلية والأميركية، والشعوب نفسها».

أوهيلو، الذي يدرك جيداً أن ثمة صورة نمطية سلبية تجاه الفلسطينيين منتشرة في العالم، وأن البعض يعتقد أنهم ما زالوا يعيشون في القرون الوسطى، قال أنه سيعمل جاهداً لدى عودته إلى الولايات المتحدة على نقل حقيقة ما شاهده وعايشه لتغيير هذه الصورة النمطية. وأضاف: «سأتحدث عن معاناة الفلسطينيين التي لمستها بنفسي، من الجدار إلى الحواجز العسكرية، وغيرها من الأمور اليومية. فحتى تدفق المياه في القدس يختلف عنه في بيت لحم». وأوضح: «صحيح أنني لست مؤيداً تماماً لكل مطالب الفلسطينيين، لكني بتّ على قناعة بضرورة إنهاء الصراع، وزوال الاحتلال». وأشار أوهيلو إلى أنه يدرك صعوبة بعض القضايا، وخصوصاً مدينة القدس، وحق العودة، لكن برأيه حل هذه المسائل ممكن بمفاوضات تقوم على نية صادقة بين الطرفين.

زميلته هيلي لور، أكدت بدورها أن ما كانت تعرفه عما يحدث في الأراضي الفلسطينية أوحى لها بأن السلام مستحيل. لكنها، وحين جاءت إلى فلسطين، وقابلت شباناً وفتيات فلسطينيين، أدركت أن هناك جيلاً محباً للسلام، ويبحث عن أمنه وسلامته وعن مستقبل أفضل، ويكره الحروب. وقالت: «شعرت أن هناك الكثير من الأشياء المشتركة بين الشباب الأميركي والفلسطيني، وأن الشباب الفلسطيني لا يختلف عن بقية أقرانه فالأحلام والطموحات وحتى الاهتمامات تبدو متقاربة، وأحياناً كثيرة متشابهة».

ورأى الشبان والشابات الفلسطينيون من جهتهم أن هذه الزيارات مهمة جداً لبناء الجسور. عزيزة صالح، الطالبة في جامعة بيرزيت، والمتطوعة في «رواد»، شددت على أهمية هذا التبادل في تصحيح الصورة الخاطئة التي يرسمها الكثير من الأميركيين عن الشعب الفلسطيني، وبخاصة الشباب منهم». وقالت: «نحن نحاول توضيح الكثير من الغموض حولنا وحول قضيتنا وهمومنا... أعتقد أن استمرار مثل هذه الزيارات سيكون له تأثير كبير على تغيير الصورة السلبية السائدة في الغرب عنا». وأضافت: «لو ساهم كل شاب وفتاة من بين العشرين أميركياً في تغيير جزء صغير من الصورة عند عشرين أو ثلاثين من رفاقهم يصبح الإنجاز كبيراً».

أما سنى أبو بكر، مديرة برنامج ملتقى الشباب في «رواد» فقالت: «الزيارات الشبابية المتبادلة مهمة للغاية، وسبق أن زار العديد من الشبان والفتيات الفلسطينيين الولايات المتحدة، وغيرها من الدول لتوضيح المفاهيم المغلوطة عنا والسائدة في هذه الدول. وحين يأتي وفد شبابي أميركي إلى الأراضي الفلسطينية، يهمنا بشدة أن يتعرفوا على وجهة نظر شبابنا، وأن يتعرفوا عليهم عن قرب، ليتأكدوا من أن الصورة النمطية السائدة غير سليمة ولا دقيقة... نحن شعب يحب الحياة، ولدى شبابنا أمل كبير بمستقبل أفضل». وأضافت: «الشباب هم الصوت الحقيقي لفلسطين، وبالتالي هم خير من يعكس حقيقتنا وليس الساسة كما يعتقد البعض. ما نريد إيصاله أننا بشر، ولسنا كائنات من المريخ، وأن هذه الأرض لنا، ونحاول أن نبنيها ونعمرها، ونبحث جاهدين عن مستقبل أفضل لنا عليها، ولسنا يائسين أو في حالة هروب مستمر من الواقع... نحن ببساطة صورة فلسطين الجميلة».


المصدر: جريدة الحياة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,179,284

عدد الزوار: 6,759,232

المتواجدون الآن: 115