نتنياهو يقبل بدولة فلسطينية منزوعة السيادة: الاعتراف بيهودية إسرائيل وحلّ مشكلة اللاجئين خارجها

تاريخ الإضافة الإثنين 15 حزيران 2009 - 5:19 ص    عدد الزيارات 5083    القسم دولية

        


كما هو متوقع، حدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رؤيته الخاصة للدولة الفلسطينية على نحو يلبي جزءا مما يطالب به الرئيس الاميركي باراك أوباما ومن غير ان يغضب في الوقت عينه شركاءه من اليمين المتطرف في حكومته الائتلافية، إذ حاول ان يمسك بالعصا من منتصفها، بوضع شروط صعبة للقبول بقيام دولة فلسطينية. وهكذا طالب بأن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح وأن لا تكون لها سيادة على أجوائها أو حدودها، كما اشترط ان يسبق قيام الدولة الفلسطينية اعتراف فلسطيني باسرائيل "دولة يهودية" وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود اسرائيل. ولم يأت على ذكر "خريطة الطريق"، أو المبادرة العربية للسلام، أو مؤتمر أنابوليس، لكنه دعا الزعماء العرب الى "التطبيع"، مبديا استعداده للقائهم في أي مكان وفي أي وقت.
وسارعت الرئاسة الفلسطينية الى اعتبار خطابه نسفا لمبادرات السلام، بينما رأى فيه البيت الابيض "خطوة مهمة الى الامام".

 

نتنياهو

وقال نتنياهو ان حكومته "ستوافق على اقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل بشروط مقيدة وهي: ان تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ولن تحتفظ بجيش خاص بها، ولن تسيطر على مجالها الجوي وعلى حدودها، ولن يكون في وسعها عقد أحلاف عسكرية مع اي دولة"، مع "وضع ترتيبات امنية ناجعة ومشددة لضمان عدم تهريب اسلحة الى الدولة الفلسطينية".
وطالب الاسرة الدولية وفي مقدمها الولايات المتحدة بـ"التزام وعد واضح وصريح هو: ان يتم تجريد منطقة الدولة الفلسطينية من السلاح". وقال: "لا نريد ان يتم اطلاق قذائف قسام على مطار بن غوريون الدولي او على بتاح تكفا وتل ابيب ( اي من الضفة الغربية) "، مع انه لمح في مكان آخر الى ان الضفة الغربية هي" يهودا والسامرة" و"هي منطقة أجدادنا، وان ارض اسرائيل هي وطن الشعب اليهودي... غير انه يجب ان أقول الحقيقة إنه في وطن القلب اليهودي يعيش جمهور كبير من الفلسطينيين. يجب ان يعيش الشعبان جنبا الى جنب بسلام وحرية من غير ان يهدد كلا الشعبين الشعب الاخر".
وأضاف: "لن نبني مستوطنات جديدة... ولكن علينا ان نأخذ في الحسبان حاجات سكان المستوطنات القائمة".
ووضع شرطا ضروريا آخر للموافقة على دولة فلسطينية هو "اعتراف الجانب الفلسطيني بدولة اسرائيل بصفتها دولة الشعب اليهودي". وأكد ان "القدس ستكون عاصمة دولة اسرائيل الموحدة مع ضمان حرية العبادة لجميع الديانات".
واشترط ايضا "حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود دولة اسرائيل لأن المطالبة باعادة اللاجئين الى دولة اسرائيل سيؤدي الى انهيارها". وقال: " اسرائيل استوعبت مئات الآلاف من اللاجئين اليهود من الدول العربية، وهناك اجماع وطني في البلاد على حل مشكة اللاجئين خارج اسرائيل". وأشار الى أنه "يؤمن انه بواسطة حسن النية والاستثمارات الدولية يتسنى حل هذه المشكلة".
وحض زعماء الدول العربية والفلسطينيين على الشروع فورا في اجراء مفاوضات سلمية مع اسرائيل من دون شروط مسبقة، موضحا انه على استعداد للاجتماع مع هؤلاء الزعماء سواء في الرياض او في دمشق او في بيروت او في القدس". كما ناشدهم "التعاون مع اسرائيل والفلسطينيين لتحقيق السلام الاقتصادي، ودفع مشاريع اقتصادية قدما مثل ازالة ملوحة مياه البحر والطاقة الشمسية". ودعا "اصحاب المشاريع الاقتصادية الموهوبين في الخليج الى التعاون مع اسرائيل والفلسطينيين، لاقامة مناطق صناعية واقتصادية وسياحية".
وانتقد الفلسطينيين وحملهم مسؤولية غياب السلام قائلا ان "السلام كان دوما ما تصبو اليه دولة اسرائيل، رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن والرئيس المصري الراحل انور السادات شقا الطريق نحو السلام. غير ان الجانب الفلسطيني لا يزال يثير مطالب لا تتماشى واحلال السلام.. كل انسحاب من جانب اسرائيل جبه باعتداءات من الجانب الفلسطيني... حكومات اسرائيل اقترحت مرتين انسحابا شبه شامل من المناطق (الضفة)، غير ان ذلك رفضه الجانب الفلسطيني". ولاحظ ان "الادعاء ان الانسحاب من المناطق (الضفة) سيؤدي الى احلال السلام لم يصمد امام الواقع".
وشدد على "ان اكبر خطر على دولة اسرائيل والشرق الاوسط والانسانية جمعاء، هو لقاء الاسلام المتطرف والسلام النووي، وانه يؤمن بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية اكثر من اي وقت مضى لمواجهة التهديد الايراني والازمة الاقتصادية واحلال السلام". ثم قال ان "التحدي الكبير الذي يواجهنا اليوم هو دفع السلام قدما"، وانه "يؤيد السلام الاقليمي الذي يقوده الرئيس الاميركي باراك اوباما".
وتساءل "لماذا السلام لا يزال بعيدا عنا؟ لماذا لا يزال النزاع العربي -  الاسرائيلي قائما منذ 60 عاما؟ ماهي جذور النزاع؟ علينا ان نقف على ارض الواقع في تحقيق السلام: جذر النزاع لا يزال رفض الاعتراف بدولة اسرائيل... العالم العربي برمته رفض قرار التقسيم عام 1947... الهجمات على اسرائيل بدأت في العشرينات من القرن العشرين، أي حتى قبل اقامتنا في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ... كل ذلك حصل طوال 50 عاما. لقد خرجت مصر والاردن من دائرة العنف... غير انه مع شديد الأسف ليست هناك حال مماثلة مع الفلسطينيين".
ولفت الى "ان دولة اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، غير ان الجانب الفلسطيني لا يزال يرفض الاعتراف بذلك... لتحقيق السلام يجب ان يتحلى زعماء كلا الجانبين بالشجاعة والاستقامة". انني اتطلع الى لحظة ان يقول الزعماء الفلسطينيون هذا الكلام البسيط: اننا مستعدون للعيش الى جانب دولة اسرائيل بصفتها دولة الشعب اليهودي... اعتراف فلسطيني علني وصادق بدولة اسرائيل دولة الشعب اليهودي".
واعلن "اننا سنضمن للفلسطينيين حرية التنقل. عليهم الاختيار بين طريق السلام وطريق حماس"، مؤكدا رفض اسرائيل التحدث مع الحركة.

 

ردود اسرائيلية

وأثار خطاب نتنياهو ردود فعل في الحلبة السياسية الاسرائيلية، فوصفه رئيس الدولة شمعون بيريس بانه "خطاب شجاع تطرق الى لب القضية الا وهو اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل دولة الشعب اليهودي".
وقالت رئيسة حزب "كاديما" المعارض تسيبي ليفني ان "نتنياهو خطا بعد اشهر من المماطلة خطوة في الاتجاه الصحيح، غير ان اختبار هذه الخطوة سيكون بالافعال وليس بالاقوال".

 

الفلسطينيون

اما الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل ابو ردينة فاعتبر ان "اقوال نتنياهو نسفت كل المبادرات والتوقعات وهي تشكل تحديا امام الموقف العربي والفلسطيني والاميركي". وقال ان "اقوال نتنياهو عن مكانة مدينة القدس واللاجئين لن تؤدي الى احلال سلام شامل وعادل بحسب اصول الشرعية الدولية".
وصرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "بان نتنياهو جعل مفاوضات الحل الدائم امرا مستحيلا مشيرا الى "انه يتعين على نتنياهو الانتظار الف سنة قبل ان يجد فلسطينيا واحدا سيكون مستعدا لقبول ما جاء في كلمته الليلة".
وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ان خطاب نتنياهو "خال من اي شيء" وانه "يعطل اي امكان للتقدم نحو تسوية متوازنة. ولا قيمة له، ويجب ان يرد عليه بحزم. ونتنياهو شخص نصاب ومحتال وكذاب ويخترع حيلا لتعطيل قيام هذا السلام".
ووصفت "حماس" نتنياهو بانه "عنصري ومتطرف"، وصرح الناطق باسم الحركة فوزي برهوم: "اعطت هذه الكلمة تعبيرا لعقيدته التي تنكر جميع حقوق الشعب الفلسطيني".

 

البيت الابيض

• في واشنطن، جاء في بيان للبيت الابيض ان "الرئيس يرحب بالخطوة المهمة الى الامام التي تضمنها خطاب رئيس الوزراء نتنياهو". واضاف ان اوباما "يؤيد حلا يقوم على دولتين، دولة يهودية لاسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة على الاراضي التاريخية للشعبين".
واوضح ان اوباما "يعتقد ان هذا الحل يمكن وعليه ان يؤمن في الوقت عينه امن اسرائيل، ويلبي الطموحات المشروعة للفلسطينيين بدولة قابلة للحياة، ويرحب بقبول نتنياهو هذا الهدف".
واكد ان اوباما "سيواصل العمل مع جميع الاطراف – اسرائيل والسلطة الفلسطينية وشركائنا في اللجنة الرباعية – للتأكد من التزاماتهم ومسؤولياتهم من أجل التوصل الى حل يقوم على دولتين للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني والى سلام شامل".


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,772,339

عدد الزوار: 6,914,250

المتواجدون الآن: 105