نتنياهو: الانفصال عن الفلسطينيين محافظةً على أغلبية يهودية في إسرائيل

تاريخ الإضافة الخميس 23 حزيران 2011 - 7:06 ص    عدد الزيارات 2266    القسم دولية

        


رام الله ـ "المستقبل" ووكالات

اثارت التصريحات التي ادلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس التي دعا فيها الى الانفصال عن الفلسطينيين محافظة على يهودية اسرائيل، صدمة لدى عدد من وزرائه، فيما طالبه عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بالإنسحاب إلى حدود العام 1967 إذا أراد الإنسحاب.
ونقلت صحيفة "هآرتس" امس عن نتنياهو قوله خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته يوم الأحد الماضي "إن عدد اليهود والفلسطينيين بين النهر والبحر ليس ذي شأن.. الأمر الأهم هو الحفاظ على أغلبية يهودية صلبة داخل دولة إسرائيل".
وجاءت أقوال نتنياهو خلال استماع الحكومة إلى تقرير أعده "معهد تخطيط الشعب اليهودي" حول التغيرات الديموغرافية بين اليهود والفلسطينيين في إسرائيل والضفة الغربية.
واستعرض ممثلون عن المعهد معطيات زودها الخبير الديموغرافي الإسرائيلي البروفيسور سيرجيو ديلا فيرغولا وجاء فيها إن التوجهات الديموغرافية ستؤدي خلال بضع سنين إلى نشوء أغلبية فلسطينية بين النهر والبحر.
ونقلت "هآرتس" عن مسؤولين حضرا اجتماع الحكومة قولهما إن الوزيرين ليمور ليفنات وعوزي لانداو احتجا بشدة على أقوال نتنياهو وطلبوا استعراض معطيات لخبراء آخرين مثل الخبير الديموغرافي اليميني يورام إتينغر، الذي يدعي أن عدد الفلسطينيين في الضفة اقل مما يعرضه ديلا فيرغولا وأن "التهديد الديموغرافي على إسرائيل ليس خطيرا لهذه الدرجة".
لكن نتنياهو قاطع الوزيرين وفاجأ الحاضرين بقوله إن "النقاش حول عدد اليهود وعدد الفلسطينيين الذين سيكونون بين النهر والبحر ليس ذي شأن، ولا يهمني إذا كان هناك نصف مليون فلسطيني أكثر أو اقل لأنه ليس لدي أي رغبة بضمهم إلى إسرائيل". وأضاف: "أنا أريد الانفصال عنهم لكي لا يصبحوا مواطني إسرائيل وما يهمني هو أن تكون هناك أغلبية يهودية صلبة داخل دولة إسرائيل وداخل حدودها التي سيتم تحديدها" في إشارة إلى تغيير الحدود الحالية ونيته ضم جزء من الضفة الغربية لإسرائيل.
وقالت "هآرتس" إن الوزراء والموظفين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي كانوا مذهولين من أقوال نتنياهو لأنه أدلى بها خلال نقاش مع وزراء اليمين الذين يعارضون قيام دولة فلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب نتنياهو لم يتحدث مع الصحافيين حول هذه الأقوال ورفض الإجابة على أسئلة حول الموضوع أو تزويد الصحافيين باقتباسات من أقوال نتنياهو.
في المقابل، طالب عريقات نتنياهو بسحب قوات الاحتلال الاسرائيلي الى خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 اذا اراد تحقيق السلام في المنطقة.
وشدد عريقات في تصريحات أمس على "وجود طريق واحد للسلام هو الانسحاب من الاراضي الفلسطينية التي احتلت في عام 1967 ومنها القدس الشرقية".
واوضح ان "الطريق الوحيد للسلام يتحقق باقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 وحل جميع قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين الفلسطينيين والقدس اضافة الى الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين".
وذكر عريقات انه "إذا رغب نتنياهو في تحقيق السلام فعليا فيجب عليه البدء الان في تهيئة ابناء شعبه لهذا الامر المطلوب مبينا ان طرح العطاءات الاستيطانية في هذه الايام لبناء الالاف من الوحدات السكنية ومواصلة سياسة فرض الاملاءات على الارض يعد في اطار تكريس الاحتلال لارضنا".
وشدد على "اهمية سعي نتنياهو الى تهيئة المجتمع الاسرائيلي للانسحاب الى حدود عام 1967 والاعلان عن قبول مبدأ اقامة الدولتين (فلسطين واسرائيل) على هذه الحدود"، مؤكدا اهمية اعلان نتنياهو عن وقف الاستيطان في حال رغبته اعطاء اشارات ايجابية حول مصداقيته ازاء عملية السلام.
وعن ترك المجال امام كل دولة من دول الاتحاد الاوروبي للتصويت على عضوية فلسطين في الامم المتحدة في سبتمبر المقبل لوحدها اعتبر ان اطلاق الاحكام بشأن هذا التوجه الاوروبي وما تفكر به اوروبا سابق لأوانه.
واكد "اننا نريد العمل مع اوروبا ومع غيرها من اجل الحصول على تأييدها وذلك لاعتبار ذهابنا الى الامم المتحدة للحصول على عضوية فلسطين هو قرار يتفق مع القانون الدولي واستحقاق يتوجب على المجتمع الدولي دعمه".
وقال "ان هذا الاستحقاق بدأ في عام 1947 عند طرح القرار 181 في الامم المتحدة الذي اقر منذ ذلك الحين مبدأ الدولتين واننا نعمل حاليا من اجل الحصول على دعمهم لتوجهنا". في غضون ذلك، طمأن الرئيس الاميركي باراك اوباما متبرعين يهودا إلى انه مؤيد قوي لاسرائيل وعلى أن الروابط الوثيقة بين الولايات المتحدة والدولة اليهودية لكنه أوضح أيضا ان التغيرات في الشرق الاوسط ستتطلب نظرة جديدة الى المنطقة.
وقال اوباما في حفل لجمع التبرعات لحزبه الديموقراطي مساء الاثنين الماضي: "سيتعين على كل من الولايات المتحدة واسرائيل ان تنظر إلى هذا المشهد الجديد بعيون جديدة. ينبغي ألا نكتفي بمواصلة عمل نفس الاشياء التي نقوم بها الان".
وجاء حديث اوباما إلى الحشد الذي ضم نحو 80 شخصا بعد شهر من كلمة بشان الشرق الاوسط كشفت عن خلاف بين الولايات المتحدة واسرائيل. وقال في حفل العشاء الذي استضافته جماعة (الاميركيون الداعمون لعلاقات قوية بين الولايات المتحدة واسرائيل) إن ادارته تفوقت على أي ادارة اخرى على مدى 25 عاما في دعم أمن اسرائيل. واضاف اوباما قائلا وسط تصفيق الحاضرين "أهم رسالة اوجهها اليكم جميعا هنا الليلة هي انه حتى ونحن نحاول التغلب على ما سيكون وضعا صعبا ومتحديا جدا على مدى الاثني عشر شهرا القادمة والاربعة والعشرين شهرا القادمة والعقد القادم هو ان المبدأ الذي لا مفر منه ان الولايات المتحدة واسرائيل سيكونان دائما حليفين وصديقين راسخين".
ورغم ان بعض المحافظين يهاجمون سياسات اوباما تجاه اسرائيل فان حضور الحفل استقبلوا اوباما بالتصفيق. ودفع كل منهم ما بين 25 ألف إلى 35800 دولار لحضور الحفل.
وقال اوباما "أمن اسرائيل سيكون دائما في صدارة الاعتبارات فيما يتعلق بكيفية ادارة امريكا لسياستها الخارجية... اسرائيل هي حليفنا وصديقنا الاوثق. انها دولة ذات ديمقراطية قوية. اننا نتشارك معنا في قيمنا ونتشارك معنا في مبادئنا".
وتحدث اوباما لنحو سبع دقائق قبل ان يبدأ ما قال انه يتوقع ان تكون جلسة "موضوعية" من الاسئلة والاجابات مع المجموعة. وطلب من الصحفيين مغادرة قاعة الاجتماع بالفندق قبيل بدء تلك الجلسة.

 


المصدر: جريدة المستقبل

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,019,226

عدد الزوار: 6,975,512

المتواجدون الآن: 71