أخبار وتقارير.. بايدن يرفع السرية عن وثائق أحداث 11 سبتمبر 2001... احتفالات في كابل بعد إعلان {طالبان} سيطرتها على وادي بنجشير.. {طالبان} تراهن على الاستثمارات الصينية لتحريك الاقتصاد... الاتحاد الأوروبي: 5 شروط للتعامل مع «طالبان»..{طالبان} تدفع بقادتها البارزين لشغل مناصب مهمة في الحكومة المقبلة.. أفغانستان بعد «الاحتلالين» أمام التحديات الأصعب..عقبات تحول دون ولادة قوة الانتشار السريع الأوروبية..

تاريخ الإضافة السبت 4 أيلول 2021 - 6:20 ص    عدد الزيارات 1477    القسم دولية

        


بايدن يرفع السرية عن وثائق أحداث 11 سبتمبر 2001... وزير العدل الأميركي سيكشف عنها خلال الأشهر الـ6 المقبلة...

الجريدة... المصدرKUNA..... أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الجمعة بإجراء مراجعة من أجل رفع السرية عن وثائق من تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.اي) حول هجمات 11 سبتمبر 2001 وذلك بعيد أيام من إكمال الولايات المتحدة انسحابها العسكري في أفغانستان حيث خاضت حربا بعد تلك الأحداث. وقال بايدن في بيان إنه وقع أمرا تنفيذيا "يوجه وزارة العدل والوكالات الأخرى ذات الصلة بالاشراف على مراجعة رفع السرية عن الوثائق المتعلقة بتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي في 11 سبتمبر". وأوضح أن هذا الأمر "يتطلب من وزير العدل الكشف علنا عن الوثائق التي رفعت عنها السرية خلال الأشهر الستة المقبلة". وكان بايدن تعهد خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية "بضمان الشفافية" بخصوص رفع السرية عن وثائق هجمات 11 سبتمبر 2001.

غالبية الأمريكيين تدعم الانسحاب من أفغانستان... لكنها غير راضية على كيفية تعامل بايدن معه

الجريدة... المصدرKUNA... أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم الجمعة أن غالبية الأمريكيين يدعمون قرار انسحاب قوات بلادهم من أفغانستان لكنهم في الوقت ذاته لا يدعمون كيفية تعامل الرئيس جو بايدن مع الانسحاب. وبحسب الاستطلاع الذي أجرته صحيفة (واشنطن بوست) وشبكة (أي.بي.سي) الأمريكيتان فإن 77 بالمئة من الأمريكيين عبروا عن دعمهم لقرار سحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان إلا أن نسبة 52 بالمئة عبرت عن عدم رضاها على الكيفية التي تم بها الانسحاب. وتأتي نتائج الاستطلاع متسقة مع ما بينته استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت أن الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان ساهم في انخفاض نسبة تأييد بايدن بين الأمريكيين بشكل عام حيث أبدت نسبة 51 بالمئة عدم رضاها على أداء الرئيس. وكان 13 من عناصر الجيش الأمريكي لقوا مصرعهم أثناء الانسحاب الذي وضع نهاية لأطول حرب في التاريخ الأمريكي كلفت الخزينة الأمريكية ما يصل الى تريليوني دولار في حين لقي 2461 من عناصر الخدمة الأمريكية مصرعهم. وأجري الاستطلاع في الفترة من 29 أغسطس الماضي إلى الأول من سبتمبر الجاري وشاركت فيه عينة عشوائية من البالغين وصلت الى 1006 أشخاص.

الآلاف سيتظاهرون غداً في برلين من أجل «مجتمع غير قابل للانقسام» تشمل اتحادات نقابية ألمانية واتحاد الرفاهية المتكافئة

الجريدة... المصدرDPA... يعتزم آلاف المتظاهرين المشاركة في مسيرة عبر العاصمة الألمانية برلين غدا السبت دعا إليها تحالف "مجتمع غير قابل للانقسام". وتحمل المظاهرة شعار "من أجل مجتمع مفتوح ومتضامن". شارك في المظاهرات السابقة التي حملت هذا الشعار من قبل عشرات الآلاف من الأشخاص. وتتوقع الشرطة هذه المرة مشاركة ما يصل إلى ثلاثين الف شخص في المظاهرة. وقالت متحدثة باسم الشرطة اليوم الجمعة: "علينا التحقق من مسار المظاهرة ومتابعتها، لكننا لا نتوقع حدوث اشتباكات عنيفة". وبحسب تحالف منظمي المظاهرة تشارك أكثر من 30 مبادرة فيها، وتشمل اتحادات نقابية ألمانية واتحاد الرفاهية المتكافئة، وحركة "أيام جمعة من أجل المستقبل" المناخية، ورابطة المستأجرين في برلين. وتشارك أحزاب اليسار والحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر في هذه المظاهرة. وذكر المنظمون أن ناشر الأخبار المسربة أمريكي الجنسية والموظف السابق بوكالة المخابرات المركزية، إدوارد سنودن، سيتحدث إلى المتظاهرين عبر الفيديو.

وزير الدفاع الأمريكي يبدأ الأحد جولة خليجية تشمل الكويت

الجريدة... المصدرKUNA...أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) اليوم الجمعة أن الوزير لويد أوستن سيبدأ بعد غد الأحد جولة خليجية تشمل إلى جانب الكويت كلا من المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين. وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي في بيان أن الوزير أوستن سيلتقي خلال هذه الجولة مع "شركاء إقليميين ويشكرهم على تعاونهم مع الولايات المتحدة أثناء إجلائنا للأمريكيين والأفغان والمواطنين من دول أخرى من أفغانستان". وأضاف أن أوستن "سيعيد تأكيد علاقاتنا الدفاعية القوية في المنطقة كما يلتقي مع أفراد الخدمة الأمريكية وموظفي الحكومة الأمريكية لشكرهم على المهنية التي أجروا بها عملية الإجلاء". وأكملت الولايات المتحدة مطلع الأسبوع الجاري انسحابها العسكري من أفغانستان منهية بذلك أطول حرب في التاريخ الأمريكي.

احتفالات في كابل بعد إعلان {طالبان} سيطرتها على وادي بنجشير

كابل: «الشرق الأوسط».. ذكرت ثلاثة مصادر من حركة {طالبان} الأفغانية أمس الجمعة أن الحركة تسيطر حالياً على كامل أنحاء أفغانستان بما في ذلك إقليم وادي بنجشير الذي لجأت إليه قوات من المعارضة وذلك في وقت انطلقت فيه الاحتفالات بإطلاق كثيف للنيران في العاصمة كابل. ونقلت وكالة {رويترز} عن أحد قادة {طالبان}: «بفضل الله عز وجل، نسيطر الآن على كل أفغانستان. هزم مثيرو المتاعب وبنجشير تحت سيطرتنا حالياً». وأقر مسؤولون في قوات المعارضة التي تتحضن في الوادي بأن الأوضاع الميدانية {صعبة}، لكنهم نفوا سيطرة {طالبان} كلياً على المنطقة. وقال نائب الرئيس الأفغاني السابق أمر الله صالح، أحد زعماء قوات المعارضة، لتلفزيون {طلوع} الإخباري أن التقارير التي أفادت بأنه فر من البلاد غير صحيحة. كما أرسل صالح شريطاً مصوراً لهيئة الإذاعة البريطانية قال فيه إنه ما زال في وادي بنجشير. وكان مناهضون لحركة «طالبان» قالوا في وقت سابق الجمعة إنهم يخوضون قتالاً «عنيفاً» ضد مقاتلي {طالبان} الذين يحاصرون وادي بنجشير (شمال كابل)، المركز الوحيد للمعارضة المسلحة للنظام الأفغاني الجديد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن علي ميسم نظري، وهو ناطق باسم «الجبهة الوطنية للمقاومة» التي تضم ميليشيات مناهضة لـ«طالبان» وأفراداً سابقين في القوات الأفغانية، قوله إن «هناك قتالاً عنيفاً في بنجشير». وأضاف أن أحمد مسعود، نجل «أسد بنجشير» أحمد شاه مسعود، «مشغول في الدفاع عن الوادي». وأفادت «الجبهة الوطنية للمقاومة» في البداية بوقوع خسائر كبيرة في صفوف «طالبان»، مؤكدة أنها صدت الهجوم. وفي المقابل، تفيد حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الموالية لـ«طالبان» بأن 31 من «المقاومة» في بنجشير قتلوا. وقالت منظمة «إميرجنسي» الإيطالية غير الحكومية على «تويتر»، إنها استقبلت في مستشفى تابع لها في كابل «أربعة جرحى وأربعة قتلى (...) نتيجة القتال في غلبهار» عند مداخل وادي بنجشير. وكتبت مارتن فان بيجلرت من شبكة المحللين الأفغان، أن «قوات (طالبان) تجمعت حول مدخل الوادي، لكنها تعرضت لكمين وتكبدت خسائر». وأضافت: «فيما بدا أن الجانبين يسعيان بشكل أساسي إلى توجيه ضربات لتعزيز موقفهما في المفاوضات، دون بدء معركة شاملة، بدأت (طالبان) تستدعي تعزيزات من ولايات أخرى». وتعهدت الجبهة التي أعربت عن أملها في الحوار مع «طالبان»، الدفاع عن الوادي الذي يحيط به مئات المقاتلين من الحركة الإسلامية. لكن هذه المحادثات فشلت بحسب «طالبان» التي دعت الأربعاء مقاتلي «المقاومة» إلى الاستسلام دون قتال. وقال أحمد مسعود، الأربعاء، «عرضت (طالبان) تخصيص مقعدين للجبهة الوطنية للمقاومة في الحكومة التي يريدون تشكيلها، فيما نطالب بمستقبل أفضل لأفغانستان». وتابع: «لم نفكر حتى في» عرضها، مقدراً أن «(طالبان) اختارت أن تسلك طريق الحرب». وبنجشير المعقل المناهض لـ«طالبان» منذ فترة طويلة، هو واد مغلق ويصعب الوصول إليه في قلب جبال هندو كوش التي تقع نهايتها الجنوبية على مسافة 80 كيلومتراً تقريباً شمال العاصمة كابل، وقد لجأ إليه نائب الرئيس السابق أمر الله صالح عدو «طالبان» اللدود.

{طالبان} تراهن على الاستثمارات الصينية لتحريك الاقتصاد.... بوتين يدعو الحركة إلى التصرف بطريقة {متحضرة}

كابل - موسكو: «الشرق الأوسط»... أعلن متحدث باسم حركة {طالبان} الجمعة أن الصين تعهدت الإبقاء على سفارتها مفتوحة في أفغانستان وتعزيز حجم مساعداتها الإنسانية. وقال سهيل شاهين المتحدث باسم {طالبان} على {تويتر} إن عبد السلام حنفي عضو المكتب السياسي للحركة في الدوحة «أجرى محادثة هاتفية مع وو جيانغهاو، نائب وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية». وتابع شاهين: «نائب وزير الخارجية الصيني قال إنهم سيبقون على سفارتهم في كابل وأضاف أن علاقاتنا ستتعزز مقارنة بالماضي (...) والصين ستواصل أيضا مساعداتها الإنسانية وتعمل على تعزيزها خاصة لعلاج مرضى كوفيد-19». وكانت الصين قد قالت إنها مستعدة لتعميق العلاقات «الودية والتعاونية» مع {طالبان} بعد استيلائها على السلطة. ولا تزال سفارة الصين في كابل تعمل على الرغم من أن بكين بدأت إجلاء المواطنين الصينيين من البلاد منذ أشهر مع تدهور الوضع الأمني. في غضون ذلك، ذكر المتحدث الرئيسي باسم {طالبان}، ذبيح الله مجاهد، في مقابلة مع صحيفة «لا ريبابليكا» الإيطالية، أن استثمارات من الصين ستكون «أساسية» للمساعدة في إعادة بناء أفغانستان ودعم اقتصادها، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وقال مجاهد للصحيفة إن «الكثير من الدول، بما فيها الصين، أظهرت اهتماماً بالاستثمار في أفغانستان»، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء أمس. وأضاف: «من المهم اقتصادياً لأفغانستان أن يكون لديها استثمارات صينية في مشروعات كبيرة لبناء بلدنا». وتابع مجاهد في المقابلة بأن الصين استثمرت في منجم «ميس ايناك» للنحاس في إقليم لوغار شرق أفغانستان و«تتطلع لدعم صادرات سلعها المحلية في أسواق أفغانستان». وأضاف: «أفغانستان سوق جيدة بالنسبة للصين». قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة إنه يأمل أن تتصرف حركة {طالبان} بطريقة «متحضرة» في أفغانستان، كي يتمكن المجتمع الدولي من الحفاظ على علاقات دبلوماسية مع كابل. وقال بوتين إن «روسيا مهتمة بعدم تفكك أفغانستان. إذا حصل هذا لن يكون هناك أي طرف للتفاوض معه». وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن بوتين كان يتحدث خلال جلسة عامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي. وأضاف: «كلما أسرعت طالبان في الانضمام لأسرة الشعوب المتحضرة، إذا جاز التعبير، سيكون من الأسهل التواصل معها والتأثير عليها نوعاً ما وطرح أسئلة». وقال الزعيم الروسي إن انسحاب القوات بقيادة أميركية من أفغانستان الذي استكمل الشهر الماضي انتهى بـ«كارثة». وأوضح: «أنفقوا 1,5 تريليون دولار على هذه الحملة والنتيجة؟ لا نتيجة». وتتشارك أفغانستان الحدود مع ثلاث جمهوريات سوفياتية سابقة في آسيا الوسطى، لروسيا قواعد عسكرية فيها. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفير الروسي في كابل قوله أمس إن روسيا تتواصل مع أعضاء محتملين من {طالبان} في الحكومة الأفغانية. وأضافت الوكالة نقلا عن السفير الروسي أيضا أن موسكو لا نية لديها لتزويد السلطات الجديدة في أفغانستان بالسلاح.

الاتحاد الأوروبي: 5 شروط للتعامل مع «طالبان»

كراني (سلوفينيا): «الشرق الأوسط»... اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس (الجمعة)، على أنه يجب على التكتل أن يلتزم بخمسة «شروط أساسية» في إطار التعامل مع حركة «طالبان»، من أجل توصيل المساعدات إلى أفغانستان، دون الإشارة إلى ما سيحدث حال تم تجاوز تلك الشروط، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل «من أجل دعم السكان الأفغان، يجب أن ننخرط مع الحكومة الجديدة في أفغانستان»، وذلك في تلخيص لمحادثات الوزراء التي جرت أمس في سلوفينيا. وقال بوريل، إنه حتى تعمل «طالبان» مع الاتحاد الأوروبي يجب عليها ألا تدع أفغانستان تؤوي الإرهابيين الذين يمكن أن يخططوا لشن هجمات على الدول الأخرى، كما كان الحال في الماضي. وأضاف، أنه بدلاً من ذلك يجب على الحركة أن تحترم حقوق الإنسان، خصوصاً النساء، وأن تشكل حكومة شاملة، وتسمح بوصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى السماح للمواطنين الأجانب والفئات الضعيفة من الأفغان بغادرة البلاد. وشدد على أن «الانخراط العملياتي» للتكتل مع الحركة لا يرقى للاعتراف بها. وقال بوريل للصحافيين «انخراطنا يعتمد على الوفاء بتلك الشروط. وسوف يقول البعض: حقاً! ولكن (طالبان) لن تفي بها. إذن دعونا نرى». ونقلت «رويترز» عن بوريل قوله أيضاً «قررنا العمل بطريقة منسقة لتوحيد اتصالاتنا مع (طالبان) بما في ذلك الحفاظ على وجود لنا في كابل (...) إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك»، مضيفاً أن الهدف هو السماح باستمرار عمليات إجلاء الراغبين في مغادرة أفغانستان. وقال بوريل في السابق، إنه لن يتم تقديم أي أموال من المساعدة الإنمائية الأوروبية لأفغانستان المخصصة لفترة 2021 - 2025 والتي تصل إلى 1.2 مليار يورو (1.4 مليار دولار) حتى توضيح طبيعة التعاون مع «طالبان».

الخوف من انتقام «طالبان» يسيطر على طيّارين أفغان في أوزباكستان بعد انتظارهم «عبثاً"» الإجلاء الأميركي

طشقند: «الشرق الأوسط أونلاين»... يخشى طيارون أفغان دربتهم الولايات المتحدة، وغيرهم ممن احتجزوا في مخيم في أوزبكستان، بالفعل من إعادتهم إلى أفغانستان التي تحكمها حركة طالبان، لذا لم يكن الأمر مريحا عندما قال حارس أوزبكي ذات يوم ساخراً غير متعاطف «لا يمكنكم البقاء هنا إلى الأبد». أضاف هذا التحذير المرتجل إلى شعور طاحن بعدم الارتياح في المخيم الواقع على الجانب الآخر من الحدود الشمالية لأفغانستان حيث روى أحد الطيارين الأفغان الذين فروا إلى هناك بطائرات عندما سقطت القوات البرية في يد طالبان في أغسطس (آب) بينما كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يسحبون قواتهم. وفي تقرير نشرته «رويترز» استناداً إلى رواية أحد الأفغان الذين ظلوا عبثاً ينتظرون على مدى نحو ثلاثة أسابيع أن يتم إجلاؤهم من قبل الولايات المتحدة. قال الطيار الذي طلب عدم نشر اسمه خوفاً من الانتقام: «إذا أعادونا، فأنا متأكد بنسبة مئة في المائة أنهم سيقتلوننا». وفي حديثه لـ«رويترز» عبر هاتف محمول يحاول الأفغان هناك إبعاده عن الأنظار، وصف الطيار شعوره وكأنه سجين في ظل تقييد شديد لحركتهم وقضاء ساعات طويلة في الشمس وعدم كفاية الغذاء والدواء. مشيراً إلى إن البعض فقد وزنه. وأوضح أن عدد الأفغان المحتجزين هناك 465، مشيراً إلى أن الأمر يبدو «كأننا في سجن. ليس لدينا حرية هنا». وأظهرت صور عبر الأقمار الصناعية في أواخر أغسطس، جدراناً عالية تحيط بالمخيم الذي استُخدمت وحداته السكنية في السابق لعلاج مرضى «كوفيد-19» ويقع بالقرب من مدينة ترميز. وقال الطيار إن الحراس الأوزبكيين مسلحون، بعضهم بمسدسات والبعض الآخر بأسلحة نصف آلية. وقدر الطيار الأفغاني أن حوالي 15 طياراً حلقوا بطائرات هجومية خفيفة من طراز إيه-29 سوبر توكانو، و11 طياراً بطائرات هليكوبتر من نوع يو.إتش-60 بلاك هوك، و12 طياراً بطائرات هليكوبتر إم.دي-530 وكثيرين بطائرات هليكوبتر إم.آي-17. وإلى جانب عشرات الطيارين، يوجد في المعسكر أفراد صيانة تابعون لسلاح الجو وقوات أمن أفغانية أخرى. وقال الطيار «لم يعد هناك أي قوات برية. قاتلنا حتى اللحظة الأخيرة».

{طالبان} تدفع بقادتها البارزين لشغل مناصب مهمة في الحكومة المقبلة... أفغانستان على شفير {كارثة إنسانية}

كابل: «الشرق الأوسط»... انصبت الأنظار أمس الجمعة على العاصمة الأفغانية كابل حيث تستعد حركة {طالبان} لإعلان حكومتها الأولى بعد سيطرتها على البلاد الشهر الماضي، في ظل مفاوضات في الكواليس تجريها منظمات إنسانية مع النظام الجديد بهدف ضمان مواصلة أنشطتها داخل أفغانستان التي باتت على شفير «كارثة إنسانية» محتملة، فيما تخيّم الضبابية على الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد. وقالت مصادر في حركة {طالبان} إن الملا بردار، رئيس المكتب السياسي للحركة والمشارك في تأسيسها، سيقود الحكومة الأفغانية التي سيعلن عنها قريباً والتي ستسعى للحيلولة دون حدوث انهيار اقتصادي. ونقلت وكالة {رويترز} عن ثلاثة مصادر إن الملا محمد يعقوب، ابن مؤسس الحركة الراحل الملا عمر، وشير محمد عباس ستانيكزاي سيتوليان منصبين مهمين في الحكومة. وقال مسؤول بالحركة طلب عدم نشر اسمه لـ{رويترز}: {وصل جميع القادة الكبار إلى كابل حيث وصلت الاستعدادات لإعلان الحكومة الجديدة إلى مراحلها الأخيرة}. وصرح مسؤول آخر من طالبان بأن هبة الله أخوندزاده، الزعيم الديني للحركة، سيركز على الأمور الدينية والحكم في إطار الشريعة الإسلامية. في المقابل، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الحكومة الجديدة التي يتوقع أن تشكلها {طالبان} بعد تعهدها بأن تكون أكثر انفتاحاً، لن تكشف قبل اليوم السبت على أقرب تقدير. وأوضح ناطق باسم {طالبان} للوكالة الفرنسية أنه ليس من المقرر الإعلان عن الحكومة الجديدة قبل السبت. وكانت الوكالة قد نقلت عن مصادر مقربة من {طالبان}، الخميس، قولها إن تشكيل الحكومة الجديدة قد يعلن بعد صلاة الجمعة (أمس). وأكد نائب رئيس مكتبها السياسي في قطر، شير محمد عباس ستانيكزاي الأربعاء لشبكة «بي بي سي» أن الحكومة الجديدة ستعلن في غضون يومين. وفي الأسابيع الأخيرة، أقامت {طالبان} اتصالات مع شخصيات أفغانية معارضة على غرار الرئيس السابق حامد كرزاي، ونائب الرئيس السابق عبد الله عبد الله. ومن بين السيناريوهات المحتملة المتداولة، يتوقع أن يمارس زعيم {طالبان} الملا هبة الله أخوندزاده السلطة العليا كزعيم ديني للبلاد، وفق قناة {طلوع نيوز} التلفزيونية الأفغانية الخاصة. وستعهد مسؤولية إدارة الحكومة إلى شخص آخر. ومن المتوقع أن يشغل المؤسس المشارك للحركة عبد الغني بردار منصباً مهماً داخل الحكومة، كما ذكرت قناة {طلوع نيوز}. ووعدت {طالبان} بعد عودتها إلى السلطة، الشهر الماضي، بتشكيل حكومة «شاملة»، وضاعفت منذ دخولها كابل في 15 أغسطس (آب)، التصريحات الهادفة إلى طمأنة السكان والمجتمع الدولي. ولذلك فإن تشكيل حكومة جديدة سيكون، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، بمثابة اختبار للرغبة الحقيقية في التغيير التي أظهرتها الحركة التي اتسم عهدها الأول (1996-2001) بسياسة متشددة تجاه النساء والمعارضين. ورغم ذلك، قد تبقى الدعوات إلى إدماج النساء في الحكومة الجديدة غير مسموعة في ضوء التصريحات الأخيرة لقادة {طالبان}، حسب الوكالة الفرنسية التي أشارت إلى أن القيادي في الحركة ستانكزاي قال الأربعاء لإذاعة «بي بي سي» الناطقة بلغة البشتون، إن النساء سيتمكنّ من مواصلة العمل لكن «قد لا يكون لهن مكان» في الحكومة المستقبلية أو في مناصب أخرى رفيعة. ودفع هذا الاحتمال ناشطات أفغانيات للنزول إلى الشوارع، وشاركت حوالى 50 امرأة في تظاهرة ندر مثيلها للمطالبة بحق العمل والاحتجاج على تغييب المرأة عن مؤسسات الحكم في هرات، وهي مدينة كبيرة في غرب أفغانستان قرب الحدود الإيرانية. وقالت بصيرة طاهري إحدى منظمات الاحتجاج لوكالة الصحافة الفرنسية إنها تريد أن تضم حركة {طالبان} نساء إلى الحكومة الجديدة. وأضافت: «نريد أن تجري طالبان مشاورات معنا»، قائلة: «لا نرى نساء في تجمعاتهم واجتماعاتهم». وستكون شرعية الحكومة الجديدة في أعين المانحين والمستثمرين الدوليين شديدة الأهمية لاقتصاد عانى بسبب الجفاف وتداعيات صراع أودى بحياة نحو 240 ألف أفغاني، حسب {رويترز} التي ذكرت أن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان حذّرت من كارثة وشيكة، ومن أن الاقتصاد، الذي اعتمد على مدى أعوام على مساعدات أجنبية بملايين الدولارات، على شفا الانهيار. وتقول منظمات إغاثة إن الكثير من الأفغان كانوا يواجهون صعوبات لإطعام عائلاتهم بسبب الجفاف الشديد قبيل سيطرة {طالبان} على البلاد، مضيفة أن الملايين قد يواجهون مجاعة الآن. أما وكالة الصحافة الفرنسية فلفتت إلى أن 18 مليوناً من أصل سكان أفغانستان المقدّر عددهم بنحو 35 إلى 40 مليون شخص، يعيشون أوضاعاً إنسانية كارثية. وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء من «كارثة إنسانية» وشيكة في أفغانستان وحضّ دول العالم على تقديم مساعدات مالية عاجلة في أعقاب انسحاب القوات الأميركية. وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن المنظمات غير الحكومية تعيش حالة عدم يقين بينما تحاول الحصول على ضمانات بشأن استمرارية برامجها. وقالت المتحدثة باسم المجلس النروجي للاجئين ميشيل ديلاني: «إن فرقنا على الأرض بدأت تنخرط في مناقشات مع طالبان في عدّة ولايات. وطلبوا منّا في كلّ مرّة أن نواصل القيام بعملنا». كما أكّدت منظمات غير حكومية أخرى أنها تجري محادثات مع {طالبان} بغية مواصلة عملياتها على الأرض أو أنها تبلّغت ضمانات أمنية لمواصلة البرامج القائمة. وكانت {طالبان} علّقت تصاريح العمل الممنوحة لمنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر في المناطق التي سيطرت عليها، قبل إعادتها لاحقاً. وكانت هذه العقوبة فُرضت على اللجنة الدولية للصليب الأحمر طيلة أشهر عام 2018، فضلاً عن طلب {طالبان} حينها تغييرات في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي اعتبرها البعض مؤامرة غربية لتعقيم الأطفال المسلمين أو تقويض إيمانهم، حسب ما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية. ولفتت الوكالة إلى أن أفغانستان وباكستان هما البلدان الوحيدان حيث لا يزال شلل الأطفال متفشّياً. ويذكّر العديد من عناصر الإغاثة بأن {طالبان} طلبت، في وقت سابق من هذا العام، وقف المشاريع التي تساعد النساء على الحصول على استقلالية ومنع وصول العاملات في هذا المجال إلى الأراضي التي يسيطرون عليها. وتقول نائبة مدير منظمة {كير} الدولية في أفغانستان ماريان أوغرادي: «الجميع يسأل عمّا سيحصل»، مضيفة أن كلّ أعمال المنظمة المروّجة لحقوق المرأة لا تزال قائمة. ويشكّل الحفاظ على أمن المهمات مسألة حساسة أيضًا في واحدة من أكثر المناطق خطورة لأعمال الإغاثة. وكانت طائرة أميركية قصفت مستشفى أطباء بلا حدود في قندوز (شمال) في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2015، وسط قتال بين متشددين والجيش الأفغاني، ما أسفر عن سقوط 42 قتيلاً، منهم 24 مريضاً و14 عاملاً في المنظمة الحكومية. وفي يونيو (حزيران) الماضي، قُتل عشرة عمال إزالة ألغام أفغان يعملون لدى منظمة {هالو ترست} البريطانية في ولاية بغلان (شمال) على أيدي تنظيم {داعش}. غير أن المنظمات غير الحكومية تؤكّد أن لا نية لديها في أن تخفف وجودها ونشاطها، خصوصاً تلك التي كانت تعمل أصلاً في مناطق سيطرة {طالبان}. ويقول المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر فلوريان سيريكس إن {التحولات في أفغانستان لم تؤثر على علاقتنا مع طالبان والوضع الحالي لا يبدّل من طريقة تصرّفنا}. وأعرب عناصر إغاثة أجانب آخرون غادروا البلد نهاية أغسطس (آب)، عن رغبتهم بالعودة. ويحذّر ممثّل {أطباء بلا حدود} في أفغانستان فيليبي ريبيرو من أن الوقت ينفد وقد تواجه البلاد نقصاً في الإمدادات الطبية في الأشهر المقبلة. وتمّ تطعيم قرابة 1% من سكان أفغانستان بالكامل ضد فيروس {كورونا} الشهر الماضي، وفق بيانات جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية. إلى ذلك، بعد أسبوع تقريباً من انتهاء الجسر الجوي الذي أقيم في مطار كابل لإجلاء أفغان ورعايا أجانب، تواصل الشبكات الدبلوماسية نشاطها في محاولة لمساعدة اللاجئين الأفغان. ويفترض أن يقوم وزير الخارجية الإيطالي بزيارة لأوزبكستان وطاجيكستان وقطر وباكستان. ومن المقرر أن يزور نظيره البريطاني المنطقة الأسبوع المقبل. وتعمل قطر على إعادة فتح مطار كابل «في أقرب وقت ممكن»، وهو مطار ذو أهمية حاسمة لعبور الدعم الطبي والإنساني إلى البلاد.

تدفق الأفغان على باكستان وإيران لا يزال «محدوداً»...

جنيف: «الشرق الأوسط»... قال بابار بالوش المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس (الجمعة)، إن المواطنين الأفغان لا يفرون بأعداد كبيرة عبر الحدود إلى باكستان وإيران في أعقاب سيطرة حركة «طالبان» على البلاد في 15 أغسطس (آب). لكنه قال، إن البعض عَبَر الحدود على نحو يشير إلى اعتزامهم طلب اللجوء. وأضاف بالوش متحدثاً من إسلام آباد، أن الأعداد المغادرة أفغانستان «ما زالت محدودة»، لكنه لم يذكر أرقاماً، حسب وكالة «رويترز». وقال لمؤتمر صحافي منعقد في جنيف «لم نر حتى الآن تدفقاً كبيراً للاجئين». وفي الأسبوع الماضي، قالت مفوضية شؤون اللاجئين، إن ما يصل إلى 500 ألف أفغاني ربما يكونون قد نزحوا عن بلادهم بحلول نهاية العام.

حلف «الناتو» يسعى لإجلاء المزيد من أفغانستان

بروكسل: «الشرق الأوسط».. قال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أمس (الجمعة)، إن الحلف يسعى لإجلاء المزيد من المواطنين المهددين من أفغانستان والإبقاء على الاتصالات مع «طالبان»، لكن على الحركة أن تظهِر أنها جديرة بالمساعدة والاعتراف بها. وأضاف، أنه ناقش الأمر مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، ووزير الخارجية القطري، مشيراً إلى أن الكثير من الأفغان تعاونوا مع القوات الدولية وقد يكونون في خطر إن ظلوا في أفغانستان.

وفاة طفل أفغاني في بولندا جراء تناوله فطراً ساماً

وارسو: «الشرق الأوسط»... توفي طفل في الخامسة من عمره تم إجلاؤه من أفغانستان في مستشفى في بولندا بعد تناوله نوعاً ساماً من الفطر، في حين يصارع شقيقه الموت، بحسب ما أفاد أطباء أول من أمس (الخميس). وقال ياروسلاف كيركوس من مستشفى «سي زي دي» للأطفال في وارسو «لقد تأكدنا من وفاة الطفل». وأضاف، أن فرص نجاة شقيقه البالغ ست سنوات والذي ساءت حالته منذ إجراء عملية زرع كبد ضعيفة، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح مدير المستشفى ماريك ميغدال للصحافيين، أن «وضعه مشابه لما كانت عليه حال أخيه الصغير قبل يومين». وأعرب عن أسفه لعدم تمكن المستشفى «من مساعدة الصبيين». وصل الطفلان إلى بولندا في 23 أغسطس (آب) مع عائلتهما وبقيا في الحجر الصحي في مركز للمهاجرين في بلدة بودكوفا ليسنا، بالقرب من وارسو. ونُقل الصبيان وشقيقتهما البالغة 17 عاماً إلى المستشفى يومي 26 و27 أغسطس، وما لبثت الفتاة أن خرجت منه لاحقاً. وأفاد موقع «أوكو برس» الإخباري، بأن والد الطفلين، وهو محاسب، عمل في الجيش البريطاني سنوات عدة، وتولى الجيش البولندي إجلاء الأسرة بطلب من بريطانيا. وأشار الناطق باسم مكتب الهجرة ياكوب دودزياك في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أن ما مجموعه خمسة أشخاص طلبوا المساعدة الطبية بسبب مشكلات معوية، لكنهم لم يفيدوا في البداية عن تناولهم الفطر. ونفى تقرير صحافي ورد فيه أن الطفلين أكلا الفطر لأنهما لم يحصلا على ما يكفي من الطعام، مشيراً إلى أن المهاجرين يتلقون «ثلاث وجبات في اليوم». وأكد دودزياك، أن «موظفي مراكز الأجانب سيعملون بدافع هذا الحادث المؤسف على توعية النازحين الأفغان بعدم استهلاك منتجات مجهولة المصدر». وأنجزت بولندا الأسبوع الفائت مهمة الإجلاء التي شملت إخراج 1231 شخصاً من كابل.

أفغانستان بعد «الاحتلالين» أمام التحديات الأصعب... اجتماعات قندهار ترسم «خريطة الطريق» و... الخيارات

الراي.. | بقلم - إيليا ج. مغناير |... أزاحت أميركا، حركة «طالبان» من حكم أفغانستان قبل 20 عاماً، لتخرج مع صعود آخر جندي أميركي الطائرة إيذاناً ببدء البلاد «الصعبة» نفض غبار الحروب الدامية التي استمرت لعقود طويلة. ولن يكون الانسحاب الغربي من وسط آسيا نهاية لمشكلات أفغانستان التي تحولت دولة منهارة يأكلها الفساد والفقر، وتعاني غالبية ولاياتها الـ34 انهيار البنى التحتية. وها هي الحركة تستعد لتشكيل حكومتها على وقع تحديات لا يستهان بها، وفي مقدمها معاودة ربط أفغانستان مع دول الجوار ومع الغرب الذي أخرجته بقوة السلاح لكنها تحتاج مساعدته. عندما كانت «طالبان» تسيطر على كابول في التسعينات، لم يكن زعيمها الملا محمد عمر، يحتاج إلى حراسة شخصية مشددة بل كان يتمتع بحاضنة شعبية. وحينها رفضت الحركة، تسليم زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، رغم معرفتها أن هذا الرفض سيكلفها غالياً لأنه كان ضيفاً عليها. إلا أنها أنذرت «القاعدة» مراراً، فلم يلتزم بعدما هاجم السفارتين الأميركية في كينيا وتنزانيا والمدمرة «كول» في عدن. أما اليوم وبعد أعوام من الاحتلال، فقد اتفقت الحركة مع التنظيم على امتناعه من القيام بأي عمل عسكري ضد أي دولة حدودية أو بعيدة انطلاقاً من الأراضي الأفغانية. وقد حول الاحتلال الأميركي، أفغانستان، دولة فاشلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. فانتشر الفساد وزراعة المخدرات التي تضاعفت في ظل الحكم الموالي للأميركيين بعد أن كان صدر عام 2001 اعتراف دولي بأن زراعة الأفيون قد قضي عليها إبان حكم الملا عمر. وتتحضر أميركا لممارسة ضغوط تحت عنوان «المساعدات الإنسانية والطبية» التي تحتاجها أفغانستان بشدة ولا تستطيع الحركة رفضها. ولذلك، دعت «طالبان»، إلى اجتماع القادة، من الرئيس السابق حامد كرزي ورئيس المصالحة عبدالله عبدالله، إلى ممثلي الهزارة في مزار الشريف وممثلي ولاية بانشير، وغيرهم ممن كانوا في الحكومة السابقة. وللمرة الأولى، يجتمع قائد وأمير «طالبان» الملا هبة الله آخوند زاده ونائبه الملا محمد يعقوب (ابن الملا عمر الذي توفي عام 2015) ومجموعة من أكبر قادة الحركة في قندهار، المعقل الأساسي، بهدف تشكيل الحكومة. وعلمت «الراي» أن الأمور لم تنجز بعد في اجتماع القادة، وأن الاتفاق لا بد منه ولكنه يحتاج لأيام إضافية لإتمامه والتوصل إلى إعلان «الإمارة الإسلامية» بدولتها وحكومتها الجديدة التي ستنفتح على الشرق والغرب من دون استثناء، بما في ذلك الولايات المتحدة. وستضطر الحركة إلى إشراك كل القوميات والقيادات بالحكم في المرحلة المقبلة، لأن البلاد ستكون أمام أصعب المراحل بسبب تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي، وتالياً، فإن انفتاح «طالبان» والحكومة المقبلة هما عنوان الاجتماعات المتواصلة التي تجري في ولاية قندهار لرسم خريطة الطريق الاقتصادية والدينية والسياسية لمستقبل أفغانستان. وستكون «طالبان» أمام قرارات صعبة لأن أفغانستان مضطرة لإيجاد توازن صعب جداً بين ابعاد السيطرة الغربية عنها وفي الوقت نفسه الترحيب بالمساعدات الدولية، التي غالباً ما تكون ذات أهداف سياسية وتجلب معها نفوذ الدول المانحة. ولهذا فمن غير المستبعد توجه الحركة نحو الصين وروسيا وإيران، لكن مع الذهاب أيضاً إلى الغرب الذي يملك المال ويسمح بتدفق الدعم الوفير. ورغم الخيارات المؤلمة التي تنتظر «طالبان»، فإن أفغانستان التي استطاعت التخلص من النفوذ الغربي العسكري، لن تتعرض بعد اليوم لاحتلال عسكري من أي دولة بعد فشل الدولتين العظميين، روسيا وأميركا. لقد انتهت مرحلة صعبة لتبدأ مرحلة أشد صعوبة، مرحلة الاقتصاد وإعادة البناء في بلد أنهك على مدى 40 عاماً من الحروب وهذا ما يضعه في مصاف دول أخرى مثل العراق وسورية ولبنان، وسط مفارقة مهمة، فوضعها الاقتصادي سيكون أكثر صعوبة لكنها ستكون أكثر تحرراً باختيار الحلفاء الإقليميين.

نسبة كبيرة من الألمان تطالب بسحب القوات من مالي

برلين: «الشرق الأوسط»... فتحت أفغانستان وتبعات انسحاب الأميركيين وحلف الناتو منها، الجدل في ألمانيا حول مهمة الجيش الألماني في مالي لناحية جدواه ومدى فاعليته. وبدأت تعلو أصوات من داخل البوندستاغ لنواب ينتمون للائتلاف الحكومي، تدعو لإعادة تقييم انتشار الجيش الألماني في هذه الدولة الأفريقية. وفي موازاة ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجراه مرصد «يوغوف» عن تراجع نسبة التأييد داخل ألمانيا لمهمة جيش بلدهم في مالي، وقال 44% من المستطلعة آراؤهم إنهم يؤيدون انسحاباً كاملاً لقواتهم من دولة غرب أفريقيا، فيما أيد استمرار المهمة 23% فقط، والباقون لم يحددوا موقفهم». وكانت أفغانستان إلى جانب مالي الدولة التي تشهد أكبر انتشاراً للجيش الألماني في مهمات خارجية، وتنحصر مهامه بشكل أساسي في عمليات التدريب وتأمين الدعم اللوجيستي. وأثار انهيار الجيش الأفغاني المدرب بجزء منه على يد القوات الألماني، بسرعة قياسية أمام طالبان، تساؤلات في ألمانيا حول مدى جدوى استمرار عمليات التدريب التي ينفذها الجيش الألماني في مالي. وينتشر الجيش الألماني في مهمتين منفصلتين في مالي، الأولى قوامها بين 350 و600 جندي ألماني من ضمن عمليات التدريب التي يؤمنها الاتحاد الأوروبي للقوات المالية لمحاربة الإرهاب، والثانية قوامها 1200 جندي من ضمن مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة». ومن الأصوات التي تطالب بتقييم المهمة في مالي، نائب رئيس كتلة الاتحاد المسيحي الحاكم في البرلمان يوهان فادفول الذي قال في مقابلة صحافية، إنه يتعين على ألمانيا «إعادة النظر في مهمتها في مالي»، وأضاف «علينا أن نراجع أهدافنا وكيفية استخدام مواردنا، وفيما يتعلق بجهود بناء الأمة يجب ألا تكون لدينا توقعات عالية، إذ لا يمكننا الانتظار حتى يكون هناك حكم قانون في مالي لأن هذا الأمر سيؤدي بنا إلى الوهم نفسه الذي عشناه في أفغانستان». ومع ذلك، فإن وجود ألمانيا في مالي وعمليات الجيش العسكرية في الخارج تصنع تعقيدات وأبعاداً كثيرة، فألمانيا المتخوفة من هجرات جماعية جديدة إليها، وسعت التزاماتها في السنوات الماضية في عمليات الحفاظ على الأمن في عدد من الدول غير المستقرة. وهي تتخوف إضافة إلى الهجرة، من إرهابيين قد يجدون مأوى في دول تعمها الفوضى وتنعكس عمليات إرهابية ضدها. وهو ما دفع بالنائب فادفول للقول بأن «الانسحاب من مالي يجب ألا يحدث، ولكن يجب توضيح أنها لن تكون مهمة 20 عاماً أخرى». ووصف عمليات الجيش الألماني في مالي بأنها «الأخطر» وبأن «شيئاً ما يمكن أن يحصل في أي وقت». وصدرت تحذيرات شبيهة من مفوضة القوات المسلحة لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي إيفا هوغل التي قالت، إن ما حصل في أفغانستان «يجب أن يؤدي إلى استخلاص العبر من ناحية الأهداف والإمكانيات». وأضافت «خصوصاً في مالي حيث يجب أن نسأل أنفسنا ما إذا كنا ندرب القوات المسلحة في البلاد كي تتمكن من تولي المسؤولية في حال الطوارئ؛ ولكن هذا بحد ذاته يعرض مهمة التدريب الأوروبي لمالي لتساؤلات، كون الجيش المالي نفسه غير مستقر وغالباً ما يشهد عمليات انقلاب بداخله من أطراف على السلطة».

عقبات تحول دون ولادة قوة الانتشار السريع الأوروبية

الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم... لم يخطئ من وصف الاتحاد الأوروبي بأنه «مارد اقتصادي لكن رجليه من طين». وجاءت الأزمة الأفغانية لتؤكد على هذه الحقيقة المرة. فالأوروبيون سعوا لثني الرئيس الأميركي جو بايدن عن التمسك بتاريخ 31 أغسطس (آب) كموعد أخير لإتمام الانسحاب من أفغانستان ولكن دون طائل. من هنا، مصدر المرارة والإحباط لدى الأوروبيين الذين وعوا مرة أخرى «تبعيتهم» للقرار الأميركي العسكري والاستراتيجي الذي غالباً ما يكون أحادياً، وبغض النظر عن مصالح ومطالب «الشركاء» الأوروبيين كما كان الحال في أفغانستان. من هنا، جاءت ردة الفعل الأوروبية بالدعوة إلى السير نحو «الاستقلالية الاستراتيجية»، والذهاب إلى تشكيل «قوة تدخل سريع» تبدأ بخمسة آلاف رجل. والنقاش بشأنها حصل في اجتماع وزراء دفاع الاتحاد في لوبليانا، عاصمة سلوفينيا، التي ترأس المجموعة الأوروبية حتى نهاية العام الحالي. وما فاقم المخاوف الأوروبية وحثهم على الذهاب في درب الاستقلالية خيبتهم الكبيرة من الرئيس بايدن الذي جاء إلى الرئاسة حاملاً معه مجموعة وعود، منها الرغبة في العمل الجماعي، خصوصاً مع الأوروبيين أكان في سياق الاتحاد أو في إطار الحلف الأطلسي، وذلك بعيداً عن «أحادية» الرئيس دونالد ترمب، سلفه في البيت الأبيض. نادراً ما أظهر الأوروبيون توافقاً في النظرة إلى أهمية أن تكتسب أوروبا قدرات تمكنها من مواجهة الأزمات والدفاع عن مصالحها الحيوية أقلها في جوارها القريب، أكان ذلك في مياه المتوسط، أو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الساحل. كذلك، فإن الأوروبيين يتخوفون من استدارة واشنطن نحو الصين التي ترى فيها منافساً «استراتيجياً»، ورغبتها في تركيز قواها لمواجهة التهديدين الصيني والروسي بحيث سيتعين على الاتحاد الأوروبي أن يسد الفراغ العسكري والاستراتيجي. ولخص الجنرال الإيطالي كلاوديو غرازيانو الوضع أول من أمس كالتالي «يظهر الوضع في الشرق الأوسط والساحل وأفغانستان أن الوقت قد حان للبدء بإنشاء قوة الردع السريع الأوروبية القادرة على إظهار إرادة الاتحاد للعمل كشريك استراتيجي عالمي». وذهب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في الاتجاه عينه، بقوله إنه «يجب أن يكون للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه وزن أكبر في العالم للدفاع عن مصالحنا وقيمنا ولحماية مواطنينا». وأضاف أن «الانسحاب الفوضوي من أفغانستان يجبرنا على إسراع التفكير بصدق بشأن الدفاع الأوروبي؛ إذ لسنا في حاجة إلى حدث جيو- سياسي من النوع الذي حصل في أفغانستان ليعي الاتحاد أن عليه السير نحو استقلالية القرار وزيادة قدراته في التحرك عبر العالم». أما جوزيب بوريل «وزير» خارجية الاتحاد، فقد رأى أن «أفغانستان أظهرت أنّ هناك ثمناً لأوجه القصور على صعيد استقلالنا الاستراتيجي والسبيل الوحيد للمضي قدماً هو توحيد قواتنا وتعزيز ليس فقط قدرتنا، ولكن أيضاً إرادتنا للتحرك». حقيقة الأمر، أن التأكيد على هذه المبادئ أمر أساسي بالنسبة للاتحاد. لكن الإشكالية تكمن في أنها ليست المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن قوة مشتركة وعن اندماج دفاعي. ولذا؛ فإن كثيرين يشككون في مدى قدرة الاتحاد الخروج من التنظير إلى العمل الفعلي. فالاتحاد عجز عن تفعيل «المجموعات التكتيكية» للتدخل التي أنشأها في عام 2007 وعددها 1500 رجل والتي لم يسمع بها أحد. كذلك، فإنه أخفق منذ ما يزيد على عشرين عاماً في تنفيذ قرار المجلس الأوروبي في قمة هلسنكي الداعي إلى إنشاء قوة عسكرية، بحلول عام 2003، من خمسين إلى ستين ألف رجل تكون بمثابة قوة أرضية للانتشار السريع. وفي عام 2017، وقّعت 23 دولة أوروبية على اتفاق لدمج سياساتها الدفاعية وتطوير مشترك لمعداتها وأسلحتها، فضلاً عن تنسيق التمويل وخطط الانتشار. لكن المشروع بقي ورقياً. لذا؛ فإن الشكوك مشروعة بشأن ما تباحث بصدده وزراء الدفاع أول من أمس، على أن يصار إلى إقراره في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل على أن يصبح نافذاً تحت الرئاسة الفرنسية القادمة للاتحاد، وتحديداً في شهر مارس (آذار) المقبل. ثمة عقبات كأداء تعيق الانتقال بالمشروع إلى حيز التنفيذ. ويرى المختصون بشؤون الدفاع، أن العقبة الأولى تتمثل في العمل بمبدأ «الإجماع» ساري المفعول في الاتحاد فيما خص السياستين الخارجية والدفاعية. والحال، أن دفع 27 بلداً يتمتعون بالسيادة الكاملة إلى التخلي عن جزء منها، خصوصاً في ميدان الدفاع شيء ليس سهل المنال. وفي أي حال، فإن أمراً كهذا يحتاج إلى إرادة سياسية قوية يفتقدها النادي الأوروبي الذي لم يبلور لقواته عقيدة دفاعية وليس هناك تفاهم بين أعضائه على تقييم التهديدات الخارجية المحصورة حتى اليوم بمحاربة الإرهاب ومنع وصول الهجرات الكثيفة إلى حدوده الخارجية. وتضيف المصادر الأوروبية، أن عدداً من أعضاء الاتحاد، خصوصاً الشرقيين الذين خرجوا من تحت الوصاية الروسية (بولندا، لاتفيا، ليتوانيا، أستونيا،...) ليست مستعدة للتخلي عن المظلة الأميركية - الأطلسية التي تحمي أوروبا لصالح مظلة أوروبية غير موجودة. ومن الناحية العملانية، ستطرح مسألة التمويل وآلية اتخاذ القرار وموضوع القيادة وكلها مسائل معقدة. وفي أي حال، فإن تجربة باريس التي ينادي رئيسها منذ سنوات بالذهاب إلى «الاستقلالية الاستراتيجية» واستقلالية القرار بعيداً عن الولايات المتحدة ومن غير الخروج من الحلف الأطلسي وللدفاع عن المصالح الأوروبية في الجوار القريب، ليست مشجعة لأن باريس تدعو منذ سنوات الأوروبيين إلى مد يد المساعدة لها في دول الساحل، وتحديداً في مالي والنيجر وبوركينا فاسو. وجلّ ما حصل أن قوة كوماندوس أوروبية آخذة بالنمو إلا أنها لا تضم حتى اليوم سوى 600 عنصر في مالي نصفهم من الفرنسيين. لذا؛ ليس من المجازفة في شيء المراهنة على أن سنوات طويلة ستمضي قبل أن ترى قوة الانتشار السريع النور وأن تصبح فاعلة.



السابق

أخبار مصر وإفريقيا... مصر تدرج 31 «إخوانياً» على «قوائم الإرهاب» من بينهم ابنة خيرت الشاطر.. السودان: إجراءات مشددة لحسم «الفوضى والتخريب»..جدل حول زيارة وفد أميركي إلى تونس..تونس: سعيّد يمهّد للاستفتاء الدستوريّ.. صراع الميليشيات المسلحة يستفحل في العاصمة الليبية... قيادي في «العدالة والتنمية»: أخنوش لا يصلح لرئاسة الحكومة...

التالي

أخبار لبنان.. من دمشق إلى بيروت.. طوابير خبز ووقود و"عجز" أيضاً...لبنان ينهي «القطيعة» مع سوريا للحصول على موافقتها لتمرير الغاز المصري...اجتماع رباعي مصري ـ أردني ـ سوري ـ لبناني في عمّان لتفعيل الاتفاقيات..السنيورة: المرحلة تتطلب مبادرة من عون للتعاون مع ميقاتي..ميقاتي يصطدم بالعقبات التي اضطرت الحريري للاعتذار.. «الوطني الحر» يحمّل البرلمان المسؤولية.. قال إن «مخطط إسقاط رئيس الجمهورية سيفشل».. لبنان يُرحل صحافياً من «رويترز» بعد استجوابه..وفاة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان عبدالأمير قبلان..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,690,568

عدد الزوار: 6,908,697

المتواجدون الآن: 98