أخبار وتقارير... «طالبان» تتصالح مع خصوم... وتبدأ تحركاً عسكرياً ضد وادي بنجشير.. أفغانستان.. كنز "التريليون دولار" الذي تجلس فوقه طالبان... لماذا أمر بن لادن في 2010 بعدم اغتيال بايدن؟.. تهديدات «داعش» تضاعف الضغوط على عمليات الإجلاء من أفغانستان.. فرنسا تدعو إلى إشراك روسيا والصين وإيران في «سياسة موحدة» تجاه «طالبان».. بوريل يدعو إلى تجهيز أوروبا عسكرياً لمواجهة الأزمات المقبلة.. أسباب خسارة الأميركيين في أفغانستان..

تاريخ الإضافة الإثنين 23 آب 2021 - 5:53 ص    عدد الزيارات 1469    القسم دولية

        


هجوم سيبراني يستهدف «الخارجية» الأميركية..

الجريدة... تعرضت وزارة الخارجية الأميركية لهجوم سيبراني، حسب ما كشفت مراسلة شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إلى البيت الأبيض جاكي هينريك، في تغريدة على «تويتر»، مشيرة إلى أن قيادة الدفاع الإلكتروني أرسلت إخطارات بحدوث «اختراق خطير محتمل». وأضافت أنه «من غير الواضح متى تم اكتشاف هذا الهجوم، لكن يُعتقد أنه حدث قبل أسبوعين».

اقتراح إنشاء قوة تدخل أوروبية يكتسب زخماً بعد «مأساة أفغانستان»

جوزيب بوريل : واشنطن لم تعد تريد خوض «حروب الآخرين»... وأزمات مقبلة على العراق و«الساحل»

الجريدة... المصدرAFP.... على غرار رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، حذر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن "مأساة أفغانستان" يجب أن تدفع الأوروبيين إلى تجهيز أنفسهم بقدرة تدخل عسكري لمواجهة أزمات مقبلة تهدد العراق ومنطقة الساحل الإفريقي. وقال بوريل في مقابلة صحافية نشرت أمس الأول إن "بعض الدول ستطرح تساؤلات عن الحليف الأميركي الذي لم يعد، كما قال الرئيس جو بايدن، يريد خوض حروب الآخرين، وليس هناك بديل للأوروبيين. يجب أن ننظم أنفسنا لمواجهة العالم كما هو وليس كما نحلم به". وأضاف: "نقترح تزويد الاتحاد الأوروبي بقوة دخول أول قوامها 50 ألف جندي، تكون قادرة على العمل في ظروف مثل تلك التي نعيشها في أفغانستان"، لافتاً إلى أن "أوروبا لا تتحرك إلا عند الأزمات. وقد توقظها أفغانستان وحان الوقت لتزويدها بقوة عسكرية قادرة على القتال إذا لزم الأمر". وكشف بوريل أنه سيزور العراق وتونس وليبيا في سبتمبر، مضيفاً "أن الأزمات المقبلة ستكون في العراق ومنطقة الساحل". ووصف ما يحدث في أفغانستان بأنه "مأساة"، متسائلا: لمَ حصلت الأمور على هذا النحو؟ وقال: التقيت الرئيس أشرف غني في يوليو في طشقند. كان يشعر بالمرارة. أخبرني أنه من دون الدعم الجوي الأميركي لا يمكنه السيطرة على البلاد، ويجب عودة (الجنود) إلى كابول. وأضاف: لم يكن لديه الوقت لتطبيق هذه الاستراتيجية، والجيش الأفغاني رفض القتال مع أنه لم يكن ينقصه السلاح. انظروا إلى كمية الأسلحة التي تركت لطالبان. الجيش كان قد فقد الأمل وأشعر بأسف كبير للطريقة التي سارت من خلالها الأمور. لكنّ لم يسأل أحد الأوروبيين عن رأيهم. وأمس الاول، أطلق رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال دعوة مماثلة عبر "تويتر"، شدد فيها على ضرورة أن يبحث الأوروبيون عن الوسائل الكفيلة التي تمكنهم من نشر المزيد من القدرات والتأثير بشكل إيجابي على العلاقات الدولية للدفاع عن مصالحهم. وتجري مناقشة مشروع قوة التدخل بين وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي. وكانت دعوة الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون في 2018 لانشاء جيش أوروبي موحد لحماية القارة العجوز من الصين وروسيا واجهت انتقادات لاذعة من الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، كما واجهت رفضاً اورويياً خصوصاً من ألمانيا.

توني بلير: قرار الانسحاب الأميركي «أبله»

الجريدة... في أول تعليق له منذ بدء الأزمة الأفغانية، انتقد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي قاد التدخّل العسكري لبلاده في أفغانستان في 2001 إلى جانب الولايات المتحدة، "تخلّي" الغرب عنها، معتبرا أن الانسحاب "أبله وخطير وغير ضروري". وانتقد بلير، في مقال نُشر على الموقع الإلكتروني لمؤسّسته، مبررات الولايات المتحدة للانسحاب، معتبراً أنها "ليست مدفوعة باستراتيجية كبرى بل باعتبارات سياسية، مضيفاً أن "روسيا والصين وإيران تراقبان وتستفيدان". ورأى أن الانسحاب "أثار فرح كل جماعة جهادية في كل أنحاء العالم"، وأن "أي شخص يحصل على وعود من قبل القادة الغربيين سينظر إليه على أنه عملة غير مستقرة". من ناحيته، شن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هجوماً على طريقة تعامل الرئيس الحالي جو بايدن مع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، والذي وصفه بأنه "أكبر مهانة في مجال السياسة الخارجية" تعرضت لها الولايات المتحدة في تاريخها. وفي تجمع حاشد لأنصاره قرب كولمان بولاية ألاباما قال ترامب: "هذا ليس انسحابا. هذا استسلام كامل"، مضيفاً أن الاستيلاء السريع على أفغانستان لم يكن ليحدث لو كان هو في الرئاسة. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فأكد أن تطورات الوضع في أفغانستان تمس بشكل مباشر أمن بلاده، محذرا من خطر تسلل مسلحين إلى أراضي روسيا بقناع لاجئين أفغان. وفي مقابلة مع شبكة CNN الأميركية، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، أمس، إن قطر تبذل قصارى جهدها مع "طالبان" لكن لا يمكنها التنبؤ برد فعل الحركة.

«طالبان» ترسل «مئات» المقاتلين إلى وادي بانشير للسيطرة عليه...

الراي... أعلنت حركة «طالبان»، الأحد، توجه «مئات» المقاتلين إلى منطقة وادي بانشير شمال كابول الخارجة عن سيطرتها حيث تسعى مقاومة مسلحة لتنظيم صفوفها والتصدي للحركة التي تكاد تحكم قبصتها على كامل أفغانستان. وذكرت الحركة أن «المئات يتوجهون نحو ولاية بانشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي». وفي وقت سابق، قال أحمد مسعود، قائد آخر منطقة متبقية خارج سيطرة «طالبان»، إنه يأمل في إجراء محادثات سلام مع الحركة التي سيطرت على عاصمة أفغانستان كابول الأسبوع الماضي لكنه أكد أن قواته مستعدة للقتال. وأضاف مسعود لـ «رويترز»، من معقله في إقليم وادي بانشير الجبلي في شمال غربي كابول حيث جمع فلول وحدات الجيش النظامي وقوات خاصة وميليشيا محلية، «نريد من طالبان أن تدرك أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو المفاوضات... لا نريد اندلاع حرب». وأكد مسعود أن مؤيديه مستعدون للقتال إذا حاولت «طالبان» غزو إقليمهم.

أحمد مسعود لـ العربية: وادي بنجشير لن يتم تسليمه لطالبان...

أحمد مسعود: تصدينا للاتحاد السوفيتي وقادرون على التصدي لطالبان...

العربية.نت... قال نجل القائد الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود لـ العربية إن وادي بنجشير لن يتم تسليمه لحركة طالبان، وإنه إذا حاولت السيطرة عليه فنحن مستعدون للمقاومة، مشيرا إلى أن أفغانستان على شفا كارثة إنسانية، وأنها تعود مجددا كملاذ آمن للإرهاب، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم الشعب الأفغاني. وأضاف أحمد مسعود: تصدينا للاتحاد السوفيتي وقادرون على التصدي لطالبان، معتبرا أنه ليس لديه مشكلة في حكومة تشارك فيها طالبان وأن أفغانستان بحاجة إلى حكومة شاملة، لكنه لفت إلى أنه إذا حاولت طالبان فرض فكرها فإن ذلك مخالف للشريعة. وتابع أحمد مسعود أنه يريد إنهاء الحرب في أفغانستان ويسعى للحوار أما إذا رفضت طالبان الحوار فلا مفر من الحرب، مؤكدا أنه مستعد للدفاع عن بلاده، لكنه حذر في الوقت ذاته من إراقة الدماء. وأردف يقول إن طالبان لن تدوم طويلا إذا استمرت في هذا الطريق، مشيرا إلى أن لديه عناصر من القوات الحكومية وصلوا إلى بنجشير من عدة ولايات أفغانية. واعتبر أحمد مسعود في مقابلة هاتفية مع العربية أن حكومة أشرف غني مسؤولة عن شرح أسباب السقوط السريع، وأن اتفاق السلام بين طالبان والأميركيين "خيانة". وتابع يقول في معرض كلامه إن طالبان تقول ما لا تفعل وستعود لحقيقتها بعد فترة وجيزة، مشددا أنه عليها الإثبات للعالم أنها تغيرت، كما أعرب عن شعوره بالصدمة والعار للمشاهد في مطار كابل. وأكد المتحدث أنه سوف يضحي بنفسه من أجل بلاده وقيم والده. وأمهلت حركة "طالبان" في وقت سابق نجل القائد الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود 4 ساعات لتسليم ولاية بنجشير. وأعلنت الحركة أنها تستعد لاقتحام بنجشير التي يتحصن فيها أحمد مسعود وآمر الله صالح. وكان نجل أحمد شاه مسعود، أكد أنّه مستعد للمسامحة في دماء والده الذي اغتالته حركة طالبان، إذا توفّرت شروط السلام والأمن في أفغانستان. وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، شدّد أحمد مسعود على أهمية اللامركزية في أفغانستان وأوضح أنّه مستعدّ ومن خلال المفاوضات السياسية، لتشكيل مع طالبان حكومة شاملة تحارب الإرهاب. واعتبر أنّ أيّ حكومة أفغانية تتّسم بالتطرّف من شأنها أن تشكل تهديداً خطيراً، ليس لأفغانستان فحسب ولكن للمنطقة والعالم بأسره. وعن الرئيس أشرف غني، علق أحمد مسعود بالقول: "إن غني فشل تماماً في إدراك مدى عمق الحفرة التي حفرها لأفغانستان، فقد كانت لديه فرصة ذهبية حينما قام العالم كله بتمويل كابل بمليارات الدولارات سنوياً، إلا أن غالبية الشعب الأفغاني لا يزالون يعيشون تحت خط الفقر، في حين أن قلة فقط من النخبة السياسية قد استطاعت كسب الملايين وقامت بتحويلها إلى الخارج، وعلاوة على ذلك، فقد كانت لدى غني أجندة عرقية أدت إلى مزيد من الانقسامات بين الأفغان، إذ استخدم ورقة البشتون ضد الطاجيك والأوزبك والهزارة". وفي سياق متصل، أعلنت موسكو أنها نقلت عرضا من طالبان لولاية بنجشير غير الخاضعة للحركة بنية طالبان للحوار للتوصل لاتفاق سياسي مع الزعيم أحمد مسعود بدلا من إراقة الدماء. وقد أظهرت مقاطع فيديو تدريبات للقوات التابعة لأحمد مسعود المعارضة لطالبان في بنشجير. يأتي ذلك بعد أن أعلنت هذه القوات سيطرتها على ثلاث مديريات في ولاية بغلان شمال البلاد، كما كان طالب أحمد مسعود المجتمع الدولي بدعم القوات المعارضة لطالبان بالأسلحة والذخائر. من جهته، صرح السفير الروسي لدى أفغانستان، دميتري جيرنوف، بأن طالبان طلبت منه نقل عرض إلى المعارضة المؤيدة للحكومة في شمال أفغانستان حول التوصل إلى اتفاق معها، حيث إن الحركة لا تريد إراقة الدماء في وادي بنجشير، معقل قوات التحالف الشمالي والمنطقة الوحيدة التي لا تخضع لسيطرة طالبان. وأعلن المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان، محمد نعيم، في تغريدة له على "تويتر" أن وفدا من الحركة التقى عددا من الشخصيات السياسية في كابل حيث طمأنهم على أمنهم وحفظ سلامتهم، كما أن الوفد أوضح أن الحركة تريد نظاما مركزيا قويا يحترم حكم القانون ويكون خاليا من الفساد. وتعهد نائب الرئيس السابق أمر الله صالح وأحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود قائد القوات التي قاومت القوات السوفييتية في السابق، بمقاومة طالبان من بنجشير التي صدت القوات السوفييتية وطالبان في الثمانينات والتسعينات. ويقول مقربون من مسعود إن ما يزيد على 6 آلاف مقاتل، من فلول وحدات الجيش والقوات الخاصة وكذلك مجموعات الميليشيات المحلية، تجمعوا في الوادي، ومعهم بعض طائرات الهليكوبتر والمركبات العسكرية، وإنهم أصلحوا بعض المركبات المدرعة التي خلفها السوفيت.

من هو أحمد مسعود؟

أحمد مسعود هو نجل أحمد شاه مسعود الذي قاد قوات "التحالف الشمالي" ضد الغزو السوفيتي في الثمانينيات، وحركة طالبان في التسعينيات من القرن الماضي. التحق بمدارس في طاجيكستان وإيران، ودرس بين عامي 2010 و2011 بأكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية البريطانية. حصل على درجة علمية في دراسات الحرب من جامعة "كينغز كوليدج" البريطانية، ودرجة الماجستير في السياسة الدولية من جامعة "سيتي" في لندن. وبعد عودته إلى أفغانستان عام 2016، نشط في العمل السياسي.

رئيس أركان الجيش الأفغاني السابق: الجيش لم يُهزم... والفشل السياسي سبب الانهيار

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين»... قال رئيس أركان الجيش الأفغانى السابق الجنرال ياسين ضياء، إن الجيش الوطني الأفغاني لم يُهزم، مؤكداً أن السياسة والقيادة وراء «الفشل» في أفغانستان مما أدى إلى انهيار البلاد . ونقلت وكالة «خاما برس» الأفغانية اليوم (الأحد) عن ضياء قوله، إنه «لا ينبغي أن يلوم العالم والشعب الأفغاني أفراد الجيش الوطني الأفغاني». وأضاف: «الجيش استُخدم سياسياً ولم يتم تعيين قادته على أساس مزاياهم وخبراتهم». وحول هروب الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، قال ضياء إنه والقصر الرئاسي لم يتعرضا لأي تهديد ولم تكن هناك ظروف تضطره إلى الفرار. وطلب الجنرال ياسين ضياء من طالبان أن تكون هناك حكومة شاملة في أفغانستان، مشيراً إلى أنه يتعين اختيار رئيس الدولة من خلال الانتخابات.

«طالبان» تتصالح مع خصوم... وتبدأ تحركاً عسكرياً ضد وادي بنجشير

أحمد مسعود أكد استعداده لـ {المقاومة»... وبوتين يخشى تدفق «مقاتلين متنكرين» في صفوف اللاجئين من أفغانستان

كابل - لندن - موسكو: «الشرق الأوسط»... واصلت حركة «طالبان»، أمس، تسليط الضوء على تسامحها مع خصومها السابقين، بعد مرور أسبوع على استيلائها على العاصمة كابل. لكنها أعلنت إطلاق عمل عسكري لإنهاء «المقاومة» التي تتمركز في وادي بنجشير شمال كابل. ووزعت «طالبان»، أمس، مشاهد مصورة لقيام وزير شؤون القبائل والأقوام السابق غل آغا شيرزي بإعلان «تأييده وولائه» لها بحضور عدد من قادة الحركة، علماً بأن شيرزي كان إحدى الجهات التي ساعدت الأميركيين في انتزاع قندهار من أيدي «طالبان» عام 2001، وتولى شيرزي منصب حاكم ولاية قندهار، ولاحقاً حاكم ولاية ننغرهار (شرق)، ونجا من محاولة اغتيال عام 2006، والمصالحة بين «طالبان» وشيرزي مهمة كونها تتم مع مكون مهم من مكونات المجتمع البشتوني. كما أفادت «طالبان» بأن وفداً من مكتبها السياسي التقى بالنائب السابق لمجلس الشعب ظاهر قدير، والرئيس السابق لمجلس الشورى العالي للمصالحة الحاج دين محمد، لمناقشة الأوضاع في البلاد «بالإضافة إلى طمأنتهم»، وتأكيد «ضمان أمنهم وسلامتهم». وأوضحت أن الوفد طلب منهما أن «يدعما الإمارة الإسلامية في تشكيل الحكومة الجديدة»، ناقلاً عنهما تأكيدهما «الدعم الكامل» لها. وكان وفد من أعضاء المكتب السياسي لـ«طالبان» التقى أول من أمس من جديد مع الرئيس السابق حامد كرزاي، ورئيس مجلس المصالحة عبد الله عبد الله، وعدد من المسؤولين السابقين في كابل. ولم تقتصر لقاءات قادة «طالبان» على السياسيين الأفغان، إذ أعلنت الحركة أن عضو مكتبها السياسي أنس حقاني، التقى كابتن المنتخب الوطني للكريكت في كابل «وتحدثا حول البرامج المستقبلية، وسبل تحسين المستوى والأداء الرياضي لدى الفريق». في غضون ذلك، قال رئيس لجنة الدعوة والإرشاد والتجنيد بـ«طالبان»، المولوي أمير خان متقي، في تصريحات، أمس، إن «أميركا استخدمت جميع الضغوط في أفغانستان، لكنها كانت غير مجدية، ومحاولة ممارسة ضغوطات أخرى تعتبر جريمة أخلاقية. تريد إمارة أفغانستان الإسلامية إقامة علاقات إيجابية مع جميع دول العالم». وتابع: «على العالم أن يستفيد من هذه الفرصة، وألا يرتكب ما يعود عليه وعلى الشعب الأفغاني بالضرر». وزاد أن «طالبان» تسيطر الآن «على جميع أفغانستان، والأوضاع مستقرة في جميع أنحاء البلد، في حين أن أميركا تعجز عن السيطرة على أمن مطار كابل فقط! وتطلق نيراناً حية على المدنيين وتنشر الخوف بينهم». في غضون ذلك، قال نجل القائد الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود، لقناة «العربية»، إن وادي بنجشير لن يتم تسليمه لحركة «طالبان»، وإنه إذا حاولت السيطرة عليه «فنحن مستعدون للمقاومة»، مشيراً إلى أن أفغانستان على شفا كارثة إنسانية، وأنها تعود مجدداً كملاذ آمن للإرهاب، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم الشعب الأفغاني. وأضاف أحمد مسعود: «تصدينا للاتحاد السوفياتي وقادرون على التصدي لـ(طالبان)»، معتبراً أنه ليست لديه مشكلة في حكومة تشارك فيها «طالبان»، وأن أفغانستان بحاجة إلى حكومة شاملة، لكنه لفت إلى أنه إذا حاولت «طالبان» فرض فكرها، فإن ذلك مخالف للشريعة. وكان أحمد مسعود أدلى بمواقف شبيهة في حوار معه نشرته «الشرق الأوسط»، وقال إنه مستعد ومن خلال المفاوضات السياسية لتشكيل، مع «طالبان»، حكومة شاملة تحارب الإرهاب. واعتبر أن أي حكومة أفغانية تتسم بالتطرف من شأنها أن تشكل تهديداً خطيراً، ليس لأفغانستان فحسب ولكن للمنطقة والعالم بأسره. وبعد غموض استمر أياماً، حسمت «طالبان» موقفها أمس من المقاومة التي يقودها مسعود مع عدد من أركان النظام السابق في وادي بنجشير، وقالت إنها دفعت بمئات من مقاتليها لإخضاع المتمردين لسلطتها بعدما رفضوا تسليمها سلماً. ووزعت حسابات قريبة من {طالبان} أمس مقاطع فيديو لحشود ضخمة من المقاتلين تدفع بهم الحركة صوب وادي بنجشير. وفي موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، إلى منع تدفق اللاجئين القادمين من أفغانستان، الذين قد يكون بينهم «مقاتلون متنكرون» بعد سيطرة «طالبان» على البلاد. وقال بوتين خلال اجتماع مع مسؤولي الحزب الحاكم «روسيا الموحدة»، إن «شركاءنا الغربيين يطالبون بإصرار باستقبال اللاجئين في دول آسيا الوسطى إلى أن يحصلوا على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة أو إلى دول أخرى»، حسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «لكن من قد يكون مختبئاً في صفوف هؤلاء اللاجئين، كيف يمكننا أن نعرف؟»، معتبراً أن «مئات أو حتى مئات الآلاف أو ملايين» الأشخاص قد يكونون راغبين في الفرار من الأراضي الأفغانية. وتابع أن العديد من الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى لها حدود مع أفغانستان وروسيا، لذلك يمكن «لمقاتلين متنكرين كلاجئين» بلوغ الأراضي الروسية. وأضاف الرئيس الروسي أن روسيا «لا تريد هذه العناصر القادمة من أفغانستان أو من دول أخرى»، مذكراً بأن بلاده قاتلت في القوقاز جماعات متشددة على مدى سنوات. وستكون أفغانستان موضع محادثات تجري الاثنين خلال قمة افتراضية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف عسكري يضم عدة جمهوريات سوفياتية السابقة بقيادة روسيا. وكان بوتين اعتبر الجمعة أنه من «المهم منع تسلل إرهابيين إلى أراضي الدول المجاورة» لأفغانستان «بما يشمل هؤلاء الذين قد يقدمون أنفسهم على أنهم لاجئون».

أفغانستان.. كنز "التريليون دولار" الذي تجلس فوقه طالبان...

الحرة / ترجمات – واشنطن.. في عام 2010، قال، مير زاد، وهو خبير جيولوجي أفغاني لمجلة "ساينس "إنه "إذا شهدت أفغانستان بضع سنوات من الهدوء، مما سمح بتنمية مواردها المعدنية، فقد تصبح واحدة من أغنى البلدان في المنطقة في غضون عقد من الزمن". ورغم أن هذا الهدوء لم يأت أبدا، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن هذه النبوءة لن تتحقق. فمع إن أفغانستان واحدة من أفقر دول العالم "يعيش أكثر من 90 بالمئة من سكانها بأقل من 2 دولار يوميا"، إلا أنها تتمتع، بالإضافة لموقعها المميز، بمخزونات من المعادن تبلغ قيمتها حوالي تريليون دولار، بحسب شبكة CNN الأميركية. وتنتشر إمدادات المعادن مثل الحديد والنحاس والذهب في جميع أنحاء البلاد، كما أن هناك معادن أخرى نادرة، لكن العنصر الأهم الذي يتطلع إليه الخبراء هو ما يمكن أن "يكون أحد أكبر رواسب الليثيوم في العالم". والليثيوم هو عنصر أساس، ونادر، لصناعة البطاريات القابلة لإعادة الشحن، التي يتطلع العالم للاعتماد عليها لتقليل الانبعاثات المناخية. كما إن النحاس، الضروري لصناعة الأسلاك والموصلات، موجود في مقاطعات عدة منها مقاطعة لوغار. ونقلت CNN عن رود شونوفر، وهو عالم وخبير أمن ومهتم بالبيئة قوله إن "أفغانستان بالتأكيد واحدة من أغنى المناطق بالمعادن الثمينة التقليدية، ولكن أيضا بالمعادن (اللازمة) للاقتصاد الحديث في القرن الحادي والعشرين". وفيما حالت التحديات الأمنية وضعف الدولة وأعوام من الجفاف دون استخراج هذه المعادن، فإن اهتمام دول مثل الصين والهند وباكستان بالبلاد قد يؤدي فعلا إلى تغيير هذا الوضع. ويتزايد الطلب على المعادن مثل الليثيوم والكوبالت، فضلا عن العناصر الأرضية النادرة مثل النيودميوم، في الوقت الذي تحاول فيه البلدان التحول إلى السيارات الكهربائية وغيرها من التكنولوجيات النظيفة لخفض انبعاثات الكربون. وقالت الوكالة الدولية للطاقة في مايو إن الإمدادات العالمية من الليثيوم والنحاس والنيكل والكوبالت والعناصر الأرضية النادرة تحتاج إلى زيادة حادة، وإلا سيفشل العالم في محاولته لمعالجة أزمة المناخ. وتنتج 3 بلدان - الصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأستراليا - حاليا 75 في المائة من الناتج العالمي من الليثيوم والكوبالت والرواسب النادرة. وتتطلب السيارة الكهربائية المتوسطة معادن أكثر ست مرات من السيارة التقليدية، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، كما أن معادن الليثيوم والنيكل والكوبالت ضرورية جدا لصناعة البطاريات. وقالت CNN إن هناك تقديرات غير رسمية أشارت إلى أن رواسب الليثيوم في أفغانستان يمكن ان تنافس تلك الموجودة فى بوليفيا التي تضم أكبر احتياطي معروف في العالم. ووفقا لمعين خان، وهو زميل غير مقيم في المجلس الأطلسي ومدير سابق لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، فإن المعادن توفر نحو مليار دولار فقط في أفغانستان سنويا، ويقدر أن الفساد قد أضاع ما بين 30% و40% من الأرباح، فضلا عن دور أمراء الحرب وطالبان، التي ترأست مشاريع تعدين صغيرة. ومع ذلك، هناك فرصة أن تستخدم طالبان قوتها الجديدة لتطوير قطاع التعدين، بحسب شونوفر. لكن هذا سيكون صعبا، على الأقل في الوقت الحالي. ويقول جوزيف باركس، المحلل الأمني لآسيا في شركة فيريسك مابلكر، لسي أن أن، إن "طالبان استولت على السلطة، ولكن الانتقال من جماعة متمردة إلى حكومة وطنية لن يكون بسيطا، وأن "من المرجح أن تكون الإدارة الوظيفية لقطاع المعادن الناشئ بحاجة إلى سنوات عديدة". وينظر خان إلى المشاكل المعقدة المرتبطة بالأمن والاستثمار في البلاد، مضيفا "من سيكون مستعدا للاستثمار في البلاد الآن"؟

فرصة للصين؟

وربما تكون الصين الجواب على هذا السؤال، فهي قريبة نسبيا من أفغانستان، كما إن لها تجارب استثمارية معروفة مع مختلف أنواع الأنظمة، حتى الديكتاتورية أو الفاسدة منها، ويوم الاثنين الماضي قالت الصين إنها "حافظت على اتصالاتها مع حركة طالبان الأفغانية". وفى حالة تدخل الصين، فإنه ستكون هناك مخاوف بشأن استدامة مشروعات التعدين، نظرا لسجل الصين، وذلك بحسب خبراء قالوا للشبكة إن "التعدين غير الممارس بعناية يمكن أن يكون مدمرا بيئيا، مما يضر بقطاعات معينة من السكان بصمت".

بوتين يحذر من إمكانية تسلل مقاتلين بين اللاجئين الأفغان

الراي... دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، الى منع تدفق اللاجئين القادمين من أفغانستان والذين قد يكون بينهم «مقاتلون متنكرون» بعد سيطرة طالبان على البلاد. وقال بوتين خلال اجتماع مع مسؤولي الحزب الحاكم «روسيا الموحدة» إن «شركاءنا الغربيين يطالبون بإصرار باستقبال اللاجئين في دول آسيا الوسطى الى ان يحصلوا على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة أو إلى دول أخرى». وأضاف «لكن من قد يكون مختبئا في صفوف هؤلاء اللاجئين، كيف يمكننا أن نعرف؟»، معتبرا أن «مئات أو حتى مئات الآلاف أو ملايين» الأشخاص قد يكونون راغبين في الفرار من الأراضي الأفغانية. وتابع أن العديد من الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى لها حدود مع أفغانستان وروسيا، لذلك يمكن «لمقاتلين متنكرين كلاجئين» بلوغ الأراضي الروسية. وأضاف الرئيس الروسي أن روسيا «لا تريد هذه العناصر القادمة من أفغانستان أو من دول أخرى»، مذكرا بأن بلاده قاتلت في القوقاز جماعات جهادية مدى سنوات. ستكون أفغانستان موضع محادثات تجري الاثنين خلال قمة افتراضية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف عسكري يضم عدة جمهوريات سوفياتية السابقة بقيادة روسيا. وكان بوتين اعتبر الجمعة أنه من «المهم منع تسلل إرهابيين الى أراضي الدول المجاورة» لأفغانستان «بما يشمل هؤلاء الذين قد يقدمون أنفسهم على انهم لاجئون»...

وسط تسابق آلاف الأفغان للهرب من البلاد... «طالبان» تحمّل الولايات المتحدة مسؤولية الفوضى في مطار كابول

الراي... حمّلت طالبان، اليوم الأحد، الولايات المتحدة مسؤولية الفوضى التي تسود عمليات إجلاء عشرات آلاف الأفغان والأجانب من العاصمة الأفغانية، بعد أسبوع على سيطرة الحركة الإسلامية المتشددة على البلاد إثر هجوم خاطف شكّل صدمة للمجتمع الدولي. وحذّرت الولايات المتحدة من تهديدات أمنية في مطار كابول حيث تسود فوضى عارمة، بينما قال الاتحاد الأوروبي إنه «من المستحيل» إجلاء جميع الذين هم عرضة لتهديدات حركة طالبان التي تعهّدت باتّباع نهج أكثر مرونة من ذاك الذي كان قائما إبان فترة حكمهم للبلاد بين عامي 1996 و2001. لكن الأفغان المذعورين يواصلون مساعيهم للفرار، ما يعمق المأساة التي يشهدها مطار كابول حيث عجزت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن التعامل مع الأعداد الهائلة من الأشخاص الذين يحاولون الصعود في رحلات الإجلاء. وقال القيادي الكبير في طالبان أمير خان متقي إن «أميركا بكل قوتها ومنشآتها.. فشلت في إحلال النظام في المطار.. يسود سلام وهدوء في كل أنحاء البلاد، لكن هناك فوضى فقط في مطار كابول». وقالت وزارة الدفاع البريطانية الأحد إن سبعة أشخاص لقوا حتفهم وسط الحشود من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

كيف تغيرت التهديدات الإرهابية بعد 20 عاماً من «هجمات سبتمبر»

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»... لم تنتظر أميركا طويلاً في أعقاب «هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001» التي نفذها تنظيم «القاعدة» في واشنطن ونيويورك، واندفعت في حرب عالمية على الإرهاب، بدأتها بالهجوم على أفغانستان، ثم العراق، وها هي أميركا قد سحبت كامل قواتها من أفغانستان تقريباً، كما أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، نهاية الشهر الماضي أن بلاده ستنهي مهمتها القتالية في العراق بحلول نهاية العام الحالي، مع استمرار بعض قوات تتولى تدريب الجيش العراقي وإمداده بالاستشارات العسكرية. وأثار بروس هوفمان، الكاتب الأميركي والأستاذ في «كلية والش للخدمة الخارجية» بجامعة جورج تاون، وخبير مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي في «مجلس العلاقات الخارجية الأميركي»، سؤالاً جوهرياً في هذا الشأن، عن التغير الذي يمكن أن يكون قد طرأ على التهديد الذي يمثله الإرهاب بعد 20 عاماً من «هجمات سبتمبر». ويرى هوفمان، في تحليل نشره «مجلس العلاقات الخارجية»، أن الرد الأميركي على «هجمات سبتمبر» حقق نجاحات بارزة، وأيضاً إخفاقات كارثية، وأنه «مع ذلك؛ فإن التهديد الإرهابي الأخطر حالياً داخلي وليس خارجياً». وفي معرض حديثه عن تنظيم «القاعدة» وفروعه والتهديد الذي يشكله لأميركا والعالم، قال هوفمان: «ليست (القاعدة) اليوم كما كانت قبل عقدين، فقد مات أسامة بن لادن؛ مؤسسها وزعيمها منذ سنوات. وبعيداً عن بعض الاستثناءات المهمة، مثل أيمن الظواهري خليفة بن لادن، وسيف العدل الضابط السابق في الجيش المصري والخليفة المحتمل للظواهري، لقي تقريباً جميع قادة (القاعدة) حتفهم، أو جرى اعتقالهم. فقد قتل 7 من كبار قادة التنظيم منذ 2019، ويتردد حاليا أن الظواهري نفسه يعاني من تدهور حالته الصحية». ولسوء الحظ؛ لا تزال الآيديولوجية والدوافع التي يتبناها التنظيم قوية، كما كانت دائماً. وعلى سبيل المثال، فإن عدد الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تصنفها وزارة الخارجية الأميركية منظمات إرهابية أجنبية أصبح 4 أمثال ما كانت عليه الحال عقب «11 سبتمبر». ويشير أحدث تقرير لفريق المراقبة التابع للأمم المتحدة إلى أن «(القاعدة) تنمو في قارة أفريقيا دون عائق، والتنظيم قد رسخ أقدامه في سوريا، وهو يوجد الآن في 15 ولاية أفغانية، على الأقل، فضلاً عن علاقاته المتواصلة مع حركة (طالبان) المسلحة». وحول ما يتعلق بالنجاحات الأعظم، والإخفاقات التي سجلتها أميركا في مكافحتها للإرهاب على مدار 20 عاماً، يرى هوفمان أن «النجاح الأول كان إحباط جميع محاولات (القاعدة) لتنفيذ هجمات أخرى داخل أميركا، بحجم (هجمات سبتمبر). أما وجه الفشل الأسوأ، بلا أي شك، فقد كان غزو العراق في عام 2003، والذي شهد تحويل موارد أساسية بعيداً عن جهود القضاء على (القاعدة في جنوب آسيا)، في أفضل فرصة أتيحت لذلك. كما أسفر غزو العراق، عن غير قصد، عن سلسلة من الأحداث التي أدت بدورها إلى ظهور تنظيم (داعش)، والذي يمثل نسخة من (القاعدة) أكثر عنفا وانفلاتاً».

المستوى الأسوأ؛ «يتعين القول إنه في إطار الرد على (هجمات سبتمبر)، وفي سعيها للدفاع عن البلاد ضد التعرض لمزيد من الهجمات، أساءت واشنطن لبعض القيم ومبادئ العدالة الأميركية الأساسية، ومن الأمثلة على ذلك معتقل غوانتانامو، والمواقع السوداء للاستخبارات الأميركية، و(سجن أبو غريب) في العراق». وعن أهم التحولات التي شهدها جهاز الأمن القومي الأميركي منذ 2001، قال هوفمان إن «البيروقراطية الواسعة في مكافحة الإرهاب، والتي نشأت عقب (هجمات سبتمبر) كانت التحول الأكبر، والأكثر رسوخاً. سبيل المثال، كشف تحقيق أعدته صحيفة (واشنطن بوست) في عام 2010 عن وجود أرخبيل هائل لمكافحة الإرهاب يضم نحو 1271 كياناً حكومياً و1931 من الشركات الخاصة». ويقول هوفمان إنه «بالنسبة لحماية أي بلد ضد الهجمات الإرهابية، يتعين تقدير ما يكفي لتحقيق ذلك. وتشير الدلائل إلى أن أميركا ربما بالغت في رد الفعل على (هجمات سبتمبر)، من خلال التكرار، أو منح صلاحيات واسعة لهيئات مختلفة». والأمر المؤسف، في نظر هوفمان، هو أن «التهديد الإرهابي الذي تواجهه الولايات المتحدة قد صار داخلياً، بعدما كان خارجياً لنحو عقدين بعد (11 سبتمبر)، وهو ما ظهر جلياً في أعمال الشغب التي استهدفت مبنى الكونغرس الأميركي (الكابيتول) في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، ولكن التهديدات التي يشكلها تنظيما (القاعدة) و(داعش) لم تنته بعد». وتتضمن «الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب لعام 2018»، و«الاستراتيجية الوطنية الأولى على الإطلاق في أميركا لمكافحة الإرهاب الداخلي»، الصادرة في يونيو (حزيران) 2021، تفسيرات واضحة للنهج المتكامل، الضروري لحماية البلاد من الإرهاب. ويحذر هوفمان في ختام تحليله من أن «الانقسامات الحزبية المريرة في أميركا، قد تقوض تنفيذ استراتيجية محكمة لمكافحة الإرهاب، حيث لم تعد هناك عناصر الوحدة والهدف المشترك والمصير المشترك، التي وحدت الصفوف عقب (هجمات سبتمبر)، بل على النقيض من ذلك، يمكن لمناخ الاستقطاب السياسي الحالي أن يصيب الحكومة بشلل فعلي فيما يتعلق بالاستعداد للجيل المقبل من التهديدات.

لماذا أمر بن لادن في 2010 بعدم اغتيال بايدن؟

زعيم «القاعدة» توقع أن يقود الرئيس الديمقراطي الولايات المتحدة إلى «أزمة»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»... تم العثور على رسالة وجهها الزعيم السابق لتنظيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، عام 2010، من ضمن مجموعة وثائق حصلت عليها القوات الخاصة الأميركية عندما هاجمت منزله في باكستان، عام 2011k، أمر فيها أعضاء التنظيم بعدم اغتيال الرئيس الأميركي جو بايدن لأن بن لادن اعتقد أن عضو الحزب الديمقراطي، ذاك الوقت، سيصبح رئيساً غير كفء و«يقود الولايات المتحدة إلى أزمة». تم نشر الوثيقة لأول مرة في عام 2012. ولكن تم إعادة تسليط الضوء عليها وإعطائها أهمية جديدة وسط الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان الذي أعاد سلطة البلاد إلى «طالبان»، حسبما أفادت صحيفة «ديلي ميل». وبحسب الصحيفة، كتب بن لادن، الرجل الذي ذهبت القوات الأميركية إلى أفغانستان لقتله رسالته المكونة من 48 صفحة، في مايو (أيار) 2010 إلى مساعد يُعرف باسم الشيخ محمود، واسمه الحقيقي عطية عبد الرحمن. وأنه في الصفحة 36. نوه بن لادن برغبته في تشكيل فرقتين للاغتيال، واحدة في باكستان والأخرى في أفغانستان، تتركز مهامهما على التخطيط لاغتيال الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ومدير وكالة المخابرات المركزية الأسبق ديفيد بتريوس، في حال زيارتهما لأي من البلدين. وأشار بن لادن في رسالته سبب رغبته في اغتيال أوباما قائلاً: «أوباما هو رأس الأفعى وقتله سيجعل بايدن يتولى الرئاسة تلقائياً لما تبقى من المدة». مشيراً إلى أن «بايدن غير مستعد تماماً لهذا المنصب، وأنه سيقود الولايات المتحدة إلى أزمات». وتابع بقوله: «أما بتريوس فهو رجل الساعة في هذه السنة الأخيرة من الحرب، وقتله سيغير مسار الحرب». قال محللو المخابرات الأميركية الذين كشفوا لأول مرة عن وجود الوثيقة لصحيفة «واشنطن بوست» في عام 2012: «إن أياً من المؤامرات ضد أوباما أو بتريوس لم تكن واقعية أو ترقى إلى أي شيء». ولكن تم إعادة تسليط الضوء على الوثيقة بسبب تزايد الغضب ضد سياسة بايدن في جميع أنحاء العالم لتخليه عن مصير الأفغان، وأيضاً بعد نشر تقرير، الشهر الماضي، تحذر الإدارة الأميركية الحالية، من أن العاصمة الأفغانية ستسقط بسرعة في يد «طالبان» بعد الانسحاب الأميركي.

"سلاح روسيا" الجيوسياسي الخطير.. مخاوف أوكرانية وتطمينات ألمانية

فرانس برس... اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، أن خط الغاز "نورد ستريم 2" الروسي الألماني "سلاح جيوسياسي خطير" بيد موسكو، وذلك لدى استقباله المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تدعم هذا المشروع. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي مع ميركل "ننظر إلى هذا المشروع من منظور أمني بحت ونرى أنه سلاح جيوسياسي خطير بيد الكرملين". وأكد أن "لا أحد يستطيع إنكار أن أبرز مخاطر استكمال مشروع نورد ستريم 2 ستثقل كاهل أوكرانيا"، وفق ما نقلت "فرانس برس". ويربط مشروع خط الأنابيب "نورد ستريم 2"، الذي أوشك على الانتهاء، ويمر عبر بحر البلطيق، بين روسيا وألمانيا مباشرة، مما يحرم أوكرانيا من 1.5 مليار دولار على الأقل سنوياً من العائدات التي تجنيها لقاء مرور الغاز الروسي عبر أراضيها، ومن وسيلة ضغط دبلوماسية ضد خصمها الروسي. وحاولت المستشارة التي ستترك منصبها الخريف المقبل مجدداً طمأنة كييف، مشيرة إلى أنها اتفقت مع الولايات المتحدة التي تعارض المشروع على السماح بتنفيذ المشروع، على ألا تستخدمه روسيا لإضعاف أوكرانيا، وتمديد عقد نقل الغاز إلى ما بعد عام 2024. وأوضحت "إننا متفقون مع الأميركيين على وجوب عدم استخدام الغاز سلاحا جيوسياسيا وفي نهاية المطاف سنرى ذلك في ضوء تجديد (روسيا) عقد مرور (الغاز) عبر أوكرانيا. وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل". لكن زيلينسكي اعتبر أنه لم يسمع حتى الآن عن مسألة تمديد اتفاق العبور سوى "أشياء عامة جدا". وقالت المستشارة إنها تتفهم "المخاوف الكبيرة" للرئيس الأوكراني مشيرة إلى أن لبرلين "مسؤولية خاصة" في هذا المجال. وأكدت أن التوافق الألماني الأميركي يسمح بشكل خاص "بفرض عقوبات في حال تم استخدام (الغاز) كسلاح". كما أشارت ميركل إلى أن هذه التعهدات "ملزمة أيضاً للحكومات المقبلة في ألمانيا" بينما تستعد للخروج من منصبها بعد 16 عاماً في الحكم. وتشهد أوكرانيا، حليف الغرب، نزاعا ضد انفصاليين موالين لروسيا في شرق البلاد منذ عام 2014 عقب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية.

تهديدات «داعش» تضاعف الضغوط على عمليات الإجلاء من أفغانستان

مقتل 7 في «فوضى» حول مطار كابل... وأميركا تُشرك طائرات مدنية في الجسر الجوي

الشرق الاوسط... واشنطن: علي بردى... عقد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس (الأحد)، اجتماعاً هو الثاني في غضون 24 ساعة مع فريقه للأمن القومي لمتابعة تطورات إجلاء الرعايا الأميركيين والأجانب وغيرهم من الأفغان الذين كانوا يعملون مع قوات التحالف في أفغانستان، فيما لمحت إدارته إلى احتمال توسيع نطاق هذه العمليات إلى خارج مطار كابل، في ظل تهديدات مختلفة متزايدة من حركة «طالبان» وجماعات إرهابية مثل «تنظيم داعش». وأمر وزير الدفاع لويد أوستن 6 شركات طيران مدنية بالمساهمة في هذه العمليات. وذكر شهود أن حركة «طالبان» فرضت بعض النظام حول مطار كابل الذي تعمّه الفوضى أمس (الأحد)، وأن مقاتليها أطلقوا النار في الهواء، واستخدموا الهراوات لحمل الناس على تشكيل طوابير منظمة خارج البوابات الرئيسية، ولم يسمحوا للحشود بالتجمع في محيطه، حسب ما أوردت وكالة «رويترز». وقال الشهود إنه ليست هناك إصابات جسيمة، وإن طوابير طويلة تتشكل أمام بوابات المطار. جاء ذلك في وقت قال مسؤولون بحلف شمال الأطلسي و«طالبان» إن ما لا يقل عن 12 شخصاً قُتلوا في المطار وحوله منذ الأحد الماضي. وقال شهود إن بعضهم قُتل بالرصاص والبعض الآخر لقي حتفه في وقائع تدافع. وقالت وزارة الدفاع البريطانية، من جهتها، إن 7 أفغان قُتلوا في الفوضى حول المطار. وأضافت في بيان: «الأوضاع على الأرض لا تزال في غاية الصعوبة، لكننا نبذل قصارى جهدنا لإدارة الوضع بأكبر قدر من السلامة والأمن». وكان البيت الأبيض أفاد بأن الرئيس جو بايدن ألغى عطلة نهاية الأسبوع المعتادة في ولايته ديلاوير، واستمع أول من أمس (السبت) من أعضاء فريقه للأمن القومي إلى إحاطات بشأن تطورات الوضع في أفغانستان. وعاود الاجتماع مع هذا الفريق أمس (الأحد) في غرفة العمليات لمناقشة الوضع الأمني وعمليات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك ضد «داعش» في أفغانستان، بالإضافة إلى عمليات الإجلاء والجهود المبذولة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقات مع دول ثالثة ترغب في العمل كمراكز عبور للأشخاص الذين يجري إجلاؤهم. وشارك في هذين الاجتماعين كل من نائبة الرئيس كامالا هاريس، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بسبب سفرها إلى سنغافورة، ووزيري الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي ومستشار الأمن القومي جايك سوليفان ومديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هينز وآخرين. ولم يوضح المسؤولون الأميركيون طبيعة التهديدات التي تمثلها «داعش» على عمليات الإجلاء الجارية. غير أن فرع التنظيم الإرهابي في أفغانستان أعلن منذ فترة طويلة رغبته في مهاجمة المصالح الأميركية في الخارج، وكان ناشطاً في أفغانستان لسنوات عدة، إذ نفذ هجمات دامية. واستُهدفت الجماعة بضربات جوية أميركية في السنوات الأخيرة. لكن المسؤولين يقولون إن «بقايا» من الجماعة لا تزال ناشطة في أفغانستان. وتخشى الولايات المتحدة إعادة تشكيلها بطريقة أكبر في الوقت الذي تخضع فيه البلاد لحكم «طالبان». وفي ضوء هذه التهديدات وغيرها، لمحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى أن القوات الأميركية يمكن أن تقوم بمزيد من العمليات خارج مطار كابل للمساعدة في إجلاء الرعايا الأميركيين الذين تقطعت بهم السبل والأفغان الذين ساعدوا في المجهود الحربي الأميركي. جاء هذا التلميح في وقت تستعجل فيه إدارة بايدن نقل آلاف الأشخاص يومياً من أفغانستان، فيما أدت الفوضى والتدافع للوصول إلى المطار مجدداً إلى إغلاق كل البوابات التي توصل إليه. وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي: «انظروا، من دون أن تكونوا متنبئين هنا، لدينا قوات في بيئة ديناميكية للغاية، مهمة محفوفة بالمخاطر، وهم يفهمون ذلك، ويفهمون أيضاً سبب وجودهم هناك، لمساعدة الناس». وإذ أكد عدم وجود عمليات عسكرية أميركية خارج محيط المطار، أضاف: «لن أستبعد أنهم (...) إذا رأوا فرصة (...) لن يفعلوا ذلك». جاءت هذه التعليقات بعدما تبين أن قوات أميركية على متن طائرات هليكوبتر من طراز «شينوك» غادرت المطار الخميس الماضي لنقل 169 أميركياً من فندق قريب. وأجرت قوات أوروبية عمليات إنزال «كوماندوز» مشابهة خلال الأيام الماضية، ما دفع بعض المشرعين الأميركيين وغيرهم إلى اقتراح أن على إدارة بايدن بذل مزيد من الجهد لمساعدة الناس في الوصول إلى المطار. وتفيد التقارير بأن آلاف الأميركيين وعدداً أكبر من الأفغان الذين عملوا قوات التحالف، لا يزالون في أفغانستان، علماً بأن الرئيس بايدن حدد 31 أغسطس (آب) الجاري موعداً نهائياً لإنجاز الانسحاب الأميركي، على رغم أنه أشار في الأيام الأخيرة إلى أن الإطار الزمني يمكن أن يمدد إذا لزم الأمر. وأفاد مسؤولو البنتاغون بأنه منذ بدء الإجلاء قبل أسبوع، تمكن الجيش الأميركي من إخراج نحو 17 ألف شخص من كابل، بينهم 2500 أميركي. وخلال الأسبوع الماضي، قدّرت إدارة الرئيس بايدن أن ما بين 10 آلاف إلى 15 ألفاً من الرعايا الأميركيين لا يزالون في أفغانستان. وأعلن البيت الأبيض مساء السبت أن إسبانيا وافقت مؤقتاً على إيواء من جرى إجلاؤهم من أفغانستان في القواعد العسكرية في روتا ومورون. وفي فترة 24 ساعة جرى قياسها، وسط تزايد العنف خارج المطار والتهديدات الجديدة من «داعش»، أجلى الجيش الأميركي 1600 شخص على متن 6 طائرات نقل من طراز «سي 17»، وفقاً للجنرال ويليام هانك تايلور في البنتاغون، علماً بأن 2200 شخص إضافيين غادروا كابل في رحلات مستأجرة، فيما انخفضت عمليات الإجلاء على متن الطائرات العسكرية من نحو 2000 شخص كانوا ينقلون كل يوم خلال الأسبوع الماضي، علماً بأن الهدف المعلن للبنتاغون هو ما بين 5 آلاف و9 آلاف يومياً. وردّ البنتاغون ذلك إلى تباطؤ العمل في قاعدة العديد الجوية في قطر، بالإضافة إلى الفوضى الناجمة عن الاكتظاظ في محيط مطار كابل وداخله، ما أدى إلى توقف عمليات الإجلاء لساعات خلال عطلة نهاية الأسبوع. ونتيجة لذلك، بدأ الجيش الأميركي بنقل الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم من كابل مباشرة إلى قواعد عسكرية أخرى في الخليج وأوروبا ومطار دالاس الدولي في واشنطن، ما خفّف الأعباء عما يسمى عنق الزجاجة في قطر. وقال مسؤول أميركي مطلع إن آلافاً من الذين جرى إجلاؤهم وصلوا إلى الإمارات العربية المتحدة مساء السبت في طريقهم إلى الولايات المتحدة. وفي محاولة لتسريع جهود الإجلاء، أعلن البنتاغون أن وزير الدفاع لويد أوستن أمر 6 شركات طيران أميركية كبرى بالمساعدة في نقل عشرات الآلاف من الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم من أفغانستان. واتخذ هذا القرار من خلال تفعيل ما يسمى «الأسطول الجوي الاحتياطي المدني»، الذي أنشئ عام 1952 في أعقاب جسر برلين الجوي، لتوفير عدد من الطائرات التجارية لتعزيز العملية العسكرية الأميركية لإجلاء الأفغان الذين يصلون إلى قواعد في الشرق الأوسط. وأفاد مسؤولون عسكريون بأن 18 طائرة ستنضم إلى أكثر من 150 طائرة شحن عسكرية تشارك الآن في جهود الإجلاء. ويشمل التفعيل الحالي 4 طائرات من شركة «يونايتد إيرلاينز» و3 من كل من «أميركان إيرلاينز» و«أطلس إير» و«دلتا إيرلاينز» و«أومني إير» واثنتين من خطوط هاواي الجوية. وقال كيربي إن البنتاغون لا يتوقع حدوث تأثير كبير على الرحلات الجوية التجارية. وعلى رغم إعلان الجيش الأميركي أنه يسيطر على مطار كابل وأن البوابات مفتوحة للأميركيين الذين يصلون بأوراق مناسبة، أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى تهديد أمني غير محدد، داعية الأميركيين إلى «تجنب السفر إلى المطار وتجنب بوابات المطار في هذا الوقت ما لم تتلقَ تعليمات فردية من ممثلين لحكومة الولايات المتحدة». ويبدو أن هذه التحذيرات ناجمة عن احتمال استهداف الأميركيين من مقاتلين موالين لـ«تنظيم داعش» في أفغانستان. لكن كيربي أفاد أنه على رغم استمرار التواصل مع «طالبان» لضمان المرور الآمن للأميركيين والأفغان الذين ترعاهم الولايات المتحدة، فمن الواضح أنه «لم يفهم كل مقاتل من (طالبان) الكلمة أو قرر الانصياع لها».

فرنسا تدعو إلى إشراك روسيا والصين وإيران في «سياسة موحدة» تجاه «طالبان»

الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم... فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أمس، عن اجتماع افتراضي لقادة «مجموعة السبع»، غداً (الثلاثاء)، للتباحث بشأن تطورات الوضع الأفغاني، عبَّرت باريس عن رغبتها في توسيع دائرة التشاور لتشمل دولاً إضافية تعتبر أنها مؤثرة، وبالتالي يفترض أن تضم إلى الجهود الدولية. فقد قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، في حديث لصحيفة «في إس دي» الأسبوعية، نُشر نهاية الأسبوع، إن التوافق الدولي الذي يتعين السير نحوه بخصوص أفغانستان «يجب أن يكون أشمل، بحيث لا يقتصر فقط على (مجموعة السبع) والدول الأعضاء في الحلف الأطلسي، بل من الأفضل إشراك روسيا والصين وإيران فيه»، إذ إن هذه الدول الثلاث ليست جزءاً من «مجموعة السبع» ولا من «الحلف الأطلسي». ولم ينس لو دريان باكستان التي «احتضنت»، كما قال «طالبان»، لفترات طويلة «وقد تجد مصلحتها في إقامة علاقة وثيقة مع أفغانستان، الأمر الذي قد يفضي إلى بوادر نزاعات مع الهند». وكشف لو دريان أن نظيره الهندي عبّر عن هذه المخاوف خلال اتصال أجراه معه، الأمر الذي يطرح إشكالية الاستقرار الإقليمي. ووفق المنظور الفرنسي، فإن خطورة الوضع الأفغاني بعد سيطرة «طالبان» على السلطة يفترض توافر «أوسع إجماع دولي» حول السياسة التي يفترض السير بها إزاء النظام الطالباني الجديد، في الوقت الذي تسمع فيه أصوات متعددة النغمات بين أطراف لا تجد غضاضة في الانفتاح على «طالبان»، وأخرى مستعدة للتعاون فقط في موضوع إجلاء المواطنين الأجانب والأفغان الذين تعاونوا مع الغربيين في السنوات العشرين الماضية. حتى اليوم، يتركز الاهتمام على إنجاح عملية الإجلاء التي تدور وسط فوضى عارمة، واتهامات ضمنية بين الأطراف المعنية، وانتقادات لأداء القوات الأميركية المتمركزة في المطار العسكري الملاصق لمطار كابل الدولي المدني، فضلاً عن المخاوف من تمسك واشنطن بوضع حد لوجودها في أفغانستان، نهاية الشهر الحالي، فيما ليس هناك ما يؤكد أن عمليات الترحيل المتسارعة سوف تنتهي بحلول التاريخ المذكور. وفي أي حال، فإن الأطراف المعنية باشرت بطرح شروطها بخصوص عملية الاعتراف الرسمية بالنظام الجديد، الذي يبدو أن الغربيين كما الآخرين قد سلموا بوجوده، وأخذوا يعتبرونه أمراً واقعاً يتعين التعامل معه. وفي هذا السياق، وقبل أن تطرح المسألة بشكل جماعي في المحافل الدولية الرئيسية، مثل مجلس الأمن أو الحلف الأطلس والاتحاد الأوروبي وغيرها من المنظمات الإقليمية، فإن باريس بادرت، على لسان وزير خارجيتها، للكشف عن شروطها. ففي الحديث الصحافي نفسه، أكد الأخير أن بلاده «لن تعمد هكذا إلى الاعتراف بسلطة الأمر الواقع التي تمثلها (طالبان) التي حازتها بالقوة». وأضاف لو دريان أن «(طالبان) تبحث عن الاعتراف الدولي بها، وهي تعرف متطلباتنا»، التي أولها الامتناع عن إعاقة رغبة أي أفغاني يريد الخروج من البلاد. وبدا هذا الشرط «بديهياً» بالنسبة لباريس التي تدفع باتجاه عدم الاكتفاء بإجلاء المتعاونين مع الغربيين وعائلاتهم، بل أيضاً كل مَن تعتبره مُهدَّداً بسبب مواقفه وآرائه، ومن هؤلاء الفنانون والناشطون من المجتمع المدني والمثقفون والصحافيون. وتعتبر باريس إخراج هذه المجموعات «واجباً أخلاقياً». وأفيد في العاصمة الفرنسية بأن الدبلوماسيين الذين ما زالوا يعملون من مطار كابل ينشطون في إقامة اللوائح. ولكن حتى اليوم، لا يبدو أن هناك مَن تبنَّى الرؤية الفرنسية الموسَّعة. في المقام الثاني، تطالب باريس بتخلي «طالبان» عن توسل الإرهاب، وأن تقطع أي علاقة لها مع تنظيمات إرهابية، خصوصاً «القاعدة» التي احتضنتها «طالبان» خلال فترة حكمها الأول لأفغانستان، ما بين عامي 1996 و2001. يلي ذلك توفير ممر آمن لإيصال المساعدة الإنسانية، معطوفاً على احترام الحقوق الأساسية، وأولها حقوق المرأة التي يتخوّف الغربيون من أن تكون الضحية الأولى للحكم الطالباني. وأخيراً، تطالب فرنسا بأن يتم تشكيل حكومة انتقالية تتويجاً للمفوضات الجارية في الدوحة. وبلهجة متشددة، قال لو دريان: «إن غياب أي مؤشرات واضحة على التجاوب مع هذه المطالب الخمسة، يعني أن أفغانستان سوف تتحول إلى (دولة مارقة)». وقال لو دريان في مقابلة أخرى، مهدداً، إن عدم توافر الشروط المشار إليها «سيجعل (طالبان) منبوذين من المجتمع الدولي، وسيتعين جعلهم يعيشون وضع المنبوذين. هذا الأمر الذي سيتطلب قدراً كبيراً من الحزم» في التعامل. ولا تأخذ باريس تصريحات مسؤولي «طالبان» بشأن حقوق الإنسان وخلافها على محمل الجد، إذ إنها تريد أفعالاً لا أقوالاً». حتى اليوم، يبدو أن المتعارف عليه دولياً، خصوصاً غربياً أمران: الأول ضرورة أن تسهل «طالبان» عملية إجلاء الأجانب والمتعاملين الأفغان معهم، والثاني التركيز على الإرهاب، وابتعاد «طالبان» عن اللجوء إليه أو تمكين تنظيمان إرهابية من استخدام الأراضي الأفغانية. وبحسب القراءة الفرنسية، فإن مجلس الأمن الدولي توصل إلى ثلاث خلاصات، أولها تخص الإرهاب، وثانيها الهجرات المكثفة من أفغانستان، وثالثها تحدي الاستقرار الإقليمي المتأتي عن وصول «طالبان» إلى السلطة وتداعياته الداخلية والخارجية. في تغريدته التي أعلن فيها عن موعد اجتماع قادة «السبع»، أشار بوريس جونسون إلى أن النقاض سيتناول ضرورة أن تتم عمليات الإجلاء بشكل آمن، وتلافي أزمة إنسانية، وحماية مكتسبات الأفغان في العقدين الماضيين. بيد أنه أبعد من الأزمة الإنسانية، فإن مسائل رئيسية تتناول «الحلف الأطلسي» والأداء الأميركي الأحادي بعيداً عن التشاور مع الأوروبيين أخذت تُطرَح بقوة، ولا شك أنها ستكون على طاولة المباحثات للأشهر المقبلة.

بوريل يدعو إلى تجهيز أوروبا عسكرياً لمواجهة الأزمات المقبلة

بروكسل: «الشرق الأوسط»... قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن «بعض الدول» ستطرح تساؤلات عن «الحليف الأميركي الذي لم يعد، كما قال (الرئيس) جو بايدن، يريد خوض حروب الآخرين». وأضاف أنه ليس هناك من بديل للأوروبيين سوى «أن ننظم أنفسنا لمواجهة العالم كما هو وليس كما نحلم به»، معتبراً أن ما حصل في أفغانستان يجب أن يدفع الأوروبيين إلى تجهيز أنفسهم بقدرة تدخل عسكري لمواجهة الأزمات المقبلة التي تهدد العراق ومنطقة الساحل. وأجبر سقوط الحكومة الأفغانية واستيلاء حركة «طالبان» على كابل قبل انسحاب آخر الجنود الأميركيين، المرتقب في 31 أغسطس (آب)، الدول الغربية، على تنظيم عمليات لإجلاء رعاياها والمتعاونين معها من الأفغان بسرعة. وقال بوريل في مقابلة مع الوكالة الفرنسية، السبت، «يريدون إجلاء ستين ألف شخص في الفترة الممتدة من الآن إلى نهاية الشهر الحالي. الأمر مستحيل حسابياً». وأضاف: «المشكلة هي الوصول إلى المطار»، موضحاً أن «إجراءات المراقبة والأمن التي يفرضها الأميركيون مشددة جداً»، وأنها «تعرقل مرور موظفينا». وتضم البعثة الوحيدة للاتحاد الأوروبي في كابل حوالي 400 موظف أفغاني وعائلاتهم. وهو وعد بإجلائهم، لكن 150 منهم فقط وصلوا إلى إسبانيا حتى الآن. وقال بوريل: «يوجد في كابل مطاران، والمطار المدني يخضع لسيطرة (طالبان)، ولا يتم تسيير أي رحلات جوية منه. الأميركيون يسيطرون على المطار العسكري، ويصعد إلى الطائرات الأشخاص الموجودون على المدرج». وقال بوريل إنه «إذا غادر الأميركيون في 31 أغسطس، لن يكون لدى الأوروبيين القدرة العسكرية للسيطرة على المطار العسكري وتأمينه، وستسيطر (طالبان) عليه». ورأى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي أنه من الضروري التحدث إلى «طالبان». وأضاف: «الجميع يحاولون عقد اتفاقات مع (طالبان). لدينا اتصالات مع (طالبان)، لكن ليس مع القادة»، مشدداً على أن «الحوار معهم لا يعني الاعتراف» بنظامهم. وحذر بوريل من أنه «سيكون من المستحيل إخراج جميع الأفغان الذين يحتاجون إلى الحماية من كابل. إنه أمر مستحيل ولا يمكن تصوره. هناك أولويات. نريد إخراج مواطنينا والمتعاونين الأفغان». وأكد أن «ما يحدث في أفغانستان مأساة»، متسائلاً: «لمَ حصلت الأمور على هذا النحو؟». وقال: «التقيت الرئيس أشرف غني في يوليو (تموز) في طشقند. كان يشعر بالمرارة. أخبرني بأنه من دون الدعم الجوي الأميركي لا يمكنه السيطرة على البلاد ويجب عودة (الجنود) إلى كابل». وأضاف: «لم يكن لديه الوقت لتطبيق هذه الاستراتيجية، والجيش الأفغاني رفض القتال مع أنه لم يكن ينقصه السلاح. انظروا إلى كمية الأسلحة التي تركت لـ(طالبان). الجيش كان قد فقد الأمل». وتابع بوريل: «أشعر بأسف كبير للطريقة التي سارت من خلالها الأمور. لكن لم يسأل أحد الأوروبيين عن رأيهم». وقال: «ستطرح بعض الدول تساؤلات عن الحليف الأميركي الذي لم يعد، كما قال جو بايدن، يريد خوض حروب الآخرين». وأضاف: «ليس هناك بديل للأوروبيين. يجب أن ننظم أنفسنا لمواجهة العالم كما هو وليس كما نحلم به». وتابع بوريل مذكراً: «نقترح تزويد الاتحاد الأوروبي بقوة دخول أولى قوامها 50 ألف جندي قادرة على العمل في ظروف مثل تلك التي نعيشها في أفغانستان». وتجري مناقشة المشروع بين وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي. كان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، أطلق دعوة في هذا الاتجاه السبت في رسالة عبر «تويتر». وقال جوزيب بوريل في المقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، «سأزور العراق وتونس وليبيا في سبتمبر (أيلول)»، مشيراً إلى أن «الأزمات المقبلة ستكون في العراق و(منطقة) الساحل». وأضاف أن «أوروبا لا تتحرك إلا عند الأزمات. قد توقظها أفغانستان. حان الوقت لتزويدها بقوة عسكرية قادرة على القتال إذا لزم الأمر».

أسباب خسارة الأميركيين في أفغانستان

الشرق الاوسط... خدمة نيويورك تايمز... نيويورك: آدم نوسيتر... كانت الساعة الثامنة صباحاً، وقد وقف الرقيب الأفغاني الناعس عند ما أسماه الخط الأمامي، قبل شهر من سقوط مدينة قندوز بيد حركة «طالبان». وكان هناك اتفاق غير معلن يحمي الجانبين. لن يكون هناك إطلاق للنار. كانت هذه طبيعة الحرب الغريبة التي خاضها الأفغان مع حركة «طالبان»، وخسروها. يقول الرئيس جو بايدن ومستشاروه إن الانهيار الكامل للجيش الأفغاني أثبت عدم جدواه، زاعمين براءة الولايات المتحدة من جرائر الانسحاب. ولكن الانزواء غير العادي للحكومة والجيش في أفغانستان، والانتقال السياسي من دون إراقة الدماء في أغلب الأماكن حتى الآن، يشير إلى شيء أكثر أهمية. إن الحرب التي ظن الأميركيون أنهم يخوضونها ضد «طالبان» لم تكن الحرب التي يخوضها حلفاؤهم الأفغان. وهذا ما جعل حرب الولايات المتحدة هناك، على غرار العديد من المغامرات الاستعمارية الجديدة، محكوما عليها بالفشل منذ البداية على أرجح الآراء. أثبت التاريخ الحديث أنه من الحماقة للقوى الغربية أن تخوض الحروب في أراضي الشعوب الأخرى، رغم المغريات. وحركات التمرد المحلية، وإن كانت تبدو أنها لا تتفوق على خصمها من حيث الحجم، والأموال، والتقنيات، والأسلحة، والقوة الجوية، وما إلى ذلك، غالباً ما تكون أفضل تحفيزاً وأقوى دافعاً من خصمها، ولديها تدفق مستمر من المجندين الجدد، وكثيراً ما تحصل على المؤن والإمدادات عبر الحدود. وفي أفغانستان لم تكن اللعبة هي الخير في مواجهة الشر كما يراها الأميركيون، بل كان الأمر أشبه بصراع الجار ضد جاره. عندما يتعلق الأمر بحرب العصابات، وصف الزعيم الشيوعي السابق ماوتسي تونغ العلاقة التي لا بد أن تكون قائمة بين الشعب والقوات، فكتب قائلاً: «يمكن تشبيه الأول بالماء، ووصف الثاني بالسمك الذي يسكنه». وعندما يتعلق الأمر بأفغانستان، كان الأميركيون السمكة من دون ماء. تماماً كما كان الروس في الثمانينات. وكما كان الأميركيون أنفسهم في فيتنام في ستينات القرن العشرين. وكما كان الفرنسيون في الجزائر في خمسينات القرن ذاته. والبرتغاليون خلال محاولاتهم العقيمة الحفاظ على مستعمراتهم الأفريقية في الستينات والسبعينات. والإسرائيليون خلال احتلالهم الجنوب اللبناني في ثمانينات القرن الماضي. وفي كل مرة كانت القوة المتدخلة عسكرياً في كل هذه المواضع تعلن أن التمرد الناشئ في الداخل قد تعرض للضرب المبرح أو انقلب رأساً على عقب، في حين أن الجمر المشتعل دائماً ما كان يؤدي إلى اندلاع حروب جديدة. اعتقد الأميركيون أنهم تمكنوا من هزيمة «طالبان» بحلول نهاية عام 2001. ولم تعد حركتهم مبعثاً للقلق. غير أن النتيجة كانت في واقع الأمر أكثر غموضاً. كتب العميد ستانلي ماكريستال يقول: «لقد انزوى معظمهم، ولم نكن متأكدين إلى أين ذهبوا»، على النحو الذي اقتبسه المؤرخ كارتر مالكاسيان في كتاب جديد بعنوان «الحرب الأميركية في أفغانستان». في الواقع، لم تتعرض «طالبان» للضرب المبرح أبداً. وهناك العديد ممن قتلوا على يد الأميركيين، ولكن البقية تلاشت ببساطة إلى الجبال والقرى أو عبر الحدود إلى باكستان، التي نجحت في إنقاذ الحركة منذ نشأتها. وبحلول عام 2006، أعادت الحركة ترتيب الصفوف بما يكفي لشن هجوم كبير. وانتهت الرواية بالمهانة الأميركية الكئيبة والتي تكشفت أماراتها على مدى الأسبوع الماضي - تكريس الخسارة العسكرية الأميركية. منذ عشرين عاماً - في الوقت الذي تورط الأميركيون في مستنقع أفغانستان إلى حد مهلك - كتب باتريك شابال مؤرخ المغامرات البرتغالية الفاشلة في أفريقيا، يقول: «على الأمد البعيد، سوف تضيع كل الحروب الاستعمارية بلا طائل». كان تشابك القوى العظمى المستمر منذ عقدين من الزمان وهزيمتها الأخيرة أكثر إثارة للدهشة، حيث كانت الولايات المتحدة في العقود السابقة على الألفية مفعمة بالحديث عن «دروس» فيتنام المفترضة. صرح السيناتور مايك مانسفيلد، زعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ في أواخر سبعينات القرن الماضي قائلاً في مقابلة إذاعية عن حرب فيتنام: «كان الثمن 55 ألف قتيل، و303 آلاف جريح، و150 بليون دولار. لم يكن ذلك ضرورياً، بل لم يكن مطلوباً بالأساس، لم تكن حرباً مرتبطة بأمننا أو بمصالحنا الحيوية. لقد كانت مغامرة سيئة في جزء من العالم كان ينبغي أن تبقى أنوفنا بعيدة عنه». قبل فترة طويلة، مع بداية «المغامرة الفاشلة» في عام 1961، كان الرئيس كيندي قد جرى تحذيره من مستنقع فيتنام من قبل سلطة لا تقل عن شارل ديغول. وفي وقت لاحق تذكر الرئيس ديغول حديثه للرئيس كيندي قائلاً: «أتوقع أن تنزلق خطوة بخطوة إلى مستنقع عسكري وسياسي لا قاع له، مهما أنفقت من أموال أو بعثت من رجال». ولقد تجاهله الرئيس الأميركي تماماً. ولقد حذر ديغول الرئيس كيندي بعبارات ترمز إلى كارثة فيتنام وخيبة الأمل في أفغانستان: «حتى لو وجدت الزعماء المحليين الذين هم على استعداد لطاعتك تحقيقاً لمصالحهم الخاصة، فإن الناس لن يوافقوا على ذلك، ولا يريدونك حقاً». وبحلول عام 1968، كان الجنرالات الأميركيون يزعمون أن الفيتناميين الشماليين تعرضوا «للجلد»، على حد تعبير أحدهم. وكانت المشكلة أن الخصم رفض الاعتراف بهزيمته وواصل القتال، كما لاحظ محللا السياسة الخارجية جيمس تشاس وديفيد فرومكين في منتصف ثمانينات القرن الماضي. ومن ناحية أخرى، كان حليف الأميركيين في فيتنام الجنوبية فاسداً ولم يكن يتمتع بتأييد شعبي يذكر. إن نفس الثالوث غير المقدس للحقائق لم يتغير - «الجنرالات المتبجحون، العدو غير الراكع، الحليف الضعيف» - ويمكن ملاحظته على طول مسار انخراط الولايات المتحدة في حرب أفغانستان. كان حرياً بالرئيس كيندي الاستماع إلى نصيحة ديغول. لم يكن الرئيس الفرنسي، على عكس نظرائه الأميركيين آنذاك ثم لاحقاً، يثق في آراء الجنرالات، ولم يكن ليصغي إلى مداهناتهم، رغم أنه البطل العسكري الأول في فرنسا. كان في ذلك الوقت يخرج بفرنسا من حرب استعمارية وحشية دامت ثماني سنوات في الجزائر، ضد الرغبات الشديدة لكبار الضباط والمستوطنين الأوروبيين الذين أرادوا استمرار الحكم الاستعماري الذي دام أكثر من قرن من الزمان. ولقد زعم جنرالاته، بحق، أن المقاومة الجزائرية الداخلية قد تحطمت إلى حد كبير. غير أن ديغول كان يتمتع بالحكمة الكافية لإدراك أن المعركة لم تنته بعد. كان المحتشدون على حدود الجزائر هم من أطلق عليهم المتمردون «جيش الحدود»، ثم لاحقاً «جيش التحرير الوطني»، الذي أصبح اليوم «الجيش الشعبي الوطني»، الذي لا يزال العنصر صاحب الهيمنة في الحياة السياسية الجزائرية. يقول بنجامين ستورا، المؤرخ البارز في العلاقات الفرنسية الجزائرية: «ما دفع ديغول إلى القيام بذلك هو أنهم كان لا يزال لديهم جيش على الحدود. وعليه، فقد تجمد الموقف عسكرياً. وكان منطق ديغول: إننا إذا حافظنا على الوضع الراهن فإننا نخسر الكثير. فقرر سحب الفرنسيين من السباق في قرار لا يزال يؤلمهم». كان زعيم «جبهة التحرير الوطني»، الذي أصبح فيما بعد أهم زعيم جزائري بعد الاستقلال، هواري بومدين، قد جسد توترات الثورة الجزائرية - وهي التوترات الغالبة - التي ستكون مألوفة لدى مراقبي «طالبان»: الدين والقومية. ولقد انقلب الإسلاميون ضده في وقت لاحق بسبب الاشتراكية. غير أن الحشود الجماعية الشعبية الحزينة التي خيمت على جنازة بومدين عام 1978 كانت حقيقية. لقد نبعت سيطرة بومدين على الشعب من واقع أصوله المتواضعة وصلابته ضد المحتل الفرنسي المكروه. وتساعد هذه العناصر في تفسير تغلغل «طالبان» السلس تقريباً عبر جل الأراضي الأفغانية خلال الأسابيع والأشهر التي سبقت النصر النهائي الذي تحقق الأسبوع الماضي. فقد تصورت الولايات المتحدة أنها تساعد الأفغان على محاربة آفة الشر الكريهة، ألا وهي حركة «طالبان»، المرشح البارز للإرهاب الدولي. كانت هذه هي الرؤية الأميركية. بيد أن كثيراً من الأفغان لم يكونوا يخوضون تلك الحرب. ينتمي أفراد «طالبان» إلى مدنهم وقراهم. وربما تغيرت أفغانستان، لا سيما في مراكزها الحضرية، عبر أكثر من 20 عاماً من الاحتلال الأميركي. غير أن القوانين التي روجت لها «طالبان» - السياسات القمعية تجاه المرأة - لم تكن مختلفة تماماً، ولم تختلف على الإطلاق عن العادات السائدة في العديد من هذه القرى الريفية، لا سيما في جنوب البشتون. ولقد ذكر تقرير صادر عن منظمة هيومان رايتس ووتش في العام الماضي بكل صراحة: «هناك مقاومة لتعليم الفتيات في العديد من المجتمعات الريفية الأفغانية. ومن النادر رؤية النساء من دون البرقع خارج عواصم المحافظات، حتى في أقاليم الشمال». وهذا هو السبب في أن حركة «طالبان» ما فتئت تفرض العدالة فرضاً منذ سنوات، ربما بوحشية في كثير من الأحيان، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، برضا - بل وقبول - من السكان المحليين. فالنزاعات على الملكية وقضايا الجرائم الصغيرة يتم الفصل فيها على وجه السرعة، أحياناً من قبل علماء الدين -وهذه المحاكم تحظى بسمعة أنها «غير قابلة للفساد» عند المقارنة مع النظام الفاسد للحكومة السابقة، كما قالت هيومن رايتس ووتش. إنه نظام يركز على العقاب، الذي غالباً ما يكون قاسيا. ورغم احتجاج «طالبان» خلال الأسبوع الماضي بالعفو عن الذين خدموا في الإدارة الأفغانية المنحلة، إلا أنهم لم يظهروا أي شيء من هذا التسامح في الماضي. وقد أشاع نظام السجون السرية، التي تؤوي أعداداً كبيرة من الجنود والموظفين الحكوميين، الخوف بين السكان المحليين في كافة أنحاء أفغانستان. وتردد أن زعيم «طالبان»، الملا عبد الغني برادار، قد لقي ترحيباً كبيراً إثر عودته الأسبوع الماضي إلى مدينة قندهار الجنوبية، مسقط رأس «طالبان». ولا بد أن يشكل هذا عنصراً آخر من عناصر التفكير في القوة العظمى التي شعرت منذ عشرين عاماً بأنها لم تجد أمامها أي خيار غير الرد العسكري على جرائم الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). بالنسبة لمالكاسيان، المؤرخ الذي كان مستشاراً سابقا للقائد الأعلى للقوات الأميركية في أفغانستان، هناك درس من التجربة، لكن ليس بالضرورة أن الولايات المتحدة كان يجب أن تبقى بعيدة. وقال في مقابلة: «إذا تحتم عليك الذهاب، فلا بد من الإدراك أنه لا يمكنك النجاح تماماً. ولا تفكر أنك سوف تحل المشكلة أو تصلح الأحوال».

 

 

 

 

 

 

 

 



السابق

أخبار مصر وإفريقيا... مصر تغلق معبر رفح في كلا الاتجاهين اعتبارا من الاثنين..وزير الدفاع المصري إلى روسيا.. محادثات مصرية ـ صربية في القاهرة..السودان يتحسب لتدفقات جديدة من اللاجئين الإثيوبيين..هل ينهي انتخاب رئيس لليبيا ويلات الانقسام؟... تأكيد سعودي على دعم تونس في كافة المجالات..الإفراج بفدية عن 15 تلميذاً في نيجيريا..مقتل 19 مصلياً خلال هجوم على مسجد غرب النيجر..حرائق الجزائر أتت على 5193 هكتاراً من الأشجار المثمرة.. تصريحات الرئيس والملك.. علاقة الجزائر والمغرب تتأزم ..

التالي

أخبار وتقارير.. زلماي خليل زاد.. عرّاب عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان...تقرير: "لا مكان لدينا للتراجع".. خصوم طالبان يعلنون "حرب العصابات" ضدها!.."طالبان" تعطي مهلة حتى نهاية أغسطس لانسحاب القوات الأمريكية..تقرير: العراق يسعى للتحول من "مرسال" إلى "محرك" للمحادثات السعودية الإيرانية.. الكاظمي: لن يكون للإرهاب أي حاضنة في العراق..طهران تعلق على ملف توريد النفط إلى لبنان...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,065,344

عدد الزوار: 6,750,994

المتواجدون الآن: 98