أخبار وتقارير.. هلع في مطار كابل... و«طالبان» تبدأ بجمع السلاح..هل قدّم بايدن أفغانستان للصين... على طبق من فضة؟..انتقادات أوروبية للسياسة الأميركية ومخاوف من تدفق الهجرات الأفغانية..بايدن يواجه انتقادات بسبب أفغانستان..أصول الحكومة الأفغانية في أميركا «لن تكون متاحة لطالبان».. ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال هايتي إلى 1419 قتيلاً..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 آب 2021 - 5:31 ص    عدد الزيارات 2527    القسم دولية

        


هلع في مطار كابل... و«طالبان» تبدأ بجمع السلاح..

الحركة دعت مقاتليها إلى الانضباط... وأميركا طلبت منها عدم إعاقة عمليات الإجلاء..

كابل - واشنطن: «الشرق الأوسط».. بدأ سكان العاصمة الأفغانية، أمس، «التأقلم» مع حكم حركة «طالبان» التي سيطر عناصرها على المؤسسات الرسمية كافة وبدأوا تسيير دوريات في شوارعها وجمع السلاح من أيدي المواطنين. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الهدوء ساد سائر أنحاء العاصمة الأفغانية، الاثنين، فيما كان مقاتلو «طالبان» يقومون بدوريات في الشوارع ويقيمون نقاط تفتيش. ودعا الملا عبد الغني برادر أحد مؤسسي «طالبان» مقاتليه إلى الانضباط. وقال في مقطع فيديو: «الآن حان الوقت للتقييم والإثبات، الآن علينا أن نظهر أن بإمكاننا خدمة أمتنا وضمان السلام ورغد العيش». جاء ذلك بعد مشاهد مروعة صدمت العالم من مدرجات مطار كابل حيث حاول آلاف الأشخاص الخائفين من حكم «طالبان» التعلق بطائرات تقوم بعمليات الإجلاء يوم الأحد. وقال شهود إن 5 أشخاص قُتلوا وسط الفوضى في مطار كابل أمس (الاثنين). وذكرت وكالة «رويترز» أنه لم تتضح ملابسات سقوط القتلى. لكنها نقلت عن مسؤول أميركي أن القوات أطلقت النار في الهواء لردع أناس حاولوا ركوب طائرة عسكرية عنوة، فيما كانت الطائرة في طريقها لنقل دبلوماسيين وموظفين أميركيين إلى خارج كابل. وقال شاهد، ينتظر منذ أكثر من 20 ساعة لركوب طائرة، إنه لم يتضح ما إذا كان القتلى سقطوا بأعيرة نارية أم نتيجة تدافع. وقال شاهد آخر، عرّف عن نفسه باسم أحمد سقيب، لوكالة الصحافة الفرنسية، من مطار كابل: «نخشى العيش في هذه المدينة، ونحاول الفرار من كابل. قرأت على فيسبوك أن كندا تقبل طالبي اللجوء من أفغانستان. وآمل أن أكون واحداً منهم. خدمت في الجيش، والآن خسرت وظيفتي، وبقائي هنا خطر لأن (طالبان) ستستهدفني، هذا مؤكد». وأظهر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي 3 جثث على الأرض قرب مدخل جانبي للمطار على ما يبدو. ولم يتسنَ لـ«رويترز» التحقق من المقطع. وقال شاهد آخر إنه رأى 5 جثث. وفي ظل الفوضى العارمة، أظهرت لقطات نشرتها شركة إعلامية أن أناساً احتشدوا وتشبثوا بطائرة نقل عسكرية أميركية كانت تتحرك على المدرج قبل الإقلاع. وفي هذا الإطار، طلب قائد القوات الأميركية في كابل الجنرال كينيث ماكينزي من «طالبان» عدم إعاقة عمليات الإجلاء في مطار العاصمة الأفغانية. والتقى ماكينزي قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي مسؤولين في «طالبان» الأحد في الدوحة، وفق مسؤول في البنتاغون رفض الإدلاء بتفاصيل إضافية عن طبيعة الالتزامات التي حصل عليها المسؤول العسكري من المتمردين. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولو «طالبان» انتهاء الحرب التي استمرت 20 عاماً وأصدروا بيانات لتهدئة حالة الذعر التي تتصاعد في كابل بعد أن ألحق المسلحون، الذين حكموا البلاد من عام 1996 إلى عام 2001 الهزيمة بالجيش الأفغاني المدعوم من الولايات المتحدة مع انسحاب القوات الأجنبية. وفرّ الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد، الأحد، مع سيطرة مقاتلي الحركة على المدينة دون مقاومة، قائلاً إنه أراد تجنب سفك الدماء. وقال سهيل شاهين المتحدث باسم «طالبان» في رسالة على «تويتر» إن مقاتلي الحركة لديهم أوامر صارمة بعدم إيذاء أحد. وأضاف: «لن تتعرض أرواح وممتلكات وكرامة أحد للأذى، بل ينبغي على المجاهدين حمايتها». ولفتت «رويترز» إلى أن «طالبان» احتاجت ما يزيد قليلاً على أسبوع للسيطرة على البلاد في حملة خاطفة انتهت في كابل، بينما اختفت القوات الأفغانية التي أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها مليارات الدولارات لتدريبها وتسليحها على مدار سنوات. وسعت الحركة لإظهار وجه أكثر اعتدالاً، وتعهدت باحترام حقوق المرأة وحماية الأجانب والأفغان على السواء. لكن كثيراً من الأفغان يخشون أن تعود «طالبان» لممارساتها القاسية السابقة المتصلة بفرضها أحكام الشريعة. ففي فترة حكم الحركة بين عامي 1996 و2001 لم يكن يُسمح للنساء بالعمل، وكانت الحركة تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق. وقال مسؤولون في «طالبان»، أمس (الاثنين)، إنهم لم يتلقوا أي تقارير عن أي اشتباكات بمختلف أنحاء البلاد. وقال مسؤول في الحركة: «الوضع هادئ». وبدت شوارع وسط كابل مهجورة إلى حد بعيد، الاثنين، فيما يفكر السكان بمستقبلهم في ظل «طالبان». ونقلت «رويترز» عن شيرزاد كريم ستانكزاي، الذي قضى الليل في متجره لبيع السجاد لحماية بضاعته: «أنا في حالة صدمة تامة». وتدفق الناس على مطار كابل منذ ساعة متأخرة من مساء الأحد، وتجولوا في المدارج تحت جنح الظلام، حاملين أمتعتهم وباحثين عن مكان على واحدة من آخر طائرات الرحلات الجوية التي تغادر البلاد قبل اضطلاع القوات الأميركية بالمراقبة الجوية. وأظهر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي رجالاً على أحد الأسطح يفحصون جثة رجل وردت تقارير أنه حاول الاختباء في الجزء السفلي من طائرة، وسقط ليلقى حتفه. ومن المحتمل أن تشيع الفوضى في المجال الجوي الأفغاني أيضاً. ونصحت هيئة الطيران المدني الطائرات المارة بالمجال الجوي بتغيير مسارها، قائلة إن المجال غير خاضع للسيطرة. وسمحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بإرسال 1000 جندي إضافي، الأحد، للمساعدة في إجلاء المواطنين الأميركيين والأفغان الذين عملوا معهم من كابل لتوسع بذلك الوجود الأمني على الأرض إلى زهاء 6 آلاف جندي خلال الساعات الـ48 المقبلة. وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في وقت مبكر، الاثنين، أنه جرى نقل جميع موظفي السفارة الأميركية في كابل إلى المطار، بمن فيهم السفير روس ويلسون بطائرات هليكوبتر، انتظاراً لإجلائهم، مضيفاً أنه جرى إنزال العلم الأميركي من مجمع السفارة. وقالت دول غربية، منها فرنسا وألمانيا ونيوزيلندا وإسبانيا وأستراليا، إنها تعمل على إجلاء مواطنيها وبعض الموظفين الأفغان من البلاد. وفي طشقند، أفيد بأن طائرة عسكرية أفغانية تحطمت مساء الأحد في أوزبكستان، الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى الحدودية مع أفغانستان، وفق ما ذكر متحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين. وقال المتحدث باخروم ذو الفقاروف إن «الطائرة العسكرية عبرت الحدود بشكل غير قانوني إلى أوزبكستان. وفُتح تحقيق» في تحطم الحادث، مؤكداً المعلومات التي أوردتها وسائل إعلام أوزبكية عن تحطم الطائرة في اليوم السابق في إقليم سورخونداريو (جنوب)، المتاخم لأفغانستان. وذكرت وكالة ريا نوفوستي الروسية أن الطائرة أسقطتها الدفاعات الجوية الأوزبكية. وأعلنت طاجكستان، وهي جمهورية سوفياتية سابقة أخرى في آسيا الوسطى، من جانبها، لوكالات الأنباء الروسية، أنها سمحت بهبوط عدة طائرات تابعة للجيش الأفغاني، بعد أن أطلقت «إشارة استغاثة». وقالت وزارة الخارجية الطاجيكية إن «أكثر من 100 جندي أفغاني هبطوا في مطار بختار» في جنوب البلاد.

هل قدّم بايدن أفغانستان للصين... على طبق من فضة؟

الراي... | كتب محمد إبراهيم |...

- التقديرات الأميركية في شأن كابول خابت وتبيّن أنها مبنية على معطيات هشة

- الصين هي الدولة الوحيدة المؤهلة لملء الفراغ في أفغانستان

- ظهر بشكل جلي أن واشنطن «محترفة» في بدء الحروب و«فاشلة» في إنهائها

- بكين تبحث عن الإستراتيجية الأمثل لاستغلال الفرصة التاريخية غير المسبوقة

- «مثلث» الصين - باكستان

- أفغانستان تتقاطع عنده مصالح كبرى

- بايدن أكمل ما بدأه ترامب لكنه أيضاً مؤيد للانسحاب منذ كان نائباً لأوباما

بعد سنوات من الاجتياح الأميركي للعراق، ثبُت أن إيران هي من قطفت ثمار الحرب، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، فهل يتكرر السيناريو مع الصين في أفغانستان؟.... إذا كانت التقديرات الأميركية بأن حركة «طالبان» تحتاج أسابيع أو أشهراً لدخول كابول قد خابت وتبيّن أنها مبنية على معطيات هشة، فإن الولايات المتحدة قد تواجه على المديين القصير والمتوسط حقيقة أن الصين هي الدولة الوحيدة المؤهلة لملء الفراغ في أفغانستان. وعلى الرغم من خوض الولايات المتحدة، ومعها الحلفاء في حلف شمال الأطلسي، حرباً لمدة 20 سنة، عنوانها مواجهة التنظيمات الإرهابية (القاعدة) والمتشددة (طالبان) وبناء دولة ذات مؤسسات فاعلة، فإن جلوس مقاتلي «طالبان» في مكتب الرئيس الأفغاني في القصر الرئاسي في كابول، أظهر بشكل جلي أن واشنطن «محترفة» في بدء الحروب و«فاشلة» في إنهائها. في الأيام والأسابيع المقبلة، ستملأ البيانات والمواقف الأميركية والأوروبية وسائل الإعلام حاملة عنوان «لن نعترف بحكومة طالبان» و«لا رفع للعقوبات المفروضة عليها إلا بعد التزامها بالانتخابات وحقوق الإنسان و...». في تلك الأثناء، سيكون الرئيس الصيني شي جينبينغ جالساً بارتياح وراء مكتبه، يقلب الأوراق بحثاً عن الاستراتيجية الأمثل لاستغلال الفرصة التاريخية غير المسبوقة التي منحه إياها الانسحاب الأميركي «العشوائي»، عبر ملء الفراغ، وصولاً إلى ربط كابول ببيشاور الباكستانية براً، لتنضم بذلك أفغانستان إلى الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني. هذا الممر هو مشروع اقتصادي ضخم يضم عدداً من مشاريع البنى التحتية بقيمة تصل إلى 62 مليار دولار، ويهدف لإنشاء طريق بري يربط بين مدينة كاشغر في الصين وميناء كوادر الباكستاني، ويعد جزءاً من مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، الهادفة إلى ربط آسيا بأفريقيا وأوروبا من خلال شبكات برية وبحرية تمتد عبر 60 دولة. صحيح أن الصين ربما تواجه تحدياً كبيراً إذا قررت الهند (أكبر حليف للولايات المتحدة في تلك المنطقة) خوض معركة النفوذ في الساحة الأفغانية، لكن يبدو أن سقوط الحكومة الموالية للولايات المتحدة في كابول، يُنبئ بتشكل «مثلث» من الصين وباكستان وأفغانستان، تتقاطع عنده مصالح كبرى. تحديان رئيسيان يواجهان الصين في لعبة توسيع النفوذ هذه، يتمثل الأول بنسج علاقات وطيدة مع «طالبان»، وهي مهمة في المتناول، فيما يعد الثاني أكثر صعوبة وهو إرساء الاستقرار في أفغانستان، لأن مبادرة «الحزام والطريق» عصية على التنفيذ في دول مضطربة. تالياً، من المرجح أن تتعاون الصين مع الدول الغربية، على المدى القصير، في تثبيت الاستقرار، تمهيداً لقطف الثمار على المديين المتوسط والبعيد. وسيكون الاختبار الأول لعلاقة الصين و«طالبان»، ضمان أمن الحدود (طولها 76 كيلومتراً وهي جبال لا يوجد فيها أي معابر رسمية)، لأنها تمتد بمحاذاة منطقة شينجيانغ ذات الأغلبية المسلمة، وتخشى بكين أن تتحول معبراً للتعاون بين الأويغور و«طالبان». وخلال الأسابيع المقبلة، سيواصل الرئيس الصيني تقليب أوراقه بارتياح وهدوء، فيما سيكون نظيره الأميركي جو بايدن يتلقى يومياً كل صباح في المكتب البيضاوي، تقارير عن أفغانستان، محاولاً إقناع نفسه بصوابية قراره الذي اتخذه أصلاً سلفه دونالد ترامب عندما أبرم اتفاقاً «منفرداً» مع «طالبان» في فبراير 2020. وعلى الرغم من أن بايدن تابع تنفيذ استراتيجية ترامب، لكنه يعد أساساً من مؤيدي إنهاء الحرب والانسحاب من أفغانستان، منذ كان نائباً للرئيس الأسبق باراك أوباما.

مجلس الأمن يتلقى تقارير «تقشعر لها الأبدان» من أفغانستان

غوتيريش يحض المجتمع الدولي على الوحدة لـ«لجم التهديد الإرهابي العالمي»

الشرق الاوسط... واشنطن: علي بردى... تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن تقارير «تقشعر لها الأبدان» بسبب «القيود الصارمة» التي فرضتها حركة «طالبان» على حقوق الإنسان في كل أنحاء أفغانستان، معبراً عن «قلق خاص» من الروايات المتعلقة بتزايد انتهاكات حقوق النساء والفتيات الأفغانيات. وحض أعضاء مجلس الأمن على الاتحاد و«استخدام كل الأدوات المتاحة لديهم» بغية «لجم التهديد الإرهابي العالمي» الذي يمكن أن ينطلق من هذا البلد. وخلال جلسة طارئة طلبتها النرويج واستونيا لمناقشة التطورات الدراماتيكية التي آلت إلى إطاحة الحكومة المعترف بها دولياً وسيطرة حركة «طالبان» على كابل، كان مقرراً أن يستمع أعضاء مجلس الأمن إلى إحاطة من رئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) المبعوثة الخاصة للأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى أفغانستان ديبورا ليونز، غير أنه نظراً إلى الأهمية البالغة للتطورات الجارية قرر كبير الموظفين الدوليين أن يقوم بهذه المهمة بنفسه، فأشار إلى أن الصور الواردة تعكس ما وصفه بأنه حال من «الفوضى والاضطراب والريبة والخوف»، داعياً كل الأطراف، ولا سيما «طالبان»، إلى «ضبط النفس الأقصى لحماية الأرواح وضمان تلبية الحاجات الإنسانية». وقال إن «النزاع أجبر مئات الآلاف على ترك منازلهم. وشهدت العاصمة تدفقاً هائلاً للنازحين». وإذ ذكر كل الأطراف بواجبهم في حماية المدنيين، دعاهم إلى تمكين العاملين في المجال الإنساني من الوصول من دون عوائق لتقديم الخدمات والمساعدات في الوقت المناسب». وكذلك طالب غوتيريش المجتمع الدولي بأن يستخدم كل الأدوات المتاحة من أجل «التحدث بصوت واحد لدعم حقوق الإنسان في أفغانستان»، داعياً «طالبان» وكل الأطراف إلى «احترام القانون الإنساني الدولي واحترام حقوق وحريات جميع الأشخاص». وأطلع أعضاء مجلس الأمن أن هناك تقارير «تقشعر لها الأبدان» عن «قيود صارمة على حقوق الإنسان» في كل أنحاء أفغانستان، معبراً عن «قلق خاص من الروايات المتعلقة بتزايد انتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات الأفغانيات اللواتي يخشين العودة إلى أحلك الأيام». وأضاف أنه «من الضروري حماية الحقوق التي جرى الحصول عليها بشق الأنفس للنساء والفتيات الأفغانيات». ورأى أنه «يجب على المجتمع الدولي أن يتحد للتأكد من أن أفغانستان لن تستخدم مرة أخرى كمنصة أو ملاذ آمن للمنظمات الإرهابية»، مناشداً مجلس الأمن والمجتمع الدولي ككل «للوقوف معاً والعمل سوية - واستخدام كل الأدوات المتاحة له للجم التهديد الإرهابي العالمي في أفغانستان وضمان أن ذلك سيتم باحترام الحقوق الأساسية للإنسان». وأكد أنه بصرف النظر عمن يتولى السلطة «يجب التمسك بهذين المبدأين». ولفت غوتيريش إلى أن الأمم المتحدة لا يزال لديها موظفون ومكاتب في المناطق التي أصبحت تحت حكم «طالبان»، مؤكداً أنه «جرى احترام موظفينا ومبانينا إلى حد كبير». وقال إن الأزمة الإنسانية في أفغانستان «تؤثر على 18 مليون شخص»، أي ما يساوي نصف سكان البلاد تقريباً، ملاحظاً أن «طالبان» أعلنت في بيان أنها ستعمل مع المؤسسات القائمة. وأضاف أنه «من الأهمية بمكان أن يستمر دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وصيانة البنية التحتية، وإعادة فتح المطارات، ومواصلة خدمات الصحة والتعليم». ودعا إلى «وضع حد فوري للعنف». وأفاد المندوب الأفغاني الدائم لدى الأمم المتحدة غلام اسحق زاي أن «الوضع في كابل مثير للقلق البالغ»، معتبراً أن «آلاف النساء سيفقدن حياتهن بعد سيطرة طالبان». ودعا مجلس الأمن إلى «عدم الاعتراف بسلطة طالبان»، معترفاً بأن بلاده «تواجه مصيراً مجهولاً». وقال: «أخشى حرباً أهلية». وأعربت المندوبة النروجية منى يول عن «قلق بالغ» لبلادها من الوضع، لافتة إلى أن «الأمن انهار بشكل سريع»، قائلة إنه «يجب البدء في مباحثات عاجلة بين الأطراف الأفغانية». أما المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد فاعتبرت أنه «من حق أي مواطن أفغاني الحياة بأمن وسلام»، داعية «طالبان» إلى «حماية المدنيين». وقالت إنه «علينا ضمان عدم تحول أفغانستان لقاعدة للإرهاب»، مضيفة أن الرئيس جو بايدن «سيرد عسكرياً على أي اعتداءات من طالبان». وشددت نائبة المندوب الفرنسي على «وجوب الوقف الفوري لإطلاق النار في أفغانستان»، داعية إلى «محاسبة كل المتسببين في العنف». وأصدر أعضاء مجلس الأمن في ختام الجلسة بياناً دعوا فيه الى «الوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية وإنشاء حكومة جديدة، من خلال مفاوضات جامعة، تكون موحدة وشاملة وتمثيلية - بما في ذلك بمشاركة كاملة ومتساوية وهادفة للمرأة»، مؤكدين أنه «يجب ضمان الاستمرارية المؤسسية والالتزام بالالتزامات الدولية لأفغانستان، فضلا عن سلامة وأمن جميع المواطنين الأفغان والدوليين». كما طالبوا بـ {وقف فوري للعنف، واستعادة الأمن والنظام المدني والدستوري... والتوصل الى تسوية سلمية من خلال عملية مصالحة وطنية». وأكد أعضاء مجلس الأمن «أنه من الأهمية بمكان مكافحة الإرهاب في أفغانستان لضمان عدم استخدام أراضي أفغانستان لتهديد أو مهاجمة أي بلد، وعدم قيام طالبان أو أي جماعة أفغانية أخرى أو فرد بدعم الإرهابيين العاملين في الإقليم من أي دولة أخرى»»...

غني بعد انسحاب السوفيات عام 1989: على أميركا التوقف عن التعامل مع الأفغان على أنهم «مرتزقة»

لندن: «الشرق الأوسط».. حث الرئيس الأفغاني أشرف غني في مقال عمره أكثر من 3 عقود، أميركا على دعم حق الأفغان في «تقرير المصير» عبر استفتاء شعبي، والتوقف عن التعامل معهم على أنهم «مرتزقة في حربها ضد الاتحاد السوفياتي». وتداول نشطاء رابط مقال غني في صحيفة «لوس أنجليس تايمز» في 15 فبراير (شباط) 1989، بصفته أستاذاً مساعداً في علم الإنسانيات بـ«جامعة جونز هوبكنز» الأميركية. وقال في مقاله: «لقد غادر السوفيات أفغانستان؛ الأمر الذي جعل من انهيار النظام العميل المحاصر في كابل مسألة وقت فقط. ولدى الرئيس (جورج) بوش (الأب) فرصة فريدة لتحديد جدول أعمال إيجابي لمستقبل ذلك البلد، ولكنه اختار الآن التأكيد على أن الولايات المتحدة ستواصل تزويد المقاومة الأفغانية بالمساعدات العسكرية. إن الشعب الأفغاني، بدلاً من أن يكون وسيلة إضافية للتدمير، فإنه في أمسّ الحاجة إلى تدابير بناءة. وتستطيع إدارة بوش الإصرار على منح الشعب الأفغاني الحق في تقرير المصير، مع المبادرة إلى أخذ زمام المبادأة من خلال توجيه المساعدات الاقتصادية في المستقبل فقط إلى حكومة مُختارة بحرية. وبهذا، فإنها قد تساعد في إحباط المحاولات الباكستانية والإيرانية السافرة لتحديد مستقبل أفغانستان وتأجيج نيران الحرب الأهلية». وأشار غني إلى أن الشعب الأفغاني «لا يرغب في أن تتولى الولايات المتحدة أدق التفاصيل السياسية، بل إنهم يتمنون بدلاً من ذلك أن تكف الولايات المتحدة عن التعامل مع الجنرالات الباكستانيين في اختيار فريق اللاعبين السياسيين وصياغة السيناريو لمستقبل بلادهم»، منتقداً دور إسلام آباد. وزاد أنه «في غياب حكومة مؤقتة تمثل الشعب الأفغاني تمثيلاً حقيقياً، فليس هناك ما يدعو إلى تسليم كابل والمدن الأخرى التي ما زالت بين أيدي النظام المدعوم من الاتحاد السوفياتي. ومن المؤكد أن نحو 3 ملايين مدنى، محاصرون في كابل وعلى شفا المجاعة، سوف يتكبدون خسائر كبيرة إذا ما هاجمت جماعات المقاومة التي تحيط بالعاصمة (...). وما زال الوقت متاحاً أمام بوش للعمل بشكل حاسم من خلال تأخير أي شحنة من الأسلحة، ودعم الحل السياسي بوضوح». واقترح أن يقوم الرئيس الأميركي بـ«الدعوة إلى إجراء استفتاء برعاية الأمم المتحدة؛ وهو خيار منطقي بعد اتفاقات جنيف التي أبرمت في أبريل (نيسان) الماضي، والتي جعلت انسحاب القوات السوفياتية ممكناً. وسيجرى الاستفتاء في وقت واحد في باكستان وإيران وأجزاء من أفغانستان الخالية من النظام المدعوم من الاتحاد السوفياتي. ومن شأن هذا الاستفتاء أن يحدد الوزن النسبي لكل الأحزاب والجماعات أو القادة المستقلين. وسوف يتيح ذلك ظهور قيادة مسؤولة وخاضعة للمساءلة يمكن للشعب الأفغاني أن يسميها بنفسه». وختم: «ينبغي علينا ألا ننسى أنه بعيداً عن 9 سنوات من الاحتلال السوفياتي، فإن أفغانستان قادرة على التباهي بنحو ثلاثمائة عام من التاريخ المسجل للحكم الذاتي... وإذا ما توقفت واشنطن عن النظر إلى الأفغان على أنهم مرتزقة في حملتها ضد الاتحاد السوفياتي، فقد تتمكن من فهم تطلعاتهم إلى الاستقلال والسلام والازدهار».

انتقادات أوروبية للسياسة الأميركية ومخاوف من تدفق الهجرات الأفغانية

اجتماع لوزراء الخارجية بحثاً عن «استراتيجية تعامل} مع وصول «طالبان» للسلطة

الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبونجم... من بين جميع قادة الدول الـ27، أعضاء الاتحاد الأوروبي، بدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأكثر جرأة في انتقاد خطوة الانسحاب الأميركي المتسرع من أفغانستان، وما أدى إليه من انهيار نظام الرئيس أشرف غني وسيطرة «طالبان» على الأراضي الأفغانية كافة بعد عشرين عاماً على هزيمتها بوجه القوات الأميركية والأطلسية. ففي اجتماع ضمها، أمس، إلى جانب كادرات حزبها «الاتحاد الديمقراطي المسيحي»، عزت ميركل خطوة الانسحاب المتسرع «لأسباب سياسية داخلية» خاصة بالولايات المتحدة الأميركية، معتبرة أن خروج القوات الغربية من أفغانستان التي كانت ألمانيا تشارك بها «يعود لقرار أميركي»، بمعنى أن واشنطن لم تتشاور مع حلفائها الذين واكبوها في حربها في أفغانستان منذ عام 2001، في إطار المادة الخامسة من شرعة الحلف الأطلسي. وقارنت ميركل بين تداعي مواقع النظام الأفغاني ولعبة الدومينو، حيث انهيار حجر واحد من شأنه التسبب في انهيارات متلاحقة. وذهب أرمان لاشيت، رئيس حزب ميركل المحافظ والمرشح لخلافتها في المستشارية، أبعد منها بقوله إن انسحاب القوات الغربية، بالشكل الذي حصل فيه، يعد «أكبر كارثة لحقت بالحلف الأطلسي منذ قيامه». من جانبه، قال هايكو ماس، وزير الخارجية الألماني، إن الأسرة الدولية والحكومات وأجهزة المخابرات «أخطأت في تقدير تطورات الوضع الأفغاني». القراءة الألمانية لتطورات الأيام الأخيرة في أفغانستان لا تبدو تغريداً خارج السرب الأوروبي. فقد قالت مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس، أمس، إن واشنطن «أخطأت في تقديراتها وجرّت حلفاءها وراءها»، مشيرة إلى «إخفاق» الإدارة الأميركية الجديدة في أول اختبار دولي جدي واجهته منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض بداية العام الجاري. وتضيف هذه المصادر أنه من «المهم للغاية» وجود تشاور «وثيق» بين العواصم الغربية الرئيسية لرسم «خارطة طريق» للتعامل مع ما يمكن تسميته «النظام الطالباني الجديد» في أفغانستان. ولكن كم تبدو المقاربة الأوروبية الراهنة بعيدة عما كانت عليه يوم الخميس الماضي، عندما هدد الاتحاد الأوروبي الحركة في بيان صادر عن وزير خارجيته جوزيب بوريل جاء فيه أنه «إذا سيطرت (طالبان) على السلطة بالقوة وأقامت إمارة إسلامية فلن يعترف الاتحاد بها وستُفرض عليها العزلة (الدبلوماسية) وستفتقد الدعم الدولي وستواجه نزاعاً متواصلاً وحرباً طويلة المدى». وربط الاتحاد «أي دعم يقدمه للشعب الأفغاني بحل سامٍ (سياسي) وباحترام الحقوق الأساسية لكل الأفغان بمن فيهم النساء والشباب والأقليات». ومن أجل التوصل إلى مقاربة أوروبية موحدة، دعا بوريل، أمس، إلى اجتماع «عن بُعد» لوزراء خارجية الاتحاد، سيعقد بعد ظهر اليوم. وجاء في تغريدة لمسؤول السياسة الخارجية: «في أعقاب التطورات الأخيرة في أفغانستان وبعد اتصالات مكثفة مع الشركاء في الأيام والساعات الماضية، قررت الدعوة إلى اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الاتحاد عبر تقنية الفيديو لإجراء تقييم أولي للوضع». وأضاف بوريل: «أفغانستان تقف عند مفترق طرق، والأمر يتعلق برفاهية مواطنيها إضافة إلى الأمن الدولي». بانتظار توافق الـ27 على خط سياسي موحد، فإن أولوية الأولويات بالنسبة للأوروبيين بمن فيهم المفوضية الأوروبية، اليوم، إخراج طواقمهم الدبلوماسية ومواطنيهم والأفغان الذين تعاملوا معهم في السنوات الماضية. وطلبت المفوضية الأوروبية، من جانبها، من الحكومات الـ27 توفير تأشيرات للمواطنين الأفغان الذين عملوا لصالحها ويقدر عدد هؤلاء ما بين 500 و600 شخص، يضاف إليهم أفراد عائلاتهم. وبالتوازي، عمدت العديد من الدول الأوروبية، مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا، إلى إرسال مجموعات عسكرية إلى العاصمة الأفغانية لضمان الخروج الآمن لدبلوماسييها ومواطنيها والآخرين عبر مطار كابل الذي يعد المخرج الوحيد الممكن، الذي يعاني من فوضى لا توصف بسبب هجمة آلاف الأفغان للهروب من بلادهم لتجنب تكرار تجربة العيش في ظل نظام طالباني متشدد. تذهب الطموحات الأوروبية أبعد من ذلك، إذ إن المسؤولين يأملون في توفير «الحماية» أي الخروج من أفغانستان لكل من يعتبرهم الاتحاد مهددين بوصول «طالبان» إلى السلطة. وقالت فلورانس بارلي، وزيرة الدفاع الفرنسية، أمس، إن «باريس ترغب في توفير الحماية، إضافة للأشخاص الذين عملوا لفرنسا وبعثاتها، والمنظمات الإنسانية الفرنسية، لشخصيات من المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان وللفنانين والصحافيين وكل الذين يلتزمون الدفاع عن القيم التي نواظب نحن في الدفاع عنها عبر العالم». وبذلك تلاقي باريس ومعها الكثير من الأوروبيين الدعوة المفتوحة التي جاءت في بيان لـ65 دولة بما فيها الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي دعت لتمكين من يريد مغادرة أفغانستان من القيام بذلك. والخوف الأكبر بالنسبة للأوروبيين يكمن في تعرض الأفغانيين والأفغانيات الذين تعاونوا معهم طيلة السنوات العشرين الماضية لممارسات «ثأرية» من قبل «طالبان»، ما يجعل حمايتهم واجباً أساسياً لا يريد الأوروبيون التهرب من تحمله. وسبق للعديد من البلدان الأوروبية أن اتخذت قراراً بوقف إعادة المواطنين الأفغان الذين لا تحق لهم الإقامة في أوروبا إلى بلدانهم بسبب تدهور الأوضاع الأمنية هناك وخوفاً مما قد يتعرض له هؤلاء في حال ترحيلهم. إضافة إلى التبعات السياسية ــ الاستراتيجية المتمثلة في الانسحاب الغربي من أفغانستان وما يتعين على الأوروبيين السير به من سياسات وإجراءات، بمواجهة السلطات الجديدة في كابل، فثمة بُعد آخر سيهيمن على اجتماع وزراء الخارجية اليوم ويتمثل في التخوف من الهجرات القادمة من أفغانستان. وتفيد التقديرات الأولية بأنه لا أقل من نصف مليون شخص سوف يختارون مغادرة البلاد وما لا يريده الأوروبيون أن يجدوهم على مداخل الاتحاد. وتفيد المصادر الأوروبية بأنه يتعين على الأوروبيين إقرار «استراتيجية موحدة» للتعامل مع هذا التطور الذي يشكل - تقليدياً - أحد الملفات الخلافية الداخلية بينهم. ورغم أن أوروبا بعيدة نسبياً عن أفغانستان، فإن الإحصائيات الأوروبية لعام 2020 تفيد بأن أكثر من 10.5 في المائة من طلبة اللجوء في البلدان الأوروبية هم من الأفغان. ومن المرجح جداً أن ترتفع هذه النسبة في الأشهر المقبلة، ما يعني أن أوروبا ستواجه موجات هجرة أفغانية، وأن طلبات اللجوء تقفز إلى أعلى، إضافة إلى أن الباحثين عن اللجوء سيكون لديهم سبب «شرعي» هو الخوف من الاضطهاد.

بايدن يواجه انتقادات بسبب أفغانستان... وزير الدفاع يعرب عن «خيبة أمله في أداء القوات الأفغانية»

الشرق الاوسط... واشنطن: رنا أبتر... في ظل الأحداث المتسارعة في أفغانستان، تصاعدت الأصوات الجمهورية المطالبة بفتح تحقيق رسمي «بأسلوب انسحاب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أفغانستان». ووصف زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفين مكارثي، طريقة تنفيذ الانسحاب بـ«الخطأ الذي سيخيم علينا لعقود»، منتقداً إعلان بايدن بشكل علني عن موعد الانسحاب، ومشيراً إلى أن توقيته ما كان يجب أن يتزامن مع فترة الصيف «حين تكون حركة (طالبان) في أوج تحركاتها». وأضاف زعيم الأقلية أن القوات الأميركية كان يجب أن تدمر كل المعدات العسكرية التي تملكها خلال الانسحاب لتجنب وقوعها بأيدي «طالبان» كما حصل، كما اعتبر أنه كان من الضروري الإبقاء على عدد بسيط من القوات الأميركية للحفاظ على سيطرتها على قاعدة باغرام العسكرية. وأكد مكارثي، وهو من حلفاء الرئيس السابق دونالد ترمب، أنه سيفتح تحقيقاً للنظر في المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى قرار الانسحاب، وكيف أن القوات الأفغانية انهارت بهذا الشكل السريع بعد عشرين عاماً من التدريب الأميركي. وقد سعى مكارثي إلى مساءلة كل من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، والدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، خلال جلسة إحاطة مغلقة عقدها هؤلاء مع أعضاء الكونغرس يوم الأحد. ورجح ميلي، حسب تسريبات من مصادر في الكونغرس، بأن تتسارع وتيرة إعادة تشكيل المجمعات الإرهابية في أفغانستان في ظل التطورات الأخيرة. من ناحيته، أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في جلسة الإحاطة المغلقة عن خيبة أمله في أداء القوات الأفغانية، ونقلت مصادر حضرت الإحاطة قوله للمشرعين في معرض إجابته عن سرعة استسلام القوات الأفغانية لـ«طالبان»: «لا يمكنكم شراء الإرادة ولا يمكنكم شراء القيادة». وقد خرج المشرعون من الإحاطة السرية محبطين، وبدا هذا واضحاً من خلال تصريحات شاجبة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء. فقد وجه عدد منهم اللوم إلى إدارتي ترمب وبايدن وحملوهما مسؤولية ما جرى، فقالت الجمهورية ليز تشيني: «إن الفوضى العارمة التي نراها في أفغانستان بدأت مع المفاوضات التي أجرتها إدارة ترمب مع الإرهابيين، واعتبارهم شركاء سلام، وانتهت مع الاستسلام الأميركي عندما تخلى بايدن عن البلاد للأعداء الإرهابيين». كما قال النائب الديمقراطي سيث مولتون، «لا يجب أن ننسى أن المأساة التي نراها اليوم بدأت مع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والرئيس ترمب، خلال المفاوضات السرية مع الإرهابيين من حركة (طالبان) العام الماضي». لكن هذه الانتقادات للطرفين لم تثن الرئيس السابق عن دعوة خلفه للاستقالة، فأصدر ترمب بياناً قال فيه، «ما فعله جو بايدن في أفغانستان أسطوري. وسيكون أكبر هزيمة للولايات المتحدة في التاريخ الأميركي». كما انضم بعض الجمهوريين لترمب في دعواته لاستقالة بايدن منتقدين ما وصفوه بـ«اختباء الرئيس في كامب ديفيد»، وعدم إصداره تصريحات تلفزيونية في خضم ما يجري في أفغانستان.

أصول الحكومة الأفغانية في أميركا «لن تكون متاحة لطالبان»

الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي.. أعلن مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية، أن حركة «طالبان» لن تتمكن من استخدام الاحتياطات الأفغانية في الولايات المتحدة. وبالتزامن مع عملية إجلاء تجريها القوات الأميركية من العاصمة الأفغانية إثر استيلاء «طالبان» السريع على السلطة، قال المسؤول إن «أي أصول للحكومة الأفغانية في المصرف المركزي الأميركي لن تكون متاحة لطالبان». جاء كلامه فيما أكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان، أن الوضع الأمني في أفغانستان تدهور بسرعة غير متوقعة. وقال سوليفان في مقابلة مع شبكة «إي بي سي»، إن الرئيس جو بايدن يركز في الوقت الحالي على عمليات الإجلاء من أفغانستان. وألقى سوليفان باللوم في تدهور الوضع على القوات الأفغانية قائلاً: «ما تعلمناه من مجريات الأسبوعين الأخيرين أن البقاء لمدة عام أو عامين أو 5 أو 10 أعوام ومهما كان نوع التسليح والتدريب والمال والتضحية الأميركية، فإن هذا لم يكن كافياً لوضع الجيش الأفغاني في موضع الدفاع عن البلاد بمفرده». وتابع: «أسوأ سيناريو بالنسبة لنا كان إعادة الآلاف من الجنود إلى أفغانستان للقتال والتضحية في حرب أهلية هناك لم يكن الجيش الأفغاني مستعداً لخوضها…». في غضون ذلك، اعترف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي، باحتمالات عالية لزيادة التهديدات الإرهابية ضد الولايات المتحدة بعد صعود «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان. وقال ميلي لأعضاء مجلس الشيوخ، يوم الأحد، إن التقييم السابق لمدى سرعة إعادة تشكيل الجماعات الإرهابية في أفغانستان سيتسارع بسبب ما يحدث هناك الآن. وكان مسؤولو «البنتاغون» قد أشاروا في يونيو (حزيران) الماضي إلى أن الجماعات المتطرفة يمكن أن تنمو وتجدد هياكلها في أفغانستان في غضون عامين من سحب الولايات المتحدة لقواتها. لكن التقديرات الآن تفيد بأنه من المتوقع أن يكون الجدول الزمني لذلك أقصر بكثير، وأن تنظيم «القاعدة» وغيره من التنظيمات الإرهابية ستكون قادرة على النمو بشكل أسرع بكثير مما كان متوقعاً. وأكد مسؤولون في إدارة الرئيس جو بايدن - من بينهم ميلي ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن - في مكالمة مع أعضاء مجلس الشيوخ إن وكالات المخابرات الأميركية تعمل على تشكيل جدول زمني جديد بناءً على التهديدات المتطورة. وقال مسؤول استخباراتي رفيع المستوى، الأحد، إن «استيلاء (طالبان) السريع على السلطة كان دائماً احتمالاً»، مضيفاً: «مع تقدم (طالبان)، لم يواجهوا في النهاية مقاومة تذكر. لطالما كنا واضحين في أن هذا كان ممكناً، وأن الظروف التكتيكية على الأرض يمكن أن تتطور بسرعة في كثير من الأحيان». لكن الرئيس بايدن لم يشر إلى مثل هذه النتيجة في مؤتمر صحافي في 8 يوليو (تموز) عندما قال: «من غير المرجح أن تتغلب (طالبان) على كل شيء وامتلاك الدولة بأكملها». واعتبر السيناتور كريس مورفي الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أنه بمجرد تسوية عمليات الإجلاء، «سيتحول تركيزنا» نحو أنشطة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب. وقال في مقابلة إنه سيتعين على الولايات المتحدة التأكد من أن لديها القدرة على تتبع ما إذا كان تنظيم «القاعدة» يعيد تشكيله هناك. وأضاف: «لدى (طالبان) الكثير من الأسباب لاحترام اتفاقهم مع الولايات المتحدة وإبقاء (القاعدة) في مأزق. ومهمتنا الآن هي أن نضع أنفسنا في وضع يمكننا من خلاله مراقبة هذا الالتزام والتحقق منه».

ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال هايتي إلى 1419 قتيلاً

الراي... ارتفعت الحصيلة الموقّتة للزلزال المدمّر الذي ضرب صباح السبت جنوب غرب هايتي إلى 1419 قتيلاً وأكثر من 6900 جريح، وفق ما أعلنت مديرية الحماية المدنيّة. وقالت مديرية الحماية المدنيّة في بيان إنّ الزلزال الذي بلغت شدّته 7.2 درجة على مقياس ريختر أسفر أيضاً عن دمار أكثر من 37 ألف منزل. وواصلت فرق الإنقاذ عمليات البحث تحت الأنقاض، في مشاهد أعادت إلى الأذهان الذكريات المؤلمة للزلزال المدمّر الذي ضرب الدولة الفقيرة في 2010. ووقع الزلزال صباح السبت على بُعد 12 كيلومتراً من مدينة سان لوي دو سود التي تبعد بدورها 160 كيلومتراً عن العاصمة بور أو برنس، وفق المركز الأميركي لرصد الزلازل. وأدّى الزلزال إلى انهيار كنائس ومحال ومنازل ومبانٍ علق مئات تحت أنقاضها.



السابق

أخبار مصر وإفريقيا... توافق بين القاهرة وطوكيو على تعزيز التعاون سياسياً واقتصادياً..مباحثات مصرية - صومالية تشمل السد وأمن «القرن»... آبي أحمد: نتعرض لمؤامرات غربية مثل سورية وليبيا..السودان يهدد بالخيار العسكري لاستعادة مناطق حدودية مع إثيوبيا..الرئيس التونسي يفعّل قرارات منع سفر أعضاء «البرلمان المجمّد».. الحكومة الليبية تبحث تشكيل لجنة ترسيم الحدود.. تراجع مدى انتشار الحرائق في شمال المغرب..مقتل 13 إرهابياً إثر هجومين في بوركينا فاسو..

التالي

أخبار لبنان... مناورات إسرائيلية مفاجئة على حدود لبنان...حرائق «غامضة» في محطات لتحويل الكهرباء.. نصر الله: نواجه حرباً اقتصادية..القاضي البيطار يستكمل تحقيقاته الجمعة.. الأسماء "سببٌ لتأخير اضافيّ" في تأليف الحكومة؟..ميقاتي: احتمال تشكيل الحكومة أكبر من احتمال الاعتذار.. مستشفيات لبنان: هل صار الإقفال مصيرًا محتومًا؟..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,085,034

عدد الزوار: 6,752,068

المتواجدون الآن: 105