أخبار وتقارير....«إذا كان لا يمكن لبيروت ضبط حزب الله فالحريّ بها أن تبتعد عنه»... رسالة واشنطن إلى العراق ولبنان... «إما المجتمع الدولي وإما طهران وميليشياتها»......موسكو ترفض «الضغوط الخارجية» على مينسك.....الكرملين يحذّر تركيا من التدخل في النزاع الأرميني ـ الأذري....تركيا تستبق القمة الأوروبية بمناورات قرب سواحل اليونان..

تاريخ الإضافة الأربعاء 30 أيلول 2020 - 5:40 ص    عدد الزيارات 2065    القسم دولية

        


«إذا كان لا يمكن لبيروت ضبط حزب الله فالحريّ بها أن تبتعد عنه»... رسالة واشنطن إلى العراق ولبنان... «إما المجتمع الدولي وإما طهران وميليشياتها»....

الراي...واشنطن - من حسين عبدالحسين .... لا يعد توجّه الولايات المتحدة لإقفال سفارتها في بغداد مفاجئاً أو اعتباطياً، بل جاء في سياق السياسة الأميركية القاضية بتحميل العالم، بما فيه أوروبا وإيران والدول التي تنشط فيها ميليشيات موالية لطهران، مثل العراق ولبنان، مسؤولية هذه الميليشيات ونشاطاتها. وفي واشنطن، يجمع المعنيون بالسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، أن العالم أمام مشكلة اسمها «نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة والعالم»، وتتصدر هذه النشاطات انتشار ميليشيات إيرانية في الشرق الأوسط. وينقسم الجمهوريون والديموقراطيون حول كيفية مواجهة هذه النشاطات الإيرانية، لكنهم يجمعون على ضرورة مواجهتها. ولا يعارض الجمهوريون الاتفاقية النووية مع إيران لأسباب تتعلق بملف إيران النووي فحسب. هذا الملف، يمكن معالجته ببساطة بتحويل البنود الموقتة إلى دائمة. مشكلة الجمهوريين عموماً، وإدارة الرئيس دونالد ترامب خصوصاً، هي أن رفع العقوبات عن إيران للاتفاق معها نووياً منحها أموالاً قامت طهران باستثمارها في دعم الميليشيات الموالية لها في العراق وسورية ولبنان واليمن، وهو ما يدفع الجمهوريين للاعتراض على الاتفاقية النووية، والاعتراض على سياسة الرئيس السابق باراك أوباما التي سمحت بالفصل بين اثنين: نووي إيران وميليشياتها. أما الديموقراطيون، منذ رئاسة أوباما، فاعتبروا أن الفصل بين الملفين يسمح بالتوصل لاتفاقية حول النووي، وهو ما يؤدي إلى بناء ثقة بين واشنطن وطهران، ثم يمكن البناء على هذه الثقة للتخلص من الميليشيات الموالية لإيران. وكان المرشح الديموقراطي للرئاسة، في الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر، نائب الرئيس السابق جو بايدن، أشار في مقالة نشرها على موقع شبكة «سي أن أن»، إلى أنه سيعمل على إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاقية النووية مع إيران، في حال دخوله البيت الأبيض مطلع العام المقبل، لكنه سيعمل في نفس الوقت على مكافحة «نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة»، بما في ذلك تقديم كل الدعم لاسرائيل في مواجهتها مع هذه الميليشيات. إذاً، الانقسام داخل واشنطن بين الجمهوريين والديموقراطيين يقتصر على موقف الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية، ولا يشمل الميليشيات الموالية لإيران في العراق وسورية ولبنان، خصوصاً «حزب الله» اللبناني، الذي تعمل إدارة ترامب بجهد، ومن المرجح أن تواصل إدارة بايدن في حال فوزه بالرئاسة بالعمل بجهد مشابه، لإقناع العالم بضرورة إدراج هذه الميليشيات على لوائح الارهاب، وفرض عقوبات مالية عليها، وملاحقة أفرادها حول العالم. في هذا السياق، قامت وزارة الخارجية الأميركية بتكثيف حركتها الديبلوماسية تجاه عواصم العالم، خصوصاً الأوروبية منها، لإقناعها بإدراج «حزب الله» اللبناني و«كتائب حزب الله» العراقية على لائحة الارهاب، مع ما يعني ذلك من حظر دخول موالي هذين التنظيمين وتجميد أموالهم المنقولة وغير المنقولة. وكانت وزارة الخارجية أعلنت إيفاد منسق مكافحة الإرهاب، ناثان سايلز، إلى كل من سلوفينيا وإيطاليا، حيث سيخصص لقاءاته لحض هاتين الدولتين على تصنيف «حزب الله» وكل الميليشيات الموالية لإيران تنظيمات إرهابية. وكانت أميركا نجحت في إقناع برلين والاتحاد الأوروبي بإدراج «حزب الله» على لوائح الإرهاب، وما تزال الديبلوماسية الأميركية تعمل على توسيع الإدراج ليشمل أكبر عدد ممكن من الدول حول العالم. ويشرح مسؤولون أميركيون أن إقناع الدول بتصنيف «حزب الله» اللبناني إرهابياً «أمر يسير نسبياً»، إذ ان علاقات إيران الدولية ضيقة وليس لطهران أصدقاء كثر، وغالبية الدول عندما تخيرها الولايات المتحدة بين العلاقة معها أو مع الميليشيات الموالية لإيران، تختار هذه الدول العلاقة مع أميركا. على أن الجديد في سياسة واشنطن، في عهدة الجمهوريين، والديموقراطيين في حال استعادتهم الحكم، يكمن في محاسبة الدول المضيفة لهذه التنظيمات. في منتصف التسعينات، عندما كانت الولايات المتحدة تنوي إدراج «حزب الله» على لوائحها للتنظيمات الإرهابية، حاول رئيس حكومة لبنان الراحل رفيق الحريري إقناع واشنطن بعدم القيام بذلك، وعندما لم ينجح في مسعاه، أقنع الحريري إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون بتحييد دولة لبنان عن المواجهة بين أميركا والحزب اللبناني المسلّح. لكن بعد انسحاب قوات الرئيس بشار الأسد وزوال الوصاية السورية على لبنان، بدا أن «حزب الله» تحول إلى القوة المهيمنة ذات الوصاية على الدولة اللبنانية، وعلت أصوات أميركية مطالبة بمحاسبة دولة لبنان على نشاطات الحزب الذي يتخذ من أراضيها مقراً له. لكن أصواتاً مضادة رأت أن دولة لبنان هي ضحية «حزب الله»، وتالياً الأفضل يكمن بدعمها وتقويتها للوقوف في وجهه. بعض الأصوات بين الجمهوريين رأت أن لا فائدة من تقوية دولة لبنان، وأن الحل هو بتحميلها المسؤولية. وأثناء رئاسة أوباما وفترة التقارب مع إيران، وهو التقارب الذي نجم عنه تسوية في لبنان أفضت لانتخاب ميشال عون رئيساً وعودة سعد الحريري رئيساً للحكومة، استعادت دولة لبنان السياسة القائلة إن «حزب الله» مشكلة إقليمية لا طاقة للحكومة اللبنانية التعامل معها. اليوم، تقول مصادر في إدارة ترامب: «إذا كان لا يمكن لدولة لبنان ضبط (حزب الله)، فالحريّ بها على الأقل أن تبتعد عنه كي لا تتأذى من المواجهة الدولية المقبلة ضده». لكن دولة لبنان لم تبتعد، بل واصلت المناورات السياسية ومحاولات الإفادة من المواجهة الدولية ضد الحزب سياسياً لمصلحة الطبقة الحاكمة. ومثل لبنان، فعلت حكومة العراق، التي لم تفد من موقف المرجعية الشيعية علي السيستاني الداعي لحلّ كل الميليشيات في العراق، بل راح حكام العراق يفاوضون واشنطن تارة والميليشيات طوراً في محاولة لتحقيق أكبر مكاسب سياسية، بغض النظر عن النتائج الفعلية لهذا النوع من السياسات المصالحية الضيقة. «إعلان الولايات المتحدة نيتها إغلاق سفارتها في العراق هو خطوة تجاه تحميل بغداد مسؤوليتها: إما تواجه الميليشيات سياسياً وأمنياً وتستعيد سيادتها ومسؤولية حماية البعثات الديبلوماسية على أراضيها وإما أن واشنطن لا ترغب في رؤية ديبلوماسييها رهائن لاستهداف الميليشيات الموالية لطهران لهم»، يقول مسؤول أميركي رفيع المستوى، فضّل عدم ذكر اسمه. هي رسالة أميركية للحكومات التي تعمل على أراضيها ميليشيات موالية لإيران حتى تختار هذه الحكومة جهة من اثنتين:«إما واشنطن والمجتمع والاقتصاد الدوليين، وإما طهران وميليشياتها والعقوبات عليهما»....

موسكو ترفض «الضغوط الخارجية» على مينسك... بوتين تجاهل دعوات أوروبية لحوار ولوكاشينكو «يتأقلم» مع الاحتجاجات

الشرق الاوسط....موسكو: رائد جبر... وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، رداً غير مباشر على دعوات زعماء أوروبيين لإطلاق حوار تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول أسس تسوية الأزمة في بيلاروسيا. وشدد على رفض بلاده «الضغوط الخارجية غير المسبوقة» على البلد الجار. وقال إن موسكو تتمسك بتعزيز التعاون مع مينسك، مشيداً بـ«روابط تاريخية توحّد البلدين». وبدا أن بوتين تعمّد تجاهل الدعوة لفتح حوار روسي - أوروبي، وحمل خطاب مسجل عبر تقنية الفيديو كونفرس إصراراً على مواقف موسكو السابقة التي أعلنت معارضتها «محاولات التدخل الخارجي» ومساعي «زعزعة الأوضاع في البلد الجار». وقال بوتين في الخطاب الموجه إلى المشاركين في منتدى «أقاليم روسيا وبيلاروسيا» وهو منتدى حواري يناقش ملفات التكامل الاقتصادي بين البلدين، إنه «مع الأخذ في الاعتبار، الوضع الصعب الذي توجد فيه بيلاروسيا، بما في ذلك في ظروف الضغط الخارجي غير المسبوق بعد الانتخابات الرئاسية، أود أن أكرر مرة أخرى أن العلاقات بين روسيا وبيلاروسيا لا تخضع للوقت ولا للظروف، فهي تتمتع بأساس متين. وتوحد الدولتين روابط ثقافية وروحية قوية متجذرة منذ قرون، وهناك علاقات قرابة واسعة وروابط عائلية، وتاريخ مشترك». وزاد الرئيس الروسي أنه بحث مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو مسائل توسيع التعاون بين الأقاليم و«اتفقنا على تحفيز المشاريع ذات المنفعة المتبادلة بشكل أكثر نشاطاً بين الكيانات الروسية ومناطق جمهورية بيلاروسيا»، مشيراً إلى أن علاقات موسكو ومينسك تقوم على أسس «التحالف الحقيقي القائم على مبادئ المساواة ومراعاة مصالح كل طرف». وفي إشارة إلى «التهديدات الخارجية المشتركة»، قال بوتين إنه يولي أهمية كبرى لـ«تعاون الجانبين في مجال البناء الدفاعي، ومواجهة التحديات والتهديدات الحادة، بما في ذلك في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي». وكان الرئيس الليتواني غيتاناس نوسيدا قال إنه يجب على الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا وروسيا، لعب دور الوساطة لإقامة حوار في بيلاروسيا. وأوضح في حوار صحافي سبق محادثاته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول من أمس: «أعتقد أن لدينا العديد من الفرص لإحراز تقدم في ردنا على الأحداث في بيلاروسيا. أود أن أدعو الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا، لتلعب دور الوسيط لإقامة حوار سلمي بين سلطات مينسك والمجتمع المدني، مع مشاركة روسيا». وأعرب عن الاقتناع بأن «الوقت يمر وقد يتغير الوضع»، ونتيجة لذلك يمكن أن يقبل رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو أن ينخرط في الحوار. في الوقت ذاته تمسك الرئيس الليتواني بضرورة فرض عقوبات على مينسك على خلفية القمع المفرط في العنف للاحتجاجات المتواصلة. وقال نوسيدا: «آمل أن يتم حل هذه القضية. في القمة المقبلة (للاتحاد الأوروبي) يجب أن نظهر تضامننا وإلا ستتضرر صورة أوروبا وهيبتها». وكان الرئيس الفرنسي وجه دعوة مماثلة للحوار مع موسكو، وقال خلال زيارته ليتوانيا إنه «يجب تشجيع بيلاروسيا على قبول وساطة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ولتحقيق ذلك من الضروري إجراء حوار مع روسيا». وأضاف في حديث أمام مجموعة من الطلاب في فيلنوس عاصمة ليتوانيا: «تبنت أوروبا موقفاً واضحاً يقوم على ممارسة الضغط من خلال العقوبات التي سيتم تبنيها في الأيام والأسابيع المقبلة. لقد وضع وزراء دول الاتحاد قوائم العقوبات»، مشيراً إلى أن الهدف حمل مينسك على الحوار. وزاد ماكرون: «فرنسا لن تكون الوسيط... يجب أن تقوم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بهذه الوساطة». وأضاف أن «هدفنا هو تحقيق هذه الوساطة. نسعى مع سياسة العقوبات إلى الحوار مع روسيا. لأننا لا نستطيع تحقيق هذه النتيجة دون مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذه المرحلة». وفي إشارة إلى لقاء جمعه أمس، مع زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، شدد ماكرون على أن البلدان الأوروبية «لا تعترف بانتخاب السيد لوكاشينكو. لذلك، أردت أن ألتقي مع معارضة بارزة شاركت في هذه الانتخابات التي تم تزييفها، ونحن لا نعترف بنتائجها». من جانبها دعت تيخانوفسكايا التي أجبرت على مغادرة بيلاروسيا إلى ليتوانيا بعد ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، الرئيس الفرنسي إلى «التوسط لحل الأزمة السياسية في البلاد». وأعربت عن أملها في أن يتمكن الرئيس الفرنسي من إقناع نظيره الروسي لبدء الحوار. وكان ماكرون أثار استياء واسعا لدى سلطات بيلاروسيا عندما وصف في وقت سابق، الوضع بأنه «أزمة سلطة استبدادية»، وقال إنه «يجب على لوكاشينكو أن يتنحى عن رئاسة البلاد». ورد لوكاشينكو بعنف على هذه التصريحات، وقال إنه «على الزعيم الفرنسي ألا ينظر حوله وأن يولي اهتمامه للشؤون الداخلية لبلاده». ولفت لوكاشينكو إلى أن ماكرون «وفقا لمنطقه الخاص، كان يجب أن يستقيل قبل عامين عندما بدأت السترات الصفراء بالظهور في شوارع باريس». إلى ذلك، تواصلت الاحتجاجات الواسعة في عشرات المدن البيلاروسية، وسط إشارات محللين إلى أنها «لم تعد تقلق السلطات بقدر القلق الذي تسببه تحركات المعارضة في الخارج». وكانت مينسك ونحو 22 مدينة أخرى شهدت الأحد والاثنين تجمعات احتجاجية حاشدة جمعت وفق تقديرات أكثر من 100 ألف متظاهر في العاصمة وحدها. ووفقا لمعلقين فقد «اختار ألكسندر لوكاشينكو تكتيك تجاهل الاحتجاجات الجماهيرية وعدم السماح بإمكانية المفاوضات».....

مخاوف من "حرب شاملة" جراء المعارك في ناغورنو قره باغ...

رويترز....تهدد المعارك في إقليم، ناغورنو قره باغ، المتنازع عليه بين أذربيجان وقوات انفصالية تدعمها أرمينيا، بحدوث "حرب شاملة" في المنطقة، بحسب تقرير لوكالة رويترز. وأفاد التقرير بتسجيل حوادث إطلاق نار من الحدود المشتركة للبلدين، يوم الثلاثاء، إلى ناحية الغرب من منطقة ناغورنو قره باغ، وهو ما يمثل تصعيدا إضافيا للنزاع على الرغم من النداءات العاجلة لوقف الاقتتال. واستبعد الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، في حديثه للتلفزيون الروسي، بشكل قاطع أي احتمال لإجراء محادثات. وقال رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، للقناة ذاتها إنه لا يمكن أن تجرى محادثات مع استمرار المعارك. وأشارت، رويترز، إلى أن النزاع يثير مخاوف بشأن الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز، وهي ممر لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية. وحذرت من أنه مع تزايد حدة الاشتباكات وسقوط القتلى، فقد تتدخل تركيا، الحليف الوثيق لأذربيجان. وأضافت أنه مع الانزلاق إلى "حرب شاملة" فقد يستدرج ذلك ليس فقط تركيا، بل روسيا، التي لديها تحالف دفاعي مع أرمينيا، لكنها تتمتع أيضا بعلاقات وثيقة مع أذربيجان. وطالب مجلس الأمن الدولي، في بيان الثلاثاء، بإجماع أعضائه بـ"وقف فوري للمعارك". وتطالب أذربيجان، البلد الناطق بأحد فروع اللغة التركية وذو الغالبية الشيعية، باستعادة السيطرة على ناغورنو قره باغ، الإقليم الجبلي ذي الغالبية الأرمنية والذي لم يعترف المجتمع الدولي، ولا حتى أرمينيا، بانفصاله عن باكو عام 1991.

الكرملين يحذّر تركيا من التدخل في النزاع الأرميني ـ الأذري

باكو تهدد باستهداف منظومة صاروخية ليريفان... وأنقرة تلوّح بتدخل عسكري في قره باغ

الشرق الاوسط....موسكو: رائد جبر - أنقرة: سعيد عبد الرازق.... دخلت المواجهة الأذرية - الأرمينية في مرتفعات قره باغ المتنازع عليها، منعطفاً خطراً أمس، بعد الإعلان عن إسقاط مقاتلة أرمينية بنيران طائرة حربية تركية، ما أسفر عن مقتل قائدها، وهدد التطور بانتقال الطرفين إلى استخدام أسلحة هجومية وتوسيع نطاق المعارك، خصوصاً على خلفية تلويح باكو باستهداف منظومات «إس 300» الروسية الصنع التي تمتلكها يريفان في حال استخدامها. وفيما لوّحت تركيا علناً بالتدخل عسكرياً لمصلحة أذربيجان، تزامنت التطورات الميدانية مع أقوى تحذير روسي لأنقرة من مواصلة التدخل المباشر في النزاع بين الجارين. ودعا الكرملين الجانب التركي إلى «المساعدة في التهدئة بدل تأجيج الصراع». ودخلت إيران أيضاً على خط المواجهة، بعد إسقاط طائرة مسيّرة عبرت من طريق الخطأ مجالها الجوي. وفي أول رد فعل رسمي روسي على تكرار القيادة التركية إعلان دعمها الكامل لأذربيجان، فضلاً عن المعطيات عن إرسال مقاتلين وتقنيات عسكرية إلى منطقة النزاع، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن «تصريحات الدعم العسكري لأطراف الصراع حول قره باغ من شأنها أن تعقّد الموقف أكثر»، وزاد أن على تركيا المساعدة في إيجاد تسوية سلمية للأزمة، بدل تأجيج الصراع. وشدد بيسكوف على أن روسيا «تدعو جميع الدول، وخاصة الشركاء في تركيا، إلى بذل قصارى الجهد لإقناع الأطراف المتحاربة بوقف إطلاق النار والعودة إلى تسوية سلمية لهذا الصراع الطويل الأمد (بين أرمينيا وأذربيجان) بالوسائل السياسية والدبلوماسية». وأصدر مجلس الدوما الروسي (النواب)، أمس، بياناً دعا فيه الأطراف المتصارعة للعودة إلى المفاوضات. وشدد البرلمان الروسي على ضرورة إعلان وقف فوري لإطلاق النار، ومنع تصعيد المواجهة في المنطقة، مشيراً إلى أنه لا بديل عن التسوية السلمية للوضع. ودعا نواب الدوما الأطراف إلى العودة إلى المفاوضات في أقرب وقت ممكن، معرباً عن استعداد روسيا لتقديم المساعدة في الوساطة من أجل ضمان استعادة استقرار الوضع. وكانت الاشتباكات العسكرية بين البلدين الجارين تواصلت أمس، وأعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان أنها شنت هجوماً مضاداً على طول خط التماس في قره باغ، وأعلن جيشها عن تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني. في المقابل، نفت يريفان صحة معطيات قدمها العسكريون الأذريون، وقالت إن قوات الدفاع عن إقليم قره باغ نجحت في صد عدة هجمات على مواقع على طول خط الجبهة. وكانت وزارة الدفاع الأرمينية نشرت مقطع فيديو قالت إنه لصاروخ دفاعي وهو يسقط مروحية عسكرية تابعة للجيش الأذري. وقال آرتسرون هوفهانيسيان، ممثل وزارة الدفاع الأرمينية، إن الجيش الأرميني أسقط طائرة هليكوبتر تابعة للقوات المسلحة الأذرية في منطقة الصراع في كاراباخ. وبحسب وزارة الدفاع الأرمينية، فإن قره باغ «تعرضت لهجمات مكثفة جوية وصاروخية». لكن التطور الميداني الأبرز جاء مع الأنباء عن إسقاط مقاتلة أرمينية من طراز «سوخوي 25». وأكدت السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان أن مقاتلة تركية من طراز «إف - 16» أسقطت المقاتلة داخل المجال الجوي لأرمينيا. أوضحت الناطقة أنه «أثناء قيامها بمهمة قتالية أثناء المعارك المضادة للطائرات والمعارك الجوية، أسقطت مقاتلة متعددة الوظائف من طراز إف - 16 تابعة لسلاح الجو التركي طائرة هجومية من طراز سوخوي - 25 تابعة لسلاح الجو الأرميني ما أدى إلى مقتل الطيار». وبرغم أن وزارة الدفاع التركية نفت صحة معطيات يريفان وقالت إن مقاتلاتها لم تقم بإسقاط أي طائرة أرمينية، بدا أن التطور قد ينقل المواجهات إلى مستوى جديد، خصوصاً مع تبادل التهديدات من الجانبين الأذري والأرميني باستخدام تقنيات عسكرية صاروخية وطائرات هجومية. وكان لافتاً أمس، تهديد وزارة الدفاع الأذرية، بتدمير منظومات صواريخ من طراز «إس - 300» الأرمينية، قالت باكو إن يريفان تقوم بنقلها حالياً إلى مواقع في قره باغ. ولفت عسكريون روس إلى أن هذه المنظومة الصاروخية الروسية الصنع ستغير مسار المواجهات في حال تم تفعيلها لأنها قادرة على إسقاط الطائرات المغيرة أو الصواريخ الموجهة نحو الإقليم. ووفقاً للناطق باسم وزارة الدفاع الأذرية واقف دركاهلي، فإن معطيات باكو تؤكد أن «أنظمة صواريخ إس - 300 المضادة للطائرات التي تحمي أجواء يريفان، قد أزيلت من الخدمة القتالية وتتجه حالياً نحو الأراضي المحتلة». وأضاف: «نعلن أنها ستواجه مصير معدات الجيش الأرميني العسكرية التي تم تدميرها في قره باغ... المعارك الأخيرة تظهر مرة أخرى أن أسطورة الجيش الأرميني الذي لا يقهر لا تقوم على أي أساس». في المقابل، ذكرت وزارة الدفاع الأرمينية أن «قواتها مضطرة لاستخدام أسلحة ذات تدمير واسع النطاق في الحرب الدائرة في قره باغ». وقالت شومان ستيبانيان إن «وزارة الدفاع تحذر من أن القوات المسلحة الأرمينية مضطرة لاستخدام وسائل تدمير ومعدات عسكرية ذات تأثير ناري واسع النطاق للقضاء على القوات والمعدات العسكرية على مساحات شاسعة». وأوضحت المسؤولة أن هذا الأمر يرجع إلى حقيقة أن القوات الأذرية تستخدم أنظمة راجمات صواريخ ثقيلة ومدفعية من العيار الثقيل وقاذفات صواريخ «سميرتش»، مما «يغير منطق وحجم الأعمال القتالية ويأخذها إلى مستوى جديد». في غضون ذلك، دخلت إيران على خط المواجهات أمس، بعدما أسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية طائرة مسيرة قرب مدينة ملكان بمحافظة أذربيجان الشرقية. وأفادت مصادر عسكرية للتلفزيون الرسمي الإيراني، بأن «الدفاعات الإيرانية أسقطت الطائرة المسيرة المعادية أثناء اختراقها أجواء البلاد شمال غربي البلاد في محافظة أذربيجان الشرقية». ولم تحدد المصادر هوية المسيرة التي تم إسقاطها. وكانت قوى الأمن الداخلي الإيراني، حذرت الاثنين، أذربيجان وأرمينيا، من سقوط أي قذائف هاون بالخطأ قرب الحدود الإيرانية خلال الاشتباكات الجارية بينهما. وفي أنقرة، فتح مسؤولون أتراك الباب أمام احتمالات التدخل العسكري المباشر في المعارك بين أذربيجان وأرمينيا. وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تقف إلى جانب أذربيجان سواء في الميدان أو على طاولة المفاوضات، منتقداً عدم قيام مجموعة مينسك بدورها في حل المسألة. وزار جاويش أوغلو رفقة نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، نعمان كورتولموش، سفارة أذربيجان لدى أنقرة، أمس (الثلاثاء) حيث التقيا السفير، هازار إبراهيم. وقال الوزير التركي إنه تم تجديد دعم بلاده حكومة وشعباً لباكو مرة أخرى. واعتبر جاويش أوغلو أن حل مسألة إقليم قره باغ المحتل «أمر بسيط»، قائلاً إن التسوية تكمن في «انسحاب أرمينيا من أراضي أذربيجان، ولا يمكن التسوية دون ذلك». وتابع: «فلتتحرر أراضي أذربيجان المحتلة وليعود قرابة مليون من أشقائنا الآذريين الذين اضطروا إلى الهجرة من بيوتهم». وقال جاويش أوغلو إن تركيا بذلت جهوداً كبيرة لحل المسألة بشكل سلمي في السنوات السابقة، مضيفاً: «جميعهم (دون تحديد من يقصد) يدعمون وحدة أراضي أوكرانيا وجورجيا... هذا أمر صائب ولكن عندما يتعلق الأمر بأذربيجان فإنهم يساوون بين أذربيجان وأرمينيا المحتلة، وهذه مقاربة خاطئة وغير محقة». في طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده إن بلاده «لن تسمح بأي حال من الأحوال» باستخدام أراضيها لنقل الأسلحة والذخيرة إلى منطقة النزاع بين أذربيجان وأرمينيا. وجاء نفي المتحدث بعدما تداول ناشطون فيديو يظهر عبور شاحنة محملة بعربة عسكرية تشبه راجمة صواريخ كاتيوشا، من نقطة نوردوز الحدودية بين إيران وأرمينيا في شمال غربي البلاد. ولم يتضمن الفيديو أي إشارة إلى تاريخ تسجيله. وذكرت وكالة «إيسنا» الحكومية أن خطيب زاده قال رداً على سؤال حول تقارير عن ترانزيت الأسلحة والمعدات العسكرية من الأراضي الإيرانية باتجاه أرمينيا إن «عبور الشاحنات والسلع غير العسكرية بين إيران ودول الجوار، مستمر بشكل اعتيادي والشاحنات المشار إليها تعمل في هذا الإطار حصرا». وقال إن إيران «فضلاً عن عملية المراقبة والإشراف على عبور البضائع، لن نسمح باستخدام أراضينا لنقل الأسلحة والذخيرة».....

تركيا تستبق القمة الأوروبية بمناورات قرب سواحل اليونان... تزامناً مع جولة جديدة من المحادثات في مقر «ناتو»

الشرق الاوسط....أنقرة: سعيد عبد الرازق.... نفّذت تركيا مناورات بحرية قرب المياه اليونانية أمس (الثلاثاء)، في مسعى لتصعيد الضغط على اليونان قبل انعقاد قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل غداً، للنظر في التوتر في شرق المتوسط وتقييم العلاقات مع أنقرة. وفي الوقت ذاته عقدت في مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) الجولة السادسة من المحادثات الفنية العسكرية بين تركيا واليونان والتي تهدف إلى خفض التوتر في البحر المتوسط. وأُجريت المناورات التي تضمنت تدريبات بالذخيرة الحية، في منطقة قريبة من جزيرتي رودس وكاستيلوريزو اليونانيتين. وأسفرت جهود «ناتو» وألمانيا، الأسبوع الماضي، عن اتفاق بين تركيا واليونان على استئناف المحادثات الاستكشافية حول التوتر بين البلدين والتي توقفت في 2016، في إسطنبول قريباً. وجاءت المناورات غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لليونان، الاثنين، حيث أجرى محادثات استهدفت التشجيع على خفض حدة التوتر في شرق المتوسط وإطلاق حوار بين أثينا وأنقرة. وجاء في بيان مشترك بعد مباحثات بومبيو ونظيره اليوناني نيكوس ديندياس في سالونيك، شمال اليونان، أن النزاع بين اليونان وتركيا بشأن المناطق الغنية بالنفط والغاز في شرق المتوسط يجب حله سلمياً، وفقاً للقانون الدولي. وعبّر بومبيو عن أمله أن تنطلق المحادثات الاستكشافية التركية ـ اليونانية، المقررة في إسطنبول قريباً، بالشكل الصحيح، مؤكداً أهمية توصلها إلى نتائج تكون أكثر من مقبولة لدى الطرفين، قائلاً: «يجب ألا يقتصر الأمر على إجراء محادثات، بل يجب التوصل إلى حلول جيدة». وبلغ التوتر ذروته في الأسابيع الأخيرة بين أثينا وأنقرة اللتين تتنازعان مناطق في شرق المتوسط يُعتقد أنها غنية بالغاز والنفط. والأسبوع الماضي أعلن البلدان العضوان في «ناتو» استئناف المباحثات الاستكشافية مجدداً بعد توقفها أربع سنوات. وحث رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على إعطاء فرصة للدبلوماسية. وبدوره، دعا إردوغان، الاثنين، إلى العمل على جعل البحر المتوسط «بحيرة سلام» عوضاً عن «تلويثه بخصومات جديدة بين الدول»، قائلاً إن تركيا «بصفتها أمة ورثت الحضارة العثمانية والسلام في البحر المتوسط» تريد إعادة إحياء مناخ السلام في هذه المنطقة. وأضاف أن تركيا لا تريد التوتر في البحر المتوسط وإنما السلام والتعاون والإنصاف والعدل. وانتقد الرئيس التركي الاتحاد الأوروبي، قائلاً إنه لم يستغلّ الفرص الدبلوماسية لحل الأزمة وإنه خضع لليونان وقبرص، مشيراً إلى أن هناك إمكانية لحل المشكلات. وقالت وزارة الدفاع التركية إن وفدين عسكريين، تركي ويوناني، عقدا، أمس، اجتماعاً فنياً في مقر «ناتو» في بروكسل، لبحث «سبل فض النزاع» في شرق المتوسط، هو السادس من نوعه في سبتمبر (أيلول) الجاري. تأتي هذه التطورات قبل انعقاد القمة الأوروبية التي كانت تترقبها أنقرة بقلق بعد تلويح الاتحاد الأوروبي بمعاقبتها على أنشطتها «غير القانونية» للتنقيب شرق المتوسط. لكن هذه الضغوط خفت مع التحرك باتجاه الحوار مع اليونان، وزالت المخاوف مع إعلان بروكسل أول من أمس، أن الظرف الراهن ليس مناسباً لمناقشة العقوبات على تركيا وأن الاتحاد يتابع الموقف وإن استدعى الأمر اجتماعاً جديداً سيُعقد في أي وقت. وسبق تأجيل القمة الأوروبية من 24 سبتمبر إلى الأول من أكتوبر (تشرين الأول) بسبب إصابة بفيروس «كورونا» في محيط رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الذي انضم الأسبوع الماضي إلى اجتماع ثلاثي عبر الفيديو كونفرنس مع كل من إردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أحرز تقدماً باتجاه ترسيخ نهج الحوار وخفض التوتر، وأسفر أيضاً عن نزع فتيل التوتر بين أنقرة وباريس، حيث أجرى إردوغان عقب الاجتماع مباشرة اتصالاً هاتفياً مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أعقب أسابيع من التلاسن الحاد، على خلفية دعم فرنسا لليونان وقبرص في شرق المتوسط. وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية، الاثنين، إن تركيا تعد قمة الاتحاد الأوروبي «فرصة لإعادة ضبط العلاقات»، لكن على التكتل الخروج باقتراحات محددة وجدول زمني للعمل معاً وفق «خريطة طريق».

 

 

 



السابق

أخبار مصر وإفريقيا...مصر لاستعادة زخم قضية «سد النهضة» بعد جمود المفاوضات.....الحرب على الفساد تطال وزراء في حكومة السراج.....احتجاجات في الجزائر ضد سجن معارض طالب بـ«رحيل النظام»....مطالبة الرئيس التونسي بـ«تطبيق الإعدام» تثير جدلاً سياسياً حاداً..الحكومة السودانية تبيد 300 ألف قطعة سلاح «غير قانونية»...«العدل» المغربية تؤكد ارتفاع عدد قضايا غسل الأموال والإرهاب..

التالي

أخبار لبنان.."ردّ حاد" من رؤساء الحكومات السابقون على نصرالله!.....ترسيم الحدود: هل يُعلِن بري اليوم اتفاق الإطار؟ المبادرة الفرنسية مجمّدة....نصرالله "عمَّق الأزمة" وعون يتشاور مع برّي في المخارج.... .تيّار العهد يسقط قانون العفو.. وتشاؤم رئاسي من مسار التكليف والتأليف!....مخاوف من رفع الدعم عن الوقود والمواد الغذائية....

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,117,783

عدد الزوار: 6,935,555

المتواجدون الآن: 97