أخبار وتقارير......5 عوامل سهّلت العملية التركية...«نبع السلام» التركي يتدفق نيراناً..قتلى في إطلاق نارعلى كنيس يهودي في ألمانيا لدوافع يمينية متطرفة...فرنسا تسعى لتحالف أوروبي - دولي ضد خطط تركيا...250 مليون «متوسّطي» معرضون لـ«الفقر المائي» خلال 20 عاماً...

تاريخ الإضافة الخميس 10 تشرين الأول 2019 - 7:14 ص    عدد الزيارات 2221    القسم دولية

        


5 عوامل سهّلت العملية التركية...

القبس...نعيم درويش - بدأت تركيا، أمس، عملية عسكرية في شمال سوريا، بهدف إبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها وإقامة منطقة آمنة، بما يمكن اللاجئين السوريين من العودة إلى وطنهم. ومنذ بدء موجات نزوح المدنيين السوريين نحوها، رأت أنقرة أن خير طريقة لحمايتهم، تكون بإقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية. وعرضت على إدارة الرئيس باراك أوباما في مايو 2013 تأسيس منطقة عازلة، بإشراف الأمم المتحدة، يأوي إليها المدنيون السوريون الفارون من جحيم الحرب، لكن الطلب قوبل في كل مرة بالتسويف والمراوغة والمماطلة. ومع وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض، اعادت تركيا طرح فكرة انشاء المنطقة الآمنة، حتى سنحت الفرصة حاليا لتقوم بفرضها عسكريا، مستفيدة من جملة عوامل دولية واقليمية يمكن تلخيصها بما يلي: أولاً - اكتشفت انقرة باكرا ميل الرئيس ترامب الى الانسحاب من حروب اميركا في الشرق الأوسط، وعملت على هذه الجزئية لاقناع الرئيس الاميركي بجدوى اقامة المنطقة الامنة، لكن الرغبة التركية كانت تلقى معارضة قوية من قبل الخارجية الاميركية، خصوصاً من البنتاغون التي كانت تتخوف على مصير الحلفاء الاكراد، وقد تلقفت انقرة لحظة تحرك الديموقراطيين بهدف عزل الرئيس الاميركي قُبيل دخول فترته الرئاسية عامها الأخير، فبادرت الى تحريك قواتها والتحضير لبدء العملية مستفيدة من انشغال الرئيس ترامب بأزمته الداخلية. ثانياً - رغم معرفة القيادة التركية بأن ايران ترفض بشدة التدخل التركي كونه يصب في مصلحة المعارضة السورية التي ترفض فكرة بقاء نظام الأسد، فإن طهران التي تواجه ضغوطا إقليمية ودولية كبيرة، جراء العقوبات الأميركية والتوترات في الخليج، تمييل الى تليين موقفها مع تركيا التي اعلنت بشكل واضح رفضها للعقوبات الاميركية. وبرز امس موقف لافت من الرئيس حسن روحاني اذ رأى ان «أنقرة يجب أن تؤمن حدودها الجنوبية وتمتلك الحق في ذلك، لكن الحل هو دخول قوات الجيش السوري إلى تلك المنطقة وفرض سيطرة الحكومة السورية على شرقي الفرات وخروج القوات الأميركية من سوريا». ثالثاً - الموقف الروسي لا يختلف عن الموقف الايراني، فموسكو التي تدعم الأسد لا ترغب بأي تطورات من شأنها تقوية المعارضة، لكنها لا ترغب في صدام مع تركيا قد يدفع الاخيرة الى الحضن الاميركي، وترى موسكو فائدة من العملية العسكرية التركية تتمثل في الحفاظ على وحدة الاراضي السورية، وان كانت ستضعف النظام في المفاوضات المستقبلية مع المعارضة. ولا يمكن استبعاد عامل الصفقات والعلاقات التجارية بين انقرة وموسكو، لا سيما صفقة منظومة «إس 400» الدفاعية، في التأثير على مواقف الرئيس فلاديمير بوتين، وتأجيله صداما مع الرئيس رجب طيب أردوغان. وأمس، دعت روسيا إلى حوار بين تركيا ونظام الأسد والأكراد، وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف،: «إن موقفنا ينطلق من ضرورة حل المشاكل في سوريا عبر الحوار بين السلطة المركزية في دمشق وممثلين عن الأكراد، الذين هم سكان تقليديون لهذه الأرض». رابعاً - تدرك انقرة ان النظام السوري يتبع السياسة الروسية، وبالتالي فإن التصريحات التي تخرج من قبل المسؤولين في دمشق لا يعتد بها طالما ان موسكو هي صاحبة القرار وتبدو متساهلة ازاء عزم انقرة إقامة المنطقة الآمنة. وقد سبق ان قامت تركيا بعمليتي غصن الزيتون في عفرين ودرع الفرات في ريفي حلب الشمالي والشرقي بالتنسيق مع روسيا. خامساً - غياب اي دور عربي مؤثر في سوريا يجعل من هذا البلد فريسة لكل اشكال التدخل الخارجي، وقد علّق وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش على العملية العسكرية التركية قائلا على تويتر إن «التطورات الخطيرة والمحيطة بسوريا، ما هي إلا تداعيات للانقسام العربي الحالي»، مضيفا أن «دولا عربية انهارت مؤسساتها وانتهكت سيادتها، وغدت مهددة في وحدة ترابها الوطني». وذكر قرقاش أنه «لا سبيل إلا العمل على عودة النظام العربي الإقليمي، فما يحدث أمامنا بذور أزمات مستدامة يرويها الانقسام الحالي». كما يمكن ملاحظة غياب التأثير الأوروبي في سوريا والذي لا يتجاوز التصريحات المنددة.

«نبع السلام» التركي يتدفق نيراناً

القبس...محرر الشؤون الدولية - تسارعت تطورات المناطق الحدودية السورية شرق الفرات، امس، بفعل بدء تركيا عمليتها العسكرية ضد قوات سوريا الديموقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردي، واعلن الرئيس رجب طيب اردوغان بدء العملية وقال عبر حسابه في «تويتر» ان القوات التركية بدأت مع الجيش الوطني السوري عملية عسكرية ضد حزب «العمال الكردستاني» وحزب «الاتحاد الديموقراطي». وأطلق أردوغان اسم «نبع السلام» على العملية، وأضاف أن بلاده «ستحافظ» على وحدة الأراضي السورية وستخلص المنطقة من براثن «الإرهاب». وتزامنت التغريدة مع انفجارات في بلدة رأس العين ومحيطها ناجمة عن استهداف مقاتلات «اف 16» تركية مواقع عسكرية لـ«قسد»، مع قصف مدفعي على مناطق تل أبيض والقامشلي، متسببة بمقتل مدنيين وبذعر كبير بين سكان المنطقة وحركة نزوح واسعة. واستدعت انقرة السفير الأميركي لديها لإطلاعه على العملية بعد دقائق من بدئها. وكانت انقرة فرضت عدة تحركات لتسخين جبهة حدودها، كخطوة استباقية، فبدأت منذ الاثنين بإرسال تعزيزات وحشود عسكرية من القوات الخاصة (الكوموندوز)، إلى طول الحدود الجنوبية ونشرت مدافع «هاورتز» خلف سواتر على الأرض مقابل مدينة تل أبيض كما نشرت العديد من راجمات الصواريخ قرب مدينة سروج المواجهة لمدينة عين العرب (كوباني). ولم يتضح مدى اتساع نطاق العملية التركية حتى الآن، أو ما إذا كانت القوات التركية ستشتبك بشكل مباشر مع الوحدات، التي كانت قد انسحبت من المناطق الحدودية، كما لم تتضح المحاور التي سينطلق منها الجيش التركي في عمليته والوحدات التي ستكون رأس الحربة، سواء القوات التركية، أم فصائل «الجيش الوطني السوري» الذي تدعمه انقرة. وفي هذا السياق كشفت وكالة دوغان التركية أن وحدات فرقة حمزة التابعة للجيش الحر وصلت إلى منطقة شانلي أورفا قادمة من سوريا، وقوامها 14 ألف جندي، ستتركز مهامها في نطاق منطقة رأس العين. فيما ذكرت صحيفة صباح، أن وحدات من «أحرار الشرقية» تحركت من مدينة جرابلس إلى المناطق المحاذية لشرقي الفرات. وقال الجيش الوطني السوري في بيان لمقاتلية «لا تأخذكم بهم رأفة واضربوهم بيد من حديد وأذيقوهم جحيم نيرانكم». وأضاف «كفوا عمن ألقى إليكم السلام وتجنب القتال». النفير العام ولم تقف القوات الكردية على الجانب السوري مكتوفة اليدين وتحولت إلى الهجوم، وقالت قوات سوريا الديموقراطية ان المجتمع الدولي تخلى عنها وان المنطقة أمام فوضى كبيرة. وناشدت «قسد» الولايات المتحدة وحلفاءها إقامة «منطقة حظر طيران» لحمايتها من الهجمات التركية، وقالت إنها أظهرت حسن النية تجاه اتفاق آلية الأمن بين واشنطن وانقرة، لكن ذلك ترك الأكراد دون حماية. وأعلنت «قسد» النفير العام في المناطق التي تسيطر عليها. وقالت في بيان «نهيب بكل إداراتنا ومؤسساتنا وشعبنا بكل مكوناته التوجه إلى المنطقة الحدودية المحاذية لتركيا للقيام بواجبهم الأخلاقي، وإبداء المقاومة» ورحبت الإدارة الذاتية «بدعوة روسيا لحوار بين الأكراد ودمشق لحل التوتر شمالي البلاد، مطالبة موسكو بتولي دور ضامن في هذه العملية. وقالت انها أعلنت على الدوام أن الحل الأمثل من أجل نهاية الصراع يكمن بالحوار السوري- السوري». ضامن «أستانة» فقد موقعه بدوره، أعلن النظام السوري تصديه للتدخل العسكري التركي بالوسائل المشروعة كافة، وأدان بحسب مصدر رسمي في الخارجية، «النوايا العدوانية للنظام التركي» واعتبر أن التدخل التركي انتهاك فاضح للقانون الدولي وخرق سافر لقرارات مجلس الأمن التي تؤكد احترام وسيادة وسلامة سوريا. وقالت دمشق انه في حال إصرار أردوغان على التدخل في سوريا، فإنه يضع نفسه في مصاف المجموعات الإرهابية ويفقده بشكل قاطع موقع الضامن في عملية أستانة ويوجه ضربة قاصمة للعملية السياسية برمتها. وحملت دمشق بعض التنظيمات الكردية مسؤولية ما يحصل نتيجة ارتهانها للمشروع الأميركي. وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو قال إن بلاده ستبلغ جميع الأطراف بالعملية، بما فيها النظام السوري. وأوضح أن تركيا تدعم وحدة الأراضي السورية، وستسهم العملية إسهاما مهما في سلامة الحدود السورية، قائلا أن عملية شرق الفرات هي حق يضمنه ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن. ودعا الرئيس الحالي لمجلس الأمن سفير جنوب إفريقيا جيري ماتيوز ماتجيلا تركيا إلى حماية المدنيين والتحلي بأكبر قدر من ضبط النفس في عملياتها. وفي باريس اعلن مكتب الرئيس إيمانويل ماكرون، أن الاخير اجتمع مع متحدثة باسم «قسد» جيهان احمد، وعبر لها عن قلق فرنسا من العملية التركية وعن تضامن فرنسا مع «قسد» في قتالها ضد «داعش» وطلبت باريس اجتماعا عاجلا لمجلس الامن. كما قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بدوره إنه دعا تركيا لضبط النفس ووقف العملية العسكرية. وبدورها ادانت المانيا العملية ودعت إلى وقفها فورا، مشيرة إلى انها ستؤدي إلى المزيد من الاضطراب وستعزز «داعش». في المقابل، دعت الرئاسة التركية امس أوروبا إلى استعادة مواطنيها الدواعش المعتقلين هناك، قائلة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «كان محقا.. وعلى الأوروبيين استعادة ومحاكمة المسجونين وتطبيق العملية القضائية الواجبة عليهم». جاويش أوغلو بالزي العسكري نشر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، على حسابه الرسمي في موقع إنستغرام، صورة له بالزي العسكري، في رسالة دعم لجيش بلاده الذي يستعد لإطلاق العملية العسكرية شمال سوريا. وأرفق الوزير جاويش أوغلو منشوره بتعليق كتب فيه بيت شعر للشاعر التركي الشهير نامق كمال، من قصيدة «أغنية الوطن»، والتي تقول: «هيبة أجدادنا معروفة من قبل العالم كله، لا تعتقد أن الفطرة تتغير.. فهذه الدماء هي ذات تلك الدماء». ونالت الصورة إعجاب الملايين من قِبل رواد منصات التواصل الاجتماعي.

وسائل إعلام إيرانية: الجيش يبدأ مناورات عسكرية قرب الحدود الإيرانية ـ التركية

القبس... وسائل إعلام إيرانية: الجيش يبدأ مناورات عسكرية قرب الحدود الإيرانية ـ التركية ....قالت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأربعاء، إن الجيش الإيراني بدأ مناورات عسكرية لم يعلن عنها مسبقا قرب الحدود الإيرانية ـ التركية.

قتلى في إطلاق نارعلى كنيس يهودي في ألمانيا لدوافع يمينية متطرفة

الانباء...المصدر : عواصم – وكالات... قتل شخصان على الاقل أمس، في هجوم بوسط مدينة هاله الالمانية استهدف كنيسا يهوديا ثم مطعما تركيا. وحاول المهاجمون ظهر امس، دخول الكنيس الواقع في حي بولوس حيث كان «بين 70 و80 شخصا» مجتمعين للاحتفال بيوم الغفران لدى اليهود، حسب ما قال رئيس الطائفة اليهودية في المدينة ماكس بريفوروتسكي لصحيفة شبيغل، موضحا أن الجناة لم يتمكنوا من اقتحام باب الكنيس. كما قام المهاجمون بإطلاق النار وسط الشارع وعلى مطعم تركي، حسبما أفاد شهود قالوا بأنهم شاهدوا جثة على الارض فوقها غطاء أزرق اللون قرب الكنيس في حي بولوس. من جهته، صرح وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر امس، بأن من المرجح أن يكون هجوم مدينة هاله له دوافع يمينية متطرفة. وأضاف الوزير:«وفقا لتقديرات المدعي العام، فإن هناك أدلة كافية تفيد باحتمال وجود خلفية يمينية متطرفة للهجوم. من جهتها، قالت الشرطة عبر تويتر «قتل شخصان في هاله حسب المعلومات الاولية، وقد سجل إطلاق عيارات نارية عدة، إلا أن منفذي الهجوم تمكنوا من الفرار على متن سيارة». كما طلبت الشرطة «من السكان البقاء في منازلهم». وأعلن المستشفى الجامعي في المدينة «وصول شخصين مصابين بجروح خطرة بالرصاص»، حسبما نقل المتحدث باسم المستشفى يانس مولر لفرانس برس. وقد تسلمت النيابة العامة المتخصصة بشؤون الإرهاب ملف الحادثة. وأعلنت الشرطة في وقت لاحق اعتقال شخص، من دون تقديم تفاصيل اضافية. وبشأن الهجوم على المطعم التركي أفاد شهود بتسجيل اطلاق عيارات نارية وتفجير قنبلة يدوية. وقال الشاهد كونراد روسلر الذي كان داخل المطعم التركي لشبكة «أن تي في»للأخبار وهو في حالة صدمة، «كان أحد مطلقي النار يرتدي خوذة وزيا عسكريا، كما ألقى قنبلة يدوية على المكان فسقطت قرب باب المطعم وانفجرت». وتابع: «بعدها اطلق المهاجم مرة واحدة على الأقل النار داخل المطعم واعتقد أن الرجل الذي كان جالسا ورائي قتل. اختبأت في المراحيض وأقفلت الباب». وتم تداول شريط فيديو بشكل واسع يظهر فيه شخص بدا هادئا، يرتدي لباسا عسكريا وخوذة ويقوم بإطلاق النار من رشاش في وسط الشارع. وقامت الشرطة بفرض طوق أمني على الحي وعلى محطة القطارات الرئيسية المجاورة في مدينة هاله الواقعة في مقاطعة ساكس انهالت. من جهته، قال ستيفن شيبرت المتحدث باسم المستشارة انجيلا ميركل «لقد وصلنا خبر مريع من هاله وآمل أن تتمكن الشرطة من القبض على المهاجم او المهاجمين بأسرع وقت ممكن، وعدم وقوع ضحايا إضافيين». الا ان وكالة «دي بي أي» الألمانية اشارت الى حصول إطلاق نار في مدينة لاندسبرغ الواقعة على بعد 15 كلم من هاله. بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الهجوم المميت على كنيس يهودي في «هاله الألمانية هو مظهر آخر من مظاهر معاداة السامية في أوروبا». وفي بيان صادر عن مكتبه، أشار إلى أن الهجوم وقع في يوم الغفران، «أقدس يوم لشعبنا». وقال «نيابة عن شعب إسرائيل، أرسل التعازي إلى أسر الضحايا وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى»، مضيفا «أحث السلطات في ألمانيا على مواصلة العمل بحزم ضد ظاهرة معاداة السامية».

فرنسا تسعى لتحالف أوروبي - دولي ضد خطط تركيا

مصادر: باريس غير قادرة على الوقوف وحدها

الشرق الاوسط...باريس: ميشال أبو نجم.. لم تُجدِ تحذيرات موجّهة إلى تركيا في دفعها للتخلي عن العملية العسكرية التي تخطط لها في شمال شرقي سوريا منذ شهور. لكن ردة الفعل الدولية على انطلاقتها بعد ظهر أمس، كانت فورية خصوصاً من الجانبين الأوروبي والفرنسي تحديداً. وعجّلت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية أميلي دو مونشالون، في التعبير عن «إدانة فرنسا الشديدة» للعملية، مؤكدةً في الوقت عينه أن باريس تطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي؛ للنظر في هذه التطورات. بيد أن فرنسا لا تريد التحرك وحدها بل تسعى لتحرك أوروبي جماعي وكذلك تأليب الأسرة الدولية لممارسة أكبر قدر من الضغوط الدبلوماسية والسياسية على أنقره. وحسبما قالت الوزيرة الفرنسية أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية أمس، فإن باريس وبرلين ولندن كانت بصدد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على «إعلان مشترك سيكون في غاية الوضوح نؤكد فيه إدانتنا الشديدة والحازمة» للعملية التركية، مضيفةً أن الأطراف الثلاثة تدعو مجلس الأمن للانعقاد و«تسعى لأكبر تحالف ممكن» لطرح الملف على المستوى الدولي. بيد أن فرنسا لا تريد الاكتفاء بذلك بل إنها تدرس مع الشركاء الأوروبيين رداً جماعياً، ولذا فإن «كل الخيارات قيد البحث». وطالب الاتحاد الأوروبي على لسان رئيس المفوضية جان كلود يونكر، بـ«وقف العملية العسكرية» التركية.

الحراك الفرنسي - الأوروبي أسفر سريعاً عن الإعلان عن اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الخميس، بطلب من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا. وكانت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي مارييل دو سارنيز، أكثر عنفاً في تنديدها بالسلوك التركي الذي «ينتهك القانون الدولي والحدود» الدولية إضافةً إلى كونه «خطأً سياسياً وأخلاقياً، فضلاً عن أنه ينسف استقرار شمال شرقي سوريا ويهدد أمن» هذه المنطقة. وخلاصة دو سارنيز أن باريس «لا يمكنها أن تقف متفرجة على الهجوم التركي» على من تعدّهم باريس «أصدقاءها» وسعت دائماً في السنوات الأخيرة للدفاع عنهم في وجه الخطط والممارسات التركية. وسبق للرئيس الفرنسي أن جدد دعمه لقوات سوريا الديمقراطية بمناسبة التقائه أول من أمس، في قصر الإليزيه، إلهام أحمد، الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية. ونقلت مصادر الإليزيه عن ماكرون «وقوفه» إلى جانب «قسد»، «لأنهم شركاؤنا الرئيسيون في الحرب على (داعش)» واعداً بالتحدث مباشرةً مع الطرف التركي.

حقيقة الأمر أن باريس قادرة على التحرك الدبلوماسي الدولي والاستفادة من موقعها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، لكنّ المسؤولين الفرنسيين يعترفون بـ«محدودية» الأوراق التي بحوزتهم للتأثير على الوضع خصوصاً الميداني. وسبق لمصادر فرنسية أن قالت لـ«الشرق الأوسط» إن باريس التي لها عدة مئات من قوات الكوماندوز في المناطق التي تسيطر عليها «قسد» ستعمد إلى سحبها في حال خرج الأميركيون. وترى فرنسا أنه كان لها دور في دفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى تغيير خططه نهاية العام الماضي عندما كشف عن عزمه إعادة القوات الأميركية كافة سريعاً إلى بلادها. وفي أي حال، يشكو الفرنسيون باستمرار من «ضبابية» السياسة الأميركية في سوريا و«تقلبها» ومن صعوبة العثور على محاوِر يكون هو المتكلم الموثوق به في واشنطن. وقالت مصادر أوروبية لـ«الشرق الأوسط» إن الجانب الفرنسي «لا ينوي بتاتاً» و«غير قادر» على الوقوف عسكرياً في وجه الهجوم التركي علماً بأن العلاقات الفرنسية - التركية تمر حالياً بأزمة بعد التهجم التركي على ماكرون بسبب خطابه أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بداية الشهر الجاري، حيث انتقد وضع حقوق الإنسان الأساسية وتراجع سيادة القانون في تركيا واستغلالها ملف المهاجرين للضغط على الاتحاد الأوروبي. وبلهجة تهديدية قال الرئيس الفرنسي بهذه المناسبة إنه «لا يمكن في أي حال من الأحوال أن نسمح لضغوط تركيا أن تملي علينا سياستنا في سوريا». وجاء الرد عليه سريعاً من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي ندد بـ«تطاول» ماكرون على تركيا، وشبّهه بـ«ديك يصيح وقدماه مغروستان في الوحل».

تريد باريس، وفق مصادرها، «المحافظة» على قوات سوريا الديمقراطية، ليس فقط وفاءً للدور الذي لعبته في دحر «داعش» في سوريا وإنما لمنع عودة هذا التنظيم مجدداً. كذلك تتخوف باريس من تبعات الهجوم التركي على وضع الجهاديين خصوصاً الأوروبيين وعائلاتهم الذين هم في حوزة «قسد» وتمكنهم من الإفلات من الأَسْر وربما العودة إلى أوروبا. وجاءت عملية مديرية الشرطة، الخميس الماضي، في باريس، حيث قتل موظف متطرف راديكالي إسلاموي أربعة من رجال الأمن بينهم امراة وجرح اثنين، لتعيد فرنسا إلى أجواء الإرهاب. وترفض باريس، حتى اليوم، استعادة جهادييها وتريد محاكمتهم «حيث اقترفوا جرائمهم». وترى المصادر الأوروبية أن إحدى النتائج الممكنة للهجوم التركي دفْع الأكراد إلى الانضواء تحت جناح النظام وهو ما لا تريده باريس التي راهنت على القيام بمشاريع اجتماعية واقتصادية في مناطق سيطرة الأكراد لتوفير الاستقرار في هذه المنطقة. والتخوف الفرنسي أن يَقبل الأكراد عندها بتسليم الجهاديين الفرنسيين للنظام الذي سيعمد إلى استخدامهم كورقة ضغط على باريس.

250 مليون «متوسّطي» معرضون لـ«الفقر المائي» خلال 20 عاماً

80 عالماً توقعوا ارتفاع الأمراض والوفيات المرتبطة بالحرارة وتراجع جودة الغذاء في المنطقة

الشرق الاوسط...برشلونة: نجلاء حبريري.. توقّعت دراسة أشرف عليها 80 عالما بيئيا، أن يعاني أكثر من 250 مليون شخصٍ في دول البحر الأبيض المتوسط من «الفقر المائي» في غضون 20 عاماً، ما يعزز احتمال زيادة الصراع بين الشعوب وارتفاع مستويات الهجرة الجماعية، إن لم تعتمد دول المنطقة سياسات مناخية مناسبة. وجاءت هذه التوقعات المتشائمة في إطار دراسة لتأثير التقلبات المناخية على دول البحر الأبيض المتوسط، تستعرض نتائجها الأولية شبكة خبراء المتوسّط حول التغيّر المناخي والبيئي اليوم في برشلونة، في إطار المنتدى الإقليمي الرابع للاتحاد من أجل المتوسط. وقد تولت شبكة تضم أكثر من 80 عالما من جميع أنحاء المنطقة الأورومتوسطية (شبكة خبراء المتوسّط حول التغيّر المناخي والبيئي «Medecc»)، منذ عام 2015، مهمة وضع تقرير رئيسي وغير مسبوق ليكون بمثابة التقييم العلمي الأكبر للتغير المناخي والبيئي على المستوى الإقليمي في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وصنّفت الدراسة التداعيات المتوقعة للتغير المناخي، في غياب سياسات إقليمية مناسبة، 7 أقسام هي: المناخ ومستوى سطح البحر وموارد المياه والنظم البيئية والأمن الغذائي وصحة الإنسان والأمن البشري. وأكّدت الدراسة أن درجة الحرارة بمنطقة البحر المتوسط ارتفعت بنحو 1.5 تقريباً منذ ما قبل العصر الصناعي، أي 20 في المائة أسرع من المتوسط العالمي. وخلصت إلى أنه في حالة عدم اتخاذ تدابير إضافية للحد من هذا الارتفاع، فإن درجة الحرارة في المنطقة ستزيد بمقدار 2.2 درجة مئوية بحلول عام 2040، وربما تتجاوز 3.8 درجة مئوية في بعض المناطق الفرعية بحلول عام 2100. وسيترتب على ذلك موجات حارة أشد وطأة وأطول أمداً. وستصبح أكثر شهور الصيف برودة في المستقبل، أكثر دفئاً من أكثر الشهور حرارة اليوم، في معظم المدن الكبيرة في منطقة الشرق المتوسط وشمال أفريقيا، مما ينتج عنه فترات طويلة من الحرارة الشديدة والمدمرة.

- مستوى سطح البحر

توقعت الدراسة أنه بحلول عام 2050، ستشكل مدن البحر المتوسط نصف المدن العالمية العشرين التي تعاني من أكبر قدر من الأضرار السنوية الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر، ما سيضاعف الضغوط على الموارد النادرة بالفعل في كثير من المناطق الحضرية بالمنطقة. كما أن الإنتاج الزراعي في المناطق الساحلية سيصبح معرضا للخطر بسبب فقدان الأراضي الصالحة للزراعة وتملح المياه الجوفية، إثر تسرب مياه البحر إليها. أما في عام 2100، فقد يتجاوز ارتفاع مستوى سطح البحر مترا واحدا، مما سيؤثر على ثلث سكان المنطقة في المناطق الساحلية، ويهدد سبل عيش ما لا يقل عن 37 مليون شخص في شمال أفريقيا وحدها.

- موارد المياه

رجّحت الدراسة أن ينخفض توفر المياه العذبة بنسبة تصل إلى 15 في المائة في العقود القادمة، ما سيتسبب في قيود شديدة على الزراعة والاستخدام البشري في منطقة تعاني من ندرة المياه. وسيترتب على ذلك معاناة أكثر من 250 مليون شخص من «الفقر المائي» في غضون 20 عاماً. ومن المحتمل أن يتسبب هذا الأمر في كثير من الآثار الضارة على سبل عيش البشر، بما في ذلك احتمال زيادة الصراع بين الشعوب وزيادة الهجرة الجماعية.

- النظم البيئية

حذّر العلماء البيئيون من أن النظم البيئية في المنطقة تتعرض للخطر بسبب التغير المناخي، وتغير استخدام الأراضي، والتلوث، والاستغلال المفرط. فقد تسبب تحمض مياه البحر وارتفاع درجات حرارة البحر بالفعل في خسارة 41 في المائة من الحيوانات المفترسة الرئيسية، بما في ذلك الثدييات البحرية. فيما أدّى الصيد المفرط إلى فقدان 34 في المائة من أنواع الأسماك. وبرا، تشمل تغيرات التنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط تدهور الغابات وفقدان الأراضي الرطبة، بالإضافة إلى فقدان الموائل المفتوحة بسبب التخلي عن الزراعة الرعوية. كما تسببت الحرائق الضخمة بسبب التغير المناخي، الناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة والجفاف والتغيرات التي تلحق بالطبيعة، في تدمير مساحات قياسية من الغابات خلال السنوات الأخيرة، مما أضر بالتنوع البيولوجي وقدرة هذه الغابات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون. وقد تتسع رقعة المنطقة المحترقة بنسبة تصل إلى 40 في المائة فقط إذا ازدادت درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية فقط.

- الأمن الغذائي

لفتت الدراسة إلى ارتفاع الطلب على الغذاء بسبب النمو السكاني في المستقبل، وحذّرت من نقص في الأغذية بعد الانخفاض المتوقع لمستوى إنتاجية المحاصيل والأسماك والثروة الحيوانية. ويعاني 90 في المائة من المخزون السمكي التجاري من الصيد المفرط في البحر المتوسط اليوم، حيث من المتوقع أن يتقلص متوسط وزن جسم الأسماك بنسبة تصل إلى 49 في المائة بحلول عام 2050. علاوة على ذلك، رجّحت النتائج الأولية للدراسة أن تتراجع جودة كثير من المحاصيل، نتيجة لظاهرة الاحترار حيث تصبح صالحة للأكل لمدة أقصر.

- صحة الإنسان

ترجح الدراسة أن تصبح الأمراض والوفيات المرتبطة بالحرارة أكثر شيوعاً، خاصة في المدن بسبب تأثير الجزر الحرارية الحضرية وأيضاً بالنسبة للفئات السكانية الضعيفة، مثل كبار السن والأطفال والأكثر فقراً. ما يعزز التغير المناخي وظهور الأمراض المنقولة عن طريق المياه، وقد يؤثر تدهور نوعية الهواء والتربة والمياه على صحة الإنسان من خلال انتشار أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى قلة فرص الحصول على غذاء صحي.

- الأمن البشري

حذّرت الدراسة من تدهور نظم الدعم الاجتماعي للمسنين والمحرومين أكثر ضعفاً، مع ازدياد قوة الموجات الحارة وارتفاع وتيرتها. كما أشارت إلى أن الصراع على الموارد المحدودة (الأرض والمياه والغذاء) قد يؤدي إلى زيادة الهجرة البشرية واسعة النطاق.

 

 

 



السابق

لبنان.....الحريات والاقتصاد آخر ميزات لبنان المهددة......الجمهورية....لا تأكيدات لودائع عربية.. والإصلاحات خطوة الى الأمام وإثنتان الى الخلف......لبنان أمام تحدّي شقّ «ممر آمِن» للنجاة من «الورطة المالية» ..«حزب الله» يهدّد الأوروبيين بالنازحين... قد نقلب الطاولة...اقتراح بري لتعديل قانون الانتخاب على نار حامية في مجلس النواب...بري: اللبنانيون يعيشون الترددات السلبية لقانون الانتخابات الحالي...

التالي

سوريا......العملية التركية في سوريا مستمرة... و60 ألف مدني نزحوا من مناطق القتال.....لافروف: موسكو ستدفع نحو حوار بين سوريا وتركيا...تركيا تتعقب محتوى وسائل التواصل المناهض لعمليتها العسكرية في شمال سوريا.....مستقبل الأسرى «الدواعش» لدى الأكراد... هل يتكرر ما حدث في الرقة؟...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,568,521

عدد الزوار: 6,901,527

المتواجدون الآن: 101