أخبار وتقارير...إسرائيل بعد سلسلة الغارات والاغتيالات: الحرب آخر الاحتمالات وقواتها في الشمال «مستنفرة لأعلى الدرجات»....لماذا يجرؤ نتنياهو على ضرب «الفناء الخلفي» لإيران في العراق وسورية ولبنان؟......شروط طهران... وفرص المفاوضات!....بياريتس «هيأت الظروف» للقاء ترامب - روحاني ... فهل يعقد؟....

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 آب 2019 - 6:02 ص    عدد الزيارات 2440    القسم دولية

        


إسرائيل بعد سلسلة الغارات والاغتيالات: الحرب آخر الاحتمالات وقواتها في الشمال «مستنفرة لأعلى الدرجات»...

الشرق الاوسط....تل أبيب: نظير مجلي... عززت القيادة الإسرائيلية، السياسية والعسكرية، من التقدير الذي يقول إنه رغم التصاعد الشديد في التوتر، عقب سلسلة غارات واغتيالات إسرائيلية نفذت في الأيام الأخيرة ضد مواقع إيران وميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان من جهة، وضد قطاع غزة والضفة الغربية من جهة ثانية، فإن الأوضاع ستظل مضبوطة ملجومة «لأن جميع الأطراف غير معنية بالحرب»، فيما صرح الوزير الإسرائيلي المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوآف غالانت، بأن «خوض الحرب هو آخر ملجأ، ويجب استنفاد جميع الاحتمالات أولاً». وقد التأم «الكابنيت» (المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن والسياسة في الحكومة الإسرائيلية)، برئاسة نتنياهو، وحضور قادة الجيش والمخابرات، مساء أمس (الأحد)، للتباحث في الأوضاع، وسط تحركات واسعة وحالة استنفار قصوى على الحدود الشمالية والجنوبية، وكذلك في الضفة الغربية، تحسباً من ردود فعل على العمليات الإسرائيلية. وبدا واضحاً أن الاجتماع جاء لتقييم الأوضاع الأمنية، واتخاذ الاحتياطات لمجابهة تدهور جديد. واتضح من خلاله أن التحسب الأساسي هو من عمليات مسلحة تنفذ ضد أهداف إسرائيلية على نطاق محدود. وانتهى اجتماع «الكابنيت» بعد نحو 4 ساعات، دون إعطاء تفاصيل. لكنه تحدث عن استمرار حالة الاستنفار في أعلى درجاتها على طول الحدود الشمالية والجنوبية. وحسب مسؤول أمني إسرائيلي، فإن التخوف في جهاز الأمن لديه هو من أن «الأحداث في شمال البلاد ستكثف الأنشطة في جبهات أخرى، وقد تؤدي إلى تصعيد شامل». وقد عبر المسؤول عن تقديره أن «إيران وأذرعها ستبحث عن طريقة لتوجيه ضربة لإسرائيل أو أهداف إسرائيلية أخرى في العالم». وقال الوزير غالانت، وهو عضو في «الكابنيت»، إن «خوض الحرب هو آخر ملجأ، وينبغي أن نستنفذ جميع الاحتمالات أولاً، لوقف عمليات اللعب بالنار من أعدائنا»، وأضاف: «حركة حماس ليست معنية بالانزلاق إلى مواجهة، إلا أنها وفصائل أخرى تخضع لإمرتها تلعب بالنار». وعن الأوضاع في الجبهة الشمالية، قال: «نأخذ على محمل الجد تهديدات (حزب الله) وإيران بالقضاء على دولة إسرائيل». ولكن المعارضة السياسية الإسرائيلية عدت ما يجري «أعمالاً أمنية روتينية يقوم حزب الليكود الحاكم، ورئيسه نتنياهو، بتضخيمه في سبيل خدمة دعايته الانتخابية». وعد رئيس حزب اليهود الروس (إسرائيل بيتنا)، وزير الدفاع السابق، أفيغدور ليبرمان، أجواء التوتر هذه مصطنعة، وقال: «إن الحملة الإعلامية والتشدق بعمليات إسرائيل نحن في غنى عنها»، وأضاف أن «إسرائيل انتهجت دائماً سياسة ضبابية. والعنترة أمام الكاميرات تضغط على الجانب الآخر، وتحدو به إلى الرد، حتى إن لم يكن يقصد ذلك». وقال رئيس الحكومة الأسبق، الجنرال في الاحتياط، إيهود باراك، إن نتنياهو يعيش حالة ضغط شديد بسبب الخطر الذي يهدد حكمه، ويتيح لأول مرة فرصة لسقوطه، وهو يلجأ إلى إثارة أجواء أمنية متوترة، ويسمح لنفسه بكشف أسرار أمنية حساسة حتى يحول الأجواء لصالحه، ولكنه بهذا يهدد بالانزلاق إلى حرب يدفع الشعب ثمنها باهظاً. تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي حرص على تفسير قيامه باغتيال مسؤولي «حزب الله» في سوريا، فقال إنه يمتلك وثائق تبين كيف قام ياسر أحمد ضاهر وحسن يوسف زبيب بالإعداد لتنفيذ عمليات لصالح «فيلق القدس»، وبينها صور ترصد تدربهما على تنفيذ عدة عمليات داخل إسرائيل. وقال إن استخباراته تابعت نشاطهما خلال السنتين الأخيرتين في سوريا، وصولاً إلى إيران، حيث تدربا هناك على تفعيل طائرات مسيرة تحمل متفجرات. وحمل الإسرائيليون قاسم سليماني المسؤولية عن هذا النشاط، وعن سائر النشاطات الإيرانية لتدريب الميليشيات على عمليات ضد إسرائيل، من العراق أو سوريا أو لبنان، وحتى في المناطق الفلسطينية.

لماذا يجرؤ نتنياهو على ضرب «الفناء الخلفي» لإيران في العراق وسورية ولبنان؟

الراي....الكاتب:ايليا ج. مغناير ... رئيس الوزراء الإسرائيلي ماضٍ في سياسة الاستفزاز و«اليد الطويلة» واللعب على حافة الهاوية ...

خَرَقَ رئيسُ الوزراء، وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قواعد الاشتباك في العراق ولبنان، وكأنه يقول إنه مستعدٌّ للحرب ويريد أن يكون أداة اشتعالها. ففي لبنان خرْقت (فجر الأحد) للمرة الأولى منذ العام 2006 طائرتا استطلاعٍ الضاحية الجنوبية وانفجرتْ إحداهما بظروفٍ غامضة. إلا أن اللافت الأكثر في الأمر، هو الهجوم الإسرائيلي فجر أمس على قاعدة لـ«الجبهة الشعبية - القيادة العامة» في البقاع اللبناني والتي تتواجد هناك منذ العام 1982، وهو الهجوم الذي جاء بعد ساعات من تهديد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله بضرب إسرائيل رداً على استهداف مزرعة تابعة للحزب في سورية وقتْل مقاتليْن فيها. وهذا يدل على نية نتنياهو بقبول التحدي والنتائج التي ستنتج عنه وأنه ماضٍ في سياسة الاستفزاز و«اليد الطويلة» واللعب على حافة الهاوية وحتى التصعيد أكثر. ولو كان افتراضاً أن الغموض الذي أحاط بخرق الطائرتين المسيّرتيْن يعطي «العذر» لنتنياهو، خصوصاً أن ما أشيع عن الهدف حيث وقع الانفجار (الوحدة الإعلامية لـ«حزب الله») لا يمثل أي معنى و«رخيص وغير جدي»، بحسب وصْف مسؤول في «محور المقاومة»، فإن المعهود على إسرائيل أنها لا تخاطر بأي ضربة أمنية داخل بيروت، وللمرة الأولى منذ 2003 إلا إذا كان الهدف أمنياً ومهماً للغاية. وافتراضاً أن الاستخبارات الإسرائيلية أخطأتْ بضرب مركز «حزب الله» في عقربا - سورية، لاعتبارها عادة أن أي تواجد للحزب يعني تواجداً لقوات «فيلق القدس» الإيراني، وتالياً أن الهدف كان إيران، فإن ضربة إسرائيل المسائية للقاعدة الفلسطينية المحصنة في الكهف في البقاع اللبناني لا تسمح أي مجال لتفسير آخر... لقد قبِل نتنياهو تحدي نصرالله وهو لن يتوقف عن سياسته ضرب أهداف يريد الوصول إليها لبعث رسائله السياسية والعسكرية. لقد اشتهرت إسرائيل بقواعد ثلاث منذ وجودها: جيشٌ لديه شعب ودولة، خوض معارك بين الحروب، ودرء الخطر الوجودي في أي بقعة من الأرض بضرْبها أو شلّها. وليس بجديد على إسرائيل ضرْب أهداف بعيدة لأغراض متعدّدة. فالعراق وسورية ولبنان وإيران ومصر والأردن يتواجدون على رأس اهتماماتها القريبة ويبقى باقي العالم كله على اهتماماتها البعيدة. ففي العام 1960 ذهبت إسرائيل إلى بوينس إيرس لإلقاء القبض على أدولف إيخمان، القائد العسكري النازي لمسؤوليته عن جرائم «الهولوكست». وأرسلت فرقة اغتيال إلى بيروت العام 1973 لقتل المسؤولين الفلسطينيين كمال عدوان وكمال ناصر ومحمد يوسف نجار. وأرسلتْ فرقة اغتيالات إلى تونس العام 1988 لاغتيال القائد العسكري الفلسطيني خليل الوزير المعروف باسم «أبو جهاد». وفي 1981 دمّرت طائراتها المفاعل العراقي بسربٍ مؤلف من 14 طائرة. وأرسلت فرقة إلى سورية العام 2008 لقتْل المسؤول العسكري في المجلس الجهادي لـ«حزب الله» الحاج عماد مغنية. وكذلك فعلت مع محمود المبحوح العام 2010. إذاً لا حدود لإسرائيل لحماية نفسها من الأخطار أينما كانت، تحت عنوان إبعاد الأخطار المستقبلية عنها والمبادرة إلى الضرب أولاً لحماية «الأمن القومي». فهي تعتبر أنها تعيش في بيئة شرق أوسطية معادية لها وتحتاج لتطويع الدول التي تحوطها لأنها تملك القوة العسكرية الهائلة وصناعة عسكرية وإلكترونية متطورة جداً وتغطية دولية وإعلامية لجميع أفعالها. أما ضرب الحديقة الخلفية لإيران، فقد بدأت إسرائيل أولاً بقتل علماء إيرانيين وضباط. ومن ثم اتجهت لضرب حلفاء طهران العام 2006 في لبنان ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً. وهي هلّلت لوجود «داعش» و«القاعدة» في سورية لأن ذلك من شأنه إزالة خطر سورية عن إسرائيل، واحتفلت يوم سُحبت من سورية غالبية الأسلحة الكيماوية في عهد باراك أوباما. وبدأت إسرائيل بضرب أهداف لإيران في سورية لأنها علمت أن الرئيس بشار الأسد - على الرغم من عدم موافقة إيران وحلفائها - لا يريد الخوض في حرب مع إسرائيل الآن لأن سلّم الأولويات هو لتحرير الأرض أولاً. وها هي اليوم تضرب في العراق، في حديقة إيران الخلفية. وهذا طبيعي جداً لأن الحشد الشعبي يحمل شعار العداء لإسرائيل ومحاربتها وضم جهوده إلى «حزب الله» اللبناني ودَعَمَ الأسد لاستعادة قوّته وتقوية «محور المقاومة». وقد ضربت إسرائيل مخازن إستراتيجية في العراق يستطيع حلفاء إيران استخدامها في حال الحرب مع أميركا (أي بين إيران وأميركا). وفي المنطق الإسرائيلي، كما يقول أحد قادة «محور المقاومة»، أن «تضرب مخزناً أو اثنين أو مئة مخزن حتى ولو كان عدد المخازن ألفاً، فهذا يعني لإسرائيل أن هناك مئة مخزن أقلّ وصواريخ أقلّ لتُطلق في اتجاهها في حال الحرب». وتعلم إسرائيل أنها لن تمنع «محور المقاومة» من بناء قدرته وكذلك تعرف أنها لن تستطيع وقف وصول شحنات السلاح إلى حلفاء إيران. كما تعلم طهران أن إسرائيل تحاول تقليص الدعم من دون وقْفه ولكنها - أي طهران - لا تتحمّس للرد لأنها تعمل بمبدأ أنها «لن تنجر إلى معركة بتوقيت إسرائيل». فخسارة عشرات الصواريخ ليست أهمّ من خسارة حلفاء ومقدراتهم في حال حربٍ تُفرض عليهم وهم ليسوا فقط غير مؤهلين لها (حال العراق) بل لا يريدونها في الوقت الراهن لأن الأولويات تختلف. لقد قتلت إسرائيل الكثير من حلفاء إيران ومن الجنود الإيرانيين. إلا أن النتيجة كانت كالآتي: ربحت إيران في لبنان وسورية والعراق وأفغانستان، حلفاء لم تحلم بربْطهم في جبهة واحدة أبداً. فمَن هو الرابح والخاسر إستراتيجياً؟ ولكن يجب إضافة عامل آخر لنتنياهو وهو العامل الانتخابي الذي يجعله يريد إظهار نفسه كحامٍ لإسرائيل والمستوطنين وكصاحب «اليد الطولى» ضد أعداء إسرائيل. مما لا شك فيه أن تقديرات إسرائيل العسكرية في درس ردّ الفعل المحتمل في سورية والعراق صحيحة، فهي تستخدم هامش المناورة لأنها تعلم ان حسابات الدول (العراق وسورية) تختلف عن حسابات التنظيمات (حزب الله) وأن أولويات إيران ليست الحرب على إسرائيل الآن. إلا أن نتنياهو انتقل من ضرْب مخازن عسكرية عراقية إلى ضرب أهداف مثل قائدٍ في «الحشد الشعبي» على غرار ما حدث يوم الأحد في عكاشات، محافظة الأنبار، على الحدود مع سورية. لقد دفع نتنياهو، السيد نصرالله للردّ. وتجلّى ذلك عندما قال زعيم «حزب الله» ان إسرائيل تعلم جيداً ما هي خطوط وقواعد عدم الاشتباك واعداً بالردّ على أي ضربة لقواته في سورية. وهذا ما يعلمه نتنياهو وبالتالي فهو قبِل هذا التحدي ليستعدّ لجولة جديدة في لبنان كما كان توقّع نصرالله (انظر عدد «الراي» بتاريخ 21 ابريل 2019 بعنوان «نصر الله: احتمالات الحرب مرتفعة هذا الصيف») بأن الصيف اللبناني سيكون حاراً، ويبدو أن نتنياهو مستعدّ لذلك وخصوصاً أنه يتمتع بدعم أميركي غير محدود. ولكن هل تقبل أميركا بدفع الثمن؟ فوجود أميركا في سورية لا يشكل خطراً كبيراً عليها (الخطر دائماً موجود) لأنها تعمل في بيئة حاضنة غير معادية (كردية). أما في العراق فالأمور مختلفة تماماً. اذ خلف كل زاوية تستطيع مجموعات ترغب برؤية أميركا خارج العراق أن تبدأ حرب العصابات ضد القوات الأميركية التي تتواجد الآلاف منها على أرض بلاد الرافدين أو في كل معسكر تقدّم فيه القوات الأميركية التدريب. وثمة من يقول إن هناك عناصر عدة جاهزة لقتْل أميركيين بسبب السياسة الإسرائيلية التي تفرض على العراقيين المنتمين إلى محور المقاومة الردّ إذا امتنعت دولتهم. إن تدمير المستودعات في العراق واغتيال قادة «الحشد» سيكلّف أميركا علاقتها ببغداد، ما سيؤدي إلى انسحابها بالكامل. وبالتالي فقد أصبح ضرورياً على العراق تنويع مصادر مشترياته العسكرية لتشمل الصين وروسيا.

بياريتس «هيأت الظروف» للقاء ترامب - روحاني ... فهل يعقد؟

الرئيس الأميركي: دول عدة ستقدم خط ائتمان لإيران لتسيير أمورها

الراي....الكاتب: محرر الشؤون الدولية .... روحاني مستعد لاستخدام «يدي» القوة والديبلوماسية

قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أمس، إن محادثات مجموعة السبع هيأت «ظروفاً لعقد اجتماع، وبالتالي اتفاق» بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني حول أزمة النووي الإيراني، في حين أعلن ترامب، انه ليس منفتحاً على منح طهران تعويضات عن العقوبات، لكنه أكد ان «دولاً عديدة ستقدم خط ائتمان لإيران لتمكينها من تسيير أمورها». وأضاف الرئيس الأميركي: «لا لن ندفع، نحن لا ندفع». وتابع: «لكنهم ربما يحتاجون بعض المال ليمكنهم من تدبير أمورهم في ظل أوضاع صعبة، وإذا احتاجوه، وسيكون ذلك بضمان النفط وهو بالنسبة لي ضمان كبير ولديهم الكثير منه... لذلك فإننا نتحدث عمليا عن خطاب ائتمان. سيكون من دول عديدة... دول عديدة». من ناحيته، عبر الرئيس الفرنسي، عن الامل في تنظيم اللقاء، «في الأسابيع المقبلة». لكنه سارع الى التحذير خلال المؤتمر الصحافي الختامي في قمة المجموعة في بياريتس، من أنه «لم يتم عمل شيء، والأمور في غاية الهشاشة». وقال الرئيس الأميركي بعد ذلك، إنه مستعد للقاء روحاني إذا توافرت «الظروف» المناسبة لذلك. واعتبر أن من الواقعي عقد لقاء مماثل خلال الأسابيع المقبلة. وأعلن بدوره ماكرون «في مرحلة ما يجب عقد لقاء»، و«آمل أن يتحقق هذا اللقاء خلال الأسابيع المقبلة». ورأى أن «التغيير الحقيقي» الذي حصل هو «إبداء الرئيس روحاني انفتاحه» صباح أمس، على هذا الاحتمال. وبالنسبة الى ماكرون، يتعلق الأمر «بالنظر الى كيفية بناء اتفاق نووي جديد مع إيران»، في وقت يأمل الأميركيون أن تكون «المدة» التي يشملها الاتفاق «أطول»، وأن تكون «مزيد من المواقع خاضعة للمراقبة». ولم يشأ ماكرون إعطاء تفاصيل إضافية يمكن أن «تقوّض» المفاوضات. وأشار ماكرون إلى أنه اتفق مع ترامب على «نقطتين مهمتين»، تتمثلان في أن «من الضروري ألا تمتلك إيران أسلحة نووية أبداً، ويجب ألا يهدد هذا الوضع الاستقرار الإقليمي». وشدد أيضاً على ضرورة احترام إيران الاتفاق النووي وتصرفها بشكل مناسب في المنطقة. وأشاد الرئيسان الفرنسي والأميركي، خلال المؤتمر الصحافي، بتقارب وجهات النظر خلال قمة قادة السبع التي طغت عليها أزمة النووي الإيراني والتجارة والحرائق في الأمازون. وصرح ترامب بان ماكرون قام «بعمل رائع» خلال القمة. وتابع موجها كلامه لمضيفه: «كان هذا مميزا للغاية، يومان ونصف اليوم من وحدة الصف. أود أن أشكرك». وأنهى ماكرون وترامب، المؤتمر الصحافي بالمصافحة والعناق مرتين. وكان ترامب، أعلن في وقت سابق، أن زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على هامش قمة مجموعة السبع، حصلت بموافقته الكاملة. وبدت زيارة ظريف الأحد لجنوب غربي فرنسا، بمثابة انعطاف في هذا الملف المتفجّر، حتى لو أن الموفد الإيراني استُقبل في البلدية وليس في موقع انعقاد القمة، وأنه لم يلتقِ إلا ماكرون ونظيره الفرنسي جان-إيف لودريان. لكن هذه الزيارة وافق عليها الرئيس الأميركي، الذي قال إن ماكرون «طلب موافقتي. قلت له: إذا كان هذا ما تريده، فامض قدماً. كنت على علم بكل ما كان يقوم به (ماكرون) ووافقت». في المقابل، لم يرغب ترامب في لقاء ظريف، معتبراً أن «من المبكر جداً» عقد لقاء معه. وأكد ترامب، من ناحية ثانية، «لا نسعى إلى تغيير النظام» في طهران، مضيفاً «نريد أن تكون إيران غنية مجدداً» و«ألا تكون نووية». وقال في تصريحات للصحافيين: «أتطلع إلى إيران جيدة حقاً، قوية حقاً، لا نسعى إلى تغيير النظام. رأيتم كيف جرت الأمور على مدى العشرين عاماً الماضية، لم تكن جيدة أبدا». وتابع: «دعوهم يصبحوا أثرياء... إذا أرادوا. أو بمقدورهم أن يكونوا فقراء لأقصى حد ممكن. وأقول لكم إنني لا أعتقد أن الطريقة التي يجبرون على العيش بها في إيران، مقبولة». وفي طهران، عبر روحاني، عن تأييده لخيار الحوار لحل الازمة المتعلقة بالبرنامج النووي في مواجهة الانتقادات من تيار المتشددين لجواد ظريف غداة زيارته المفاجئة إلى قمة بياريتس. قال في خطاب بثه مباشرة التلفزيون الرسمي: «أعتقد بضرورة استخدام اي أداة ممكنة من أجل تنمية وتقدم البلاد». وأضاف: «لو انني أعلم بأن مشكلة البلاد ستحل لو التقيت شخصاً ما، فلن امتنع عن ذلك»، بحسب ما نقلت «وكالة فارس للأنباء» على موقعها الالكتروني. وتابع: «لأن الاساس هو مصالح البلاد»، وذلك وسط تصفيق من الحضور الذين تجمعوا للمشاركة في فعالية لتقديم منجزات الحكومة في المناطق الريفية. وقال روحاني إن حكومته على استعداد لاستخدام «يدي» القوة والديبلوماسية. وأوضح: «إلى جانب الصمود والمقاومة نتفاوض أيضا من أجل حل وتسوية قضايانا، فحينما يقومون باحتجاز ناقلتنا، نتفاوض ونوقف ناقلتهم (بصورة قانونية) في الوقت ذاته». وأضاف روحاني إن «يد القوة ويد الديبلوماسية يجب ان تكونا الى جانب بعضهما البعض»، مضيفاً «مخطئ من يتصور بأن يداً واحدة كافية اذ ينبغي ان نستخدم قدرتنا العسكرية والثقافية والاقتصادية وكذلك قدرتنا السياسية والديبلوماسية والتفاوضية». وتابع: «نعتقد بأنه علينا بذل الجهود وعدم تفويت الفرصة حتى لو كانت نسبة نجاحها 10 او 20 في المئة». وفي بكين، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، خلال اجتماع مع نظيره الصيني وانغ يي، إن نبذ القانون الدولي توجه آخذ في التصاعد.

شروط طهران... وفرص المفاوضات!

الراي...الكاتب:واشنطن - من حسين عبدالحسين .. أكدت مصادر أوروبية رفيعة المستوى في العاصمة الاميركية، ان الرئيس إيمانويل ماكرون دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة فرنسا، على هامش انعقاد لقاء قمة مجموعة الدول السبع، بتنسيق مسبق مع البيت الابيض، وذلك في سياق مبادرة للعودة الى الديبلوماسية بين ايران والولايات المتحدة. وأشارت المصادر في دردشة مع «الراي»، الى ان الجهود الفرنسية لرأب الصدع والعودة الى المفاوضات قائمة منذ أكثر من شهرين. ولفتت الى تصريح سابق للرئيس دونالد ترامب اعترض فيه على ديبلوماسية ماكرون. وقال الرئيس الاميركي، في حينه، ان نظيره الفرنسي يقدم وعوداً للايرانيين من دون العودة الى واشنطن، وان الوعود الفرنسية لطهران لا تمثل الموقف الاميركي. لكن على الرغم من غضب ترامب العلني على ديبلوماسية فرنسا تجاه ايران، وعلى الرغم من تظاهر الوفد الاميركي بالمفاجأة بعد ظهور ظريف في فرنسا اثناء انعقاد قمة الدول السبع، الا ان واشنطن لا تمانع - بل هي تسعى حسب المصادر الاوروبية في العاصمة الاميركية - الى الانخراط في حوار مع طهران. ويعتقد الاوروبيون ان ترامب يرى انه قادر على التوصل لانجاز ديبلوماسي مع الايرانيين، على طراز لقاءاته - التي يخالها تاريخية - مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون. وتضيف المصادر ان فرنسا كانت تأمل بان تنجح في تحقيق اختراق في عقد لقاء بين ظريف والاميركيين، ينجم عنه توافق على لقاء لاحق - ربما بين ترامب ونظيره الايراني حسن روحاني - على هامش اللقاء السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة، والذي ينعقد في نيويورك خلال أقل من شهر. لكن الآمال الفرنسية تحطمت على صخور «الشروط الايرانية» و«التصلب الاميركي»، تتابع المصادر الاوروبية. وتشترط طهران، قبل الانخراط في مفاوضات بمشاركة أميركيين، ان توافق الولايات المتحدة على السماح لايران بمواصلة تصدير 700 ألف برميل نفط يوميا، كباردة حسن نية، يليها العودة الى المفاوضات، على ان تكون المفاوضات نووية حصراً، وألا تطول برنامج ايران الصاروخي، ولا تتناول شؤون أخرى في المنطقة، مثل التي تسميها اميركا واوروبا «نشاطات ايران المزعزعة للاستقرار». أما «حسن النية» من الجانب الايراني، فيتمثل بالتزام طهران بالاتفاقية النووية التي تم التوصل اليها قبل اعوام. على ان المفارقة تكمن في عدم ادراك ايران، والاوروبيين، ان ادارة ترامب تتمنى ان تقوم طهران باختراق بنود الاتفاقية النووية، وهو ما يعيد العقوبات الدولية عليها بشكل تلقائي، ومن دون العودة الى مجلس الأمن، وذلك بحسب بنود الاتفاقية نفسها. وفور سماع الوفد الاميركي من الفرنسيين الشروط الايرانية، ردّ الاميركيون بالقول انه «كان يمكنهم ان يبلغوا ظريف رفض اميركا اي شروط ايرانية مسبقة على اي حوار»، وانه كان يمكن للفرنسيين «ان يوفروا على ظريف مشقة قطع الاف الاميال بالطائرة الى فرنسا حتى يسمع الرفض الاميركي». وأوضحت المصادر ان الوفد الاميركي قال للفرنسيين: «أبلغونا عندما يصبح الايرانيون جاهزين لحوار غير مشروط».

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,053,347

عدد الزوار: 6,750,163

المتواجدون الآن: 98