أخبار وتقارير...ترمب يدير جلسة لمجلس الأمن حول إيران في أواخر سبتمبر...واشنطن تطلب من رعاياها تجنّب السفر إلى لبنان..تسع مدن تحت قناع غروزني «السوفياتي» و «الإسلامي»..استبداد في نيكاراغوا وراء قناع يساري..إطلاق حركة يسارية في ألمانيا لمواجهة اليمين المتطرف..ماكرون يجري تعديلاً حكومياً ويتخذ قراراً حول الضريبة..مناورات عسكرية أوكرانية - «أطلسية»..دول أميركا اللاتينية تبحث أزمة المهاجرين الفنزويليين...

تاريخ الإضافة الأربعاء 5 أيلول 2018 - 8:06 ص    عدد الزيارات 2934    القسم دولية

        


ترمب يدير جلسة لمجلس الأمن حول إيران في أواخر سبتمبر ستكون على مستوى رؤساء الدول والحكومات..

صحافيو إيلاف... يدير الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أواخر سبتمبر الجاري جلسة لمجلس الأمن الدولي حول إيران، التي تتهمها واشنطن بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

إيلاف: من المقرر أن تعقد هذه الجلسة، التي ستكون على مستوى رؤساء الدول والحكومات، في 26 سبتمبر خلال أسبوع الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، بحسب ما أوضحت سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الأممية نيكي هايلي الثلاثاء.

تزرع الفوضى في العالم

تابعت هايلي في مؤتمر صحافي أن ترمب سيترأس أيضًا قبلها بيومين اجتماعًا آخر لمجلس الأمن حول تهريب المخدرات في العالم. وردًا على سؤال عن مشاركة الرئيس الإيراني حسن روحاني في الاجتماع المقرر في 26 سبتمبر، أجابت هايلي أن ذلك سيكون "من حقه". ومن المقرر أن يلقي روحاني كلمة أمام الجمعية العامة في 25 سبتمبر بعد مداخلات لنظيريه الأميركي والفرنسي. وقالت هايلي "من الصعب العثور على مكان (في العالم) حيث لا تخوض إيران نزاعًا. يجب على إيران أن تفهم أن العالم يراقب" أنشطتها "المزعزعة للاستقرار" في العالم. ومنذ تولّي الرئيس ترمب منصبه في مطلع عام 2017 باتت طهران العدوّ اللدود لواشنطن. فالولايات المتحدة تتهم إيران بالسعي إلى حيازة السلاح النووي، وتندد بتطويرها لقدراتها البالستية ونفوذها المتنامي في الشرق الأوسط، خصوصًا في سوريا واليمن، والذي تعتبره سلبيًا.

دور في اليمن

مضت هايلي تقول: "هناك قلق متزايد إزاء إيران، فإذا نظرتم إلى الدعم المتزايد الذي تقدمه إيران إلى الإرهاب والتجارب البالستية التي تقوم بها ومبيعات الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن كلها انتهاكات لقرارات مجلس الأمن الدولي". تابعت هايلي "كلّها تهديدات للمنطقة لا بد للأسرة الدولية أن تتباحث بشأنها". وكانت روسيا احتجّت خلال اجتماع صباح الثلاثاء حول برنامج عمل الولايات المتحدة خلال شهر سبتمبر على عقد الاجتماع حول إيران.

جدل مقبل

شددت موسكو على أن أي اجتماع في مجلس الأمن الدولي حول إيران يجب أن يكون في إطار القرار الذي كرّس في العام 2015 الاتفاق الدولي الموقع مع طهران لضمان أن نشاطاتها النووية ستكون لغايات مدنية فقط. وأكّد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أن أي اجتماع حول إيران يجب أن يشمل تداعيات انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق الدولي. وكان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق بقرار من ترمب أثار انقسامًا عميقًا بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، وسدد ضربة يمكن أن تكون قاضية إلى الاتفاق مع طهران. هناك مخاوف بأن تفضي الرئاسة الأميركية لمجلس الأمن الدولي في سبتمبر إلى إثارة الجدل حول مسائل عدة مع الشركاء الـ14 لواشنطن في مجلس الأمن.

ليس إلزاميًا

علاوة على إيران، فإن نقطة الخلاف الأولى تدور حول قرار أميركي بعقد جلسة الأربعاء حول أعمال العنف الدامية في نيكاراغوا. ونددت روسيا والصين وبوليفيا بالقرار، إذ اعتبرت أن الوضع في نيكاراغوا لا يشكل تهديدًا للأمن الدولي. رفضت هذه الدول الانضمام إلى الاجماع السائد عادة في مطلع الشهر من أجل الموافقة على جدول أعمال رئاسة مجلس الأمن الدولي. وحسمت هايلي المسألة قائلة إن الإجماع يندرج في إطار "الممارسة"، وليس "إلزاميًا"، مؤكدة انعقاد الاجتماع عند الساعة 14:00 ت غ. كما دعت الرئاسة الأميركية لمجلس الأمن الدولي إلى جلسة الجمعة حول الوضع في محافظة إدلب السورية وسط مخاوف من هجوم على نطاق واسع لقوات النظام من أجل استعادة السيطرة عليها بدعم من روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي. ومن المتوقع أن تعارض موسكو مجددًا واشنطن وحلفاءها الأوروبيين خلال الاجتماع. كما أعلنت هايلي اجتماعًا آخر في العاشر من سبتمبر حول "فنزويلا والفساد"، والذي من المفترض أن يثير المعارضة نفسها كتلك حول نيكاراغوا.

واشنطن تطلب من رعاياها تجنّب السفر إلى لبنان..

الجمهورية... أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، تحذيراً دعت فيه الأميركيين إلى تفادي أو إعادة النظر بالسفر إلى لبنان، خصوصاً بالقرب من الحدود مع سوريا وإسرائيل. ودعت الخارجية الاميركية في بيان، إلى "تجنّب السفر إلى الحدود مع سوريا بسبب النزاع المسلّح والإرهاب، وإلى الحدود مع إسرائيل بسبب احتمال وقوع نزاع مسلّح، وإلى مخيّمات اللاجئين لإمكانية اندلاع صراع مسلّح كذلك". ووفق البيان، فإن "الجماعات الإرهابية تُواصل التخطيط لشنّ هجمات تستهدف المواقع السياحية ومراكز النقل ومراكز التسوّق في لبنان".

إطلاق حركة يسارية في ألمانيا لمواجهة اليمين المتطرف..

الحياة...برلين - أ ف ب .. تطلق السياسية اليسارية المتشددة ساره فاغنكنيخت اليوم (الثلثاء) حركة جديدة في ألمانيا تدعى «انهضوا» (أوفشتيهن) متخذة من الحملات الشعبوية للسناتور الأميركي بيرني ساندرز وزعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن نموذجاً لها. وهدفها المعلن هو مواجهة «السياسات الليبرالية الجديدة» التي تتبعها حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الائتلافية الوسطية خصوصاً في ملف الهجرة، فيما يسجل اليمين المتطرف تقدماً على الخريطة السياسية في البلاد. كما تهدف إلى الكفاح من أجل تأمين الوظائف والمعاشات التقاعدية وحماية البيئة والوصول إلى «ديموقراطية حقيقية لا تحكمها المصارف والشركات وجماعات الضغط». ويأمل مؤسسوها بأن ينشطوا ويجمعوا في حركة شعبية واحدة أتباع أحزاب اليسار الثلاثة في ألمانيا واستعادة أصوات الناخبين من الطبقة العاملة الذين دفعتهم خيبة أملهم إلى دعم حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتشدد. والمشروع أطلقته فاغنكنيخت (49 عاماً) من حزب «دي لينكي» وزوجها أوسكار لافونتين (74 عاماً)، وهو وزير المال السابق الذي انشق عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي (يسار وسط). ونشأت فاغنكنيخت التي تكشف عن المشروع خلال مؤتمر صحافي في برلين في ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقاً. وهي نجمة برنامج حواري تلفزيوني تثير الاستقطاب تعرف ببراعتها في الخطابة إلا أنها غير قادرة على كسب أصوات الناخبين بسهولة. وأثارت الجدل مراراً عبر انتقادها الاتحاد الأوروبي ودفاعها عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتخلت عن مواقف اليسار التقليدية حيال الهجرة، إذ اعتبرت أن «المهاجرين الاقتصاديين» يستولون على وظائف الألمان قليلي الدخل ويشكلون ضغطاً على الخدمات العامة، وهو موقف أقرب إلى مواقف اليمين المتشدد. لكنها بخلاف حزب «البديل لألمانيا» المناهض للإسلام، لم تشن حملات ضد المهاجرين واللاجئين عموماً ودافعت عن قانون اللجوء الألماني خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الفارين من الاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان في بلدانهم. وقالت في مقابلة أجريت معها أخيراً إن «فكرة فتح الحدود أمام الجميع غير واقعية». وأوضحت أنه «إذا كان الهم الأساسي للسياسات اليسارية هو تمثيل الفئات المحرومة، فإن اتخاذ موقف معاد للحدود يعد أمراً مناقضاً لتبني سياسة يسارية». وبما أن «انهضوا» لا تزال على الأقل في الوقت الحالي حركة بدلاً من حزب سياسي مسجل، يمكن لأي شخص الانضمام إليها بما في ذلك اليساريين من «الخضر» المدافعين عن البيئة. وأطلق موقع الحركة الإلكتروني في منتصف آب (اغسطس) معلناً: «لن يتمكن أي سياسي أو حزب من حل مشكلاتنا إذا لم نقم نحن أنفسنا بذلك». وفي موقف غير مستغرب، يرفض قادة الأحزاب اليسارية الثلاثة خطة فاغنكنيخت-لافونتين وسط انقسام الآراء في شأن أهدافها وفرص نجاحها. ويرى بعض المراقبين أن الحركة ليست أكثر من تحالف متأخر كثيراً للقوى اليسارية التي خسرت الأصوات وثقتها بنفسها خلال حكم مركل التي وصلت إلى السلطة قبل 13 عاماً حتى أن البعض لقبها بـ«المستشارة الأبدية». من جهتها، اعتبرت مجلة «دير شبيغل» الأسبوعية أنه بعدما أوصل الغضب الشعبي بشأن الهجرة «البديل لألمانيا إلى البرلمان العام الماضي، حان الوقت لإطلاق حركة تحشد اليسار». لكن أشد معارضيها يرون أنها استعراض من قبل زوجين بارزين ومثيرين للشقاقات من اليسار لخدمة مصالحهما مشيرين إلى أن التحرك سيؤدي إلى تقسيم وإضعاف اليسار بشكل إضافي. وفي إشارة إلى الاعتداءات التي شنها نازيون جدد على المهاجرين، قال رئيس حزب «دي لينكي» برند ريكسنغر إنه في الوقت الذي «يطارد» اليمينيون المتشددون «الناس في الشوارع، على اليسار التعبير عن وحدة الصف وتشكيل خط واضح ضد اليمين». وكثيراً ما عُرضت فكرة تحالف يساري واسع قبل التراجع عنها لاحقاً، وهو ما يعود سببه بدرجة كبيرة إلى مواقف «دي لينكي» اليسارية المتشددة على غرار الرغبة في إلغاء حلف شمال الأطلسي. ومنع ذلك تشكيل تحالف حكومي بمشاركة اليسار على المستوى الوطني حتى في السنوات التي كان لدى الأحزاب الثلاثة فيها غالبية في المقاعد البرلمانية. وانخفض الدعم الإجمالي للأحزاب اليسارية إلى أقل من 40 في المئة في انتخابات العام الماضي التي شهدت دخول «البديل لألمانيا» المفاجئ إلى البرلمان. وانضم الاشتراكيون الديموقراطيون الذين أحبطتهم النتيجة السيئة تاريخياً بتردد إلى المحافظين بقيادة مركل مجدداً شريكاً صغير في الائتلاف. وسيحضر سيمون لانغ من «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» الذي ترشح كشخصية غير معروفة نسبياً كأمين عام للحزب وحصل على نتيجة مفاجئة (27.6 في المئة من الأصوات) مراسم إطلاق حركة «انهضوا»، وهو ما يعبر عن حال عدم الرضا ضمن صفوف الحزب. وشهد الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي أنشئ قبل 150 عاماً ويعد حزب الطبقة العاملة، انشقاقات واسعة بعد الإصلاحات المرتبطة بالجانبين العمالي والاجتماعي التي أقرها المستشار الأسبق غيرهارد شرودر حيث بلغت نسبة شعبيته حالياً أقل من 20 في المئة.

ماكرون يجري تعديلاً حكومياً ويتخذ قراراً حول الضريبة

الحياة...باريس - أ ف ب.. أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم (الثلثاء) تعديلاً حكومياً عين بموجبه اثنين من الوزراء بدلاً من وزيرين يحظيان بشعبية قدما استقالاتهما، كما سيتخذ قرار في شأن إصلاح ضريبي كبير في محاولة لاحتواء فترة من الاضطراب السياسي بدأت هذا الصيف. وقبيل إجازته الصيفية، انكشفت الفضيحة المتعلقة بحارسه الشخصي السابق ألكسندر بينالا وسط انتقادات حادة من المعارضة ما تزال مستمرة، بالاضافة الى تردده حيال إصلاح ضريبي كبير، ما أجبر ماكرون على إعادة تشكيل فريق حكومته بعد الاستقالة المدوية الأسبوع الماضي لوزير البيئة نيكولا أولو. وصباح الثلثاء بينما كانت التكهنات تنتشر على نطاق واسع حول التعديل، أعلنت وزيرة أخرى تتمتع بشعبية كبيرة هي لورا فليسيل، التي تشغل حقيبة الرياضة عن انسحابها من الحكومة. وخسر الرئيس الفرنسي وزيرين من المجتمع المدني، رمز الموجة السياسية الجديدة التي يتماشى معها ماكرون منذ وصوله إلى قمة هرم الدولة. وقرر تعيين السياسي المتمرس فرانسوا دو روجي، رئيس الجمعية الوطنية، مكان أولو. كما اختار السباحة السابقة روكسانا ماراسينينو لحمل حقيبة الرياضة. ودو روجي من الكوادر السابقة في حزب البيئة وإصلاحي تقرب أكثر من حركة ماكرون. وقال المدير العام لمؤسسة «غرينبيس فرانس» جان فرانسوا جوليار إن «مسيرة دي روجي شهدت بعض الخبرة في القضايا البيئية، لكن لدينا بعض الشكوك ازاء قدرته على التأثير في هذه الحكومة». واستقال أولو من الحكومة وسط خيبة أمل لشعوره بالعزلة للدفاع عن البيئة داخل الفريق الحكومي. وكتبت صحيفة «لا كروا» الكاثوليكية انه «في انطلاقته الانتخابية، كان (ماكرون) قادراً على ابداء الطموح في مجال لبيئة (...) لكن الأعمال التي تلت ذلك لم ترق إلى مستوى الرموز. ولم يفت الأوان لاصلاحها». من جهته، قال ستيفان روز من مكتب «كاب» الاستشاري إن «إيمانويل ماكرون اختار ان يضمن أمن الحكومة» مع هذا التراجع باتجاه سلطة تنفيذية ذات صبغة سياسية أكثر من السابق. وتتزامن هذه التحركات مع مرور الرئيس الفرنسي بفترة مضطربة أدت إلى التشويش على صورته الاستباقية والإصلاحية التي يظهرها منذ توليه منصبه العام 2017. وانخفضت نسبة الاراء الايجابية حياله إلى 31 في المئة، في أدنى مستوى منذ توليه الرئاسة، وفقاً لاستطلاع لمؤسسة «ايفوب» نشرت نتائجه الثلثاء. وأضاف روز أن «هناك نوع من الركود في الدينامية التي أطلقها ماكرون». بدوره، يقول جيروم فوركيه من «يفوب» إنه «منذ الصيف والحكومة تجد نفسها في موقف دفاعي (...) إنها تعاني. الأمر مشابه لركوب الدراجة، نسقط عندما نتوقف عن الدوس». وبالاضافة الى التعديل الحكومي، تغرق الحكومة الفرنسية منذ أيام في مسالة حساسة هي الاصلاح الضريبي وما ذا كانت ستقرر اقتطاع ضريبة الدخل من المصدر. واعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير) 2019، من المفترض أن تُقتطع الضريبة في شكل مباشر من دخل الفرنسيين لكن الشكوك ظهرت بعد سلسلة معلومات متناقضة تسلط الضوء على نقاط حساسة عدة، منها مخاوف من حصول خلل، وعدائية الشركات والنقابات، والخوف من إحداث صدمة لدى دافعي الضرائب الذين سيرون صافي رواتبهم ينخفض في شكل ملحوظ بسبب الضريبة. وفرنسا هي بين الدول الأوروبية النادرة التي لا تستخدم الاقتطاع الضريبي من المصدر لجمع ضريبة الدخل. وفي هذا الصدد، طلب ماكرون «توضيحات وتحديد التحسنيات المحتلمة» خلال اجتماع صباح اليوم في الاليزيه مع رئيس الوزراء إدوارد فيليب ووزير الحسابات العامة جيرالد دارمانين. ومن المتوقع اتخاذ قرار «في حلول مساء» اليوم.

مناورات عسكرية أوكرانية - «أطلسية»

الحياة..كييف - أ ف ب، رويترز .. بدأت أوكرانيا مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة ودول من الحلف الأطلسي، فيما يتصاعد توتر مع روسيا، لاتهامها بدعم الانفصاليين شرق البلاد. وتنفذ المناورات العسكرية السنوية باسم «رابيد ترايدنت» في قرية ستاريتشي غرب أوكرانيا، وتستمر حتى 15 الشهر الجاري، بمشاركة 2200 جندي من 14 دولة. وقال ناطق باسم المناورات إن 350 قطعة عسكرية ستُستخدم في التدريبات، مضيفاً أن مئات من الجنود الأميركيين يدرّبون نظراءهم الأوكرانيين منذ عام 2015، لدعمهم في معاركهم ضد المتمردين. وقالت السفيرة الأميركية في كييف ماري يوفانوفيتش لدى بدء المناورات، إن المشاركين «متضامنون من أجل أمن أوكرانيا وسيادتها ووحدة أراضيها». وبدأت المناورات قبل أسبوع من تنفيذ روسيا أضخم تمارين عسكرية منذ 40 سنة، بمشاركة الصين ومنغوليا. وأعلن الجيش الأوكراني أن 8 عسكريين جُرحوا في الساعات الـ24 الماضية، خلال اشتباكات مع المتمردين، على رغم وقف للنار بدأ تطبيقه الأسبوع الماضي. وتأتي المناورات الأوكرانية بعد يومين على مقتل الزعيم الانفصالي ألكسندر زاخارتشينكو، بتفجير في مقهى في مـديـنـة دونيتسك الخاضعة لسيطرة المتمردين. ووصفه مساعد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «أخ» و«بطل». لكن فرنسا وألمانيا اللتين تشاركان في رعاية عملية سلام، مع روسيا وأوكرانيا، شددتا على أن مقتل زاخارتشينكو يجب ألا يقوّض المحادثات لتسوية النزاع، بل جعل عملية السلام أكثر إلحاحاً. وقُتل أكثر من 10 آلاف شخص، منذ اندلاع التمرد في مدينتَي دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا، في نيسان (أبريل) 2014، بعد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم.

موسكو تشكو «تدخل» واشنطن في شؤونها

الحياة...واشنطن - أ ف ب، رويترز .. شكا الكرملين من محاولة الولايات المتحدة تجنيد رعايا روس لمصلحتها، في ما اعتبره تدخلاً في شؤون موسكو. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» أوردت أن وزارة العدل الأميركية حاولت تجنيد قطب الألمنيوم الروسي أوليغ ديريباسكا، بين عامَي 2014 و2016. وقال ناطق باسم الكرملين: «تعمل الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة في شكل فاضح، مستخدمة أجهزة استخباراتها، وتحاول تجنيد مواطنين روس، وممارسة ضغط أخلاقي وضغوط أخرى. هذه الحوادث تشهد على محاولات تدخل في الشؤون الروسية». على صعيد آخر، انتقد الحزب الديموقراطي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لرفضها كشف آلاف من الوثائق المتعلّقة ببريت كافانو، عشية جلسة يعقدها مجلس الشيوخ لدرس ترشيحه لعضوية المحكمة العليا. وعمل كافانو في البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن الذي اطلع محاموه على وثائق تعود إلى تلك الحقبة، واعتبروا 27 ألفاً منها محمية بموجب «امتياز دستوري». وقال محام لبوش، في رسالة وجّهها إلى رئيس لجنة القضاء في مجلس الشيوخ، إن البيت الأبيض أصدر تعليماته بعدم تسليم الوثائق للجنة. كما لم تُسلّم نحو 102 ألف صفحة من الوثائق المتعلّقة بسجلّ كافانو، لأسباب أخرى. وأضاف المحامي أن اللجنة تمكنت من الاطلاع على نحو 415 ألف صفحة. ولفت ديك دوربين، ثاني أبرز عضو ديموقراطي في مجلس الشيوخ، إلى أنها المرة الأولى التي يستشهد فيها البيت الأبيض بالامتياز الدستوري للوثائق. وأضاف أن عدد «الوثائق في شأن عمل (كافانو) في مجال الخدمة العامة ومواقفه، هي الأضخم التي يتم إخفاؤها في التاريخ الأميركي». وتابع: «إذا كان فخوراً جداً بملفاته المحافظة، ليُظهر لنا سجله». ورشح ترامب كافانو في 9 تموز (يوليو) الماضي، ليخلف القاضي أنتوني كنيدي الذي قرر التقاعد. وعليه أن ينال غالبية الأصوات في مجلس الشيوخ الذي يضمّ مئة عضو، من أجل إقرار ترشيحه. ويُرجّح أن يدعمه معظم الجمهوريين الذين يتمتعون بغالبية بسيطة في المجلس. من جهة أخرى، ووري السيناتور الراحل جون ماكين في الثرى في الأكاديمية البحرية الأميركية في أنابوليس في ولاية ميريلاند، بعد تشييعه السبت في الكاتدرائية الوطنية في واشنطن، في حضور شخصيات من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، بينها الرؤساء الثلاثة السابقون باراك أوباما وجورج بوش الابن وبيل كلينتون، وفي غياب ترامب. وحمل النعش وزير الدفاع جيمس ماتيس والأميرال توماس لينش والأميرال جون ريتشاردسون، فضلاً عن سجينَي حرب كانا مع ماكين في فيتنام، هما إيفيرت ألفاريز جونيور وجون فير. ودُفن السيناتور قرب صديقه خلال أيّام الدراسة في الأكاديمية، تشاك لارسون الذي توفي عام 2014.

قتلى وجرحى في أقوى إعصار يضرب اليابان منذ ربع قرن

طوكيو: «الشرق الأوسط».. قتل ستة أشخاص وأصيب عشرات آخرون، أمس، في أقوى إعصار يضرب اليابان منذ ربع قرن، وتسببت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة التي صاحبته في اضطرابات كبيرة في حركة النقل وعمل الشركات. وتسبب الإعصار «جيبي»، وهو الإعصار الحادي والعشرون في موسم الأعاصير في آسيا، في سقوط أسطح بعض البنايات وانقلاب شاحنات نقل، كما جرف ناقلة نفط راسية في خليج أوساكا (غرب) لتصطدم بجسر مؤد لمطار كانساي، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأوردت وسائل إعلام محلية أن ستة أشخاص على الأقل قتلوا جراء الإعصار، من بينهم رجل عمره 71 عاما في ولاية شيغا، بعد أن سقط عليه مستودع بسبب الرياح العاتية، في حصيلة جديدة مرشّحة للارتفاع. وكانت الحصيلة السابقة تشير إلى سقوط قتيلين. وقالت الإذاعة الوطنية «إن إتش كي»، إن 164 شخصا أصيبوا في مسار الإعصار، لكن إصاباتهم ليست خطرة. وأدّى التدمير في الجسر لعزل المطار عن البر الرئيسي للجزيرة، ما تسبب في محاصرة نحو 3 آلاف شخص فيه، على ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول. وأضاف المسؤول أن سلطات المطار تقوم باختبارات سلامة حاليا على الجزء غير المدمر من الجسر، دون أن يحدد موعدا لمغادرة الركاب العالقين بالمطار.
وألغيت جميع الرحلات في مطار كانساي الذي قالت وسائل إعلام إن مدارجه وقبوه فاضت بمياه الأمواج التي سببها الإعصار، فيما تسبب الطقس السيئ في انقطاع الكهرباء وفوضى في قطاع النقل في كثير من أرجاء البلاد. وضرب الإعصار «جيبي» ترافقه رياح عاتية وصلت سرعتها إلى 216 كيلومترا في الساعة غرب البلاد منتصف نهار أمس بالتوقيت المحلي. وعبرت الرياح التي تتحرك بسرعة كبيرة البلاد، ومع حلول المساء كانت على وشك مغادرة اليابسة نحو البحر من إيشيكاوا في وسط اليابان. وكانت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية قالت إن الإعصار الضخم «سيضرب بكل قواه» غرب الأرخبيل ووسطه، ورجحت أن يؤثر على دائرة واسعة للغاية تشمل طوكيو بأسرها، رغم أن العاصمة تقع إلى الشرق من عين الإعصار. وجرف الإعصار ناقلة نفط راسية في خليج أوساكا (غرب) لتصطدم بجسر، فيما تسبب بفيضان المياه بشكل جزئي في مطار كانساي الدولي الواقع في جزيرة في الخليج. وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام محلية قمة الناقلة وقد حطمت جزءا من الجسر الذي يربط مدينة أزوميسانو بالمطار، لكن دون أن تسجل أي إصابات. من جهتها، أعلنت شركات الطيران أنها ألغت أكثر من 700 رحلة جوية في إجراء احترازي، بينها كثير من الرحلات الدولية الواصلة والمغادرة في مطاري ناغويا وأوساكا (غرب)، في حين تم تعليق العمل على كثير من خطوط السكك الحديد والعبارات. وتسبب الإعصار أيضا في حرمان عشرات الآلاف من خدمات الكهرباء. وبسبب الإعصار العنيف كذلك، قررت المتاجر الكبرى في منطقة أوساكا بشكل خاص إغلاق أبوابها. أما الشركات التي تقع مقرّاتها في مناطق يتوقّع أن تكون الأكثر تضرّرا من الإعصار، فطلبت من موظفيها ملازمة منازلهم، وكذلك فعلت المدارس مع تلامذتها ومعلّميها. وتشهد اليابان سنوياً كثيراً من الأعاصير خلال فصل الصيف، لكن «جيبي» يتميّز عن تلك الأعاصير بقوته الشديدة مما يعني أنه قد يتسبب بأضرار جسيمة، ولا سيما في شرق الأرخبيل الذي ما زال يعاني من الدمار الشديد الذي نجم في مطلع يوليو (تموز) عن فيضانات وانهيارات أرضية كبرى أوقعت 220 قتيلاً.

دول أميركا اللاتينية تبحث أزمة المهاجرين الفنزويليين

كيتو - كراكاس: «الشرق الأوسط».. اجتمع وزراء من دول أميركا اللاتينية، أمس، لليوم الثاني على التوالي في كيتو، لبحث سبل إنهاء التدفق الكبير للاجئين الفنزويليين الذي يهز المنطقة، فيما اتهمت الحكومة الفنزويلية، الأمم المتحدة، بتضخيم الموقف لتبرير «التدخل الدولي». وتسعى الوفود التي تمثل 13 بلداً، وتجتمع في كيتو منذ الاثنين، للحصول على تمويل خارجي لمواجهة الأزمة، فيما طرحت أفكار على الطاولة للتوصل لحل مشترك لتنظيم أوضاع مئات الآلاف من الفنزويليين الذين فروا من بلادهم. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن نائب رئيس وزراء الإكوادور، أندريس تيران، قوله إن المواطنين الفنزويليين المهاجرين «معرضون بشدة للاتجار بالبشر، والتهريب، واستغلال العمالة، والحرمان من الضمان الاجتماعي، والابتزاز، والعنف، والاعتداء الجنسي، والانخراط في أنشطة إجرامية، والتمييز، والتعرض لمشاعر كراهية الأجانب». ويأتي اجتماع كيتو قبل مباحثات استثنائية في «منظمة الدول الأميركية» تنطلق اليوم لمناقشة الأزمة نفسها. في المقابل، أعلنت نائبة الرئيس الفنزويلي دلسي رودريغيز أن بلادها شكت للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «مسؤولين فرديين» يصورون «موجة تدفق لاجئين طبيعية على أنها أزمة إنسانية لتبرير تدخل». وتقول الأمم المتحدة إن نحو 1.6 مليون فنزويلي فروا من بلادهم منذ العام 2015 بسبب الأوضاع الاقتصادية المتأزمة في البلد اللاتيني الذي يعاني من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والدواء. وتعاني فنزويلا من الركود الاقتصادي للعام الرابع على التوالي. كما تعاني دول الجوار، مثل البرازيل والإكوادور والبيرو، من تدفق اللاجئين الذين يبحثون عن حياة أفضل بعيداً عن العوز في بلادهم. وتسعى الوفود المجتمعة أيضاً للتوصل لإطار عمل تنظيمي مشترك لإظهار الأثر الناتج عن تدفق المهاجرين على أوضاعهم المالية، بالإضافة «لتوحيد» الوثائق المطلوبة من المهاجرين الوافدين إليها. في غضون ذلك، اضطر آلاف المتقاعدين الفنزويليين للوقوف في طوابير لأكثر من 5 ساعات أحياناً من أجل قبض جزء من رواتبهم نقداً، في الوقت الذي لا تزال فيه السيولة نادرة رغم إصدار عملات جديدة. وصاح فرانكلين مارتينيز، الأستاذ الجامعي السابق (77 عاماً)، وهو يقف في الطابور: «توقفوا عن الاستهزاء بنا نحن المسنين وإذلالنا»، معبراً عن غضبه إزاء الرئيس نيكولاس مادورو، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وقبض المتقاعدون الذين سارعوا منذ ساعات الفجر الأولى إلى الوقوف أمام أبواب المصارف في كراكاس وعدة مدن أخرى 90 بوليفاراً لكل منهم، أي ما يعادل 1.5 دولار، وهو مبلغ بالكاد يكفي لشراء علبة تونة واحدة. وقالت ماريا كارابايو، وهي متقاعدة في الـ68 من عمرها، «هذه مهزلة! المبلغ لا يكفي أحداً». ولا يمثل هذا المبلغ سوى جزء يسير من 1800 بوليفار (28 دولاراً) من المفترض أن يقبضها المتقاعدون في الأحوال العادية، حيث كان من المتوقع أن يزيد مستوى الرواتب التقاعدية بنسبة 4.200 في المائة، بحسب ما أعلن مادورو في أغسطس (آب) الماضي. وتندرج زيادة الرواتب التقاعدية في إطار خطة حكومية على نطاق واسع لحل الأزمة الاقتصادية الاجتماعية الخانقة التي تمر بها البلاد، مع ارتفاع التضخم مليوناً في المائة، بحسب توقعات صندوق النقد الدولي بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ونقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والمواد الأولية والانقطاع المستمر للماء والكهرباء. وتظاهر آلاف المتقاعدين، السبت الماضي، احتجاجاً على الفوضى الناجمة عن وعود الحكومة، وأغلقوا الطرقات في العديد من المدن. وفي ذلك اليوم، دفعت الدولة ربع قيمة الرواتب التقاعدية إلى الحسابات المصرفية للمتقاعدين، على أن يُدفع الربع الثاني الجمعة، والنصف الثاني في 14 سبتمبر (أيلول) الحالي، لكن المصارف ظلت مغلقة على غرار نهاية كل أسبوع. وأصدرت الحكومة في 20 أغسطس الماضي من جهة أخرى عملات جديدة بخمسة أصفار، لكن العملات الورقية تظل نادرة في البلاد مع تباطؤ النشاط الاقتصاد جراء التضخم. ونتيجة لذلك، فإن المواد الأولية أرخص بثلاث مرات شرط دفع ثمنها نقداً، بينما يتم تداول العملات الورقية في السوق السوداء بثلاثة أضعاف قيمتها.

تسع مدن تحت قناع غروزني «السوفياتي» و «الإسلامي»

الحياة...كلير غييّو.... صحافية، عن «لو موند» الفرنسية، 16/8/2018، إعداد منال نحاس

الصور الأولى التي تفتتح معرض «غروزني»، «تسع مدن»، في لقاءات مدينة آرل (الفرنسية)، هي بطاقات بريدية يُرى فيها متنزهون على نهر سونجا الشيشاني يمرون في محاذاة مبانٍ أنيقة أيام الاتحاد السوفياتي، وتبدو مستلّة من واقع آخر. وعلى بعد خطوات، عُلقت صور أنقاضٍ مروعة حلت محل المباني السابقة وتذكّر بأن الأمم المتحدة رأت، في 2003، أن غروزني هي «المدينة الأكثر دماراً في العالم». ومصدر هذه الصور، ساتسيتا إسراييلوفا، أمينة دار كتب غروزني في أثناء حربي غروزني (1994 - 1996 و1999 - 2000)، التي حرصت على إنقاذ الكتب حرصها على إنقاذ الناس، وهي أعارتها الى المعرض. والتقطت بعض الصور، بخاصة صور أشجار مزقها القصف، لأن «هذه النباتات على صورة روحها». واليوم، تغير وسط غروزني تغيراً تاماً، دمر وعمِّر مجدداً وأنشئت فيه أبنية متغطرسة، وتظهر آثار الحرب على رغم طيها رسمياً. وبعض هذه الآثار تتطاول إلى روسيا كلها. فالشيشان (البلاد) هي «أكبر المواضع إيلاماً على الخريطة الروسية». وقامت 3 مصورات روسيات، هن أوكسانا يوشكو وماريا مورينا وأولغا كرافيتس، طوال 9 سنوات، بالتقصي عن الوثائق وتصوير الأمكنة. وتقول أولغا كرافيتس: «حرب الشيشان خلفت أثراً عميقاً في جيل كامل من طريق الشبان الذين جندوا في الجيش وقاتلوا هناك في أثناء خدمتهم العسكرية الإلزامية. وهي تشبه سرطاناً يُسكت عنه». والمصورات الشابات اضطلعن ببحث طويل الأمد مادته الأولى جُمعت من وثائقي على الشبكة فاز بجائزة مهرجان بايو في 2014 ونشر في كتاب في 2017.
وتُنسي روعة الصور العمل التوثيقي الذي مهّد للمعرض. فالمصورات الثلاث استوحين رواية ثورنتون وايلدر، «تيوفيلوس نورث» (1973)، وعمدن إلى تقسيم عملهن على 9 فصول: مدينة الرجال، مدينة الخدم، مدينة الحرب... ووقفن فصلاً على كل مدينة من «المدن التسع» التي تتستّر وراء الواجهة الرسمية الشيشانية منذ استعادة رمزان (رمضان) كاديروف (قديروف) زمام الأمور. وتغوص الصور عميقاً في طبقات التعسف، طبقة بعد طبقة. وتتحد السياسة والتقاليد والمعتقدات على غلق الأفق أمام أنظار السكان. وهذا يشبه الانتقال من دائرة من جهنم دانتي إلى دائرة تالية»، تقول أولغا كرافيتس. والأصداء، يتعاظم أسرها حين يدرك المشاهد أن من يروون سيرهم بكلماتهم هم الشيشانيون. وفي فصل «مدينة الرجال»، يشبه الذكور الشيشانيون الذين يلتقون ليلاً في الشوارع أو في علب الليل والحانات، القبضايات المولعين بسباق السيارات والرماية بالأسلحة. إلا أن شهادة أحد هؤلاء تكشف عن أقدارهم على نحو آخر. فالحرب حرمت جيله كله من التربية وتركته محبطاً. «وأنا في الـ17 من السن التقطت نثرات من اللحم البشري (...) فعن أي طفولة يمكن الحديث بعد هذا؟». وينوء الأولاد البكر بثقل التقاليد، فهم مسؤولون عن الأسرة كلها. وعلى المولودين بعدهم الإقامة مع عائلاتهم طوال العمر. وكل الرجال يحرمون أنفسهم من إبداء مظاهر الحنان لأولادهم حفاظاً على مكانتهم. والنساء اللواتي قبلن الكلام إلى المصورات لأنهن من جنسهن، حالهن أردأ كثيراً من حال الرجال. فهن يخضعن للأخ والأب والزوج، ويكرسن أنفسهن لأسرتهن. ولا ينبغي أن تكون لهن صديقات حين ينهين دراستهن، ولا حياة اجتماعية للزوجين بعد الزواج. وأقل انتقاص من «الشرف» تحسم العائلة أمره، ويقع «حادث» فجأة... وصورت أوكسانا يوشكا وماريا مورينا وأولغا كرافيتس أعياد الزواج، وخصصنها بعناية ووقت طويل. فهي ركن عالم الشيشانيات وأفقه الوحيد. وهي الوقت الذي تقتصر عليه لقاءات الجنسين وتبادلهما الإشارات والنظرات من بعيد: في أثناء رقصة اللزجينكا التي تضبط الحركات والسكنات على قواعد صارمة. والصور الفوتوغرافية التي جمعتها المصورات الروسيات الثلاث في باب «مدينة الخدم» تظهر عاصمة تنتشر فيها صور الرئيس قديروف، حليف فلاديمير بوتين ونصيره. وشطب الزعيم الشيشاني بشطحة قلم سحرية حربه السابقة على الروس، وأعاد كتابة التاريخ، وبدّل الأعياد الوطنية. واستعار من النظام السوفياتي السابق مشاهد أدخل فيها بعض حوادث نظامه ومعانيه من تعظيم شخص الحكم الى القمع الوحشي. وخشية المضايقات والتنكيد يردد الشيشانيون في معرض انتقادهم أحوال بلدهم : «لو علم قديروف بالأمر لعالجه...». وإعلان الندم عن رأي سبق أو قول في حق السلطة يُسجل على يوتيوب، ويذكر بالمحاكمات الستالينية. ويمزج قديرون إجراءات وأحكاماً «شرعية» بالنهج الستاليني والسوفياتي. وجمعت المصورات أكثر الصور قساوة في فصل «مدينة الحرب»، مرآة مدينة لا يزال العنف ينخرها. فإلى صور الحروب الماضية، والكلام عليها اليوم محرّم ويحظر التقصي عن عدد القتلى والمخطوفين، أدرجت صور القتلى الذين أعدمهم النظام بعد تهمتهم بالخيانة. وأدخل قديروف في باب «الخونة» متعاطي الشراب والمخدرات والحاسرات وأنصار «داعش» ومعارضي نظامه على الشبهة ومن غير تحقيق. واقتصت المصورات آثار الشيشانيين الذين غادروا بلادهم إلى أوروبا، على طرقات بيلاروسيا (روسيا البيضاء) وبولندا. ومعظمهم يردهم حرس الحدود البولنديون على أعقابهم، ويُرفض تسجيل طلبهم اللجوء على رغم قوانين الاتحاد الأوروبي، ويبقون حيث هم، ويحالون اليوم بعد اليوم، انتهاز الفرصة. ووقعت المصورات الثلاث صورهن معاً. وقدمن، على قولهن، دلالة التاريخ على «أنا» المصور(ة). وأتاح لهن هذا تناول موضوعهن تناولاً سينمائياً. فعملن على شاكلة فريق تصوير. وتقول أولغا كرافيتس أن ما وسع الفريق صنعه، أي التصوير في مجتمع ذكري من غير لفت الانتباه والشكوك، ليس في متناول مصورين معروفين. وكن يعلمن أن لا حظ لعملهن في أن يعرض لا في روسيا ولا في الشيشان، وعوَّلن على بقائه شاهداً على كذب الرواية الرسمية، البوتينية – القديروفية، وعلى تحريفها المتعمد.

استبداد في نيكاراغوا وراء قناع يساري

الحياة...لو موند .. * افتتاحية، عن «لو موند» الفرنسية، 22/8/2018، إعداد منال نحاس
منذ 4 أشهر في نيكاراغوا، يتوسّل الرئيس دانيال أورتيغا بوسائل قمعية تعيد الى الأذهان أحلك أيام ديكتاتورية أناستاسيو سوموزو، وهو سبق أن ثار عليه وساهم في إطاحته في 1979. وإثر اندلاع أسوأ أزمة سياسية في هذا البلد الصغير في أميركا الوسطى منذ 1990، يتمسك هذا الثوري السابق وهو في الثانية والسبعين من العمر بالسلطة، وتؤازره على البقاء زوجته روزاريو موريللو، وهي كذلك نائبه. وأودى العنف الى اليوم بحياة 300 شخص على الأقل من دون احتساب مئات المفقودين. والطلاب والمعارضون ملاحقون، ويسجنون ويصلون التعذيب. والسلك الديني الكاثوليكي ينتقد أساليب الرئيس أورتيغا، ويُلاحق ويُضطهد. وعادت فرق الموت الذائعة الصيت السيئ الى الظهور في حلة ميليشيا مسلحة مخيفة تعرف بـ»تورباس» وتتنقل بواسطة دراجات نارية. وتبث هذه الميليشيات الذعر في أوصال التظاهرات. لكن التظاهرات لم تنحسر على وقع القمع، وهي تتواصل منذ التظاهرة الأولى في 18 نيسان (أبريل) المنصرم. والتظاهرات كانت في البدء احتجاجاً على إصلاح نظام الضمان الاجتماعي ونظام التقاعد، وتحولت الى ثورة سياسية حقيقية: فآلاف النيكاراغويين شاركوا في تظاهرة 18 آب (اغسطس) في شوارع ماناغوا للمطالبة بوقف القمع، وتحرير السجناء السياسيين، ورحيل الرئيس، وتنظيم انتخابات مبكرة. ومن طريق القمع أمسك النظام بمقاليد المدن وشرايينها الكبيرة، وهذه كانت ميدان حرب عصابات. وفرّ 23 ألف شخص إلى كوستاريكا المجاورة. فلم يكن حُسن الجوار والاستقبال في انتظارهم: مئات الكوستاريكيين تظاهروا حاملين الصلبان المعقوفة للاحتجاج على وصول النيكاراغويين الهاربين من ثاني أفقر بلد في أميركا بعد هايتي. ولا يلوح مخرج من الأزمة. وطويت سيرورة «الحوار الوطني» التي بدأت في منتصف أيار (مايو). واقترح مؤتمر الأساقفة تقديم الانتخابات الى آذار (مارس) 2019، وطالب الرئيس بالامتناع عن الترشح. فهو في السلطة منذ 11 عاماً. لكن أورتيغا متمسك بالرئاسة ولن يغادر قبل انتهاء ولايته في 2021. وفي تموز (يوليو) المنصرم، دعت منظمة الدول الأميركية الى حل الأزمة وانتخابات مبكرة. ودانت واشنطن والاتحاد الاوروبي وأمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، القمع. لكن دانيال أورتيغا وزوجته متشبثان بالسلطة، وينددان بالـ»إمبريالية الأميركية». ويخطئ هذا الثوري السابق الحسبان. فاليسار اللاتيني الأميركي لن يتمسك به. ففي كولومبيا، المرشح الرئاسي السابق أعلن أن النظام في فنزويلا نيكولاس مادورو، شأن النظام في نيكاراغوا أورتيغا، ليس اشتراكياً. ففي فنزويلا ونيكاراغوا يُتوسل بخطاب يساري موروث من القرن العشرين للتستر على أوليغارشية تسرق الدولة، والأقلية الحاكمة تستحوذ على الثروات وتنتهك حقوق الغالبية. وانقلب حلفاء أورتيغا السابقون عليه. وآن أوان مغادرته السلطة وعتقه البلاد من العنف.

 



 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,773,774

عدد الزوار: 6,914,302

المتواجدون الآن: 119