أخبار وتقارير..أردوغان أمام أكبر تحدٍ انتخابي..تزايد احتمالات بدء مفاوضات بين الولايات المتحدة و«طالبان»...كشف أكبر عملية تسريب معلومات في تاريخ «سي آي إيه»...ميركل وماكرون يريدان أوروبا موحدة «رداً» على الوضع العالمي..قمة صينية ـ كورية شمالية ثالثة خلال 3 أشهر..الولايات المتحدة تنسحب من مجلس حقوق الإنسان الدولي..اندلاع أعمال عنف في نيكاراغوا بعد تعليق محادثات سلام...

تاريخ الإضافة الأربعاء 20 حزيران 2018 - 7:09 ص    عدد الزيارات 3002    القسم دولية

        


أردوغان أمام أكبر تحدٍ انتخابي..

محرر القبس الإلكتروني .. (أ ف ب، رويترز).. يواجه الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يتولى السلطة منذ 15 عاماً في تركيا، أكبر تحد في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة الأحد، إذ يواجه معارضة مصممة على إزاحته فيما يعاني الاقتصاد من صعوبات متزايدة. وأردوغان، الذي طرح نفسه بطلاً من العيار الثقيل في الحملة الانتخابية، فاز في الانتخابات بصورة متتالية منذ وصول حزبه الإسلامي الجذور إلى السلطة في 2002، فأرسى تحولاً في تركيا من خلال سياسات اقتصادية موجهة نحو النمو وخط ديني محافظ ومواقف حازمة في السياسة الخارجية. لكنه وجد على ما يبدو نداً في خصمه الرئيسي محرم اينجه، الخطيب المعروف بمواقفه الحادة والقيادي في حزب الشعوب الجمهوري، الذي يعد من يسار الوسط ولم يبد خشية من تحدي أردوغان وبشروطه. وما يعزز الاهتمام إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في اليوم نفسه، بموجب تعديلات دستورية سعى إليها أردوغان، ستمنح الرئيس التركي سلطات معززة وتلغي منصب رئيس الوزراء. وفوز أردوغان بضربة قاضية في الدورة الأولى وتحقيق غالبية برلمانية قوية لحزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية، وحدهما سيمثلان نصراً لا لبس فيه للرئيس التركي. ويعتقد كثير من المحللين أن بإمكان اينجه فرض دورة انتخابات ثانية في 8 يوليو، فيما يجازف حزب العدالة والتنمية بخسارة غالبيته البرلمانية في مواجهة ائتلاف غير مسبوق بين أربعة أحزاب من المعارضة. وقالت أليز ماسيكارد من المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية «هذه ليست معارضة كلاسيكية اعتاد على مواجهتها خلال 15 عاماً ونجح نوعاً ما في التعامل معها وتهميشها». ومعظم استطلاعات الرأي، التي ينبغي التعامل مع نتائجها بحذر في تركيا، تلمح إلى عدم حصول أردوغان على 50 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى. ولا يزال أردوغان السياسي الأكثر شعبية في تركيا، ويجذب أحياناً تأييداً يكاد يصل حد التعصب في الداخل الأناضولي، حيث يعزى له الفضل في تغيير حياة الناس من خلال ازدهار اقتصادي أكبر. لكن الانتخابات تأتي في وقت تمر فيه تركيا بأصعب فتراتها الاقتصادية رغم تسجيل نمو قوي، حيث ارتفعت نسبة التضخم الى 12.15 في المئة وخسرت الليرة التركية 20 في المئة من قيمتها أمام الدولار هذا العام. وللمرة الاولى، اضطر أردوغان إلى تصرف برد فعل خلال الحملة الانتخابية التي باتت المعارضة تحدد وقعها. وسارع للنفي عندما اتهمه اينجه بلقاء المخطِّط المفترض للانقلاب الفاشل عام 2016، فتح الله غولن. ولم يقدم أردوغان وعوداً برفع حالة الطوارئ المفروضة منذ عامين، إلا بعد أن وعد حزب الشعوب الجمهوري بالشيء نفسه.

انتخابات جديدة

وقال زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي إن تركيا قد تجري انتخابات أخرى إذا فشل التحالف بين حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس أردوغان وحزبه اليميني في الفوز بأغلبية في البرلمان. وأضاف خلال مقابلة مع محطة «إن.تي.في» الإخبارية الخاصة إن الاستفتاء يمنح الرئيس أو البرلمان سلطة الدعوة إلى انتخابات مبكرة إذا حدثت أي «عرقلة»، على سبيل المثال إذا فاز أردوغان بالرئاسة وفشل حزبه في الحصول على أغلبية برلمانية. وأضاف «عندما تصل الرئاسة والبرلمان إلى نقطة عدم القدرة على العمل معاً بسلاسة فإن هناك سبلاً للخروج من ذلك بموجب التعديلات الدستورية وهي قابلة للتطبيق. على سبيل المثال قد ندرس.. انتخابات مبكرة». وقد يعتمد تكوين البرلمان على المعارضة التركية المؤيدة للأكراد التي تحظى بدعم قوي في جنوب شرق البلاد. وإذا تجاوز الحزب عتبة العشرة في المئة المطلوبة لدخول البرلمان فبإمكانه الفوز بعشرات المقاعد البرلمانية. وإذا فشل فستكون المقاعد من نصيب ثاني أكثر الأحزاب شعبية في المنطقة مما قد يضمن أغلبية مؤكدة لحزب العدالة والتنمية.

حزب إسلامي تركي ينقلب على حليفه السابق أردوغان يستمد جذوره من فكر حزب العدالة والتنمية نفسه..

صحافيو إيلاف... يضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كل ثقله لتعبئة قاعدته الناخبة في الاقتراع المرتقب الأحد، لكن يحتمل أن يخسر عددًا كبيرًا من الأصوات لمصلحة خصم يتمثل في حزب إسلامي محافظ يستمد جذوره من الفكر السياسي الإسلامي نفسه لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه.

إيلاف: المرشح تيميل كرم الله أوغلو، زعيم حزب السعادة، والمعروف بهدوئه وحزمه، من بين مرشحي المعارضة، الذين ينافسون أردوغان، ويأملون دفعه إلى دورة ثانية على الأقل.

من رحم مرشد أردوغان

ومع إجراء الاقتراع البرلماني في اليوم نفسه، انضم حزب السعادة إلى تحالف أحزاب معارضة، تريد تجريد حزب العدالة والتنمية الحاكم من غالبيته. ويحتاج أردوغان 50 بالمئة على الأقل من الأصوات لضمان فوز مطلق في الدورة الأولى. وفيما من المتوقع أن يحسن حزب السعادة وزعيمه كرم الله أوغلو، في أفضل الأحوال، نتائجهما الأخيرة بنقطتين مئويتين، فإن هذا وحده كافٍ لترجيح الكفة في اقتراع يتنبأ كثير من المراقبين، بأنه سيشهد منافسة قوية. انبثق حزب السعادة من الحركة السياسية نفسها للراحل نجم الدين أربكان، مرشد أردوغان، والذي أدخل الإسلام السياسي للمرة الأولى إلى قلب السياسة في الدولة القائمة رسميًا على العلمانية. قال كرم الله أوغلو (77 عامًا) الذي يتزعم حزب السعادة منذ 2016، لوكالة فرانس برس، أن حزبه اختلف مع حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه أردوغان، بعدما ابتعد عن مبادئ أساسية. أضاف: "أعلن السيد أردوغان هذه المبادئ في انتخابات 2002: العدالة والديموقراطية وحرية التعبير وحرية التفكير. لكن يبدو أنه الآن وضعها جانبًا". رفض حزب السعادة التعديل الدستوري الذي طرح في استفتاء في أبريل 2017، ومنح أردوغان سلطات تنفيذية واسعة. "قد يكون هناك منصب رئيس، لكن هناك أيضًا برلمان قوي. والنظام القضائي يجب أن يكون بعيدًا عن تأثيرهما".

بديل متدين

قال أنتوني سكينر، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى مركز دراسة المخاطر فيريسك مايبلكروفت، لوكالة فرانس برس، إن حزب السعادة وكرم الله أوغلو، يلعبان دورًا مهمًا في الانتخابات في "إثارة غضب" أردوغان. أضاف "إن ترشح كرم الله أوغلو في السباق الرئاسي يحمل أهمية لكونه قد يجذب أصواتًا يحرم منها أردوغان، الذي يحتاج أكبر عدد ممكن من الأصوات تجنبه دورة انتخابات ثانية قد تكون صعبة". ويمثل حزب السعادة حركة بدأها أربكان أذهلت المؤسسة العلمانية في تركيا، لكنها ألهمت مؤسسي حزب العدالة والتنمية، مثل أردوغان والرئيس السابق عبد الله غول. وأسس أربكان في ما بعد حزب السعادة، فيما أطلق أردوغان وحلفاؤه في 2002 حزب العدالة والتنمية. بل إن كرم الله أوغلو أجرى محادثات مع غول، الذي بعد انتهاء ولايته الرئاسية في 2014 اختلف أيضًا مع أردوغان، بخصوص الترشح للرئاسة. لكن الرئيس السابق المتحفظ عادة، قرر عدم المجازفة. وليس لحزب السعادة حاليًا نواب في البرلمان، إذ نال 0.7 بالمئة فقط من الأصوات في الانتخابات البرلمانية عام 2015. غير أن بعض الاستطلاعات ترجح أداء أقوى له هذه المرة. وقال سكينر "إنه (كرم الله أوغلو) يقدم بديلًا للدوائر المتدينة التي تشعر بالخيبة من أردوغان وحزب العدالة والتنمية".

الزخم آت

لا يحظى حزب السعادة حاليًا بالـ10 بالمئة الضرورية لإرسال نواب إلى البرلمان. لكن نفوذه تزايد بانضمامه إلى ما أطلق عليه "تحالف الأمة" لأحزاب معارضة تتحدى أردوغان في الانتخابات البرلمانية. ومن بين شركائه في التحالف حزب الشعب الجمهوري، العلماني نقيض حزب السعادة الإسلامي الجذور. لكن وجودهما في التحالف نفسه يعني أن حزب السعادة قد يتمكن من إدخال نواب إلى البرلمان. وأشار كرم الله أوغلو إلى أن الحزب ينظر ببعض الاستياء إلى محاولات حزب العدالة والتنمية في الفترة الأولى من توليه السلطة، الاندماج مع الاتحاد الأوروبي وتشكيل تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة. وقال أوغلو "قلنا إننا بحاجة إلى انتهاج سياسة خارجية قوية. لكن أولئك الرجال تخلوا عنها، وها هم الآن ينتظرون على عتبة أوروبا". يبدو كرم الله أوغلو متفائلًا بخصوص اقتراع الأحد. وقال إن المعارضة يمكنها أن تستفيد من موجة تغيير ساعدت رجل الأعمال التركي علي كوتش على الإطاحة بعزيز يلدريم، الذي تولى لعقدين رئاسة مجلس إدارة نادي فنربغشة الرياضي في 3 يونيو. وقال "الزخم آت، رأيناه في مؤتمر نادي فنربغشة".

تزايد احتمالات بدء مفاوضات بين الولايات المتحدة و«طالبان»

أوزبكستان توجّه دعوة إلى الحكومة الأفغانية والمتمردين لإجراء محادثات سلام على أراضيها

طشقند - كابل - واشنطن: «الشرق الأوسط».. قالت أوزبكستان إنها وجهت الدعوة إلى الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» لإجراء محادثات سلام مباشرة على أراضيها بعدما أعلن الجانبان وقفاً للنار خلال عطلة عيد الفطر، في وقت أشارت وكالة «رويترز» إلى ازدياد احتمالات عقد مفاوضات بين «طالبان» والولايات المتحدة. وكانت «طالبان» أعلنت وقفاً مفاجئاً لإطلاق النار منذ يوم الجمعة الماضي ولمدة ثلاثة أيام على ألا يشمل القوات الأجنبية. وتداخلت هذه الهدنة مع وقف آخر لإطلاق النار أعلنته الحكومة الأفغانية ويستمر حتى اليوم الأربعاء. ونقلت «رويترز» عن وزارة الخارجية في أوزبكستان: «يأمل الجانب الأوزبكي أن يتم مد وقف إطلاق النار لأجل غير مسمى». وأضافت أن أوزبكستان كثّفت جهودها الدبلوماسية في شؤون المنطقة في مارس (آذار) باستضافة مؤتمر سلام أفغاني. وعلى الرغم من تغيّب «طالبان» عن هذا المؤتمر فإن وزارة الخارجية الأوزبكية قالت إنها أجرت اتصالات وعقدت اجتماعات مع أعضاء بارزين في الحركة. وقالت الوزارة في بيان في ليلة الاثنين: «تؤكد وزارة الخارجية استعدادها الكامل لتوفير كافة الظروف الضرورية في أي مرحلة من عملية السلام لبدء محادثات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان على أراضي أوزبكستان».
في غضون ذلك، أشارت «رويترز» إلى ازدياد احتمالات عقد مفاوضات بين «طالبان» والولايات المتحدة بعد أن دعا الرئيس أشرف غني إلى وقف للنار وسمح لمقاتلي الحركة بالتجول في المدن في «مقامرة» هدفها تشجيعهم على الدخول في محادثات سلام. وتصر «طالبان»، التي أطاحت بها قوات بقيادة الولايات المتحدة من مقاعد السلطة في 2001، على أنه لا يمكن البدء في أي محادثات مع الحكومة الأفغانية «العميلة» على خطة سلام إلا بعد إجراء مباحثات مع الولايات المتحدة بشأن انسحاب القوات الأجنبية. ويقول محللون ودبلوماسيون غربيون إن العرض الذي طرحه الرئيس غني لإجراء مباحثات سلام دون قيد أو شرط هيأ الساحة أمام المسؤولين الأميركيين للبدء في مفاوضات عبر القنوات الخلفية مع «طالبان» على رغم سياسة واشنطن التي تقوم على ضرورة أن يقود الجانب الأفغاني مباحثات السلام. وقال توماس روتيج المدير المشارك لشبكة محللي أفغانستان، وهي مركز أبحاث مستقل، إن «غني أدى ما عليه». وأضاف بحسب ما أوردت «رويترز»: «والآن على الولايات المتحدة التحرك للخروج من هذا المأزق»، رغم أن ذلك سيمثل خروجاً على السياسة الأميركية التي تقضي بأن يقود الأفغان المحادثات الرامية لإنهاء الحرب الدائرة منذ 17 عاماً. وبدا أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مستعد لتعديل السياسة عندما رحب بقرار الرئيس غني تمديد وقف النار، علما بأن «طالبان» قالت إن وقف النار انتهى يوم الأحد. وقال بومبيو: «كما أكد الرئيس غني في بيانه للشعب الأفغاني ستشتمل مباحثات السلام بالضرورة على مناقشة دور الأطراف والقوى الدولية. والولايات المتحدة مستعدة لدعم هذه المباحثات وتسهيلها والمشاركة فيها». ووصف ريتشارد أولسون المبعوث الأميركي الخاص السابق لأفغانستان وباكستان البيان بأنه مهم، «لأنه يشير إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للتباحث في نهاية المطاف في المسألة الأكثر أهمية عند طالبان وهي انسحاب القوات الأجنبية»، كما جاء في تقرير «رويترز». ومع ذلك قال مسؤول أميركي كبير مشترطاً إخفاء هويته إن من المستبعد أن تجري مباحثات مباشرة بين «طالبان» والولايات المتحدة في الأجل القريب لعدة أسباب. وأضاف أن ثمة فجوة كبيرة في المعلومات عن «طالبان» مثل من يمتلك سلطة التفاوض باسم الحركة. وتابع: «لا توجد معلومات أو موارد كافية عن هذا الموضوع». وقال مسؤول ثان إنه لا يزال هناك سؤال مطروح عما سيحدث للعناصر المتشددة في «طالبان»، مضيفا أن بعض أعضاء الحركة سيرفضون المباحثات. وأصدرت طالبان بياناً بمناسبة انتهاء وقف النار يوم الأحد قالت فيه إن صفوفها موحدة، ودعت ما سمته بالطرف الأميركي الغازي إلى «الجلوس مباشرة للحوار» معها لـ«إيجاد حل لحالة الفوضى المستمرة». ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي رفيع المقام على دراية بالمفاوضات التي أدت إلى وقف النار إن تقديره لفرص عقد محادثات بين «طالبان» والولايات المتحدة «50 - 50». وأضاف المسؤول: «طالبان تريد التحاور مع الولايات المتحدة مباشرة عن الانسحاب لأنها لا تريد اقتسام الفضل في الانسحاب مع الحكومة». ورغم أن واشنطن قاومت لفترة طويلة المباحثات المباشرة مع «طالبان» فقد قال المسؤول إن التطورات الأخيرة تشير إلى أن «الولايات المتحدة أقل رفضاً لذلك الآن». وفي أغسطس (آب) الماضي كشف الرئيس دونالد ترمب عن نهج عسكري أكثر تشدداً إزاء أفغانستان بما في ذلك زيادة الضربات الجوية. وتقول قوات الأمن الأفغانية إن أثر هذه السياسة كان كبيراً غير أن حركة «طالبان» تتحرك في مساحات شاسعة من البلاد وإنه لا أمل يذكر فيما يبدو في تحقيق نصر حاسم في ضوء انخفاض عدد القوات الأجنبية إلى 15600 من 140 ألفاً في العام 2014. وقال أمر الله صالح الرئيس السابق للمخابرات ورئيس حزب سياسي إن الرئيس الأفغاني ارتكب خطأ بالسماح للمتشددين بالدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وقال صالح لـ«رويترز»: «آلاف من مقاتلي طالبان سمح لهم بالدخول بأسلحة وربما يكون بعضهم يختبئ في مناطق مدنية ويخطط لهجمات». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤولين أفغان أمس الثلاثاء إن ما لا يقل عن تسعة من قوات الجيش والشرطة قتلوا في هجومين شنهما عناصر «طالبان» على نقطتي تفتيش بإقليم قندوز شمال البلاد، وذلك بعد يومين من انتهاء وقف للنار استمر ثلاثة أيام. وقال أمين الله عياد الدين وعمرو الدين والي، وهما عضوان في مجلس الإقليم، لوكالة الأنباء الألمانية، إن مسلحين من «طالبان» اقتحموا نقطتين أمنيتين في منطقة دشت آرجي وقتلوا سبعة جنود وشرطيين محليين اثنين، فضلاً عن إصابة قرابة عشرة آخرين. وقال والي إن جنديين لا يزالان مفقودين، مضيفاً أن المسلحين سرقوا أسلحة وذخائر ومركبة عسكرية. وكان ستة من رجال الشرطة قتلوا في هجمات لـ«طالبان» في خمس مناطق وعاصمة إقليم فارياب ليلة الأحد. وأعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم «طالبان» المسؤولية عن الهجمات، وقال إن 19 من قوات الأمن الأفغانية قتلوا فيها.

كشف أكبر عملية تسريب معلومات في تاريخ «سي آي إيه»

الشرق الاوسط...واشنطن: عاطف عبد اللطيف... كشفت وزارة العدل الأميركية عن أكبر عملية تسريب معلومات سرية في تاريخ عمل وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه)، والمتهم فيها عميل سابق بالجهاز. وأوضحت، في بيان أمس، أن جوشوا شلت، البالغ من العمر 29 عاماً، تم اتهامه أمام لجنة تحكيم كبرى بإفشاء معلومات سرية على درجة عالية من الأهمية تخص أدوات الاختراق الإلكترونية التي تتبعها الحكومة الأميركية، حيث قام بتقديم تلك المعلومات لموقع «ويكيليكس» الشهير الذي بدوره قام بنشرها في مارس (آذار) العام الماضي. وكان شلت، وهو عميل سابق في «سي آي إيه»، قد تم اتهامه سابقاً أمام محكمة فيدرالية بنيويورك، بتهم تتعلق بأفلام إباحية للأطفال، إلا أن المحققين في القضية وسعوا دائرة الاتهام لتشمل تهمة تجميع معلومات سرية بطريقة غير شرعية، وتدمير أجهزة الحواسب الآلية الخاصة بجهاز الاستخبارات، والكذب على المحققين الفيدراليين، فضلاً عن تهم كثيرة أخرى. في يناير (كانون الثاني) الماضي، كشف أعضاء النيابة المرتبطون بقضية الأفلام الإباحية للأطفال أن جوشوا شلت كان هدفاً لعملية تحقيق كبيرة تتعلق بتسريبات موقع «ويكيليكس» وثائق سرية مهمة خاصة بجهاز «سي آي إيه» أطلق عليها «خزنة 7». جدير بالذكر أن إعلان وزارة العدل أمس، عن التهم الموجهة لشلت لم تذكر موقع «ويكيليكس» بالاسم، واكتفت بذكر نوع الاتهام وهو تسريب معلومات سرية مهمة، وهو ما يدل على أن موقع «ويكيليكس» لم يتم اتهامه رسمياً في هذه القضية. كما لم يذكر بيان وزارة العدل توجيه اتهام لأي فرد آخر في هذه القضية. وتعد هذه أكبر عملية تسريب معلومات سرية في تاريخ جهاز الاستخبارات الأميركية منذ نشأته عام 1947، كما ذكرت وزارة العدل. كما أنها رابع مرة يُتهم فيها مسؤولون بالحكومة الأميركية في تهم تتعلق بتسريب معلومات سرية، وذلك منذ دخول الرئيس الأميركي دونالد ترمب البيت الأبيض منذ نحو 16 شهراً. وكان ترمب قد تعهد فور دخوله المكتب البيضاوي بالقضاء على خلل تسريب المعلومات في المؤسسات الحكومية الأميركية. وفي يونيو (حزيران) العام الماضي، تم اعتقال ريالتي ونر، مقاولة متعاقدة بوكالة الأمن الوطني، بتهمة تسريب معلومات حول تقرير «ذي إنترسيبت» (أي الاعتراض)، وهو تقرير سري بدرجة عالية ويحتوي على معلومات تقنية، يُعتقد أن عملاء الحكومة الروسية استخدموه لاستهداف أجهزة وحسابات آلية لمسؤولين حكوميين في الانتخابات الأميركية. ولَم يتم إثبات التهمة عليها حتى الآن، وتم تحديد جلسة محاكمتها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وفي مارس (آذار) الماضي، تم توجيه اتهام لعميل سابق بمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) يدعى تيري ألبري، بسبب تسريب معلومات سرية عن الإجراءات التي يتبعها مكتب التحقيقات في التوصل مع المخبرين. كما تم اتهامه أيضاً بالاحتفاظ بمعلومات سرية بمنزله. وقد اعترف بالتهم المنسوبة إليه وينتظر الآن محاكمته. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، تم توجيه 3 تهم لجيمس وولف، رئيس أمن لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي لسنوات طويلة، تتعلق بالكذب على المحققين بمكتب التحقيقات بشأن الإفصاح دون ترخيص عن معلومات سرية. وعلى الرغم من أنه لم يتهم بتسريب معلومات سرية، فإن عريضة الاتهام الموجهة إليه تتضمن قيامه بتقديم معلومات سرية تتعلق بلجنة الاستخبارات إلى أحد الصحافيين على الأقل. ولَم تثبت التهم عليه كما لم يحدد تاريخ لمحاكمته حتى الآن.

ميركل وماكرون يريدان أوروبا موحدة «رداً» على الوضع العالمي

اتفقا على تأسيس «صندوق مالي» وسياسة للهجرة واللجوء

الشرق الاوسط...كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب... كما كان متوقعاً، حققت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في قمتهما ببرلين، أول اتفاق لهما في المجال الاقتصادي ومجال الهجرة واللجوء في إطار مشروع إصلاح الاتحاد الأوروبي. وفي عرضها لـ«إعلان ميرزيبيرغ» الخاص بالقمة، قالت ميركل إن ألمانيا وفرنسا تعتزمان بدء فصل جديد في تاريخ الاتحاد. وأكدت أن المفاوضات حول الموضوع ستتواصل في القمة الأوروبية المقبلة في نهاية الشهر الجاري. وقالت إنهما لا يريدان أوروبا مقسمة وإنما أوروبا موحدة وقوية، وإن أوروبا بحاجة إلى «ردود» على المسائل التي تتعلق بالوضع السياسي العالمي. ووصفت ميركل اللقاء بأنه «اجتماع نتائج» على صعيد إصلاح الاتحاد الأوروبي في مختلف الاتجاهات. من ناحيته، أكد الرئيس ماكرون بأن ما تم الاتفاق عليه في القمة. وعبر عن تأييده لسياسة ميركل الأوروبية تجاه اللاجئين بالقول إن أوروبا بحاجة إلى «رد» في قضايا الهجرة واللجوء. وأضاف ماكرون أن أوروبا بحاجة إلى نظام فعال يجمع التضامن والمسؤولية في الموقف من اللجوء. وشدد على ضرورة أن يجري تسجيل طالبي اللجوء على الحدود الأوروبية حيث تبدأ أيضاً معاملة طلب اللجوء. وقال ماكرون إنه يفتقد إلى التمسك باتفاقية دبلن الخاصة بإعادة طالبي اللجوء على الحدود إلى البلدان الأوروبية التي وفدوا منها. دعا الرئيس الفرنسي في كلمته إلى الحوار مع البلدان المصدرة للهجرة، ومع بلدان «الترانزيت»، وليبيا على وجه الخصوص، من أجل وضع حد لتجارة وتهريب البشر. وأضاف أن «المجازفة الإنسانية» تبدأ بالذات حينما يغادر اللاجئون السواحل الليبية. وأعلن ماكرون عن اتفاقه مع مقترح المفوضية الأوروبية الداعي إلى رفع أعداد وحدات الحدود الأوروبية المشتركة «فرونتيكس» إلى 10 آلاف رجل. وقالت ميركل بعد أول اجتماع لها مع ماكرون في قصر ميرزيبيرغ البراندبورغي بعد ظهر أمس، إنهما اتفقا على تأسيس «صندوق» خاص بالمنطقة الأوروبية. وأكدت المستشارة أن الصندوق سيكون في إطار «البنى المالية» القائمة في الاتحاد. وهي إشارة إلى موقف ألمانيا الذي يقف بالضد من تأسيس «بنى مالية موازية» في الاتحاد الأوروبي. ولم تتطرق ميركل إلى حجم الاستثمارات في هذا الصندوق، وربما سيجري الاتفاق لاحقاً بين الطرفين حول هذا الموضوع. وكان ماكرون طرح تأسيس صندوق من 200 مليار يورو لدعم الاستثمار وتطوير دول الاتحاد، ودعم اقتصادات بعض دول الاتحاد الضعيفة. ولا تتفق ميركل مع هذا المبلغ، وتقترح «مبلغاً آخر من رقمين» يقل كثيراً عما طرحه الرئيس الفرنسي، إلا أنها لم تحدد رقماً بالذات. وأضافت المستشارة أنه تم الاتفاق على الشروع في تأسيس هذه الصندوق مع إقرار مالية الاتحاد الأوروبي 2021. وكان النقاش حول إصلاح منطقة اليورو من أشق مواضيع النقاش في القمة، بحسب تصريح ميركل. ويعول الطرفان على صندوق اليورو في تذليل حالات عدم التوازن المالي بين دول الاتحاد وقطع الماء عن طواحين الحكومات الشعبوية التي تقف بالضد من تطوير الاتحاد الأوروبي.
ويرى ماكرون ضرورة أن تتحول المظلة الأوروبية المالية القائمة إلى صندوق نقدي أوروبي بهدف توفير حماية دائمة لليورو ضد الأزمات المالية. ومن الضروري برأيه توحيد القوانين المصرفية، وأن تكون المظلة المالية الأوروبية آخر إجراءات إنقاذ البنوك المصارف المفلسة. «سنبدأ مرحلة جديدة من حياة عملتنا الموحدة»، بمعنى التصدي بشكل أفضل للأزمات الملية وفرض لاستقرار في منطقة اليورو، بحسب تعبير ماكرون. وكان قد صف بيان ألماني الذي سبق القمة الوضع العالمي والأوروبي بعدم الاستقرار وبحاجة إلى أوروبا قوية وموحدة يمكن لألمانيا وفرنسا أن تلعبا دوراً مهماً في استقراره. وضع الطرفان السياسة الأوروبية المشتركة على مستوى الخارجية والدفاع والأمن في المرتبة الأولى، ثم موضوع الهجرة إلى أوروبا. ووصف البيان موضوع الهجرة بأنه «التحدي الكبير». وجاء في المرتبة الثالثة موضوع تطوير الاقتصاد ومنح اليورو «الحصانة» ضد الأزمات، مع ضمان التطور المستدام لكافة أعضاء الاتحاد. واحتل موضوع الابتكار في مجال الرقمية واستحداث سوق رقمية أوروبية داخلية المرتبة الرابعة من برنامج القمة الوزاري.
وهذه أول قمة فرنسية ألمانية تلي تشكيل حكومة التحالف الكبير الحاكم في العاصمة برلين بين الاتحاد المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي. وكان على ماكرون وميركل الانتظار شهوراً طويلة بانتظار وضع خريطة طريق الإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني في أوروبا. إذ استغرق الحوار حول تشكيل الحكومة الألمانية نحو ستة أشهر تلت الإعلان عن نتائج الانتخابات النيابية العامة في ألمانيا. وعبر ماكرون أكثر من مرة خلال هذه الفترة عن حرصه على تشكيل حكومة ألمانية مستقرة تشاركه وجهات لنظر في القضايا الأوروبية. وكان من الواضح حينها أن تشكيل حكومة قوية ببرلين سيكون ضمانة لتنفيذ خطط الإصلاح الماكرونية التي تلقى ترحيباً واسعاً من أنجيلا ميركل. وتحدث ماكرون في سبتمبر (أيلول) الماضي عن «تأسيس الاتحاد الأوروبي مجدداً على أسس ديمقراطية»، وما يزال يتطلع منذ نصف سنة إلى قواسم مشتركة لتصوراته مع تصورات المستشارة الألمانية. ولم يكن تأجيل الخلافات الداخلية حول موضوع الهجرة واللاجئين داخل الاتحاد المسيحي باعثاً على موقف موحد للوزراء الألمان في اجتماعهم مع الوزراء الفرنسيين. وقال ماركوس زودر، رئيس وزراء بافاريا من الاتحاد الاجتماعي المسيحي، في مقابلة مع صحيفة «بيلد»، إن السياسة تجاه الهجرة واللاجئين هي سياسة ألمانية قبل أن تكون أوروبية. ووضع نفسه، ووزراء حزبه، بالضد من موقف ميركل التي تطالب بسياسة أوروبية موحدة وترفض انفراد ألمانيا بسياستها الخاصة باللاجئين. وقبل القمة مع ماكرون، تلقت المستشارة ميركل دعماً في موقفها من منظمة دأبت على طول الخط على انتقاد التحولات الأخيرة في سياسة ميركل تجاه اللاجئين. ووقف غونتر بوركهارد، رئيس منظمة «برو أزول» الإنسانية، التي تدافع عن حقوق اللاجئين، إلى جانب سياسة أوروبية موحدة تجاه اللاجئين. واشترط بوركهارد أن تكون السياسة الأوروبية حيال اللاجئين إنسانية ولا تتعارض مع حقوق الإنسان المنصوص عليها في دساتير دول الاتحاد الأوروبي.
- القضاء الأوروبي يعطي المهاجرين حق الاستئناف
قضت أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء بالسماح للمهاجرين الذين يتم رفض طلباتهم للحصول على حماية دولية في أي من دول الاتحاد الأوروبي بالبقاء خلال المدة التي تستغرقها إجراءات الاستئناف إذا ما قرروا التظلم من القرار الأول.
وقالت محكمة العدل الأوروبية، كما قالت الوكالة الألمانية، إنه بينما يحق لدول الاتحاد اتخاذ قرارات العودة فور رفض طلب الشخص للجوء لأول مرة، فإنه يتعين تعليق الإعادة لحين استكمال عملية الاستئناف أمام محكمة واحدة أخرى على الأقل.
كانت بلجيكا أحالت القضية إلى المحكمة بعدما استأنف رجل من توجو على أمر صدر له بمغادرة البلاد بينما لا يزال يتم النظر في استئنافه على الرفض الأولي لطلبه للجوء. وأكدت المحكمة حق دول الاتحاد الأوروبي بإصدار أوامر لترحيل أي شخص يتم رفض طلبه للحصول على حماية دولية، حتى إذا كان هذا للمرة الأولى. إلا أنه ومن أجل ضمان حق الإنصاف الفعال، فإنه يتعين تعليق أي قرار ترحيل للمدة التي تستغرقها عملية الاستئناف، بما في ذلك المدة المتاحة للشخص لاتخاذ قراره بشأن ما إذا كان سيتظلم على القرار من عدمه.

قمة صينية ـ كورية شمالية ثالثة خلال 3 أشهر

تتزامن مع إعلان أميركا عن تعليق المناورات العسكرية مع سيول والحديث عن تخفيف العقوبات

بكين: «الشرق الأوسط»... اللقاءات المتتالية والمتكررة بين زعيمي الصين وكوريا الشمالية، بعد انقطاع دام عدة سنوات من العقد الأخير، تعكس الأهمية التي يسديها كل منهما إلى العلاقات بين البلدين مع تسارع الأحداث في شبه الجزيرة الكورية خلال الأشهر القليلة الماضية، ومحاولة كل منهما تجييرها لصالحه. وتسعى بيونغ يانغ للحصول على تليين العقوبات الاقتصادية لقاء وعوده بالتخلي عن الأسلحة النووية، وتأمل الحصول على دعم الصين لمساعيه، خصوصاً بعد أن نجحت بيونغ يانغ في إقناع واشنطن بالتخلي عن مناوراتها العسكرية مع سيول، وهذا ما اعتبرته بكين نصراً لمطالبها. وأمس استقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ، في بكين، كيم جونغ أون، بعد أسبوع على قمة تاريخية جمعت الزعيم الكوري الشمالي بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في سنغافورة. وذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) أن الزعيم الكوري الشمالي وصل إلى الصين، أمس (الثلاثاء)، في زيارة تستمر يومين. وبثت محطة التلفزيون الحكومية «سي سي تي في» مشاهد للزعيمين مع زوجتيهما خلال مراسم استقبال في قصر الشعب. وبعد أن كانت الحكومة الصينية تعلن عادةً عن الزيارة بعد عودة كيم إلى بلاده، أفادت وسائل الإعلام عن وجوده، أمس، لكن دون أن تكشف جدول أعماله. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ: «نأمل أن تسهم هذه الزيارة في توطيد العلاقة بين الصين وكوريا الشمالية وتواصلنا الاستراتيجي حول القضايا الكبرى من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة». ودعا الرئيس الصيني، شي، عند استقباله كيم، إلى تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قمة سنغافورة قبل أسبوع. وأوردت قناة «سي سي تي في» الحكومية أن كيم «أعرب عن الامتنان وأشاد بدور الصين لصالح إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، ودورها المهم لصون السلام والاستقرار فيها»، مضيفة أن شي قال لكيم إنه «يريد من كوريا الشمالية والولايات المتحدة أن تطبقا الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال لقاء القمة بينهما».
وكانت الدبلوماسية الصينية قد اعتبرت، على غرار روسيا الأسبوع الماضي، أن بإمكان الأمم المتحدة دراسة احتمال تخفيف العقوبات إذا ما التزمت بيونغ يانغ بواجباتها. الزيارة التي يقوم بها الزعيم الكوري الشمالي للصين هي الثالثة في أقل من 3 أشهر. ففي نهاية مارس (آذار) قصد بكين في أول رحلة له إلى الخارج منذ وصوله إلى السلطة في نهاية 2011، ثم في مايو (أيار) زار مدينة داليان الساحلية بشمال شرقي الصين. وأجرى خلال زيارته الأولى محادثات مع الرئيس الصيني، شي، في أول لقاء يُعقد بينهما منذ تسلم كلاهما زمام الحكم في مطلع العقد. وكانت بيونغ يانغ تأخذ على حليفها تطبيق العقوبات الدولية الرامية إلى إرغام كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها النووي. تحرص بكين على إبقاء نفوذها في شبه الجزيرة الكورية، حيث لديها منذ أمد بعيد مصالح اقتصادية وأمنية. ولم تتأخر الصين في تذكير بيونغ يانغ وواشنطن بأنه لا يمكن الاستغناء عنها. وإثر قمة كيم وترمب، وحين أعلن الرئيس الأميركي بشكل مفاجئ إنهاء المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، وهو ما كانت تطالب به بكين منذ زمن بعيد، كان واضحاً أن الصين تضع بصمتها على الحدث. ويقول الخبير في العلاقات الدولية في جامعة فودان بشنغهاي، وو شينبو: «إن نتائج قمة سنغافورة جاءت عموماً متطابقة مع ما كانت تنتظره الصين». وأضاف: «إن نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية وإرساء آلية سلام فيها متطابق مع مطالب الصين الثابتة». ورأى دبلوماسي غربي (طلب عدم كشف هويته)، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الصين كانت «المنتصر الاستراتيجي» في القمة. وكانت حتى انعقادها «لا تتخيل أن ترمب سيوقف المناورات المشتركة وأن يشير إلى انسحاب محتمل لقواته من كوريا الجنوبية في المستقبل». ورأت المحللة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن بوني غليزر، أن كل ذلك يشكل انتصارات استراتيجية لبكين. وقالت: «يرى الصينيون منذ زمن طويل أن إخراج القوات الأميركية من المنطقة سيكون أساسياً لانحسار النفوذ الأميركي وتسريع إنشاء منطقة تحتل فيها الصين موقعاً مركزياً أكبر». الصين تريد أن تبقى حاضرة وغير مهمشة في أي تطور للعلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن وسيول. وبيونغ يانغ تريد قبل كل شيء تخفيف العقوبات في المرحلة الحالية قبل أن تتخلى بالكامل عن برنامجها النووي كما وعدت خلال القمة في سنغافورة. وحصلت مباشرة على وعد لإلغاء المناورات «الاستفزازية» بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وهذا ما أُعلن عنه رسمياً أمس، واعتبرته الصين نصراً لها ولدبلوماسيتها وثقلها السياسي في المنطقة. أضف إلى ذلك أن بيونغ يانغ تطمح إلى أن يتم تخفيف العقوبات الدولية، وأعلنت سيول، أول من أمس (الاثنين)، أنه يمكن بالفعل تخفيفها عندما تتخذ «إجراءات ملموسة لنزع السلاح النووي» في مؤشر على ليونة أكبر عن موقف واشنطن لبدء تطبيق ذلك الإجراء. ويرى مراقبون أن لهجة سيول بدت أخف حدة من نغمة واشنطن بخصوص العقوبات. وتأتي زيارة كيم غير المعلنة في الوقت الذي تخوض فيه بكين تصعيداً حاداً مع ترمب حول خلاف تجاري بين البلدين، ما أدى، أمس، إلى تراجع أداء الأسواق المالية في العالم. أفضت القمة التاريخية بين ترمب وكيم الأسبوع الماضي في سنغافورة إلى إعلان أكد فيه الزعيم الكوري الشمالي مرة جديدة «التزامه الحازم والثابت حيال نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة» الكورية. وانتقد بعض الخبراء هذه الصيغة المبهمة التي يمكن أن تحمل تفسيرات مختلفة، مشيرين إلى أنها تكرر وعداً قطعه هذا البلد في الماضي من دون أن ينفذه. ودعا ترمب منذ توليه الحكم في مطلع 2017، الصين، إلى تطبيق العقوبات الدولية على كوريا الشمالية لحملها على الرضوخ، إلا أن البلدين باتا الآن على شفير حرب تجارية، فقد نددت بكين، أمس، بـ«ابتزاز» من قبل واشنطن التي هددت بفرض رسوم بعشرات مليارات الدولارات على واردات من الصين. ويقول هوا بو المحلل السياسي المستقل في العاصمة الصينية، إن الأولوية بالنسبة إلى شي وكيم هي الاتفاق حول النهج الذي يجب اتباعه. وصرح هوا لوكالة الصحافة الفرنسية: «يمكن أن تكون هناك خلافات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة حول عملية نزع الأسلحة النووية لأن واشنطن تريد نزعاً يمكن التحقق منه ولا رجوع عنه، ومن الصعب على كيم تقبل ذلك». وأضاف: «بالتالي فإن الصين وكوريا الشمالية تريدان تعزيز تواصلهما وإعداد استراتيجية شاملة في علاقاتهما مع الولايات المتحدة». وأكد شارلي بارتون، الدبلوماسي السابق «أن التوصل إلى تسوية مثمرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية يتطلب مشاركة الصين». وأضاف: «لا يمكن تجاهل قوة هائلة تتقاسم حدوداً برية مع كوريا الشمالية ومصممة على التدخل في شؤونها». ويتفق الخبير في العلاقات الدولية في جامعة فودان بشنغهاي، وو شينبو، مع الرأي ذاته، مؤكداً أنه «دون دعم الصين لا يمكن لكوريا الشمالية القيام بعملية نزع السلاح النووي بأمان كما لا يمكنها الانتقال السلس إلى جعل التنمية الاقتصادية أولوية». وأضاف أنه مع عودة بكين إلى اللعبة الدبلوماسية سيكون بإمكانها أن ترمي بثقلها في مجالات أخرى في علاقتها بالولايات المتحدة. وتابع بارتون: «نأمل أن نعالج القضايا السياسية والاقتصادية بشكل منفصل، لكن إذا خاضت الصين والولايات المتحدة حرباً تجارية سيكون لذلك تأثير على العلاقات الصينية الأميركية بما فيها العلاقات المستقبلية حول كوريا الشمالية». وأضاف: «بالتأكيد سيعقّد ذلك التنسيق بين البلدين بشأن ملف كوريا الشمالية».
- تخفيف العقوبات الدولية
أعلنت كوريا الجنوبية أنه يمكن تخفيف العقوبات عن كوريا الشمالية عندما تتخذ «إجراءات ملموسة لنزع السلاح النووي» في مؤشر على ليونة أكبر على ما يبدو عن موقف واشنطن لبدء تطبيق ذلك الإجراء. قمة سنغافورة لم تخرج إلا بوثيقة غير واضحة أكد فيها كيم «التمسك بالتزامه الثابت والراسخ بإخلاء شبه الجزيرة الكورية التام من السلاح النووي». ووسط مخاوف من أن تضعف القمة التحالف الدولي ضد البرنامج النووي لكوريا الشمالية، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعد القمة أن العقوبات ستبقى حتى قيام كوريا الشمالية بنزع تام لأسلحتها النووية. لكن نظيرته الكورية الجنوبية ألمحت، الاثنين، إلى احتمال تخفيف العقوبات في مهلة أقل. وقالت الوزيرة كانغ كيونغ – وا، للصحافيين: «موقفنا هو مواصلة تطبيق العقوبات إلى أن تقوم كوريا الشمالية باتخاذ خطوات مجدية ملموسة». وتأتي تعليقاتها بعد بضعة أيام على تلميح الصين إلى أن مجلس الأمن الدولي يمكن أن يدرس تخفيف العقوبات الاقتصادية عن حليفتها.
- تعليق المناورات
أكدت واشنطن وسيول، أمس (الثلاثاء)، تعليق المناورات المشتركة التي كانت مقررة في أغسطس (آب). وأعلنت كوريا الجنوبية، حيث يتنشر عشرات آلاف الجنود الأميركيين المكلفين بالتصدي للتهديد الكوري الشمالي، أن القرار يشمل مناورات «أولتشي فريدوم غارديان». ومن المفترض أن يشارك 17,500 جندي أميركي في المناورات. وكانت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية دانا وايت، قد أعلنت في وقت سابق في بيان: «طبقاً لتعهد الرئيس ترمب وبالتشاور مع حليفنا الكوري الجنوبي، علق الجيش الأميركي كل التحضيرات للتدريبات الحربية الدفاعية (فريدوم غارديان)». وفوجئت سيول وطوكيو بما أعلنه الرئيس ترمب، والذي يبدو بمثابة تنازل أميركي كبير لكيم جونغ أون. كان مسؤول أميركي كبير قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية، الخميس، إنه «تم تعليق التدريبات العسكرية الرئيسية في شبه الجزيرة الكورية إلى أجل غير مسمى». وقالت دانا وايت: «لم يُتخذ أي قرار بشأن المناورات المقبلة»، مشيرة إلى أن هذا القرار «لا يؤثر إطلاقاً على المناورات العسكرية المقررة في مواقع أخرى من المحيط الهادئ». وأوضحت أن وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتن سيشاركان هذا الأسبوع في اجتماع يُعقد في البنتاغون مع وزير الدفاع جيم ماتيس. وشدد بومبيو على أن وقف هذه المناورات يشترط مواصلة مفاوضات «مثمرة» مع كوريا الشمالية.

كوريا الشمالية والصين توصلتا إلى تفاهم بشأن نزع الأسلحة النووية

الراي..رويترز .. ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية اليوم الأربعاء أن زعيما كوريا الشمالية والصين توصلا إلى تفاهم في شأن قضايا مشتركة كانت موضع بحث في قمة جمعتهما أمس الثلاثاء وشملت إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية. وقالت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية إن كيم جونغ أون وشي جينبينغ قيما لقاء كيم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سنغافورة وتبادلا الآراء بخصوص القضايا المشتركة ومنها رؤيتهما لحل قضية نزع الأسلحة النووية.

الولايات المتحدة تنسحب من مجلس حقوق الإنسان الدولي

محرر القبس الإلكتروني ... (رويترز) – قالت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة، نيكي هيلي، إن بلادهها انسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية، يوم الثلاثاء، «بعدما لم تتحل أي دول أخرى بالشجاعة للانضمام إلى معركتنا، من أجل إصلاح المجلس المنافق والأناني». وقالت هيلي «بفعلنا هذا، أود أن أوضح بشكل لا لبس فيه أن هذه الخطوة ليست تراجعا عن التزاماتنا بشأن حقوق الإنسان».

الاتحاد الأوروبي: انسحاب واشنطن من مجلس حقوق الإنسان يهدد دورها الدولي

بروكسل: «الشرق الأوسط أونلاين».. قالت منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني مساء أمس (الثلاثاء)، إن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ينطوي على مخاطرة الإضرار بدورها الدولي. ونقلت مايا كوفيانشيتش المتحدثة باسم موغيريني، عنها أن: "الولايات المتحدة كانت دوماً في طليعة حماية حقوق الإنسان في أنحاء العالم ولطالما كانت لسنوات عديدة شريكاً قوياً للاتحاد الأوروبي في مجلس حقوق الإنسان." وأضافت: "قرار اليوم يهدد بتقويض دور الولايات المتحدة كداعم ومؤيد للديمقراطية على الساحة الدولية".

اندلاع أعمال عنف في نيكاراغوا بعد تعليق محادثات سلام

الراي...رويترز... قالت منظمة لحقوق الإنسان إن شرطة نيكاراغوا ومسلحين ملثمين اشتبكوا مع محتجين مناهضين للحكومة أمس الثلاثاء مما أسفر عن مقتل شخصين عقب تعليق محادثات سلام تهدف لوقف شهرين من المظاهرات الدموية. وأظهرت لقطات فيديو لرويترز شبانا مسلحين بقذائف مورتر وأسلحة بيضاء يطلقون مقذوفات من خلف متاريس بمدينة ماسايا في جنوب البلاد. وتسببت الاحتجاجات في محاصرة مركز شرطة لأكثر من أسبوعين في تحد للرئيس دانييل أورتيغا. وتشهد نيكاراغوا اضطرابات منذ اقترح الرئيس في أبريل تخفيض مزايا بنظام المعاشات لتغطية نقص في منظومة التأمين الاجتماعي. وأثارت الخطة، التي ألغيت في وقت لاحق، مظاهرات تحولت للعنف ودفعت لمطالب باستقالة الرئيس. وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن 170 شخصا على الأقل قتلوا منذ ذلك الحين في اشتباكات بين قوات مؤيدة للرئيس ومتظاهرين. وقال ألفارو ليفا الناطق باسم منظمة إيه.إن.بي.دي.إتش لحقوق الإنسان في نيكاراغوا إن شخصين قتلا وأصيب 32 آخرون على الأقل في مدينة ماسايا، ورفضت الشرطة التعليق.

 

 

 



السابق

لبنان...مشروع تشكيلة بين الحريري وباسيل في باريس قبل لقاء بعبدا...لبنان ينتظر ميركل غداً على وقع التباين الداخلي بشأن «النازحين»....الحريري يتريث في «التأليف» حتى انقشاع «الغبار» الإقليمي..مقال «واشنطن تايمز» عن تهريب مقاتلين وراء الضجة حول عدم ختم الجواز الإيراني...وزراء «مشاكسون» خارج الحكومة وآخرون تنتظرهم «المحاسبة»..ألمانيا تطلق إشارة البدء لاستثمارات مؤتمر «سيدر» اللبنانية..مشاورات الحكومة تدخل «المرحلة الجدية» و«العقدة الدرزية» عالقة بين عون وجنبلاط...

التالي

سوريا...إسرائيل تنسج جبهة لـ «إخراج إيران من سورية»...النظام السوري يقترح خطاً للسكة الحديد مع العراق وإيران...مقتل وجرح 20 في قصف متبادل جنوب سورية...دمشق تصعّد عسكرياً وموسكو سياسياً لاستعجال إنجاز «صفقة الجنوب»....الجبهة الجنوبية تعلن عن تشكيل "غرفة العمليات المركزية"..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,590,639

عدد الزوار: 6,902,867

المتواجدون الآن: 111