اخبار وتقارير...طهران تسعى لخفض كلفة حربها في سوريا بعد إدراك قادتها الثمن الباهظ داخلياً وخارجياً لمساعدة الأسد على قتل شعبه..الطعام والمعاناة وحّدا شتات النازحين في مخيم عين عيسى...خصوبة المسلمين العالية ستجعلهم ثاني ديانة في أميركا.. سيتجاوزون بأعدادهم ... اليهود...العلاقات التركية ـ الأوروبية نحو نفق جديد...

تاريخ الإضافة الإثنين 15 كانون الثاني 2018 - 5:57 ص    عدد الزيارات 3352    القسم دولية

        


طهران تسعى لخفض كلفة حربها في سوريا بعد إدراك قادتها الثمن الباهظ داخلياً وخارجياً لمساعدة الأسد على قتل شعبه..

الشرق الاوسط.....أمير طاهري... احتلت سوريا الصفحات الأولى والعناوين الرئيسية لأكثر من ست سنوات في إعلام الجمهورية الإسلامية باعتبارها أهم الأخبار العالمية. كذلك، تمتعت أخبار سوريا بموقع متميز في الإعلام الإيراني لما تمثله من أهمية بالغة لحكام البلاد وللمجتمع بصفة عامة. وينظر حكام البلاد إلى سوريا باعتبارها دولة مهمة؛ وذلك لأن «المرشد الأعلى» آية الله على خامنئي، وصف الصراع هناك بأنه «مصيري» لمستقبل الثورة الخمينية، ولطموحها في السيطرة على الشرق الأوسط. وقد أفاد المحلل الإعلامي الإيراني مسعود برازندا، أمس، بأن «القيادة في طهران تعتقد أنه من دون إحكام السيطرة على سوريا، ستعجز القيادة عن المحافظة على مكاسبها في لبنان والعراق، وستعجز عن نشر رسالتها في باقي الدول العربية وفي تركيا». أضاف المقال أن «إيران لم تنفق مبالغ باهظة في دولة أخرى مثلما أنفقت في سوريا ولم تقدم من دماء أبنائها مثلما قدمت في سوريا. فما تقدمه إيران لـ(حزب الله) واستغلاله داخل لبنان، لا يمثل سوى الفتات مقارنة بما أنفقته في سوريا». حدود خامنئي في سوريا إذن لا تقتصر على حاجته إلى قاعدة لتوسيع نطاق نفوذه الخميني، ناهيك عن الجذور العاطفية لذلك. ففي عام 1984، قام الخميني، الذي كان رئيساً للجمهورية الإسلامية في ذلك الحين، بزيارة إلى دمشق للتباحث مع الرئيس السوري حينها حافظ الأسد. وفي كلمة ألقاها هناك، استدعى الخميني ذكرى الأيام التي كانت فيها دمشق عاصمة لدولة بني أمية التي اغتالت الحسين بن علي، ثالث أئمة الشيعة، عام 680 هجرية. فقد قتل الحسين في كربلاء، العراق، لكن جثمانه وكذلك عائلته التي تعرضت للأسر نقلتا إلى دمشق. وفي الكلمة التي ألقاها مبللة بالدموع، ادعى خامنئي، واسمه الكامل، حسيني خامنئي، أن زيارته إلى دمشق «بوصفه حفيداً للحسين، تعتبر في حد ذاتها ثأراً لدم الحسين». وعلى مدار الأعوام الستة الماضية، كثيراً ما كرر خامنئي عبارته أو تعويذته الشهيرة «لن نترك سوريا أبداً». في الدول الأخرى التي تمثل أهمية لها، أظهرت إيران قدراً كبيراً من البراغماتية، بأن خففت من نبرة الحديث عن تورطها في المعترك السوري عندما تتعاظم التكلفة. وفي لبنان، على سبيل المثال، وافق خامنئي على حث ميشال عون، الذي كثيراً ما كان مكروهاً من طهران بسبب تعاونه مع صدام حسين خلال سنوات الحرب الإيرانية العراقية، على توليه الرئاسة؛ لما في ذلك من نفع لإيران. وبحسب مصادر إيرانية، فقد كان على الفرع اللبناني لـ«حزب الله» قبول هبة متواضعة. أما في البحرين، فقد رفض خامنئي حتى الآن قبول تسليح جماعات خمينية دخلت في تحدٍ مع الحكومة الملكية، أو في شن هجمات على القاعدة البحرية الأميركية هناك. ومؤخراً في اليمن، أمر خامنئي بنقل السفارة الإيرانية من صنعاء إلى مسقط بعمان، وبسحب نصف عدد المستشارين العسكريين الإيرانيين الذي يقدر عددهم بنحو 200 مستشار منتشرين في اليمن لمساعدة المتمردين الحوثيين. وحتى في العراق، فقد أجبر العوز الاقتصادي في إيران الرئيس خامنئي، على إصدار أوامره بتقليص الإنفاق على 23 فيلقاً عسكرياً تابعاً لإيران. لكن، حتى نهاية عام 2017، فإن الدعم للرئيس السوري بشار الأسد لا يزال مستمراً. غير أن هذا الوضع ربما يتغير، ومن ضمن المؤشرات لذلك هي أنه على مدار الأسبوعين الماضيين على الأقل، فقد تراجعت سوريا من الصفحات الأولى لتتواجد في الصفحات الداخلية في الإعلام الإيراني. وحتى عندما شنّ جيش بشار، المدعوم من سلاح الجو الروسي، الذي تفاخرت إيران بأنه سيكون «المعركة العظيمة والأخيرة» في إدلب، لم ترد الأخبار في الصفحات الأولى في صحف إيران. وكان السبب الأول بالطبع هو أن إيران نفسها قد تعرضت لهزة شعبية في الداخل استمرت دامت أكثر من عشرة أيام، نفذها محتجون رددوا شعاراً شعبياً يقول: «انسوا سوريا، وانتبهوا لمشكلاتنا». ولذلك؛ لم نرَ على الصفحات الأولى تقارير وصوراً ملونة عن الخطوط الأمامية في سوريا، التي كثيراً ما شاهدناها على مدار ست سنوات. ولم نشاهد أيضاً صور الـ«سيلفي» لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، التي كثيراً ما ظهر فيها يقود عمليات تحرير مناطق في إدلب بعدما حرر حلب والبوكمال ودير الزور. والأهم، هو ربما أن الضجة التي أثيرت عن استشهاد «المدافعين عن الضريح» قد انخفضت بدرجة كبيرة. ففي الأسبوع الأول من عام 2018، جرى في أربع مدن سوريا دفن جثامين أربعة ضباط إيرانيين قتلوا في ضواحي دمشق من دون أن يلفت ذلك الأنظار عكس ما كان يحدث حتى وقت قريب. بالنسبة لبعض المراقبين، يرمز هذا إلى أن صناع القرار في طهران بدأوا يشعرون بأن تورط إيران في الحرب السورية اللانهائية قضية لم تعد تحظى بتأييد ولا قبول شعبي. ومن ضمن مؤشرات ذلك «الشعور» ما ورد في المقال الافتتاحي الطويل لصحيفة «كيهان»، وهي الجريدة التي تعكس آراء خامنئي. تعبر افتتاحية الصحيفة عن عدم الرضا التام عن الطريقة التي تسير بها الأمور في سوريا، وعن «الخطة السياسية» التي تقترحها روسيا. «فروسيا تقوم بحملة دعائية كبيرة لخطتها، التي وصفتها بالأكمل والأفضل»، بحسب الافتتاحية. وأشار المقال الافتتاحي إلى أن «تلك الخطة مليئة بالعيوب الخطيرة التي يجب تلافيها قبل أن توافق عليها إيران والحكومة السورية والفرع اللبناني لـ(حزب الله)»، مشيرة إلى اعتراض خامنئي على ثلاثة عناصر رئيسية في الخطة الروسية وإلى أن إيران لا يمكنها قبول نظام برلماني في وجه النظام الرئاسي الحالي في سوريا، وأنها «لا تقبل كذلك بتشكيل حكومة انتقالية تضم الحكومة السورية وخصومها». ورفض المقال الافتتاحي أيضاً المقترح الروسي بشأن تشكيل نظام فيدرالي في سوريا. فإيران لا يمكنها قبول وضع يتمتع فيه كل من «الأكراد والعلويين والمسلمين السنّة بمناطق نفوذ» مستقلة خاصة بكل طائفة. أحد الأسباب أيضاً، هو أنه ليس هناك عدد كافٍ من الشيعة في سوريا يستحق تخصيص منطقة خاصة بهم في إطار سوريا الفيدرالية. غير أن الغرض الخفي من تلك الافتتاحية ظهر في جملة واحدة تقول: «يمكن العمل على ضمان مستقبل تطور الأوضاع الأمنية في سوريا بطريقة أقل تكلفة من السنوات الماضية»، وفق الصحيفة. ربما يمثل هذا تهديداً مستتراً لروسيا التي تتوق إلى النأي بنفسها عن سوريا في أقرب فرصة ممكنة لكي تنقل العبء المادي إلى كاهل إيران. والرسالة تقول: نريد تقليص التكلفة، لا زيادتها. قد يكون في ذلك رسالة للمحتجين الإيرانيين بأن النظام يفكر في تقليص التكلفة وتخفيف تدخله في المعترك السوري، مستخدما «النفاق» الروسي ذريعةً. ولأكثر من أسبوعين، لم تنشر أخبار عن القوات الإيرانية ولا عن «متطوعين للشهادة» من باكستان وأفغانستان الذين يجري إرسالهم إلى سوريا، في حين لا يزال الجنرال سليماني مختبئاً داخل بردته. ربما بدأ القادة الإيرانيون في فهم أن مساعدة بشار الأسد في قتل المزيد من السوريين أثبتت كلفتها الباهظة، سواء في الداخل أو الخارج.

الطعام والمعاناة وحّدا شتات النازحين في مخيم عين عيسى

«المجلس النرويجي للاجئين» يتحمل نفقات المطبخ ويدفع رواتب 20 طاهية

الشرق الاوسط...مخيم عين عيسى (ريف الرقة): كمال شيخو... يبلغ عدد النازحين في مخيم عين عيسى نحو 30 ألفا، يتحدر معظمهم من دير الزور والرقة، إلى جانب نازحين عراقيين. ويضطر هؤلاء للوقوف في طابور طويل أمام مطبخ المخيم لساعات للحصول على حصتهم الغذائية التي توزع بالمجان. غير أن كثيرا من قاطني مخيم عين عيسى يشتكون من محدودية كمية الطعام المقدمة واقتصارها على وجبة واحدة يومياً، مما يجعل كثيرا من النازحين يشعرون بالجوع، خصوصا في فصل الشتاء الذي تنخفض فيها درجات الحرارة. «الشرق الأوسط» جالت في مطبخ المخيم وتحدثت لبعض العاملين الذين يبلغ عددهم 52 عاملا يقدمون الخدمات 7 أيام من دون عطلة. على خلاف كثير من الفلسطينيين الموجودين في سوريا المتحدرين من عائلات قدمت بعد نكبة فلسطين عام 1948، جاءت زهرة عبد الصمد (37 سنة) من قطاع غزة في فلسطين إلى سوريا قبل 15 عاما، وكان عمرها آنذاك 22 سنة، برفقة أبويها، للإقامة في بلدة عين عيسى الواقعة على بعد 50 كيلومترا غرب مدينة الرقة (شمال البلاد). طلبها أحد أبناء البلدة للزواج في عام 2002 وانتقلت مع زوجها إلى الرقة في العام نفسه، وأنجبت بنتا و3 أولاد، وعلى الرغم من بعض الاختلافات بين عادات وتقاليد المجتمعين، فإنها استطاعت أن تجد لها مكاناً وحضوراً بين سكان المنطقة. وفي نهاية 2014، سيطر عناصر تنظيم داعش على بلدة عين عيسى، قبل أن يطردوا منها في بداية يوليو (تموز) 2015 على يد «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم جوي من التحالف الدولي ضد الإرهاب، الأمر الذي دفع زهرة وأسرتها للنزوح. تقول زهرة: «مع بداية افتتاح مخيم عين عيسى في شهر مارس (آذار) 2016 كنت بين أوائل العائلات التي سكنت المخيم». عملت زهرة بداية مع منظمة إغاثية في توزيع المساعدات والسلال الغذائية، وتولت إدارة المطبخ بعد افتتاحه، وتضيف: «افتتح مطبخ المخيم في أول يوم من رمضان 2016، وقتها، قدمنا أول وجبة إفطار للنازحين الذين كانوا لا يتعدون المئات». بين أدوات المطبخ وروائح الطعام والحلّة الكبيرة المخصصة للطهو، تعمل زهرة لأكثر من 12 ساعة يوميا في المخيم، وتلفت إلى أن ابنتها الكبرى ريم تساعدها في أعمال المنزل من طبخ وتنظيف، وتحظى هي بدعم وتشجيع من زوجها. تقول: «عمل المطبخ يأخذ كل يومي، ولا توجد أي عطلة. آتي للمطبخ الساعة السابعة صباحاً وأعود لبيتي بعد 12 ساعة من العمل المتواصل».

أطفال وعجائز لهم التفضيل

تطمح زهرة للعودة إلى الرقة، لكن أعمال رفع الأنقاض وإزالة الألغام لم تنته بعد، الأمر الذي يحول دون عودتها وباقي سكان المدينة. ورغم أصولها الفلسطينية، فإنها ما زالت تفضل العيش في الرقة على العودة لمسقط رأسها في فلسطين. وتتأثر الطاهية المبتسمة كثيراً بصيحات الأطفال عندما ينادونها «أمانة خالة زهرة... أعطني صحن رز مع مرقة». تعبر عن مشاعرها حيال مشهد هؤلاء الصبية وهم يقفون أمام باب المطبخ، قائلة: «عندما أشاهد وجوههم ونظراتهم، لا أستطيع أن أردهم أو أمنع عنهم الطعام. أوزع الطعام بيدي، خصوصا على الأطفال الصغار الذين ينتظرون في طابور طويل ليحصلوا على حصتهم من الطعام». تتابع زهرة حديثها: «في كثير من الأحيان يقف رجال كبار في السن يطلبون مني الطعام، مثلاً يوم أمس وقف رجل طاعن بالسن حاملاً صحنه. كيف أرد هذا الرجل؟»، تجيب وعلامات الاستفهام بدت على وجهها، متابعة كلامها: «بالتأكيد هذا الرجل كان يمتلك بيتاً ومضافة مفتوحة يوما ما، وكان كريم الضيافة، يستقبل فيها الزوار ويطعمهم، لكن هذه الحرب غيرت حالته وأجبرته على طلب الطعام». تقول دعاء (25 سنة) المتحدرة من الرقة وهي صديقة زهرة وتعمل معها متطوعة في المطبخ: «نتفاءل بوجود زهرة، العمل معها يخفف عنا العبء وكثيرا من الهموم، لا ترتاح أبداً، بالإضافة إلى إشرافها على المطبخ، تتجول بين جميع النسوة والفتيات، تسأل عن حالتهنّ بشكل يومي».

وجبة واحدة لا تشبع العائلة
وكان كثير من قاطني مخيم عين عيسى قد اشتكوا من كمية الأطعمة المقدمة واقتصارها على وجبة واحدة يومياً، مما يجعل كثيرا من النازحين يشعرون بالجوع، خصوصا في فصل الشتاء الذي تنخفض فيه درجات الحرارة، ويحتاج النازح لطاقة جسدية تتحمل برودة الطقس والعيش داخل خيمة لا تقيه شدة الرياح وغزارة الأمطار. يشرح عبد الناصر حمي، وهو مسؤول إداري في المطبخ، بأنهم يقدمون وجبة واحدة في اليوم تشتمل على حصة من الأرز أو البرغل إلى جانب مرق الخضراوات أو الفاصولياء، مع إضافة اللحم يومياً مكوّنا أساسيا للأطباق، كما يوزع الخبز مجاناً، حيث يجري توزيع نحو 30 ألف ربطة يومياً. وعن الكميات التي يقوم المطبخ بتوفيرها يومياً، قال حمي: «نعد نحو طنين ونصف طن من الأرز مثلاً. أما الفاصولياء، فنطهو نحو طن ونصف الطن منها، ومن البرغل نحو 3 أطنان. نعد بشكل يومي من 8 إلى 10 أطنان من الطعام». ولم يخفِ المسؤول الإداري أن نظام الوجبة الواحدة غير كاف، إلا أنه يعزو السبب إلى عدم امتلاك المواد الأساسية والغذائية لطهو مزيد من الوجبات، وكشف أن «المجلس النرويجي للاجئين»، (NRC)، تقدم الدعم المادي وتتحمل تغطية نفقات المطبخ، وتدفع أجور ورواتب 20 طباخة، لكن المسؤول الإداري حمي أوضح أن عدد العاملات والعاملين بالمطبخ يبلغ 52 شخصا يعملون ساعات مفتوحة حتى يتم الانتهاء من توزيع الطعام، مضيفا أنه «لا توجد عطلة للكادر، لأنه في حال إغلاق المطبخ يوما واحدا ستحدث مجاعة لآلاف الأسر المحتاجة هنا بالمخيم».

معلبات ومنظفات

يوجد في مخيم عين عيسى نحو 2500 خيمة مخصصة لنازحي دير الزور، فيما خصصت 1200 خيمة لنازحي الرقة، بالإضافة إلى 20 خيمة جماعية كبيرة تسكن فيها أكثر من 20 عائلة. ومع ازدياد أعداد النازحين، تتحمل إدارة مخيم عين عيسى أعباء إضافية في توفير حاجات الوافدين من خيام وأغطية وتأمين الأكل والأدوية. وفي حديثه معنا، قال رئيس لجنة إدارة المخيم جلال العياف: «نظراً إلى هذه الأعداد الكبيرة، نسعى لتوفير احتياجات النازحين، سيما الطعام والغذاء. نوزع كل أسبوع حصة عبارة عن معلبات ومنظفات. نعلم أن هذا غير كاف»، منوهاً: «طالبنا مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ببناء مخيمات في منطقة أبو خشب بريف دير الزور، لأن المنطقة هناك تشهد معارك بين (داعش) والنظام السوري، وستبقى حركة النزوح وفرار المدنيين مستمرة باتجاه مناطق أكثر أمناً».
أما آيات (52 سنة) التي تعمل طاهية في مطبخ المخيم، فتقول إن الأولوية في عملها لبقاء الطعام نظيفاً ومغلفاً كي يقدّم بشكل صحي، وعبرت عن مشاعر فرحها المشوبة بالحزن قائلة: «كوني من الرقة وعم أطبخ لنازحي مدينتي فرحانة أنه عم أخدم أهلنا، لأنه كلنا ذقنا مرارة الوضع ومأساويته، وزعلانة على الشيء يلي صار بالرقة بنفس الوقت»، مشيرة إلى أنها نازحة منذ نحو سنة في المخيم. وعن جودة الطعام الذي تأكل منه مع باقي أفراد أسرتها، قالت في ختام حديثها: «الطعام مذاقه طيب، لكن وجبة واحدة لا تشبع العائلة».

خصوبة المسلمين العالية ستجعلهم ثاني ديانة في أميركا.. سيتجاوزون بأعدادهم ... اليهود

الراي... (واشنطن - «سي إن إن عربية»).. أظهرت دراسة أجراها مركز «بيو» الأميركي تزايداً واضحاً في نمو أعداد المسلمين في الولايات المتحدة، خلال السنوات الماضية، ورجحت أن يتحوّل الإسلام خلال العقدين المقبلين، إلى ثاني أكبر ديانة في أميركا، متجاوزاً اليهودية. وجمع مركز الأبحاث بيانات تعود لأعوام 2007 و2011 و2017 لتعداد السكان في الولايات المتحدة (البيانات غير قائمة على الانتماء الديني) لوضع صورة أوضح لمستقبل المسلمين في أميركا. وحسب البيانات المستخلصة، هناك نمو متسارع للسكان المسلمين، وسيتضاعف عددهم ليقفز من نحو 3.45 مليون شخص في العام 2017 إلى ما يقدر بـ 8.1 مليون شخص في العام 2050. وفي حال الوصول إلى ذلك الرقم، فمن المتوقع أن يتجاوز عدد المسلمين في أميركا، عدد اليهود الذين يشكلون اليوم ثاني أكبر مجموعة دينية في البلاد. ولكن ما هو السبب في هذا النمو؟ الإجابة تكمن في الهجرة، إذ أظهرت الأبحاث رقماً قياسياً للمهاجرين المسلمين إلى الولايات المتحدة في العام 2016، وحالياً، ثلاثة أرباع المسلمين هم مهاجرون أو أبناء مهاجرين. أما العامل الآخر المؤثر في ارتفاع عدد المسلمين، فيتمثل في أن السكان المسلمين أصغر سناً من الجماعات الدينية الأخرى، مما يعني أن معدل الخصوبة لديهم أعلى. وبالرغم من ازدياد عدد السكان المسلمين في أميركا خلال العقود القليلة المقبلة، فإنهم سيظلون يمثلون جزءاً صغيراً من إجمالي سكان الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أن التحولات في مجموعات أخرى سيكون لها تأثير كبير على تركيبة البلاد. على سبيل المثال، في العام 2020 سيقترب عدد السكان المسيحيين من 253 مليون شخص، أي أنه سيزيد عن عدد المسلمين بسبعين ضعفاً. أما في العام 2050، فسيكون عدد المسيحيين 262 مليون نسمة تقريباً، وهو نمو هائل، ولكن بسبب نمو الجماعات الدينية الأخرى، وانخفاض نسبة السكان سيمثل المسلمون 2.1 في المئة فقط من السكان. أما بالنسبة للفئة غير المنتسبة إلى أي ديانة، فمن المتوقع نمو عدد أفرادها ليتجاوز عدد السكان المسلمين خلال العقود المقبلة. ففي العام 2020، سيبلغ العدد المتوقع للأميركيين غير المنتسبين إلى أديان نحو 63 مليون شخص، بحلول العام 2050، من المتوقع أن ينمو هذا الرقم ليصل إلى 101 مليون شخص تقريباً. وفي الخلاصة، فإن عدد المسلمين في أميركا سيزداد، ولكن حتى مع الطفرة السكانية، ستبقى الديانة المسيحية هي السائدة، تليها الفئة التي لا تنتمي إلى أي ديانة.

البابا يدعو إلى إزالة «الخوف المتبادل» بين المهاجرين ومجتمعاتهم الجديدة

الحياة...روما، مدريد، بروكسيل – رويترز، أ ف ب - رأى البابا فرانسيس في قداس خاص للاحتفال باليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين، أمس، أن الخوف المتبادل بين المهاجرين ومجتمعاتهم الجديدة أمر يمكن فهمه لكن يجب ألا يؤدي إلى عدم الترحيب بالوافدين الجدد وحرمانهم من الاندماج. وكان البابا، المدافع القوي عن حقوق المهاجرين، يلقي كلمة أمام تجمّع يضم مهاجرين ولاجئين من نحو 50 دولة زيّنت أعلامها المنطقة المحيطة بالمذبح في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان. وقال إن المجتمعات المحلية تخشى أحياناً من أن يربك الوافدون الجدد النظام القائم ومن أن «يسرقوا» شيئاً جهدوا طويلاً في بنائه، في حين «يخشى الوافدون الجدد من المواجهة ومن الحكم عليهم ومن التمييز ضدهم ومن الفشل». وتابع البابا: «الشكوك والمخاوف ليست خطيئة. الخطيئة هي السماح لهذه المخاوف بأن تحدد طريقة تعاطينا وأن تحدّ من اختياراتنا، وأن تؤثر في الاحترام والكرم وأن تغذي العداء والرفض». وحضّ البابا مراراً على دعم المهاجرين، في حين يواجه الساسة والمجتمع المدني صعوبات في التعامل مع حركة الانتقال الضخمة للأفراد على مستوى العالم التي أوجدت نقاط توتر، منها البحر المتوسط والحدود بين ميانمار وبنغلادش. فرنسيس، وهو أرجنتيني وأول بابا غير أوروبي منذ نحو 1300 عام، انتقد عزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعلن منع المهاجرين غير الشرعيين من عبور الحدود إلى الولايات المتحدة من المكسيك. واجتمع البابا الذي يقود 1.2 بليون كاثوليكي في العالم مع لاجئين مسلمين في ميانمار وبنغلادش العام الماضي، وطالب بعمل حاسم لحل مشكلات سياسية تسببت بفرار كثيرين. ورأى البابا أمس أن الوافدين الجدد يجب أن «يتعرفوا إلى قوانين الدول التي تستقبلهم وإلى ثقافاتها وعاداتها وأن يحترموها». وأضاف أن على المجتمعات «أن تنفتح من دون انحياز على التنوّع الغني للوافدين الجدد لفهم آمالهم وإمكانياتهم، فضلاً عن مخاوفهم ونقاط ضعفهم». وكان خفر جهاز الأمن البحري في إسبانيا أعلن أول من أمس، أنه أنقذ أكثر من 150 مهاجراً يتحدر بعضهم من شمال أفريقيا وبعضهم الآخر من أفريقيا جنوب الصحراء، كانوا على متن 6 زوارق متهالكة قبالة الساحل الجنوبي الإسباني. ونُقلت مجموعتان من 54 و55 شخصاً عُثر عليهم على متن زوارق بين شمال المغرب وجنوب إسبانيا، إلى ميناء ملقة في الأندلس، وفق جهاز الأمن البحري الإسباني. ونُقل 32 مهاجراً آخرين إلى ألمرية على بعد 200 كيلومتر شرق ملقة، وفق ما أفاد ناطق باسم جهاز الأمن البحري الإسباني. وأنقذ عناصر الجهاز أيضاً في مضيق جبل طارق وبمساعدة طائرة من وكالة «فرونتكس» الأوروبية، 13 مهاجراً على متن 3 زوارق، نُقلوا إلى ميناء طريفة على بعد 14 كيلومتراً من سواحل المغرب. في سياق آخر، شارك آلاف الأشخاص أول من أمس، في تظاهرة في بروكسيل مطالبين باستقالة وزير الدولة والهجرة ثيو فرانكن المتهم بتسهيل طرد سودانيين من بلجيكا، تعرضوا لاحقاً لسوء معاملة في بلادهم. وجاءت التظاهرة تلبية لدعوة أطلقتها نحو 20 منظمة وحزباً سياسياً من اليسار وشارك فيها 8 آلاف شخص تقريباً. وتتهم المعارضة البلجيكية الوزير فرانكن بأنه دعا في أيلول (سبتمبر) الماضي، 3 موظفين سودانيين كبار لزيارة بلجيكا، حيث تعرفوا إلى السودانيين المرشحين للطرد، لأنهم لا يستوفون شروط اللجوء.

تحقيق أميركي في تسجيل مصوّر يُظهر إطلاق نار على مدني أفغاني

الحياة...كابول - رويترز - أعلنت السلطات العسكرية الأميركية أنها تحقّق في تسجيل مصوّر، جرى تداوله على نطاق واسع بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في أفغانستان، يُظهر ما يبدو أنه جندي أميركي يطلق النار على شاحنة مدنية أثناء سيرها في البلاد. وقال ناطق باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي إن «التسجيل ليس رسمياً ولم يصدر إذن بتصويره ولا يمثل مهنية جنود القيادة المركزية الأميركية»، مستدركاً: «نجري تحقيقاً وسنتخذ الإجراءات المناسبة وفقاً لما سيسفر من نتائج». وأبدى قائد القيادة المركزية الجنرال جوزف فوتيل استياءً من التسجيل، معرباً عن قلق «من أن يصدّق الشعب الأميركي وشركاؤنا في التحالف وحكومة أفغانستان وشعبها، أن جنودنا قساة القلب ولا يبالون بويلات الحرب ومعاناة الأبرياء المحاصرين في مناطق الصراع» في البلاد.

أوروبا تخشى شروطاً تعجيزية بعد موقف ترامب من الاتفاق النووي

الحياة...بروكسيل - نور الدين فريضي .. تستأنف وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بصفتها منسقة لجنة الإشراف المشتركة على الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست، مشاوراتها مع الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، ومع الصين وروسيا، للردّ على الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدما هدّد بوقف تجميد العقوبات المفروضة على طهران، في غضون أربعة أشهر، إن لم يخضع الاتفاق لإصلاحات من «عيوب جسيمة»، ملوحاً بانسحاب الولايات المتحدة منه. كما تعمّد المزج بين الاتفاق النووي وتدخلات إيران في المنطقة. ويُرجّح أن تدرج موغريني مسألة الخلاف مع الولايات المتحدة في هذا الصدد، على جدول اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاثنين المقبل. ويبدو موقف ترامب من الاتفاق النووي بمثابة شرط تعجيزي بالنسبة إلى الدول الست الموقّعة عليه، في فيينا في تموز (يوليو) 2015، والذي صادق عليه مجلس الأمن. ويُرجّح أن تبلغ الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) الرئيس الأميركي أن الاتفاق يُطبّق في شكل كامل، بشهادة التقارير الدورية التي تعدّها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد عمليات تفتيش ومعاينة للمنشآت النووية الإيرانية. وقبِلت طهران شروط تفتيش صارمة، تتجاوز مقتضيات البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي. لذلك سترفض الدول الست معاودة التفاوض في شأن الاتفاق، في موقف مشابه للذي أعلنته إيران، علماً ان الرئيس حسن روحاني استخف بقرار ترامب، معتبراً أنه «فشل، على رغم محاولاته المتكررة، في تقويض الاتفاق النووي»، والذي اعتبره «نصراً سرمدياً» لطهران. ويتساءل ديبلوماسي بارز في بروكسيل: «هل يُعقل فتح التفاوض في شأن اتفاق أُبرم بعد مفاوضات شاقة دامت 12 سنة، واقتربت في غضونها طهران من استكمال صنع مكوّنات قنبلة نووية، ولم يفصلها عن نقطة اللاعودة سوى أشهر؟ وهل يُعقل فتح التفاوض في شأن اتفاق يُطبق في شكل كامل؟». وكان وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا أكدوا، في لقاء استضافته موغيريني مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عشية قرار ترامب، وحدة الموقف الأوروبي من أجل «حماية» الاتفاق اعتبره وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون «إنجازاً ديبلوماسياً ضخماً» منع امتلاك طهران سلاحاً نووياً، لافتاً إلى أن «أحداً لم يقدّم بديلاً منه». وإذ يعاني ترامب عزلة دولية في شأن الاتفاق النووي، قد يواجه أيضاً صعوبات في الداخل. ويُرجّح بعضهم ألا ينال الغالبية الضرورية في مجلسَي الشيوخ والنواب، إذا قرر سحب الولايات المتحدة من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات المتصلة بالملف النووي، على طهران. ويرى خبراء في الاتفاق أن الولايات المتحدة تحتاج إلى ضمانات إضافية تحول، بعد انتهاء فترة تطبيق الاتفاق بين عامي 2025 و2030، دون استئناف إيران نشاطات تخصيب اليورانيوم إلى مستوى مرتفع، وصنعها أجهزة طرد مركزي متطورة. لكن طهران ستردّ آنذاك بأن استخدام الطاقة الذرية لأغراض سلمية يشكّل حقاً سيادياً، مذكّرة بتنفيذها البروتوكول الإضافي. ويدافع الإيرانيون، في محادثاتهم مع الأوروبيين، عن حاجة بلادهم إلى «تطوير آليات دفاعية»، معتبرين أنها «تواجه تهديدات من جيرانها»، علماً أن قرارات مجلس الأمن تحظّر على طهران تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. وينتقد الوزراء الأوروبيون التجارب الصاروخية التي تنفذها طهران، لكنهم لم يبلغوا بعد حد استخدام لغة حادة تجاهها. ويفضّل الاتحاد الأوروبي مقاربة «الديبلوماسية الناعمة» والمتعددة الطرف، لتسوية المشكلات مع إيران، أو دول أخرى تؤدي سياساتها إلى زعزعة في الاستقرار، مثل إسرائيل وكوريا الشمالية. لكن المقاربة الديبلوماسية قد تنتقل في مرحلة ما إلى استخدام أدوات الحوار من جهة، والعقوبات من جهة أخرى. وهذا التطوّر قد لا يحصل في أوروبا، إذا تمسّكت الإدارة الأميركية بموقفهــا السلبـي إزاء الاتفاق النووي.

العلاقات التركية ـ الأوروبية نحو نفق جديد

محللون يرصدون قبول الطرفين بـ«التعاون المعزز» بعد تبدّد أوهام الانضمام

إسطنبول: «الشرق الأوسط».. بعد سنوات من المفاوضات المضطربة، تدخل العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي مرحلة تغيير لتتركز حول تعاون معزز في عدد من المجالات عوضا عن انضمام أنقرة الكامل، حسبما يرى محللون. وتدهورت العلاقات التركية - الأوروبية إلى مستويات ساحقة في عام 2017 بعد تجميد عملية الانضمام وإثارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان صدمة باتهامه عدداً من الدول الأعضاء كألمانيا بـ«ممارسات نازية». لكن إردوغان بدأ العام الجديد بروحية مختلفة، فقام في مطلع الشهر الحالي زيارة إلى باريس جرت متابعتها من كثب تلتها زيارة لوزير خارجيته إلى ألمانيا. كما وجه القادة الأوروبيون نداء إلى الواقعية، وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام ضيفه التركي في 5 يناير (كانون الثاني) الحالي أن الوقت حان «لوقف النفاق» بشأن إمكانية تقدم مفاوضات الانضمام بين أنقرة وبروكسل. وأوضحت الخبيرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية أصلي آيدنطاشباش أن «الطرفين يدركان أن عملية الانضمام نسفت، أو لن تتقدم في أي وقت قريب». وتابعت في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية أمس «بات الوضع يتعلق بترتيب جديد وبعلاقة تعاقدية مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي»، مضيفة أن ذلك سيؤدي إلى تضاعف الزيارات الثنائية والأهمية الممنوحة للتجارة. وشددت آيدنطاشباش على أن «أنقرة ترى الأمور هكذا وليست لديها أوهام بشأن إعادة إحياء عملية الانضمام» إلى الاتحاد الأوروبي. وشكلت محاولة الانقلاب في 15 يوليو (تموز) 2016 في تركيا انعطافة في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي مع اتهام إردوغان الأوروبيين بعدم التضامن مع بلده وسط إعراب بروكسل عن قلقها من اتساع حملة القمع التي تلت الانقلاب. كما يكرر إردوغان دوريا أن تركيا «تعبت» من الانتظار «في ردهة» الاتحاد الأوروبي. وعبرت أنقرة منذ الخمسينات عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية التي ستصبح الاتحاد الأوروبي في 1993. وبدأت مفاوضات الانضمام الرسمية مع بروكسل في أكتوبر (تشرين الأول) 2005، لكن المفاوضات سرعان ما اصطدمت بعقبات، مما أدى إلى اقتصار الفصول المفتوحة على 16 فحسب بين 35 فصلا للتفاوض، فتح آخرها في يونيو (حزيران) 2016 ولم يتم الإعلان عن غلق أحدها. وفي مطلع الشهر الحالي، صرح ماكرون «علينا وقف النفاق بشأن إمكانية التقدم الطبيعي نحو فتح فصول جديدة». وأشار مارك بيريني الباحث في معهد كارنيغي أوروبا والسفير السابق للاتحاد الأوروبي في تركيا إلى أن أنقرة لم تعد توفر المعايير اللازمة لتقدم المفاوضات «نتيجة خياراتها الخاصة» خصوصا في مسألة دولة القانون. وأوضح «في المضمون، نشهد تخفيضا للعلاقة من حليفين سياسيين إلى شريكين يتعاونان بشأن عدد من الملفات كمكافحة الإرهاب والتجارة واللاجئين». وتابع سداد أرغين الكاتب في صحيفة «حرييت» التركية أن تصريحات الرئيس الفرنسي تشير إلى «تبديل في مفهوم» العلاقة بين أنقرة وبروكسل تلخص «بالتعاون لتحقيق أهداف مشتركة». ويتحدث المراقبون دوريا عن مرونة على مستوى التأشيرات وتحديث اتفاق الوحدة الجمركية كبديل لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. لكن الوزير التركي للشؤون الأوروبي عمر تشيليك أكد السبت أن تركيا لن تقبل بـ«شراكة مميزة» وصفها بأنها «وضع من الدرجة الثانية». ويدور هذا الجدل فيما تعيش تركيا مرحلة دبلوماسية دقيقة، وسط توتر كبير في العلاقات مع حليفتها المعهودة الولايات المتحدة، فيما لا يُنسي تعاونها البراغماتي مع روسيا الخصومة التاريخية بين البلدين. ومن جهة أخرى، فإن تركيا معنية مباشرة بخلط الأوراق الجاري في منطقة الشرق الأوسط. وأجاز لقاء في مطلع يناير الحالي بين وزيري الخارجية الألماني سيغمار غبريال والتركي مولود جاويش أوغلو بدء العمل على تحسين العلاقات الثنائية، رغم العبء الذي ما زال يلقيه عليها إبقاء عدد من الألمان في السجن في تركيا. وقالت آيدنطاشباش إن «تركيا تزداد مرونة إزاء أوروبا» لافتة إلى «سعي قادة أنقرة للابتعاد عن النبرة الحادة» التي سادت في العام الماضي.

واشنطن قلقة من اختراقات الـ«درون»... خوفاً من هجمات على قواعد نووية

قلق أمني أميركي من ازدياد تحليقات طائرات «درون» فوق العاصمة

الشرق الاوسط...واشنطن: محمد علي صالح.. أعلن الكولونيل باتريك داغان، قائد القاعدة العسكرية الفيدرالية في واشنطن العاصمة، قلقه لازدياد تحليق طائرات «درون»، (من دون طيار)، خاصة فوق العاصمة. وقال إن أكثر من ألف تحليق سجل خلال شهرين في الصيف الماضي. وحذر قادة عسكريون آخرون من اختراق هذه الطائرات قواعد نووية داخل الولايات المتحدة. وقال داغان في صحيفة «واشنطن بوست» أمس: «هل الذين يفعلون ذلك أعداء؟ لا نعرف. يمكن استعمال هذه التكنولوجيا للهجوم علينا هنا داخل وطننا. أرى أن أساس المشكلة ليس أنهم أعداء أو أصدقاء، بل أننا لسنا مستعدين لمواجهة هذا الخطر الجديد». في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وافق الكونغرس على حصول وزارة الدفاع على مسؤوليات أكثر لتنظيم تحليقات الدرون داخل الولايات المتحدة. وفي الشهر الماضي، وقع الرئيس دونالد ترمب على ذلك في جزء من ميزانية وزارة الدفاع السنوية. وقال تقرير أصدرته قاعدة اغلين (ولاية فلوريدا) العام الماضي، حيث يوجد متخصصون في الـ«درون»، إن الطائرات اخترقت مجالات جوية حيوية وحساسة داخل الولايات المتحدة. وفي العام نفسه، قال الجنرال جون هايتن، قائد القيادة الاستراتيجية العليا، أثناء استجواب في الكونغرس: «تهدد هذه التحليقات قواعدنا وأسلحتنا. وأكثر ما تهدد أسلحتنا النووية». وأصدرت وزارة الدفاع أوامر بإسقاط أي طائرة «درون» تقترب من أكثر من 130 قاعدة عسكرية أميركية داخل الولايات المتحدة. وقال الكابتن جيف ديفز، المتحدث باسم البنتاغون، أن تفاصيل الأوامر سرية. لكنها تشمل «تدميرها، أو التحفظ عليها، إذا شكلت تهديدا». وأضاف: «ضاعفت زيادة الطائرات التجارية والخاصة من دون طيار في الولايات المتحدة مخاوفنا حول أمن وسلامة منشآتنا، وحول سلامة الطيران، وأمن المواطنين». في ذلك الوقت، قالت وكالة «رويترز» إن سبب ذلك هو أن طائرات «(درون) صارت رائجة كألعاب الأطفال، وصارت في أيدي أعداد كبيرة من الهواة. وصارت لها استخدامات تجارية، مثل التصوير من الجو». وكانت شركات أميركية عملاقة، مثل «أمازون» و«غوغل»، أعلنت أنها تخطط لاستخدام هذا النوع من الطائرات في توصيل السلع المبيعة عبر الإنترنت. وتشير تقديرات «وكالة الطيران الاتحادية (إف إيه إيه)» إلى ارتفاع عدد الطائرات التجارية من دون طيار من نحو 42 ألفاً في نهاية 2016، إلى توقع نحو نصف مليون طائرة خلال الأعوام القليلة المقبلة، وإلى أكثر من مليون بعد ذلك بفترة قليلة. في ذلك الوقت، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن العسكريين يخافون من زيادة الإقبال، خصوصا خلال موسم أعياد الميلاد وبداية العام الجديد، من شراء هدايا طائرات «درون». وأيضا، يخافون من استعمالها في أغراض إرهابية أو إجرامية. قبل 3 أعوام، أصدرت الحكومة الأميركية قانونا عن تسجيل اسم وعنوان كل من يشترى طائرة من هذا النوع. في ذلك الوقت، قال مايكل هويرتا، مدير وكالة الطيران الاتحادية (إف إيه إيه): «تلقينا كثيرا من الشكاوى عن طائرات (درون) تحلق قرب مطارات، وأماكن حساسة ومهمة. لهذا، قررنا أن على كل مستخدم لهذا النوع من الطائرات أن يتبع معايير السلامة المعروفة». وأضاف: «ستكون المعلومات عن كل مستخدم طائرة (درون) متاحة للجميع. وسيكون كل واحد مسؤولا عن أفعاله، وسيواجه عقوبات إذا خالف القانون».
وقالت مصادر إخبارية إن وزارة الأمن الداخلي تشترك في حملة تسجيل هذه الطائرات، وذلك بعد تقارير بأن إرهابيين داخل الولايات المتحدة يمكن أن يستخدموها. وقبل 3 أعوام، حقق مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) مع طلاب مسلمين وعرب في جامعة كاليفورنيا بعد تقرير في صحيفة الجامعة عن تجارب بقسم التكنولوجيا في كلية الهندسة عن تطوير هذا النوع من الطائرات.

ترمب للصحافيين: أنا أقل شخص عنصرية على الإطلاق وأكد استعداده لحماية المهاجرين الأطفال

فلوريدا: «الشرق الأوسط أونلاين».. رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم أمس (الأحد)، اتهامه بالعنصرية، عقب تعليقات مهينة نسبت له بشأن المهاجرين من هايتي وأفريقيا. وردا على سؤال لأحد الصحافيين في فلوريدا، عما إذا كان عنصرياً بعدما أفادت تقارير بأنه قال إن المهاجرين من هايتي وأفريقيا «من دول حثالة» خلال اجتماع مع مشرعين، قال ترمب: «لا.. أنا لست عنصريا، أنا أقل شخص عنصري يمكن أن تقابله على الإطلاق». وأكد ترمب، استعداده للتوصل إلى اتفاق لحماية المهاجرين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال.

موالون لـ{داعش} يتبنون الهجوم على قوات أميركية في النيجر

{جماعة الصحراوي} تكشف عن تكتل الجماعات المتطرفة في مواجهة قوة «مجموعة الساحل»

الشرق الاوسط..القاهرة: خالد محمود... أكدت مجموعة المتشدد عدنان أبو وليد الصحراوي التي بايعت تنظيم داعش، أمس، أن الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل الأفريقي «تتعاون» ضد القوة المشتركة المؤلفة من 5 دول في المنطقة، فيما أعلن زعيم فرع تنظيم داعش في غرب أفريقيا المسؤولية عن هجوم أودى بحياة 4 من أفراد القوات الخاصة الأميركية و4 جنود من النيجر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم المجموعة المتشددة عرف عن نفسه باسم «عمار»، وهو أحد المقربين من زعيم المجموعة، قوله: «سنقوم بكل ما بوسعنا لمنع تمركز قوة دول الساحل الخمس» في هذه المنطقة. وأضاف: «إخوتنا إياد اغ غالي والمجاهدون الآخرون يدافعون مثلنا عن الإسلام»، مشيرا بذلك إلى زعيم الطوارق لجماعة «أنصار الدين» الذي يقود «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» أكبر تحالف لهذه الجماعات في منطقة الساحل مرتبط بتنظيم القاعدة وتأسس في 2017. وقال: «لمكافحة الكفار نتعاون»، موضحا أن جماعته ما زالت تدين بالولاء لتنظيم داعش، وأضاف: «سنواصل الكفاح معا». وتبنت المجموعة التي يقودها عدنان أبو الوليد الصحراوي وتطلق على نفسها تسمية «تنظيم داعش في الصحراء» الجمعة الماضي مجموعة من الهجمات بمنطقة الساحل، خصوصا ضد قوة «برخان» الفرنسية في مالي يوم الخميس الماضي، كما أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي أدى إلى مقتل 4 عناصر من القوات الخاصة الأميركية و4 جنود نيجريين في 4 أكتوبر الماضي في النيجر. وتنشط هذه الجماعة في «منطقة المثلث الحدودي» بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر، حيث تتركز عمليات القوة المشتركة لدول الساحل الأفريقي (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا وتشاد). وتأتي تصريحات الناطق باسم جماعة الصحراوي قبل اجتماع جديد يعقد اليوم في باريس لوزراء دفاع الدول الخمس الأعضاء في مجموعة الساحل ودول مانحة بينها فرنسا. وهي تؤكد معلومات نشرت مؤخرا نقلا عن دوائر أمنية وعسكرية غربية تتحدث عن تعاون ميداني معزز بين مختلف الجماعات المتشددة في منطقة الساحل. وتعاني منطقة الساحل الأفريقي من نشاط جماعات متشددة ومهربين وأزمة مهاجرين. وبايع عدنان أبو وليد الصحراوي في مايو (أيار) عام 2015 تنظيم داعش، لكن التنظيم لم يعلن عن هذه المبايعة إلا في أكتوبر عبر وكالته الدعائية «أعماق». ورغم تشتت الجماعات المتطرفة وطرد جزء كبير منها من شمال مالي منذ 2013، فإنه ما زالت مناطق بأكملها خارجة عن سيطرة القوات المالية والفرنسية وتلك التابعة للأمم المتحدة التي تستهدفها كلها من حين لآخر بهجمات على الرغم من توقيع اتفاق للسلام في منتصف عام 2015 كان يفترض أن يسمح بعزل المتشددين نهائيا.
من جهتها، نقلت «وكالة نواكشوط للأنباء»، وهي وكالة أنباء مستقلة، عن الصحراوي، الذي نادرا ما تصدر عنه تصريحات، قوله: «نعلن مسؤوليتنا عن الهجوم الذي استهدف الكوماندوز الأميركي شهر أكتوبر الماضي في منطقة تونجو تونجو بالنيجر». وطبقا لوكالة الأنباء، فقد أعلن الصحراوي في بيانه المسؤولية أيضا عن هجوم بسيارة ملغومة على قوات فرنسية يوم الخميس الماضي قرب مدينة ميناكا في مالي. وأضاف أن الهجوم أسفر عن «مقتل عدد من الجنود الفرنسيين» لكن الجيش الفرنسي قال في بيان إن 3 جنود فقط أصيبوا في الهجوم. وقتل الجنود عندما هاجم عشرات المتشددين المسلحين بالأسلحة الآلية وقاذفات الصواريخ دوريتهم المشتركة قرب قرية تونجو تونجو على الحدود بين مالي والنيجر في 4 أكتوبر الماضي. وجذب الهجوم الانتباه إلى وجود للجيش الأميركي في النيجر حيث تنشر الولايات المتحدة 800 من جنودها، بينما تواجه إدارة الرئيس دونالد ترمب مصاعب في تبرير انتشار قوات أميركية في المنطقة. وأشار مسؤولو أمن إلى أن منفذي الهجوم متشددون موالون لعدنان أبو الوليد الصحراوي زعيم فرع تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، لكن لم يصدر تأكيد للنبأ من جانب الجماعة التي تنشط على طول ساحل مالي مع النيجر وبوركينا فاسو. وتستغل الجماعات المتشددة الفوضى في منطقة الصحراء لتنشط بشدة وتشن هجمات عنيفة متزايدة على أهداف محلية وغربية هناك وفي منطقة الساحل شبه القاحلة إلى الجنوب منها. وتعد هذه الجماعات أكبر تهديد لاستقرار المنطقة.

محادثات سلام غير رسمية بين كابل و«طالبان» في تركيا

كابل: «الشرق الأوسط»... عقد ممثلون بالحكومة الأفغانية محادثات غير رسمية مع خمسة من أعضاء «طالبان» في تركيا أمس، طبقاً لما ذكرته قناة «تولو.نيوز» التلفزيونية الأفغانية أمس. ويمثل همايون جرير وعباس بشير الحكومة الأفغانية في الاجتماع. ونقلت القناة التلفزيونية عن همايون جرير وهو ممثل بالحكومة الأفغانية في المحادثات قوله إن «المحادثات غير رسمية، وإنهم سيبحثون الآليات لتمهيد الطريق لإجراء محادثات رسمية بين الجانبين». وأضاف أن أعضاء «طالبان» يمثلون «مجلس شورى كويتا» وشبكة «حقاني» وفصائل أخرى لـ«طالبان». ورفض ذبيح الله مجاهد، أحد المتحدثين باسم «طالبان» الاجتماع، زاعماً أن «المشاركين لا يمثلون الحركة». وكانت الجولتان الأولى والثانية من المفاوضات بين «طالبان» والحكومة قد عقدتا في تركيا العام الماضي. يأتي ذلك بعد أن ذكر رئيس مجلس السلام الأعلى، محمد كريم خليلي، في مراسم عقدت في كابل العام الماضي في ديسمبر (كانون الأول)، إن «المجلس مستعد لمحادثات سلام مع (طالبان) من دون أي شروط مسبقة». وكان الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية الدكتور عبد الله عبد الله، ذكر الاثنين الماضي «أن وجود قادة (طالبان) خارج أفغانستان بات حقيقة للعالم بأسره، وأن معلومات دقيقة أظهرت أن قادة (طالبان) عاشوا في المدن الباكستانية الكبيرة، وقاموا بتنظيم هجمات ضد الحكومة والشعب الأفغاني من هناك». وأضاف الدكتور عبد الله في كلمة ألقاها في اجتماع لمجلس الوزراء الأفغاني، ونقلتها وكالة أنباء «باجفاك» الأفغانية، إنه ليست هناك حاجة لتفسيرات حول ما إذا كان زعماء «طالبان» يعيشون في أفغانستان أو في الخارج. وأوضح أن وجود قواعد إرهابية ووجود قادة «طالبان» خارج أفغانستان يعد واقعاً لا يمكن إنكاره، مضيفاً أن هناك إجماعاً بين أجهزة الأمن والشعب عليه.

 



السابق

لبنان...«عرض عضلات» بين خليل وباسيل قبل لقاء عون - الحريري...قيادي في «حماس» ينجو من الإغتيال في صيدا..إطلالة سياسية لعون وإقتصادية للحريري... وإمتعاض ديبلوماسي...بري إلى طهران اليوم والخلاف على المرسوم يراوح مكانه..باسيل: الحق السياسي تمهيد لاستعادة كل الحقوق...

التالي

اليمن ودول الخليج العربي...الجيش اليمني ينتظر أوامر لدخول صنعاء..الحوثيون يتخلون عن جرحاهم في جبهات القتال..قلق وسط سكان صنعاء بعد تهاوي الريال اليمني....وزير الداخلية السعودي يناقش في مسقط مستجدات المنطقة...الجبير يبحث في مجالات التعاون السعودي - الأوروبي..توقيع مذكرة تفاهم بين السعودية والإمارات..مقاتلات قطرية تعترض طائرة إماراتية ثانية..قمة أردنية يونانية قبرصية الثلاثاء في نيقوسيا..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,239,259

عدد الزوار: 6,941,720

المتواجدون الآن: 137