اخبار وتقارير..شيشان «رأس العين» على أبواب نزوح آخر..الحرب السورية وصلتْ إلى نهايتها وبقيت الورقة الكردية..مناطق «خفض التصعيد» ترسخ فصل المكونات وتمهد لفيدرالي.. دراسة لباحثين سوريين تتوقع سعي روسيا لتقليص نفوذ إيران و«حزب الله»...«سي آي إي» ترفع السرية عن حزمة ضخمة من ملفات بن لادن...«القاعدة» يتوعد بـ «معاقبة» ميانمار لاضطهادها الروهينغا..أول امرأة مسلمة رئيسة لسنغافورة....السويد تجري أكبر مناورات حربية منذ 20 عاما...

تاريخ الإضافة الخميس 14 أيلول 2017 - 8:46 ص    عدد الزيارات 3000    القسم دولية

        


شيشان «رأس العين» على أبواب نزوح آخر..

الحياة...محمد حسين .. رأس العين في الجزيرة السورية أرض التنوّع المذهل، يعيش فيها إلى جانب العرب والأكراد أقليّات بالغة الصغر، منها الأقلّيّة الشيشانية التي تعرضت كغيرها من الأقلّيّات لأخطار وتهديدات جعلت عشرات العائلات تهاجر إلى خارج البلاد، وهذا ما ساهم مع عادات وتقاليد صارمة يتّبعها الشيشانيون بانخفاض أعدادهم إلى أكثر من النصف خلال أقل من عشر سنوات. وصل المهاجرون «الشيشان» إلى منطقة رأس العين بالحسكة منتصف القرن التاسع عشر بعد تهجير شعوب القوقاز على يد الروس خلال حروبهم مع العثمانيين، وكانت الجزيرة السورية وقتها ضمن أراضي الدولة العثمانية ومنها منطقة منابع الخابور حيث استقروا. مع مرور الزمن أخذ المهاجرون الجدد بالاندماج مع السكان المحليّين من العرب وانعكس ذلك في غلبة اللهجة المحليّة لأهالي الريف من العرب على أبناء العائلات «الجيجانية أو الشيشانية» في مدينة رأس العين وقرية السفح أشهر تجمعاتهم السكنية في منطقة التقاء الخابور برافده نهر الجرجب، مع وجود عقبات أمام هذا الاندماج ناتجة من التمسّك الشديد بالعادات. المحامية الشيشانية «سناء» (اسم مستعار) قالت: إنّ أغلب شيشان رأس العين كانوا قبل حكم البعث ينتمون إلى الطبقة الإقطاعية ويملكون مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لذا تعرضوا لضغط كبير خلال الحقبة البعثية لتحجيم نفوذهم وزج بعضهم في السجون لعشرين عاماً، فتقلّصت أراضيهم عقب تطبيق قانون الإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي على (الفلاحين)، كما أنّ الكثيرين فرّطوا بالأرض، ما أدّى إلى تدهور أوضاعهم الاقتصادية.

الحرب والتقاليد تهدد وجودهم

وترى «سناء» أنّ خطراً أكبر يهدّد وجود الشيشان وهو تراجع أعدادهم في المنطقة لسببين: الأول: هو الهجرة الناتجة من الحرب والاشتباكات بين «الجيش الحر» وكتائب مسلحة تابعة لحزب «الاتّحاد الديموقراطي» في مدينة رأس العين، والتي قضى فيها 11 شيشانياً خلال عامي 2012 و 2013، إضافة إلى تدمير وسرقة أكثر من 80 منزلاً فيما استولى الحزب الكردي على أراضي المنتمين إلى فصائل الثورة السورية بعد سيطرته على المنطقة. والسبب الثاني: وفق «سناء» هو قلّة التناسل بسبب تأخّر سن الزواج إلى جانب عدم التزاوج مع القوميّات الأخرى -إلّا نادراً- كزواج شيخ قبيلة البكّارة بدير الزور راغب البشير بحسينة العبدي بنت عبدي بيك أحد أكبر وجهاء الشيشان المعروفين محلياً، والذي زوّج ابنته الأخرى (نجمة) لأحد شيوخ قبيلة شمّر بالعراق، وسبب الزواجين تمتين الصّلات مع هاتين القبيلتين الكبيرتين. وتسببت عادات الزواج المحصور داخل العائلات الشيشانية وتأخير سن الزواج بوفاة شباب وشابات من دون أن يتزوجوا بعد تقدّمهم بالسن، على ما تشير «سناء». وأضافت المحامية الشيشانية أن أبناء قومها يتمسكون بعادات تشدّد على احترام الكبير في شكل منقطع النظير، ومن الحوادث في هذا الإطار إلقاء إحدى صديقاتها طفلها بالشارع حتى لا يراها والدها وهي تحمله، لأن ذلك يُعتبر في عرف الشيشان حتى فترة قريبة عيباً كبيراً، وقد يكون لهذه العادة دور في قلّة الإنجاب.

إدراك الخطر

يعي شيشانيو رأس العين التّحديات والأخطار المحدقة بهم، لذا شرع 12 شاباً بتأسيس «الجمعية الشيشانية» عام 2016، كما عمل آخرون على توثيق المناسبات والحوادث الاجتماعية باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فكان الدور البارز لصفحة «شيشان رأس العين» في موقع «فايسبوك» التي كشفت لأوّل مرّة أنّ الشيشان في المنطقة يتوزعون إلى حوالى290 أسرة، لكنّ العدد انخفض إلى 134 أسرة بعد نزوح ولجوء أكثر من نصف العائلات إلى خارج رأس العين بل البلاد فمعظمهم اتّجه نحو تركيّا وأوروبا. وثّق هؤلاء الشبان 17 مولوداً جديداً للشيشان خلال عام 2016 هم 6 إناث و11 ذكراً بينهم 3 أطفال ولدوا في أوروبا عقب هجرة ذويهم إلى هناك، كما وُثِّقت 6 حالات زواج لشبان شيشان مقابل وفاة عشرة أشخاص في العام نفسه. وأشارت الصفحة إلى وجود 37 أسرة شيشانية برأس العين لديها ولد وحيد، أي أنّ نحو 40 شخصاً سيتركون خلفهم 20 شخصاً على الأكثر بنسبة تراجع تصل إلى النصف، إضافة إلى 17 أسرة ليس لديها أولاد، فيما توفي 35 شخصاً من دون أن يُنجبوا فأُغلقت بيوتهم للأبد. وعلى عكس العرب فالزواج ببنت العمّ أو العمّة أو الخالة قليل جداً عند الشيشان ويُحجُم الشاب الشيشاني عن الزواج بفتاة نزلت ضيفة بداره لأكثر من يوم أو نادته بلفظة أخي، وتقام حفلات أعراس مغلقة وفق الفولكلور الشيشاني، يدعى إليها الأقارب والأصدقاء، ويحرص أهل العريس على الذهاب إلى كل عائلة مدعوّة وإحضار البنت الكبيرة باللباس الشيشاني التقليدي للرقص على أنغام آلة «الأكورديون» أو «الباندر» في حفلة لا يحضرها سوى الشيشان.

زواج « الخطف»

وعن تقاليد الزواج الشيشاني يقول سعد الدين مولود - المنحدر من إحدى أبرز العائلات الشيشانية في المنطقة-: إنّ زواج «الخطيفة» كان عادة قديمة يلجأ إليها الشاب إذا امتنع أهل الفتاة عن تزويجها لسبب ما، وتنتهي كلها بالمصالحة بين أهل الطرفين وكان العريس الخاطف يضعها أمانة عند أحد أصدقائه أو أقاربه، فيما يستقر هو عند عائلة أخرى ولا يحق له البقاء معها في البيت نفسه. لايزال قسم قليل جداً يتبع هذه العادة، ويتابع مولود: أمّا خطبة العروس في الأحوال العادية فتتم بالموافقة المبدئية بين الأهل، ثم يذهب بعض الوجهاء وكبار السن إلى بيت أهل العروس لطلبها وقراءة الفاتحة وأداء مهر رمزيّ، كان عبارة عن مبلغ لا يتجاوز 700 ليرة سورية، فأصبح بعدها 1500 ليرة سورية ثم أصبح 15000 ليرة حالياً. وبعد حفلة صغيرة في بيت أهل العريس لإعلان الخطبة يذهب أهل العريس وأقاربه إلى «المواجهة» وهي تقليد لزيارة العروس وأهلها لتقديم هدايا من مال وذهب ولباس وأشياء أخرى للفتاة بعد إعلان خطوبتها. في هذا السياق، يستذكر الحاجّ إبراهيم العرادات حالة «خطيفة شيشانية» فاشلة حصلت في ثمانينات القرن الماضي، حين أحبّ شابّ سيّء الحظ ينتمي إلى عائلة حسن اليوسف الشيشانية فتاةً من قومه تنحدر من عائلة «الأختة» صاحبة النفوذ الكبير آنذاك. قال العرادات إن الشاب لجأ إلى بيت أحد أفراد عائلة «العرادات» العربية في قرية «مجيبرة» في حين نقل قريبان له الفتاة إلى منزل عائلة أخرى في المنطقة بعد أن «خطفوها» من قرية السفح أهم القرى الشيشانية في المنطقة، لافتاً إلى أنهم ظلوا يحرسون الشاب على مدار شهر كامل، لكن كل الوساطات التي أرسلت إلى والدها باءت بالفشل، لذا لم يتم الزواج وعادت الفتاة إلى أهلها المتنفذين. على رغم كلّ هذه التحديات والأخطار إلّا أنّ الأهالي يحضّون أبناءهم على التمسك بأرضٍ كانت خاضعة في يوم ما لحكم أجدادهم المطلق، وأيضاً بعادات وتقاليد تلعب دوراً مهمّاً في حياة «شيشان رأس العين»، إلى حدّ أنّ تحالفها مع ظروف الحرب يعرّض وجودهم لخطر داهم، قد يجعل منطقة ينابيع الخابور يوماً ما خالية من الشيشان.

الحرب السورية وصلتْ إلى نهايتها وبقيت الورقة الكردية..

الراي...تقارير خاصة .... كتب - إيليا ج. مغناير .... بعد رفْع الحصار عن مدينة دير الزور الشمالية، تتّجه الحرب في سورية نحو نهايتها بسبب التدخل الروسي السياسي والعسكري. وقد وفّرت موسكو الغطاء الجوي للقوات البرية وكذلك قدّمت الدعم الديبلوماسي لدى الأمم المتحدة التي حاولتْ فيها دول كثيرة فرض عقوبات على دمشق والتدخل عسكرياً لضرْب العاصمة والجيش السوري، ومنعت التوسع العسكري الأميركي - التركي. واستثمرت روسيا وجودها في سورية في بناء قوّة جوية وقواعد لها ولبحريّتها وأحضرتْ قوات خاصة نقلت موسكو من كونها عاصمة دولة قوية الى دولة عظمى تستطيع تغيير مسار الحروب وكذلك صنع السلام. وأدى التدخل الروسي في الشرق الأوسط الى إلغاء أحادية أميركا وهيمنتها على تلك البقعة من العالم التي بدأتْ فعلياً منذ إنطلاق البريسترويكا.

لماذا نستطيع القول إن الحرب انتهت؟

من أبرز المؤشرات، ان روسيا تمكّنتْ من فرض 3 مناطق معزولة من الاشتباك (واحدة في الجنوب وثانية في الوسط وثالثة في الشمال)، وها هي تستعد في اجتماع أستانة للإتفاق على منطقة رابعة في مدينة إدلب الشمالية الخاضعة تماماً لسيطرة تنظيم «القاعدة»، والتي تعتقد تركيا أنها تستطيع «السيطرة على الوضع» فيها. وتشير المعلومات الى أن تنظيم «القاعدة» يتحضّر لتغيير جلده مرة أخرى ليتناسب مع الوضع الجديد والفصل بين «معتدلي (القاعدة) ومتشدّديه»، ذلك أن هذا التنظيم يعلم تماماً أن المعركة الأخيرة ستجري داخل مدينة إدلب إذا رفضتْ الانضمام للتسوية، وأن الجيش السوري قادر عسكرياً على استعادة المدينة وأن مسار الديبلوماسية والتفاوض يسيران على الخط المرسوم لهما ولن يستطيع أحد وقفهما. وقد أصبح الجيش السوري أقوى من ذي قبل ومرتاح لتوقف المعارك في البادية. وهكذا، بعد هيمنة «داعش» في دير الزور، تبقى «الميادين» و«البوكمال» الصغيرتان تحت سيطرة «داعش»، وهاتان المدينتان بالمقدور عليهما. وهكذا تتجه سورية إلى إنهاء ست سنوات طويلة من الحرب التي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف وخلّفت أكثر منهم من الجرحى وأنتجت ملايين المهجرين، إلا أن نهاية الحرب لا تعني أن سورية ستستعيد سيادتها على كامل الأراضي السورية والسبب هو الآتي:

* تتخذ تركيا مقراً لها في شمال سورية وتحتل مدناً عدة يحكمها والٍ تركي يملك السلطة هناك.

* تحتلّ الولايات المتحدة شمال شرقي سورية وتفرض من جانبها - من دون أخذ الإذن من مجلس الأمن - منطقة حظر الطيران وتدعم الأكراد السوريين وتشجعهم على السيطرة على أراضي ومصادر للطاقة (حقل المهر الغني بالنفط وعشرات الآبار المنتشرة في المنطقة). وتستخدم أميركا ذريعة «الحرب على (داعش)» شرق نهر الفرات، حيث التنظيم، في هروب من المنطقة أمام تقدُّم الجيش السوري.

واقعاً استعاد الجيش السوري جزءاً كبيراً من منطقة دير الزور ومطارها العسكري وجبال ثردة بعدما كانت طائرات أميركا قصفت الجيش السوري العام الماضي لتعطي «داعش» الفرصة لاحتلال هذه الجبال والسيطرة النارية على مطار دير الزور، الذي مثّل المصدر الوحيد لإعانة عشرات الآلاف من المدنيين المحاصَرين داخل المدينة.

* تخضع مناطق (3+1) لمنع الاشتباك وتخضع للتفاوض السياسي، وتهيمن دول على الجماعات المسلحة داخل هذه المناطق لأنها مسؤولة عن الدعم المادي والسياسي الخارجي، وبالتالي فإن لهذه الدول الكلمة أيضاً أثناء المفاوضات المستقبلية. وبالتالي يتوجب على دمشق أن تستعد للتفاوض مع الدول التي تحتل أراضٍ ومدناً في سورية. ويتحضر العالم لمحاولة فاشلة لإسقاط الأسد مستخدماً ورقة الانتخابات الرئاسية المبكّرة المقبلة.

إذاً بقيت الورقة الكردية التي تستخدمها تركيا وإسرائيل وأميركا. وهذه الدول - بغض النظر عما يصرحونه من تغيير موقفهم من دمشق - تريد إسقاط الأسد وإزالته من الحكم.

نأخذ مثلاً الاستفتاء الكردي في العراق (المرتبط بسورية) والذي يطالب به الرئيس المنتهية ولايته مسعود بارزاني والمتوقّع في 25 الجاري والمطالِب بالانفصال عن العراق وإنشاء دولة مستقلة. وقد صوّت البرلمان العراقي ضد القرار وأعطى رئيس الوزراء السلطة للتصرّف بما يشاء لمنع الانفصال. وهذا الانفصال - إذا حصل وضم بارزاني مدينة كركوك الغنية بالنفط - سيعترض عليه كل من العراق وسورية وإيران بشدة بسبب ملايين الأكراد الذين يعيشون في هذه الدول، فيما تدعمه إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة. نعم تركيا تدعم انفصال أكراد العراق (وليس أكراد سورية) لأنها هي التي تسيطر على معبر النفط من كردستان الى العالم ما سيزيد من سيطرة أنقرة على جزء من نفط العراق، لا سيما إذا انضمت كركوك الى إربيل. وإذا حصل هذا، فإن حكومة بغداد لن تتردد بشن الحرب على كردستان من أجل كركوك. وفي حال كانت تركيا لا ترغب بانفصال الأكراد، فإن بارزاني لن يجرؤ أبداً على إعلان استقلاله لأن تركيا هي المعبر الوحيد له، وتركيا تحتفظ بقوات في أجزاء متعددة من شمال العراق وبالتالي تستطيع - إذا هوجمت هذه القوات يوماً ما - التدخل عسكرياً وسلخ كردستان (والنفط الذي تحويه) عن العراق تحت أي عذرٍ كان. تميّز تركيا بين أكراد سورية والعراق بسبب ارتباط السوريين بالـ ypg والـ pkk عناصر وحدات الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني، أعداء أنقرة. وأكراد سورية موجودون ليس فقط في الحسكة بل في عفرين وحلب ما سيجبرهم على التفاوض مع دمشق عاجلاً أم آجلاً. أما إسرائيل التي تتسلم نفط كردستان العراق وتقف بشدة خلف مشروع تقسيم العراق (وسورية) فهي تحاول لعب ورقتها الأخيرة - على الرغم من تواجدها في صف الخاسرين الذين فشلوا بإسقاط النظام - للأسباب التالية:

* فشل تل أبيب بإزاحة الأسد رغم دعمها الفصائل المسلّحة في جنوب سورية عسكرياً ولوجستياً وإستخباراتياً.

* تمنياتها برؤية الجيش السوري منتهياً بعد حرب طويلة مع حلفائه إيران و«حزب الله» لم تتحقق، بل ان الأسد حوّل جيشه المعتاد على البقاء في الثكن الى جيش جديد مخضرم خبِر القتال بكل أنواعه وعاش تجارب لن يستطيع أي جيش في الشرق الأوسط مقارعتها مهما ناور وتدرب. ومن المتوقع أن ينضم عشرات الآلاف إلى الجيش بانتهاء الحرب.

* وصلت إيران إلى سورية العام 1982 لبناء «حزب الله» اللبناني بموافقة الرئيس الراحل حافظ الأسد. أما اليوم فقد سمحت الحرب السورية بوجود إيراني مهم. وقد استثمرت طهران في سورية المليارات دعماً للمؤسسات الرسمية والجيش وقدّمت النفط والرجال والسلاح. وأصبح الترابط بين سورية وإيران مسألة وجود.

* رفع «حزب الله» من خبرته العسكرية ونوعية تسليحه وخاض معارك متنوعة استعاد فيها جبالاً وودياناً ومدناً. وها هي إسرائيل تقف موقف المُدافِع عن نفسها اليوم بدل المُهاجِم دائماً كما كانت قبل الحرب السورية.

مناطق «خفض التصعيد» ترسخ فصل المكونات وتمهد لفيدرالي.. دراسة لباحثين سوريين تتوقع سعي روسيا لتقليص نفوذ إيران و«حزب الله»

بيروت: «الشرق الأوسط».... رأى باحثون سوريون أن مناطق «خفض التصعيد» التي ترعاها روسيا «تمثل ترسيخاً لنوع من الفصل بين المكونات، وإقامة حدود بين المناطق، بما يمهّد بأفضل الأحوال إلى حل فيدرالي، ومناطق متصارعة مع بعضها، لا يمنعها من الاقتتال البيني إلا الوجود العسكري الروسي طويل المدى». وخلص الباحثون إلى هذه النتيجة، في ختام دراسة أعدها «مركز جسور» تحت عنوان «سياسة فرض الاستقرار الروسية - حصاد القوة المفرطة»، للإضاءة على الدور الروسي في سوريا، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنها قبل نشرها، اليوم الخميس، معتبرين أن روسيا ستستمر في وجودها في سوريا لمدى طويل، من أجل تحقيق دورين أساسيين، أحدهما سياسي وآخر ديموغرافي. ويوضح معدو الدراسة أن الدور الأول «ينطلق بصفتها قوى كبرى تحمي مصالحها بالوصول إلى المياه الدافئة، ويتمثل بضمان حماية منطقة جغرافية متصلة قابلة للحياة، وهو ما تسميه (سوريا الفاعلة)، أو يمكن تسميتها (سوريا الصغرى)». أما الدور الديموغرافي لروسيا «فبصفتها قوة مسيحية أرثوذوكسية تحاول تحقيق حلمها التاريخي بوجودها بثقلها الديني في المنطقة منذ الإمبراطورية العثمانية، ويتمثل بخلق دولة أقليات نخبوية ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، ومثالاً لتعايش المكونات معاً». ومهدت الدراسة للخلاصة بالتأكيد أن قرار روسيا بالتدخل العسكري في سوريا جاء كقرار استراتيجي للتأكيد على الدور الروسي بصفته قوة عالمية لا يجوز تجاوزها أو إغفالها. وأن روسيا أدركت منذ بدايات تدخلها العسكري في سوريا أنه لا يمكنها أن تحتمل «هزيمة نكراء» لمشروعها في سوريا، كما أنها لا تمتلك في الوقت نفسه، ترف «الانتصار الكامل» لمخططها، وأن عليها التعامل والوصول إلى ما يمكن تسميته «نصف الانتصار». وأدّى إدراك روسيا هذه الحقائق إلى بناء علاقات مع مختلف الفاعلين على الساحة السورية، من المحليين والإقليميين، ولم تحصر شراكاتها في المعركة مع إيران والنظام السوري. وأشار معدو الدراسة التي حملت توصيف «تقدير موقف» إلى أنه منذ تدخلها العسكري في عام 2015، تحوّلت روسيا بشكل تدريجي إلى الفاعل الرئيسي في البلاد، ونقلت الجانب الإيراني إلى طرف هامشي في معادلة المعسكر المؤيد للنظام، ثمّ تولّت تحييد بقية الفاعلين المنافسين للنظام، سواء على المستوى الدولي والإقليمي، أو حتى على المستوى الفصائلي. وأظهر تسلسل الأحداث منذ بداية التدخل الروسي وحتى الآن «مهارة روسية في تفكيك المعادلة السورية، وقدرة على إعادة ترتيب أجزاء اللوحة المفككة»، بحسب ما جاء في الدراسة، «وأثبتت روسيا أن استخدامها القوة المفرطة في بداية تدخلها كان ضمن رؤية سياسية متكاملة، مكّنتها من تحقيق ما فشل النظام وداعموه الإيرانيون في تحقيقه في أربع سنوات». وتشير الدراسة إلى أن روسيا عملت منذ دخولها إلى اللعبة السورية فاعلا رئيسيا على تشكيل مقاربتها الخاصة تجاه الخصوم والفاعلين الدوليين والإقليميين والمحليين، وتمكّنت في نهاية المطاف من تحييد جميع الأطراف ودفعها للقبول بالطرف الروسي بصفته طرفا ضامنا، حتى في الاتفاقات التي يكون هو الطرف الرئيسي فيها. وضغطت على الفاعلين المحليين بالقوة النارية المفرطة من أجل خفض سقوف توقعاتهم ومطالبهم السياسية، ثم تحوّلت معهم إلى سياسة الاحتواء والتسوية، بالشكل الذي يُحافظ على وجودهم تحت سقف الخيارات الروسية. وتمكّنت روسيا من بناء علاقة إيجابية مع تركيا، وتحوّلت العلاقة بين الطرفين من التوتر الشديد إلى علاقة شراكة وطيدة في الملف في نهاية عام 2016، كما تمكّنت روسيا من خلق مقاربة دافئة مع دول عربية تدعم الشعب السوري. وقال التقرير: «ساعدت هذه المقاربة الروسية في تكوين فهم روسي أعمق للمنطقة وطبيعة الصراعات فيها، وكيفية إدارتها، وهو ما يمكن وصفه بالتدريب الضروري والحيوي لروسيا لتعود لاعباً مهماً في منطقة الشرق الأوسط». كما استطاعت روسيا جذب مصر إلى معسكر قريب من معسكر النظام السوري. وسعت روسيا ميدانياً إلى إنهاء جيوب الصراع، وفرض حالة من الاستقرار الميداني، وتحويل حالة الاستقرار إلى شكل قانوني معتمدٍ من أطراف النزاع المحلي نفسها، ومن الأطراف الإقليمية والدولية الداعمة لأطراف الصراع. واستطاعت روسيا منذ الربع الأخير من عام 2016 إعادة إنتاج صورتها لدى المعارضة داخل سوريا، حيث تحوّلت إلى وسيط وضامن، وأصبحت المعارضة وحاضنتها الشعبية ترفض القبول بأي اتفاق ما لم يكن بضمانة الطرف الروسي. وإلى جانب المعارضة المسلحة، تمكّنت روسيا من بناء علاقة متميزة مع «قوات سوريا الديمقراطية» و«حزب الاتحاد الديمقراطي»، رغم العلاقة القوية بين الطرف الكردي والأميركي من جهة، والعلاقة السيئة بين تركيا والطرف الكردي من جهة أخرى. وفي المقابل فإنّ المعارضة السياسية الخارجية، ممثلة في «الائتلاف الوطني» و«الهيئة العليا للمفاوضات»، رفضت التعامل بمرونة سياسية مع روسيا. ورأى معدو التقرير أن المعطيات السياسية تُظهر أن روسيا «لا تتمسّك بالأسد بصفته شخصا، ويصرّ المسؤولون الروس في الجلسات المغلقة على رفض التعامل مع الأسد هدفا روسيا، لكنها تتمسك بالمقابل بوجود نظام قوي في دمشق يحفظ المصالح الروسية بعيدة المدى في سوريا». وترغب روسيا في تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، وإعادة القوة الإيرانية إلى داخل الحدود الجغرافية الإيرانية، وستتعاون بذلك مع الولايات المتحدة، بحسب ما يقول التقرير، موضحاً أن «تحجيم الدور الإيراني يعني بالضرورة تقليص حجم (حزب الله) السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة».

«سي آي إي» ترفع السرية عن حزمة ضخمة من ملفات بن لادن

الراي...واشنطن - وكالات - أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عن عزمها على نشر حزمة كبيرة من بيانات أسامة بن لادن التي تم احتجازها العام 2011 في عملية تصفية زعيم تنظيم «القاعدة». وأكد مدير الوكالة مايك بومبيو، أمس، أن البيانات التي عثرت عليها القوات الأميركية الخاصة في آخر مخبأ لابن لادن، في أبوت آباد الباكستانية، ستنشر في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وأوضح أن الحديث يدور عن ملايين الوثائق الورقية والإلكترونية، بما فيه مراسلات بين بن لادن وعائلته وأوراق حول تاريخ الإسلام، وكتب ومذكرات زعيم «القاعدة» حول عمليات التنظيم. وأعرب بومبيو، في حديث إلى قناة «فوكس نيوز»، عن قناعته بأن لنشر معظم بيانات بن لادن أهمية كبيرة بالنسبة للأمن القومي الأميركي.

«القاعدة» يتوعد بـ «معاقبة» ميانمار لاضطهادها الروهينغا.. سو تشي تخطب الثلاثاء... وتغيب عن اجتماعات الأمم المتحدة

الراي...عواصم - وكالات - على وقع تصاعد وتيرة الانتقادات الدولية إزاء صمتها على اضطهاد الروهينغا في بلادها، قررت زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي، أمس، عدم المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وارتأت أن تتوجه بخطاب محلي، الأسبوع المقبل، فيما توعّد تنظيم «القاعدة» حكومة ميانمار بـ «العقاب على جرائمها». ففي بيان له أمس، دعا التنظيم إلى دعم مسلمي الروهينغا الذين يواجهون حملة قمع، محذراً من أن ميانمار «ستواجه العقاب على جرائمها». وذكر في بيان، أن «الأساليب الوحشية التي تمارسها حكومة ميانمار تجاه إخواننا المسلمين... لن تمر بغير عقاب، وبإذن الله سوف تشرب من نفس الكأس الذي سقت منه إخواننا المسلمين في راخين». في هذه الأثناء، قال الناطق باسم حكومة ميانمار زاو هتاي إن «مستشارة الدولة (اللقب الرسمي لسو تشي) لن تحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «نائب الرئيس هنري فان ثيو سيحضر الاجتماعات». وأضاف ان سو تشي «ستتحدث من أجل المصالحة الوطنية والسلام» في خطاب متلفز تلقيه الثلاثاء المقبل في 19 سبتمبر الجاري، ليكون الخطاب الأول لها منذ اندلاع أعمال العنف، في ولاية راخين، التي أدت إلى نزوح نحو 380 ألفا من الأقلية المسلمة إلى بنغلاديش. وتتعرض سو تشي، الحائزة على جائزة «نوبل» للسلام، إلى سيل من الانتقادات الدولية بسبب صمتها حيال مصير الروهينغا الذي يفرون بأعداد كبيرة، في وقت أدلى لاجئون بشهادات مروعة عن إطلاق الجنود النار على المدنيين وجرف قرى بأكملها في راخين بمساعدة عصابات بوذية. وتشير أحدث بيانات الأمم المتحدة إلى أن نحو 380 ألفاً من أبناء هذه الأقلية المسلمة لجأوا الى بنغلاديش، منذ 25 أغسطس الماضي، هرباً من حملة القمع التي شنها جيش ميانمار. وأمس، تدفق 9 آلاف لاجئ إضافي إلى بنغلاديش، في وقت عملت السلطات على بناء مخيم جديد لعشرات آلاف الواصلين الباحثين عن ملاذ آمن.

أول امرأة مسلمة رئيسة لسنغافورة

الحياة...سنغافورة - أ ف ب - تسلمت مسلمة من أقلية الملايو امس، مقاليد الرئاسة في سنغافورة لتصبح أول أمرأة تتبوأ المنصب الفخري وسط انتقادات لاختيارها من دون انتخابات في الأرخبيل الغني في جنوب شرقي آسيا. ووصلت حليمة يعقوب رئيسة البرلمان السابقة التي كانت أول امرأة تتولى المنصب كذلك، بالتزكية إلى سدة الرئاسة بعد إزاحة منافسين لم يستوفيا الشروط المطلوبة، وفق السلطات. ومن المعايير المطلوبة أن يكون مرشحو القطاع الخاص تولوا لثلاث سنوات إدارة شركة لا يقل رأسمالها عن 500 مليون دولار سنغافوري (310 ملايين يورو). وترشحت حليمة يعقوب البالغة من العمر 63 سنة للرئاسة في آب (اغسطس) الماضي، بعد استقالتها من منصب رئيسة للبرلمان الذي تولته في 2013. ويقود السلطة التنفيذية رئيس الوزراء لي هسيان لونغ عضو حزب العمل الشعبي الحاكم منذ 1959. وهي المرة الأولى التي يتولى فرد من اقلية الملايو الرئاسة منذ اصلاح الدستور في 2016 بهدف ضمان مشاركة أكبر للأقليات القومية والدينية. والقومية الصينية هي الأكبر في سنغافورة. ولكنها ليست أول مرة يستبعد مرشحون غير مؤهلين فيتم شغل المنصب بالتزكية. وقالت حليمة يعقوب: «على رغم أنني لم أنتخب، فإن التزامي بالعمل على خدمتكم لم يتغير». وحليمة يعقوب هي أم لخمسة أبناء وتبدأ مهمات منصبها الخميس لست سنوات. واثار تعيينها انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب بات انغ على «فايسبوك»: «انتخبت بلا انتخابات. مهزلة». وكتب جول كونغ: «منذ الآن سأسميها: «الرئيسة ذات الامتياز».وكان يوسف اسحق آخر رئيس من الملايو في سنغافورة من 1965 إلى 1970 خلال أولى سنوات استقلال المدينة الدولة.

السويد تجري أكبر مناورات حربية منذ 20 عاما

عكاظ..رويترز (جوتنبرج)... بدأت السويد المحايدة أكبر مناورات حربية لها منذ 20 عاما بدعم من دول حلف شمال الأطلسي بمشاركة 19 ألف جندي بعد سنوات من تخفيض الإنفاق الذي ترك البلاد تشعر بقلق من القوة العسكرية الروسية المتزايدة. وعشية أكبر مناورات روسية منذ 2013 والتي يقول حلف شمال الأطلسي إنها ستضم عددا من الجنود أكبر مما أعلنته موسكو وهو 13 ألف جندي تجري السويد مناورات تحاكي فيها هجوما من الشرق على جزيرة جوتلاند في البلطيق قرب البر السويدي الرئيسي. وقال مايكل بايدن قائد القوات المسلحة السويدية خلال تقديم المناورات التي تستمر ثلاثة أسابيع إن "الوضع الأمني أخذ منعطفا نحو الأسوأ". وشعرت السويد مثل دول البلطيق وبولندا وكثير من دول الغرب بقلق عميق من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في البحر الأسود عام 2014 ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا. وقال بايدن إن "روسيا هي الدولة التي تؤثر على الأمن في أوروبا الآن بسبب تصرفاتها ..من ضم القرم والمعارك المستمرة في شرق أوكرانيا ..ولذلك فمن الواضح أننا نراقب عن كثب ما تفعله روسيا". ويشارك نحو 1500 جندي من الولايات المتحدة وفرنسا والنرويج ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي في المناورات التي يطلق عليها اسم "الشفق". وكانت السويد غير العضو في حلف شمال الأطلسي قد قررت تعزيز قواتها المسلحة بعد أن جعلت الإنفاق يتراجع إلى نحو واحد في المئة بعد أن كان أكثر من اثنين في المئة من الإنتاج الاقتصادي في أوائل التسعينات وبدأت في إعادة تطبيق نظام التجنيد الإجباري. وقال جنرالات حلف شمال الأطلسي إن هذه المناورات ليس ردا على المناورات الروسية التي تبدأ الخميس.



السابق

الحريري أنهى زيارة «استراتيجية» لروسيا بلقاء بوتين.. من واشنطن وباريس إلى موسكو... «شبكة أمان» دولية حول لبنان..المحادثات تناولت دور لبنان كمعبر في عملية إعادة إعمار سورية والعراق...«الإلغاء السياسي» لاحتفال انتصار الجيش يطغى على «اللوجيستي»...الحريري: بوتين يدعم تحييد لبنان عن الصراعات..اللجنة الوزارية لقانون الانتخاب غارقة في خلافاتها..جعجع يرد على شمخاني: «حزب الله» له فضل على إيران..عرسال: توقيفات ومداهمات..بري لإجراء الانتخابات ولو في الشتاء..

التالي

أنباء عن تسليم جثث روس ضمن صفقة «داعش ـ حزب الله» وموسكو تطلق صواريخ من البحر المتوسط على دير الزور....هدنة إدلب تهيمن على اجتماعات آستانة... وخلاف «الضامنين» حول الرقابة والمبعوث الرئاسي الروسي يهدد المعارضة ويدافع عن إيران....«أستانة 6» يرسم حدود 4 مناطق «خفضْ توتر» في الشمال والجنوب والغوطة وحمص وروسيا تقصف «داعش» من غواصتين...قطر تشارك في المحادثات للمرة الأولى بصفة مراقب..«هدنة إدلب»:عسكريون اتراك في مناطق المعارضة...و روسية - إيرانية مع القوات النظامية....كازاخستان تبدي استعدادها لإرسال قوات "حفظ السلام" إلى سوريا.. ولكن بشرط....طائرات بوتين تحرق دير الزور وترتكب سلسلة مجازر.. والشهداء بالعشرات...الأسد يشكر خامنئي: نعتبركم شريكاً في الانتصار...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,691,654

عدد الزوار: 6,908,750

المتواجدون الآن: 91