إسرائيل تناور لمواجهة حزب الله... «الجيش الثاني في الشرق الأوسط»!...إيران ومحورها... هم الأعداء والعبادي أسْقَطَ المحرّمات السياسية...مستشارة ألمانيا تعهدت بعدم قبولها في الاتحاد الأوروبي وتركيا: موقف ميركل يعكس انكماشا في الأفق...«زلزال» كيم الثالث أقوى من «قنبلة» هيروشيما..«بريكس» تتمسك بحل سلمي وموسكو تحذر من خطوات «حمقاء»..محنة الروهينغا تثير غضباً إسلامياً على ميانمار..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 أيلول 2017 - 6:42 ص    عدد الزيارات 2781    القسم دولية

        


إسرائيل تناور لمواجهة حزب الله... «الجيش الثاني في الشرق الأوسط»!..

لا يتحدث العدو عن حرب لبنان الثالثة بل عن حرب الشمال على الجبهتين السورية واللبنانية ...

الاخبار...علي حيدر.... أغرب ما في مناورة الفيلق الشمالي لجيش العدو أنه يناور لرفع مستوى استعداداته لمواجهة حزب الله. وفي الوقت نفسه، قادته وجنوده مسكونون في أعماقهم بعدم إمكان هزيمة الحزب. والمفارقة أن هذا الاقتناع الذي عبَّر عنه قادة المناورة، يأتي بعد نحو خمس سنوات من قتال حزب الله للجماعات التكفيرية في الساحة السورية التي كان يفترض، وفق الرهانات الاسرائيلية، أن تستنزفه وتضعفه، لكنه تحول بنظر قادة جيش العدو أنفسهم إلى جيش أكثر احترافاً وتصميماً....

بدأت إسرائيل مناورة فيلقية هي الأولى من نوعها، منذ 19 عاماً، على حدودها الشمالية. ومع أن المناورة تأتي في سياق مهني عسكري، وترجمة لإحدى مراحل خطط رفع مستوى الجاهزية والاستعداد، إلا أنه يغلب عليها التوظيف السياسي، وهو ما حضر في مقاربة وسائل الاعلام الاسرائيلية، بشكل بارز. في هذا الإطار، حرص العديد من التقارير الاعلامية على تقديم المناورة كما لو أنها تعبير عن انتقال الجيش من مرحلة الردع الى الحسم في أيّ مواجهة قد تنشب بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. وبلحاظ الظروف السياسية الاقليمية الحالية، باتت إسرائيل أحوج ما تكون الى رسالة بهذا الحجم، في ضوء الإقرار بفشل رهاناتها وخياراتها التي اعتمدتها في مواجهة حزب الله وسوريا، خلال السنوات الماضية. وتجسدَ ذلك في مروحة التقارير التي بثّها العديد من المعلقين العسكريين. لكن الرسالة ــ الهدف بدت أكثر ظهوراً في مقالة المعلق العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل، الذي أكد أن حزب الله يعلم باستعدادات الجيش للمناورة، ومن المتوقع أنه سيحاول بكل ما يستطيع حل ألغاز خطط الجيش واكتشاف قدراته. أضاف أن «إسرائيل تريد استغلال المناورة من أجل توجيه رسالة ردع لحزب الله». على هذه الخلفية، بات واضحاً أن إسرائيل وقعت في فخ المبالغة في الدعاية على حساب المهنية التي كان يفترض أن الجيش الاسرائيلي يتمتع بها. لكن بهدف تحسين الصورة، وتحصين مناعة الجمهور الاسرائيلي، يصبح كل شيء مباحاً. مع ذلك، وفي أعقاب تحقق أحد اسوأ السيناريوات التي لم تكن تتوقعها للمشهد الميداني السياسي في سوريا، انقلبت إسرائيل على المقولة التي دأبت على الترويج لها خلال السنوات الماضية، بأن وضعها الاستراتيجي بات أكثر مناعة وقوة من أي مرحلة سابقة. واستندت في هذا التقدير الى تراجع الجيوش النظامية المحيطة بها، إما بفعل اتفاقيات التسوية (مصر والاردن) أو نتيجة الحروب التي شهدتها الساحتان السورية والعراقية. لكن مناورة الفيلق الشمالي تجسد انقلاباً حاداً على هذا التقويم الاستراتيجي، وتهدف إلى الاستعداد للتهديدات التي تؤكد أنها ستصبح أكثر تسارعاً في المرحلة المقبلة، نتيجة انتصار محور المقاومة في سوريا والمنطقة. وهو ما حضر في خلفية تلميح المعلق العسكري لصحيفة هآرتس، الذي رأى أن «مناورة الفيلق الشمالي تعكس عدداً من التحولات التي شهدتها الحدود الشمالية خلال العقد الماضي». تحاكي مناورة الفيلق الشمالي، التي تعتبر إحدى أكبر المناورات في تاريخ الجيش الاسرائيلي، حرباً شاملة في مواجهة حزب الله، يشارك فيها 30 ألف جندي نظامي واحتياطي. وتستمر، بحسب القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، 11 يوماً، وتحمل اسم «نور هدغان» في إشارة الى اسم رئيس الموساد السابق «مئير دَغان» الذي كان قائد الفيلق الشمالي. وآخر مناورة فيلقية أجراها الجيش كانت في عام 1998. تشارك في المناورة عدة فرق عسكرية ونحو 30 لواءً وعشرات السفن وطائرات سلاح الجو. ومع أن الهدف المعلن للمناورة، كما أشارت قنوات تلفزيونية إسرائيلية، هو هزيمة حزب الله، إلا أن المعلق العسكري في القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي، أور هيلر، أكد نقلاً عن قادة المناورة أن أجوبتهم لم تكن قاطعة حول إمكان هزيمة حزب الله، وسلبه إرادة القتال. واستناداً الى ذلك، تساءل هيلر حول إمكان إلحاق هزيمة بمنظمة «هجينة» تقوم على الفكر الديني. ووضع عدة مستويات لمفهوم هزيمة حزب الله، متسائلاً حول معنى ذلك؛ هل تعني هزيمته المفترضة تصفيته كفكر، أو كمنظمة أو كلاعب في لبنان؟

بدا واضحاً أن وسائل الإعلام الاسرائيلية تحولت الى بوق دعائي للمناورة، التزاماً بالصورة التي حرص الجيش على تظهيرها.

ثمة في جيش العدو مَن يصف حزب الله بأنه «الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي».. لكن المعلق العسكري في القناة العاشرة، الذي أكد أنه اطّلع على خطط المناورة، عاد وأكد في تقريره أنه لا يستطيع القول «ما إذا كان المستوى السياسي سوف يأمر الجيش في الحرب القادمة بضرورة هزيمة حزب الله». ولفت الى أن لهذا الامر أهمية كبيرة، كونه «يُحدد مدة بقاء الجيش الاسرائيلي في لبنان». ويمكن التقدير أنه قصد بذلك أنه لا يمكن هزيمة حزب الله بحرب خاطفة، بل سيتطلب ذلك من الجيش الاسرائيلي أن يبقى في لبنان مدة طويلة، وهو الذي سبق أن جرّبته إسرائيل ولم تنجح فيه. في ضوء ما تقدم، يصبح مفهوم النصر الذي يناور الجيش لتحقيقه، كما حدّد قائد الفيلق الشمالي اللواء تايم هيمن، أكثر غموضاً، خاصة أنه على المستوى النظري قد ينطبق على مروحة واسعة من الاهداف والنتائج التي يمكن أن تتحقق، بدءاً من إلحاق الأضرار المادية المحدودة المفاعيل، وصولاً الى الحسم العسكري الذي تجهد إسرائيل لإعادة إحيائه على مستوى الخطاب السياسي والدعائي. في المقابل، لفت المعلق السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت، يوسي يهوشع، الى «أنهم في الجيش الاسرائيلي لا يتحدثون عن حرب لبنان الثالثة، بل عن حرب الشمال على الجبهتين السورية واللبنانية»، وهو ما يؤكد حضور التطورات الميدانية والسياسية التي شهدتها الساحتان السورية والاقليمية في خلفية قرار مناورة بهذا الحجم. ويعزز ذلك أيضاً التقدير إزاء مستوى التهديد الذي بات أكثر حضوراً وتجذّراً في وعي صنّاع القرار السياسي الأمني في تل أبيب. في السياق نفسه، نقل موقع يديعوت أحرونوت عن أن هناك في الجيش الاسرائيلي مَن يصف حزب الله بأنه «الجيش الاقوى في الشرق الاوسط بعد الجيش الاسرائيلي»، موضحاً أن «حزب الله قادر على إدارة معركة على مستوى لواء، مع استخدام الطائرات المسيّرة الهجومية، وجمع المعلومات الناجعة عبر الدمج مع الأنفاق والكهوف الهجومية، وتفعيل نيران مدفعية الى جانب استخدام الدبابات وكذلك تجميع قوات مدربة بسرعة بحجم 4000 مقاتل خلال فترة زمنية قصيرة في منطقة التجمع، كما فعل في إحدى عملياته الأخيرة ضد داعش». وكشف الموقع بذلك عن حجم متابعة الجيش الاسرائيلي للمعركة التي خاضها حزب الله ضد داعش، والدلالات التي انطوت عليها على المستويين العملاني والتكتيكي. ويأتي هذا التقويم امتداداً لتقديرات سبق أن كشفها قادة عسكريون وخبراء إسرائيليون لفتوا فيها الى أن حزب الله تحول بعد مشاركته في القتال على الاراضي السورية الى جيش أكثر احترافاً وقوة وخبرة.

إيران ومحورها... هم الأعداء والعبادي أسْقَطَ المحرّمات السياسية

الراي..تقارير خاصة ... كتب - ايليا ج مغناير .... أَخرج لبنان من على حدوده أكثر من ثمانية آلاف مسلّح من تنظيم «القاعدة» وعائلاتهم على متن 98 باصاً منذ الشهر الماضي نحو مدينة ادلب الشمالية السورية تحت أنظار العالم وموافقة اللبنانيين الذين هلّلوا لمقاتلي «حزب الله» الذين حرّروا الأرض في جرود عرسال وأَبعدوا الارهاب عن حدود لبنان وداخله وعن الحدود السورية. ولم تتحرّك حينها أميركا إلا ضدّ مؤيّدي الداخل اللبناني «لتعيدهم إلى رشدهم» بعدما انجرف هؤلاء خلف الدعم الاعلامي للحزب وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد شهر من تحرير جرود عرسال، بدأتْ المعركة ضدّ تنظيم «داعش» لتحرير ما تبقى من الحدود وشارك فيها الجيش اللبناني الذي تسلّم مواقعه من «حزب الله» لأخْذ تماس مع «داعش» وبدء المعركة. وقد أعطى الحزب مهلةً للجيش ليجهّز نفسه وأخْذ موافقة الحكومة اللبنانية متمثّلة برئيسها سعد الحريري وموافقة رئيس الجمهورية ميشال عون. وكما هي حال كل المعارك، فإما يُقضى على العدوّ وإما يُجبر على الاستسلام. وهذا ما حصل مع «داعش» الذي وافق على كل الشروط التي وضعها «حزب الله» ووافق عليها الجيش اللبناني والمسؤولون الحكوميون. وأدى ذلك لإخراج 309 مقاتلين و341 من عائلاتهم ومعهم الجرحى من الحدود اللبنانية - السورية الى الحدود السورية الشرقية. إلا أن ردّ الفعل بعد الانتصار على «القاعدة» اختلف عن ذاك الذي ظهر بعد الانتصار على «داعش»، فما هو الفارق؟

لقد أَحدثَ خروج «داعش» بـ 17 باصاً إلى البادية السورية نحو دير الزور - البوكمال عاصفة داخلية في لبنان تعوّد عليها اللبنانيون لأنها تصبّ في إطار الصراع السياسي الطبيعي. فهناك انقسامٌ واضح بين غالبية اللبنانيين حول «حزب الله». ولكن تفاعلات هذه المسألة ذهبتْ الى أبعد من ذلك بسبب مَظاهر الصراع الشيعي - الشيعي التي خرجتْ من العراق. وهذا الصراع دفع بأميركا لاستغلاله والتدخّل إعلامياً وعسكرياً لوقف 6 باصات لمسلّحي «داعش» وعائلاتهم من خلال سلاحها الجوي الذي يمنع منذ أيام عدة إكمال عملية التبادل. لقد سمحت الطائرات الاميركية بتبادُل جثمانيْن لعنصرين من «حزب الله» وكذلك جثمان محسن حججي (من «الحرس الثوري» الايراني) الذي كان سبق ان قُتل على الحدود السورية - العراقية مقابل مرور 11 باصاً تحمل 200 عنصر من «داعش» مع عوائلهم الى دير الزور. وسُجّل قصْف أميركي ضد سيارة لـ«داعش» كانت الطائرات تظنّ انها تحمل الاسير (أحمد معتوق) الى «حزب الله». وتُرك 109 من إرهابيي التنظيم على نقطة التبادل مع عائلاتهم داخل الباصات الـ 6 منذ أيام.

ويمكن القول إن التدخل الاميركي يأتي على خلفية الانقسام الشيعي في العراق الذي أنتج انقساماً واضحاً بين محوريْن يخرج الى العلن للمرة الاولى. وما يثير الحيرة هو كيف رفع رئيس الوزراء حيدر العبادي بمساعدة زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر من مستوى الخلاف ليصل الى العلن. ولم يكن هذا ليحصل لولا العامل الأهمّ وهو اقتراب موعد التحضير للانتخابات العراقية. فالشعب العراقي عاطفي ويميل مع الرياح كيفما تميل. ومن الواضح أن لا علاقة هنا للسيادة العراقية، بناء على معطيات عدة، هي:

أولاً: إن أميركا موجودة في العراق وتجتاز الحدود بقواتها من سنجار الى الحسكة من دون إذن الحكومة في بغداد.

ثانياً: «داعش» ما زال يحتلّ أجزاء كبيرة من العراق، ولا سيما في صحراء الأنبار (عانة وراوة والقائم) والحويجة جنوب غربي كركوك.

ثالثاً: ترفض تركيا الانسحاب من العراق بالرغم من طلب الحكومة في بغداد ذلك منذ أكثر من سنتين.

رابعاً: يطلب إقليم كردستان الانفصال عن العراق وتهدّد حكومته لسحبِ أموال منها مقابل تأجيل الاستفتاء المقرر في 25 سبتمبر الجاري.

إذاً هناك انقسام واضح بين الخط الذي تمثّله إيران مع «محور المقاومة» والخط الذي يمثّله العبادي ومقتدى الصدر. وهذا يدلّ على أن رسالة العبادي المعترضة على التبادل وآليته هي رسالة موجّهة إلى الداخل العراقي وبالتحديد الى «الحشد الشعبي» وبعض الأطراف التي تحارب تحت علمه (من دون الاندماج الكلي) والتي تدعم «محور المقاومة» وتريد خروج أميركا من العراق والذهاب الى الحدود السورية - العراقية، رغم اعتراض العبادي، لقطْع الطريق على «داعش» وخرْبطة النيات الأميركية بإقامة قواعد عسكرية (التنف) واحتلال شمال شرقي سورية والتواجد على حدود العراق. ويَعتبر العبادي أن هذا المحور ضمن «الحشد الشعبي» لا ينوء تحت سيطرته وأنّه مدعوم من نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الذي يُعتبر الخصم السياسي اللدود للعبادي. ولو كان رئيس الوزراء العراقي حريصاً على عدم وجود «داعش» على الحدود في سورية لماذا لم يعترض أمام الغرفة العسكرية في بغداد التي يتواجد فيها كل حلفائه يخططون لمحاربة «داعش»؟ ولماذا يَخرج إلى الإعلام ليطلق تصريحه الاعتراضي؟.... إذاً تَصاعد الخلاف السياسي الشيعي - الشيعي العلني كاسراً الأدبيات التي كانت تحكم هذه العلاقة ليصبح عصاً يستخدمها أعداء هذا الخط، ويَظهر ما عجز عنه مناهضو «محور المقاومة» في لبنان حيث أكثر الشيعة متّحدين خلف هذا المحور. إلا ان الخلاف العراقي أصبح أشرس، ما يدلّ على مفاجآت كثيرة تنتظر العراق في الانتخابات المقبلة حيث من الواضح أن المتنافسين لن يتردّدوا في فعل أي شيء لربْح مقعد رئاسة الوزراء. إنها ليست حرباً على الإرهاب («القاعدة» و«داعش») ولا على إيران، إنها الحرب على السلطة التي من أجلها يفدى بالغالي والرخيص وتُرتكب المحرّمات السياسية، حتى ولو كان العدو المشترك لا يزال قوياً وان معركة استعادة النفوس في العراق والتي ساعدت بنهوض «داعش» لا تزال موجودة. هذه المعركة عبّر عنها بوضوح ملك فرنسا لويس الخامس عشر حين قال: «ومن بعدي الطوفان».

مستشارة ألمانيا تعهدت بعدم قبولها في الاتحاد الأوروبي وتركيا: موقف ميركل يعكس انكماشا في الأفق

ايلاف...نصر المجالي: قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، اليوم الإثنين، إن تجاهل ألمانيا وأوروبا مسائلها الأساسية والعاجلة وهجومها على تركيا ورئيسها هو انعكاس للانكماش في الأفق. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال مناظرة تلفزيونية مع منافسها الرئيس في الانتخابات المقبلة على منصب "المستشارية" المرشح الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتز، يوم الأحد، إن تركيا يجب ألا تصبح أبدا عضوا في الاتحاد الأوروبي. وتعهدت إنهاء مفاوضات حصولها على العضوية في حال إعادة انتخابها. وأضافت أنها ستتحدث مع "زملائها (في الاتحاد الأوروبي) للتوصل لموقف مشترك حول هذه القضية من أجل أن نضع حدا نهائيا لمفاوضات انضمامها (تركيا) إلى الاتحاد". وأشارت إلى أن "المفاوضات يمكن أن تنتهي فقط بموافقة الدول الأعضاء للاتحاد الأوروبي"، وطالبت بـ"زيادة التدابير الاقتصادية ضد تركيا، واتهمتها بأنها تبتعد بوتيرة متسارعة عن كافة العادات الديمقراطية". فيما تعهد منافسها شولز إنهاء مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد في حال أصبح مستشارا لألمانيا.

معاداة تركيا

وردا على تعهدات ميركل، كتب قالن عدة تغريدات عبر حسابه على موقع "تويتر" ونقلتها وكالة أنباء (الأناضول) الرسمية، علق فيها على المناظرة التلفزيونية بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وخصمها مارتن شولتز، زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين، التي جرت أمس الأحد. وأشار قالن إلى أن منح تركيا ورئيسها رجب طيب إردوغان الحيز الأكبر من برنامج سياسي انتخابي بين ميركل وشولتز ليست صدفة. ولفت إلى أن معاداة تركيا في أوروبا تحول إلى أداة لتأخير(حل) المسائل الأساسية، والتخفيف عن النفس من خلال (إظهار) أن العدو هو "الآخر". وأكد المتحدث باسم اردوغان أن خضوع السياسة العامة الألمانية لتيارات شعبوية واقصائية وعدائية، يؤجج التمييز والعنصرية فقط. وأضاف "ألا تدرك ألمانيا التي فتحت أحضانها بشكل علني لمنظمات إرهابية مثل بي كا كا وغولن أنها تدافع عن الإرهابيين والانقلابيين وليس عن الديمقراطية". وتابع قالن: "ليس هناك أهمية كبيرة لفوز أي حزب في الانتخابات الألمانية، لأن العقلية التي ستفوز في الانتخابات واضحة من الآن". وخلص إلى القول: إن عدم تطرق ميركل وشولتز إلى التمييز والعنصرية المتصاعدة، يظهر النقطة التي وصلت إليها السياسة الألمانية. وأعرب عن أمله في أن يتغير هذا الجو المضطرب في العلاقات التركية الألمانية بأسرع وقت ممكن.

«زلزال» كيم الثالث أقوى من «قنبلة» هيروشيما

نيويورك، واشنطن، سيول، بكين – «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أكدت سيول أن بيونغيانغ نجحت في تصنيع رأس نووي يمكن تحميله على صاروخ عابر للقارات، وأرفقت كوريا الجنوبية إعلانها هذا برصد مؤشرات إلى إعداد الشطر الشمالي تجربة جديدة لإطلاق صاروخ باليستي في اتجاه المحيط الهادئ، تنفيذاً لتهديدها باستهداف جزيرة غوام الأميركية. وقدّر مسؤولون في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية قوة «القنبلة» الكورية الشمالية بخمسين كيلوطناً، أي أقوى بثلاث مرات من قنبلة هيروشيما (1945). وفي وقت أعلنت واشنطن اتفاق مجلس الأمن على درس مشروع قرار الإثنين المقبل لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية، صرح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، بأن اختبار الأخيرة قنبلة هيدروجينية الأحد، «نقل تهديدها من مستوى إقليمي إلى عالمي، وأعطاه بعداً جديداً على صعيد الإمكانات والقدرات» .. وانتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إثر التجربة نزعة سيول إلى «التهدئة» مع بيونغيانغ، والتي وصفها بأنها «لا جدوى منها، لأن الكوريين الشماليين لا يفهمون إلا شيئاً واحداً»، فيما أجرت كوريا الجنوبية مناورات صاروخية بالذخيرة الحيّة لمحاكاة هجوم على موقع بيونغ يي- ري للتجارب النووية في الشمال، والذي يرجّح بأنه دُمر في تجربة الأحد. كما أعلنت سيول عزمها على نشر منصتي إطلاق إضافيتين لنظام «ثاد» الدفاعي الصاروخي الأميركي في موقع سيونغجو الذي يضم حالياً منصتين أخريين. وانتقد خبراء تجاهل ترامب الاتصال بنظيره الكوري الجنوبي مون جاي- إن في أعقاب التجربة النووية السادسة لبيونغيانغ، وحذروا من أن ضعف العلاقات بين سيول وواشنطن أو شكوكاً كورية جنوبية في هذه العلاقة قد تدفع الجنوب إلى التفكير في امتلاك سلاح ذري. وكتب الخبير في جامعة «جورجتاون» كولن كال، أن «تقويض التضامن داخل التحالف في هذه المرحلة سيكون أمراً غبياً وخطراً». في المقابل، أجرى الرئيس الأميركي مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي قال لاحقاً إن بلاده «ستبذل قصارى جهدها بالتعاون مع واشنطن للدفاع عن نفسها ضد الصواريخ التي تطلقها كوريا الشمالية، وزيادة قدراتها الدفاعية الصاروخية». وفيما بدا أن التجربة أحرجت الصين، قدمت وزارة خارجيتها احتجاجاً رسمياً لمندوب كوريا الشمالية في بكين، وقال الناطق باسم الوزارة غينغ شوانغ: «نعارض التجربة، ونحن ملتزمون نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية». لكنه اعتبر أن استكمال نشر صواريخ «ثاد» في كوريا الجنوبية يهدد بزيادة تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، علماً أن بكين تعترض في الأصل على استخدام النظام راداراً فائق القوة. ولم تستبعد روسيا تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة التطورات في شبه الجزيرة الكورية، في حين شدد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، على هامش قمة دول مجموعة «بريكس» في مدينة شيامين الصينية، على أن «أي خطوات حمقاء تتعلق بكوريا الشمالية قد تتسبب في انفجار سياسي أو عسكري وتزيد الوضع سوءاً». ودعا إلى تقديم اقتراحات واقعية لكوريا الشمالية من أجل الحوار، لكنه استدرك أن «هذا الأمر يتوقف على الأميركيين الذين يُسارعون غالباً للأسف إلى التكلم بلغة العقوبات». وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أمس، إن بلادها تعتزم توزيع مشروع قرار جديد في شأن كوريا الشمالية هذا الأسبوع والتصويت عليه في مجلس الأمن الأسبوع المقبل. وحضت على فرض أشد إجراءات ممكنة لمنع بيونغيانغ من اتخاذ أي خطوات أخرى في برنامجها النووي. واعتبرت السفيرة الأميركية أن بيونغيانغ «صفعت الجميع على وجوههم» بالتجربة النووية الأخيرة. وفي نيويورك، بدأت الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون في مجلس الأمن إعداد مشروع قرار لفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بالتوازي مع إجراءات أحادية لوحت بها الولايات المتحدة ضد «كل الدول التي تتعامل» مع بيونغ يانغ، في إشارة الى الصين. وفي مقابل التصلب الأميركي الغربي، واصلت الصين وروسيا التمسك بمقاربة «التجميد مقابل التجميد» التي تقضي بوقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية المناورات العسكرية بالتوازي مع وقف كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية والنووية تمهيداً لفتح الطريق أمام العودة الى المفاوضات. وأكدت السفيرة الأميركية في كلمة أمام مجلس الأمن أمس أنها ستوزع مشروع قرار جديداً بهدف التصويت عليه الإثنين المقبل، وهي فترة زمنية لطالما استغرق بحث مشاريع القرارات المتعلقة بكوريا الشمالية أكثر من ضعفها. واستغرقت المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين على مشروع القرار الأخير الذي صدر الشهر الماضي أكثر من 4 أسابيع. وأكدت هايلي رفض بلادها مقاربة «التجميد مقابل التجميد» معتبرة أنها تضعف قدرة الولايات المتحدة على مواجهة التهديد النووي الذي تشكله كوريا الشمالية. وقالت إن ثمة مشكلات اعترضت تنفيذ قرارات مجلس الأمن السابقة في شأن كوريا الشمالية «كان فيها المجلس ضعيفاً وبطيئاًَ، لكننا اليوم بحاجة الى موقف موحد» لفرض المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية. وأضافت أن قدرات كوريا الشمالية الصاروخية والنووية تطورت خلال العقدين الماضيين على رغم العقوبات الدولية وقرارات مجلس الأمن، معتبرة أن «وقت أنصاف الحلول انتهى وحات وقت استخدام كل الأدوات الديبلوماسية قبل فوات الأوان». وقالت إن كوريا الشمالية تسعى الى نيل الاعتراف بها قوة نووية «لكنها لا تتمتع بالمسؤولية التي تترتب عن امتلاك هذا السلاح، وهو ما يدل على أنها تسعى الى حرب، لا نريدها ولكن صبر الولايات المتحدة ليس من غير حدود». وأضافت أن الوقت حان «لاتخاذ القرار، والولايات المتحدة ستعتبر كل من يتعامل مع كوريا الشمالية من الدول أنها تساعدها في مسعاها الشرير». ودعمت كوريا الجنوبية واليابان وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا التوجه الأميركي بضرورة تعزيز العقوبات على كوريا الشمالية والتشدد في تطبيق العقوبات القائمة. وقال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر إن التهديد الكوري الشمالي شهد تحولاً في حجمه وطبيعته «وانتقل من كونه تهديداً إقليمياً ليصبح خطراً عالمياً». وأكد ديلاتر دعم باريس فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية في مجلس الأمن، الى جانب تشديد العقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي عليها، والتشدد في تطبيق العقوبات الدولية القائمة. وفيما رفض التعليق على الخيار العسكري، قال ديلاتر إن الإجراءات الجديدة «يجب أن تمكننا من تغيير حسابات النظام الكوري الشمالي وإعادته الى طاولة المفاوضات». وأشار السفير البريطاني ماثيو ريكروفت الى أن العقوبات الجديدة على كوريا الشمالية يجب أن تمنعها من «استغلال اليد العاملة» في إشارة الى استخدام بيونغ يانغ العمال في تنفيذ مشاريع خارج البلاد تدر على الحكومة عملة صعبة. وقال ريكروفت إن العودة الى الحوار «دون مؤشر جدي من كوريا الشمالية ستكون مقدمة للفشل، وعليها أولاً أن تغير مسارها لتسمح بالعودة الى المفاوضات، وهو ما يتطلب جبهة موحدة» في مجلس الأمن. وأكد على ضرورة التحرك سريعاً في مجلس الأمن لتبني قرار جديد. في المقابل، قال السفير الصيني لوي جيي إن بلاده لن تسمح «بنشر الفوضى» في شبه الجزيرة الكورية. وفيما أكد إدانة بلاده التجربة النووية لكوريا الشمالية، جدد الدعوة الى اعتماد خيار «التجميد مقابل التجميد» الذي أعدت له الصين وروسيا خريطة طريق مشتركة. وقال إن هذا الخيار «قابل للتطبيق ويضمن خفض التوتر والعودة الى الحل السياسي». وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا إن خيار «التجميد مقابل التجميد» هو الوحيد القابل للتطبيق وضمان التوصل الى حل سياسي. وأكد موقف بلاده بأن «السعي لفرض عقوبات فقط لن يشكل حلاً» كما أن «الحل الوحيد هو الحل السياسي وما من حل عسكري» للأزمة.

«بريكس» تتمسك بحل سلمي وموسكو تحذر من خطوات «حمقاء»

الحياة..شيامين (الصين) - أ ف ب - نددت روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، الدول الأعضاء في قمة مجموعة «بريكس»، بشدة التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية الأحد، مبدية قلقها من تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ تموز (يوليو) الماضي، حين نفذ الشمال تجربتين ناجحتين لصاروخ باليستي عابر للقارات من طراز «هواسونغ 14»، ثم هدد بإطلاق صواريخ قرب جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ، قبل أن يطلق الأسبوع الماضي صاروخاً متوسط المدى حلق فوق اليابان وسقط في البحر. وأكدت الدول في بيان مشترك خلال قمتها السنوية في مدينة شيامين جنوب شرقي الصين «ضرورة إيجاد حل للأزمة باستخدام وسائل سلمية والحوار المباشر بين كل الأطراف المعنية». وعلى رغم أن موسكو دانت «ازدراء بيونغيانغ بقرارات الأمم المتحدة»، شدد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في شيامين على إن «أي خطوات حمــــقاء تتعلق بكوريا الشمالية قد تزيد الوضع سوءاً في أزمة تحتاج الى حل سياسي». وأضاف: «يجب أن يتحلى الأقوى والأذكى بضبط النفس لأن أي إجراء متسرع قد يؤدي إلى انفجار سياسي أو عسكري». نستطيع التأثير على كوريا الشمالية إذا قدمنا اقتراحات واقعية للحوار. لكن ذلك يتوقف على زملائنا الأميركيين الذين يُسارعون غالباً للأسف إلى التكلم بلغة العقوبات».

محنة الروهينغا تثير غضباً إسلامياً على ميانمار

الحياة..كوكس بازار (بنغلادش)، يانغون، جاكرتا – أ ب، رويترز، أ ف ب – انتقدت دول إسلامية في آسيا اضطهاد ميانمار أقلية الروهينغا المسلمة، مستهدفة زعيمتها أونغ سان سو تشي، فيما بلغ عدد الفارين من البلاد إلى بنغلادش المجاورة 87 ألفاً، يعانون ظروفاً صعبة. واندلعت جولة العنف الأخيرة في ميانمار بعد هجوم شنّه مسلحون من الروهينغا في 25 آب (أغسطس) الماضي على عشرات من مواقع للشرطة وقاعدة عسكرية في ولاية راخين شمال غربي البلاد. تلت ذلك اشتباكات أوقعت حوالى 400 قتيل، كما أعلن جيش ميانمار. وأعلن مكتب التنسيق التابع للأمم المتحدة أن 87 ألف شخص من الروهينغا وصلوا إلى بنغلادش منذ 25 آب، ما يرفع إلى حوالى 175 ألفاً عدد اللاجئين من الأقلية إلى هذا البلد، منذ تشرين الأول (أكتوبر). وأضاف أن حوالى 20 ألفاً تجمّعوا على الحدود، سعياً إلى دخول بنغلادش التي باتت تعجز عن كبحهم. وقال حارس حدود بنغالي: «إذا استمر الأمر على هذا المنوال فسنواجه مشكلات خطرة. لكن وقف تدفق اللاجئين مستحيل، إنهم في كل مكان». وقال فارّ من الروهينغا: «لم تأتِ أي منظمات أهلية إلى هنا. ليس لدينا طعام. وضعت نسوة مواليدهنّ على جانب الطريق. الأطفال المرضى لا يتلقون علاجاً». وقال مسؤول أمني إن فارين ينشئون مخيمات جديدة، مشيراً إلى أن الحكومة لا تمنعهم ولا تهدم المخيمات، لأسباب إنسانية، علماً أن السلطات عثرت على جثث 54 شخصاً قضوا غرقاً لدى محاولتهم الفرار إلى بنغلادش. وأثارت الأزمة غضباً في دول إسلامية آسيوية، لا سيّما ضد سو تشي التي امتنعت عن إدانة أسلوب التعامل مع الروهينغا أو انتقاد الجيش، علماً أنها حازت جائزة نوبل للسلام عام 1991. وناشدت الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاي، الحائزة أيضاً جائزة نوبل السلام، سو تشي «إدانة المعاملة المأسوية والمخزية» للروهينغا، فيما التقت وزير الخارجية الإندونيسية ريتنو مرسودي في نايبيداو، سو تشي وقائد جيش ميانمار الجنرال مين أونغ هلينغ، وحضتهما على وقف العنف في راخين والسماح لدول جنوب شرقي آسيا بمساعدة الروهينغا. وأضافت أن سو تشي ردّت إيجاباً على خطة إندونيسية من 5 نقاط لتأمين استقرار الوضع. وطالب عشرات من المحتجين الذين تجمّعوا أمام سفارة ميانمار في جاكرتا، بقطع العلاقات الديبلوماسية معها، فيما تظاهر عشرات الآلاف في غروزني، عاصمة الشيشان، احتجاجاً على اضطهاد الروهينغا. وقال الرئيس رمضان قديروف الذي دعا إلى التجمّع: «أوقفوا حمّام الدم وحملة إبادة. نطالب بمعاقبة الجناة وفتح تحقيق في جرائم ضد الإنسانية». وألغت قرغيزستان مباراة كانت مقررة اليوم مع ميانمار، في إطار تصفيات كأس آسيا لكرة القدم، تحسباً لـ «عمل إرهابي محتمل»، فيما أعلنت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) وقف خدمتها بلغة ميانمار لتلفزيونها الرسمي، منددة بفرض «رقابة» عليها.

محنة الروهينغا تتفاقم والقلق الإسلامي يتصاعد

المستقبل...(الاناضول، أ ف ب، رويترز)... وجهت دول إسلامية، أمس، انتقادات حادة لبورما (ميانمار) ورئيسة حكومتها اونغ سان سو تشي بسبب ما تتعرض له أقلية الروهينغا التي تصنفها الأمم المتحدة بـ«الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم»، من ممارسات ترقى الى «جرائم ضد الانسانية»، وذلك منذ سنوات بعيداً عن عيون العالم وضميره. وجاءت الانتقادات الاسلامية بالتزامن مع اعلان الامم المتحدة لجوء أكثر من 90 ألفا من الروهينغا الى بنغلادش، في حين ينتظر نحو عشرين ألفا آخرين العبور بعد اشتداد المعارك بين متمردين والقوات العسكرية البورمية في ولاية أراكان (راخين) غرب البلاد التي تشهد صراعا داميا. وأراكان (راخين) هي إحدى أكثر ولايات بورما فقرًا ويبلغ عدد سكانها نحو أربعة ملايين من أصل 55 مليون نسمة هم عدد سكان بورما، وتشهد منذ عام 2012 أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين، ما تسبب في مقتل مئات الأشخاص وتشريد أكثر من مائة ألف. وتعتبر بورما الروهينغا «مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش» بموجب قانون أقرته عام 1982، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ«الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم». وأطلق جيش بورما حملة عسكرية في 8 تشرين الأول الماضي، شملت اعتقالات وملاحقات أمنية واسعة في صفوف السكان في «أراكان»، خلّفت عشرات القتلى في أكبر موجة عنف تشهدها البلاد منذ عام 2012. وهز انفجاران منطقة على جانب الحدود مع بنغلادش وصاحبهما دوي إطلاق نار وتصاعد دخان أسود كثيف مع استمرار أعمال العنف. وقال جنود بحرس الحدود في بنغلادش إن امرأة فقدت ساقها في انفجار وقع على مبعدة 50 مترا داخل أراضي بورما ونقلت إلى بنغلادش للعلاج. وسمع مراسلون دوي الانفجارين وشاهدوا دخانا أسود يرتفع قرب قرية. وصور لاجئ من الروهينغا ذهب إلى موقع الانفجار ما بدا أنه لغم عبارة عن قرص معدني قطره عشرة سنتيمترات ونصفه مدفون في الطين. وقال إنه يعتقد أن اثنين آخرين مدفونان في الأرض أيضا. وقال لاجئان إنهما شاهدا أفرادا من جيش ميانمار في الموقع قبل الانفجارين مباشرة. وطالب أخيراً أكثر من 12 من حاملي جائزة «نوبل» للسلام، مجلس الأمن الدولي بالتدخل لتفادي المأساة الإنسانية، والتطهير العرقي والانتهاكات الحقوقية في بورما. وكانت الأمم المتحدة اتهمت مرارا قوات الأمن في البلاد بارتكاب خروق مروعة قد ترقى إلى «جرائم ضد الإنسانية» في إقليم أراكان، غربي البلاد. ففي مطلع شباط الماضي قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، إن «السلطات الأمنية في ميانمار ارتكبت خروقا جسيمة لحقوق الإنسان في أراكان اشتملت على جرائم قتل واغتصابات جماعية واختفاء قسري وقد ترقى تلك الجرائم إلى جرائم ضد الإنسانية». ونقل تقرير حديث للأمم المتحدة شهادات للمئات من أقلية الروهينغا، تضمنت الحديث عن أساليب القتل والتعذيب والإرهاب التي يتعرض لها أبناء الأقلية المسلمة في إقليم أراكان. ونقل التقرير عن شهود صور ممارسات فظيعة، شملت القتل بأساليب مختلفة، والخطف والإخفاء والتعذيب، عدا عن الاغتصاب والاعتداءات الجنسية بحق النساء، وقتل الأطفال والرضع، وطعن الحوامل بهدف قتلهن وقتل أجنتهن. ووصف التقرير تلك الممارسات بأنها «ترقى إلى جرائم حرب وممارسات التطهير العرقي». وأصدرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» (غير حكومية) تقارير تتضمن صوراً جوية لقرى شمالي إقليم أراكان، يظهر فيها بوضوح تعرض المباني والمنازل للحرق حتى تسوى بالأرض. وتتعرض اونغ سان سو تشي، التي سبق أن عاشت معاناة السجن والاقامة الجبرية في عهد المجلس العسكري الذي كان يحكم بورما سابقا، الى انتقادات متزايدة بسبب امتناعها عن إدانة طريقة التعامل مع الروهينغا أو انتقاد الجيش. ولم تدل سو تشي التي منحت جائزة نوبل للسلام في 1991، بأي تصريح منذ اندلاع المواجهات الأخيرة قبل عشرة أيام. وتهدد الازمة العلاقات الديبلوماسية لبورما ولا سيما مع الدول ذات الاكثرية المسلمة في جنوب شرق آسيا، حيث يتصاعد الغضب الشعبي ازاء المعاملة التي تلقاها أقلية الروهينغا. وطالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، زعماء العالم ببذل المزيد لمساعدة الروهينغا الذين يواجهون ما وصفه بإبادة جماعية. وقال إردوغان في اسطنبول خلال مشاركته في جنازة جندي تركي: «لقد شاهدتم الوضع الذي فيه ميانمار والمسلمون... شاهدتم كيف أحرقت القرى... وظلت البشرية على صمتها على المذبحة في ميانمار». وأضاف أن تركيا ستثير القضية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر. وكان إردوغان بحث العنف مع نحو 20 من زعماء العالم بوصفه الرئيس الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي. وقال «بعض القادة يمكننا تحقيق نتائج معهم والبعض لا يمكننا أن نحقق نتائج معهم. ليس الكل على نفس القدر من الحساسية. وسنؤدي واجبنا». وأضاف أن تركيا تواصل تقديم مساعدات في المنطقة. وأعلنت جزر المالديف أمس قطع علاقاتها التجارية مع بورما «الى ان تتخذ حكومة بورما اجراءات تردع الاعمال الوحشية التي ترتكب ضد الروهينغا المسلمين»، بحسب بيان لوزارة الخارجية. وسعى وزير خارجية اندونيسيا ريتنو مرصودي أمس لدى لقائه قائد الجيش البورمي الجنرال مين اونغ هلينغ في نايبيداو للضغط على الحكومة البورمية من اجل ضبط هذه الأزمة. وقال الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو أول من أمس لدى اعلانه عن المهمة التي يقوم بها وزير خارجية البلاد: «مرة جديدة يجب ان يتوقف العنف وهذه الازمة الانسانية فورا». واعلنت وزارة الخارجية الباكستانية عن «قلقها البالغ حيال تقارير تفيد بارتفاع عدد القتلى والمهجرين قسرا من الروهينغا المسلمين». وطالبت الوزارة بورما بفتح تحقيق بشأن تقارير حول ممارسة اعمال وحشية ضد تلك الاقلية. وفي تغريدة له على تويتر انتقد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف «الصمت الدولي حيال العنف المستمر ضد الروهينغا المسلمين»، وقال ان «التدخل الدولي ضروري من اجل تفادي المزيد من التطهير الاتني، على الامم المتحدة ان تتحرك». وفي ماليزيا تشهد البلاد ذات الغالبية المسلمة تظاهرات منذ انطلاق الجولة الاخيرة من اعمال العنف في بورما. وتساءل وزير الخارجية الماليزي حنيفة أمان عن سبب صمت سان سو تشي: «بصراحة انا مستاء من اونغ سان سو تشي. (في السابق) دافعت عن مبادئ حقوق الانسان. الآن يبدو انها لا تحرك ساكنا». كما ألغت قرغيزستان ذات الغالبية المسلمة الاثنين مباراة كانت مقررة الثلاثاء في اطار تصفيات كأس آسيا لكرة القدم مع بورما، تخوفا من «عمل ارهابي محتمل» وسط قلق متزايد بشأن أقلية الروهينغا. وفي الشيشان، تجمع مئات آلاف المتظاهرين في العاصمة غروزني بدعوة من رئيس الجمهورية الروسية في القوقاز رمضان قديروف، للاحتجاج على اضطهاد اقلية الروهينغا. وصرحت الناشطة الباكستانية والحائزة على نوبل السلام ملالا يوسفزاي والتي افلتت من الموت بعد ان اطلق طالبان النار عليها ومعاناتها من اصابة بالرصاص في الرأس: «قلبي ينفطر كلما شاهدت الاخبار، قلبي ينفطر ازاء معاناة الروهينغا المسلمين في بورما». وفي تونس اعلن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي اثر لقائه رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي انه استعرض مع الرئيس أوضاع المسلمين في بورما و«أهميّة تحسيس المجتمع الدولي بضرورة وضع حد لمعاناتهم». واعلنت شبكة البي بي سي وقف خدمتها باللغة البورمية للتلفزيون البورمي منددة بفرض «رقابة» عليها في بلد يشكل فيه التطرق خصوصا الى أقلية الروهينغا المسلمة من المحظورات. ولطالما حذر محللون من ان طريقة تعامل بورما مع الروهينغا ستؤدي الى تمرد في داخل البلاد وقد تدفعهم للتطرف والاستعانة بمنظمات خارجية. ومنذ اندلاع المعارك الاخيرة دعا «القاعدة» في اليمن الى تنفيذ هجمات انتقامية ضد بورما فيما دعت حركة طالبان افغانستان، المسلمين الى «استخدام امكانياتهم لمساعدة المسلمين المضطهدين في بورما». ويقول المدافعون عن سان سو تشي ان قدرتها محدودة في السيطرة على الجيش البورمي الذي بحسب الدستور الذي وضعه المجلس العسكري، لا يخضع عمليا الى اي رقابة مدنية. وتعتبر بورما الروهينغا مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش وترفض منحهم الجنسية رغم استقرارهم في هذا البلد منذ أجيال، ما يجعل التضامن معهم عملية لا تلقى اي شعبية في الداخل. في المقابل يرى منتقدو سان سو تشي التي تتمتع بشعبية وسلطة اخلاقية، انها تسبح عكس التيار في هذه القضية.

 



السابق

إيران تستعجل تطبيع علاقة لبنان مع النظام السوري...السّبهان: “على اللبنانيين أن يختاروا إما أن يكونوا مع حزب الله أو ضدّه”...هجوم سعودي عنيف على «حزب الله» ... والبواخر: «صفقة» مريبة بالتراضي....وزير الزراعة اللبناني إلى دمشق لتفعيل اتفاقيات...جعجع: كان يكفي الإطباق على «داعش» لمعرفة مصير العسكريين...تأجيل « الفرعية» يتقدم إلا إذا حصلت مفاجأة....أهالي العسكريين ضد الدفاع عن «داعش»: بأي حق يفرط «حزب الله» بدماء الشهداء؟....عرسال: دورية أمنية تطلق النار على قيادي سابق في «سرايا أهل الشام»...مناورات إسرائيلية على الحدود تحاكي اقتحاماً من «حزب الله»....المطالبة بعطلة يوم الجُمعة مستمرة إعتصام الخميس للطعن بقانون الدوام...

التالي

ميليشيات الشبيحة ترتكب مذبحة بحق مدنيين عزل في ريف حماة...بوتين يحدد شروطه للحل السياسي في سوريا.. ما علاقة دير الزور ؟..بوتين يرسم ملامح التسوية بعد دير الزور..فصائل ثورية تتوافق على "جواد أبو حطب" كوزير للدفاع....هزائم «داعش» في سورية تدفعه للاختباء تحت الأرض...القوات النظامية السورية تكسر حصار «داعش» في دير الزور...قوات النظام تقضم مناطق المعارضة قرب الحدود الشرقية مع الأردن...دمشق تعرض «مصالحات» لـ«الالتفاف» على «هدنة الجنوب»...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,099,689

عدد الزوار: 6,934,726

المتواجدون الآن: 78