انفتاح أنقرة على أقلياتها تعزيز للحريات أم لغايات حزبية ؟

تاريخ الإضافة الأحد 29 تشرين الثاني 2009 - 5:27 ص    عدد الزيارات 3708    القسم دولية

        


من المبادرة حيال الاقلية الكردية الى اليد الممدودة في اتجاه ارمينيا مروراً بتوجيه التحية الى العلويين، ترسل انقرة اسبوعيا اشارات "انفتاح" على اقلياتها، في سياسة ينتهجها النظام الاسلامي المحافظ وينقسم في تحليلها الخبراء.
وتجلت الاشارة الاخيرة ضمن هذه السلسلة الطويلة في وضع لافتات مرور باللغتين التركية والكردية في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه اقلية كردية. ومع ان هذه الخطوة تمت بمبادرة من بلدية ديار بكر التي يسيطر عليها حزب المجتمع الديموقراطي القريب من الاكراد، الا ان هذا الامر ما كان ليحصل لولا موافقة الحكومة.
والامر عينه ينطبق على قرار الحكومة التركية السماح في نهاية تشرين الاول لمجموعة من متمردي "حزب العمال الكردستاني" بالعودة الى ديارهم من قواعدهم في شمال العراق، من دون ان يتعرضوا لاية ملاحقة قضائية.
والقى زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، امام حزبه في 3 تشرين الاول كلمة اعتبرت مذاك خطابا تأسيسيا. وضمّنها اسماء 13 شخصية ساهمت، بحسب رأيه، في بناء تركيا. وكانت المفاجأة في ان عددا من هؤلاء الشخصيات ظلوا مدة طويلة يعتبرون اعداء الدولة ولا سيما في نظر القادة العسكريين خلال القرن الفائت، وبعضهم توفي في المنفى.
ومن هذه الشخصيات المطرب اليساري المتطرف جم كاراجا والشاعر الشيوعي ناظم حكمت. كذلك ضمت اللائحة شاعرين كرديين هما احمد كايا واحمد خاني والمؤلف الموسيقي الارمني تاتيوس افندي وثلاثة علويين بينهم الشاعر الاسطوري بير سلطان عبدال والحاج محمد بكتاش ولي اللذان يعتبران من اهم وجوه هذه الطائفة المسلمة، في بلد تنتمي غالبية سكانه الى المذهب السني.
ويقول المحلل السياسي احمد علي بيراند انه "قبل وقت قصير كانت كل هذه الامور من المحرمات". ويضيف ان الجيش التركي، الذي اشتهر بانقلاباته العسكرية المتكررة، حذر قبل اقل من ثلاث سنوات (29 نيسان 2007) الطبقة السياسية برمتها من خطر الاسلمة مهددا بالتدخل لحماية الجمهورية التي ارسى دعائمها مصطفى كمال اتاتورك.
اما اليوم فها هو اردوغان يتقدم على جبهات عدة. على رغم حرمة الموضوع الارمني والمتمثلة في رفض انقرة وصف المجازر التي ارتكبتها السلطنة العثمانية بحق الارمن بالابادة، وقعت الحكومة التركية في 10 تشرين الاول اتفاقا مع الحكومة الارمينية لـ"تطبيع" العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما اعلنت حكومة اردوغان "انفتاحا ديموقراطيا" على 12 مليون كردي في تركيا (من اصل 71 مليون نسمة) شمل في مرحلة اولى السماح باستخدام اللغة الكردية وحظر اعمال التعذيب.
كذلك تعد الحكومة لطاولات حوار مستديرة مع العلويين للبحث في مطالب هذه الطائفة، على ان يليها لاحقا حوار مماثل مع اقلية الغجر.
وكما اردوغان كذلك الرئيس عبد الله غول، الذي زار في 5 تشرين الثاني محافظة تونجيلي التي تقطنها غالبية علوية، في اول زيارة من نوعها لرئيس تركي منذ 1990.
الا ان كل هذه المبادرات كان نصيبها الانتقاد من جانب المعارضة، التي تقول ان الوحدة الوطنية باتت على المحك. في المقابل لا يرى آخرون في هذه المبادرات سوى مجرد كلام يهدف الى مغازلة الاتحاد الاوروبي الذي تسعى تركيا للانضمام اليه.
بيد ان المحلل السياسي هيو بوب لا يوافق على هذا الرأي. ويقول: "هذا خطأ لان اختيار زعماء حزب العدالة والتنمية هذه السنة للمضي قدماً، في الوقت الذي تعارض دول رئيسية في الاتحاد الاوروبي بطريقة ساخرة ومحبطة ومضللة جهود تركيا حيال اوروبا، يبرهن ان حزب العدالة والتنمية وتركيا يبذلان جهودا صادقة لتعزيز القيم والحريات والحقوق الاساسية".
اما بيراند فيرى العكس تماما، ويؤكد ان هذه المبادرات الطائفية الصبغة تسمح للحكومة بالدفاع عن مشروعها الاساسي وهو حرية التعبير الدينية. ويقول "بذكرها اسماء شديدة الاختلاف، وباعترافها بحقوق الطوائف الاخرى (العلويون مثلا) تضع الحكومة نفسها في موقع قوة للدفاع عن مطالبها الخاصة، كرفع الحظر عن ارتداء الحجاب في الجامعات على سبيل المثال".
 

و ص ف     


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,124,420

عدد الزوار: 6,754,834

المتواجدون الآن: 99