كلمانوفيتش.. عين إسرائيل التجسسية على اللبنانيين في العالم

تاريخ الإضافة الجمعة 13 تشرين الثاني 2009 - 9:26 ص    عدد الزيارات 3745    القسم دولية

        


إسرائيل اليوم  
اغتيل الأسبوع الماضي وفي العاصمة الروسية موسكو رجل الأعمال الروسي شبتاي كلمانوفيتش, وهو الرجل الذي ظلت حياته تحمل الكثير من الأسرار التي لا يعلمها أحد رغم العديد من التقارير والمعلومات السرية التي تحدثت عن هذا الرجل, الذي منحه بعض قادة جهاز الموساد لقب أخطر عميل استخباراتي إسرائيلي في العالم.
بداية, ومن أجل إلقاء الضوء على هذا العميل يجب معرفة نشأته, حيث ولد في روسيا وهاجر إلى إسرائيل عام 1971، وعند بلوغه سن (24 عاما) انضم إلى حزب العمل, وهناك شعر القائمون على الحزب بتفوقه السياسي الباهر, وتم تعيينه مستشارا لعضو الكنيست الشهير بلاتو شارون الذي كان يمتلك العديد من المشاريع الإسرائيلية في القارة الإفريقية, وكان يريد مساعدا أمينا ومتميزا, والأهم يكون لديه الولاء لإسرائيل، وبالفعل تم تعيين كلمانوفيتش مستشارا لـ «شارون» في إفريقيا, وبالتحديد في كل من بتسوانا وساحل العاج وسيراليون, وهي الدول التي كان يمتلك فيها مشاريع ومواقع متميزة.
وتوسع نشاط كلمانوفيتش بصورة كبيرة حتى بدأ يأخذ استثمارات كبيرة لحسابه الخاص بعيدا عن شارون, وكانت هذه بداية الخلافات التي تصاعدت بينهما في المستقبل, خاصة أن كلمانوفيتش كان يأخذ لحسابه العديد من الصفقات المتعلقة بتجارة الأسلحة واستخراج الذهب والماس من الدول الإفريقية وبيعها للخارج.
وخدم المخابرات الإسرائيلية بصورة كبيرة, حيث كان يطلعها على تطورات علاقاته في هذه الدول, والأهم من كل هذا أنه كان على علاقة وثيقة بالعديد من المتمردين الأفارقة، وهي العلاقة التي استفادت إسرائيل منها, حتى إن بعض كبار الجنرالات في الموساد منحوه لقب عين إسرائيل السرية في القارة السمراء.
اللافت أن علاقات كلمانوفيتش توسعت بالصورة التي أفادت إسرائيل بقوة, حيث تعرف على العديد من رجال الأعمال اللبنانيين في القارة السمراء, وتوطدت علاقته بهم حتى أن بعضهم تواصل مع إسرائيل, بل وأجرى علاقات عمل معها بفضله.
ويزعم أوري لبراني منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية الأسبق في لبنان, وأحد أهم المسؤولين عن الملف اللبناني أن كلمانوفيتش نظم أكثر من مرة لقاءات بينه وبين رجل الأعمال اللبناني جميل سعيد, الذي يعد واحدا من أبرز المقربين لزعيم حركة أمل نبيه بري، وكان لبراني ينقل الرسائل إلى بري عن طريق سعيد ووساطة كلمانوفيتش.
وبري كما هو معروف من مواليد سيراليون, واهتمت إسرائيل بقوة بالتواصل معه, خاصة وقت أزمة الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي سقط في لبنان ولا يعرف أحد مصيره منذ سنوات, حيث اعتقلته حركة أمل التي يرأسها بري الآن، إلا أن هذه المباحثات توقفت عام 1988 حيث فقدت إسرائيل آثار أراد تماما.
وكذلك توسعت علاقات كلمانوفيتش مع بقية الأجهزة الأمنية والاستخباراتية سواء الأوروبية أو حتى الروسية والأميركية, خاصة أنه امتلك العديد من الأسرار الخاصة بالقارة السمراء, وكانت هناك أبواب مغلقة وأسرار لا يعرفها في دول بعينها إلا هو, الأمر الذي زاد من أهميته.
وارتبط كلمانوفيتش بعلاقات قوية مع اللبنانيين خاصة المتواجدين في إفريقيا, وأقام علاقات وثيقة معهم, وهي العلاقات التي أهلته لأن يكون العين الذهبية لإسرائيل على هؤلاء اللبنانيين, ليس فقط في إفريقيا بل في العالم.
وفي أواخر عام 1987 قام جهاز الأمن العام في إسرائيل باعتقاله, وحكم عليه بالسجن لمدة تسع سنوات بعد إدانته بتهمة بالتجسس لصالح الاتحاد السوفيتي، حيث توسعت علاقات كلمانوفيتش مع العديد من الأجهزة الأمنية عبر العالم وهو ما أغضب إسرائيل, خاصة أنه كان يقيم هذه العلاقات خلال الفترة الأخيرة قبل اعتقاله دون إطلاع جهاز الموساد على تفاصيلها, وهو ما يتنافى مع سياسة عمل الجهاز الذي يسمح لعملائه بالتواصل مع أي جهاز أمني في العالم بشرط أن يطلع الموساد عليها أولا بأول, وكانت صدمة الموساد كبيرة في إسرائيل, عندما تبين بعد ذلك أن كلمانوفيتش كان عميلا مزدوجا لأكثر من جهاز استخباراتي في العالم بجانب المخابرات الإسرائيلية.
وفي عام 1993 ونظرا لقوة كلمانوفيتش واعتراف الروس بفضله في التعاون معهم أفرجت إسرائيل عنه في إطار صفقة مع موسكو, تعهدت بموجبها الأخيرة بمنح تأشيرات الخروج من روسيا لمئات من اليهود الروس, وقد رفضت السلطات الروسية من قبل منحهم تأشيرات خروج بداعي أنهم في مناصب حساسة, ويعرفون الكثير من أسرار البلاد, وبالتالي لا يمكن وبأي حال من الأحوال السماح لهم بترك البلاد بسهولة.
وفور مغادرة كلمانوفيتش السجن في إسرائيل عاد إلى موسكو, وهناك أسس شركة للاستيراد والتصدير وفتح صفحة جديدة مع العديد من القادة والساسة في إسرائيل, الذين تعاملوا معه بالفعل, ولكن بحذر شديد. ونجح كلمانوفيتش في عمله بصورة كبيرة, وأصبح من أبرز رجال الأعمال هناك في مجالات العقارات والأدوية والفن والرياضة, حيث كان يمتلك ثلاثة فرق لكرة السلة في روسيا. عموما, هناك الكثير من المعلومات السرية المتعلقة بكلمانوفيتش, إلا أن هذه المعلومات أو الأسرار ما زالت طي الكتمان, وبالتأكيد هناك معلومات أخرى ستدفن مع كلمانوفيتش في قبره, الأمر الذي سيجعل منه أسطورة, من الممكن الحديث عنها أو حتى تأليف الأعمال الدرامية التي تتناول حياتها بالتفصيل دون التطرق إلى الكثير من الحقائق المتعلقة بها.


المصدر: جريدة العرب القطرية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,127,296

عدد الزوار: 6,935,942

المتواجدون الآن: 88