اتـفـاق تـاريـخـي بين تـركــيـا وأرمـيـنـيـا يـطوي صـفـحة قــرن مـن الـعـداء

تاريخ الإضافة الأحد 11 تشرين الأول 2009 - 6:42 ص    عدد الزيارات 3994    القسم دولية

        


وقّع مساء امس وزيرا الخارجية التركي احمد داود اوغلو والارميني ادوارد نالبانديان في مدينة زوريخ السويسرية بروتوكولين لاقامة علاقات ديبلوماسية وفتح الحدود بين البلدين اللذين يعانيان خلافات تاريخية منذ المجازر التي وقع الارمن ضحيتها في مطلع القرن الماضي على أيدي القوات العثمانية.             
ولم يخل حفل التوقيع من الاثارة اذ تأخر نحو ثلاث ساعات ونصف ساعة عن موعده المحدد بسبب "اشكال ظهر في اللحظة الاخيرة" طرحه الوفد الارميني في شأن الخطاب الذي كان من المقرر ان يلقيه وزير الخارجية التركي .
واستنفرت الوفود المشاركة في حفل التوقيع لحل الاشكال. وقبيل الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي اي الموعد الاساسي للتوقيع، كانت سيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون متجهة الى جامعة زوريخ عندما عادت ادراجها فجأة باتجاه الفندق الذي تقيم فيه مع عدد من الوفود.
وأجريت محادثات كثيفة بين وزير الخارجية الارميني ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاوروبية فيل غوردن الذي كان بدوره على اتصال دائم بالوفد التركي. واخيرا تم الاتفاق على عدم إلقاء كلمات. وانتقل الوزيران الارميني والاميركي الى جامعة زوريخ بتأخير بلغ ساعتين.
وكان وزير الخارجية التركي في الانتظار في الجامعة الى جانب وزيرة الخارجية السويسرية ميشيلين كالمي راي ووزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والفرنسي برنار كوشنير والمنسق الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وتصافح الوزيران طويلاً بعد التوقيع التاريخي.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قابل في اسطنبول الوزيرين ودعاهما الى ايجاد حل "سريع". اما موسكو، فدعمت بدورها هذه العملية انطلاقا من موقعها الجيوستراتيجي القوي.
واشاد ديبلوماسي اميركي في عداد وفد وزارة الخارجية بالتعاون الاميركي - الروسي قائلا انه يشكل "مثلا ملموسا على الطريقة التي يمكننا العمل بها معا".
واعتبر سولانا ان الاتفاق "سيكون مهماً لعلاقة كل من الطرفين معنا".
وينص احد البروتوكولين على اعادة فتح الحدود المشتركة بين الدولتين بعد شهرين من دخوله حيز التنفيذ، مما اثار حفيظة الاتراك القوميين الذين اعتبروا هذه الخطوة خيانة لـ"اخوانهم" في اذربيجان.
 ويعود الخلاف التاريخي بين الاتراك والارمن الى المجازر التي وقع ضحيتها الارمن في مطلع القرن العشرين على ايدي السلطنة العثمانية. ويصر الارمن على اعتبار هذه المجازر اعمال ابادة، في حين يرفض المسؤولون الاتراك تحمل مسؤولية ما حصل. وكأن ذكرى المذابح التي ادت الى ترحيل اعداد هائلة من الارمن بين عامي 1915 و1917 وخلفت مليوناً ونصف مليون قتيل (الامر الذي نفاه الاتراك مؤكدين ان العدد يراوح بين 300 و500 الف وان ما حصل لم يكن ابادة) لم تكن كافية، فأتت قضية ناغورني - كاراباخ لتعمق الشرخ بين البلدين في مطلع التسعينات من القرن الماضي.
فبعد حرب استمرت ست سنوات (1988 – 1994)، سيطرت يريفان على الجيب الاذري الذي تقطنه غالبية ارمنية. ونظرا الى التحالف القائم بين اذربيجان وتركيا، اغلقت الاخيرة حدودها مع ارمينيا ردا على سيطرة الارمن على الجيب.
 ويواجه المسؤولون الاتراك والارمن كل في بلده معارضة من الداخل ضد التقارب بين البلدين.
وتوجه الرئيس الارمني سيرج سركيسيان بكلمة الى الشعب الارمني اكد فيها "ان لا بديل من اقامة علاقات من دون شروط مسبقة مع تركيا". واضاف "ان قيام علاقات مع تركيا لا يمكن ان يضفي اي شك حول حقيقة وقوع ابادة"، مضيفا: "هذا واقع معروف جدا ولا بد من الاعتراف به".
ولن يصير البروتوكولان ساريي المفعول الا بعد ان يصادق عليهما برلمانا البلدين، مما يعني ان هذه العملية قد تتطلب بعض الوقت، لان الماضي لا يزال يرخي بظلاله على النواب في البرلمانين.

كلينتون وكوشنير 

وعلى هامش حفل التوقيع، بحثت كلينتون مع نظيرها الفرنسي في الطموحات النووية لايران.
وقال كوشنير للصحافيين انه يأمل في احراز تقدم قريبا بشأن ايران، مشيرا الى ان طهران وافقت في محادثات مع القوى الكبرى في جنيف على السماح لمفتشين من الامم المتحدة في 25 تشرين الاول بدخول موقع نووي كشف النقاب عنه في الآونة الاخيرة. واضاف:"نحن نريد السلام ونحن شديدو العداء لأي شيء يمكن ان يهدد هذا السلام".
كذلك طرحت المسألة النووية الايرانية عندما التقت كلينتون سولانا ونظيرها الروسي.


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,056,800

عدد الزوار: 6,750,404

المتواجدون الآن: 104