سفن أميركية في المتوسط تحسباً لحرب صاروخية بالمنطقة

تاريخ الإضافة الأربعاء 9 أيلول 2009 - 7:02 ص    عدد الزيارات 4055    القسم دولية

        


يتمتع الكومودور كارل مويسر بمؤهلات عدة، فهو مدرب على تعقب الغواصات أو القراصنة وإطلاق صواريخ "كروز" من طراز "توماهوك" على أهداف ساحلية وإسقاط طائرات هجومية، كما في امكانه تطبيق عمليات حصار بحري وإنقاذ سفن في خطر. ولكن في المهمة الاولى التي يقوم بها في البحر المتوسط، قد يكون لديه هدف آخر في مخيلته، وهو يشبه ما تقوم به البحرية الأميركية منذ فترة طويلة قبالة كوريا الشمالية واليابان، في إطار الدفاع الجوي الاستراتيجي.
دعمت إيران برنامجها النووي المثير للجدل بصواريخ بعيدة المدى، مما أثار حفيظة اسرائيل وواشنطن وحلفاء من الدول العربية. وتريد إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما إجراء محادثات مع طهران، لكنها تسعى سراً الى تعزيز الديبلوماسية بوسائل للاحتواء العسكري.
لذلك، لم يتحدث مويسر عن أعداء معينين في الشرق الأوسط، عندما كان يرافق طاقم "رويترز" في جولة على متن المدمرة "هيغينز"، وهي واحدة من 18 سفينة أميركية منتشرة في أنحاء العالم مزودة نظام "ايغيس" الاعتراضي القادر على تفجير صواريخ ذاتية الدفع فوق الغلاف الجوي. وقال: "بغض النظر عن التهديد، وبغض النظر عن الأرض التي نحاول الدفاع عنه، يمكننا تغطية مساحة كبيرة استناداً إلى مصلحتنا الوطنية".
وتشير خريطة للمنطقة أصدرتها الوكالة الاميركية للدفاع الصاروخي في آب الماضي إلى إن نظام "ايغيس" المتمركز في البحر المتوسط يمكن أن يغطي جنوب تركيا ولبنان واسرائيل والمناطق الفلسطينية وشمال مصر في حال نشوب حرب صواريخ. وهناك سفينة أخرى متمركزة في الخليج يمكن أن تحمي كذلك دول المنطقة.
وقال مويسر إن "التمركز على متن السفينة يتيح لنا مرونة أكبر ويتيح لقيادتنا مرونة أكبر من حيث قدرتنا على التوجه إلى أماكن معينة بسهولة أكبر بكثير، ولا يتعين على الأفراد الموجودين في السفارات تمضية وقت طويل في استصدار تصاريح... نظهر على مسافة 12 ميلا (19 كيلومترا) قبالة الساحل ونحن في المياه الدولية".
وبالنسبة الى اسرائيل التي رست فيها المدمرة "هيغينز" هذا الأسبوع، يمثل نظام "ايغيس" عاملا حيوياً. ففيها فعلاً رادار استراتيجي أميركي، ويمكن تشغيل نظام "ارو 2" لاعتراض الصواريخ الذي شاركت واشنطن في دعمه مالياً في الوقت عينه مع "ايغيس".
وقال اوزي روبن مصمم نظام "ارو" إنه يمكن تنسيق نظام "ايغيس" ونظم الدفاع الجوي الاسرائيلي "في طرفة عين". وأضاف: "أعتقد أنه من المهم للغاية أن تجعل الولايات المتحدة السفن المزودة نظام ايغيس متاحة في حال حصول هجوم من إيران لتنضم نيرانها إلى نيراننا"، مكررا بذلك مخاوف من احتمال استخدام الرؤوس النووية الإيرانية ضد الدولة اليهودية، على رغم أن إيران تنفي ان تكون تضمر أية نيات عدوانية.
ولمحت اسرائيل التي يفترض أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، إلى احتمال أن توجيهها ضربة استباقية الى إيران. ويمكن رسم شكل لتلك الضربة التي تتخذ من جانب واحد من خلال وجود قوات أميركية يمكن أن تؤدي علاقاتها مع اسرائيل، الى استهدافها بهجمات إيرانية.
كذلك، لا ترغب اسرائيل في المبالغة في الاعتماد على السفن المزودة نظام "ايغيس" والتي يستبعد أن تحمل أكثر من 24 من الصواريخ الاعتراضية "اس ام  3" المكلفة، وتالياً يمكن من الناحية النظرية إرباكها بهجوم صاروخي كبير من إيران أو حليفتها سوريا.
وفي إشارة إلى 90 أنبوب إطلاق في المدمرة "هيغينز"، قال مويسر: "حتى إذا ملأناها بالصواريخ التي تكلف 10 ملايين دولار - وهذه أموال طائلة - يظل من الضروري وجود عدد محدود. لذلك سنحتاج الى مزيد من السفن".
وفي رأي روبرت هيوسون، وهو محلل للأنظمة القتالية لدى مجموعة "جينز إنفورميشن"، أن مثل هذه التعزيزات لن يكون مجدياً لأية مواجهة متشعبة بين اسرائيل وأعدائها. وقال: "لا أعتقد أن في وسع الولايات المتحدة من الناحية المادية أن توفر عدد السفن والأسلحة اللازمة لتحقيق تغطية لاسرائيل طوال 365 يوماً".

رويترز     


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,009,934

عدد الزوار: 6,929,726

المتواجدون الآن: 82