صيدا.. مدينة لن تستسلم لقوى التكفير الإيرانية..

لقد قرأت بياناً أصدره من يطلق على نفسه اسم تيار الفجر، والذي لم تشرق شمس مقاومته حتى الان منذ أن تم الإعلان عنه.. فلا هو احتفل بسقوط شهيد ولا اعلن عن معالجة جريح، وهو إلى اليوم لا يزال يحتفل بشهداء غيره من القوى الإسلامية..ومشاركته العسكرية القيّمة انحصرت في انتشار مسلح نفذه يوم 9 آيار عام 2008، عندما اعتدى اسياده على مدينة صيدا... وكذلك يوم الاعتداء على مدينة صيدا من قبل العصابات التكفيرية الفارسية، قبل الفتنة التي وقعت مع قوى الجيش اللبناني بتحريضٍ من حزب الله وامثاله.. وفي إقامة مآدب إفطار وإطلاق بيانات غب الطلب وعند الضرورة، ويوم يصدر الأمر من مسؤول الحرس الثوري الإيراني..؟؟  وهنا في المناسبة أسأل من يكتب بيانات وخطابات هذا التيار المزعوم.. وهو يعرف نفسه تماماً ونحن نعرفه حق المعرفة... ماذا يعرف عن الجهاد ومتى مارسه..؟؟ وماذا اختبر من العمل المقاوم ومتى خاضه...؟؟ .. ولكن الرد على هذا البيان لا يأتي من باب اهميته ولا حتى لتوضيح بعض ما ورد فيه، ولكن لأنه ياتي في سياق حملة عسكرية وامنية وسياسية وإعلامية مجرمة تكفيرية صفوية إيرانية تستهدف مدينة صيدا واستقرارها وعيشها المشترك ومواطنيها بكافة مكوناتهم.. وهذه الحملة متواصلة على مختلف وسائل إعلام القوى التكفيرية الصفوية وبأقلامها الصفراء ذات القلوب الحاقدة السوداء... بهدف إخضاعها وإذلالها.. وهيهات منا الذلة..؟؟؟ حتى ان بعضهم يظن نفسه ارتحششتا ذلك الامبراطور الفارسي الذي حاصر صيدا قبل ان يحرق ابناءها مدينتهم منعاً لسقوطها في أيدي ذلك الطاغية.. ولكن احفاده اليوم هنا مع الأسف.. وكذلك بعض تابعيه..الذين يظنون بأنهم قادرون على إعادة صياغة وتنفيذ هذا المخطط ولو في تاريخ مختلف وبأسماء مختلفة.. ولكن لخدمة مشروع ديني مذهبي تكفيري..؟؟

لقد سقط في سوريا مئات آلاف الشهداء.. على يد المجرم بشار الأسد... ومع ذلك ..(تؤكّد الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة على لسان وزير الخارجيّة فيها علي أكبر صالحي أنّ الحلّ للأزمة السوريّة لا يكون إلاّ بالحوار.... وبالأمس جدد السفير الايراني غضنفر ركن أبادي موقف بلاده "الداعم للشعب اللبناني بكل فئاته وقواه الحية"، معتبراً "ان لا خلاص له من الأزمة السياسية التي يعانيها الا بالحوار والتوافق..)...

أيها الكاتب المختفي خلف عنوان المقاومة، كيف يكون الحوار هو المدخل الوحيد للحل في سوريا وقد سقط مئات آلاف الشهداء..مع التشديد على أن من الضروري نسيان الماضي والتطلع إلى المستقبل وتجاهل الخسائر البشرية والمادية والجلوس على طاولة المفاوضات لتحقيق المصالحة...في سوريا ..؟؟ بينما الحوار بين المكونات اللبنانية لتسوية ما أنتجته الحرب من مآسي رغم الحرب الضروس والطاحنة التي خضناها ضد بعضنا البعض مرفوضة بل وممنوعة بحسب هذا البيان المشبوه...؟؟ ثم يطالبنا بعد ذلك السفير الإيراني بالحوار في لبنان ويعتبره الحل الوحيد للأزمة اللبنانية..وصولاً للتوافق..؟؟ هل هذا يعني ان الحرس الثوري الإيراني موقفه مخالف لموقف السفير الإيراني..؟؟ وهل يحق لحزب الله التفاوض والتفاهم مع ميشال عون على مسلمات وثوابت وخارطة طريق. مشتركة... رغم ما قام به عون ن تهجير وقتل وقصف إبان الحرب الأهلية ضد بيروت وسائرالمناطق اللبانية... ورغم مقابلته الشهيرة في الكونغرس وغيره من المؤسسات المعادية لحزب الله...؟؟ أم ان الحوار الذي يقصده السفير الإيراني هو مع حزب الله فقط وبين حزب الله وسائر مكونات الوطن على قاعدة التسليم بسلاح حزب الله وسلطة ميليشياته....؟؟

وكيف يرى الكاتب وسواه من قوى التجارة بالقضية الفلسطينية ومشاعر الشعب الفلسطيني، الجلوس إلى طاولة واحدة مع نبيه بري قائد حرب المخيمات وحصارها وتجويعها....؟؟ أليس بالجلوس معه فيه تنكر لضحايا تلك الحرب واستخفاف بدماء الشهداء الفلسطينيين...؟؟ ام هي صيدا فقط...؟؟؟

وكيف يرى هذا الكاتب الجريمة التي وقعت في عبرا مؤخراً من قصف للبيوت من قبل حزب الله وميليشياته وسرقة البيوت والاعتداء على المواطنين..؟؟ وتهجير قسري بحجة الضرورات الأمنية..؟؟ ولزوم المعركة الحربية... لحماية المقاومة وأية مقاومة..؟؟؟ ولم يصدر هذا الكاتب باسم هذا التيار المزعوم وغيره أي موقف يتضمن إدانة او استنكار غداة مقتل المواطن نادر البيومي بوحشية خلال احتجازه نتيجة التعذيب..وحتى ضرب المواطنين والاعتداءعليهم والتحقيق معهم في اقبية مشبوهة...؟؟؟؟؟ ولم يستنكر هذا الكاتب أي من ممارسات الاعتقال الهمجي الذي طال مواطنين ابرياء وشرفاء وبالتأكيد هم شرفاء اكثر منه ومن سواه من أتباع إيران وغيرها..؟؟ هل لأن المرتكب يمارس جرائمه باسم المقاومة..؟؟ القناع الحقيقي للمشروع المذهبي التكفيري...؟؟؟ وهل يشرح لنا هذا الكاتب الذي أكل من خيرات صيدا وابنائها ثم ولغ في صحنها... ما هو السبب الذي دفع ميليشيا حزب الله إلى قصف وتدمير وسرقة مؤسسة الرحمة الإجتماعية..؟؟؟؟؟؟؟ سوى الحقد الأعمى..؟؟ الطائفي والمذهبي.. حتى نكون اكثر صراحة..؟؟

لماذ تصدر هذه البيانات والمواقف ولماذا تتعرض صيدا لحملة إعلامية عنيفة.. من قبل إعلام حاقد من الصحافة الصفراء التكفيرية...؟؟ ولماذا التهويل بالحصار الإقتصادي للمدينة واستهداف مؤسساتها حتى الصحية منها...لأن المطلوب هو:

-          أن تبقى صيدا أسيرة الاتهامات وفي حالة دفاع عن النفس..باستمرار..؟ حتى تسقط لقمة سائغة في يد حزب الله .. الحزب التكفيري الذي يقتل أبناء الشعب السوري بدمٍ بارد..؟؟

-          ان تبقى صيدا في حالة عزلة.. عن محيطها المسيحي والشيعي وامتدادها السني في إقليم الخروب..؟؟

-          أن تقوم صيدا وقواها الحقيقية بتقديم التنازلات لحزب الله التكفيري وأتباعه من حملة الأقلام ومن يركب المنابر ليطلق مواقف مدفوعة الأجر..؟ وإعلان الاستسلام لمشروع إيران الفارسي الصفوي التكفيري في المنطقة..؟؟؟

إن صيدا تصنع قياداتها وتقدمهم قرابين للوطن ولكن لا يمكن ان يتم فرضهم عليها...؟ وليعد كل واحدٍ من هؤلاء قراءة تاريخ صيدا.. فهي التي قدمت قادة وشهداء من رياض الصلح ومعروف سعد إلى نزيه البزري ورفيق الحريري.. وعندما حاول الاحتلال صياغة واقع جديد قدمت صيدا حركة جهادية نموذجية وسقط شهداء كبار من ابناء المدينة...وتغيرت المعادلة..

صيدا ستبقى مدينة التعايش والانفتاح ومن هذا المنطلق فهي كانت السباقة للتعاون مع أبناء القرى في شرق صيدا لتسهيل العودة والتعاون مع ابنائها ومشاركتهم مناسباتهم بلسمة الجراح والعمل على نسيان الماضي المؤلم..  ومن يتهمها بغير ذلك فهو لا يريد ان تنتهي هذه المأساة.. بل هو ماجور وعميل لمشروع فتنوي تتم صياغة تفاصيلة في أقبية وسراديب مظلمة كقلوبهم وعقولهم، ويتقاضى مالاً لم يعرف النظافة يوماً ولا عرفت الطهارة إليه سبيلاً.....