شيعة الخليج ..في دائرة الإستهداف الأمريكي – الإيراني

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 أيلول 2008 - 2:21 م    عدد الزيارات 1726    التعليقات 0

        

بقلم: أحمد الغريب

 منذ فترة ليست ببعيدة وهناك العديد من الجهات الأمريكية والغربية تسعي جاهدة من أجل تقديم صورة إستشرافية للشيعة في منطقة الخليج العربي، بهدف الإستفادة من تلك الورقة في فرض مزيد من الضغوط على الدول الخليجية، والإستحواذ على تلك الورقة وسحبها من يد إيران التي أمتدت إليها منذ وقت بعيد، حتي أن الأمر بدا في الأونة الأخيرة بأن هناك تنافساً إيرانياً – أمريكيا على شيعة الخليج، والدور الذي تلعبه طهران في محاولات السيطرة عليهم بعضها واضح للعيان وظاهراً لا يخفى على أحد وبعضها يأتي في إطار المخططات السرية بعيدة الأمد التي لا يجرى الحديث عنها سوى في إطار التكهنات والتخمينات، أما الدور الأمريكي فلم يكشف عنه إلا منذ وقت قليل، وبعد أن وجدت أمريكا نفسها تقف في موقف المتفرج، حيث أثرت عدم الإنتظار وقررت خوض اللعبة مع طهران والدخول في معركة حامية الوطيس للفوز  بشيعة الخليج.
 المثير في الأمر أن مصادر قليلة للغاية هي التي كشفت النقاب عن المحاولات الأمريكية الأخيرة للتقرب من شيعة الخليج، ومن بينها كان بالطبع وسائل الإعلام الإسرائيلية التي سارعت بالكشف عنها، خاصة وأن أي محاولة من قبل واشنطن في هذا الشأن تخدم المصالح الإسرائيلية في المقام الأول، لأنها تريد ومنذ فترة أن تثار ورقة الأقليات في العالم العربي ومن ضمنها ورقة الشيعة في الخليج وترى في ذلك ضماناً لمستقبل ملئ بالصراعات الداخلية في العالم العربي وهو ما يضمن لها التفرغ فيما تفعله في فلسطين، ويمكنها من إتمام مشروعها الإستطياني على أراضي الفلسطينيين وعدم تفرغ العرب لمقاومة إسرائيل مستقبلاً.

لقاء بروكسل السري

وفي هذا السياق تفردت الإذاعة الصهيونية ببث تقرير مفاده أن مصادر ديبلوماسية غربية فى بروكسل كشفت النقاب عن اجتماعات تعقد في العاصمة البلجيكية بين منظمات امريكية غير حكومية مع شخصيات ورموز شيعية من منطقة الخليج، وتحدثت الإذاعة الصهيونية عن أن المصادر الغربية ذاتها أكدت أن هذه الاجتماعات التي تعقد بعيدا عن وسائل الاعلام تتم بدعم ورعاية من الرئيس الأمريكي جورج بوش الذى كان قد طلب شخصياً بوضع استراتجية تمكن شيعة الخليج من الابتعاد عن مركز القوة في طهران.
وقالت الإذاعة الصهيونية أن المصادر الغربية والتي كشفتها تلك الأنباء أكدت في وقت لاحق أن اجتماعات بروكسل يرجح كثيرا أن تكون قد انعقدت بأحد المعسكرات التابعة لإحدى الدول الخليجية، وأكدت المصادر ذاتها أن الاجتماعات المذكورة تعقد فى سرية تامة وبعيدا عن أعين المراقبين، و قالت الإذاعة الصهيونية أن بعض المصادر كشفت عن أن هناك معلومات حول مكان إنعقاد اجتماعات على مراحل بين ممثلين عن حركات معارضة شيعية خليجية، خاصة من الكويت والبحرين، وبين ممثلين عن منظمات غير حكومية أميركية، ورغم أن المعلومات كانت شحيحة حول ظروف عقد هذه الاجتماعات ومكانها والشخصيات الخليجية المعارضة فيها، إلا أن المصادر فى بروكسل ترجح أن تكون قد عقدت فى أحد معسكرات الجيش فى الصحراء الشمالية، بعيدًا عن الأعين، ووسط سرية تامة، وذلك بهدف وضع استراتجية تمكن شيعة الخليج من الابتعاد عن مركز القوة فى طهران، كما طلب بذلك الرئيس الأمريكي جورج بوش.
وبحسب الإذاعة الصهيونية فأن مسئولي البيت الأبيض يعكفون منذ فترة على بلورة ورقة نهائية تتضمن الحقوق السياسية والمدنية التى تتلاءم مع الحجم الحقيقى للشيعة فى المجتمعات الخليجية، وفق نظرية الديمقراطية المذهبية التى جربتها الإدارة الأميركية فى العراق، بشكل غير موفق استفاد منه النظام الايرانى كثيرا، ومكنه من مد نفوذه إلى منطقة الخليج .

قنوات إتصال أمريكية مع شيعة الخليج

ثم تناول تقرير الإذاعة الصهيونية ما كان قد أشار إليه المصدر الغربي، وتأكيده على أن الإدارة الأميركية استفادت من دروس العراق، ولذلك رأت أنه من الأفضل فتح قنوات اتصال مع حركات المعارضة الشيعية فى الخليج، بدلاً من اتخاذ موقف عدائى مسبق منها، انحيازًا إلى أصدقائهم التقليديين، وتابع المصدر حديثه بالقول" أن تلك الاجتماعات مازالت حتى الآن غير رسمية، رغم التسهيلات التى قدمتها الإدارة الأميركية للتنظيمات غير الحكومية حتى تتمكن من الاجتماع بممثلى حركات المعارضة الشيعية فى الخليج العربى، وقالت أن المصدر ذاته أكد أن جملة من التقارير رفعت إلى الجهات المعنية عن نتائج تلك الاجتماعات، وأشارت إلى أن ممثلى التنظيمات غير الحكومية قدموا للحركات الخليجية، وعودًا بدعمهم من أجل حقهم الديمقراطى والحريات العامة ووسائل التعبير الحر، وبحسب تلك التقارير فأن ممثلى شيعة خليجيين رفعوا بعض التقارير السياسية وتلقوا ضمانات بدعم مطالبهم إذا ظلت تحركاتهم فى الإطار المدنى السلمى .
وعلى صعيد آخر  وحسب التقرير أيضًا، فإن ممثلى التنظيمات غير الحكومية الأميركية عملوا إلى إقناع محاوريهم الخليجيين بأن اعتمادهم على الدعم الإيرانى يضر بقضيتهم، وشرحوا لهم مواطن التباين بينهم وبين إيران، حيث أن النظام السياسى فى طهران يسعى إلى تحقيق مصالحه الاستراتجية فى المنطقة بتوظيف ورقة شيعة الخليج العربي، وليس من باب الحرص على الشيعة، كما تعهدت تلك المنظمات بأن تعمل على حشد دعم رسمى أمريكى لمطالب الشيعة، طالما بقيت فى أطرها العادلة مثل إتاحة الفرصة للشباب حتى يشتركوا فى الواقع السياسى لهذه الأمة، وحتى يعبروا عن آرائهم ويشاركوا فيما يرتبط بالشأن السياسي، وهذا يتم عن طريق فتح المجال لوجود مدارس وأحزاب وحركات سياسية، وإيجاد مجال للعمل الفكرى والمعرفي، ليس فقط على الصعيد الدينى والنظرى وإنما على الصعيد العملى كايجاد ورشات عمل فى مجالات الصناعة والتكنولوجيا، وفى الإطار الاجتماعي، إيجاد منظمات وأطر اجتماعية تستوعب هؤلاء الشباب وتوجههم للتطوع فى خدمة مجتمعاتهم وأممهم.

 دعم شيعة الخليج في الصعود

 وتنطلق إستراتجية التنظيمات غير الحكومية الأمريكية حسب المصدر من الرغبة فى توظيف دور شيعة الخليج غير المعلن فى الاستحواذ على مشاريع اقتصادية وتكنولوجية غاية فى الأهمية داخل مجتمعاتهم، وهناك الكثير من النشاطات الاقتصادية التى يتحكمون فيها، بعضها معروف من قبل الناس، وأكثرها غير معروفة،الإضافة إلى ذلك يلاحظ كثرة التوجه التحصيلى لدى شبابهم فيما يتعلق بالدراسة فى الجامعات الخليجية، فبالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من المدارس التعليمية فى مناطق الشيعة، فإن الكثير منهم يتابعون دراساتهم وتحصيلهم العلمى فى الجامعات والمعاهد، كما يلاحظ توجههم فى دراسة التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها، والفروع الخاصة بالبتروكيماويات واستخراج النفط والمعاهد التقنية والتكنولوجيا، كما يحتل تجار الشيعة مكانة كبيرة ومهمة فى تجارة بعض أنواع البضائع فى المنطقة، منها الذهب والمواد الغذائية، ولا يقتصر الأمر على الاهتمام بالنواحى الاقتصادية، حيث يبدو أن لهم سياسة اجتماعية تتمثل فى محاولة زيادة أعدادهم عن طريق تشجيع الزواج والتناسل فيما بينهم، وللحث على الزواج المبكر، وتعدد الزوجات، ولذلك فإن من الملفت للنظر إقامتهم لمهرجانات الزواج الجماعية والتى يتزوج فيها بليلة واحدة العشرات منهم، كما أنهم يسعون إلى توزيع كتبهم الشيعية لعامة الناس، ونشر معتقداتهم وأفكارهم، والترويج لشيوخهم وأئمتهم، كما يطالبون ببناء الأضرحة وإقامة الحوزات العلمية لهم، وما إلى ذلك من محاولات لتضخيم مكانة الشيعة فى الخليج عمومًا والحصول على مكاسب سياسية واجتماعية واقتصادية لهم.
وبحسب التقارير التي رفعت الى السلطات العليا فى واشنطن فأن تطلعات الشيعة فى منطقة الخليج تتراوح حسب الدولة التى ينتمون إليها، ففى حين بدأت تطالب فى دولة خليجية بمطالب ومكتسبات قدمت لحكومة البلد، حصلت فى بلد آخر على تمثيل برلمانى ونيابي، وهم فى جميع الأحوال يتطلعون إلى المستقبل القريب للاستفادة من الأوضاع التى خلفها سقوط العراق بيد الأميركيين، كما حذرت تقارير من أنه على الرغم من أن الشيعة فى الخليج يحرصون على تقديم أشكال الولاء والطاعة لحكام دولهم، إلا أن ذلك لا ينفى تطلعهم نحو إقامة حكم ذاتى شيعى فى مناطق تواجدهم كأغلبية، أو حتى قيام حكومة منفصلة شيعية على أبعد تقدير، فـ "مبدأ التقية" ضرورى فى ممارساتهم السياسية والدينية، حيث يعتبر اتقاء الطرف القوى مطلبًا دينيًا ومبدأً أساسيًا لهم.

قبل وقوع الشباب الشيعي في يد إيران

ويذكر المصدر أن التحرك الأمريكى من أجل فبركة سياسية جديدة لديموغرافيا الخليج العربى نابع من ورود معلومات استخباراتية توصف بالمؤكدة عن وصول مئات الشباب من جنسيات عربية إلى معسكرات تدريب إيرانية أقامتها المخابرات الإيرانية فى منطقة الأحواز، ويشير المصدر إلى أن الشباب الشيعة العرب بدأوا بالتوجه إلى إيران بعدما كانوا يرسلون فى الفترات السابقة إلى معسكرات حزب الله فى البقاع اللبنانى وذلك لتفادى الأجهزة الاستخبارية التى رصدت إقبال هؤلاء الشيعة على معسكرات فى لبنان، ويلفت التقرير إلى أن هذه المعسكرات الإيرانية تتولى عمليًا التحضير لإعادة تصدير فروع حزب الله إلى عدة دول خليجية وعربية وإسلامية ذات تواجد شيعى، وأن أول فرعين انتهى الإعداد لهما هما فرع حزب الله البحرين وفرع حزب الله الكويت، وذلك بحرفية تامة بالتعاون الوثيق والمباشر مع حزب الله اللبنانى، وفيما رأى التقرير أن بصمات حزب الله البحرين بدأت تظهر فى الاضطرابات الأخيرة التى شهدتها المملكة كشفت أن مساعى إنشاء حزب الله الكويت وتدريب عناصره على أيدى خبراء حزب الله اللبنانى قد انتهت وأن دفعتين من المتخرجين على الأقل تقدر كل منها بما بين 12 و16 شخصًا قد عادتا مؤخرًا إلى الكويت بعد دورتين تدريبيتين واحدة فى البقاع وأخرى فى طهران، وبحسب التقرير كذلك فأن نواة لـحزب الله قطر هى قيد الإنشاء فى معسكرات طهران على الرغم من تعهد إيرانى مسبق للدوحة بعدم تجنيد قطريين شيعة ، كما أورد التقرير نموذجًا عما يجرى فى الكويت تحديدًا، باعتبار أن القوات الأميركية متواجدة بكثافة فى هذه الدولة المحاذية لمحافظة البصرة العراقية الجنوبية ذات الأكثرية الشيعية والتى تعتبر مرتعًا للنفوذ الإيرانى بكل أشكاله، وكذلك تحدث عن وجود معلومات خاصة باستعدادات عناصر شيعية لبدء تحرك مرحلى متدرج، يبدأ بتجمعات شعبية فى الحسينيات، ثم ينتقل إلى مستوى عصيان مدنى يتمثل فى إغلاق المتاجر والمحلات والامتناع عن العمل، إضافة إلى تظاهرات صاخبة، ويحذر التقرير من خطورة هذه الخطوة، لأن التجار الذين ينتمون إلى المذهب الشيعى يسيطرون سيطرة شبه كاملة على سوق المواد الغذائية والقطاعات الخدمية الحيوية فى الماء والكهرباء، بحيث إن العصيان المدنى سيشل الحياة فى الكويت .

معلومات إستخباراتية خليجية حذرت من إنقلاب شيعي

وبحسب المصادر ذاتها فأن أحد أجهزة المخابرات الخليجية قد تلقى معلومات مؤخرًا من عدة مصادر بعضها من أجهزة مخابرات غربية وأخرى عربية تفيد بمخطط واسع يرعاه الحرس الثورى الإيرانى لتحويل الدولة التي يعيشون على أرضها إلى دولة شيعية يكون لفرع حزب الله الذي يعمل على أرضها  الدور الأساسى فى تنفيذه، الأمر الذى أحدث هلعًا وضجة فى الأوساط الحاكمة في تلك الدولة، وتشير المعلومات إلى أن المخطط الذى وضع بطهران وبإشراف مباشر من قائد الحرس الثورى محمد على جعفرى يشمل عدة مراحل، بعضها سياسى والآخر عسكرى يتكلف عشرات الملايين تعهد الحرس الثورى بتدبيرها من فائض استثماراته وشركاته الضخمة التى تشمل عدة مشروعات استراتيجية بإيران .
وتفيد المعلومات أن الخطة وضعت بتنسيق مباشر مع قادة حزب الله في تلك الدولة الخليجية وبعضهم من قيادات الداخل والآخرون ممن يقيمون فى إيران والعراق .
وحسب المخطط فإن الشق السياسى للمخطط يقوم على تنظيم عدة مظاهرات استغلالاً للأوضاع السياسية غير المستقرة للبلاد خاصة بعد حل البرلمان ودعم عدد من المرشحين الشيعة فى الانتخابات المقبلة واللعب على الوتر الدينى بالبلاد، كما أنه يقوم على تنظيم حملات دعائية من خلال مواقع إعلامية شيعية على الإنترنت تتحدث عن اضطهاد للشيعة بالبلاد وربط ذلك بما يوصف بالظلم الواقع على شيعة بعض دول الخليج .
وحسب التقرير، فإن هذه المعلومات الخطيرة، ومعلومات أخرى أكثر تفصيلاً لم يتم الكشف عنها، هى التى دفعت الإدارة الأميركية إلى تشجيع الحوار غير الحكومى فى هذه المرحلة مع شيعة الخليج، بدل أسلوب المواجهة، تحقيقًا لمعادلة الديمقراطية المذهبية، ولأن دروس التجربة العراقية، أكدت عبثية أسلوب المواجهة. أما الخطوة التالية، فمازالت موضوع دراسة، وربما إذا كانت نتيجة تقييم الاجتماعات السابقة إيجابية، فإن الإدارة الأميركية ستنتقل إلى مرحلة الدعم السياسى العملي لمطالب شيعة الخليج.

الأمريكان وتدارك خطأ العراق

ويرى أحد الدبلوماسيين الغربيين في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل أن الإدارة الأميركية الحالية ينطبق عليها القول المأثور زرعت ريحًا فحصدت عاصفة، وذلك في معرض تعليقه على مجريات الأمور في العراق، حيث أدت المعالجة الأميركية إلى تحويل هذا البلد العربى إلى ساحة مفتوحة للنفوذ الإيرانى، الذى تمدد فى المنطقة، وتحول إلى تيار منذر بالخطر فى دول مثل الكويت والبحرين .

شيعة الكويت والبحرين الأكثر قلقاً

كما تحدثت تقارير صحيفة أجنبية وعربية بإستفاضة عن تلك الإجتماعات وكشفت عن بعضاًَ مما دار فيها، مشيرة إلي أن ممثلى التنظيمات غير الحكومية الأمريكية قدموا للحركات الخليجية، وخاصة فى البحرين والكويت، وعودًا بدعمهم من أجل حقهم الديمقراطى وحقهم فى حرية التعبير بطريقة مدنية، عن طريق المدونات مثلاً، ويستفاد من هذه التقارير أن ممثلى شيعة البحرين قالوا خلال الاجتماعات إنهم يمثلون 80% من سكان المملكة، ومع ذلك فإن مشاركتهم السياسية محدودة، وطالبوا بأن يكون منصب رئيس الوزراء على الأقل من حقهم، بالإضافة إلى فتح أبواب المناصب الكبرى أمامهم، وقد تلقوا وعدًا بدعم مطالبهم إذا ظلت تحركاتهم فى الإطار المدنى السلمى، كما طالب الشيعة الكويتيون بنيل حصة عادلة فى الحكومة والمناصب الكبرى وعدم إغلاق قطاعات معينة، منها الجيش وقوى الأمن، أمامهم، وتلقوا وعودًا مماثلة .
وقال ممثلو هذه التنظيمات إن العمل المدنى السلمى يمكن أن يؤدى إلى نتائج، وأشادوا بالتصرف الحضارى لملك البحرين فى تعامله مع الحركة الشيعية، وتعهدوا بأن يعملوا على حشد دعم رسمى أميركى لمطالب الشيعة، طالما بقيت فى أطرها العادلة مثل إتاحة الفرصة للشباب حتى يشتركوا فى الواقع السياسى لهذه الأمة حتى يعبروا عن آرائهم ويشاركوا فيما يرتبط بالشأن السياسى.
وبحسب كاتب خليجي كبير فأنه مهما تواضعت مطالب الشيعة واندمجت اليوم فى إطار المطالب الوطنية العامة، فلابد من الإقرار بأن شيئًا ما قد تغير بالفعل بعد كل الهزات السياسية والأمنية والثقافية التى عاشتها منطقة الخليج، وليس أقل التغييرات أن يأخذ الشيعة ثقلاً سياسيًا جديدًا، بعد أن كانت إيران تحتضنهم عن بعد، فى حين أكد أحد رموز الشيعة أنه آن الأوان للقيام بمبادرة جريئة وجادة لمعالجة هذه القضية من منطلق الحرص على وحدة الوطن وأمنه بدلاً من تركها تتفاقم وتتصاعد بصورة خطيرة وتتحول إلى مشكلة اجتماعية لا يمكن السيطرة عليها .

ضرورة التنبه لمحاولات الإختطاف الخارجية لشيعة الخليج

وكان الكاتب خليل علي حيدر بصحيفة الوطن الكويتية سبق له وأن تحدث في مقال له تحت عنوان حزب الله.. وشيعة العالم العربي، عن خطورة تلاقى مصالح شيعة الداخل في الخليج بجهات خارجية وقال"قلناها مرارا وسنقولها تكرارا.. خطأ سياسي ومذهبي جسيم، ان يربط بعض شيعة الكويت والخليج والعالم العربي بتوجهات السياسة الايرانية وحزب الله والصراع الايراني - الامريكي! هذه القضية شائكة، وهذه اللعبة غير مأمونة العواقب، وقال"انظروا، نقولها مرة اخرى، ماذا فعل حزب الله بشيعة لبنان وبلبنان نفسه، تابعوا هذه التمزقات الطائفية ونمو دولة حزب الله على حساب النظام الشرعي في لبنان والدولة القائمة التي تمثل كل الطوائف، وتأملوا هذا الغضب العارم بين مختلف طوائف لبنان بسبب مواقف حزب الله وتجاوزه كل الخطوط والحدود القانونية والوطنية.
وتسأل الكاتب "هل يحق لأهل السنة في ايران ان يؤسسوا حزبا مثل حزب الله، يتسلح بالصواريخ ويتكلم باستعلاء ولا يلتفت الى المصالح الايرانية أو يخضع لحكومتها؟ هل يرضى شيعة لبنان وشيعة الخليج والعراق أن يتسلح حزب اهل السنة في ايران بتمويل خليجي مثلا واسلحة امريكية وخبراء من دول الناتو؟ ما يفعله حزب الله في لبنان اعتداء على حقوق شيعة لبنان وسنته، وعلى حقوق المسيحيين والدروز، وعلى الدولة التي تمثل كل الطوائف وعلى الوحدة الوطنية فيها. اعتداء حزب الله على حقوق اهل السنة في لبنان لمجرد ان عدد الشيعة اكبر هناك، ستكون له عواقب وخيمة في بلاد كثيرة، فالشيعة اقلية، بل وفئة ضئيلة العدد نسبيا، في كل مكان تقريبا، وليست لهم أي مصلحة في مثل هذه اللعبة الحزبية العسكرية السياسية غير المأمونة العواقب، التي يلعبها حزب الله.
وقال أنه لا ينبغي لشيعة الكويت والخليج والعالم العربي ان يسلموا مصيرهم لحزب الله وجماعة ولاية الفقيه واحزاب التشيع السياسي، ولا ينبغي لهم ان يتركوا مصيرهم ومصالحهم واستقرار مجتمعاتهم ادوات واوراقا في الصراع الامريكي الايراني، أو جماعات التطرف المذهبي في العراق أو أية قوى تلعب بمصائر دول وشعوب المنطقة.. باسم الاديان والمذاهب.
كما أشار إلي أنه لا ينبغي للشيعة ان يضعوا العربة امام الحصان، ولا ان يزايدوا في قضايا العرب على قيادات واحزاب العرب والفلسطينيين انفسهم، ولا يعقل لحزب الله ان «يحرر فلسطين» بحرق لبنان واثارة كل هذه المشاعر الطائفية الخانقة ضد الشيعة في العالم العربي وخارجه.
وأختتم حديثه بالقول"قلنا مرارا ان «تحرير فلسطين» و«تدمير اسرائيل» و«انزال الهزيمة بالعسكرية الامريكية» معارك وقضايا، لن يكون الشيعة فيها الا وقودا وضحايا في معارك مستحيلة، وان للفلسطينيين احزابا وقادة ومفكرين ومحاربين، ولم يطلبوا من سنة العرب أو شيعتهم ان يتحدثوا أو يتصرفوا بالنيابة عنهم، دع عنك ان تنفرد جماعة أو طائفة بفرض نفسها على الجميع باسم تحرير القدس! ولكن من يستوعب.. ويدرك المخاطر؟!

  اللعبة إيرانية – أمريكية والمتفرج عربي

الثابت في هذا المقام أن هناك محاولات دؤوبه تقوم بها كلا من إيران وأمريكا للسيطرة على شيعة الخليج وهو ما ينبغى أن يصحبه حالة من التيقظ العربي الخليج ومعرفة كل الخطوات التي يقوم بها الطرفان للنيل من إستقرار الدول الخليجية والسيطرة على مصالحها، ولن يكون ذلك في المقام الأول إلا بالكشف عن كافة المخططات التي يضعها ساسة طهران وواشنطن بهدف تغير قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط بوجه عام وفي منطقة الخليج بشكل خاص.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,142,663

عدد الزوار: 6,936,661

المتواجدون الآن: 116