مهرجان "شتاء طنطورة في السعودية" يذكرنا بمهرجانات الصيف في لبنان...!!..

مهرجان "شتاء طنطورة في السعودية" يذكرنا بمهرجانات الصيف في لبنان...!!..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

المهرجان الثقافي والفني الذي اقامته المملكة العربية السعودية في محافظة (العلا)، الذي قدمته الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، كان مميزاً في كافة تفاصيله من حيث الادارة والاستقبال والاداء، وحتى في اختيار المكان، لما له من اجواء طبيعية خلابة، وما له من ابعاد تاريخية ولمحات وجدانية، ومناظر ساحرة.

احياء المناطق الاثرية في المملكة العربية السعودية، بإقامة مهرجانات ثقافية وفنية، وفتح زيارتها امام الجمهور السعودي والسائح الاجنبي سواء كان عربياً ام غير عربي، يسمح بتعميق التبادل الثقافي والتعارف الاكثر عمقاً بين المجتمعات المختلفة والاطلاع على تاريخ المملكة وما تضمه في مساحتها الشاسعة من تراث ديني ومعماري وثقافي وحضاري.

إن اقامة هذا المهرجان وسواه من المهرجانات الثقافية في المملكة إنما يدل على ثقة المملكة بقدرتها على بسط الامن والاستقرار ومواجهة كافة التحديات الامنية واللوجستية لمواكبة جمهور الوافدين ومن السياح والزائرين من مختلف اصقاع العالم..

ولكن ما لفت الانتباه اكثر خلال الحفل الذي احيته الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، هو هذا الحضور اللبناني الكبير الذي جاء الى المملكة بدعوة رسمية من قادة المملكة للمشاركة في هذا الحفل وضم الوفد سياسيين وفنانين واعلاميين، وما يعنيه هذا من رغبة المملكة في فتح صفحة العلاقات الطيبة مع لبنان ومختلف قياداته، كما للاشارة الى ان المملكة تعتبر ان لبنان الغني بثقافته والمميز بدوره قادر على ان يكون شريكاً فاعلاً في إحياء مختلف النشاطات التي تنوي المملكة اطلاقها. لما للبنان من خبرات اعلامية وخبرة طويلة في احياء الحفلات التراثية والثقافية والفنية..خاصةً مع انطلاق عجلة التحول والتغيير والانفتاح التي يقودها قادة المملكة العربية السعودية..

واكثر ما لفتنا نحن هنا في لبنان هو ان هذا الاحتفال بتسميته واختيار موقعه انما يذكرنا بمهرجانات لبنان الثقافية الفنية، من مهرجانات بعلبك الذي يقام في منطقة اثرية، الى سائر المهرجانات التي تقام في فصل الصيف في مختلف المناطق اللبنانية.. لجذب الوافدين وتطوير قطاع السياحة وتقديم الصورة الجميلة عن لبنان وشعبه..

إن ما قامت به المملكة العربية السعودية من إقامة حفلات ولقاءات ثقافية وفنية انما يشكل خطوة مهمة على طريق النهوض بالمملكة وتقديم صورة حضارية عن المملكة ودورها والتعريف بثقافتها وحضارتها بشكلٍ لائق وكريم.