الخطاب الثقافي

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 نيسان 2010 - 5:42 ص    عدد الزيارات 1272    التعليقات 0

        

جيروم شاهين

ما هو موقف الصحافة العربية من الثقافة بشكل عام، وما هي مستويات اهتمام الجرائد العربية بالصفحات الثقافية؟
الإجابة على هذا السؤال نجدها في "التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية" الذي أصدرته "مؤسسة الفكر العربي" ورئيسها الأمير خالد الفيصل.
تواصل مؤسسة الفكر العربي، في إصدارها التقرير السنوي الثاني، رصد الحراك الثقافي على مستوى الدول العربية وتحليله وتشخيصه للتعرّف على حجم الإنجاز، والوقوف على مواطن القصور، وتقييم التطوّر الحاصل في آليّات صناعة الثقافة، ثمّ طرح النتائج على الساحة عامة، وبخاصة بين يدي أصحاب القرار الثقافي. ويؤكّد هذا التقرير الصلة الوثيقة بين الثقافة والتنمية الإنسانية بمفهومها الشامل، وأن التنمية الثقافية بتجلياتها المختلفة هي قوة الدفع للتنمية الإنسانية بكل أبعادها.
غالباً ما يشكو المثقفون من انحسار الحيّز الثقافي في وسائل الإعلام. فإذا كانت تلك الشكوى تصح في وسائل الإعلام المرئي والمسموع، فهل تصح في وسائل الإعلام المكتوب؟
في التقرير المذكور فصل يقدّم تحليلاً لسمات وأطر تشكيل الخطاب الثقافي المقدّم عبر الصحافة العربية من خلال تحليل مستويات اهتمام الجرائد اليومية العربية بتخصيص صفحات للثقافة وطبيعة المضمون الذي تقدّمه هذه الصفحات. ثم يتصدّى بعد ذلك لوصف وتحليل الملامح والسمات الأساسية التي تميّز الخطاب الثقافي داخل عيّنة من المجلات الثقافية العربية.
يمثّل المضمون الثقافي معلماً أساسياً من معالم التجربة الصحفية العربية. وينظر إلى المواد الثقافية كشكل من أشكال المواد الصحفية المتخصصة التي تحاول أن تخاطب جمهور الصحيفة المهتم بالشأن الثقافي. وتأخذ الصحافة الثقافية المتخصصة أحد شكلين، أولهما شكل الصفحة الثقافية المتخصصة التي تنشر في جريدة عامة، وثانيهما شكل الجريدة أو المجلة المتخصصة بصورة كاملة في الموضوعات والمضامين الثقافية. وقد تمّ إجراء دراسة استطلاعية على الصفحات الثقافية المتخصصة التي تظهر داخل الجرائد اليومية بعدد من دول العالم العربي. وقد أثبتت هذه الدراسة أن الكثير من هذه الجرائد تهتم بتخصيص صفحات تُعنى بقضايا الفكر والفن والأدب والعلوم. وتبيّن أن أغلب الجرائد اليومية العربية تهتم بتخصيص صفحة واحدة للثقافة، في حين تختصر بعض الجرائد هذه الصفحة إلى باب محدد يشكّل نسبة معيّنة من مساحة الصفحة، في حين تتوسّع بعض الجرائد الأخرى في عدد الصفحات التي تخصصها للمواد الثقافية، لتشمل ملحقاً كاملاً يتكوّن من عدّة صفحات. وتكتفي بعض الجرائد العربية الأخرى بمجرد نشر أخبار عن الفعاليات الثقافية المتصلة بمهرجانات ومسابقات وغير ذلك. وهناك صحف ترى الثقافة من منظور الفن فلا تهتم بتخصيص صفحة للمواد الثقافية. وتمزج نسبة لا بأس بها من الجرائد العربية اليومية (23،5 في المئة) المضامين الثقافية بمواد صحفية ذات صلة بالثقافة كفكر لتضمّها صفحة واحدة. وتربط العديد من هذه الجرائد بين الثقافة والفن، فتخصص صفحة واحدة لكل من قضايا الفن، وقضايا الثقافة.
ويلاحظ من تحليل المواد الصحفية التي نشرتها الصفحات الثقافية بالجرائد غلبة الطابع الإخباري على المواد الصحفية المنشورة في الصفحات الثقافية بالجرائد اليومية العربية، فهناك نسبة كبيرة من المتابعات الإخبارية للأنشطة والفعاليات الثقافية، من مهرجانات وندوات ومؤتمرات، بالإضافة إلى متابعة الإصدارات الجديدة، وخصوصاً في مجال الإبداع الأدبي، ومتابعة فعاليات معارض وإبداعات الفن التشكيلي. كما تهتم الصفحات الثقافية بإثارة العديد من القضايا المتعلّقة بالإنتاج السينمائي والمسرحي والغنائي، بالإضافة إلى متابعة الحركة الثقافية من خلال عروض الكتب. فالوظيفة الإخبارية هي الغالبة على المضمون الصحفي بالصفحات الثقافية، في حين تتراجع أهمية الوظيفة التفسيرية التي تتجلى في الاهتمام بنشر التقارير والتحقيقات حول الظواهر الثقافية القطرية والقومية. وتظهر الوظيفة التفسيرية فقط في إطار العديد من الحوارات التي اهتمت الصفحات الثقافية بإجرائها مع عدد من المفكرين والمبدعين العرب. وتتراجع أيضاً أهمية الوظيفة النقدية كوظيفة أساسية من وظائف الخطاب الثقافي. وقد ظهرت تجليات هذه الوظيفة في إطار بعض المقالات النقدية التي تنوّه بالأعمال الإبداعية للأدباء والشعراء العرب وتحللها، بالإضافة إلى بعض المواد الصحفية التي تصدت لتحليل لوحات الفن التشكيلي.
أما في ما يتعلّق بالمجلات التي تمّ تحليلها وهي أربع: مجلة الهلال المصرية، مجلة الآداب اللبنانية، مجلة العربي الكويتية، الصحيفة الثقافية المغربية، فقد انشغل الخطاب الثقافي داخل هذه المجلات بمجموعة من القضايا الأساسية التي اهتم بها أكثر من غيرها، وقدّم في سياقها مجموعة من الأطروحات التي تعكس رؤية العقل الثقافي العربي لها واتجاهات طرحه ومعالجته لأبعادها.
هناك تسع قضايا هي الأبرز أخذت كل واحدة منها حيّزاً من مضمون تلك المجلات، علماً أن اتساع كل حيّز يختلف عن الآخر.
القضية الأولى التي شغلت المجلات الأربع المذكورة، وبنسبة 19 في المئة من مساحة المجلات (وعلى أساس نسبة تكرارها) هي قضية العلاقة بالآخر. القضية الثانية (وبنسبة 15،5 في المئة) هي القضية الفلسطينية. القضية الثالثة (وبنسبة 15،5 في المئة) هي قضية علاقة المثقف بالسلطة السياسية. أما القضية الرابعة (وبنسبة 13،8 في المئة) فهي قضية الطائفية. الخامسة (وبنسبة 10،3 في المئة) هي قضية التفاعل بين الثقافة والدين. السادسة (وبنسبة 8،6 في المئة) هي قضية العلاقة بين المال والثقافة. السابعة (وبنسبة 8،6 في المئة) هي قضية المساواة بين الرجل والمرأة. الثامنة (وبنسبة 5،2 في المئة) هي قضية العلاقة بين التراث والمعاصرة. أما التاسعة والأخيرة (وبنسبة 3،4 في المئة) فهي قضية العلاقة بين اللغة والثقافة.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,689,780

عدد الزوار: 6,908,662

المتواجدون الآن: 95