تقرير غولدستون .. صرامة نتنياهو أثبتت جدواها

تاريخ الإضافة الثلاثاء 6 تشرين الأول 2009 - 7:27 ص    عدد الزيارات 900    التعليقات 0

        

ألوف بن

يُعتبر قرار مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الذي صدر يوم الجمعة والقاضي بتأجيل البحث في تقرير غولدستون المتعلق بحملة "رصاص مصهور" في غزة، انجازا سياسيا مهما لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان.
أسلوب المعالجة العنيفة لتقرير غولدستون يميز السياسة الخارجية الصارمة التي يديرها نتنياهو وليبرمان. وهما يعتبران رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خصما لإسرائيل وليس صديقا او شريكا (وهذا متبادل). وهما لا يقبلان ان يدير عباس مفاوضات سياسية وتنسيق امني مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه يشن حربا دبلوماسية وقضائية ضدها في كل محفل دولي. هل يريد عباس النزاع؟ فليتفضل، ولكن فليستعد لدفع الثمن. إسرائيل ايضا تعرف كيف تخوض الحروب السياسية، وهذا ما أظهرته في نهاية الاسبوع.
بعد نصف سنة على توليه الحكم، يبدو نتنياهو راضيا عن التغييرات التي انتهجها في السياسة الخارجية والامن الإسرائيلي. التعبير الاخير عن الاصلاحات كان في الصفقة مع حماس، والتي حصلت فيها إسرائيل على شريط فيديو لجلعاد شاليط. وعلى الرغم من أن شاليط لا يزال في الاسر، فقد أظهر نتنياهو للجمهور بان الصفقة لإطلاق سراحه بدأت تتحرك، بعد ان قام بتغيير مدير المفاوضات واشرك فيها الوسيط الالماني.
لقد شعر نتنياهو انه نجح في ان يبني علاقات عمل جيدة مع ادارة اوباما، بعد بداية اشكالية نبعت من الخلاف على تجميد المستوطنات. اليوم ايضا توجد خلافات عميقة بين إسرائيل والولايات المتحدة حول السبيل للتقدم في القناة الفلسطينية، ولكن مكتب رئيس الحكومة طور قنوات عمل جارية مع البيت الابيض ووزارة الخارجية الأميركية: مستشار الامن القومي عوزي اراد مع نظيره جيم جونز ونائبيه دنيس روس وغاري سايمور، المبعوث اسحاق مولكو مع المبعوث جورج ميتشل.
تتركز المساعي السياسية في القناة الفلسطينية على بلورة صيغة متفق عليها لاستئناف المفاوضات السياسية، بحيث تتضمن ايضا تعهدا إسرائيليا بتقييد المستوطنات. نتنياهو لا يسارع الى التسوية الدائمة. فهو يفضل ان يضع جانبا المشاكل الصعبة، مثل القدس، والبدء في القضايا السهلة الحل، والاتفاق عليها ومواصلة السير قدما. وهو لا يتحمس لتحديد جداول زمنية صلبة لاتفاق شامل، او لمبادرة رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، لاقامة دولة فلسطينية في غضون سنتين. كما ان نتنياهو يرفض فكرة ان تتركز المفاوضات على ترسيم الحدود المستقبلية بين إسرائيل وفلسطين وأن تؤجل الى المستقبل قضيتا القدس واللاجئين.
القدير في مكتب نتنياهو يفيد بانه على الرغم من الخلاف على الصيغة والاهداف، المفاوضات ستستأنف قريبا. وقد واءم نتنياهو مواقفه (دولة فلسطينية منزوعة السلاح، مطلب الاعتراف بدولة يهودية) مع الاجماع الإسرائيلي وذلك من أجل تعزيز قدرته على الصمود في وجه الضغوط وتحييد المعارضة. حتى الان نجح هذا النهج، ولكن المفاوضات الحقيقية لم تبدأ بعد، ولم يُطلب من نتنياهو اتخاذ قرارات من شأنها ان تورطه مع رفاقه في اليمين وتهدد سلامة الائتلاف.
في المجال الايراني، يشعر نتنياهو بالقلق من تفكك التحالف الدولي الذي يقف في وجه ايران. وهو عمل على توثيق التنسيق مع الادارة الأميركية ـ بتفعيل "منتدى ايران" برئاسة اراد وجونز ـ وهو راض عن الانعطافة الاخيرة في الموقف الأميركي، التي تعرض خطى اكثر تصلبا تجاه الايرانيين. نتنياهو يؤيد الخطوة الدبلوماسية للرئيس براك اوباما، يخفف من حدة التصريحات العلنية للشخصيات الإسرائيلية حول المشروع النووي الايراني، ويكتفي بالحديث عن خلفية الموضوع.
ويمكن القول إن الانجاز الذي يمكن تلمسه أكثر من أي انجاز آخر فيما يتعلق بالعلاقة بين نتنياهو واوباما تمثل في الرسالة التي تلقاها من الرئيس قبل قليل من لقائهما الاول في واشنطن، في ايار من هذا العام. ففي الرسالة كرر اوباما وعود اسلافه، في الحفاظ على "الغموض" الإسرائيلي في المجال النووي. ووعد الرئيس بأن المبادرات الأميركية للرقابة على السلاح لن تمس بقدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها وردع اعدائها ـ على غرار الوعد المشابه الذي اعطاه الرئيس بيل كلينتون لنتنياهو في 1998 ولايهود باراك في 1999. مع هذه الرسالة المحفوظة في خزنته، يمكن لنتنياهو ان يكون مطمئنا عندما يخطب اوباما في الامم المتحدة حول تصفية السلاح النووي في العالم.

("هآرتس" 4/10/2009)
ترجمة: عباس اسماعيل

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,749,275

عدد الزوار: 6,912,648

المتواجدون الآن: 92