هكذا أنشأنا تقرير غولدستون

تاريخ الإضافة السبت 26 أيلول 2009 - 8:18 ص    عدد الزيارات 867    التعليقات 0

        

شلومو غازيت
( لواء احتياط، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً)

قرأت تقرير غولدستون. بالفعل، المنتقدون الكثيرون محقون ـ فهذه وثيقة ظالمة، متطرفة وتشكل اهانة للذكاء. يصعب أن نفهم كيف أمكن لطاقم اعضاء اللجنة، كلهم مثقفون ذوو خبرة قانونية وعامة، كتابة وثيقة كهذه. ومع ذلك، ممنوع على اسرائيل عدم التطرق إلى موضوعين على هامش التحقيق. نحن نعرف مجلس حقوق الانسان الذي بادر واقام لجنة التحقيق. ونحن نعرف توجهه المتطرف والمعادي لاسرائيل، ومع ذلك يجدر بنا أن نسأل اليوم: هل كانت اسرائيل محقة في قرارها تجاهل نية بدء تحقيق وعدم التعاون مع اللجنة؟
ثمة لاسرائيل عدد غير قليل من الاصدقاء في الساحة الدولية. لو اننا عملنا على نحو صحيح وفي الوقت الصحيح، كان من الممكن ان نمنع أصل اقامة اللجنة. فـ"المجلس" لا يعمل في فراغ، فهو جزء من منظومة الامم المتحدة، وهو ـ ولا سيما اعضاء المجلس ـ خاضعون للضغط والتأثير؛ وحتى لو لم نمنع التحقيق، كان يمكننا أن نعمل في اتجاه تعديل وتغيير تعريف اهدافها. لو كانت التوجيهات مختلفة لكان من الممكن ان نرى تركيبة مختلفة للجنة.
كان لقرار اسرائيل مقاطعة اللجنة واعضائها تأثيران مباشران. فلو تعاونا لكان يمكن ان نغرق اللجنة بمعطيات يصعب عليها ان تتجاهلها، وربما كنا سنتوصل الى تقرير اكثر توازنا. وما لا يقل أهمية عن ذلك هو اننا نتجاهل الرد النفسي والوزن الذي كان لذلك على العداوة التي اظهرها اعضاء اللجنة لاسرائيل عندما يقوم احد الجانبين ـ الاسرائيلي ـ يقاطعها. اليوم، في اطار الوقوف الطبيعي وراء الحكومة، لا يوجد تقريبا من يوجه نقدا الى تلك السياسة والقرار. علينا ان نتعلل بالأمل في ان ما يجب استنتاجه من الاستنتاجات مما حدث سيحصل فعلا.
الموضوع الثاني يتطرق إلى الاستنتاجات. ليس كل شيء مشوها ولا مقصودا. من المهم التطرق إلى نقطتين مهمتين يثيرهما التقرير:
الاولى مسألة مكانة قطاع غزة بعد فك الارتباط. مع اتمام الخروج قبل اربع سنين تنفسنا الصعداء: "الحمد لله اننا خلصنا!". وحتى اننا أشرنا، في تصريحات مختلفة، إلى انه انتهى بذلك الاحتلال العسكري للقطاع. لكن سكان القطاع الفلسطينيين الـ1,5 مليون لم يروا ذلك على هذا النحو. ولم تره كذلك الأسرة الدولية ولا خبراء القانون الدولي في اسرائيل. بقي الاحتلال على حاله، وكل ما فعلناه هو أننا غيرنا طرق سيطرتنا فقط. طالما بقيت اسرائيل تسيطر سيطرة مطلقة على جميع طرق الوصول البرية والبحرية والجوية، فسيبقى الاحتلال. إضافة الى ذلك: نحن نواصل الاحتلال من غير ان نتحمل المسؤولية عن وجود ادارة وحكم سويين نحو السكان.
والثانية ان تقرير اللجنة كرر اتهام اسرائيل بـ"عقاب جماعي" مرفوض بهدف دفع السكان إلى ممارسة الضغط وتغيير موقف سلطة حماس.هذا الادعاء الذي ادعته اللجنة، للاسف الشديد، يعتمد كله على ما يقال في اسرائيل. ان قطع التيار الكهربائي الذي يُزود به القطاع من اسرائيل، واغلاق المعابر وما أشبه، ليست من افتراءات لجنة غولدستون. هذه سياسة معتمدة من حكومة اسرائيل.

("معاريف" 23/9/2009)
ترجمة: عباس اسماعيل

 

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,589,228

عدد الزوار: 7,034,396

المتواجدون الآن: 71