نعم للصراع الأيديولوجي مقابل الولايات المتحدة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 أيلول 2009 - 6:56 ص    عدد الزيارات 849    التعليقات 0

        

يبذل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ومستشاروه، مساعي حثيثة لتجنب الدخول في مواجهة مع الرئيس الأميركي الذي دعا بصورة علنية إلى وقف البناء في المستوطنات بالضفة الغربية والقدس. ولكن منذ إعلان باراك أوباما في القاهرة بقوله "يجب أن يتوقف هذا( الاستيطان)- لا شك في أن حكومة إسرائيل والرئيس الأميركي موجودان على مسار التصادم فيما بينهما. وإذا كان يمكن تأجيل هذا التصادم، إلا أنه حتمي- إلا إذا خضعت الحكومة الإسرائيلية فعلا لإملآءات الرئيس الأميركي، أو أدرك أوباما أنه ثمة لليهود الحق في الاستيطان بالضفة الغربية والعيش فيها. ولن يكون في وسع أن " ضبابية خلاقة" حل المشكلة.
كيف سيتصدى إذا نتنياهو لهذه المشكلة؟ خلال فترة ولايته السابقة كرئيس للحكومة، اضطر نتنياهو إلى التصادم مع الرئيس بيل كلينتون في القضية الفلسطينية. وهذه لم تكن بالطبع تجربة محببة عليه. لكنه خضع في كانون الثاني 1997 للضغوط التي مارستها إدارة كلينتون، ووقع على اتفاق الخليل مع ياسر عرفات، وبموجب هذا الاتفاق خرج الجيش الإسرائيلي من غالبية أجزاء المدينة ودخلت قوة دولية صغيرة إلى المنطقة.
منذ تلك فترة وحماس تسيطر على المدينة، وحيث تشكل الخليل برميل بارود ومصدرا للتوتر بين اليهود والعرب. لكن بعد سنين على ذلك فقط، مع الدخول المتجدد للجيش الإسرائيلي إلى المنطقة في أعقاب الانتفاضة الثانية، وُضع حد للإرهاب الفلسطيني المتواصل.
في السنة التي تلت اتفاق الخليل، وافق نتنياهو على عقد لقاء مع عرفات في واشنطن، برعاية كلينتون. ولم تُثمر هذه اللقاءات عن نتيجة تًذكر سوى الإعجاب الذي كنّه الرئيس الأميركي لعرفات إلى درجة قيامه بزيارة غزة والإعلان من هناك أن الشعب الأميركي يؤيد تطلعات الشعب الفلسطيني. وبذلك وضع حد للوساطة النزيهة وغير المنحازة.
كيف سيُعالج الموضوع الآن؟ بحسب التقارير في وسائل الإعلام، يبدو أن نتنياهو يعتزم تأخير أوباما لفترة زمنية معينة، على أن يقوم في موازاة ذلك بتهدئة مؤيديه من الداخل عبر السماح " باستكمال البناء الذي تم البدء به في الضفة الغربية"، والإعلان بعد ذلك عن وقف إضافي للبناء لمدة تسعة أشهر.
طوال السنين الماضية حصلت تباينات في الرأي بين الحكومات الإسرائيلية والإدارات الأميركية. منذ مطلب الرئيس آيزنهاور قبل 50 عاما، بانسحاب الجيش الإسرائيلي من سيناء ومن قطاع غزة بعد حملة كودش، لم يسمح الرؤساء الأميركيين لهذه الخلافات بالظهور إلى العلن. نحن نفضل بالطبع أن يكون هناك اتفاق كامل بيننا وبين حليفتنا، لكننا نعرف أن هذا الأمر ليس ممكنا دوما. نحن نفضل أيضا معالجة الخلافات بيننا بهدوء، وفي جميع الأحوال نحن نعرف أننا سنتغلب على الخلافات. فالحلف القائم بين إسرائيل والولايات المتحدة، لا يستند فقط إلى مُثُل وقيم مشتركة، بل أيضا إلى المصالح المشتركة، وحتى إلى إدراك كل طرف للمزايا التي يحققها من هذا الحلف.
عندما يتعلق الأمر بأصل وجود دولة إسرائيل- حق اليهود في الاستيطان في أرض إسرائيل- ستحترم الولايات المتحدة موقف إسرائيل، بشرط أن تصر إسرائيل على موقفها هذا.

("هآرتس" 15/9/2009)

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,139,184

عدد الزوار: 6,756,416

المتواجدون الآن: 126