خلاصات من تقرير غولدستون

تاريخ الإضافة السبت 19 أيلول 2009 - 5:38 ص    عدد الزيارات 860    التعليقات 0

        

ألوف بن

التقرير الذي أعدته بعثة الأمم المتحدة لتحديد الوقائع بشأن المواجهة في غزة، برئاسة القاضي الجنوب أفريقي، ريتشارد غولدستون، يصف إسرائيل كمجرمة حرب، دولة بوليسية، ودولة تقمع الأقليات. في المقابل، تعرضت السلطات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية لإدانات مشابهة من اللجنة. وإذا ما قُبلت خلاصات اللجنة وتوصياتها، فسيكون في وسع المحكمة الدولية في لاهاي أن تجري لقاء قمة بين زعماء إسرائيل، حماس والسلطة الفلسطينية، الذين سيجلسون على مقاعد الاتهام فيها.
صاحب القرار الأخير لتحديد مصير تقرير لجنة غولدستون هو الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي أصبح بحوزته الآن سوطا آخر لتهديد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه: إذا لم تجمد الاستيطان وتوافق على تقديم تنازلات سياسية فإنه سيتم دفع إجراءات قضائية ضد المسؤولين عن عملية الرصاص المصهور. لكن ثمة شكا فيما إذا كان أوباما يريد ربطا كهذا للأمور، الذي من شأنه أن يشكل سابقة ضد جيوش أخرى تحارب الإرهاب في محيط مدني، مثل الأميركيين في العراق وأفغانستان.
يُظهر التحقيق جملة حقائق. أولا، لقد أخطأ أرييل شارون عندما لم يُكمل خطة فك الارتباط عن غزة في العام 2005 ولم يطلب اعترافا دوليا بانتهاء احتلال القطاع. ذلك أن جزءا كبيرا من الجرائم التي اتُهمت إسرائيل بها اليوم، تنبع من مسؤوليتها الانسانية عن سكان القطاع.
ثانيا، لقد أخطأ إيهود أولمرت وإيهود باراك بتجاهلهما معاناة السكان الفلسطينيين في غزة، وبالإذن الذي أعطوه لممارسة القتل والدمار الذي تسبب به الجيش الإسرائيلي خلال حملة الرصاص المصهور. كما أن قرار إطالة أمد الحملة والقرار بإدخال قوات برية إلى غزة، وهما قراران حظيا بتعاطف واسع من قبل الرأي العام الإسرائيليي، ألحقا ضررا فادحا بالمكانة الدولية لإسرائيل وأديا إلى تعزيز كبير في مشروعية حماس.
ثالثا، ربما تكون الحكومات الغربية قد تجاهلت التقرير الخطير، لكن هذا التقرير سيكون من الآن اساسا لانتقاد إسرائيل من قبل الرأي العام- في وسائل الإعلام، الجامعات، في مراكز الأبحاث، حيث يتعاملون بجدية مع وثائق الأمم المتحدة.
رابعا، قررت إسرائيل مهاجمة شرعية المحققين وعدم التعاون مع غولدستون ورجاله. وكل الادعاءات التي وردت في وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد الحملة في غزة، والتي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي هو " الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"، وأن المس بالمدنيين حصل بحكم الضرورة وبصورة مدروسة، لم تُعرض أمام اللجنة. لكن في نظر الجامعات ببريطانيا أو اسبانيا، يُفسر الصمت الإسرائيلي على أنه اعتراف ضمني بالجرائم التي ارتكبتها إسرائيل فمثول بعض الأشخاص أمام اللجنة، بصفتهم الشخصية، أثبت جدواه؛ فقد أدلى نوعام شاليت، والد الجندي الأسير جلعاد شاليت، بشهادته أمام اللجنة، فدعا غولدستون خاطفيه إلى اطلاق سراحه. وربما كان من الأفضل لو تصرفت الحكومة مثله، ولو أغرقت غولدستون بالمعلومات.
خامسا، وربما الأكثر أهمية، تقرير غلودستون يعزز الخطر الإستراتيجي الأكبر الذي سببته إسرائيل لنفسها خلال العملية العسكرية وهو إلغاء الشرعية الدولية لتنفيذ عملية عسكرية مشابهة في المستقبل. فمن يريد مهاجمة المنشآت النووية في إيران والمخاطرة بسقوط صواريخ يتم إطلاقها من لبنان وغزة، سيضطر إلى أن يدرس جيدا فيما إذا كان العالم سيمنح إسرائيل فرصة أخرى لرد فعل شديد وقوي.

("هآرتس" 17/9/2009

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,232,045

عدد الزوار: 6,941,430

المتواجدون الآن: 105