نص إسرائيلي - مطلوب زعيم مخيف

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 آب 2013 - 6:55 ص    عدد الزيارات 642    التعليقات 0

        

 

نص إسرائيلي - مطلوب زعيم مخيف
ابرهام تيروش
"معاريف" ترجمة "المصدر"
حزب العمل هو حزب يأكل رؤساءه، وهو يحرص على الابقاء على هذه التقاليد بتزمت اصولي حقيقي. فهل ستكون جولة اخرى من مثل هذا الاكل في انتخاباته الداخلية في 21 تشرين الثاني المقبل؟ حسب الاستطلاعات، وضع يحيموفيتش جيد. في استطلاع "هآرتس" ومعهد "ديالوغ" الاخير في اوساط مقترعي حزب العمل (ليس اعضاء الحزب)، حصلت يحيموفيتش على 48 في المئة، أي ضعف ما حصل عليه اسحق (بوجي) هيرتسوغ الذي يأتي بعدها. في مؤتمر الحزب في نهاية الاسبوع الماضي تمكنت من الحصول على غالبية ومنع مطلب خصومها المركزيين، هيرتسوغ، ايتان كابل وارال مرغليت بتأجيل الانتخابات لرئاسة العمل الى كانون الثاني وفتح سجل الناخبين امام منتسبين جدد. ولكن الغالبية الطفيفة التي فازت بها في المؤتمر يمكنها أن تثير مخاوف معينة في معسكرها. احيانا تكون الاستطلاعات في جهة والواقع في جهة اخرى.
كانت يحيموفيتش نجاحا كبيرا كنائبة عادية. وقد اشترت اسمها ومكانتها في التشريع في المجال الاجتماعي – الاقتصادي. خطؤها كان في أنها حتى عندما انتخبت لرئاسة الحزب الذي يرى نفسه متنافسا على الحكم، واصلت حصر نفسها في هذا المجال وتعففت عن الانشغال في المجال السياسي – الامني، التي هي فيه غرّ، ولكنه هو الذي يقف في رأس جدول الاعمال الوطني في اسرائيل. في حملة الانتخابات بدت غير ناضجة وغير مناسبة لرئاسة الوزراء. وعندما استيقطت كان الاوان قد فات. عدم انضمامها الى حكومة نتنياهو كان خطأ آخر. فدخول الحكومة في مفاوضات مع الفلسطينيين يجعله اكثر حدة فقط، وتعهداتها المتكررة بدعم الحكومة في كل خطواتها السياسية يؤكد حدة السؤال لماذا إذن في واقع الحال أنت لستِ في الداخل. ومن جهة اخرى فان "حلفها" مع نتنياهو، الذي يستعد بسعادة لادخال العمل الى الائتلاف بدلا من البيت اليهودي، يغيظ بعضا من مصوتي العمل التقليديين.
السطر الاخير هو أن يحيموفيتش، مع كل اقدميتها في الكنيست وفي رئاسة حزبها ومع كل نشاطها في المجال الاقتصادي – الاجتماعي، لا تزال غير معتبرة مناسبة للحلول محل نتنياهو. ففي الاستطلاع الآنف الذكر، في مسألة مدى ملاءمتها لرئاسة الوزراء كانت النتيجة نتنياهو 56 في المئة ويحيموفيتش 15 في المئة. ويمكنها فقط أن تواسي نفسها في نتيجة اخرى في الاستطلاع. لبيد حصل على 7 في المئة فقط، ولكن هذه فرحة فقراء. في كل الاحوال العمل هو حزب مع تقاليد سلطوية ومع زعماء تولوا رئاسة الوزراء على مدى اكثر من 30 سنة، بينما "يوجد مستقبل" هو حزب ملابسات طارئة.
ولكن مشكلة حزب العمل اصعب، اكثر من شيلي. كما أسلفنا العمل هو بطبيعته وحسب تقاليده هو حزب سلطة. وحتى عندما يتقلص في عدد المقاعد فالى هناك يتطلع. في المعارضة يجد صعوبة في أن يجد نفسه. غير أنه ليس فقط يحيموفيتش بل وايضا اي ممن يتنافسون معها لا يتخذ صورة الملائم لرئاسة الوزراء، وبالتأكيد ليس في المنافسة مع بنيامين نتنياهو. الخلفاء المحتملون الذين يخيفون ويعرضون نتنياهو للخطر – في نظره كما ينبغي التشديد – موجودون في احزاب اخرى: في الليكود، في اسرائيل بيتنا (اذا خرج ليبرمان نظيفا من محاكمته)، في يوجد مستقبل (اذا لم تصفِّ لبيد ولايته كوزير للمال سياسيا)، وحتى في البيت اليهودي (بينيت يتطلع عاليا، قيادة حزب قطاعي صغيرة عليه). مع القيادة الحالية، حزب العمل لا يخيف حتى خوّافا وشكاكا كنتنياهو. لحزب العمل مطلوب زعيم مخيف.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,709,022

عدد الزوار: 6,962,297

المتواجدون الآن: 62